هاني رمزي: «أبو العربي» استغلال لنجاح الشخصية و لا علاقة لأحداثها بالفيلم

هاني رمزي: «أبو العربي» استغلال لنجاح الشخصية و لا علاقة لأحداثها بالفيلم

العدد 735 صدر بتاريخ 27سبتمبر2021

الوقوف على خشبة المسرح  حلم أي ممثل، وقد  وقف على خشبته  في بداياته مع عمالقة من رواد هذا الفن ومنهم الفنان الراحل فؤاد المهندس، كما شارك الفنان محمد صبحي في عدد من أعماله المسرحية. آخر مسرحياته «كده أوكيه».سرقته السينما ليقدم لنا عددا من الأفلام التي ما زالت إفيهاتها تعيش مع الجمهور. له طريقته الخاصة في تقديم الكوميديا، وقد ترك بصمته وأحبه الجمهور. النجم هاني رمزي يعود  بعد غياب ثمانية عشر عاما عن المسرح ليقدم مسرحيته الجديدة «أبو العربي» ويشاركه البطولة داليا البحيري، أحمد فتحي، حجاج عبد العظيم، محمد جمعة، ليلى عز العرب، عمرو عبد العزيز، والمسرحية من تأليف محسن رزق، وإخراج تامر كرم.

لنبدأ من ابتعادك 18 عاما عن المسرح.. ما السبب؟ وكيف اتخذت قرار العودة؟ 
كان لدي بعض الارتباطات السينمائية، بالإضافة لرغبتي في الحصول على إجازة من المسرح لكي أهتم بالسينما وقد استغرق الأمر مني سنوات ثم جاءت فترة الثورات وعدم استقرار البلاد وبالتالي كل الأنشطة غير مستقرة، والمسرح خاصة لم يكن يعمل، وهذا أثر على تواجدنا ، ومنذ أربع سنوات بدأت البحث عن نصوص مسرحية جيدة ولم يكن هناك نصا مناسبا لي فكنت اعتذر لرغبتي في العودة بعمل مختلف وجيد حتى التقيت بالمخرج تامر كرم ومحسن رزق وعرضا علي مسرحية «أبو العربي» وشجعاني لإعادة تقديم شخصية أبو العربي على خشبة المسرح ولكن من خلال أحداث وشخصيات جديدة مختلفة عن قصة الفيلم. فقط شخصية أبو العربي هي التي نلعب عليها ونستثمر نجاحها، وبالفعل وافقت وطلبت منهم البدء في الكتابة والفيصل في النهاية هو النص وبالفعل اجتهدوا ووجدت النص « لطيف» وتشجعت وها نحن نقدم الموسم الثاني وردود الفعل كبيرة وسعيد بها جدا. 

حدثنا عن مسرحية «أبو العربي» وما الرسالة التي تقدمها المسرحية؟ 
القصة تدور حول أبو العربي الذي يكلف بمهمة أن يحل محل شخص آخر شبيه له عالم نووي دون أن يشك أحد في هويته، وتحدث الكثير من المفارقات حين يواجه مواقف لم يدرب عليها ولا يعرفها، كل هذا في إطار كوميدي استعراضي اجتماعي، و رسالة المسرحية حب الوطن وتنمية روح الانتماء، فالمسرحية مليئة بالرسائل. 

هل تدخلت أثناء التجهيزات في نص المسرحية؟ 
كنت أتابع كل ما يكتب ولكن لم يكن هناك تدخلات جوهرية فكان يتم إضافة إفيه مثلا أو اختصار لجزء ما بينما الفكرة والنص وافقت عليهم تماما وجميعنا شاركنا في زيادة جرعة الضحك فوضع كل منا بصمته على الشخصية التي يلعبها، المسرحية لا اعتبرها بطولة مطلقة بل عمل جماعي، وكل فرد في المسرحية بطل في منطقته وسعيد بوجود وجوه جديدة كثيرة في المسرحية أراها وجوها قوية ومواهب عظيمة واعتقد سيكون لهم مستقبل كبير. 

بسبب الفيلم وشخصية أبو العربي تم استجوابك في مجلس الشعب ألم تتخوف من نفس رد الفعل تجاه المسرحية؟ 
ما حدث في الفيلم كان مصطنعا نتيجة لمشاركة أحد الأشخاص بالانتخابات وكان الهدف منه الدعاية ولم يجد أفضل من نجاحي ونجاح الفيلم حتى يعترض على بعض أحداثه، وحين قدم الاستجواب توجهت للمجلس وطلبت منهم مشاهدة الفيلم أولا ثم إبلاغي بالمشكلة وعرض في المجلس ولم يجدوا أية مشكلة في الفيلم ولذلك كنت متأكدا من عدم حدوث ذلك مع المسرحية فعلى العكس جمهور بورسعيد دائم الحضور للمسرح وسعيد بالمسرحية ونسعى لعرضها في المحافظات وخارج مصر. 

- فكرة استغلال نجاح شخصية ما سلاح ذو حدين فهل تنوي تناول شخصية أبو العربي في أي أعمال أخرى؟ 
لا أعتقد ذلك لأني قدمتها في السينما والمسرح وهذا كاف هو بالفعل استغلال لنجاح الشخصية وحين وضعت في أحداث جديدة أحبها الجمهور وتقبلها ونجحت ولكن من غير المعقول أن أكرر أيا من الشخصيات التي سبق وقدمتها مرة أخرى. 

لماذا لم تستعن بفريق عمل الفيلم وكيف هي كواليس العمل مع داليا البحيري في أول تجربة مسرحية لها و بعد غياب أكثر من عشرين عاما منذ تعاملكما معا في محامي خلع؟ 
لان الأحداث مختلفة تماما وحتى لا يختلط الأمر على المتفرج ويظن أن المسرحية امتداد للفيلم أو أحداثه فكان لابد من تغيير فريق العمل، أما داليا فهذا هو التعاون الثاني بيننا وهي صديقتي وفنانة جميلة وسعدت حين علمت بترشيح المخرج والمنتج لها  وقدمت دورها بشكل رائع رغم انها أول مرة على المسرح ولكنها «شاطرة» وسعيد بنجاحها في المسرحية وأتمنى أن نعمل سويا في الكثير من الأعمال.


-كونك نجما سينمائيا هل يختلف العمل المسرحي عن السينمائي في فكرة النجم الأوحد أو البطولة المطلقة؟ 
العمل الجماعي بصفة عامة يلقى قبول لدى الناس أكثر من أفلام النجم الأوحد، أرى أننا كفريق كرة قدم وكل فرد يسلم الكره للآخر حتى نسجل هدفا، فالمسرح فعل جماعي ،  كل فرد يشترك فيؤدي دوره حتى تكتمل الحدوتة ويخرج المتفرج برسالة المسرحية ويستمتع بها، وهذا ما ظهر في أبو العربي، عمل جماعي الكل مشارك فيه من الأصغر للأكبر في حالة من الحب والتعاون وجميعنا هدفه نجاح المسرحية وهذا في حد ذاته شئ عظيم

هل تقديم عمل على مسرح الدولة أمر قابل للتنفيذ بالنسبة لك ؟ 
ولما لا فليس هناك مانع من تقديم عمل على خشبته، الفكرة كلها ان الورق هو المحرك الأساسي لي، أن يكون ذو مغزى ويجذبني لتقديمه سواء في القطاع الخاص أو مسرح الدولة. 

-من خلال متابعتك لمسرح الدولة هل تجده الآن يسير ومسرح القطاع الخاص صفا واحدا أم مازال ينقصه الكثير ؟
لا استطيع الإجابة بشكل قاطع ولكن هناك عروض قدمت على خشبة مسرح الدولة فاق نجاحها القطاع الخاص بشكل كبير، فحين كنت أشاهد مسرحية « أهلا يا بكوات » الفنان حسين فهمي والفنان عزت العلايلي كانوا « مكسرين الدنيا» والجمهور بمختلف مستوياته كان يذهب للفرجة عليهما وكذلك مسرحية« الملك لير » التي قدمت أيضا على خشبة المسرح القومي وحققت نجاحا كبيرا، وخلال الفترة الماضية كانت مسرحية «المتفائل» لسامح حسين وحققت نجاحات كبيرة وإيرادات كبيرة خلال مواسم عرضها، فالأمر يكمن في النص وهل أحب الجمهور العمل أم لا ،  العمل الجيد يفرض نفسه في أي مكان.

بمناسبة الأفلام كنت تفكر في تقديم جزء ثاني من فيلم «غبي منه فيه» ألم تفكر في استغلاله مسرحيا بدلا من السينما؟
فكرت بالفعل وعرض علي كثيرا استغلال شخصية سلطان الغبي في عمل مسرحي، ولكني أفضل أن يكون عملا سينمائيا وفي النهاية إذا وجدت سيناريو أو نص مسرحي جيد لن أتردد إطلاقا في تقديمه. 

 لنعود إلى البدايات كيف كانت مع المسرح؟ 
وقفت على خشبة المسرح منذ كنت طالبا في جامعة القاهرة ثم طالبا في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأثناء دراستي في المعهد كانت الدراسة صباحا وليلا أقف على خشبة المسرح مع الفنان محمد صبحي، قدمت خلال رحلتي العديد من المسرحيات ولكن تغيبت عن المسرح فترة حيث كانت آخر مسرحية قدمتها «كده أوكيه» وعدت من خلال مسرحية « أبو العربي في ميشن إيمبوسيبل». 

- عملت مع أساتذة كبار منذ بداياتك فما المختلف فيهم وما الذي استفدته من كل منهم؟
أعتبر نفسي من المحظوظين فقد درس لي أساتذة كبار في المعهد والبداية كانت مع فنان مسرحي من الدرجة الأولى هو الفنان محمد صبحي الذي أعطاني خبرته ولم يبخل عليّ فكان عطاءه كبيرا، كنت أدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية صباحا وأقف على خشبة المسرح مساء ، وقد أضاف لي عملي مع الفنان محمد صبحي الكثير:  كيف أتحرك وأتعامل على خشبة المسرح وكيف يكون للفنان حضوره وكاريزمته وموهبته وكيف يُخرج إمكانياته على خشبة المسرح فللمسرح متعته الخاصة فهو «أبو الفنون »، أما تجربتي مع «الأستاذ» فؤاد المهندس فأعتبر نفسي من تلامذته لأني كنت من أشد المعجبين به وله مدرسته الخاصة في التمثيل والكوميديا، شاركت في عدد من أعماله التليفزيونية وفوازير عمو فؤاد ووجودي بجانبه وعشرتي معه علمتني الكثير لأنه أخرج عظماء مثل عادل إمام ومحمد صبحي وأحمد ذكي وسعيد صالح فجميعهم عملوا معه وكوني أحد تلاميذه فها فخر لي ويذكر في تاريخي، وكان لكل منهما، بصمته فمحمد صبحي كان دائما يحدثني عن الالتزام وقدسية المسرح وكيف أنه يجب أن أحترم المتفرج وألا استهين بعقل المتفرج إطلاقا فلابد أن أقدم عملا ممتعا ومسليا وفي نفس الوقت له معنى وأثر ويكون دائما في ذاكرة المتفرج، الفنان فؤاد المهندس كان دائما يقول لي «كن نفسك ولا تجعل من نفسك شبيها بأحد » أن يكون لي شخصيتي الفنية الخاصة ولا أكون تقليدا أو نسخة من أي فنان آخر .

من كان قدوتك الذي تمنيت الوقوف على خشبة المسرح مثله؟ 
الفنان عادل إمام، فوالدي ووالدتي كانوا يجعلونا نشاهد كل المسرحيات التي تعرض في ذلك وأحببت كثيرا مسرحيات عادل إمام و فؤاد المهندس وسعيد صالح ومن المسرحيات التي أثرت في طفولتي كانت شاهد ماشافش حاجة، كنت أتمنى أن أكون مثل الطفل الذي ظهر مع الفنان عادل أمام.

-بمناسبة مسرح عادل إمام ما السبب في تراجع مسرح القطاع الخاص وهل ترى إمكانية انتعاشه الآن؟
الظروف العامة وتوافر النصوص المسرحية هو الذي يحكم المسألة، كان لدنيا كتابا للمسرح كثر بينما اليوم العدد قليل، وفي ظل هذا الغياب قد يكون الوحيد الذي استمر خلال السنوات الماضية هو الفنان أشرف عبد الباقي واعتبره من الفنانين الذين لهم بصمة على خشبة المسرح واستطاع في ظل الظروف الصعبة أن يقدم مسرحا وينجح، و في العموم أرى حاليا أنه مع نجاح المسرحيات التي تعرض في القطاع الخاص سيشجع الكثيرين على التفكير في الاستثمار في المسرح وستجد أكثر من رواية ونص مسرحي يقدموا وهذا في حد ذاته عظيم.

هل ترى أنه لدينا أزمة في الكتابات الكوميدية ؟ وهل يمكن المشاركة في مسرحيات مثل التي قدمها الفنان اشرف عبد الباقي ؟
ما يحركني هو الكتابة، هناك أعمال « تلفق معايا» وأرغب في تقديمها وأكون مخلصا لها وشجاعا للبدء فيها  فورا أما إذا كان الورق سيء فلن أقدمه لأحافظ على تاريخي، ونعم هناك أزمة وقلة في الكتابة الكوميدية، فالبعض يستسهل الذهاب لدراما الأكشن لأن إضحاك الناس صعب ويتطلب جهدا كبيرا وأتمنى أن يكون هناك اتجاه للأعمال الكوميدية خاصة أن الجميع في أشد الاحتياج لذلك والاحتياج للضحك يزيد كل فترة عن التي تسبقها نتيجة للأحداث والأوضاع التي نعيشها، والعالم يمر بحالة اكتئاب عامة منذ عامين بسبب فيروس كورونا، ونتيجة لقلة الأعمال الكوميدية،  حين يعرض أحدها يهرع الناس إليه فورا، الأعمال الكوميدية مطلوبة جدا خلال هذه الفترة للخروج من المشاكل والضغوط ولأنه من ضمن العلاجات الهامة للأمراض أن تجعل الناس تضحك لرفع روحهم المعنوية والرغبة في الاستمرار لإن هذا في حد ذاته يرفع مناعة الإنسان. 

لماذا لم تكرر تجربة الفوازير مرة أخرى خاصة وأن هذا النوع لم يعد يُقدم؟
لأنه لم يعرض علي عمل يحركني وإذا وجدت عملا يضيف لي سأقدمه بالتأكيد فليس هناك اعتراض على إعادة التجربة مرة أخرى، وبالمناسبة فالعرض يضم استعراضات تم العمل عليها بشكل كبير وهناك مجهود بدني وحركي كبير.

أين أنت من التليفزيون وما سبب توقف برنامجك الذي حرصت على تقديمه في رمضان ؟ 
قصدت عدم تكرار تقديم البرنامج واكتفيت بما قدمته لأني لم أجد جديدا يشجعني لاستمراره، وفي نفس الوقت تشبعت منه ، فقررت الاهتمام بكوني ممثلا لان البرنامج يستغرق جهدا ووقتا ويأخذ مني كفنان وهناك حق لجمهوري أن أقدم لهم أعمالا درامية لأني في النهاية ممثل أحب لعب الشخصيات المختلفة ولست مقدم برامج إلا إذا عرضت فكرة تجذبني، أما عن المسلسلات فأنا من هذا النوع الذي يخاف التليفزيون جدا واعتبره أصعب عمل لأنك تقدم 30حلقة وأحيانا يكون هناك «مط وتطويل» فإذا وجدت مسلسلا يشد طوال ثلاثون حلقة والإيقاع والأحداث والقصة والشخصية التي ألعبها «حلوة» لن أتردد إطلاقا، فخلال الفترة الماضية تلقيت عروض لأكثر من عمل ولم أجد نفسي في أيا منهم، فقد يكون عملي في المسرح والسينما جرعة مكثفة  في الدراما من الصعب أن تملها بينما المسلسلات لابد أن تكتب بشكل رائع، فقد جذبني مثلا مسلسل لعبة نيوتن وأعتبره مثاليا، فكل أحداثه رائعة وسريعة وعشت مع شخصياته وكذلك التمثيل، كام رائعا وبصمة الإخراج واضحة والكتابة كذلك والذي كلله الإنتاج الضخم فأتمنى أن أجد أعمال مثله. 

اعتدنا منك على الأعمال الكوميدية ولك أسلوبك الخاص فهل يمكن أن تقدم عملا تراجيديا سواء على المسرح أو غيره من الوسائط؟ 
الكوميديا مطلوبة ولكن الممثل في حاجة لتغيير جلده كل فترة من الوقت وجربت ذلك من خلال دوري في فيلم 200 جنيه الذي يعرض حاليا في السينما، الدور تراجيدي والحمد لله كانت ردود الفعل جيدة وهو من الأدوار التي يمكن أن تشجعني لعمل تراجيديا. 

- لنتحدث عن فيلم 200 جنية وهل هو إعادة تقديم للفيلم القديم الخمسة جنية ؟
فيلم 200 جنيه أراه عملا منفردا لم يسبق تقديمه، فكرة العملة المتداولة قدمت في فيلم «الخمسة جنيه» قديما لكن كل شئ مختلف الكتابة والشخصيات، وهو تجربة سينمائية تستحق المشاركة والمشاهدة وكان لابد أن أشارك فيها وسعيد بدوري جدا لإنه مختلف لإنه دور تراجيدي جدا أحب أن يشاهدني الناس في مثل هذه الأدوار حتى يقبلوها مني، فليس ضروريا أن كل ما أقدمه يكون كوميديا، كان هناك تحديات وثانيا إيماني بالفيلم وبالتجربة السينمائية وأنه لابد أن أخوضها ، واعتبره من الأفلام الهامة التي يجب أن يشاهدها الناس لما يحمله من رسائل جيدة ومعاني «تتسرسب جوه المشاهد» بعيدا عن الخطابة والمباشرة،  والحمد لله هو ناجح سينمائيا وردود الفعل جيده ، وحين شاهدته سعدت أكثر، أما عن دوري فهو لعامل بنزينه لديه صراع بين إمكانياته ومتطلباته الأسرية فنرى كيف يتعامل ويتصرف مع عائلته.
والفيلم من تأليف أحمد عبدالله وإخراج محمد أمين ويشارك في بطولته مجموعة من النجوم من بينهم إسعاد يونس، أحمد السقا، ليلى علوي، خالد الصاوي، أحمد آدم، غادة عادل، هاني رمزي، نيللي كريم، أحمد رزق، عمرو عبد الجليل، أحمد السعدني، آسر ياسين، محمد فراج، طارق عبد العزيز، دينا فؤاد ومي سليم.

هل اختلفت آليات نجاح العمل أو الفنان إذا قارنا بفترة بداياتك في  الثمانينيات والآن ؟ 
أمس شئ واليوم شئ آخر وأعتقد الفترة القادمة ستكون شئ ثالث بمعنى أنه حاليا أصبح هناك قنوات كثيرة ومنصات ووسائل متعددة للعرض ومواقع التواصل والتي أصبح كل شئ متاح من خلالها، وبالتالي النجاح أصبح أسرع خاصة في انتشار الفنانين ، هذا بخلاف الإنترنت وكل المواقع الجديدة تقدم الآن دراما وأعمال كثيرة بينما منذ زمن لم يكن متاحا كل ذلك وكانت هناك صعوبة ويستغرق الفنان  وقتا ليعرفه الناس ثم صعوبة ليصبح نجما كبيرا و«يشيل عمل»، لكن زمان كان هناك مواضيع وقصص أدبية اليوم لم يعد هناك أعمال أدبية تتحول لأعمال درامية لم يعد لدينا أدباء كإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم ويحيى حقي ويوسف السباعي ،اليوم كله يؤلف دراما ولم يعد هناك تلك الرواية التي كانت تحول إلا نادرا مثل أعمال أحمد مراد . 

بمناسبة فكرة تحويل الروايات فهل يمكن ان تقدم رواية مثلا لإحسان عبد القدوس على خشبة المسرح؟ 
نعم أقدمها المهم هل الرواية التي كتبت في عصر إحسان عبد القدوس تتوافق مع العصر الحالي، وهل أجد نفسي فيها فهذا نوع من إحياء التراث، ويعرض حاليا من خلال البيت الفني للفنون الشعبية مسرحية « زقاق المدق» وحققت نجاحا وإقبالا من الجمهور، وهناك أشياء أخرى بهذا الشكل قدمت في مسرح القطاع العام حيث يتولى تقديم مثل هذه الأعمال وتكون رائعة ومكتملة العناصر بالإضافة للأعمال العالمية التي تعاد بشكل حديث. الفكرة هل يليق العمل بعصرنا الحالي حتى يكون مؤثرا في الناس أم انه مجرد إحياء للتراث فقط وهنا يكون هذا دور مسرح الدولة.

هناك شخصيات تجذب الفنان أحيانا لرغبته في تقديمها فهل هناك شخصية معينه تحب أن تقدمها؟ 
أحلم بتقديم العديد من الشخصيات  و أسعى أن أكون مختلفا، ولا تشبه الشخصيات بعضها أو استسهل طريقة الضحك، أحب تحدي نفسي في كل تجربة أقدمها إلا إذا قدمت جزءا ثانيا من العمل، لكن لن أعيش في نفس الشخصية والأسلوب طوال حياتي.


روفيدة خليفة