العدد 526 صدر بتاريخ 25سبتمبر2017
الفنان القدير/ محمد شوقي - رحمه الله - فنان موهوب ومتميز جدا ويتميز بخفة ظله، وقد أجاد تجسيد كثير من الشخصيات الدرامية المتنوعة، ويحسب له نجاحه في أداء الأدوار الكوميدية بنفس مهارته في أداء الأدوار التراجيدية، فهو يثير إعجابنا ويدهشنا بتميزه ومهارته في تجسيد عدد كبير من الأنماط والشخصيات ومن بينها: شخصيات الشيخ والمأذون ومدرس النحو والخادم والسمسار وبائع الروبابيكيا، كما اشتهر بتجسيد شخصية كا من: ابن البلد الجدع والرجل الفهلوي الحدق، وذلك بخلاف تميزه أيضا في تجسيد أدوار الأب المكافح والموظف المطحون أو الرجل الطيب المغلوب على أمره بصفة عامة.
والفنان/ محمد شوقي - اسمه الحقيقي/ محمد إبراهيم إبراهيم - من مواليد حي بولاق أبو العلا بمحافظة “القاهرة” في السادس من يناير عام 1915، وهو شقيق ضمن ست أشقاء (خمس أولاد وبنت)، وقد قد بدأت هوايته لفن التمثيل مبكرا وبالتحديد عندما عشق المسرح منذ التحاقه بالمدرسة “السعيدية الثانوية”، حتى أنه كان يهرب من المدرسة إلى شارع “عماد الدين” حيث الفن والفنانين. وبعد تخرجه من المدرسة “السعيدية” وحصوله على شهادة التوجيهية ووفاة والده اضطر للعمل بوظيفة في مصلحة المساحة ليساعد في إعالة أسرته، كما عمل موظفا بمحافظة “أسيوط”، إلا أنه لم يستطع التوفيق بين الوظيفة صباحا والعمل مساء، فقرر ترك الوظيفة والتفرغ للفن الذي عشقه، وجاءته فرصة الاحتراف عندما التحق شجعه زميله بالمدرسة “السعيدية الثانوية” الطالب/ عباس يونس (الأديب والممثل والمطرب فيما بعد) بالذهاب معا إلى فرقة بمسرح سلطانة الطرب/ منيرة المهدية، وبالفعل استمعت الفنانة/ منيرة إلى صوت محمد شوقي ومنحته فرصة الغناء والتمثيل بفرقتها، فشارك معها في مسرحية “عروس الشرق” عام 1937، من تأليف الشيخ/ يونس القاضي وتلحين الفنان/ رياض السنباطي. لكنه في حقيقة الأمر لم يكن مقتنعا بعمله كمطرب، فمشاركته بالغناء لم تشبع عشقه للتمثيل، لذا فقد قرر التخصص في التمثيل الكوميدي، ولذلك فقد سعى للإنضمام إلى فرقة رائد الكوميديا الشعبية/ علي الكسار، وبالفعل انضم إليها بعدما نجح في الإختبار الفني الذي أجرى له، وأسند له “الكسار” بعض الأدوار البسيطة التي نجح من خلالها للفت الأنظار إليه، أما فرصته الحقيقية فقد جاءته عندما اختلف الفنان/ علي الكسار مع أحد أعضاء فرقته (الفنان/على حسين)، فقرر الأخير عدم استكمال العرض والانسحاب من الفرقة، فلم يجد “الكسار” سبيلا لإنقاذ الموقف سوى اللجوء للفنان/ محمد شوقي وتكليفه بأداء الدور، فقام بأداء الدور على أكمل وجه بنجاح مذهل، فاستحق تصفيقا حادا على المسرح، ومن هنا كانت انطلاقته الفنية الأولى حيث تم رفع أجره من أربعة إلى ستة جنيهات، وقد ظل عضوا بالفرقة حتى تاريخ حلها في عام 1946.
وبعد حل فرقة “علي الكسار” إلتحق بفرقة الفنان/ محمود شكوكو لفترة قصيرة، وذلك قبل أن يستقر به الحال أخيرا بفرقة الرائد/ نجيب الريحاني، وهي الفرقة التي استطاع من خلالها تحديد ملامح شخصيته الفنية بفضل نصوص المبدع/ بديع خيري، الذي نجح في ضمه للفرقة وتوظيف قدراته في بعض الأدوار الثانوية المهمة، ولكنه بمرور الوقت أصبح أحد الأعمدة الفنية للفرقة مع كل من الفنانين: ماري منيب، عباس فارس، ميمي شكيب، سراج منير، محمد الديب، عادل خيري، عدلي كاسب، أديب الطرابلسي، سعاد حسين، سيد سليمان، نجوى سالم.
ويجب التنويه في هذا الصدد إلى حقيقية فنية مهمة وهي أن الفنان القدير/ محمد شوقي والذي يعد أحد التلاميذ النجباء بمدرسة رائد الكوميديا المصرية/ نجيب الريحاني لم يسعده الحظ بالوقوف على خشبة المسرح أمام هذا العملاق الفني ولم يشاركه التمثيل ولو مرة واحده، ومع ذلك فقد تأثر به كثيرا وتتلمذ في مدرسته الرائعة، خاصة وأن “نجيب الريحاني” كان يسمح له أثناء إجراء بروفات فرقته بالجلوس أخر صفوف المسرح، وذلك نظرا لإعجابه بأداء الفنان/ محمد شوقي وتوقعه بأنه سيصبح ذات يوم ممثلا جيدا وصاحب أسلوب مميز.
ومن الطريف أن الفنان/ محمد شوقي كان متعدد المواهب فهو بخلاف هوايته للتمثيل والغناء كان بارعا في كتابة الخط العربي، كما كانت لديه أيضا هواية الطبخ. وقد تزوج الفنان الكبير/ محمد شوقى مرتين، حيث أنجب الأبن الأكبر/ أشرف من زوجته الأولى، في حين أنجب أبنائه الثلاث/ أيناس وايمان وأكرم من زوجته الثانية. وتجدر الإشارة في مجال الحديث عن حياته الشخصية إلى تأكيد عدم صحة الإشاعة التي تدعي بوجود صلة قرابة بينه وبين فضيلة الشيخ/ متولي الشعراوي.
ويحسب لهذا الفنان المتميز طوال مسيرته الفنية الثرية نجاحه في كسب احترام وود وصداقة عدد كبير من الفنانين، حيث حرص طوال مسيرته الفنية على العمل في صمت وهدوء بعيدا عن أي نزاعات أو مهاترات شخصية، فكانت كواليس أعماله نموذجا للإلتزام والانضباط، ولم يختلف يوما على ترتيب الأسماء في الأفيشات أو كيفية تحية الجمهور في نهاية العروض المسرحية، وذلك لإيمانه بأن العمل الفني وحده هو الذي يحدد مكانة الفنان. هذا ويمكن تصنيف مجموعة مساهماته الفنية بمختلف القنوات الفنية كما يلي:
أولا - أهم الأعمال الإذاعية:
خلال مسيرته الفنية شارك الفنان/ محمد شوقي والذي كان يتمتع بصوت مسرحي معبر ومتميز بعدد كبير من السهرات والبرامج المسلسلات الإذاعية، خاصة وأن مجموعة الخبرات الفنية الكبيرة التي تمتع بها قد أكسبته كيفية الأداء الدرامي الصوتي بالإذاعة، كما منحته مهارات التلوين والتعبير أمام ميكرفون الإذاعة، فتألق في أداء عدد كبير من الأدوار الثانوية ومن بينها: هذه زوجتي، أما جوازة، أنت إللي قتلت بابايا، بسطاويسي مسافر ليه؟ .
ثانيا- أهم الأعمال التلفزيونية:
شارك الفنان/ محمد شوقي في بطولة عدد كبير من السهرات والمسلسلات التلفزيونية ومن بينها: الضحية، الأبواب المغلقة، الرجل ذو الخمسة وجوه، ناعسة، أشجان، القاهرة والناس، الحائرة، عندما يشتعل الرماد، الحواجز الزجاجية، عودة الروح، غريب في المدينة، العملاق، الحلوة، مبروك جالك ولد، سبع صنايع، أديب، ألف ليلة وليلة، سيدة الفندق، وذلك بخلاف بعض السهرات التلفزيونية ومن بينها: برنامج أيام زمان، وبرغم تميز مشاركاته بالدراما التلفزيونية إلا أن هناك بعض الأعمال الدرامية التي حققت نجاحا كبيرا فارتبط بها الجمهور أكثر ومن بينها: القاهرة والناس، ألف ليلة وليلة.
ثالثا - أهم الأعمال السينمائية:
بجانب عمله المسرحي قدم الفنان/ محمد شوقي للسينما أكثر من مائتي وخمسين فيلما، من أشهرهم: سكر هانم، إسماعيل يس في الطيران، ألمظ وعبده الحامولي، زقاق المدق، الشموع السوداء، معبودة الجماهير، المجانين في نعيم، بنت أسمها محمود، مطلوب زوجة فورا، البنات عايزه إيه؟، حب في الزنزانة، ومع ذلك لم تستطع السينما للأسف الاستفادة من موهبة وخبرات هذا الفنان القدير، حيث حاول بعض المخرجين وشركات الانتاج حبسه في بعض الأدوار والشخصيات النمطية، ولكنه مع ذلك نجح في وضع بصمة متميزة خاصة به بجميع الأفلام التي شارك فيها ومن أهمها: أولاد الفقراء (1942)، البؤساء، جوهرة، الطريق المستقيم (1943)، كدب في كدب، ابن الحداد، نور الدين والبحارة الثلاثة (1944)، القرش الأبيض، ليلة الحظ، المظاهر، جمال ودلال، قصة غرام (1945)، رجل لا ينام (1948)، المرأة شيطان (1949)، سيبوني أغني، قمر 14، ليلة الدخلة، أيام شبابي، قسمة ونصيب، ظلموني الناس، بابا عريس (1950)، أنا بنت ناس، أولاد الشوارع (1951)، السر في بير، المهرج الكبير، شمشون ولبلب، غضب الوالدين، يا حلاوة الحب (1952)، دهب، أقوى من الحب، في شرع مين، أنا وحبيبي، حكم قراقوش، مليون جنيه (1953)، عزيزة، العمر واحد، خليك مع الله، الآنسة حنفي، حسن ومرقص وكوهين، الظلم حرام، نور عيوني، أوعى تفكر، آثار في الرمال، تحيا الرجالة، فتوات الحسينية (1954)، لحن الوفاء، موعد مع إبليس، السعد وعد، بنات الليل، إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة، كابتن مصر، الجسد، من رضى بقليله (1955)، رصيف نمرة خمسة، قلوب حائرة، جرب حظك، حب وانسانية، معجزة السماء، هارب من الحب، نداء الحب، ربيع الحب، عيون سهرانة، قتلت زوجتي (1956)، إسماعيل يس للبيع، الفتوة، أنت حبيبي، الكمساريات الفاتنات (1957)، إسماعيل يس طرزان، شارع الحب، الزوجة العذراء، أبو عيون جريئة (1958)، عاشت للحب، حياة امرأة، كل دقة في قلبي، نساء محرمات، إسماعيل يس في الطيران، قبلني في الظلام (1959)، مال ونساء، سكر هانم، سامحني، غراميات امرأة، بهية، خلخال حبيبي (1960)، حب وعذاب، الأزواج والصيف، أنا العدالة، النصاب، زوج بالإيجار، ما فيش تفاهم (1961)، يوم الحساب، ملك البترول، قاضي الغرام، الرجل الثعلب، ألمظ وعبده الحامولي، خذني بعاري، اغفر لي خطيئتي، الشموع السوداء (1962)، جواز في خطر، زقاق المدق، المصيدة، المجانين في نعيم، عريس لأختي (1963)، لعبة الحب والجواز، العائلة الكريمة، مطلوب زوجة فورا، هارب من الزواج (1964)، الخائنة، أيام ضائعة، المشاغب، المدير الفني، هارب من الأيام، الشقيقان، الحرام (1965)، الزوج العازب، شياطين الليل، آخر العنقود، 3 لصوص، مراتي مدير عام، سيد درويش (1966)، أجازة غرام، قصر الشوق، معبودة الجماهير (1967)، كيف تسرق مليونير، ابن الحتة، حواء والقرد، أرض النفاق، أشجع رجل في العالم، ثلاث قصص، المليونير المزيف، القضية 68، حلوة وشقية (1968)، سوق الحريم، نشال رغم أنفه، الحب سنة 70، غرام تلميذة، دلع البنات، سكرتير ماما، نص ساعة جواز، من أجل حفنة أولاد، للمتزوجين فقط، أكاذيب حواء (1969)، حب المراهقات، مغامرة شباب، الرجل المناسب، دلال المصرية، كانت أيام، شقة مفروشة، حياتي (1970)، موعد مع الحبيب، شباب في عاصفة، غرام في الطريق الزراعي، أختي، مهمة صحفية، سبع الليل (1971)، أضواء المدينة، إمتثال، وكر الأشرار، أزمة سكن (1972)، الشياطين في أجازة، شلة المحتالين، ثلاث فتيات مراهقات، مدرسة المراهقين، السكرية، عاشق الروح، عندما يغني الحب، نساء الليل، المرأة التي غلبت الشيطان، أبناء للبيع (1973)، بمبة كشر، دنيا، بدور، الشوارع الخلفية، أجمل أيام حياتي، عريس الهنا، إمبراطورية المعلم، التلاقي، المهم الحب (1974)، حبي الأول والأخير، بنت أسمها محمود، أرض النفاق، الكرنك، جفت الدموع، الكل عاوز يحب، ومضى قطار العمر، يارب توبة (1975)، نبتدي منين الحكاية، لا وقت للدموع، دائرة الإنتقام، عندما يسقط الجسد، قمر الزمان، ملك التاكسي، وعادت الحياة، وبالوالدين إحسانا (1976)، شيلني وأشيلك، كباريه الحياة، الزوج المحترم، الولد الغبي (1977)، عيب يا لولو .. يا لولو عيب، أحلى أيام العمر، امرأة بلا قيد، ليالي ياسمين، البنت إللي قالت لأ، سلطانة الطرب، القضية المشهورة، القطط السمان، مكالمة بعد منتصف الليل، حب فوق البركان، مايوه لبنت الأسطى محمود (1978)، الأيام، الشك يا حبيبي، نوع من النساء، مع سبق الإصرار، انقذوا هذه العائلة، إسكندرية ليه؟، لا يا أمي، الطيور المهاجرة (1979)، أبواب المدينة، مخيمر دايما جاهز، البنات عايزه إيه، من الذي قتل هذا الحب (1980)، أنا لا أكذب ولكني أتجمل، 4-2-4 (1981)، العسكري شبراوي، سواق الأتوبيس، القفل، عصابة حمادة وتوتو، العوامة رقم 70، رجل في سجن النساء (1982)، عضة كلب، حب في الزنزانة، غدا سأنتقم، أنا مش حرامية، إن ربك لبالمرصاد (1983)، أنا إللي أستاهل، شوارع من نار، السطوح، الليلة الموعودة، غضب الحليم، تزوير في أوراق رسمية، الثعلب والعنب (1984)، العايقة والدريسة (1985)، امرأة في السجن (1986)، وذلك بخلاف بعض الأفلام القصيرة ومن بينها: الأصابع الثلاثة.
رابعا - أهم الأعمال المسرحية:
رغم تميز أعماله بالإذاعة والدراما التلفزيونية والسينما إلا أن الفنان القدير/ محمد شوقي قد ظل مخلصا للمسرح عشقه الأول وملعبه الأساسي، حيث استمر لفترة طويلة منتميا أولا إلى فرقة “علي الكسار” ثم إلى فرقة “مسرح الريحاني” ومن بعدها إلى فرقة “المسرح الجديد”، والحقيقة أن المسرح قد منحه فرصة أداء بعض الشخصيات الدرامية المتميزة والمرسومة بكل عناية فأجاد في تشخيصها، وخلال هذه الرحلة الثرية شارك في بطولة ما يزيد عن تسعين مسرحية، ويمكن تصنيف مشاركاته المسرحية طبقا لاختلاف الفرق وللتسلسل الزمني كما يلي:
1- بفرقة “مسرح الريحاني”: 30 يوم في السجن (1949)، الستات لبعضهم (1950)، تعيش وتاخد غيرها (1952)، ما حدش واخد منها حاجة (1954)، أوعى تعكر دمك، أروح فين من الستات، أكبر منك بيوم، إللي يعيش يا ما يشوف، مصر في 1956، لزقة إنجليزي (1956)، إللي يلف يتعب، حسب الخطة الموضوعة، خليني أتبحبح يوم (1957)، حماتي بوليس دولي (1958)، ياما كان في نفسي، حسن ومرقص وكوهين (1960)، الدنيا لما تضحك، كان غيرك أشطر، كل ده كان ليه، استنى بختك (1961)، الشايب لما يدلع، إلا خمسة، لو كنت حليوة، مين يعاند ست (1962)، وبعدين في كده (1963)، حكاية كل يوم، الحظ لما يطرقع، سلفني حماتك (1965)، أربعة اتنين أربعة، الزوج أول من يلعب، شارع الغلابة (1966)، الدلوعة (1969)، من أجل حفنة ستات (1971)، أولاد علي بمبة (1975)، واحد لقى شقة (1979).
2- بالفرق الخاصة المختلفة: الغندورة (فرقة منيرة المهدية - 1925)، البكاشين (فرقة عمر الخيام - 1970)، صاحب العصمة (المسرح الساخر - 1972)، سيرك يا دنيا (فرقة المسرح الجديد - 1982)، المتشردة (فرقة الفنانين المصريين - 1982)، الفهلوي (فرقة أحمد الإبياري - 1983)، هات وخد (فرقة أحمد الإبياري - 1984)، وذلك بخلاف مشاركته في عدد من المسرحيات المصورة (التي انتجت خصيصا للتصوير التلفزيوني ومن بينها على سبيل المثال: المهر غالي.
هذا ويتضح من قائمة المسرحيات التي شارك بها خلال فترة الستينيات والسبعينيات بالتحديد تعاونه مع عدد كبير من كبار المبدعين في مجال الإخراج وفي مقدمتهم كل من الفنانين: بشارة واكيم، سراج منير، عادل خيري، نبيل خيري، عدلي كاسب، سعيد أبو السعد، عبد العزيز أحمد، حافظ أمين، نور الدمرداش، جلال الشرقاوي، السيد راضي، سمير العصفوري، أحمد حلمي، عبد الغني زكي، إبراهيم بغدادي، عادل صادق.
جدير بالذكر أن هذا الفنان القدير قد ظل حريصا على العمل وممارسة الفن حتى آخر لحظات عمره، حتى أنه قد سقط وهو واقف على المسرح أثناء عرض مسرحية “هات وخد” بطولة/ حسن يوسف وهياتم، فتم نقله إلى المستشفى، وهناك أخبر الطبيب أسرته أن مجرد أيام نظرا لإصابته بجلطة في المخ، وكان قبل ذلك قد أصابته وعكة صحية إثر إصابته بإلتهاب في الكبد، وبالفعل تُوفي بعد أسبوع قضاه في المستشفى في 21 مايو عام 1984.
وللأسف برغم مشاركاته الثرية في هذا العدد الكبير من الأعمال الخالدة والتي تظل علامات في ذاكرتنا الفنية إلا أن هذا الفنان القدير دمث الخلق لم يلق أي شكل من أشكال التقدير أو التكريم طوال حياته!!. ولايسعنا أخيرا إلا أن ندعو الله أن يرحم ويغفر لهذا الفنان القدير وأن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته جزاء ما أخلص في عمله، فقد كان بحق نموذجا مشرفا للفنان الملتزم بالسلوكيات الدينية والتقاليد والآداب والأخلاق الحميدة، وفنانا حقيقيا حريصا على إسعاد الجمهور بتقديمه الكوميديا الاجتماعية التي لا تخدش حياء الأسرة.