شادي سرور: لا أتدخل في رؤية المخرج وينصب إهتمامى على الشخصية التي أجسدها

 شادي سرور: لا أتدخل في رؤية المخرج وينصب إهتمامى على الشخصية التي أجسدها

العدد 646 صدر بتاريخ 13يناير2020

لقب بالمدير الفنان، وهو صانع العديد من النجاحات المسرحية، مديرا وممثلا ومخرجا.. شغل منصب مدير مسرح الشباب، وأوبرا ملك وحاليا يشغل منصب مدير مسرح الطليعة، قدم أعمالا فنية لكبار النجوم بالمسرح.. ومن أعماله « أسمع يا عبد السميع «، «قريب وغريب «، «بلقيس»، « إكليل الغار»، « أرض لا تنبت الزهور «،»المحروس والمحروسة «،»مؤتمر الحيوانات « ومؤخرا قام ببطولة عرض « اهتزاز» تأليف رشا فلتس وإخراج حسن الوزير وقد أجرينا معه هذا الحوار لنتعرف على دوره في العرض ونناقشه في عدد من القضايا الخاصة بالمسرح بوصفه مديرا .
- يعتمد عرض «اهتزاز» على السيكودراما.. هل سبق لك تقديم هذه النوعية من العروض ؟
لم يسبق لى تقديمها فى عروض مسرحية غير أنى قدمت مثل هذه الأدوار في مسلسل من إخراج خالد بهجت بعنوان «ملفات سرية” ولكن الأمر يختلف فى المسرح، فدائما فى النصوص المسرحية تكون سمات الشخصية الدرامية أكثر ثراء، ولكن في هذا النص لا يوجد غنى في الإبعاد النفسية للشخصية وهو بدوره ما يتطلب من الممثل اجتهاد أكبر لإيجاد أبعاد نفسية للشخصية التي يجسدها وقد عقدت مناقشات مع مخرج العرض حسن الوزير أثناء التحضير لإيجاد حلول وإيضاح ملامح الشخصية من خلال إضافة أمراض نفسية محددة لكل شخصية وتم الإتفاق على أن قدم شخصية رجل يعانى من مرض الهوس وفقدان كبير لثقته بنفسه ما يؤثر على سلوكياته، و علاقاته بالنساء ليشعر بأهميته، وقد حاول المخرج حسن الوزير عمل معادل تشكيلي مرئى للنص وذلك من خلال عناصر العرض من موسيقى وديكور وملابس العرض، ذلك لأن مؤلفة النص قامت بإيضاح البعد النفسي لشخصية واحدة من شخصيات العرض وهى شخصية «نسمة» التى تجسدها دنيا النشار.
- ما الأسباب التي دفعتك لاختيار هذه الشخصية وتقديمها؟
شخصية “سيف” لها تركيبة خاصة وهو الشخص الذي يعانى من الهوس وهو شخصية غير تقليدية والنص يتميز بجرأته، وهو ما جعلني شغوفا بأن أجتهد بشكل شخصي لتقديم شخصية مختلفة وجديدة بالمسرح،كما أحرص من خلال الورش الفنية التي أقيمها على تدريب الممثل و توجيه إلى إيجاد أبعاد للشخصيات التي يقوم بأدائها بنفسه، من خلال بحثه ورؤيته الخاصة حتى يشعر بما يجسده على خشبة المسرح.
 ما أهم ما يميز كتابات رشا فلتس المسرحية؟
تتميز رشا فلتس بأسلوب خاص فى الكتابة، كما تتميز بالجرأة فى تناول موضوعاتها فهى قادرة على كسر القوالب الثابتة والمعتادة فى طرح القضايا.
ماذا عن سلوكك كممثل خاصة أن لك خبرة إخراجية كبيرة؟
لا أتدخل في رؤية المخرج وينصب إهتمامى على الشخصية التي أجسدها و رؤيتى لها فقط وأناقش المخرج فيما تحمله الشخصية من تفاصيل، وأقدم الشخصية تبعا لتوجيهات المخرج وأثق فى رؤية المخرج حسن الوزير فهو يحمل خبرة مسرحية كبيرة
- ما أبرز صعوبات عروض السيكودراما ؟
هناك ندرة فى تقديم أعمال تعتمد على اتجاه السيكودراما، ومن أهم التحديات التى تواجهها التخوف من تقبل الجمهور لها، والمثال واضح على ذلك فى السينما المصرية، فهناك أفلام قدمت تعتمد على السيكودراما لم تلقى نجاحا جماهيريا ولم يتكرر تقديمها مثل فيلم «أين عقلي» و «الأخرس» فمجتمعنا الشرقي لا يتقبل المرض النفسي مقارنة بالمجتمعات الأجنبية، ولهذا لا نجد كتابا لهذا الاتجاه في الكتابة المسرحية.
- أيهما أحب لك وجودك كممثل على خشبة المسرح أم كمخرج ؟
الممثل يستطيع تقديم العديد من الأدوار التي تنقل رؤية المخرج المسرحى بينما المخرج المسرحى حتى يقبل على تقديم عمل لابد أن يحمل رؤية وقضية ملحة يود تقديمها، فعندما أقبل على تقديم تجربة إخراجية يكون ذلك بعد بحث كبير وقراءة نص مسرحي محمل برؤية وفكر خاص أود طرحه.
- قدم مسرح الطليعة خلال الموسم المسرحى المنتهي مجموعة من العروض المسرحية المتميزة منها عرض «نوح الحمام» للمخرج أكرم مصطفى، «شباك مكسور» للمخرج شادي الدالى
بصفتك مديرا لمسرح الطليعة هل ترى أن هذه العروض توافق هوية المسرح الذي يستهدف تقديم تجارب طليعية ؟
بالطبع، وكان إختيارى هذه العروض على هذا الأساس، فمفهوم التجريب ليس بالشكل المتعارف عليه فى مصر، فالتجريب يعنى التجريب على أصول المسرح التى بنى على أساسها وعليه بدأ البعض يجرب لتغيير المفاهيم الثابتة، وسأضرب مثلا بعرض “نوح الحمام”
فالدراما فى العرض بها تجريب لأن الدراما ثابتة لا تتغير ولكنها مليئة بالأحداث، وهذا معنى التجريب وهو: كيف نستطيع خلق عمل مسرحي الدراما به لا تتحرك به ولكنه يضم العديد من الأحداث والدلالات.. وعرض شباك مكسور يحمل تكنيكا مختلف وهو كيفية تقديم المأساه في إطار ملهاه.
فالعرض تدور أحداثه حول مواطن يعانى هو أسرته ويقبل على الانتحار، وقد قدمت هذه الفكرة بشكل كوميدي دون التخلي عن المأساة، والعرضان يقدمان فكر له أهمية للمجتمع ويحملان تجديدا وتجريبا.. والنقطة الهامة التي أرتكز عليها هى تقديم أعمال خاصة بهوية المسرح وتجذب الجمهور .
- هل من الضروري الالتزام التام بهويات المسارح ؟
هناك بعض المفاهيم المغلوطة ويجب تصحيحها، الهوية ليس لها علاقة بما يقدم على خشبة المسرح.. على سبيل المثال من الممكن تقديم هاملت على المسرح الكوميدي والمسرح القومي، و الطليعة وفى كل مسرح من مسارح البيت الفني ولكن كيف سيتم تناوله بشكل يتناسب مع هوية كل مسرح؟ فعندما تقدم هاملت على القومى ستكون كلاسيكية وعندما تقدم على الطليعة ستكون تجريبية وفى المسرح الكوميدي ستكون كوميدية وهكذا
- هل تفضل أن يدير المؤسسة المسرحية فنان أم إداري على خبرة واسعة باللوائح والقوانين ؟
أفضل فى إدارة المؤسسات المسرحية أن يديرها فنان فكل مسرح له منظومة، فمدير المسرح يعمل مع مدير الشئون المالية والإدارية ومدير دار العرض و رئيس الأقسام الفنية وهنا تظهر أهمية الإختصصات، فعلى سبيل المثال مدير الشئون المالية والإدارية مسئول عن الأمور المالية والإدارية واللوائح والقوانين ويقوم بعرض هذه الأمور على مدير المسرح الذي يعتمدها.
فمدير عام المسرح هو مدير فني يقوم باختيار المشاريع والموضوعات التي تقدم في المسرح وهناك عدد كبير من الإداريين فى البيت الفني معنين بتخليص الأمور الإدارية ويجب على مدير المسرح أن يختار عناصره التي تساعده وتكون على درجة كبيرة من الثقة، فهى منظومة يحكمها الاختيار السليم ويجب على مدير المسرح أن يمتلك إستراتجية ويكون على وعي بالمسرح الذي يديره، كما أن الإداريين يحملون على عاتقهم الأمور التي تتعلق بالعملية الإنتاجية والإدارية.
- هلا لازلنا نعانى من ضعف الدعاية والتسويق لعروض مسرح الدولة ؟
بالطبع وهى مشكلة معترف بها لدى الجميع، نظرا لأن فكرة توصيل المنتج للجمهور فكرة شائكة وفى الآونة الأخيرة قامت مواقع التواصل الإجتماعى بتسهيل مشكلة الدعاية والتسويق، فهناك شركات تختص بعمل دعاية وتسويق للعروض يتم التعاقد معها ولكننا نفتقد للدعاية الخارجية وقبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كانت الدعاية والتسويق أكثر صعوبة.
- في عام 2011 كنت مديرا لمسرح الشباب الذي أنتج في هذا التوقيت عرضا من أهم عروضه وهو « شيزلونج» للمخرج محمد الصغير حدثني عن تلك التجربة ؟
حققت هذه التجربة نجاحا جماهيريا كما حققت أعلى الإيرادات وكان المسرح كامل العدد بشكل يومى على الرغم من التكلفة الإنتاجية الضئيلة لهذا العرض التى لم تتخطى 30 ألف جنيه ولكننا تخطينا ال200 ليلة عرض وقمنا بعدة جولات فى عدد من الدول العربية، وكان الممثلين فى هذا العمل متميزين فى الارتجال بشكل كبير وقد أصبح أغلبهم نجوما على الساحة الفنية وكان أهم ما يميز هذا العمل هو روح الفريق الواحد والأسرة الواحدة و كان مخرج العمل محمد الصغير يستمع إلى توجيهاتي ومقترحاتي ويطورها مع أبطال العرض.
- عرض «واحد تاني» رشح لبطولته الفنان أحمد آدم فلماذا لم تستكمل التجربة ؟
قدمت هذة التجربة فى مسرح الطليعة لمدة شهر وكان من المقرر أن يقوك ببطولة العمل النجم أحمد آدم ولكن حدثت معه بعض الاختلافات الفنية ولظروف ما لم يستكمل التجربة وقدم العمل الفنان أحمد صيام وعمرو عبد العزيز وإيناس شيحة، وقد قمت بتحويل النص إلى فكر طليعي يتناسب مع هوية المسرح، وعندما أصبحت مديرا لمسرح الطليعة قمت بإيقاف العرض وحاليا أسعى لتقديمه على المسرح الكوميدي وسيقوم ببطولته الفنان أحمد صيام وجارى الإتفاق مع الفنان مدحت تيخه ..  والعرض يعتمد على كوميديا الموقف والدهشة .
- هل نعانى من ندرة في الكتابة الكوميدية؟
نعم، لا يوجد وعى بالكوميديا وذلك لأن الاهتمام الأكبر ينصب على الأفيه على حساب الفكرة وسأضرب مثلا بعرض «واحد تاني» الذي تعتمد فكرته على الإدهاش وعلى حدوث مواقف متناقضة، وهنا تعتمد الكوميديا على الموقف، لذلك انجذبت للنص.
- هناك انتعاشة كبيرة يشهدها مسرح القطاع الخاص .. هل يحمل هذا تحديا كبيرا لمسرح الدولة ؟
إطلاقا، فكل منهما له مجاله، مسرح القطاع الخاص يقدم نجوما كما أن تذكرته باهظة الثمن وليست فى متناول المشاهد العادي ولكن في مسرح الدولة الحد الأقصى للتذكرة 100 جنية والحد الأدنى 20 جنية وهى في متناول المشاهد وعلى المستوى الفني فمسرح القطاع الخاص هو مسرح منتج ونجم من الدرجة الأولى، ولكن كل ما علينا فعله في مسرح الدولة هو تحسين المنتج المسرحى.
ما خطة مسرح الطليعة الفترة المقبلة ؟
نستعد لتقديم عرض «مخدة الكحل» للمخرج انتصار عبد الفتاح، وهناك تجارب أخرى منها عرض «القفص» للمخرج إبراهيم السمان، وعرض «المفتش» إخراج باسم قناوى كما نحرص على عمل «ريبورتوار» لأهم العروض التي حققت نجاحا كبير.

 


رنا رأفت