تجهيزات مسارحنا هل تصلح لاستقبال ذوي القدرات الخاصة

تجهيزات مسارحنا هل تصلح لاستقبال ذوي القدرات الخاصة

العدد 571 صدر بتاريخ 6أغسطس2018

بعد أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن عام 2018 هو عام ذوي الاحتياجات الخاصة، كان من المتوقع أن تستنفر أجهزة الدولة وفي مقدمتها وزارة الثقافة بكل هيئاتها ومؤسساتها طاقاتها وتوظف أنشطتها المختلفة من أجل الاحتفاء بمتحدي الإعاقة وتوفير كل السبل لهم من أجل حياة أفضل والتعويض المجتمعي عما فقدوه من مساواة صحية واجتماعية بأقرانهم الأصحاء. وفي هذا السبيل كان علينا أن نتساءل عن استعدادات مسارح الدولة وتجهيزاتها في هذا المسار. وخصوصا أنه منذ سنوات قليلة ظهر الاهتمام في مسرح الدولة بتقديم مسرحيات مبدعوها وفنانوها من ممثلين وراقصين ومطربين من ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل مسرحية ورد وياسمين بمسرح الشباب من إخراج شريف فتحي، ومسرحية العطر بمسرح الطليعة من إخراج محمد علام، حتى صدر مؤخرا قرار وزيرة الثقافة بإنشاء فرقة الشمس التابعة للبيت الفني للمسرح كأول فرقة متخصصة في مجال الاحتراف وتابعة لمسرح الدولة يكون أعضاؤها من ذوي الاحتياجات الخاصة. فهل لدينا مسارح مؤهلة ومناسبة معماريا لذوي الاحتياجات سواء أكانوا فنانين يبدعون على خشبة المسرح أو كانوا جمهورا متلقيا في مقاعد المشاهدين في صالات العرض؟
في البداية تحدث الفنان محمد شافعي مدير عام المسرح العائم قائلا: لقد شاهدت في المسارح في السعودية حتى في المسرح العادي أماكن مخصصة لذوي الاحتياجات وممر ومنزل خاص بهم وكذلك مصعد خاص بهم وكان ذلك عام 1996، بمسرح الجوهرة بالرياض، وكان به أيضا مقاعد داخل الصالة حيث يتحرك الكرسي يمينا ويسارا خصيصا لهم. ونحن إذا كان لدينا المسارح الأساسية ليست مجهزة للأسوياء، فما بال المتطلبات الخاصة لذوي الاحتياجات، ثانيا إن ذوي الاحتياجات لهم مدارس خاصة وأخصائيين تربويين ونفسيين للتعامل اجتماعيا معهم وتهيئتهم للمشاركة في المجتمع، إذن فتهيئة المسارح لهم تلزم وجود أخصائيين تربويين ونفسيين للتعامل معهم، فالمخرج من الأسوياء، وهو قد ينفعل أو يفقد أعصابه مثل أي مخرج، إذن فلا بد من وجود أخصائي نفسي يعمل على التواصل بينهم وبين المخرج، فذوي الاحتياجات الخاصة في مدارسهم في المحافظات أو في القاهرة أو في الجيزة أو غيرها لديهم أخصائي تربوي يتعامل مع المخرج، وأنا شاهدت مسرحية الملك لير في محافظة أسوان يقدمها ذوي الاحتياجات الخاصة، فسألت عن طبيعة التعامل معهم، فكانت الإجابة أن الأخصائي النفسي يجلس مع المخرج ويتناقش معه في النص وكيفية توزيع الأدوار، اي أن له دور في العملية الفنية، فاكتشفت أن هؤلاء الزملاء يحتاجون لمعاملة مختلفة تماما عن الأسوياء. وهذا ما فعله المخرج شريف فتحي في المدارس، وأنا اعتبر أنه هو الرائد في هذا المجال. وأيضا يوجد متخصص آخر وهو المخرج أشرف شاهين. ونحن لا بد أن نسأل أنفسنا أولا، لماذا نقيم مسرحا خاصا لذوي الاحتياجات الخاصة؟ ولماذا يشاركون في التمثيل؟ أولا الفراغ النفسي والاجتماعي الذي يعيشونه يتطلب أن تقدم لهم مسرحا تربويا أو فكريا أو ذهنيا، لأن بعضهم يفقد النطق فمن خلال الإشارة يتعلم أكثر، وأيضا الفكر أو الثقافة أو الفكر الديني الصحيح فإن هذا يحميهم من الانحراف بل ويتفوقون عن الأسوياء، فلا بد أولا أن نوفر متخصصين لهذا الأمر قبل التفكير في إنشاء أي مسرح متخصص لهم. ويجب توفير كوادر من جميع التخصصات سواء منظمين للصالة أو موظفين الشباك أو الكافتيريا. وكذلك بالنسبة للممثلين من ذوي الاحتياجات فلهم تجهيزات خاصة لخشبة المسرح، حتى لا يعرقل أو يقع أمام الجمهور أثناء العرض فلا بد أن تكون خشبة المسرح وكواليسها مجهزة بحيث يستطيع الدخول والخروج دون أن يصطدم بأحد، وبدون معوقات، وحتى الغرف المخصصة للممثلين لا بد أن تكون مهيأة لكيفية استعماله لها وخروجه ودخوله مثلا إلى الحمام سواء أكانت الإعاقة بقدمه أو بيده أو ببصره أو غيرها.
أضاف: نحن لدينا مسرح الحديقة الدولية الذي تم تخصيصه لذوي الاحتياجات الخاصة، فيجب تجهيزه لهذا الشأن، فخشبة المسرح هناك هي أكبر خشبة مسرح بعد البالون، وتوجد بالمسرح عشر غرف للممثلين منهم غرفتين بحمام، فيمكن تجهيز تلك الغرف لهذا الشأن، كما يتميز المسرح بوجوده بالهواء الطلق، ومساحات خضراء واسعة وممرات كبيرة يمكن استغلالها لصاح ذوي الاحتياجات الخاصة. تابع: وللأسف لم يتم تجهيز أي مسرح لدينا لتسهيل دخول وخروج ذوي الاحتياجات. كما أن التعامل من حيث التذاكر، لا بد من تحديده هل هو مجاني أو بأسعار رمزية أو بتخفيضات، كما يجب بحث هل لدينا أماكن استراحة وكافيتريات مهيأة لهم.
ويرى د. عمرو عبد الله مصمم الإضاءة بدار الأوبرا أن ذوي الاحتياجات الخاصة لا بد أن يكون لهم تجهيزات على المستوى التقني سواء أكانوا هم القائمين بالعرض أو كانوا شكل من أشكال جمهور العرض، فعلى مستوى التقنيات على خشبة المسرح للقائمين بالعرض كفنانين لها تجهيزات على مستوى الصوت والإضاءة والحركة على خشبة المسرح، أما بالنسبة للمتفرجين في الصالة فلا بد أن توجد تجهيزات خاصة بالصوت تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة فإذا كان هناك ضعف في السمع أو النظر فتعمل التجهيزات على إحداث ذبذبات في الصالة تساعد في القدرة على السمع مثلا وكذلك توجد تجهيزات للإضاءة، وعلى مستوى آخر لا بد أن يوجد تثقيف للقائمين على العمل المسرحي في كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا كله غير موجود لكنه يحتاج إلى تدريب بسيط واكتساب خبرة، أما بالنسبة للبناء المعماري وعملية الدخول والخروج فيسهل تركيب رامبات حتى لو تم تصنيعها فوق السلالم، وابسط شيء نحتاجه هو تلك الرامبات لكن الأخطر هو الصوت والإضاءة وتجهيزات خشبة المسرح، وللأسف لم يتم إعداد أي مسرح لدينا لهذه الأمور، لكن اعتقد أن د إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة في الفترة الماضية كانت تؤكد علينا كمهندسين مسؤولين عن تجهيزات المسارح وتطلب منا أن نهتم بالتجهيزات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة,.. ومن تجهيزات الخشبة فإذا تحدثنا كنماذج لمحدودي السمع أو البصر وليس ذوي الإعاقة الكاملة، فلا بد من تقليل الظلال على خشبة المسرح حتى لا يحدث خلط بالنسبة له ما بين كرسي أو ظل كرسي، وإبعاد أي أجهزة إضاءة مباشرة في العين حيث إنها تصيب بالعمى المؤقت، وهذا يزيد من إعاقة محدود البصر، نموذج آخر للصوت فلو لدينا رقصة فللتعامل مع محدودي السمع نقوم بإضافة نوع من السماعات يسمى (صب يونيت)، توضع على أرضية خشبة المسرح فتحدث اهتزازات مرتبطة بالصوت الغليظ في الإيقاع، فتصدر اهتزازات في خشبة المسرح نفسها فبدلا من أن يسمعها المعاق يشعر بنبض الإيقاع على الأرض، فلو كان يرقص مثلا يستطيع أن يرقص على هذه الترددات أو النبضات بالإحساس بها، كما يتم إلغاء أي معوقات على خشبة المسرح أو الكواليس يمكن أن تعيق الفنان القائم بالعمل المسرحي.
أضاف: ويجب أن يحصل جميع المتخصصين والقائمين على العمل المسرحي، على دورات وورش فنية خاصة للتوعية لتعليم كيفية التعامل مع ذوي القدرات لتسخير تخصصاتنا لخدمتهم، وعموما ففي مسارح العالم كلها يتم بعض الإضافات للتعامل مع ذوي الاحتياجات ولا يوجد مسارح مخصصة أصلا لذلك، في بعض المسارح يتم تفكيك بعض كراسي الصالة لفسح المجال للكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات، والمشكلة في مصر أنه لا يوجد لدينا أصلا مسرح سليم.
هناك محاولات
أما الباحث شريف دياب مدير عام مسرح السلام فيؤكد أن هناك منها عرض محمد علام العطر والذي حقق نجاحًا غير متوقع وكذلك عرض فرقة الشباب ورد وياسمين ولكنها في كل الاحوال بوادر غير كافية، إلا أن في الشهور القليلة الماضية فاجأتنا وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم بعمل هيكل إداري كامل وإنشاء فرقة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة علي مسرح الحديقة الدولية، وتكمن أهمية إنشاء فرقة الشمس في أن مجموعة الفنانين الذين يقدمون الأعمال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو أمر جديد علي مسرح الدولة، ولكن أقول بصراحة، لا يوجد تصميم معماري في كل مسارح الدولة قد راعي عند بناءه ذلك، وقد يتيسر هذا في المسرح العائم لوجود عدة مداخل للدخول لصالة العرض، خاصة في المسرح الكبير وعليه فالتعديل ميسر إذا أردت أماكن مجهزة توائم المترددين علي المسرح من ذوي الاحتياجات الخاصة، واعتقد لثبات فرقة الشمس داخل مسرح الحديقة يمكن عمل تعديل معماري من إدارة المشروعات الهندسة، وإن كان الهدف الأكبر هو إنشاء مسرح خاص لذوي الاحتياجات الخاصة تراعي فيه كل التجهيزات المعمارية للمترددين عليه سواء كانوا من الفنانين أو الرواد. تابع: التصميم في أي مسرح ينبغي أن يتم بعمل أكثر من مدخل لصالة العرض مخصص لذوي الاحتياجات وهذا يتطلب أرضية عادية تتحرك بميل حتي الدخول للصالة ومكان آخر مخصص للأصحاء، وكذلك الفنانين ذوي الاحتياجات الخاصة، التصميم سهل يمكن أن يكون خشبي بميل حتي الدخول لخشبة المسرح ويمكن أن يكون أرضية عادية ذلك لأن الكراسي الخاصة بذوي الاحتياجات يتحكم فيها قائدها لما بها من فرامل وتغيير حركة سير العربة. تابع: ويوجد قرار لمسرح الدولة بدخولهم العروض بالمجان ومعهم مرافق مجانا أيضا.
وتقول تيريز إيليا رئيس الجمعية المصرية لتنمية إبداعات متحدي الإعاقة بالإسكندرية: في مسرح فرقة الشمس الجديدة بدأ استعمال الرامب الخاص بسير الكراسي المتحركة، وهذه التجربة الأولى حيث بدأوا في تأهيل المسرح لدخول وخروج متحدي الإعاقة الحركية، لكن باقي المسارح غير مؤهلة. مضيفة: ويجب تأهيل الجمهور نفسه الذي يشاهد عرضا للمعاقين، أن يكون واعيا ومثقفا، بأن يعلم أن هذا مسرحا خاصا وأنه سيشاهد به فنا مختلفا، وأن أعضاءه يمتلكون قدرات خاصة، وأنه لا يشاهد من باب الاستعطاف أو السخرية وما إلى ذلك، بل يدرك جيدا أنه حضر ليشاهد فنانا مختلفا وله قدرات خاصة، ومؤهل للوقوف على خشبة المسرح. ثانيا نحن ليس لدينا فكرة الدمج بين الإعاقات، لا أقصد الدمج المجتمعي بين الأسوياء والمعاقين، بل بين المعاقين أنفسهم، فيوجد أصحاب إعاقات لا يتقبلون بعضهم البعض، في حين أنه توجد إعاقات مكملة لبعضها، على سبيل المثال، نجد أن المعاق الذهني مثلا مكمل للمعاق الحركي، فالمعاق الحركي قدرته البدنية ضعيفة ويحتاج إلى شخص قدرته البدنية أعلى منه لمساعدته، أما المعاق الذهني فقدرته الذهنية محدودة بعض الشيء لكن قدراته البدنية عالية، ومثلا الكفيف يكمل الأصم، فعلى المسرح يحتاج الكفيف لمساعد معه يرى والأصم يحتاج على المسرح لمساعد له يسمع وهكذا فالإعاقات مكملة لبعضها، تابعت: وأخيرا عند تقديم عمل يجمع الأربع إعاقات ستجده عملا متكاملا. أما من حيث استعمال المكان ففي حالة وجود سلالم يجب أن لا تكون مرتفعة كثيرا حتى يتمكن الجميع من استعمالها حتى مع المعاق الذهني، فالمعاق الأصم هو الوحيد الذي يستطيع استعمال السلالم بشكل طبيعي، أما الكفيف أو المعاق الحركي أو المعاق الذهني فيجب أن تكون الارتفاعات منخفضة، ويجب أن تكون المقاعد مؤهلة للإعاقات الحركية التي تنقسم إلى نوعين: وقوف وجلوس، فالجلوس لا يستطيع الجلوس وعليه فإن الكرسي الخاص به يجب أن يوضع في مكان مخصص لأنه لن يستطيع أن يقوم من كرسيه ويجلس على كرسي المسرح، فيجب وجود مكان مجهز لعدد محدد من الكراسي المتحركة، أما على خشبة المسرح فالفنان المعاق السمعي أو البصري يحتاج إلى مساعدات خاصة سمعيا وبصريا، أما المعاق الذهني أو الحركي فلا يحتاج إلى ذلك، ومثلا يمكن تخصيص أجهزة إنذار للكفيف تستشعر بها العصا التي يستعملها في الحركة وتنبهه بوجود شيء أمامه، أو مثلا وجود رامب خاص لحركته داخل الكواليس، والصم لا بد له من وجود منبهات بصرية يراها بعينيه.
تابعت: كما أنه لا بد من وجود شخص متخصص سيكولوجي لتأهيل المعاق للوقوف على خشبة المسرح، لأن كل معاق له تعامل خاص، حتى داخل الإعاقة كما أن المعاق الأصم بالذات يحتاج معاملة خاصة جدا لأن أي إشارة خطأ تصله يمكن أن يفقد أعصابه بسببها، بالإضافة لضرورة وجود مؤدي جيد للغة الإشارة، كما تتطلب المسألة وجود مترجم صوتي لإشارة الفنانين الصم الموجودين على خشبة المسرح. وأخيرا للأسف رغم وجود القانون الذي ينص على دخول الجمهور من ذوي الاحتياجات إلى المسارح مجانا إلا أن هذا غير مفعل من موظفي الشباك في المسارح وكل موظف يفسر هذا حسب هواه الشخصي.
مسرح علاجي
أما الناقد مجدي الحمزاوي فيرى أن مسرح ذوي الاحتياجات الخاصة هو في الأساس مسرح علاجي، أي أنه يقوم في الأساس على محاولة إذابة الشعور بالنقص لديهم، ومن ثم فإن عروضه في الغالب ما تكون عروضا موجهة للأسرة أو المتعاملين معهم، ولكننا في مصر في الكثير من الأحيان نأخذ الأمر على أنه مجرد لقمة عيش ونتاجر بالقضايا في الأغلب فتجد من نصب نفسه فجأة مدافعا عن هؤلاء وعن مسرحهم مادام هو من يعمل معهم وبالتالي يجد عملا له مردود مادي، أضاف: أما حكاية فرقة مسرح محترفة لهم فلا تعليق. لو كان من ذوى الاعاقة أشخاص يتمتعون بالموهبة ولهم قبولهم في مجال التمثيل، فما المانع أن يوجودوا في فرقة مسرحية عادية؟ وفي المجالات الأخرى كالكتابة أو الإخراج فلا اعتقد أن الاعاقة تقف حائلا. إذن فوجود فرقة محترفة هو في رأيي ركوب موجة أو أكل عيش للبعض، من الممكن دمج الموهوبين في الفرق المسرحية.. وغير ذلك فلا. أيضا وجود ممثلين لا يستطيعون النطق ثم محاولة إيجاد مترجم هو غير مسرحي. فهناك فنون للعرض لا تعتمد على الحديث مثل الرقص التعبيري كان من الممكن وضعهم فيها ليشعروا بأنهم أصحاب قيمة وأنهم مفهومون لا ينتظرون شارح لما يعبرون عنه.
بالشبه والصدفة
ينفي د. حازم شبل مصمم الديكور وجود مسارح مؤهلة قائلا: بالطبع لا يوجد لدينا مسارح مؤهلة لتناسب ذوي الاحتياجات إلا بالصدفة، لكن مثلا مسرح الفلكي التابع للجامعة الأمريكية مجهز، وفي أمريكا عندما سافرت وجدت أن من الأكواد الأساسية بناء المسارح فلا يجوز أن تبني مسرحا دون تجهيزه لذوي الاحتياجات. فتوجد مع التعديل أماكن تجهز بأسانسير وأماكن أخرى يتم عمل رامبات لها، لها أكثر من حل، كما أن الصالة بها أماكن مفرغة من الكراسي لوضع الكراسي المتحركة الخاصة بالمعاقين بها، وهذه إذا لم تستغل قبل العرض بدقائق يتم وضع كراسي عادية لجمهور الأسوياء. فنحن لدينا قواعد كثيرة غير متوفرة مثل عدد المقاعد ومساحات الممرات ونسبة أعداد الجمهور والزوايا والتعليقات والخامات فأثناء تجهيز المسرح يجب مراعاة أشياء كثيرة من هذا القبيل. أضاف: أما تجهيزات خشبة المسرح للفنانين المعاقين فيمكن تداركها، لكن الأهم يكمن في الكواليس والخدمات المحيطة في كيفية دخولهم وخروجهم وذهابهم إلى غرف الملابس أو الحمامات، ومثلا يجب تأمين الكواليس للفنانين والعاملين على الخشبة مثلما في حالة وجود كابلات على الأرض يجب أن تغطى بما يشبه جسر بلاستيك بداخله ممرات الكابلات بحيث يكون ناعما من أعلاه لتسهيل مرور الكرسي المتحرك عليه.
أما تجهيزات الصوت والإضاءة على الخشبة فتختلف حسب نوع الإعاقة سواء بالسمع أو البصر فيمكن تغيير شدة الإضاءة طبقا للحالة، لكن الأهم هو الخدمات المحيطة، فنحن لدينا في مصر كل شيء بالشبة والأهم للقائمين هو النشاط الظاهر أمام الناس، أما ما يخفى على الرواد فلا يهتم به أحد، وهذا هو الفارق بيننا وبين البلاد المتقدمة.
ويؤكد الفنان خالد البحيري مصمم الديكور بإدارة التجهيزات الفنية بدار الأوبرا أنه عادة ما تكون تجهيزات المسارح عادية، لكن تختلف المعاملة ما بين الشخص العادي والمعاق، فمثلا المعاق الذهني لا يوضع له مايك لاسلكي، لأنه لن يجيد التعامل معها، إما مايكات معلقة أو جانبية مثبتة،، أو مايكات ذات حساسية عالية معلقة من أعلى، حتى لا يكون هناك أي معوقات، لكن في حالة الغناء يمكن وضع مايك صولو عادي. أما التجهيزات المعمارية فهي موجودة بجميع مسارح الأوبرا، بالمسرح الكبير ومسرح الجمهورية وغيرها، فتوجد رامبات لصعود الكراسي، توجد اسانسيرات خاصة للصعود للدور الثاني بدار الأوبرا، كما يوجد باب جانبي يمكن من دخول كرسي متحرك، يوجد بجوار الكافيتريا باللوبي بدار الأوبرا رامب طويل يصل إلى الباب الأخير للمسرح ويؤدي للصف الأول، كما يوجد رامب بمسرح الجمهورية يصل بهم إلى الصف الأول في الصالة أيضا. أما بالنسبة للمعاق كفنان على خشبة المسرح فيوجد متسع في الكواليس لعدم إعاقة الحركة بالإضافة لأن الفنانين دائما يصاحبهم مشرفوهم لمساعدتهم في كل امورهم من دخول وخروج وجلوس وترجمة وحركة وخلافه ويمكن أن يقفوا أيضا بين الفنانين والكورال لأداء مهامهم. وعليه فنحن نتعامل مباشرة مع المشرفين وليس مع الفنانين ذوي القدرات الخاصة.

أما مدير عام إدارة دور العرض بالبيت الفني للمسرح جمال حجاج فيوضح قائلا: نحن الآن نقوم بتجهيز مسرح الحديقة الدولية ليكون مؤهلا لذوي الاحتياجات الخاصة في ميزانية العام المالي الجديد، لكن باقي المسارح ليس بها أي تجهيزات خاصة لهم. أما مسرح الحديقة فالفرقة ما زالت وليدة وقد تم إنشاءها منذ شهرين فقط وعليه نقوم الآن بمجرد عمل رامبات للدخول والخروج، ولكن بالتأكيد لا بد من توافر تجهيزات أخرى وللأسف ليس لدينا أي خبرة وهذا سيتطلب منا أن نلجأ للخبراء في هذا المجال كي نستفيد بخبراتهم لمعرفة التجهيزات المطلوبة ودراستها وتنفيذها.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏