يوسف الأسدي: اطمح أن يمثل «وحوش زجاجية» أكاديمية الفنون في المهرجانات المحلية والدولية القادمة

يوسف الأسدي: اطمح أن يمثل «وحوش زجاجية» أكاديمية الفنون في المهرجانات المحلية والدولية القادمة

العدد 639 صدر بتاريخ 25نوفمبر2019

يوسف الأسدي طالب بالمستوى الرابع بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، قدم العديد من العروض المسرحية منذ أن كان طالبا بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان، قبل أن يلتحق بالدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ رحلته إلى عالم التمثيل الذي عشقه وأسره .
حصل الأسدي مؤخرا على جوائز أفضل مخرج وأفضل ممثل في مهرجان المسرحي العالمي الدورة الـ 37 دورة الفنان فاورق الفيشاوي، وحصدت تجربته «الوحوش الزجاجية» للمؤلف تينسي ويليامز جائزة أفضل عرض في المهرجان، لذا كان لنا معه هذا اللقاء للتعرف على بداياته مع المسرح وعلى هذه التجربة .
- بداية كيف بدأت رحلتك مع المسرح ؟
البداية كانت في المسرح الجامعي حين كنت طالبا بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، شاركت في المسرح الجامعي ممثلا في مجموعة عروض مع المخرج محمد مبروك أبرزها مهاجر بريسبان للمؤلف جورج شحادة، وعندما التحقت بالدراسة بالمعهد تركت كلية السياحة والفنادق وتفرغت لدراسة المسرح، فشاركت ممثلا في عدة عروض  ضمن فعاليات المهرجانات التي ينظمها اتحاد الطلاب، منها «إنهم يعزفون « تأليف : محمود جمال الحديني واخراج عبدالله صابر، و « البدروم « إخراج محمد سالم، و» الدائنون « كمشروع تخرج للمخرجة هالة سرور .

- لماذا اخترت «الوحوش الزجاجية» لمسابقة  العالمي للمسرح؟
الحقيقة أنا مرتبط بهذا النص منذ تقدمت للقبول بالمعهد، فقد كان المونولوج الفصحى الذي تقدمت به للاختبارات هو مونولوج « توم وينجفيلد « بطل المسرحية، ومن يومها وأنا ابحث عن فرصة لتجسيد هذه الشخصية على خشبة المسرح، إلا أن النص لم يستهوي أحدا من المخرجين من زملائي بالمعهد، فقررت بعد خمس سنوات أن أقدمه بنفسي من إخراجي، وبالفعل بدأت في التحضير على الورق وبدأت العمل.

- كيف ترى هذه التجربة الآن بعد أن حصدت معظم جوائز المهرجان لاسيما وأنت المخرج وتلعب دور البطل في ذات الوقت؟
بالطبع الأمر كان مرهقا للغاية، إلا أني تمسكت بهذا الدور، فلم أكن استطيع أن أجد ممثلا غيري يحمل كل هذا الشغف بهذه الشخصية، رغم إحساسي بالتشتت بين التمثيل والإخراج، وقد استغرقت التجربة أربعة شهور من التحضير والإعداد والبروفات حتى ليلة العرض .

- هل ترى أن تقديم هذا النص ملائم في هذا التوقيت؟
هذه المسرحية تلائم أي زمان ومكان، فعلى الرغم أن النص أمريكي إلا أنه يلقى بظلاله على الواقع في مصر و غيرها،  فهو يعرض مشكلة الأب المنفصل عن بيته، وألام وعلاقتها بابنتها وخوفها عليها، وسعيها  جاهدة البحث لها عن زوج لتضمن لها مستقبلها، وهذا الشاب العشريني توم وينجفيلد الذي لم يعد يحتمل مسئوليات أمه وأخته لورا. فهي تستعرض أزمة قد تحدث في كل بيت، ولذا ارتكزت الصورة على مجموعة متجاورة من البيوت كشفت الحائط الرابع لأحدها وكأن داخل كل بيت من هذه البيوت مأساة مشابهة.

- ما رأيك في هذه الدورة من المهرجان؟
شهدت هذه الدورة مجموعة متنوعة ومختلفة من العروض، تتسم بالقوة على الناحية الفنية، وبالتنوع في الرؤية .

- لكن من الواضح ان العروض الستة المتنافسة تتشابه في كونها تنتمي لدراما القرن العشرين؟
طبيعي فنحن بصدد مهرجان عالمي، والجميع يميل لتقديم نصوص حديثة بعض الشيء

- هل كنت تتوقع كل هذه الجوائز للعرض؟
نعم بل كنت أتوقع أكثر من ذلك، كنت أتوقع جائزة للإضاءة وأخرى للموسيقي، ولكن كان المؤلف الموسيقي مصطفى منصور من خارج الأكاديمية، ولجنة التحكيم لا تقيّم العناصر من خارج الأكاديمية .

- كيف تعاملت مع أزمة  اختيار الممثلين في هذا العرض؟
في البداية واجهتني مشكلة التسكين فعلا، لصعوبة الأدوار الشديدة الواقعية، ذات الأبعاد المعقدة، فكان لابد من اختيار الممثل الواعي، من يملك الخبرة، ويجرؤ على المغامرة في نفس الوقت، بالإضافة لملاءمة الملامح الشكلية ولون البشرة للممثلين حتى يصدق المتلقي أنه أمام أسرة حقيقية  مكونة من أم وابنتها وابنها، بل إنني تحريت ذلك حتى في شخصية الأب الذي لا يظهر إلا في صورة فوتوغرافية على الحائط .

- يبدو أن التجربة كانت مرهقة، وتطلبت الكثير من الوقت؟
بالفعل فقد استغرقنا وقتا طويلا لدارسة الشخصيات وفهمها جيدا، عن طريق التجربة والفرضيات لاختيار طريقة الأداء الأنسب والأفضل، حتى أن العرض ليبدو بسيطا وسهلا، إلا أن هذا كلفنا وقتا كثيرا، ما يقارب أربعة شهور، من أجل البعد عن التمثيل للوصول للواقعية والصدق في التعبير .

- هذا عن التمثيل، فماذا عن السينوغرافيا داخل العرض؟
كان المدخل بالنسبة لي في  صياغة سينوغرافيا العرض هو صيغة التذكر التي يرتكز عليها العرض، لذا نجد بعض الأجزاء مكتملة أنيقة ونرى بعضها ناقصا متآكلا، فالبطل توم وينجفيلد هناك أماكن وأحداث يتذكرها جيدا، وأخرى يحاول أن يمحوها من ذاكرته.
- يبدو أنك متعاطف كثيرا مع البطل وينجفيلد؟
بالطبع، فهو شاب عشريني يحلم بالمغامرة بعيدا عن كبت البيت ومسئوليته عن أمه وأخته بعد غياب أبيه الذي تركهما ورحل، فوجد نفسه يعمل في مصنع أحذية، ويهرب من ذلك للسينما أو السهر في الملاهي الليلية لكي ينسى، لكنه في النهاية يتخذ قراره ويختار لنفسه، فيكفي ما ضيعه من عمره.
 
- ما رأيك في حركة المسرح المصري في الآونة الأخيرة؟
أرى أن المسرح المصري انتقل لمنطقة جديدة بعد أن كان يغلب عليه الطابع الكوميدي، والساركازم، كمسرح أشرف عبد الباقي، ولكن في الآونة الأخيرة أرى أنه أصبح يتجه للواقعية، مما أظهر أشكالا أخرى وجديدة، يتجه إليها الجمهور الذي أصبح أكثر وعيا من ذي قبل.

- ما أمنياتك وطموحاتك لهذا العرض ولنفسك في الفترة القادمة؟
أتمنى أن أتمكن من المشاركة بهذا العرض في الدورة القادمة من دورات المهرجان القومي للمسرح، ومسابقة إبداع، وتمثيل الأكاديمية والمعهد العالي للفنون المسرحية في كل المهرجانات المحلية والدولية القادمة .
وأتمنى لنفسي أن أصبح نجما في التمثيل، فالإخراج ليس هوايتي كالتمثيل الذي هو شغفي وعشقي وهو ما دفعني  من البداية للتقدم للالتحاق بالدراسة في المعهد .  

 


عماد علواني