مصطفى حسني: اعتمدت على الفانتازيا مع الاحتفاظ بواقعية الأداء

مصطفى حسني: اعتمدت على الفانتازيا مع الاحتفاظ بواقعية الأداء

العدد 633 صدر بتاريخ 14أكتوبر2019

حصل عرض «الجميلة والوحش» للمخرج مصطفى حسني على جائزة أفضل عرض في مسابقة مسرح الطفل بالمهرجان القومي للمسرح في دورته الأخيرة، كما حصل مصطفى حسني على جائزة أفضل مخرج مناصفة مع المخرج زياد هاني، بالإضافة إلى عدد من جوائز التمثيل الأولى التي حصل عليها كل من نادر الجوهري ولانا عماد، وشهادات التميز لشريهان شاذلي، كذلك أفضل تأليف موسيقي وألحان أحمد حسني، وأفضل إضاءة وليد درويش، وشهادة تميز في الأزياء لأميرة صابر، وأفضل ديكور لأحمد أبو الحسن.
مصطفى حسني مخرج ومؤلف وممثل، شارك في أكثر من 75 عرضا بالمسرح الجامعي والفرق الحرة والأوبرا وأكاديمية الفنون منذ عام 2004، ومن هذه العروض «سور الصين، طقوس الإشارات والتحولات، براكسا إخراج نادر صلاح الدين، أس أم أس إخراج خالد جلال.. كما أخرج الكثير من العروض منها «المرحوم، وإبليس، مسرحية أمل»، وغيرها.. حصل على الكثير من الجوائز ومنها على سبيل المثال أفضل مخرج عام 2007 وأفضل مخرج ثانٍ عام 2018 من جامعة القاهرة، كما حصل على جائزة المركز الثاني تأليف لمسرحية أمل بمهرجان جامعة القاهرة عام 2018 وجائزة أفضل نص مسرحي عام 2019 بمهرجان شرم الشيخ الدولي.
حول هذه التجربة وحول مشاركته في المهرجان القومي مؤخرا كان لنا مع مصطفى حسني هذا الحوار.
 - ماذا تمثل لك الجائزة؟
في البداية أود أن أشير إلى أنني عاصرت الدورات التأسيسية في المهرجان القومي منذ أن كنت طالبا في الجامعة وكانت اللوائح الخاصة بالمهرجان في ذلك الوقت تنص على أن العرض الأول من الجامعة له الأحقية في المشاركة بالمهرجان.. وقد شاركت بعرض من إخراج المخرج الراحل حسين محمود وفاز العرض بجائزة أفضل عمل جماعي وسعدنا بالجائزة كثيرا، وفي العام الماضي أخرجت عملا للجامعة ولكن لم يحالفني الحظ للمشاركة في المهرجان، وهذا العام قمت بإخراج عرض «الجميلة والوحش» في المعهد العالي للفنون المسرحية وشاركنا في مسابقة مسرح الطفل، وسعدت بالجائزة كثيرا فهي تعد من أهم الجوائز التي يحصل عليها المخرج أو الفنان في مشواره المسرحي.
 - هل نعاني من فقر في كتابات الطفل؟
الحقيقة، إننا نحتاج إلى كتابات أعمق ولها محتوى مهم للطفل، فهناك عروض مسرحية تتعامل مع الطفل بسذاجة وهو شيء غير مستحب، فطفل اليوم على درجة عالية من الوعي والذكاء والإدراك، ودائما عندما أقدم عرضا جديدا للكبار أقوم باصطحاب مجموعة من الأطفال لمشاهدة العرض لأن الطفل يشاهد العروض بطبيعة وتلقائية وإذا استمتع بما يقدم يكون المخرج قد قدم عرضا ناجحا.
وهناك نقطة مهمة يجب أن أشير إليها وهي أنه من الضروري رصد ميزانيات جيدة لعروض مسرح الطفل كما في الخارج، حيث يتم الاهتمام بها ورصد ميزانيات خاصة بها، لأن الإبهار هو أساس عروض الطفل وهو ما يجذبه لمشاهدة العرض، ومؤخرا استطاع كسر هذه القاعدة المخرج محسن رزق وقام بإحداث تغيير في مفهوم مسرح الطفل من حيث إنها لا تقدم فقط للطفل ولكنها عروض للأسرة والطفل.
 - ما تعليقك على عدم تخصيص جوائز للديكور والسينوغرافيا في مسابقة مسرح الطفل؟
كان من الضروري أن يتم تخصيص جوائز للسينوغرافيا: ديكور وإضاءة وملابس وغيرها من عناصر الصورة، فكما نعلم أن أساس عروض مسرح الطفل هي عناصر الإبهار فهي التي تجذب الطفل لمشاهدة العرض، لذا كان من المهم أن تخصص هذه الجوائز على أن تقوم لجنة التحكيم بالتقييم.
 - ما رأيك في عمل مسابقة مستقلة لمسرح الطفل بالمهرجان؟
وجهة نظري أن التقسيم ضد فكرة المهرجان، وهو شيء غير محبذ، وفيما سبق عندما كانت تتنافس جميع العروض كان هذا الأمر له دور في عمل حراك جماعي، فكانت الجماهير تشاهد ثلاثة عروض في اليوم الواحد وهو شيء جيد ويتيح لهم أن يشاهدوا العروض بشكل جيد، بالإضافة إلى أن المسرحيين كانوا يتمكنون من مشاهدة عروض بعضهم البعض والاستفادة من التجارب المقدمة،
ولكن مع وجود 6 عروض في اليوم الواحد أصبح اليوم مزدحما ولا يتيح لنا كمسرحيين مشاهدة عروض بعضنا البعض، وأنا ضد تقسيم المسابقات ولكنني مع إقامة مسابقة خاصة بعروض مسرح الطفل ولكن ليست داخل المهرجان القومي.
 - «الجميلة والوحش».. ما الذي دعاك لتقديم تلك التجربة؟
أميل لتقديم عروض مسرحية تمس الجوانب الإنسانية، ومنذ فترة طويلة أقوم بكتابة وإخراج عروضي أو أستعين بمؤلفين جدد، وكان مضمون العمل يطرح فكرة الحب بمعناه الأشمل والأعم فالحب طاقة كبيرة وقيمة مهمة وسامية وليس للحب معنى محدد نستطيع أن نتفق عليه والسبب الأهم الذي دعاني لتقديم العرض هو أنني أحاول تقديم عروض الميوزيكال بشكل مختلف، فأنا أؤمن أن الممثل يجب أن يكون ممثلا شاملا يستطيع الغناء والتمثيل والرقص كما سبق وأن قدمت تجربة عرض «ميوزيكال» مع المؤلف والمخرج نادر صلاح الدين، وهو عرض «براكسا» وقد كانت تجربة مميزة وهو ما دفعني لأقدم تجربة الجميلة والوحش.
 - ما الرؤية التي أردت أن تطرحها من خلال عرض «الجميلة والوحش»؟
العرض يبعث برسالة مهمة وهي أن أهم ما يميز البشر هي دواخلهم ومضمونهم وما يتصفون به وهو أمر مهم، فقد أصبح المجتمع يميز بين الأشخاص بالمظاهر وليس بالمحتوى الحقيقي للإنسان وهو أمر خاطئ.
 - مؤخرا أثيرت أزمة اقتباس أفلام الكارتون الشهيرة وتقديمها على خشبة المسرح دون ذكر اسم المؤلف أو أن ينسب التأليف إلى المخرج فما رأيك في تلك المشكلة؟
الأمر يخضع لأمانة المخرج كما يجب احترام حقوق الملكية الفكرية وفي تجربتي قمت بالعمل على التيمة الرئيسية ولكن بنص جديد. ومن وجهة نظري أنه لا مانع من أن يقوم المخرج بتقديم إحدى التيمات، ولكن بنص جديد وصياغة جديدة، ولكن في حالة اقتباس عمل بجميع أحداثه ومفرداته فيجب أن يتم ذكر المصدر.
 - ما التكنيك الذي اعتمدت عليه في إخراج عرض «الجميلة والوحش»؟
اعتمدت على تقديم الفانتازيا ولكن مع الاحتفاظ بواقعية الأداء فالتمثيل والمشاعر حقيقية بشكل كبير وأنا أفضل التعامل بهذا التكنيك لأنه لا يسبب اغتراب بين المتلقي والعرض، كما أن الجمهور يميل لمشاهدة ما يمسه، وهو أمر يجب أن نراعيه عند تقديم أعمال مسرحية ومن الضروري تشجيع شباب المؤلفين.
 - قدمت تجربة عرض «أمل» إنتاج الهيئة العامة لقصور الثقافة وكان يناقش مشكلات مرضى السرطان.. ما الذي دعاك لتقديم هذه الفكرة؟
قدم عرض «أمل» للمرة الأولى في كلية التجارة جامعة القاهرة وقد كانت ظروف كتابتي للعرض هو إصابة والدتي بمرض السرطان وتوفيت به، وكنت دائما أرى صراعها ومعاناتها مع المرض وهو ما لمسني بشكل كبير ودعاني لأن أقدم التجربة التي تحمل بارقة أمل لكل مريض سرطان، فقد شاهدت تجارب كثيرة لقسوة هذا المرض مع الكثير من المقربين، وكانت تجربة مختلفة حيث تدرب فريق العمل لمدة ثلاثة أشهر على ميكانيزم الحركة والاستعراضات، وشاهد المخرج عادل حسان مدير إدارة المسرح العمل ونال إعجابه ووافق على أن يقدم العمل وكان من المفترض أن يشارك  في المهرجان القومي ولكن لم يحالفه الحظ، وكنت أسعى لأن يصل العرض لكل مريض سرطان حتى يشعر بالأمل وتتحسن صحته النفسية، فالعرض بمثابة بارقة أمل لكل مريض سرطان، وقد اجتهدت كثيرا لتقديمه وكنت أتمنى أن يستمر بشكل أكبر وأن ينال قسطا وافرا من الاهتمام.
 - هل نعاني من فقر في الكتابات المسرحية بشكل عام؟
نحن لا نعاني من فقر في الكتابات المسرحية ولكن من الممكن أن يكون هناك توجه خاطئ، وقد حصلت على جائزة أفضل مؤلف العام الماضي في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، فالشباب لديهم أفكار جيدة ومختلفة ولكنهم يحتاجون إلى الدعم والثقة والتشجيع.
 - نشأت في مسرح الجامعة من وجهة نظرك كيف نستطيع تطوير المسرح الجامعي وما تقييمك له في هذه الفترة؟
مسرح الجامعة يعد من أهم المسارح في مصر وخصوصا أن فرق الجامعة تعمل بإخلاص وحب كبير لما يقدمونه وهناك تطوير كبير في المسرح الجامعي، وأعتقد أن هناك ضرورة للاهتمام به من الدولة وقد أفرز عددا كبيرا من النجوم وكبار الفنانين.
 - تتلمذت على يد المخرج الراحل حسين محمود فما أهم الأمور التي تعلمتها منه؟
إذا تحدثت عن المخرج الراحل حسين محمود وعن إبداعه فلن أستطيع أن أفيه حقه، ومن مميزاته إخلاصه لما يقدمه، وفي الفترة الأخيرة قبل رحيله بأشهر، وعلى الرغم مما كان يعانيه من صعوبة الحركة إلا أنه كان يصر على الوجود في البروفات والعمل بشغف وذلك لإخلاصه الشديد، كما كان يهتم بتعليم تلاميذه وهو أهم ما تعلمته منه.. فأغلب النجوم على الساحة الفنية الآن هم تلامذة الراحل حسين محمود، ذلك بالإضافة إلى تميزه في فنيات العرض المسرحي.
هل تعتقد أن الجيل الجديد من المسرحيين يفتقد التواصل مع الأجيال المسرحية السابقة؟
في بعض الأحيان يحدث عدم التواصل بين الأجيال الجديدة والأجيال السابقة أو القديمة، ولكنني أرى أن هذا دور جيل الوسط الذي يتواصل مع الجيلين، ويجب أن يكون همزة الوصل، فهو أمر يقرب من الأفكار ووجهات النظر.
وأبناء فريق كلية التجارة دائما يحرصون على متابعة الأجيال الجديدة للفريق وهو ما يعطي حافزا على الاجتهاد.


رنا رأفت