عبد الله غيث فارس المسرح العربي

عبد الله غيث فارس المسرح العربي

العدد 598 صدر بتاريخ 11فبراير2019

وقد نشأ عبد الله في قريته وتعلم بمدارسها, ونشأ في مناخ ديني وتأثر بحكايات جده عن الأولياء الصالحين، ولكنه كان تلميذا شقيا ومشاغبا, يهوي الهروب من المدرسة ليذهب لحضور الحفلات الصباحية في السينما والمسارح، ولذلك لم يحصل بالكاد إلا علي الشهادة الأعدادية ثم الثانوية، ثم عمل بالزراعة بعدها واستمر في الإشراف علي أرضه ما يقرب من عشر سنوات, وذلك قبل انتقاله إلى القاهرة ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بناء على توجيهات وتشجيع شقيقه الأكبر الفنان حمدي غيث (الذي يكبره بحوالي 6 سنوات)، وذلك بمجرد رجوعه من بعثته بباريس، ليستكمل عمله كأستاذ بالمعهد العالي للتمثيل آنذاك.
ولم يكن “عبد الله غيث” يحلم - قبل إحترافه الفن - إلا بالفلاحة فقط, فقد كان عاشقا لريف بلده ولم يكن يجد نفسه علي طبيعته التي يعشقها إلا وسط غيطان أرضه بعيدا عن الشكليات السخيفة وصخب حياة المدينة والأضواء، ولذا فقد كان يحرص على التردد مرتين في الأسبوع غالبا على قريته، ما جعله يشارك أهله وجيرانه كفاحهم والتعرف على مشاكلهم ومتاعبهم وآلامهم وأمانيهم ولذلك منحوه الحب والثقة, وقاموا بترشيحه للعمودية بعد وفاة والده وأخيه الأكبر، ولكن حينما شغله الفن عن تولي العمودية تركها لابن عمه وظل مساندا له.
تخرج الفنان عبد الله غيث من المعهد في قسم التمثيل عام 1955، وذلك ضمن دفعة من الموهوبين الذين حقق بعضهم نجوميته بعد ذلك ومن بينهم الأساتذة: محمد الدفراوي، فاروق الدمرداش، عادل المهيلمي، أحمد لوكسر، فرج النحاس، حسين فياض، عز الدين إسلام. وقد بدأ مشواره الفني الإحترافي في منتصف الخمسينيات، حيث عين بالفرقة “المصرية الحديثة” (المسرح القومي) عام 1956، وشارك خلال تلك الفترة بأداء بعض الأدوار الصغيرة في بعض المسرحيات ومن بينها “إيزيس”، “ابن عز”، “سقوط فرعون”، “تحت الرماد”، “دموع إبليس”، والحقيقة أن نقطة انطلاقه الحقيقية قد تحققت بعد ذلك من خلال المسرح أيضا، وذلك حينما تألق من خلال فرقة “المسرح القومي” في عدد كبير من البطولات المسرحية من أهمها: المحروسة، الدخان، الخال فانيا، الفتى مهران، الزير سالم، المسامير، ثأر الله، فيدرا، وببعض عروض الفرق الأخرى كفرقة “مسرح الجيب”، “المسرح العالمي” و “المسرح الحديث” وذلك حينما شارك أيضا ببطولة عدة مسرحيات مهمة ومن بينها: الكراسي، يرما، أجاممنون، ثورة الزنج، الأميرة تنتظر، مجنون ليلى، وراء الأفق، مرتفعات وذرينج، زيارة السيدة العجوز، سهرة مع الجريمة، الوزير العاشق.  
تميز الفنان عبد الله غيث بالدرجة الأولى بحضوره الطاغي القوي والمحبب، و وبالطابع الرجولي وتمتعه بقوام الفارس الرشيق، وبوجهه ذو التقاطيع المصرية الأصيلة، ونظراته العميقة النافذة التي قد تتبدل سريعا من قمة الطيبة والتسامح والإستكانة إلى قمة الشموخ والإعتزاز بالنفس أو الغل والحقد والتهديد بالإنتقام، وكذلك بصوته القوي ذو النبرات المميزة، وذلك بالإضافة إلى تميزه بأدائه المعبر بمخارج الألفاظ السليمة مع إجادته لمهارات الإلقاء والتمثيل باللغة العربية الفصحي، وقد تنوعت مجموعة إبداعاته الرائعة بمختلف القنوات الفنية (ما بين المسرح والسينما وكذلك بكل من الإذاعة والتليفزيون). حيث نجح في تحقيق تألقه السينمائي أيضا، وذلك بمشاركته ببطولة عدة أفلام مهمة في مقدمتها: ثمن الحرية، أدهم الشرقاوي، جفت الأمطار، السمان والخريف، الحرام، لا وقت للحب، رابعة العدوية، الشيماء، عمر المختار، والفيلم العالمي الرسالة. ويجب التنويه إلى مشاركته في بطولة عدد من الأفلام المتميزة والمهمة، تلك التي تم اختيارها ضمن أفضل مائة فيلم عربي (طبقا لإستفتاء النقاد والجمهور عام 1996)، ومن بينها أفلام: الحرام، السمان والخريف.
ويحسب له أيضا مشاركاته التلفزيونية الثرية حيث قام ببطولة أكثر من ستين مسلسلا من أهمها: هارب من الأيام، الضحية، خيال المآتة، الرحيل، سقوط غرناطة، محمد رسول الله، الكتابة على لحم يحترق، بوابة الحلواني، المال والبنون، الوعد الحق، الثعلب. وقد وافته المنية أثناء تصويره لمسلسل “ذئاب الجبل” في 13 مارس عام 1993.
ويمكن تصنيف مجموعة أعماله الفنية طبقا لاختلاف القنوات الفنية (المسرح السينما الإذاعة التليفزيون) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا - أعماله المسرحية:
ظل المسرح هو المجال المحبب للفنان عبد الله غيث طوال حياته الفنية، ومجال إبداعه الأساسي، فهو المجال الذي قضى في العمل به كممثل محترف ما يقرب من أربعين عاما، شارك خلالها ببطولة مسرحيات كبرى الفرق المسرحية (من أهمها: “المسرح القومي”، “المسرح العالمي”، “مسرح الجيب”). وتضم قائمة أعماله المسرحية مجموعة من الأدوار المهمة والشخصيات الدرامية المتميزة التي نجح وتفوق في تجسيدها حتى أصبحت شخصيات خالدة دراميا ومن بينها: الفلاح البريء عبد الحميد غزال الذي ألصقت به تهمة قتل أحد خصوم العمدة في مسرحية “المحروسة”، المناضل الثائر عمار بمسرحية “جميلة”، القاضي بمسرحية “القضية”، الشاب المثقف المتمرد على القهر والآلية حمدي والذي وقع في دائرة الإدمان بمسرحية “الدخان”، الشاعر والفارس الثائر مهران زعيم الفلاحين في مسرحية “الفتى مهران”، الأمير سالم الزير الذي يطالب بثأر أخيه كليب في “الزير سالم”، الفلاح الوطني عبدالله الذي يقود المقاومة ضد الإنجليز بمسرحية “المسامير”، الفدائي الفلسطيني هشام بمسرحية “زهرة من دم”، الثائر عبد الله بن محمد بمسرحية “ثورة الزنج”، الشاعر المتمرد الفقير القرندل رمز الشعب بالمسرحية الشعرية “الأميرة تنتظر”، الفنان التشكيلي المحبط عطية بمسرحية “قولوا لعين الشمس”، “راعين” الذي أنقذ شامينا من الأسر بمسرحية “حبيبتي شامينا”، الوزير العاشق ابن زيدون بالمسرحية الشعرية “الوزير العاشق”، العمدة بمسرحية “آه يا غجر”.
وذلك بالإضافة إلى تفوقه في تجسيد بعض الشخصيات الدرامية المهمة بالمسرح العالمي ومن بينها شخصيات: عامل المناجم الكسندر الذي حول المقاومة السلبية إلى كفاح إيجابي بمسرحية الكاتب الأمريكي جون شتاينبك “تحت الرماد” (أول أدواره بالمسرح القومي)، الزوج العجوز في المسرحية العبثية “الكراسي” للكاتب يوجين يونسكو، فانيا في رائعة الأديب الروسي أنطون تشيكوف “الخال فانيا”، “خوان” زوج يرما برائعة الشاعر والكاتب الأسباني جارثيا لوركا “يرما”، “ألفريد” في رائعة الكاتب السويسري فريدريش دورينمات “زيارة السيدة العجوز”، “إيجست” عشيق كلمينسترا وغريم زوجها بالمسرحية الخالدة “أجاممنون” للمؤلف الإغريقي إسخيلوس، الملك تيزيوس زوج فيدرا في رائعة الكاتب الفرنسي راسين “فيدرا”، الملك “ماكبث” في رائعة الشاعر الإنجليزي وليم شكسبير “ماكبث”، وذلك بخلاف قيامه بدور البطولة أيضا في مسرحية “مرتفعات وذرينج” للشاعرة والروائية إميلي برونتي.
هذا ويمكن تصنيف إسهاماته في مجال المسرح مع مراعاة التتابع الزمني وإختلاف الجهات الإنتاجية كما يلي:
- “المسرح القومي”: إيزيس، ابن عز، جمهورية فرحات، ملك القطن (1956)، سقوط فرعون، تحت الرماد، دموع إبليس (1957)، الصفقة، سلطان الظلام، ثورة الموتى، مجنون ليلى، نائبة النساء (1958)، شقة للإيجار (1960)، قهوة الملوك، الأيدي القذرة، المحروسة (1961)، مأساة جميلة، القضية، الجلاد والمحكوم عليه بالإعدام (1962)، كفر البطيخ، الدخان، قيس ولبنى، الخال فانيا (1963)، الفتى مهران (1965)، الزير سالم (1967)، المسامير (1968)، ثأر الله (1972)، قولوا لعين الشمس (1973)، حبيبتي شامينا (1974)، فيدرا (1975)، ماكبث (1991).
- “مسرح الجيب”: الكراسي (1962)، يرما (1964)، أجاممنون (1966)، ثورة الزنج (1970)، الأميرة تنتظر (1971).
- “المسرح الحديث”: قهوة مصر (1963)، سهرة مع الجريمة - الفخ، الصندوق (1965)، الوزير العاشق (1984)، حزب أيوب (1992)، آه يا غجر (1993).
- “المسرح العالمي”: مجنون ليلى (1963)، وراء الأفق (1964)، مرتفعات وذرينج (1965)، زيارة السيدة العجوز (1966).
- “مسرح الحكيم”: بلدي يا بلدي، زهرة من دم (1968)، سلطان زمانه (1970).
وذلك بالإضافة إلى مشاركته في بعض عروض “الريبرتوار” (إعادة العروض) بفرقة  المسرح القومي ومن بينها: العباسة (1963)، صفقة مع الشيطان (1965)، مصرع كليوباترة (1968)، وبعض المسرحيات الأخرى مثل: عنترة، السلام، حسن طوبار، أوبريت ميلاد أمة (دار الأوبرا - 1980)
وقد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم الأساتذة: فتوح نشاطي، أحمد علام، نبيل الألفي، حمدي غيث، كامل يوسف، محمد الطوخي، نور الدمرداش، كمال يس، سعد أردش، كرم مطاوع، جلال الشرقاوي، حسن عبد السلام، محمد عبد العزيز، أحمد زكي، سمير العصفوري، توفيق عبد اللطيف، فهمي الخولي، جلال توفيق، شاكر عبد اللطيف، والمخرج الروسي لسلي بلاتون، والمخرج الفرنسي جان بيير لاروي.  

ثانيا - أعماله السينمائية:
حرص الفنان عبد الله غيث في السينما على تحقيق مستوى الجودة والكيف حتى ولو كان ذلك على حساب الكم، ولذا فإن رصيده السينمائي طوال مسيرته الفنية لم يتعد عدد خمسة وعشرين فيلما، وذلك للأسف لأنه من وجهة نظر منتجي السينما لم يكن - برغم نجوميته المسرحية الكبيرة - نجما سينمائيا يمكنه تحقيق الإيرادات الكبيرة (كنجوم الشباك بالسينما آنذاك رشدي أباظة، فريد شوقي، أحمد مظهر، شكري سرحان، صلاح ذو الفقار، عمرالشريف)، وبالتالي كان من الطبيعي وكنتيجة منطقية لثقته في قدراته الفنية وإحساسه بتميزه وتمكنه من مفرداته الفنية رفضه التام المشاركة في تجسيد بعض الأدوار الهامشية أو الثانوية مهما كانت المغريات المالية بالسينما. وجدير بالذكر أن بداياته السينمائية كانت عام 1959 بفيلمي: “بياعة الورد” بطولة تحية كاريوكا ومحسن سرحان وإخراج محمود إسماعيل، و”عاشت للحب” بطولة كمال الشناوي وزبيدة ثروت ومن إخراج السيد بدير، أما آخر أعماله فكانت فيلم “ديك البرابر” عام 1992 بطولة نبيلة عبيد وإخراج حسين كمال. هذا وتضم قائمة أعماله السينمائية الأفلام التالية: بياعة الورد، عاشت للحب (1959)، رجل بلا قلب (1960)، لا وقت للحب، رابعة العدوية (1963)، أدهم الشرقاوي (1964)، الحرام، ذكريات التلمذة (1965)، ثمن الحرية، السمان والخريف (1967)، حكاية من بلدنا (1969)، الشيماء (1972)، الرسالة (1976)، الوليد والعذراء (1977)، رجل اسمه عباس (1978)، عمر المختار (1981)، أفغانستان لماذا ؟ (1984)، ملف سامية شعراوي (1988)، عصر القوة (1991)، ديك البرابر (1992)، وذلك بالإضافة إلى الفيلم القصير نجع العجايب (1988)، وبعض الأفلام التليفزيونية أو القصيرة ومن بينها أفلام: البيات الشتوي، عبد الله بن عباس، وكيل النائب العام، وكذلك مشاركته بالأداء الصوتي للنسخة العربية للفيلم العالمي “عمر المختار” (1981).
ويذكر من خلال رصد مجموعة الأفلام السابقة تعاونه مع نخبة من كبار المخرجين الذي يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: السيد بدير، صلاح أبو سيف، هنري بركات، حلمي حليم، عاطف سالم، حسام الدين مصطفى، حسين كمال، نادر جلال، سيف الدين شوكت، حسن حافظ، محمود إسماعيل، هشام أبو النصر، نور الدمرداش، يوسف مرزوق، علوية زكي، والمخرج العالمي مصطفى العقاد.
ويجب في صدد الحديث عن المشاركات السينمائية لهذا الفنان القدير ألا ننسي دوره الرائع في الفيلم العالمي “الرسالة”, والذي جسد من خلاله شخصية “أسد قريش” حمزة بن عبد المطلب (عم الرسول), فكان فيه علي كفة الميزان مع النجم العالمي انتوني كوين (الذي أدى الدور بالنسخة الإنجليزية), ومما يدل على مدى تميز الفنان عبد الله غيث أن الفنان العالمي أنتوني كوين أصر على مشاهدته وهو يجسد جميع المشاهد أولا قبل البدء في تصوير مشاهده هو، كما شهد على عبقرية هذا الفنان المصري وهو يعلق مع المخرج والنجوم الأجانب علي أدائه فقال: “لو كان عبدالله غيث يمثل في أمريكا حاليا لكان له شأن آخر الآن”،  

ثالثا - أعماله الإذاعية:
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير، الذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من الأعمال الدرامية على مدار مايقرب من أربعين  عاما، خاصة بعدنا نجح مخرجو الإذاعة في توظيف نبرات صوته المميزة ومهاراته في فن الألقاء والتلوين الصوتي وإجادته في إلقاء الأشعار والتمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس مستوى وكفاءة تمثيله باللهجة العامية. هذا وتضم قائمة أعماله الإذاعية المسلسلات والتمثيليات التالية: العقرب، هنداوي، رسول من كوكب مجهول، رحلة الليل، رجل تحت الصفر، رجالة بلدنا، من أجل ولدي، عندما ينطق الجبل، أولاد حارتنا، عندما بكى الشيطان، وفية والزمن، حكاية الدكتور مسعود، صيف حار جدا، عابد المداح، طفل فوق الستين، دموع السواقي، دماء على الصحراء، صلاح الدين الأيوبي، فتح مكة، وذلك بخلاف مشاركاته ببعض الأوبريتات ومن بينها: وعد الحر، وأيضا عدد كبير من المسرحيات المعدة إذاعيا ومن بينها على سبيل المثال: مأساة جميلة.

رابعا - الإسهامات التليفزيونية:
عاصر الفنان القدير عبد الله غيث بدايات البث التلفزيوني وبداية إنتاجه الفني مع بدايات ستينيات القرن الماضي، ويجب التنويه في هذا الصدد بأن الصعوبة التي كانت تواجه جميع العاملين خلال فترة البدايات هي ضرورة تصوير كل حلقة كاملة دون توقف - لعدم وجود إمكانية لعمل “المونتاج” - وبالتالي فقد كان واحدا من جيل الممثلين المسرحيين الذين أثروا العمل التلفزيوني بقدرتهم على الحفظ وأيضا بتفهمهم لطبيعة التصوير بهذه التقنية الحديثة آنذاك ومراعاة زوايا الكاميرا المختلفة. هذا وتضم قائمة إسهاماته الإبداعية مشاركته في أداء بعض الأدوار الرئيسة بعدد من المسلسلات التلفزيونية المهمة ومن بينها: الساقية (الضحية، النصيب، الرحيل)، خيال المآتة، هارب من الأيام، الساعات الرهيبة، وجهان للحقيقة، عزيزة ويونس، قرية الرعب، البركان، الشك، فوتوغرافيا، أبو زيد والناعسة، شيء من الخوف، قلوب فقدت الحب، خفايا البيوت، بعد العذاب، الممكن، العصابة، الأخرس والقلادة الخشبية، المتهمة، القضبان، الإنسان والحقيقة، سليمان الحلبي، أبناء في العاصفة، طيور بلا أجنحة، قلب بلا دموع، وتوالت الأحداث عاصفة، الأب العادل، زهرة والمجهول، عابر سبيل، دوامة الحياة، السندباد، حارة الشرفاء، رحمة، الجراد والأرض، الساقية تدور، الوجه الآخر، دوار يا زمن، الحب في عصر الجفاف، كنوز لا تضيع، أحزان نوح، زمن الحلم الضائع، بوابة الحلواني (ج1)، المال والبنون (ج1)، الخطر، الصمت، ذئاب الجبل، الثعلب، حصاد الحب، حكاية شفيقة ومتولي، الشاعر، شعراء المعلقات، تحت ظلال السيوف، ليلة سقوط غرناطة، وداعا قرطبة، عنترة، رجال فوق الصخور، الصقر، الكبرياء تليق بالفرسان، الكتابة على لحم يحترق، بيوت في المدينة، مجالس العرب، ابن تيمية، ابن عمار، عذراء مكة، موسى بن نصير، القضاء في الإسلام (ج1،ج2)، الوعد الحق، الكعبة المشرفة، نور الإسلام، وجاء الإسلام بالسلام، ساعة ولد الهدى، رسول الإنسانية، محمد رسول الله (ج1،ج3)، لا إله إلا الله (ج3). وذلك بخلاف مجموعة من السهرات والتمثيليات التلفزيونية ومن بينها: علبة من الصفيح الصدئ، النور، في العتبة.
مما سبق يتضح جليا أن رحلة الفنان القدير عبد الله غيث في عالم الفن كانت حقا رحلة ثرية، وفق خلالها في تقديم كثير من الإبداعات المتميزة كما نجح في تحقيق مكانة فنية سامية ومرموقة وأيضا وضع بصمة فنية مميزة له، ربما ساعده على أنه قد عاش حياة أسرية هادئة، حيث تزوج في سن مبكرة (وعمره 18 عاما فقط) من ابنة خالته التي أنجبت له ثلاثة أبناء هم: أدهم (المخرج التليفزيوني)، عبلة، الحسيني، وجدير بالذكر أن الفنان عبد الله غيث كان من أبعد ما يكون عن صخب الحياة الفنية, فقد كان محافظا علي حياته الأسرية بعيدا عن علاقات الوسط الفني إلا في أضيق الحدود.
وكان من الطبيعي أن تتوج تلك المسيرة ببعض مظاهر التكريم وأن يحظى صاحب هذه المسيرة الفنية العطرة على عدد كبير من الجوائز، وبالفعل حصل على جائزة أفضل ممثل من التليفزيون عام 1963، وعلى جائزة عن مشاركته في فيلم “ثمن الحرية” عام 1964، وأيضا جائزة خاصة عن مشاركته لسيدة المسرح العربي سميحة أيوب بطولة مسرحية “الوزير العاشق”. وكذلك كرم بكل من اليوبيل الذهبي للمسرح القومي عام 1986، واليوبيل الماسي (بعد رحيله)، كما حصل على شهادة تقدير من الرئيس الأسبق محمد أنور السادات عام 1976، وعلى درع دولة الإمارات المتحدة عام 1983. وبعد رحيله كرم اسمه أيضا بالدورة الخامسة لمهرجان “القاهرة الدولي للمسرح التجريبي” عام 1993. وأخيرا كرمت اسمه أكاديمية الفنون مع نخبة من كبار الفنانين عام 2018 (وتسلم شهادة التكريم ابنه الحسيني)

 


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏