عز حلمي: الجائزة تتويج لمجهود المبدع و«أحوال شخصية» محطة هامة في حياتي

عز حلمي: الجائزة تتويج لمجهود المبدع و«أحوال شخصية» محطة هامة في حياتي

العدد 555 صدر بتاريخ 16أبريل2018

الفائز بجائزة الإضاءة في مهرجان آفاق..
عمل بالمسرح لحبه الشديد لعنصر الإضاءة المسرحية ويعمل كمسئول للتجهيزات الفنية بالبيت الفني للمسرح منذ 21 عاما، صمم ما يقرب من المائة وخمسة عشر عرضا مسرحيا وحفلا، كما حصل على الكثير من التكريمات من وزارة الثقافة وعدة قطاعات بوزارة الداخلية، بالإضافة للكثير من جوائز الإضاءة بمهرجانات قصور الثقافة ومهرجانات جامعة القاهرة والمنصورة والمنوفية، كما حصل على جائزة السينوغرافيا مناصفة مع المخرج خالد توفيق بالمهرجان القومي للمسرح عام 2013، وجائزة أفضل إضاءة بمهرجان نقابة المهن التمثيلية في دورته الثانية، وجائزة أفضل إضاءة بمهرجان القاهرة للفنون، وأفضل إضاءة بمهرجان مسرح بلا إنتاج في دورته الثانية، وأفضل إضاءة بمهرجان آفاق دورة 2016، وأخيرا دورة 2018 عن عرض «ليلى»، وعن الجائزة وأهم مشكلات مصممي الإضاءة واحتياجاتهم كان لـ»مسرحنا» هذا الحوار مع مصمم الإضاءة عز حلمي.
 

متى كانت بداياتك مع المسرح والإضاءة؟
بدأت في مسرح الفنان والمخرج الكبير جلال الشرقاوي منذ 22 عاما وعملت لسبع سنوات بمسرح الهوسابير وعامين بمعهد الفنون المسرحية، وصممت إضاءة مائة وخمسة عشر عرضا مسرحيا وحفلا، والسبب في اختياري لتخصص الإضاءة جمالياته التي تظهر على المسرح مباشرة للمتفرج، بالإضافة لأهمية الإضاءة كعنصر أساسي في العمل المسرحي حيث تؤثر في نجاح المشهد وتضفي جاذبية على الصورة المسرحية، كما أنها تعبر عن حالة الممثل النفسية، بجانب مساهمتها في نقل التفاعلات من سعادة وحزن وغضب، فالإضاءة تدعم الحالة المسرحية فتبرزها أو تقتلها إذا لم تستخدم بشكل صحيح ومتقن، حيث اعتبرها مشاعر العرض المسرحي.
 - وكيف قمت بتطوير أدائك في هذا التخصص؟
التحقت بالكثير من الورش المتخصصة في الإضاءة والإدارة المسرحية ومؤخرا ورشة مسرح الشباب، وقرأت عنها الكثير من الكتب، بخلاف ما تعلمته من الفنان جلال الشرقاوي في مسرحه الذي أعتبره قدوتي ومثلي الأعلى في عالم المسرح لأنه بمثابة أكاديمية كاملة في شتى عناصر العمل المسرحي.
 - كلمنا عن تجربتك «ليلى» وصولك على جائزة الإضاءة بمهرجان آفاق؟
يعتبر مهرجان آفاق من المهرجانات الكبيرة والقوية حيث يشارك فيه عدد كبير من الفرق المسرحية من مختلف محافظات مصر تصل تقريبا لأكثر من مائة وعشرين عرضا، وتُقام فعالياته على مدار العام مما يجعلنا منشغلين بعروضنا، وهنا تكمن قوته وصعوبته في نفس الوقت، أما عرض «ليلى» لكلية تجارة جامعة بنها هي كولاج بين 3 روايات لصلاح عبد الصبور (ليلى والمجنون، والحلاج، ومسافر ليل)، لتقديم منتج فني جديد يناقش شخصيات النصوص الثلاثة ويظهر ما بينها من اختلافات ومن اتفاق ويكشف في النهاية أن الهم الإنساني واحد وإن تعددت الأزمنة والظروف والسمات الشخصية، إلا أننا كلنا في النهاية باحثون عن قيم العدل والحق والخير والحب، وقد حصل على أفضل عرض وأفضل إضاءة، وقد سبق وحصل نفس العرض على جوائز مهرجان القاهرة للفنون منذ عدة أشهر، وبالفعل أنا سعيد جدا بهذا النجاح الذي توج مجهوداتنا في العمل.
 - هل تعتبر الجائزة شهادة اعتراف بتفوق المبدع في أي من عناصر العمل؟
الجائزة تتويج لمجهود المبدع لكن رأي الجمهور والنقاد لا ينفصل عنها، وعندما يُجمع النقاد والجمهور على جودة العمل الفني فهذا في حد ذاته تفوق وشهادة محترمة في حق العرض حتى وإن لم يحصل على جائزة.
 - وماذا عن تجربتك أحوال شخصية؟
تلك التجربة تحديدا أعتبرها محطة هامة في حياتي العملية، لما يحمله العرض من حالة تلمس القلب مباشرة، حيث يطرح قضايا هامة تشغل مجتمعنا المصري، ولذلك فهو من الأعمال المحببة إلى قلبي منذ البروفة الأولى، والجميع كان يعمل بحب وتعاون وهذا ظهر على خشبة المسرح أمام الجمهور، وقد نال العرض إشادة كبيرة من أكبر النقاد في مصر بالإضافة لرأي الجمهور الذي أشاد بكل عناصر العرض.
 - ما المعوقات التي تواجهك أثناء عملك في البيت الفني للمسرح؟
أكبر مشكلة تواجهني أن عروضي في البيت الفني تكون بلا مقابل مادي لأني موظف به، ولا يتم الموافقة على عمل عقد تصميم إضاءة مع أن القانون يسمح بذلك، بالإضافة لبعض المشكلات الإدارية التي أقع فيها نتيجة للروتين، وتلك جميعها عراقيل تعيق الفنان وتمنعه من العمل، ومع ذلك أتغاضى عن كل ذلك، لأنني أحب عملي، بالإضافة لدعم الفنان إسماعيل مختار المتواصل لي.
 - كيف تجهز لأي عرض تشارك به وهل يستوعب المخرج أهمية الإضاءة وكيفية توظيفها؟
أحضر على الأقل ثلاثة بروفات وأصورها فيديو وأراجعها وأعمل عليها كثيرا حتى أصل للبلان المثالي، أما عن المخرجين فمعظمهم يهتم بالإضاءة وصورة العرض ولذلك يستعينوا بمصمم الإضاءة بدلا من القيام بها بأنفسهم، وحتى يتفرغ المخرج لباقي عناصر العمل، أما عن بؤر الإضاءة والإفيهات الخاصة بها فيتم وضعها بالاشتراك مع المخرج وبناء عليه يتم التنبيه على الممثل للالتزام بالإضاءة وهذا لمصلحته أولا وأخيرا.
 - تقول إن الممثل الذي يأخذ نوره رزق.. ماذا تقصد؟
لأنني قد أضبط إضاءة مشهد معين بشكل معين لممثل واحد فيتحرك الممثل أو يقف بشكل خاطئ فيضيع المجهود الذي بذلته لضبط الإضاءة هباء، وللعلم فالأمر ليس له علاقة بممثل هاو أو محترف، بل له علاقة بممثل يملك قدرة على الوقوف بشكل صحيح في نوره.
 - هل تشارك الإضاءة في التمثيل وتعبر للجمهور كما يفعل الممثل؟
في كثير من الأحيان تقوم الإضاءة بدور الممثل، فيمكن بمؤثر إضاءة إسعادك أو إبهارك أو حتى صدمتك.
 - كيف يمكن للإضاءة نقل المتفرج إلى عوالم وأفكار مختلفة أمام نفس المشهد؟
للإضاءة سحرها الذي ينقلك لعوالم مختلفة عن عالمك، لكن المهم دقة التصميم، بالإضافة للتنفيذ الذي يكون له عامل رئيسي وكبير في نجاح إضاءة المشهد لأنه من الوارد أن يقوم المصمم بعمله بشكل جيد ويفسده عدم دقة التنفيذ فيفسد العمل ككل، فعمل المنفذ في بعض الأحيان يكون أهم وأقوى من دور المصمم الذي يترك تنفيذه أمانة في رقبة المنفذ.
 - هل حصل عنصر الإضاءة على حقه في التقدير المناسب سواء على مستوى العمل أو الجوائز أو النقد؟
بالفعل تغيرت النظرة لعنصر الإضاءة خلال السبع سنوات الماضية وحصلت على التقدير المطلوب، حتى على مستوى النقد للارتقاء بالمهنة، فقد فرضت الإضاءة نفسها على العمل المسرحي وأظهرت الكثير من الفروق في الصورة بين العرض الذي يستعين بمصمم إضاءة والآخر الذي لا يستعين به.
 - هل نحن قادرون على تقديم مسرح الصورة بما يحمله من متعة وإبهار بصري؟
نعم، قادرون على ذلك شريطة أن تتوافر في المسارح الإمكانيات والتجهيزات بشكل محترف، إلا أن لكل قاعدة شواذها، فالمصمم الجيد لديه القدرة على إخراج صورة جيدة بأقل الإمكانيات، وهنا يكون الفرق بين المصمم الدارس والموهوب وغير الدارس لأن التعليم عامل هام بلا شك لكن أيضا الموهبة أهم.
 - ما الفرق بين الإنارة والإضاءة؟
هناك فرق بين الإنارة والإضاءة كالفرق بين الواقع والفن، فالإنارة تجعل من رؤية المتفرج للمشهد أمرا ممكنا بينما الإضاءة المسرحية هي لغة فنية تُصاغ بشكل مدروس ومحدد لإضفاء دلالة أو حالة نفسية محددة ومقصودة بحد ذاتها.
 - فيما تختلف إضاءة السينما والتلفزيون عن المسرح وأيهما الأصعب؟
تختلف الإضاءة في التلفزيون عن المسرح والسينما حتى في المصطلحات المتداولة، وأعتبر أن إضاءة المسرح هي الأصعب والأدق بينهم لأن نتيجتها تظهر مباشرة للجمهور بدون وسيط كالكاميرا أو فلاتر التصوير أو معالجة الصور، فمستقبلها هو عين المتلقي مباشرة.
 - من خلال مشاركاتك في عروض الثقافة الجماهيرية كيف ترى تجهيزات مسارحها وما الذي ينقصها؟
هناك نية من الإدارة الحالية للارتقاء بحال مسرح الثقافة الجماهيرية، لأنها تعاني من فقر الإمكانيات ومن أبسط التجهيزات، كما أن عدد المسارح يعد على إصبع اليد الواحدة، فمن المحزن - على سبيل المثال - أن محافظة كبيرة ومهمة كالمنوفية بلا مسرح منذ تسع سنوات.
 - مَن من شباب المسرحيين الآن تراه قدوة للجيل التالي؟
كل جيل له شبابه المسرحيون الجيدون ممن يقوم عليهم المسرح، والمسرحي «الشاطر» والمحترم هو من يفرض نفسه على الساحة رغم أي ظروف.
 - وما رأيك في المسرح الجامعي وتجهيزاته؟
للأسف الشديد فتجهيزات مسارح الجامعات سيئة جدا وتعاني أيضا من فقر الإمكانيات والإهمال، حتى إنها تعاني من عدم وجود نية للتطوير، وهذا يسبب عبئا ماديا إضافيا على المخرج الذي يعمل مع الجامعات، لأن جزءا كبيرا من الميزانية يوجه لتأجير أجهزة ومع ذلك هناك عروض للجامعات تنافس المسرح الاحترافي بقوة.
 - هل لدينا مهرجانات ترضي طموح المسرحيين وما الذي ينقص المهرجانات لدينا؟
المهرجانات كافية وترضي طموح المسرحيين، ولكن ينقصها تنظيم الوقت، فمن غير المنطقي أن تقام مهرجانات الجامعات جميعها في شهر أبريل، مما يقلل من فرص الشباب لمتابعة زملائهم في الجامعات الأخرى، فلا بد من تنظيم يتيح متابعة كل المهرجانات لأنه يضيف خبرة للمثل والمخرج.
 - ما هي العناصر التي يجب توافرها في مصمم الإضاءة الجيد؟
أهم العناصر التي يجب توافرها هي العين الحساسة، وأن يكون قادرا على فهم خيال المخرج وما يريده وفهم روح النص، فيكون لديه القدرة على توظيف جمالياته وتقنياته، بالإضافة للعلم والاطلاع بجانب العنصر التقني.
 - ما الذي ينقص مصممي الإضاءة وكيف يمكننا إخراج مصممين محترفين؟
ينقصهم توافر الإمكانيات والمسارح المجهزة بشكل سليم والأجهزة الحديثة، ولإخراج مصممين للإضاءة محترفين يتطلب الأمر إقامة ورش لمدربين محترفين سواء كانت في مصر أو خارجها
- هل هناك أجهزة معينة تحتاج إليها مسارحنا؟
تحتاج المسارح لأجهزة حديثة ومتطورة كالموجوده في المسارح العالمية، ولكن الأهم من الأجهزة تدريب الفنين عليها، فما الفائدة من وجود جهاز حديث مرتفع الثمن والفني يستخدم 10% فقط من إمكانياته، ولذلك أكرر دائما الاستثمار في البشر أهم من الأجهزة.
 - هل معنى ذلك أننا في حاجة لعودة البعثات الخارجية خاصة في عنصري الديكور والإضاءة؟
بالفعل نحتاج لذلك لمزيد من الاطلاع والتدريب والمعرفة والوقوف على آخر ما توصل إليه فن تقنيات المسرح، لأن عملنا في حاجة دائمة للتحديث ومن لا يطور نفسه سيموت.
 - ما النصائح التي تقدمها للمبتدئين في هذا التخصص؟
أولا مشاهدة الكثير من العروض المسرحية واللوحات والفن التشكيلي عموما لأن مصمم الإضاءة فنان تشكيلي، بالإضافة لمطالعة لصور العروض العالمية والقراءة أولا وأخيرا، بجانب متابعة الورش المتخصصة والمشاركة بها بشكل دائم.
 - هل يمكن أن تفكر يوما بالعمل كمخرج؟
لا أفكر في الإخراج إطلاقا لأنها ليست مهنتي.

 


روفيدة خليفة