بعد توليه منصب رئيس أكاديمية الفنون: أشرف زكي: تعديل اللائحة أول مشكلات الأكاديمية

بعد توليه منصب رئيس أكاديمية الفنون: أشرف زكي: تعديل اللائحة أول مشكلات الأكاديمية

العدد 585 صدر بتاريخ 12نوفمبر2018

بعد تكليفه مؤخرا من قبل وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم لتولي منصب رئاسة أكاديمية الفنون، وللتعرف على خطته الجديدة في كل ما يتعلق بالأكاديمية، وحول رحلته الطويلة مع تولي الكثير من المناصب الإدارية الهامة، نلتقى بالأستاذ الدكتور أشرف زكي، رئيس أكاديمية الفنون ونقيب المهن التمثيلية.
 بداية كيف استقبلتم خبر تعيينكم رئيسا لأكاديمية الفنون خلفا للدكتورة أحلام يونس من قبل وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم؟ وما هو أول قرار اتخذتموه عقب توليكم المنصب؟
بالطبع كان الخبر لي بمثابة مسئولية كبيرة جدا يجب أن أكون جديرا بها أكثر منه تشريفا، فأنا ابن الأكاديمية والعاشق لها والحريص على اسمها ورفعتها وتقدمها وتطويرها حتى تظل هي المنارة الأولى للفن في مصر والوطن العربي، لذلك كان أول قرارتي عقب أن توليت المنصب هو قرار عودة الروح لتلك الأكاديمية العظيمة، وكذلك عودة فرق أكاديمية الفنون مثل فرقة أم كلثوم على سبيل المثال لا الحصر.

 لو طلبت منك ملخصا لمشكلات الأكاديمية من وجهة نظرك بناء على ما صرحتم به عند توليكم المنصب بإنك ابن للأكاديمية منذ أكثر من ثلاثين عاما؟ وما هي خطتكم لعودة الأكاديمية للريادة مرة أخرى؟
أنا ابن الأكاديمية وأعلم كل كبيرة وصغيرة بها، ولا بد وحتما من تعديل اللائحة أولا، ثم يأتي بعد ذلك تعديل المناهج وأيضا طرق الامتحانات لتواكب التطورات الحديثة التي سيواجهها هؤلاء الطلاب عند التخرج، ومن أجل أن تعود الريادة للأكاديمية مرة أخرى ينبغي أن تعود الروح أولا ليس فقط بين الطلاب بعضهم البعض، ولكن أيضا بين الخريجين مع الطلاب ليشعر الجميع أن الأكاديمية هي البيت الكبير الذي يجمع كل الأخوة الكبار والصغار مع بعضهم البعض وينبغي أيضا لعودة الريادة ألا يحدث انفصال بين ما يتم تدريسه بالأكاديمية وبين ما يواجهه الطلاب من تطور للمهنة عند التخرج بل لا بد أن يحدث اتفاق واتساق بين ما يتلقاه الطالب أثناء الدراسة وبين ما يواجهه من تطور عند التخرج.
 تم اختيار د. غادة جبارة عميد المعهد العالي للسينما لتكون نائبا لكم في اليوم التالي مباشرة لتوليكم منصب رئاسة الأكاديمية، التي أدلت بأول تصريح لها كنائبة بأن هناك حالة انسجام في الفكر والعمل بينك وبينها، فما هي آلية التعاون التي تم الاتفاق عليها بينكم عندما التقيتم لأول مرة بعد التكليف؟
د. غادة جبارة طاقة كبيرة جدا، وتعرف هموم الأكاديمية جيدا، ونحن نعمل معا بشكل علمي ومدروس وتوجد حالة وعي وتفاهم كبيرة للغاية بيننا، فكلانا أبناء الأكاديمية وعلى دراية بما تحتاجه من متطلبات وبما تعاني من مشكلات ونلتمس معا الحلول لتلك المشكلات في القريب العاجل.

 - ما المقصود بقولكم بأنك ستسعى بأن تكون أكاديمية الفنون فعالة ومنتجة؟
أن تكون فرقها اسما على مسمى تقدم عروضها للجمهور وليس لأبنائها من الطلاب فقط، وبالتالي يكون هنا للأكاديمية تأثير خارجي على الجمهور بنفس قوة التأثير الداخلي على الطلاب كما يشعر الطلاب أنفسهم وكذا الخريجين بأن الأكاديمية تحتضنهم وترعى مواهبهم ولا تتخلى عنهم بمجرد تخرجهم.

 ما هي خطتكم لتطوير مناهج أكاديمية الفنون بما يواكب العصر من تطورات سريعة في المهنة؟
سوف يتم وضع بروتوكلات مع أكبر المعاهد في العالم، مع الاستعانة بخبراء أجانب في مجال تطوير المناهج كل في تخصصه، بما يضمن أن تساير مناهج الأكاديمية أحدث التطورات العالمية.

 “الأكاديمية هي التي تخرج الفنانين للساحة الفنية”.. فهل ترى من وجهة نظركم أن السبعة معاهد الموجودة بها حاليا بجميع تخصصاتها كافية لتلك المهمة، أم ستسعى إلى استحداث معاهد جديدة بتخصصات جديدة؟ أم ستكتفي بتطوير المعاهد الحالية فقط؟
سؤال في غاية الأهمية، بالفعل نسعى إلى استحداث معاهد جديدة بتخصصات جديدة لتوسيع نطاق عمل الفنانين فيما بعد التخرج بما يعود بالنفع على المجال الفني والفنانين والفن عموما، لذلك سوف يتم في القريب العاجل افتتاح معهد الطفل، وسوف ندرس ونتباحث حول التخصصات التي سيتبناها هذا المعهد مثل فنون الطفل ومسرح العرائس وكذا كيفية وطبيعة الدراسة التي سيكون عليها هذا المعهد الجديد والهام، هل ستكون هي دراسات عليا أم دراسة جامعية، ونعول على هذا المعهد أهمية كبرى ونتائج عظيمة لما يمثله الطفل من مستقبل وطن بل مستقبل أمة بالكامل في حال تأسيسه التأسيس الثقافي الصحيح.

 يوما ما كانت قاعة سيد درويش منارة للفن ولا تقل أهمية عن الأوبرا حتى أصابها الإهمال والتجاهل، والآن بعد أن صارت تلك القاعة تحت رئاستكم، هل فكرتم عند توليكم المسئولية في تطوير تلك القاعة؟ وكيف سيكون مستقبلها في عهدكم؟
قاعة سيد درويش سوف تعود بقوة كما كانت عليه في السابق وأفضل ومنذ أيام قمنا بعقد حفلة بليغ حمدي، وأول من أمس قمنا باحتفالية كبرى عن أكتوبر تدعى “ملحمة شعب” التي حققت نجاحا فائقا كما عادت فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية مرة أخرى إلى النور، ولدينا في الأيام والشهور القادمة برنامج مثمر وحافل بالحفلات الفنية الراقية التي تناسب قيمة قاعة سيد درويش وتاريخها.

 لم يتم تطوير معهد السينما منذ الخمسينات، والموسيقى العربية بلا أجهزة حديثة، وكلاهما يحتاج إلى ملايين الجنيهات للتطوير، فكيف ستتعاملون مع تلك المشكلة بما يناسب إمكانيات الأكاديمية؟
معهد السينما الجديد بالفعل سوف يتم افتتاحه خلال شهرين على أحدث سبل التطوير والتجهيز، ومعهد الموسيقى العربية سيدخل مرحلة التطوير خلال أيام بعد صدور قرار رسمي بذلك بما يناسب ويتلاءم مع أحدث التطورات العالمية في هذا المجال، بالمثل كما سبق وفعلنا من تطوير بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وسوف يطول التطوير تباعا جميع معاهد الأكاديمية كلا في حينه.

 في الفترة السابقة لم يكن هناك اهتمام بنشر الرسائل العلمية، فهل في الفترة المقبلة تحت رئاستكم سيتم الاهتمام والتركيز على أهمية الرسائل العلمية ونشرها على المستوى المحلي والدولي حتى يتسنى تحقيق أكبر إفادة واطلاع لطلاب الأكاديمية؟
بالفعل تم الاتفاق مع رئيس هيئة الكتاب على نشر هذه الرسائل العلمية من أجل استفادة الطلاب بها وسهولة الوصول لمصادر نشرها.

 قمتم بزيارة الدكتور عبد العزيز قنصوه محافظ الإسكندرية عندما كنت نائبا لأكاديمية الفنون لمناقشة المشكلات التي يواجهها فرع الأكاديمية بالإسكندرية وأهمها كان عدم وجود مبنى يليق بالأكاديمية الأولى في الشرق الأوسط لتدريس الفنون التي تضم فرعا واحدا فقط من المعاهد الخاصة بها ألا وهو المعهد العالي للفنون المسرحية الذي لم يتم التقدم للدراسة به هذا العام أحد من الطلاب – فما هي الحلول التي توصلتم لها في لقائكم مع المحافظ؟ وهل تمت استجابته لها بالفعل؟ ولماذا توقفت الدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية فرع الإسكندرية هذا العام؟
في أقرب وقت سوف يتم بالفعل عمل مقر كبير يليق باسم أكاديمية الفنون بالإسكندرية، ولم يتم تقدم أحد بمعهد فنون مسرحية فرع الإسكندرية هذا العام نتيجة أن المعهد هو من أخذ قرارا بذلك، ألا وهو عدم قبول أي طلاب هذا العام لعدم صلاحية المكان واحتياجه للتجديد، وكذا عدم رغبة أعضاء هيئة التدريس في السفر إلى الإسكندرية، وبالتالي توقفت الدراسة بالمعهد هذا العام إلى حين دراسة الموقف واستخلاص الحلول لتلك المشكلات.

 اقترحتم على محافظ الإسكندرية أيضا عمل مهرجان البحر المتوسط للمسرح – حدثنا عن هذا المهرجان.. وهل يختلف عن مهرجان نقابة الممثلين فرع الإسكندرية؟ ومتى ستتم خطوات تأسيسه وتنفيذه؟
نحن نتمنى حقيقة أن يتم ذلك المهرجان على وجه السرعة، ولكننا حتى اللحظة الحالية لم نبدأ فيه وما زال الموضوع تحت الدراسة، وبالطبع يختلف هذا المهرجان كلية عن مهرجان النقابة حيث إن هذا المهرجان سوف يصبح مهرجانا دوليا على مستوى دول البحر المتوسط جميعها.
 هل يتعارض نظام التعليم الموازي من طلاب مرحلة البكالوريوس مع مصالح وأهداف التعليم النظامي أم يتفق ويصب في مصلحة الارتقاء بالفن ككل ويعد استكمالا له؟ وما هي آخر التطورات التي تم إقرارها في هذا النظام التعليمي الجديد؟
بالطبع يتفق ويصب في الصالح ولا يتعارض مع التعليم النظامي حيث إن نظام التعليم الموازي يتيح الفرصة لمن هم كبار السن للدراسة بالمعهد أو لمن هم غير متفرغين للدراسة – والتطور الأهم بشكل عام الذي حدث في نظام التعليم الموازي هو قبول اثنين من الطلاب من الصم والبكم للدراسة فيه.

 هذا كان هو سؤالي القادم لسيادتكم – تم فتح قسم جديد بالمعهد العالي للفنون المسرحية لذوي الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم مما يعد هذا إنجازا جديدا وفريدا لكم فكرا وموضوعا – حدثنا عن هذا المشروع وكيف سيتم التفاهم ولغة الحوار بين هؤلاء الطلاب وبين الأساتذة؟ وهل ستعمم تلك التجربة في جميع معاهد الأكاديمية أم ستقتصر على معهد فنون مسرحية فقط؟
هذا ليس قسما خاصا بل هذا نوع من الدمج بين هؤلاء الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة مع باقي الطلاب العاديين، وبالطبع سيكون هناك مترجم إشارات يوجد بجانب المحاضر ليترجم لهؤلاء الطلاب ما يقوله ويشرحه أستاذ المادة، وتلك التجربة تم بالفعل تعميمها في جميع معاهد الأكاديمية وليس في المعهد العالي للفنون المسرحية فقط إيمانا منا بحقوق هؤلاء الفئة في تذوق الفن وتعليمه ودراسته مثلهم مثل الأشخاص الأسوياء لما يمتلكونه من مواهب حقيقية ظهرت للنور في عدة عروض مسرحية.

 منصب رئيس أكاديمية الفنون منصب رفيع ويحتاج إلى جهود مضاعفة فهل لديكم القدرة على الجمع بين تلك المسئولية وبين مسئولياتكم الأخرى كممثل ومخرج ونقيب؟ وأي من هذه المسئوليات سوف تأخذك عنه مسئولية رئاستكم للأكاديمية؟
الحمد لله القدرة من عند الله وحب العمل من العبادة ومنذ أن كنت طالبا بالأكاديمية وأنا اعتدت على ان أكون على قدر المسئولية والمهام التي توكل إليَّ، وإن كان هناك بالفعل، لا بد أن يكون هناك، جانب سيطغى على الآخر، فأعتقد أنه سيأتي على حساب التمثيل.
 “أكاديمية الفنون بكل معاهدها، إضافة إلى قاعة سيد درويش التاريخية، أكاديمية عريقة ذات تراث حضاري وفني وأدبي كبير”.. فهل في خطتكم تطوير كل مباني تلك الأكاديمية لتصير ذات مظهر عصري؟ وكذا أيضا هل سنشهد يوما ما تطوير تلك المنطقة المحيطة بالأكاديمية مما حولها من عبث المرور والتكاتك وعدم رصف للطرق التي تعد مزارا للكثير من القيادات والوزراء والوفود العربية وذلك من خلال التنسيق مع المسئولين كل في تخصصه لتطوير المناطق المحيطة بالأكاديمية؟
أكيد هذا بالفعل سوف يحدث وتم الاتفاق مع معالي محافظ الجيزة على هذا التجديد والتطوير وسيتم تطوير كل مباني الأكاديمية والمعاهد في أقرب وقت – وبالطبع سنسعى بقوة في الفترة القادمة لنا على التنسيق والتحاور مع المسئولين من أجل جعل كل منطقة حرم الأكاديمية منطقة راقية وحضارية تليق بأسم ومكانة الأكاديمية بين مريديها وزوارها في كل أنحاء العالم أسوة بأي مكان آخر ذي أهمية وتأثير.

 مؤخرا كنتم في حفل افتتاح ملتقى القاهرة الدولي الأول للمسرح الجامعي (دورة يحيى الفخراني).. فما رأيكم في هذا الملتقى؟ وهل حقق أهدافه في الارتقاء بالمسرح الجامعي؟ وهل ستعمم المهرجانات في كل معاهد أكاديمية الفنون؟
الملتقى يعد خطوة للأمام نحو مسرح جامعي حقيقي، والمسرح الجامعي خرج الكثير من النجوم والفنانين ويمثل عنصرا أساسيا غاية في الأهمية بجانب العناصر الأخرى في تخريج مواهب كثيرة، وبالطبع سيحدث تعميم للمهرجانات في كل معاهد الأكاديمية التي تخصصاتها فقط تسمح بإقامة مثل تلك المهرجانات.

 “قامت نقابة المهن التمثيلية مؤخرا بالإعلان في مؤتمر صحفي كبير عن أكبر وأضخم مشروع نقابي لتشغيل الأعضاء والحد من المخالفات لغير الأعضاء متمثل في إقامة ورش للنقابة يحاضر فيها نخبة من الأساتذة، وأشرتم أن تخطي هذه الورش بنجاح هي الطريق الأوحد للحصول على تصاريح العمل لغير الأعضاء”.. حدثنا عن هذا المشروع بالتفصيل وما أثير حوله من جدل ما بين مؤيد ومعارض والأهداف الحقيقية للنقابة من وراء هذا المشروع؟
هذا المشروع هو في صالح كل أعضاء النقابة بنسبة مائة في المائة، حيث إن من أسمى أهدافه هو السيطرة على المخالفات لغير الأعضاء، فتصاريح العمل أصبحت ستمنح بسبب هذا المشروع للموهوبين فقط حيث إنه أصبح الشرط الوحيد للحصول على تلك التصاريح هو اجتياز الورشة بنجاح من خلال تقييم الأساتذة له على مدار مدة الورشة بعد أن كانت تمنح بدفع الغرامة فقط، ولن يكون هناك بعد الآن من هو محسوب على المهنة بعوامل أخرى بعيدة عن الموهبة تماما؛ مما سيحد من انتشار هؤلاء الفئة التي تقتنص من حقوق الأعضاء وستتسع الساحة للأعضاء فيما بعد.. ولكن الآن أصبح هناك ورش مدة الورشة ستة أسابيع منها تقييم لأداء المتقدم وهل يصلح أن يكون فنانا ويستحق التصاريح أم لا، ومنها تدريب وتأهيل له حيث إن المعاهد والكليات الفنية تلتزم بعدد قليل جدا من المقبولين بها كل عام للدراسة بها، وبالطبع ليس كل من لم يقبل في الدراسة من غير الموهوبين، كما ستكون هناك ورش خاصة لأعضاء النقابة أيضا سيقوم بالتدريس فيها نخبة ممتازة من الأجانب والخبراء من أجل تطوير منظومة الأداء لدى أعضاء النقابة من الممثلين والممثلات والارتقاء بالمهنة وأحدث ما وصلت له من مدارس فنية تعود بالنفع على الأعضاء والتطوير من أدائهم وقدراتهم؛ مما يعود بالنفع على السوق والنفع عليهم هم شخصيا من خلال انتشارهم، نحن لا نعمل إلا في صالح النقابة والنقابيين.

.. وأخيرا كيف تعبر للقراء في جملة واحدة عن رحلتك الطويلة مع عالم الفن ومع الكثير من المناصب الإدارية الهامة التي تحملت مسئوليتها حتى أصبحت رئيسا لأكاديمية الفنون؟
“من لا يحب تسلق الجبال سيبقى أبد الدهر بين الحفر”


أشرف فؤاد