رأوا الجانب الإيجابي منه.. النقاد: ساعة الحظر ما تتعوضش وعلى الناقد الحق اغتنامها

رأوا الجانب الإيجابي منه.. النقاد: ساعة الحظر ما تتعوضش وعلى الناقد الحق اغتنامها

العدد 662 صدر بتاريخ 4مايو2020

في ظل حالة الحظر التي فرضت خلال الفترة الماضية ابتكر الناس عموما العديد من الأساليب للقضاء على حالة الملل التي أصابت الجميع مع توقف الأنشطة الثقافية، البعض لجأ لعمل مونولوجات وفقرات تمثيلية عبر الفيس بوك كنوع من التحدي، وأخرون أطلقوا ورش أونلاين مجانية ، ولكن: ماذا يفعل النقاد لتحدي الحظر، وكيف يمكن أن يستفيدوا من هذه الحالة في تطوير أدواتهم النقدية والتحليلية،  وهل يمكن أن تكون تلك فرصة لمتابعة الأعمال التليفزيونية الرمضانية بشكل أكثر تركيزا، وما الذي يمكن للطلاب القيام به بعد توقف الدراسة لتطوير أساليبهم وأدواتهم وما هي تلك الأدوات من وجهة نظر البعض؟ التقينا بمجموعة من النقاد والمسرحيين للإجابة عن تلك الأسئلة ..
بدأ د. سيد الإمام حديثه بالقول إن السؤال صعب جدا، ثم أكد على أن الجميع يجب أن يفكر بمنطق وعمق وعقل، إما ان ننتظر الموت أو نعتبرها أزمة وتمر ونبدأ الاستعداد للعمل، مشيرا إلى أن الناقد في جميع الحالات يحتاج لتحديث أدواته باستمرار ، بالاطلاع والقراءة والتعرف على أحدث الاتجاهات النقدية، واستكمال معارفه، خاصة وأن لدينا نقادا “بعافية” ،بمجرد تخرجهم اعتبروا أنفسهم ألموا بكل ما يتعلق بالنقد واعتبروا أنفسهم نقادا، ومازال ينقصهم الكثير، بالإضافة لأنهم غير مؤهلين منهجيا، من حيث  فهمهم لقضية منهج النقد والإجراءات التحليلية ،وكيف لا يخلطون  بين المناهج ،وكيف يقدمون أعمالا متكاملة، كما يجب أن يكون لديهم لغة أجنبية تمكنهم من الاطلاع على المناهج المختلفة، والأهم أن يكون لدينا حركة فنية وليست مجرد حسابات بالأرقام كما يفعل المسئولون، ويجب استغلال فترة الحظر أيضا بقراءة ومشاهدة ما لم يتح لنا متابعته واستغلال الوقت في البحث وتطوير الأدوات أي معرفة المناهج، فالناقد الحقيقي منهج.
وأضاف “إمام”:  الفنون المرئية والبصرية لا تحتاج من الناقد أن يكون ملما بالدراما فقط – فحتى معرفة الدراما ضعيفة- لكن لابد أن يكون دارسا جيدا للدراما ويعرف الفنون الأخرى المختلفة ،بالإضافة لوعيه بتاريخ المسرح ،فهناك أسماء كبيرة عرفت بسبب وعيها بتاريخ الفن الذي تقدمه، ونحن للأسف ليس لدينا هذا الوعي بالتاريخ ، فالناقد وعي بالتاريخ، حين أفقد إحساسي أفقد عملي ،علينا البحث عن النماذج الإيجابية والاحتذاء بها.
وتابع: الدراما التليفزيونية ليست منفصلة عن العمل السينمائي ،ولا تحتاج لمتخصصين ، لكن يجب أن يكون  الناقد  ملما بالفروع الدقيقة بين كل “مبديا” وأخرى، و على النقاد متابعة الأعمال التليفزيونية في ظل فترة الحظر، فهي فرصة ذهبية ، أما عن ما أنصح به طلاب أقسام النقد والدراما ممن تعطلت دراستهم ،فبعد معرفتهم بالمناهج عليهم بتنظيم قراءاتهم ، وأن يكون لديهم قراءات تاريخية للحقب والفترات والتطورات وقراءة النصوص المسرحية ، ويلموا  بها ويغذون بها عقولهم.
فيما يقول باسم صادق الناقد المسرحى بالأهرام  إن الناقد من المفترض أن يكون في حالة اطلاع مستمرة تسمح له باكتساب المعارف والمعلومات الموسوعية التي تؤهله إلى تكوين وجهة نظر أو رؤى لها خصوصيتها للعالم من حوله، وهو ما يساعده على تلقى العمل المسرحى والتفاعل معه تفاعلا إيجابيا باعتباره وسيطا بين النص والعرض المسرحى من جهة والمتفرج من جهة أخرى، وباعتباره أحد عناصر الحالة الإبداعية، وبالتالى يستطيع أن يحلل العمل المسرحى تحليلا عميقا يعين المتلقي على تكوين قراءات متعددة للرسائل المتضمنة في العرض وتحريضه على التفكير الإيجابي المستمر الذي يشكل وجدانه وتفكيره ويخلق لديه عقلا نقديا يستطيع أن يفرز الفكر السوي من الفكر المتطرف. أضاف :  وإذا كان هذا هو حال الناقد المسرحى بشكل عام فإن فترة الحظر تعد فرصة ذهبية للاستزادة من زخم المعارف المختلفة، سواء أحدث الإصدارات النقدية والنصوص المسرحية العالمية والمحلية أو حتى إعادة قراءة أعمال سبق له قراءتها بهدف إعادة اكتشافها، وقد فتحت لنا مبادرة وزارة الثقافة “خليك فى بيتك.. الثقافة بين إيديك” آفاقا أرحب لإعادة التأمل فى عرض سبق وشاهدناها من قبل أو عروض رائعة لم يتح لنا الوقت فرصة مشاهدتها من قبل لدى عرضها فى مواقعها، ورغم أن العمل المسرحى هو عمل حى تفاعلى يفقد قيمته وحميميته إذا خرج من بين جدران المسرح إلا أن تلك المبادرة لم تسمح لنا بمتابعة العروض وتقييمها فحسب، بل سمحت لنا بتأملها وتقييمها هى ذاتها.
وتابع “صادق” : فبعد متابعة مستمرة لعروضها المسرحية والغنائية وملاحظة حالة النجاح والإقبال الشديدين على مشاهدتها أونلاين، بتنا أكثر احتياجا لتحقيق أمرين مهمين، أولهما هو ضرورة تصوير عروض مسرح الدولة الحديثة بإخراج تليفزيونى احترافي يسمح بعرضها بشكل أوضح وأفضل ،لكن التجربة أثبتت أن الأمر لم يعد لمجرد التوثيق ،وإنما التوثيق القابل للعرض لتعريف الأجيال الجديدة بتراثنا المسرحى، مثلما تعرفنا نحن على أعمال كبار فنانينا عبر التصوير التليفزيونى لأعمال ظلت خالدة فى وجداننا مثل  أعمال عادل خيري وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولى وسميحة أيوب وغيرهم،أما الأمر الثاني فهو ضرورة استمرار التعاون المثمر بين وزارة الثقافة والتليفزيون لتذليل العقبات أمام تصوير تلك الأعمال تصويرا احترافيا خاصة وان التجربة أثبتت إمكانية ذلك حينما دعت الحاجة.
أضاف أيضا : ولا شك أن فترة الحظر ستدفع النقاد إلى متابعة الأعمال الدرامية التليفزيونية خلال شهر رمضان بشكل أكثر تعمقا وتركيزا ،وبالتالى ستكون فرصة أكبر لتقييم وتحليل تلك الأعمال عبر صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية بما يفيد العملية الإنتاجية لسوق الدراما التليفزيونية مصريا وعربيا، أما طلاب النقد والدراما فلديهم فرصة رائعة لمتابعة الورش الفنية المجانية التي تتيحها مثلا فرقة مسرح الشباب بقيادة المخرج عادل حسان بالمجان على موقع وزارة الثقافة على اليوتيوب وهى ورش فى التمثيل والتأليف المسرحى والموسيقى والإخراج، بالإضافة إلى محاولة القراءة والاطلاع المستمرين ومشاهدة أكبر قدر ممكن من العروض العالمية أونلاين ومحاولة كتابة مقالات أو ملاحظات نقدية عليها وعرضها على أستاذتهم.

فيما أعرب  المؤلف والمخرج  شاذلي فرح عن استيائه مشيرا إلى أن النقاد المميزين لا يتعدوا أصابع اليد ، وأن النقد في المسرح”بعافية”، أضاف : على الرغم من كثرة التجارب فإن  30% منها فقط يعد مميزا، ومع ذلك فلابد من مصاحبة نقدية، فإذا تحدثنا عن عرض مميز في أسوان فلن تجد متابعات نقدية له، وللناقد عذره فهو يتقاضى عن مقالته ما لا يتعدى المائتي جنيه - في حال حصل عليها كاملة-  لذا لن يكلف نفسه ويذهب لأسوان وينفق أموالا لكتابة مقالة.
وأضاف “فرح”:  فترات الحظر لن تجدي نفعا في متابعة العروض القديمة والكتابة عنها لضعف التصوير، لأن المسرح لا يصلح نقده إلا إن كان مباشرا، لكن هناك شئ هام كشفه الحظر وهو أن الناس لا تشعر بالمسرح ، لكن إن توقفت الدراما التليفزيونية أو السينمائية فستشكل فارقا لرجل الشارع، هناك الكثير من المقالات النقدية لكن المسألة أن الأمر اختلط بين الصحفي الفني وبين الناقد ، ونقاد التليفزيون والسينما أيضا  معدودين، لكن هناك تغطيات كثيرة في الصحف بعكس المسرح، الجريدة الوحيدة المختصة به لم يعد لها إصدار ورقي.
وتابع:  كنا نأمل أن تنشئ الوزارة قناة خاصة بها ولكنها تعرض لكل الجهات وليس البيت الفني فقط، أما عن طلاب النقد والدراما فعليهم الاستعانة بالمركز القومي للمسرح ومشاهدة العروض المصورة القديمة والتي لم يتح لهم رؤيتها ويقدموا تطبيقات نقدية عنها بالإضافة لمتابعتهم للدراما التليفزيونية والكتابة عنها أيضا.
وعن تفرغ النقاد للمتابعة التليفزيونية قال المؤلف شاذلي فرح: ربما تكون فكرة الناقد الشامل معدومة في مصر، ليس هناك من يكتب للوسائط الثلاثة حيث  يختلف الطرح النقدي، ولكن هناك خط يربط بين الثلاثة في النقد وهو الصورة وعلى النقاد ان يقتحموا أعمال السينما والتليفزيون ويحللوها ، وهناك مسلسل يحظى حاليا بمتابعة كبيرة  وهو “قوت القلوب “ وكان قد سبقه “بت القبايل” ومع الحظر سيجدوا أنفسهم محاطين بعدد من الأفلام والمسلسلات التي يمكنهم الكتابة عنها، بينما مع توقف أنشطة المسرح فليس هناك قناة لها وسط فوضى الفضائيات الموجودة في بلد تنتج أكثر من خمسة ألاف مسرحية في العام.

فيما قال الناقد أحمد هاشم إن الناقد لا يمارس النقد إلا إذا توافرت لديه الأدوات النقدية سواء بالدراسة أو القراءة في التخصص، و الناقد المسرحي تحديدا لابد أن يكون دارسا عكس الممثل  مثلا الذي قد يكون لديه فطرة وموهبة تمكنه من ممارسة عمله وتطويره من خلال الورش أو مشاهدة الكثير من العروض ، أضاف : وفي رأيي لازال المعهد العالي للفنون المسرحية أفضل الأماكن المتخصصة التي تُدرس المسرح ، ليس تقليلا من قيمة الكليات الأخرى ، ولكن لنعترف بأن هذه الكليات تدرس المسرح من الناحية النظرية فقط.
وأضاف “هاشم” كان د.فوزي فهمي والراحل د.إبراهيم حمادة يخبرانا دائما أن الناقد مثل النجار الذي يستطع تفكيك “الكرسي” ولديه القدرة على إعادة تركيبه، علمونا أنه هكذا يكون الناقد المسرحي من خلال مجموعة من الأدوات تؤدي لذلك، والتي هي من وجهة نظري: المعرفة العميقة بالتخصص، ومعرفة ثقافية عامة وشاملة بالمشاكل التي تحيط بالمجتمع، إذا كنا نتحدث تحديدا عن الناقد المصري فلابد أن يكون ملما بمجتمعه وقضاياه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لان أي عمل فني يطرح وجهة نظر المؤلف ووجهة نظر المخرج ، وعلى الناقد أن يكون ملما بكل ذلك حتى حين يتطرق لأي عرض مسرحي يكون قادرا على تفتيت شفراته من خلال معرفته العامة بكل ما يدور حوله ، بالإضافة لمعرفته العميقة بتخصصه، وتابع هاشم :  ومع ذلك لست ضد البعض ممن يكتبون قراءات للعروض المسرحية وليسوا متخصصين، فهم روافد أخرى تثري بالتأكيد العملية النقدية بشكل أو بأخر، وهناك الكثيرين من خريجي آداب قسم مسرح على مستوى عال من الحرفية، طوروا من أنفسهم على فترة طويلة، والناقد بشكل عام منذ تخرجه حتى رحيله يطور من أدواته بغض النظر عن فترة الحظر، وذلك من خلال قراءاته المتعددة في الاتجاهات النقدية والفنية المسرحية المختلفة ، واطلاعه على النصوص المسرحية، سواء إقليمية أو محلية أو عالمية ،ومتابعة العروض العالمية والمحلية لتغذية الحاسة الدرامية لديه ،بالإضافة للمناقشات بينه وزملائه في الندوات – خلال الأيام العادية- أو المناقشات التي تدور حول ما يحصله من جديد هذا وذاك.
وقال الناقد أحمد هاشم : خلال فترة الحظر فاجأتنا مبادرة وزارة الثقافة بإتاحة العروض المسرحية على قناتها، ومن المهم أن يتابعها النقاد، أما عن الدراما التليفزيونية فلنتفق أولا أنها مظلومة نقديا في مصر، وحينما أقول نقاد الدراما التليفزيونية أعني الناقد المختص بالعملية النقدية للدراما،سواء كانت سينما أو تليفزيون أو مسرح، وبالنسبة للسينمائية فلدينا مجموعة من النقاد معظمهم من خريجي المعهد على سبيل المثال لا الحصر: الناقد سمير فريد وهو من أهم النقاد السينمائيين، وهنا استبعد الكتابة الصحفية التي يمارسها الكثيرون ،فمنذ عشرون عاما أخذ على عاتقه الراحل عبد القادر القط مهمة البدء في الكتابة النقدية وتناول الأعمال التليفزيونية من خلال مجلة إبداع التي رأس تحريرها، لم يهتم أحد قبله أو بعده بذلك  سوى د.حسن عطية الذي كتب العديد من المقالات لدرجة أنه خصص كتابا  منذ عامين اسماه الدراما التليفزيونية،  فليستعينوا به وبكتابات عبد القادر القط.
 وعلق هاشم : ربما يرجع سبب عدم اهتمام النقاد بالدراما التليفزيونية لطول فترة عرض الحلقات حيث يصعب على الناقد متابعتها ، ومن خلال طرح جريدة مسرحنا لهذا الموضوع ندعو النقاد إلى الالتفات لأهمية الدراما التليفزيونية لأنها تتسلل إلى كل بيت وتتمتع بمشاهدات عالية، و أذكر في هذا الصدد ما قاله لي أسامة أنور عكاشة أنه بدأ حياته بكتابة القصة القصيرة قبل أن يتحول لكتابة الدراما التليفزيونية ،لأنه لم يهتم بإصدارته القصصية سوى عدد قليل في حين أنه عندما حول أحد أصدقاءه إحدى قصصه القصيرة لسهرة تليفزيونية، في اليوم التالي لعرضها وجد كبار النقاد والصحفيين يكتبون عنها ، و على رأسهم أنيس منصور. فوضع الراحل عكاشة يده على أهمية الدراما التليفزيونية، ومن هنا أخذ قراره بالكتابة التليفزيونية لأن مستهلكيها أكبر، وأي كاتب لابد أن يضع نصب عينيه الجمهور.  وأتمنى أن يتحمس مجموعة من النقاد ويلتفتوا لضرورة تناول الأعمال التليفزيونية والدراما الإذاعية كذلك  بالنقد والتحليل.
أما بالنسبة لطالب أقسام الدراما والنقد - تابع هاشم – فأنا أعتبره مشروع ناقد منذ التحاقه بالمعهد ، و من خلال دراسته وإشراف أساتذته يتم العمل عليه لتحويله من مشروع إلى ناقد بعد التخرج، فالمعهد رغم أهميته الكبيرة وقسم النقد تحديدا لا يعطي سوى المفاتيح فقط ، وهناك العديد من خريجيه لم يكونوا مؤهلين لممارسة النقد، ولذلك على الطالب أن يكمل العمل على نفسه ، بمشاهدة أكبر عدد من العروض،  والعديد من القنوات تعرض مسرحيات قديمة، بالإضافة للنصوص المسرحية والمقالات لمن سبقوه في الخبرة والعمر لبناء ذاته النقدية.
فيما قال د.محمد الشافعي:  لدينا فرصة للتأمل - بعيدا عن ضغط العمل- للفنان بشكل عام، سواء كان ناقد أو ممارس بشكل عملي ، مخرج أو ممثل أو مؤلف، فما يحدث دراما عظيمة صنعها الله وعلينا التأمل في كيفية حدوثها، وإن فكرنا مليا سنجد أن هذه المراحل التي نمر بها مر بها العالم كله على المراحل التاريخية المختلفة وظهر من خلالها كُتاب ونصوص مسرحية، فهذه الأزمات مثيرة للمبدعين بشتى مجالاتهم ، والناس بدأت تتعامل مع الوباء على أنه فانتازيا من خلال الكوميكس والإسقاطات على السوشيال ميديا، كل هذه حالات مسرحية ظهرت على المجتمع بشكل غير مقصود ،وهنا على الناقد أن يلتفت لهذه الظواهر الغريبة والكوارث الطبيعية التي تولد نوع جديد من الدراما.
وأضاف “الشافعي”: هذا التوقيت الهادئ يجعلنا نسترجع المسرحيات التي تناولت  موضوعات مشابهة لكل ما نمر به،  وليس بالضرورة ترتبط بالأوبئة فقد تكون أحداث سياسية أو دينية ، وهناك أعمال ارتبطت بالفيروسات والأوبئة في مختلف العصور،  وهذا هو الوقت المناسب لعمل عصف ذهني في التاريخ الماضي كله، وأن نرى كيف يتم عمل تجريب جديد، فها هو موضوع وتجربة جديدة علينا ولم يعاصرها الجيل الماضي ، وما يميزها أننا نعلم كيف تعامل معها من سبقونا من خلال هذه الأعمال، أليس ما يحدث هو ما جاء في مسرحية أوديب، حين ظهر فجأة الطاعون في طيبة وفقد الكثيرين حياتهم، وتلك مسرحية كتبت في القرن الرابع قبل الميلاد ، تلك الملابسات التي تشبه ما يحدث الآن إذا تأملنا وفكرنا سنجد أن الدراما الجيدة تحاكي الطبيعة وتحاكي المشاكل الحقيقية وليس المشاكل السطحية التي تتناولها بعض الأعمال الضعيفة.
وتابع د.محمد الشافعي: علينا التركيز فيما حدث حولنا لعمل مقارنات بين الأعمال التي قدمت ومرتبطة بالأحداث الراهنة والحديث منها، أيضا يمكن للنقاد استغلال فترة الحظر بمتابعة المسارح العالمية التي نشرت عروضها حيث لم تكن متاحة من قبل، ليس النقاد فقط ولكن للمسرحين بشكل عام، هذه العروض قد تكون جديدة بالنسبة لنا لكتابة مقالات عنها،أيضا هناك عروض يعاد عرضها تابعة للبيت الفني للمسرح ومسرح الدولة بشكل عام، جيل كامل لم يشاهدها، وتلك فرصة لمتابعتها ونقدها،فربما تكون قرأت عنها حين كنت طالبا وها هي الفرصة قبل أن تغلق هذه القنوات بعد انتهاء الأزمة لأنها تعرض الآن بشكل إنساني.
وفيما يتعلق بالدراما التليفزيونية فقد أشار الشافعي إلى إمكانية متابعة النقاد الأعمال التي تُعاد إذاعتها على القنوات ، فقناة القاهرة والناس مثلا تقدم برنامج لمدة ساعتين “رمضان زمان” يعرض البرامج والفوازير والإعلانات القديمة، وكذلك ماسبيرو زمان تعرض مسلسلات يمكن للنقاد متابعتها لأنك ستخرج منها بقراءات مختلفة، أضاف: ما يميز العمل الجيد في الدراما التليفزيونية أو السينمائية أنه في كل مرة تشاهده تكتشف جديدا ،لأنك من خلال متابعته في المراحل المختلفة من حياتك تكتسب خبرات حياتية تجعلك تطبق خبراتك المعرفية الجديدة فتخرج برؤى وأفكار جديدة منه، فعلى سبيل المثال أشاهد مسرحية الملك لير ثم بعد خمس سنوات أشاهدها مرة أخرى، بالتأكيد خلال تلك السنوات تتغير خبراتي وبالتالي تظهر رؤى مختلفة ،أما متابعة الدراما الرمضانية فقد اعتدنا خلال العشر سنوات الماضية على تقديم أعداد كبيرة من المسلسلات معظمها استهلاكية وليست عائلية، فيكون المُنتج في النهاية مسلسل أو أثنين جيدين ، لكن هل يقدم وحيد حامد أو هاني خليفة عملا في رمضان؟ لا أعتقد ، وأتمنى أن تحظى بمتابعة النقاد لها فربما يؤثر ذلك في صناعة الدراما التي تحتوي على البلطجة والمخدرات والعنف.
أما الطلاب فأمامهم الكثير ليتعلموه وإن كان الطالب قد درس كاتب بعينه ولم يدرس كل نصوصه فأمامه فرصة لدراستها جميعا، بالإضافة للبحث عن النظريات الحديثة التي لم يدرسها، كما أن كتب المهرجان التجريبي للدورات السابقة متاحة في مكتبة المعهد أو المركز القومي للمسرح ، فعليهم الاستعانة بها، أيضا صفحات الفيس بوك حاليا تنشر نصوصا مسرحية، إن هذه الفترة فرصة للطلاب ولمن يعمل للتجديد.

فيما قالت الناقدة رنا عبد القوي:  الإنسان في كافة أنحاء الأرض يمر بحالة توتر وترقب بسبب انتشار فيروس كورونا، وقد عجز حتي الآن في إيجاد علاج له، مما جعل المشهد العام مرعب بسبب تزايد أعداد المصابين والمتوفيين علي الكرة الأرضية كل يوم، وكما ان الطبيعة و كل من على سطح المعمورة يأخذ الآن هدنة ونقاهة وفرصة لإعادة إنتاج الأفضل، فالناقد الفني لا ينفصل عمله وعلمه عن واقعه وقراءته للمستجدات الحادثة فيه ، لذا، فإن هذه الفترة تعد فترة ذهبية لمراجعة الناقد لذاته ولأفكاره و قناعاته، وإعادة تقييمه للأوليات، وإيجاد الروابط الحقيقية بين ما يقدمه الفن وما يعيشه الإنسان على أرض الواقع، وكذلك تجديد نظرته للمهن الأخرى التي أهملتها المجتمعات واعتبرتها ثانوية، وأصحابها بالتالي أصحاب أدوار ثانية وثالثة في مجتمعاتهم.
وأضافت “عبد القوي:  “فترة الحظر، ليست فرصة ليطور الناقد من أدواته، لأن ببساطة هناك حتمية من تطور عمل الناقد مع سريان عجلة الحياة، ومستجداتها، والحراك الفكري الحادث، والتطور التقني ،الناقد مثله كمثل أي إنسان ينتمي لأي مهنة، طبيب،صيدلي، مهندس، جيولوجي، كيميائي، فلكي، جميعهم يطورون من أنفسهم بشكل دائم وتلقائي ، فمن غير الطبيعي ان ينتظر أحدهم كارثة أرضية أو كونية كي يبدأ في تطوير نفسه، و من المفترض نفس الحال بالنسبة للناقد إذا طالت فترة الحظر و انتشار الوباء، فالدراما التليفزيونية بالطبع ستحظى بالكتابة النقدية الغزيرة الفترة القادمة، ولكن يكون السؤال الأهم هنا هو (من من نقاد المسرح لديه العلم لنقد المسلسلات التليفزيونية بأدوات النقد التليفزيوني، باعتبار الدراما التليفزيونية و شاشة التليفزيون وسيط فني يختلف في معطياته وآلياته وتقنياته عن المسرح؟) وهنا، أي عند إيجاد الإجابة يستلزم أن يتم تقديم الكتابات النقدية وفقا للإمكانيات العلمية التي تتوفر في كاتب المقال، وهذا إن أردنا بالفعل أن يأتي ذلك بالنفع علي الحركة الإبداعية وليس ملأ الأوراق والصفحات فقط .
وتابعت:  ولكن، لنكن واقعيين و حتي لا نضحك على أنفسنا، هل استطعنا في البداية الحد من الكتابة النقدية المسرحية ممن لا يملكون العلم النقدي المتخصص و المعايير العلمية الأكاديمية كي نضع الآن معايير كاتب النقد التليفزيوني؟ للأسف الإجابة مخزية، وعلى الرغم من أن الناقد لا يمكنه العبث في حقل مهني آخر، إلا أن أي منتم لمهنة أخرى يمكنه العبث في الحقل النقدي، الناقد ليس بإنسان يعجب أو ينفر، يحب أو يكره، يستلطف أو ينبذ عمل ما، الناقد من الضروري أن يحمل علما، وأن يكون قد تخصص في مراحل تعليمية معترف بها، قرأ نصوص، شاهد عروض، تدرب، له أساتذة متخصصين نهل من علمهم في المجال النقدي، الناقد بجانب العلم الذي لابد وأن يستند إليه، ليس بإنسان عادي، هو ذو حس مختلف، ذو قدرة على التفسير والتحليل وقراءة الأحداث الدرامية، وبناء الأحداث وربطها يبعضها البعض، وإيجاد العلاقة بين ما يقرأه وما يشاهده وبين الواقع . وعن طلاب قسم الدراما والنقد قالت : النصوص الدرامية هي الملاذ والمصدر الرئيسي للتعلم والمران الآن، وأمهات كتب النقد خير دليلا ومرشدا.

الناقد د.عصام الدين أبو العلا قال:  أثناء فترة العمل من الصعب قراءة الكتب الحديثة بالتركيز المطلوب لضيق الوقت، و الآن من السهل تحميل الكتب من جماعة المسرح العالمي وغيرها و قراءتها بتأني ورزانة و فهمها الفهم الصحيح حتى يتسنى التسلح بالأسس النظرية التي يقوم عليها النقد المسرحي، بالإضافة لكتب علم النفس وخاصة علم نفس الشخصية وعلم الجمال ،وأعتقد ان فترة الحظر ستكون فرصة للنقاد لمتابعة الدراما التليفزيونية التي لايتسنى لهم متابعتها خلال الأيام العادية ،مما يعود بالفائدة على العاملين بتلك الأعمال من ممثلين ،مهندسي ديكور، ومؤلفين.
وأضاف “أبو العلا “: الممارسة النقدية لا تعلم في كلمتين أو كتابين ،الممارسة النقدية تداخل مجموعة من العلوم تكون عقلية الناقد لما يرى من أعمال درامية.

فيما قال الناقد أحمد خميس:  من يتابع كثير من الكتابات النقدية المنشورة في السنوات الأخيرة سيجد أننا في محنة حقيقية إلا من رحم ربي، فمعظم الموضوعات المطروحة تنتمي للنقد الانطباعي وقليلا ما تجد مقال تحليلي حقيقي يعتمد الوعي بالدراما ومرجعياتها العلمية , كما أن هناك كارثة الكتابة السريعة التي لم تراجع لا من قبل الكاتب أو حتى المؤسسة التي ينشر لديها،  وحتي أكون مختصرا ،كل ما أرجوه من النقاد سواء الجدد منهم أو القدامى هو مراجعة ما كتبوا قبلا ومراقبة شخصياتهم النقدية في علاقتها بفنون العرض المسرحي،وهو الأمر الذي سيكشف لكل منا حتما المشاكل التي نعاني منها ومدي علاقتنا بعلوم العمل النقدي, مع الأخذ في الإعتبار أن هناك مرجعيات وأقلام فارقة يرجي مراجعة موضوعاتها،عن نفسي أحاول قدر الإمكان التعلم من أخطائي والتزود قدر الإمكان بما فاتني حتي أطور ولو قليلا من ذاتي وأتعلم من أخطائي.

أما  د.أسماء بسام فقالت : فيروس كرونا المستجد جعلنا فى حالة هلع مستمر وضعنا فى مفترق الطريق بين التفكير فى الموت والحياة وجدلية الحياة نفسها، وجعلنا نعيد ترتيب حساباتنا الفكرية والنقدية؛ لنسترجع الماضي بالحاضر وربطهما بالمستقبل فى ظل وضع أسس نقدية لما بعد الكورونا، ويعد قرار مجلس الوزراء بوضعنا في الحظر للحد من انتشار المرض من القرارات المهمة لثبات الحياة للناقد بالرغم من أنه قرارًا أوقف الحياة برمتها،أوقف الاقتصاد والسياسة والصحة عند مرحلة الكورونا إلا أن المفكر والناقد الأدبي لا يمكنه التفرغ لهذا الوضع المأزوم أو توقف فكره الإبداعي عند هذا الحد من الانتشار ونصبح في حالة انتشار مرض مزمن آخر أصعب من الكورونا ألا وهو تكلس الأيدي والانحباس الفكري والتصدع الثقافي .
وأضافت “بسام”: فى حالة الحظر الاضطراري أصبحنا أمام نوعين من البشر: نوع له هواية ونوع آخر ليس لديه أي هواية وهو الذي يشعر بالملل ويتطور الملل لديه إلى أن يصبح فيروس قاتل ربما يقوده إلى الانتحار، أما عن النوع الأول الذي يتمتع بهواية معينة وليكن القراءة والنقد ، وهو النوع الذي يطور نفسه لمواجهة الفيروس بشراسة نقده ووعيه ، ومحاوله التفاعل مع الأحداث وتطورها السريع وربطها بما يقرأ، جعلنا الحظر نفكر في وضع جداول يومية لترتيب مكتبتنا واستخراج الكتب القيمة بها ومحاولة إعادة قراءتها قراءة أخرى غير التي قراناها من قبل، كما جعلنا نستعد لمشاهدة عروض ثقافية مسرحية قديمة وجديدة عبر شاشات التلفاز أو الهواتف المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر ، وجعلنا – أيضًا – نتواصل عن بعد أكثر ممَّا كنا؛ لمحاولة فهم بعض القضايا المتعلقة بما نشاهده، والواقع فى هذا الحظر أنه حظر المثقف مكانيًا واجتماعيًا ولم يحظره عن التواصلية الثقافية أو الخطاب المعرفى التواصلى، بل كثَف جهده أكثر ممَّا يلزم لمواجهة هذا الفيروس، والتفكير أكثر فى نقد ثقافة المجتمع والبحث فى مفاهيم تتعلق بجدلية الحياة والموت عند المثقف العربى والغربى.
وتابعت: ولعل الثابت والواضح أن هذه الفترة هى فترة الجهد الحقيقي للمثقف الواعي الذى يبرز من خلالها توعية الآخر بشكل مباشر أو غير مباشر بخطورة الموقف وبالالتزام بالقواعد التي أقرتها الحكومة المصرية للحد من انتشار الوباء والبلاء من خلال المناقشة والممارسات الواعية للهوايات ونقد الواقع ونبذ الجهل واستعاضة نقص المعلومات لدى المتلقي كما يمكن لطلاب أقسام النقد والدراما تطوير أدائهم النقدى من خلال ممارسة نقد ثقافة المجتمع أثناء الحظر،والبحث عن مفاهيم جديدة دخلت المجتمع حول الوباء والبلاء وتفشى المرض وجدلية الحياة والموت،والبحث عن أساليب توعية ودعم، تنفيذًا لأوامر الدولة للحد من انتشار المرض، ووعى بالمسئولية كمتابعين ومنظرين للأزمة الراهنة اجتماعيًا وسياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا ومحاولة ربطها بالفن والثقافة والنقد واستخراج أدوات جديدة نستطيع من خلالها استنباط مصطلحات نقدية معبرة عن الحالة التواصلية مع المجتمع ككل أثناء الأزمة.
أما د.عمرو دواره فقال:  أتفق تماما مع القرار الصائب الذي اتخذه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بغلق جميع المسارح ودور العرض السينمائي، وكذلك جميع أماكن التجمعات، ومن وجهة نظري أنه جاء في وقته المناسب تماما، كذلك أنتهز الفرصة لأعلن عن تقديري وسعادتي بتطبيقه الفوري والحاسم من قبل الفنانة القديرة د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وذلك لأنني أؤمن بضرورة مواجهة جميع المشكلات والأزمات وهي في مهدها وقبل أن تتفاقم، وكما يقال في الحكم العربية والأمثال الشعبية (تلك المعبرة بصدق عن وجدان الشعب وحكمته) أن “الوقاية خير من العلاج”، وأن “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح” أو بتعبير آخر تجنب الخطر مفضل على جلب المنافع، فالأزمة الصحية التي تهدد حاليا جميع دول العالم بلا استثناء تستلزم الحيطة والحذر الشديد، كما تتطلب اتخاذ كافة التدابير الوقائية والإحترازية سريعا حتى لا تتحول الأزمة لا قدر الله إلى وباء يتفشى ويخرج عن السيطرة.
 وأضاف “دوارة “: الحقيقة أن التحية واجبة لمعالي الوزيرة ولجميع قيادات وزارة الثقافة الذين بادروا بتنفيذ القرار، وإلى تفعيل مبادرة “الثقافة بين إيديك” من خلال القناة الفضائية الخاصة بوزارة الثقافة، والتي تتضمن تقديم مجموعة متميزة من المسرحيات والأفلام الوثائقية والقراءات الشعرية والندوات الفكرية ،بالإضافة إلى استعراض لأهم الإصدارات الثقافية المهمة والمتنوعة في كافة مجالات المعرفة.
وتابع:  أعتقد أن الفرصة متاحة جدا وبصورة رائعة لجميع النقاد وطلاب أقسام الدراما والنقد لمتابعة هذه القناة والاستفادة من الموضوعات والمعلومات التي تقدمها، وذلك بالطبع بجانب إمكانية تنظيم القراءات بعمل جداول زمنية لقراءة بعض الكتب والمراجع المتخصصة في مجالات الأدب والفنون المسرحية والمناهج النقدية، وذلك مع الحرص على الإطلاع على أحدث الإصدارات العالمية أيضا سواء المترجمة أو بلغاتها الأساسية طبقا لإمكانية كل ناقد واللغة أو اللغات التي يتقنها.
واسترسل “دواره”: مهمة النقد الأولى هي التقييم والتقويم،وبالتالي يجب أن يكون الناقد موضوعيا في تناوله للأعمال وللمشاركين في تقديمها - كل في مجال تخصصه - حتى يستطيع أن يرتفع معهم بمستوى المهنة، خاصة وأنه بمقالاته النقدية يجب أن يقدم للمشاهد القارئ للمقال رؤية نقدية تساعده على فك بعض شفرات العمل،وترفع من مستوى تذوقه للعمل الفني موضوع النقد بصفة خاصة وللأعمال الدرامية بصفة عامة.
تابع : قد يرى البعض أنه مع تطور الوسائل التكنولوجية الحديثة وإتاحة هذا الكم من المعلومات فإن المساحة الفارقة بين الفنون تتلاشى، خاصة مع تصوير عدد كبير من المسلسلات اعتمادا على تكنيك السينما وأيضا على إسهامات مخرجي السينما في إخراجها، ولكنني أختلف معهم تماما حيث أرى أن وسائل التكنولوجيا الحديثة وتطوراتها السريعة تتطلب مزيدا من التخصص الدقيق، وكما أصبح هناك تخصصات دقيقة للدكتور طبيب العيون فأصبح متخصصا في عملية محددة كذلك تحتاج القوالب والأشكال الفنية لتخصصات دقيقة طبقا لاختلاف كل قناة فنية عن الأخرى طبقا لطبيعتها وإمكانياتها وأيضا لاختلاف الموضوعات التي تناسب مجموعة المتلقين لعروضها،أما عن أدوات الناقد بخلاف الاستعداد الفطري والإمكانيات والمهارات الشخصية الدراسة والثقافة عن طريق القراءة والمشاهدة وحضور الورش المتخصصة، وذلك مع ضرورة دراسة جميع مفردات العمل الفني وأيضا مختلف مناهج وأساليب النقد.


روفيدة خليفة