العدد 634 صدر بتاريخ 21أكتوبر2019
في إطار برنامج توطين 2019 استهلت فرقة المدينة الصغيرة بشفشاون مرحلته الأولى والتي شملت العديد من الورشات التكوينية والعروض والندوات الفنية الغنية بمدينة مشرع بلقصيري.
بدأت إذن سلسلة الورشات التكوينية الهادفة التي لاقت التجاوب الواضح من شباب وفعاليات المدينة المتعطشة لمثل هذه المبادرات الفنية والمسرحية.
ولقد أعرب المدير الفني للمشروع السيد أحمد السبياع عن الأبعاد العامة لدخول الفرقة للتوطين هذه المرة وذلك لأجل الاقتراب من الناس بجميع شرائحهم،وطرح قضايا تخصهم وتبحث عن إجابات معهم وبصيغ جمالية شتى وبدون مباشرة ووعظ.
“وبالمجمل فإن أهم أمر في تصورنا هو المتلقي،هو البعد الأول والأخير لكل تحركاتنا”
فخلال الفترة الممتدة من 28 شتنبر إلى فاتح أكتوبر 2019 عرف المركب الثقافي بمشرع بقصيري المرحلة الأولى لورشة الممثل وعمله التي أشرف عليها الفنان المعروف عادل أبا تراب الذي اشتغل في الورشة على مفاهيم نظرية عامة وأساسية للمثل الصاعد،الذي ليس عليه استسهال مهنته التي تحتاج إلى الكثير من الجهد والتعب والتعامل مع الفضاء وكسر المعيقات واختراق الصمت. فالممثل مرآة المجتمع له أهداف محددة،يوظفها لكي يقوم بتقمص ومحاكاة أدورا بعينها ومتنوعة. فعليه فهم الشخصية والاشتغال على الدور وتوظيف آلياته الهامة: العقل،الجسد،الصوت. ولعل العائق الأول عند كل ممثل والذي عليه أن بكسره حتى يسعى إلى تطوير نفسه بدون رقابة،وذلك عن طريق الملاحظة والخيال،والتركيز وتحليل وفهم دوره،والحركة واستغلال ميزات الصوت،والاقتصاد والبناء.
فالممثل له أدواته التي تتوزع على جهازيه:
الجهاز الخارجي: جسم،وصوت
الجهاز الداخلي: أحاسيس،مشاعر وانفعالات.
وفي مرحلتها التطبيقية تم الاشتغال على تقنيات متعددة وبسيطة لعمل الممثل مع إعطاء فرص للمناقشة والتصحيح.
ولقد صرح الفنان أبا تراب بأن مثل هذه الورشات يجب الحفاظ عليها والاستمرار فيها لما لها من قيمة في خلق مواهب وتفجير طاقات لم تجد الفرصة لكي تعبر عنها. كما أنها فرصة لكي يتعلم الممثل كيفية التعامل مع الفضاءات الركحية وبالتالي ايجاد فرص للتطبيق والاحتكاك والتعلم والتحيين.
كما استطلعنا آراء بعض المشاركين والفاعلين الذين أعربوا عن فرحتهم بالمشاركة في هذه الورشة وقيمتها في مراحلها جميعا لخلق فرص للممارسين داخل المشهد المسرحي بمشرع بلقصيري.
كما بدأت ورشة السينوغرافيا الموسومة ب: الفضاء المسرحي وتجلياته من تأطير الفنان عبد المجيد الهواس من الفترة الممتدة من رابع إلى سابع أكتوبر منه 2019 بالمركب الثقافي مشرع بلقصيري وذلك في إطار برنامج توطين فرقة مسرح المدينة الصغيرة لهذا الموسم.
لقد بين الهواس البدايات الأولى لمفهوم السينوغرافيا منذ نشأته وتحديده بشكل واضح قبل خلطه بالديكور في حين اعتبر السينوغرافيا كل الإكسسوارات التي توجد فوق الركح. شرح كذلك قيمة الفضاء في المجال ومستويات تجريده،فالديكور إذن جزء من هذا الفن الذي يعتمد على خلق الفضاء المسرحي ولا تكتمل إلا بتواجد الممثل فوق الخشبة ويحرك الجمهور وأحاسيسهم. السينوغرافيا إذن بيان مشترك بين المخرج والفنان التشكيلي وتقارب وجهة نظرهما من العرض أو الأوبرا أو العمل الراقص التي تعرض كوحدة متكاملة. فالسينوغراف الناجح يجب عليه دمج أفكار المخرج،وفهم النص ككاتب،كما يستحضر احتياجات الممثل الذي يواجه المتلقي فيخلق كتشكيلي فضاءات بالخيال التي تلائم أنتاج وصورة العرض.كما ركز على تأثيرات الضوء والظل على كل الفضاء المسرحي.
كما صرح السينوغراف والمخرج عبد المجيد الهواس بأن قيمة هذه الورشات والمعامل المتواصلة في مدن بعينها هامشية على العاصمة التي تعرف وحدها تواجد المعهد العالي للمسرح،فتكون فرصة لخلق فنانين صاعدين يمكنهم تطوير واستكمال تكوينهم بالمعهد لاحقا.
وقد ثمن المشاركون هذه الورشة التقنية والفنية الهامة التي تقوم بوضع النقاط على الحروف في مجال المفاهيم الجديدة بالمجال وكذا إعطاء فرص لمواهب الفن التشكيلي في شق طريقهم نحو مجال السينوغرافيا والبحث فيه مستقبلا بمدينة بلقصيري.
ضرورة التكامل في البرنامج هذا العام أكد عليه المدير الفني لتوطين هذا العام السيد أحمد السبياع الذي أشار إلى سيرورة مدروسة خلال ثلاث سنوات والذي له تجليات عبر فعاليات هي:
- إنتاج عمل مسرحي احترافي
- تنظيم دورات تكوينية في مهن المسرح
- تنظيم ندوات وحفلات توقيع كتب
- نشر كتب مسرحية وتوزيعها
- الإقامة الفنية لغاية كتابة نص مسرح ونشره