لم تعد بحاجة إلى تشخيص إنما إلى علاج حاسم ذاكرتنا المسرحية تصرخ من الإهمال

لم تعد بحاجة إلى تشخيص إنما إلى علاج حاسم ذاكرتنا المسرحية تصرخ من الإهمال

العدد 597 صدر بتاريخ 4فبراير2019

للتوثيق أهمية خاصة في التعرف على ذاكرة المسرح ومعرفة أشكال الإنتاج المسرحي وأدوار رواده في الحركة المسرحية المصرية. التوثيق بمثابة «ذاكرة للأمة» يفيد الأجيال القادمة في التعرف على تاريخهم المسرحي في الحقب المختلفة، كما يتعرف محبو وعشاق المسرح والباحثون على تجاربه المختلفة ودراستها والاستفادة منها. نرصد آراء المتخصصين والأكاديميين حول مجموعة من النقاط التي تخص التوثيق المسرحي، ومنها: أهمية التوثيق للحركة المسرحية، وحقيقة وجود أرشيف كامل يضم كل العروض منذ نشأة المسرح، والفترات التي لم يتم توثيق المسرح بها وكيفية التعرف عليها، والمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية وما يجب أن يقوم به لتوفير توثيق متكامل.
قال المؤرخ المسرحي ورئيس جمعية هواة المسرح د. عمرو دوارة، عن أهمية التوثيق للحركة المسرحية: الاهتمام بتوثيق تاريخنا المسرحي لا يهدف فقط إلى تخليد الرواد وتسجيل إنجازات كل منهم أو الاهتمام بالماضي وذكرياته، قدر ما يعني الاهتمام بالمستقبل وتقديم القدوة للأجيال الجديدة والتطلع لآفاق الغد.
أضاف: ويمكن الاستفادة من توثيق حياتنا المسرحية ودراسة الإنتاج المسرحي بكل مرحلة من المراحل التاريخية المختلفة لرصد مدى تأثر الإنتاج المسرحي بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لأن توثيق وعرض التجارب السابقة يعد ذاكرة للمسرح، ويتيح لعشاق وهواة المسرح، وخصوصا الباحثين والدارسين، فرصة الاطلاع على جميع الجهود والتجارب السابقة، وبالتالي يحقق فرصة لتواصل الأجيال وتكامل الخبرات، بحيث لا تتكرر البدايات والعودة في كل مرة إلى نقطة البداية مرة أخرى!!
وفيما يخص حقيقة وجود أرشيف كامل يحتوي على جميع العروض المسرحية منذ بداية الحركة، قال: الحقيقة التي يجب تسجيلها في البداية هي أنه على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل بعض المؤرخين وكبار المسرحيين لتوثيق بعض مراحل المسرح المصري وفي مقدمتهم كل من الأساتذة: محمد تيمور، فؤاد رشيد، د. محمد يوسف نجم، د. يوسف داغر، د. رمسيس عوض، د. علي الراعي، فؤاد دوارة، سمير عوض، د. سيد علي إسماعيل، فإن هناك مساحات كبيرة بتاريخنا المسرحي ما زالت في طي النسيان.
تابع: لقد ظل إصدار موسوعة شاملة للمسرح المصري تحفظ لنا جميع تفاصيل الخريطة المسرحية منذ نشأتها وحتى الآن، مجرد حلم صعب التحقيق لسنوات طويلة، حتى أسعدني القدر بتحقيق هذا الحلم بتوظيف خلفيتي وخبراتي الهندسية والمسرحية لتقديم هذا الإنجاز الضخم، وذلك عندما تعاقدت مع «الهيئة المصرية العامة للكتاب» عام 2012 على نشر «موسوعة المسرح المصري المصورة» التي شرفت بإعدادها. وتتضمن هذه الموسوعة التي استغرق إعدادها أكثر من خمسة وعشرين عاما ما يزيد على سبعة آلاف عرض مسرحي، هي مجموع العروض الاحترافية التي تم إنتاجها منذ عام 1870، وتم تخصيص صفحتين لتوثيق البيانات الخاصة بكل مسرحية منها، وبالتالي وصل عدد صفحاتها أكثر من سبعة عشر ألف صفحة. وتشتمل هذه الموسوعة - ولأول مرة - على أكثر من عشرين ألف صورة مسرحية نادرة لمسرحيات ومسرحيين.
وعن “المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية” ودوره، قال: النشاط الرئيسي للمركز هو الحفاظ على الذاكرة المسرحية بكل أشكالها من كتب ودوريات وإصدارات وصور فوتوغرافية وشرائط رقمية ومقتنيات، سواء كانت عامة أو شخصية لأنشطة مسرحية ومسرحيين، والاستمرار في زيادة وتعظيم المقتنيات مع توثيق كل الأنشطة المعاصرة وتوفير كل ذلك للباحثين. استدرك: ولكن للأسف فهذا الدور غائب تماما، والعذر الجاهز دائما هو ضعف الإمكانيات وكثرة الأنشطة وعدم إمكانية متابعتها بالأقاليم! والكارثة أنه لا يتم التعاون إطلاقا مع الباحثين ويتم وضع المعوقات أمامهم، وقد سبق وأن كتبت بمجلة المسرح (العدد 90 مايو 1996) دراسة عن وضع «المركز القومي للمسرح» وأهم المعوقات التي تواجهه، وللأسف تفاقمت السلبيات ومن بينها: أنه منذ أكثر من ثلاث سنوات لم يصدر المركز الكتاب التوثيقي السنوي، وتوقف للأسف عند إصدار الموسم المسرحي 2006/ 2007 أي تأخرنا توثيقيا أكثر من عشر سنوات كاملة، والعذر المكرر لا توجد ميزانيات للطباعة! بالإضافة إلى افتقاد المركز إلى الكفاءات المتخصصة، فهو لا يضم أي باحثين متخصصين من الحاصلين على بكالوريوس الفنون المسرحية، والنتيجة المؤسفة بالطبع هي إصدار مجموعة من الإصدارات التوثيقية تتضمن أخطاء ومعلومات ناقصة! ويتضح مما سبق أن المركز – للأسف - لم يقم بتحقيق أهدافه المنشودة والمهام المنوطة به، إلا خلال فترات محدودة جدا، وتلك نتيجة حتمية لسوء اختيار الرؤساء غالبا. تابع دواره: أما بالنسبة للفترات السابقة التي لم توثق وكيف يتم التعامل معها، فإن «المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» هو الجهة المنوط بها توثيق تاريخنا المسرحي والتعريف بإنتاج الفرق المسرحية المختلفة منذ بدايات المسرح المصري (عام 1870)، وأيضا توثيق جميع إسهامات رواد ونجوم هذا الفن الأصيل.
وجدير بالذكر أن هذا المركز تم تأسيسه في البداية عام 1963 كإدارة تابعة للإدارة الثقافية بالمؤسسة «العامة للمسرح والموسيقى» بناء على اقتراح رئيسها الناقد الجليل د. علي الراعي، وذلك بهدف جمع وتوثيق التراث المسرحي المصري بكل عناصره وأشكاله إلى جانب رصد وتسجيل جميع الأنشطة المسرحية المعاصرة، وبالتالي فقد بدأ نشاطه في فترة متأخرة من تاريخنا المسرحي ولم يوفق في توثيق جميع الفعاليات التي سبقت تأسيسه.
تابع: وعندما توسعت الإدارة في أنشطتها وتفرعت لأقسام كان من المنطقي أن يصدر القرار رقم 151 لسنة 1980 لتحويل الإدارة الثقافية إلى «المركز القومي للمسرح والموسيقى»، كما صدر القرار بتعيين الفنان القدير نبيل الألفي كأول رئيس للمركز، وتقتضي الحقيقة أن أسجل أن الفنان القدير محمود الحديني يعد من القيادات المحترمة التي نجحت في وضع بصمة متميزة في مسار المركز وإنجازاته، وكذلك المبدع الأكاديمي د. مصطفى سليم، الذي نجح أيضا في تحقيق إنجازات مهمة، ويحسب لكل منهما حرصه على تحقيق أهداف المركز ونشر كتاب سنوي يتضمن جميع تفاصيل النشاط المسرحي خلال العام.
وللأسف، فإن عددا كبيرا من رؤساء المركز انحرفوا عن تنفيذ أهدافه الأساسية، وركزوا اهتمامهم في أنشطة فرعية أخرى مثل: الاهتمام بنشر بعض النصوص المسرحية المترجمة! أو تنظيم دورات تدريبية لهواة المسرح! أو إنتاج بعض العروض المسرحية! كذلك قام أحدهم بتنظيم مؤتمر دولي - بعيدا عن قضية التوثيق، لمجرد تحقيق هدف استضافته لبعض الأجانب وشراء وحدة ترجمة فورية. أضاف: وفي هذا الصدد أود الإشارة إلى حرصي على المساهمة بصفة شخصية مع المركز القومي للمسرح في جميع فعالياته - وذلك رغم الضعف الشديد للمقابل المادي - حيث أعتبر دوري هذا مهمة قومية ومشاركة في حفظ تاريخ بلادي واستكمالا لجهودي في مجال التأريخ والتوثيق المسرحي، ويكفيني فخرا أن عددا كبيرا من كبار الفنانين وأبناء الفنانين الراحلين أصروا على ضرورة مشاركتي. ويمكنني أن أذكر سريعا بعض إسهاماتي في هذا المجال حيث شاركت بكتابة المادة العلمية والسيناريو لأكثر من 35 (خمسة وثلاثين) فيلما تسجيليا لكبار الفنانين المعاصرين والراحلين، وأربعين كتيبا تذكاريا في إطار تكريم الرواد، كذلك أصدرت من خلال المركز بعض الكتب المهمة وفي مقدمتها: «فؤاد دوارة فارس المسرح الرصين»، «ملك مطربة العواطف ومسرحها الغنائي»، وذلك بخلاف مشاركاتي بمراجعة وكتابة المقدمة لبعض أعداد الكتاب السنوي للتوثيق المسرحي.

التوثيق هو ذاكرة الأمة
فيما قال الدكتور سيد علي إسماعيل أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة حلوان: توثيق المسرح وتأريخه هو شغلي الشاغل، وعلى المستوى الشخصي فكل أعمالي تتجه نحو هذه الغاية؛ ولكن بأسلوب محدد ومنظم يصل إلى مرتبة المشروع الأهم في حياتي العلمية؛ حيث إنني تخصصت في توثيق الجهود الرائدة والمجهولة في مجال المسرح المصري والعربي، وأغلب ما نشرته حتى الآن في مجال التوثيق المسرحي وتأريخه، يُعد جديدا وغير معروف.
وتابع قائلا: التوثيق هو ذاكرة الأمة، وبالنسبة لتوثيق المسرح فقد أصبح مطلبا قوميا الآن، بسبب التطور التكنولوجي الكبير في عملية التخزين والإرسال والعرض، وما يتم في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لا سيما ظاهرة المهرجانات المسرحية، التي تجتاح عالمنا العربي، وما يصاحبها من متابعة إعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأكبر مثال على ذلك مجموعة (المسرح ثقافة) بالواتساب، التي استطاعت خلال عامين فقط أن تقوم بتوثيق وأرشفة مسرحية عربية عجزت عنها مؤسسات دولية عربية كبرى. أما بخصوص وجود (أرشيف كامل) للعروض المسرحية، فهذا حلم من الأحلام! وللأسف هذه الأرشفة يقوم بها الأفراد، وليس المؤسسات.
 أضاف: فمثلا هذا الأرشيف كمعلومات توثيقية قام به د. عمرو دوارة، وأرشفة العروض قام بها الأستاذ علي السعيد بالنسبة للمسرح السعودي، وذلك على قناته الخاصة باليوتيوب، مشيرا إلى أنه حتى الآن لا توجد جهة حكومية في مصر، فكرت في الأرشفة الإلكترونية للعروض المسرحية، وما يتم من بعض الجهات المعنية، عبارة عن محاولات بسيطة من خلال غير المتخصصين، حيث إن بعض المسئولين يميلون إلى وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب، والعكس صحيح! وحتى الآن لا نريد أن نعترف بالمتخصص والموهوب وصاحب الفكر المبتكر ليكون في مكانه الطبيعي!
وعن توثيق الفترات الزمنية الماضية، قال إنها مهمة كبيرة، عجزت عن تحقيقها بعض المؤسسات الحكومية، وما زالت الجهود الفردية هي البارزة في هذا الأمر، وهي الجهود التي بدأها المرحوم د. محمد يوسف نجم، وأغلبنا سار على دربه ومنواله.

الفترات التي لم يتم بها توثيقها
وقال د. مصطفى سليم أستاذ الدراما بأكاديمية الفنون والرئيس الأسبق للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إن أهمية التوثيق تنبع من أهدافه الأساسية وهي الحفاظ على التراث وصونه، لأن تراث الأمة هو الذاكرة ولا توجد أمة لها مستقبل بدون ذاكرة، وعملية توثيق المشهد المسرحي الحاضر يحمل أيضا الأهمية نفسها لأنه يوفر المادة العلمية للباحثين ودارسي الفنون، ويكون ذخيرة للمستقبل لأنه بعد فترة من الزمن يتحول إلى تراث ويكتسب مع الزمن قيمة أكبر.
وفيما يخص وجود أرشيف كامل يحوي جميع العروض المسرحية، أضاف د. مصطفى سليم: هناك توثيق للحركة المسرحية منذ التسعينات مصور ومرئي، ولكن قبل دخول التقنيات، فكل ما يمكن الوصول إليه لا يعد أرشيفا حقيقيا وهو الأرشيف المتوفر للمسرح المصري والموجود في المركز القومي، أما فيما قبل هذه الفترة فقد كان هناك توثيق لنصوص العروض وبعض الأعمال الاستثنائية التي تم تصويرها في الستينات والسبعينات عن طريق التلفزيون.
أما فيما يتصل بالفترات التي لم يتم توثيقها فقد أوضح سليم أنه يمكن الاستعانة بمقالات النقاد والدعاية في الصحف لتوثيق هذه الفترات، وكذلك من بيانات الفرق والأضابير المالية والإدراية الخاصة بها، بالإضافة إلى نصوص العروض. وعن الجهة المنوط بها التوثيق وهي المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، قال: المركز القومي للمسرح والموسيقى بحاجة إلى تحديث الأجهزة والمعلومات والتحرك بفرق أكبر وأن تكون هناك وحدة مونتاج حقيقية ووحدة طباعة متعددة الأغراض وإدارة لإنتاج الأفلام الوثائقية التي تخص المسرح ورواده، وهي موجودة ولكن ليست بالكفاءة التي تسمح لها بممارسة دورها بالشكل الأكمل.
ثقافة وطن
ومن جهة أخرى، قال المخرج سمير العصفوري إن معظم الآثار المرتبطة بما يسمى «أزياء» ذهبت بالحريق، إذ تم حدوث أكبر حريق لأكبر المخازن الخاصة بالملابس والإكسسوار والأثاث في المسرح القومي، وهذه كانت أشياء مهمة خاصة بتوثيق العروض المسرحية التي تمت على مسارحنا.
وتابع قائلا: بالنسبة للعصر الحالي نستطيع أن نستحضر الكثير من هذه الوثائق عن طريق إحياء الصورة القديمة وإعادة ترتيبها وتحويلها من صورة ثابتة إلى صورة متحركة، وأعتقد أن الأمر يحتاج إلى ميزانية أكبر لهذه التقنيات، بالإضافة إلى ضرورة بذل جهد في للبحث والسعي للوصول إلى المكتبات والمخازن التي تحوي كل ما يخص الإنتاج المسرحي، وهو أمر أيضا يتطلب إمكانيات أكبر.
وضرب المخرج سمير العصفوري مثلا في مسألة التوثيق بعدد من المسارح القومية ومنها «الكوميدي فرانسيز» مشيرا إلى أنه يحتفظ في مدخلة بمجموعة كبيرة من الصور والتحف والتماثيل الخاصة برواد المسرح في فرنسا، بالإضافة إلى وجود مكتبة كبيرة تشمل الوثائق والكتب التي تعد مصدرا من مصادر الحفاظ على الذاكرة، فضلا عن تقديم العروض المؤثرة في الحركة المسرحية على المستوى العالمي وبالتحديد في فرنسا، مؤكدا أن الحركة المسرحية تشكل عندهم جزءا من تاريخ الأدب يتم تدريسها للطلبة، حيث تقدم عروضا مسرحية حية للطلاب كما يقومون بدراسة النصوص وهو ما يعد إحاطة كاملة بتاريخ المسرح هناك.
أضاف العصفوري: وثقت مسيرتي المسرحية في50 عاما في ثلاثة كتب بعنوان «المسرح وأنا» وهو جهدي الشخصي، وتساؤلي: هل يوجد نسخة من هذا الكتاب في أي مسرح أو قسم مسرح أو في الأكاديمية أو في المركز القومي؟ أجاب: أشك في ذلك.

أكثر من دورية ومجلة
فيما يرى د. سامي عبد الحليم أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، أن عملية التوثيق مهمة جدا بالدرجة الأولى، مضيفا: وقد شهدت فترة الستينات والسبعينات حركة توثيق كبيرة لوجود حركة نقدية واسعة بالإضافة لوجود بعثات، مشيرا إلى أن حركة التوثيق الآن تتم بمجهودات فردية، وقد كانت الدولة قديما تهتم اهتماما بالغا بها، إضافة إلى أن الدوريات الخاصة بالمسرح أصبحت قليلة، على سبيل المثال جريدة “مسرحنا”، وهناك ضرورة مهمة لأن يكون الأمر مطروحا كمشروع وأن تقوم الدوريات بتخصيص «باب التوثيق»، وأن تكون هناك متابعة أقوى للعروض من قبل النقاد، وأن يكون هناك إسهامات من قبل قادة الحركة المسرحية، وأن يتم التوثيق على عدة مراحل مثل «المعاهد العلمية»، ويجب صدور أكثر من مجلة ودورية للمسرح وللتوثيق الخاص بالحركة المسرحية حتى يكون التوثيق على مدى أوسع وأكبر.
وقال المخرج محمد الخولي الرئيس الأسبق للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إن التوثيق يرجع إلى التاريخ الفرعوني، فقد تعرفنا على تاريخ أجدادنا من خلال المسلات والمعابد والبرديات، وأن حركة التوثيق حركة متأصلة لدى المواطن المصري.
وعن الفترات الزمنية التي لم يتم التأريخ لها، أوضح الخولي أنه يمكن التعرف على تلك الفترات من خلال مجموعة الباحثين الذين يقومون بتجميع المعلومات عن تلك الفترات، مشيرا إلى أن هناك مجموعة متميزة من الباحثين في المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ولكن هناك ضرورة بالغة لتشجيعيهم وزيادة أعدادهم، بالإضافة إلى ضرورة توفير المعدات التقنية التي تساهم في التوثيق بشكل مرئي ومسموع.
وتابع: عندما توليت رئاسة المركز القومي قمت بعمل مشروع خاص بتوثيق الفنون الشعبية في المناطق الحدودية، وبدأنا بالفعل بمجموعة من فريق عمل كبير وكان المشروع سيتم تعميمه على مستوى جميع المحافظات، إضافة إلى توثيق عروض الثقافة الجماهيرية والمساهمة في عملية التوثيق في جميع الجهات الإنتاجية.

مجموعة من المؤرخين
وذكر الناقد عبد الغني داود مجموعة من الجهود المبذولة في توثيق المسرح المصري، قال: منها الجهد الخارق من قبل د. عمرو دوارة، في توثيق الحركة المسرحية منذ بدايتها في القرن التاسع عشر، حيث قام بعمل موسوعة للمسرح وهو جهد استغرق أكثر من 25 عاما، مشيرا إلى أن الموسوعة لم تنشر ورقيا رغم أنه قدمها لهيئة الكتاب منذ سنوات، إضافة إلى جهود د. سيد علي إسماعيل الذي قدم كتابا مهما في مسيرة المسرح في مصر، الجزء الأول الذي يؤرخ للمسرح الغنائي، إضافة إلى كتابه «جهود القباني المسرحية في مصر» وغيرها من الإصدارات الخاصة بالمسرح. أضاف: وكذلك الجهد المبذول من قبل الباحث رضا فريد يعقوب لعمل سلسلة توثيق تراث المسرح المصري.

 


رنا رأفت