العدد 606 صدر بتاريخ 8أبريل2019
الفنان الكبير عبد الفتاح القصري هو أحد عمالقة الكوميديا المصريين، وهو من مواليد مدينة «القاهرة» في 15 أبريل عام 1905، وقد اشتهر بخفة ظله وبقدرته الرائعة على إضحاكنا من خلال تجسيده لبعض الشخصيات والأنماط الكوميدية سواء بالمسرح أو بالأفلام السينمائية. وهو ينتمي إلى أسرة ثرية أو أعلى من المتوسطة، حيث كان والده ثريا ويعمل في تجارة الذهب. وقد التحق في طفولته بمدرسة «الفرير» الفرنسية (القديس يوسف بالخرنفش)، وبالتالي فهو متعلم ويجيد الفرنسية وليس كما أشيع عنه بأنه أُمي ويجهل القراءة والكتابة. بدأت هوايته لفن التمثيل وتعلقه به في فترة مبكرة من حياته، وذلك بفضل أحد رواد فن الارتجال بالمسرح وهو الفنان الكوميدي فوزي الجزايرلي، الذي كان يقيم مسرحه في حي «الحسين» من حين لآخر فكان «عبد الفتاح» يحرص على مشاهدة عروضه خلسة من وراء أسرته،
ومن فرط حبه للمسرح وعشقه التمثيل التحق عام 1920 (وهو في سن مبكرة) بفرقة «عبد الرحمن رشدي». والحقيقة، إن عمله بمجال التمثيل كان ضد رغبة أبيه، حتى إنه قام بتهديده كثيرا بالحرمان من الميراث إذا لم يرجع عن تلك الهواية، فما كان منه إلا أن استمر في طريقه مضحيا بنصيبه من تركة أبيه.
التحق «عبد الفتاح القصري» بعد ذلك وبالتحديد في منتصف العشرينات بفرقة «جورج أبيض ولكن طبيعته وموهبته لم تتفق مع الأداء الكلاسيكي والدرامي الجاد، ثم في فترة تالية انضم إلى فرقة «نجيب الريحاني»، ولكن نظرا للأزمة المالية العالمية التي امتد تأثيرها على «مصر» وتعثر الفرقة لم تسمح له الظروف بأن يستمر طويلا، فعمل بعدة فرق أخرى صغيرة ومن أشهرها فرقة «يوسف عز الدين»، وكذلك ببعض الصالات ومن بينها صالة «رتيبة وأنصاف رشدي» عام 1935، ثم يوفق في العودة لفرقة «الريحاني» مرة أخرى عام 1936، فاستطاع خلال تلك الفترة تحقيق تألقه وتأكيد موهبته خاصة بعدما ارتبط بأداء شخصيات ابن البلد، وليختتم بعد ذلك المرحلة الأخيرة من حياته المسرحية (1954 - 1963) بالتحاقه بفرقة «إسماعيل ياسين» منذ بداية تأسيسها.
تميز الفنان عبد الفتاح القصري بقامته القصيرة وشعره الأملس وإحدى عينيه التي أصابها الحول فأصبح نجما كوميديا، بالإضافة إلى تميزه بطريقته الخاصة في نطق الكلام (نطق بعض العبارات العامية بطريقة نطق الفصحى) وارتداء الملابس الكاريكاتيرية، وقد اشتهر وتفرد بأداء شخصية «ابن البلد» الظريف اللبق (الحدق) بلهجته المنتقاة وأمثاله الشعبية الدارجة، كما تفوق وتميز في أداء أدوار: ابن البلد الشهم، المعلم مدعي الثقافة، الرجل المزواج عاشق النساء، الحانوتي، الوصولي خفيف الظل، وأيضا أدوار الزوج الحمش، العجوز المتصابي، رجل الأعمال الغير متعلم، والمليونير تاجر الخردة أو زعيم العصابة.
ومن المفارقات الفنية أن الفنان القصري لم يشارك إطلاقا بأدوار البطولة المطلقة، وإنما كان يقوم دائما بأدوار صديق البطل أو طبقا للمصطلح السينمائي يقوم بأدوار «السنيد» للبطل، ومع ذلك كان نجما متميزا في كل أدواره ونجح في وضع بصمة خاصة به. ولعل من أشهر أدواره السينمائية: دوره في فيلم «ابن حميدو» مع الفنان إسماعيل ياسين وأحمد رمزي وزينات صدقي وهند رستم، حيث لعب دور «المعلم حنفي شيخ الصيادين»، وهو الزوج المغلوب على أمره أمام زوجته المتنمرة الشرسة، وكذلك دور «المعلم شاهين الزلط» في فيلم «سكر هانم» مع عبد المنعم إبراهيم وحسن فايق وسامية جمال وكمال الشناوي وعمر الحريري، ومن أهم أفلامه الأخرى أفلام: «سي عمر»، «لعبة الست»، «ليلة الدخلة»، «الأستاذة فاطمة». ويجب التنويه أنه من خلال مجموعة أفلامه نجح في تقديم عدة شخصيات درامية أخرى متميزة ما زلنا نتذكرها ومن بينها على سبيل المثال فقط: المعلم بحبح»، «دنجل أبو شنتورة» في «سي عمر»، «المعلم نفخو» بفيلم «لعبة الست»، وشخصية تاجر السلاح بفيلم «ليلة الدخلة»، المعلم عبد العزيز والد المحامية فاطمة بفيلم «الأستاذة فاطمة» (فاتن حمامة)، والمعلم الجزار والد «الآنسة حنفي».
ويمكن للمتتبع لمشاركاته الفنية أن يلاحظ وجوده كقاسم مشترك في عدد كبير من أفلام النجم «إسماعيل يس»، والذي شاركه في عدد كبير من أفلامه ومنها: «على كيفك»، «عشرة بلدي»، «إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين» و«إسماعيل ياسين في متحف الشمع»، إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة، إسماعيل يس في جنينة الحيوانات، و«ابن حميدو»، ليلة الدخلة، كدبة أبريل، حماتي قنبلة ذرية، «الآنسة حنفي».
وبصفة عامة فقد ارتبط «القصري» في أذهان وذاكرة المصريين بعبارات وإيفيهات شهيرة نرددها حتى الآن كان أبرزها: «يا صفايح الزبدة السايحة.. يا براميل القشطة النايحة»، «انتي ست دا إنتي ستة أشهر»، «يا أرض إخسفي ما عليكي»، «نورماندي تو.. تو»، «المرة دي كلمتي تنزل الأرض لكن المرة الجاية لا ممكن تنزل أبدا» وغيرها الكثير من اللزمات المضحكة.. وكان للفنان الراحل لازمته وسمته الكوميدية التي لا يضاهيها أحد بطريقته وبنطقه الكوميدي للكلمات.
هذا وقد وبلغ رصيده من الأفلام أكثر من مائة فيلم، وكانت أولى مشاركاته السينمائية بفيلم «المعلم بحبح» عام 1935، من إخراج شكري ماضي وبطولة فوزي الجزايرلي وإحسان الجزايرلي واستيفان روستي، في حين كان آخر أفلامه بعنوان «إنسى الدنيا» عام 1962، من إخراج إلهامي حسن وبطولة شادية، إسماعيل يس، ماري منيب.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة المشاركات الفنية للفنان القدير عبد الفتاح القصري طبقا لاختلاف القنوات الفنية مع مراعاة التتابع الزمني كما يلي:
أولا: مشاركاته المسرحية
ظل الفنان عبد الفتاح القصري مرتبطا بالمسرح، فهو المجال المحبب له والذي من خلاله بدأت ممارسته لهواية التمثيل، كما تفجرت من خلاله أيضا بعد ذلك موهبته التي أثبتها وأكدها بمرحلة الاحتراف، ولذا كان من المنطقي أن يشارك في بطولة عدد كبير من المسرحيات المتميزة. ويمكن للناقد المسرحي المتخصص والمتابع للمسيرة المسرحية للفنان القصري أن يقرر بأن فترات مشاركاته بكل من فرقتي «الريحاني» وإسماعيل يس» تعد بصفة عامة هي أهم وانضج فترات تألقه المسرحي، حيث عمل بفرقة «الريحاني» خلال الفترة من 1926 إلى 1954، وبفرقة «إسماعيل يس» خلال الفترة من 1954 إلى 1962، وذلك فيما عدا موسم 1956 1957 حيث تعاون خلاله مرة أخرى مع فرقة «الريحاني». وجدير بالذكر أن عمله بكل من الفرقتين قد أتاح له العمل بمجموعة من المسرحيات المتميزة، ويكفي ذكر أن جميع المسرحيات التي شارك ببطولتها بكل من الفرقتين كانت من تأليف بديع خيري (بفرقة الريحاني)، وأبو السعود الإبياري (بفرقة إسماعيل يس).
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا للتتابع التاريخي مع مراعاة اختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج كما يلي:
1 - «الريحاني»:
الجنة، الشرك، اللصوص، المتمردة، ثمانية وعشرون يوم، حبوب عنتر، مونا - فانا (1926)، الحظوظ، علشان بوسة، مملكة الحب، يوم القيامة (1927)، إبقى إغمزني، آه من النسوان، جنان في جنان (ليلة جنان)، كشكش بك عضو في البرلمان، ياسمينة (1928)، اتبحبح، أنا وأنت، علشان سواد عينيها، مصر في 1929، نجمة الصباح (1929)، أموت في كده، عباسية، كذبة أبريل، ليلة نغنغة، مصر باريس نيويورك (1930)، الجنيه المصري، حاجة حلوة (1931)، الرفق بالحموات، المحفظة يا مدام، أولاد الحلال (1932)، الدنيا لما تضحك، الشايب لما يدلع، حسن الحلواني (1934)، الدنيا جرى فيها إيه؟ (1935)، ثلاثين يوم في السجن، حكاية كل يوم، مدرسة الدجالين (1940)، جناين، ياما كان في نفسي (1941)، حسن ومرقص وكوهين (1943)، إلا خمسة، سلاح اليوم (1945)، الدنيا ماشية كده (1948)، ثلاثين يوم في السجن، أحب حماتي (1949)، احترس من الستات، الستات لبعضهم، أشوف أمورك استعجب، أنت وهو، من أين لك هذا؟ (1950)، ابن مين بسلامته؟، تعيش وتاخد غيرها (1952)، الحكم بعد المداولة، لزقة إنجليزي، وراك والزمن طويل (1953)، الدلوعة، الرجالة ما يعرفوش يكدبوا، قسمتي، لو كنت حليوة، ما حدش واخد منها حاجة، يا سلام على كده، إللي يعيش ياما يشوف (1954). وذلك بالإضافة إلى مشاركته ببعض المسرحيات التي أعيد تقديمها في إطار عروض «الريبرتوار» للفرقة (تلك التي أنتجت خلال الفترة من 1936 - 1939 وهي الفترة التي لم يكن بها بالفرقة) ومن أهمها: حكم قراقوش، فانوس أفندي، الدنيا على كف عفريت، مندوب فوق العادة، مين يعاند ست؟، استنى بختك، الستات ما يعرفش يكدبوا، لو كنت حليوة، الدلوعة (لازم أتجوزك)، ما حدش واخد منها حاجة.
وجدير بالذكر أن الفنان عبد الفتاح القصري قام بعد وفاة الفنان القدير نجيب الريحاني (في يونيو عام 1949) بتكوين فرقة باسمه أحيت الموسم الصيفي بمسرح «النجمة» بالشاطبي بالإسكندرية، ثم استأنف نشاطه بفرقة «الريحاني» مرة أخرى، كما يذكر أنه قد تعاون من خلال فرقة «الريحاني» مع نخبة من النجوم ومن بينهم الفنانين: نجيب الريحاني، عبد النبي محمد، روز اليوسف، فؤاد شفيق، استيفان روستي، بديعة مصابني، ماري منصور، حسن فايق، سيد سليمان، ماري منيب، محمد كمال المصري (شرفنطح)، ميمي شكيب، زوزو شكيب، عباس فارس، عبد العزيز أحمد، محمد الديب، سعاد حسين، نجوى سالم، وذلك في حين قام كل من المبدعين: نجيب الريحاني، سراج منير بإخراج عروض الفرقة خلال تلك الفترة.
2 - «أمين صدقي»: مشكاح وريما (1935)، بخاطرك بقى (1937). وقد شارك البطولة كل من الفنانين: فتحية شريف، ماري منصور، محمد كمال المصري.
3 - «بديعة مصابني»: حجوج وماجوج، دنيا تجنن، سكرة يني، شاي بالصودا، صندوق الدنيا، عش الغرام، غليوم وكليوباترة، فاميليا محترمة، قيصر وكليوباترة، كف التمساح، وراك وراك (1936)، الأستاذ حمص (حمص المجوهر)، الجبة المسحورة، الكوكب العالمي، المقرمش، أصحاب الفيلا، بابا، بتحب مين؟، تحفة، حانوتي الأنس، حنطور أفندي، صندوق العجائب، عربات النوم، عروسة بالمزاد، على الطريقة الأمريكانية، فرع طنطا، ليلة مدهشة، مطلوب روميو، نينتى وخالتي، هو وهي (1937)، الحب التلاميذي، الدور الثالث، الرفق بالأسماك، الغيرة نار، بشرة خير، بنسيون محترم، جراح الحب، جوابات غرامية، جوازة غلط، سكر وعربدة، شارع اللطافة، شنطة الهانم، عيادة داخلية، ليلة غرام، مقاول عمارات، ممنوع البصبصة، يا أنا يا هو (1938)، السكرتير الخاص، النجمة السينمائية، باريس في مصر، بقال وعيادة، بيت مجانين، تسعة وتسعين مقلب، جنون بالنيابة، جواز بالجملة، حلاوة السلامة، خدامة البيه، خناقة بالتلغراف، عريس بروشتة، عش غرام، على قد لحافك، فلوس بتجري، ما تخافش من الستات، نبيه جدا (1939).
وقد شاركه في بطولة تلك الأعمال كل من الفنانين: بديعة مصابني، فتحية شريف، محمد كمال المصري، عبد الحليم القلعاوي، حسين المليجي.
4 - «إسماعيل يس»: الست عايزه كده، حبيبي كوكو، عريس تحت التمرين (1954)، جوزي بيختشي، صاحبة الجلالة، من كل بيت حكاية (1955)، أنا عايزة مليونير، خميس الحادي عشر، ركن المرأة، روحي فيك، سهرة في الكراكون، عفريت خطيبي، مراتي في بورسعيد (1956)، الكورة مع بلبل، عمارة بندق، كل الرجالة كده (1957)، جوزي كداب، حرامي لأول مرة، ضميري واخد أجازة، عايزة أحب، مراتي قمر صناعي (1958)، حب وجواز وفلوس، ليلة الدخلة، يا الدفع يا الحبس (1959)، حماتي في التلفزيون، سنة تانية جواز، عقول الستات، عمتي فتافيت السكر، منافق للإيجار (1960)، الحبيب المضروب (1961)، المجانين في نعيم، ثلاث فرخات وديك، كناس في جاردن سيتي، هل تحبين شلبي؟، يا قاتل يا مقتول، الحب لما يفرقع (1962).
ومن خلال هذه الفرقة تعامل مع نخبة من النجوم ومن بينهم الفنانين: إسماعيل يس، حسن فايق، زينات صدقي، محمود المليجي، تحية كاريوكا، استيفان روستي، فردوس محمد، عبد الوارث عسر، عقيلة راتب، زوزو ماضي، سميحة توفيق، زهرة العلا، عدلي كاسب، كاريمان، عايدة كامل، عفاف شاكر، ثريا فخري، عبد الحليم القلعاوي، فهمي آمان، درية أحمد، جمالات زايد، عبد الغني قمر، والوجوه الجديدة آنذاك: سناء جميل، خيرية أحمد، حسن مصطفى، بدر الدين جمجوم، سهير الباروني. كذلك تعاون مع نخبة من المخرجين المتميزين ومن بينهم الأساتذة: السيد بدير، نور الدمرداش، محمد توفيق، استيفان روستي، محمد توفيق، عبد المنعم مدبولي.
ثانيا: أفلامه السينمائية
رغم تألقه الفني وتميزه فإن السينما لم تستطع الاستفادة بصورة كاملة من هذا الفنان القدير ولا توظيف موهبته الكبيرة، خاصة وأنه بدماثة خلقه وتواضعه الشديد لم يسع مطلقا إلى القيام بأدوار البطولة وقبل راضيا القيام بالأدوار الثانوية - التي أجاد في تجسيدها - فحبسه فيها المنتجون والمخرجون، ومع ذلك يحسب في مسيرته الفنية مساهمته في إثراء مسيرة الفن المصري بتجسيد عدة شخصيات وأنماط كوميدية متفردة ومتنوعة بأكثر من مائة فيلم، اعتمد فيها على مهاراته الذاتية وخبراته الفنية وبعض الارتجالات الذكية، وتضم قائمة مشاركاته السينمائية مجموعة الأفلام التالية: المعلم بحبح (1935)، بسلامته عايز يتجوز، أبو ظريفة (1936)، مبروك (1937)، شيء من لا شيء (1938)، حياة الظلام (1940)، مصنع الزوجات، سي عمر، انتصار الشباب (1941)، لو كنت غني، المتهمة، أحلام الشباب (1942)، نداء القلب، نداء الدم، من فات قديمه (1943)، شهداء الغرام، حنان، أما جنان (1944)، ليلة الجمعة، الجنس اللطيف، أميرة الأحلام، أحب البلدي، السوق السوداء (1945)، الدنيا بخير، مجد ودموع، الخمسة جنيه، عودة طاقية الإخفاء، لعبة الست، عروسة للإيجار، يوم في العالي (1946)، بنت المعلم، زهرة السوق، عروسة البحر، فاطمة (1947)، أحب الرقص، طلاق سعاد هانم، سكة السلامة، الصيت ولا الغنى (1948)، ليلة العيد، عقبال البكاري، الستات كده، حدوة الحصان، كلام الناس (1949)، ليلة الدخلة، حماتك تحبك، أسمر وجميل، دموع الفرح، مكتب الغرام، معلهش يا زهر، قمر 14، العقل زينة (1950)، إسماعيل يس في بيت الأشباح، ابن حلال، الصبر جميل، فايق ورايق، شباك حبيبي، البنات شربات، خبر أبيض، فيروز هانم، ليلة الحنة، تعال سلم، حماتي قنبلة ذرية (1951)، الأستاذة فاطمة، على كيفك، بيت النتاش، شمشون ولبلب، عشرة بلدي (1952)، حرام عليك، الدنيا لما تضحك، نساء بلا رجال، مليون جنيه (1953)، كدبة أبريل، أوعى تفكر، المحتال، الأستاذ شرف، أسعد الأيام، حسن ومرقص وكوهين، تحيا الرجالة، الآنسة حنفي، العمر واحد (1954)، إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة (1955)، القلب له أحكام، إسماعيل يس في متحف الشمع (1956)، ابن حميدو، إسماعيل يس في جنينة الحيوانات (1957)، إسماعيل يس في مستشفى المجانين، أيامي السعيدة، سلم ع الحبايب (1958)، شجرة العائلة، بين إيديك، سكر هانم، بنات بحري (1960)، انسى الدنيا (1962).
وجدير بالذكر أنه قد تعاون من خلال مجموعة الأفلام السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: أحمد جلال، كمال سليم، عمر جميعي، نيازي مصطفى، عباس كامل، حسين فوزي، أحمد بدرخان، أحمد كامل مرسي، السيد بدير، فؤاد الجزايرلي، هنري بركات، ولي الدين سامح، كامل التلمساني، محمد عبد الجواد، شريف زالي، أحمد سالم، حلمي رفلة، أنور وجدي، يوسف شاهين، فطين عبد الوهاب، حسن الإمام، إبراهيم عمارة، شكري ماضي، حمادة عبد الوهاب، حلمي حليم، عيسى كرامة، حسن الصيفي، حسن حلمي، حسن رضا، سيف الدين شوكت، إبراهيم حلمي، مصطفى حسن، فريد الجندي، فؤاد شبل، أحمد ضياء الدين، كامل الحفناوي، إحسان فرغل، إلهامي حسن.
ثالثا: الدراما والبرامج الإذاعية
شارك الفنان عبد الفتاح القصري بأداء بعض الشخصيات الدرامية المتميزة بخفة ظله وأدائه المميز في عدد من المسلسلات الدرامية والتمثيليات والسهرات والبرامج الإذاعية، ولكن للأسف يصعب بل ويستحيل حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير على مدار مايزيد عن ثلاثين عاما، وذلك نظرا لأننا نفتقد وللأسف الشديد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وتضم قائمة أعماله الإذاعية مجموعة من المسلسلات والبرامج الإذاعية الشهيرة ومن بينها: أبو سريع، حسن وعلي ورضوان، البرنامج الفكاهي ساعة لقلبك.
وأخيرا تجدر الإشارة إلى أن نهاية الفنان عبد الفتاح القصري كانت للأسف الشديد نهاية مأساوية للغاية، فبينما وهو يؤدي دوره في إحدى المسرحيات مع الفنان إسماعيل ياسين عام 1962 إذا به يصاب بالعمى المفاجئ فيصرخ قائلا: «لا أستطيع الرؤية»، فاشتدت عاصفة الضحك حينما ظن الجمهور أن هذا الأمر ضمن أحداث المسرحية ولكن الفنان إسماعيل ياسين سرعان ما أدرك حقيقة الأمر فقام بتوصيله إلى كواليس المسرح. ومع إصابته بالعمى تنكرت له زوجته الرابعة التي كانت تصغره بسنوات كثيرة وطلبت منه الطلاق بعد ما جعلته يوقع على بيع كل ممتلكاته لها، ثم تزوجت من صبي كان «القصري» يعطف عليه ويعتبره الابن الذي لم ينجبه، وقد زادت هذه الصدمة إصابته بالاكتئاب فظل منطويا حزينا مكتئبا في منزله، واكتملت دائرة المحن حينما قامت الحكومة بهدم البيت الذي كان يسكن فيه، فاضطر إلى أن يقيم بحجرة متواضعة جدا تحت بير السلم في أحد البيوت الفقيرة في حي الشرابية، ثم أصيب كنتيجة لمعاناته من الفقر والبرد وعدم الاهتمام بتصلب في الشرايين أثر على مخه وأدى إلى أصابته بفقدان للذاكرة. وجاءت نهايته في مستشفى «المبرة» حيث وافته المنية في 8 مارس 1964، وللأسف لم يحضر جنازته سوى ثلاثة أفراد وعدد قليل من أسرته، ومن الوسط الفني لم يشارك سوى كل من الفنانة نجوى سالم والكاتب الصحفي محمد دوارة.