في دورة اليوبيل الفضي للمهرجان التجريبي والمعاصر: العرب والأجانب: سعداء بهذه الدورة وبفعالياتها

في دورة اليوبيل الفضي للمهرجان التجريبي والمعاصر: العرب والأجانب: سعداء بهذه الدورة وبفعالياتها

العدد 578 صدر بتاريخ 24سبتمبر2018

اختتمت دورة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر في اليوبيل الفضي له، وأجمع المسرحيون العرب والأجانب على تميز هذه الدورة التي تنوعت فعالياته بين الورش والمحاور الفكرية والعروض المسرحية، وأجمعوا على أهمية المهرجان لما يمثله من نافذة على كل ما هو جديد. ولأهمية التجريبي في تطوير المسرح، قمنا بعمل استطلاع رأي لمجموعة من المسرحيين العرب والأجانب حول أهم ما يميز هذه الدورة من حيث التنظيم والعروض والفعاليات وما أهمية المهرجان التجريبي بالنسبة للمسرح.
قال النجم السوري أسعد فضة: مهرجان المسرح التجريبي هو مهرجان يحيا في ذاكرة المسرحيين العرب، وقد تابعت دورة المهرجان التجريبي العام الماضي. والحقيقة، إن أهم ميزة في هذه الدورة هي الاعتماد على عنصر الشباب في كل المجالات، وجودة التنظيم، فهو على مستوى عالٍ للغاية، والأهم هو الإصرار على تقديم أعمال عربية وعالمية تتناسب مع عنوان المهرجان وهو مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر، هذا يعني أن هناك جهدا كبيرا من قبل العاملين في هذا المهرجان لرصد حركة المسرح في العالم عربيا وعالميا، وهذا يحتاج إلى جهد استثنائي.
وقد لاحظت التركيز على موضوع التطوير في هذه الدورة من خلال حفل الافتتاح ابتداء من كلمة الأستاذ الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان إلى عرض الافتتاح الذي كان متميزا بشكل كبير.
بينما قال الممثل والمدرب البلغاري ويلي براجز: أقوم بتنظيم مهرجان دولي في بلغاريا، وسعيد بحضور المهرجان لأنني مهتم بالمسرح العربي وما يقدمه وأهم تطوراته، وقد قدمت أكثر من ورشة في أكثر من دولة.
وأضاف: التنظيم في المهرجان على مستوى عالٍ، فكل شيء منظم بعناية، وكنت أتمنى إقامة مساحة لعمل حفلات يتبادل بها المسرحيون التعرف على الثقافات الأخرى، فهو شيء ضروري للغاية، والشيء المميز في المهرجان وجود كتاب جدد وهو شيء هام لكسر الحاجز التقليدي للكتابات.
وعن الرقص ولغة الجسد، أشار إلى أن لغة الجسد أصبحت أكثر أهمية من لغة الحديث، والمسرح الآن أصبح يسلط الضوء على الكثير من المشكلات الاجتماعية.

زخم الندوات الفكرية
وقال الدكتور عبد الواحد بن ياسر من المغرب: المهرجان التجريبي في عودته الجديدة مكسب كبير، كما تعد هذه الدورة متميزة من حيث زخم الندوات الفكرية ونوعية المداخلات وتنوع المحاور، فلم يعد يقتصر على ندوة واحدة بل على عدد كبير من المحاور الفكرية، أيضا هناك تنوع في العروض من جميع الأقطار العربية، إضافة إلى التكريمات والاحتفاءات المتنوعة والمستحقة، فهي قائمة على اختيار موضوعي، والفضل يرجع إلى إدارة المهرجان الحكيمة.
بينما قال الدكتور محمد مديوني من تونس: إن هناك الكثير من المؤشرات ليس لنجاح المهرجان فحسب وإنما لتطوره، فنشأة المهرجان ليست من باب الصدفة وإنما كان شاغلا كبيرا لمنظميه، وهو يفتح آفاقا جديدة للمسرحيين على عوالم المسرح وفنون الفرجة في العالم، وذلك ليغير السنن التي أصبحت بشكل من الأشكال تحد من إمكانيات المسرح وآفاقه، وهذا العام تتميز الدورة بالتنوع فيما يقدم من عروض بالإضافة إلى تميز الأطروحات الفكرية.
بينما قال الدكتور ماجد بن عابد من العراق: المهرجان فاعلية هامة لكل البلدان العربية، فمصر قلعة الفن، وقد أسعدني للغاية حفل الافتتاح بما يحويه من طاقات شابة، بالإضافة إلى أن المهرجان منظم بشكل جيد والمهرجان التجريبي ألقى الضوء على تجارب مسرحية مختلفة، وهو ما يجعلنا نحتك ونرى كل ما هو جديد، وقد سبق لي أن تواجدت في المهرجان عامي 2007، 2008 ووجهة نظري أن المهرجان في تطور كبير. وأتمنى للمهرجان دوام التوفيق والكشف عن تجارب مسرحية مختلفة.
*التجريب وتحفيز المسرح العادي
خزعل الماجدي من العراق، وهو كاتب مسرحي له أكثر من 35 عملا مسرحيا، يقول من وجهة نظره كمؤلف، إن مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر أحد أهم المهرجانات الدولية، وذلك بعد أن استطاع أن يسير بخطوات عميقة مسيرة 25 عاما، وهناك حضور قوي للغاية للمهرجان فهو يعتمد شيئين مهمين للغاية هما: التجريب، وهو ما يحفز المسرح العادي، وفي الوقت نفسه أكاديمي، فهناك دراسات أكاديمية من أساتذة كبار في المسرح، وبحوث رصينة، وهناك تطور هائل وجهود كبيرة بذلت، فهناك 10 مسارح تقام عليها الفعاليات بالإضافة إلى دقة التنظيم والحلقات الفكرية والندوات حقيقة وذات فاعلية كبيرة.
وقالت الفنانة الكندية مارجان موسافي إن المهرجان التجريبي يعد من المهرجانات الكبرى ذات الأهمية لما يحويه من تبادل للخبرات المختلفة، والمميز في المهرجان هو التنوع في فعالياته التي لا تقتصر فقط على تقديم عروض ولكنه يقوم بعمل ورش وتستعين إدارته بمجموعة من المدربين العالميين، وهو شيء جيد للغاية بالنسبة للشباب المسرحي الذي يريد أن يصقل موهبته.
أضافت: التنظيم جيد بشكل كبير ولكن هناك بعض التأخير في بدء بعض الفعاليات. وبالنسبة للعروض لقد شاهدت عرضين متميزين للغاية وبقية العروض جيدة.

 صورة متكاملة
بينما قال المخرج والفنان جورج روتشا من البرازيل: هذه المرة الأولى لي في مصر ولم يسبق لي أن شاهدت المسرح المصري وكان من المهم أن أقوم بمقارنة بين ما نقدمه في البرازيل وما يقدم في المسرح المصري، ومن المميز في المهرجان أنه يعطي صورة كاملة لفكرة التجريب من خلال تقديم عروض من بلدان مختلفة إضافة إلى عمل ندوات ومحاور فكرية تناقش أنواعا مختلفة من المسرح، وهو شيء بالغ الأهمية.
 وقال الدكتور رياض موسى سكران من العراق: يعد المهرجان التجربيي نافذة حقيقة للمسرحيين العرب، وهي تجربة تتيح فضاء لحوار الثقافات من خلال الانفتاح على ثقافة الآخر عبر التجارب المسرحية وعبر الندوات الفكرية وعبر ذلك الفضاء الذي ينفتح على الآخر، وهي فرصة طيبة لتتلاقح الأفكار وتتلاقى من أجل صناعة المشهد القادم للحياة، ومهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر مثل علامة فارقة، فالقاهرة قبلة المثقفين والفنانين والمسرحيين في كل البلدان العربية. وأعتقد أننا أصبحنا نتحدث عن مرحلتين؛ مرحلة ما قبل التجريبي ومرحلة ما بعد التجربيي، فبعد التجريبي انتقل المسرح العربي نقلة كبيرة وهو ما جعل المسرحي العربي يتجرأ ويدخل في غمار التجريب وفي آفاق وفضاءات جديدة، في النص المسرحي والإخراج وتقنيات المسرح، فقد قام المهرجان التجريبي برسم الخارطة المسرحية العربية بشكل جديد.
وقال المخرج عبد الجابر خمران: يعد مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي واحدا من المنصات المسرحية العربية والدولية التي تتيح للمسرحيين وفناني الركح بمختلف تخصصاتهم ولكل المهتمين بصناعة العرض المسرحي وللجمهور المهتم، بالاطلاع على آخر المنجزات المسرحية والتأمل في الأفكار النقدية التي تجود بها المواهب والعقول من مختلف البلدان والجنسيات. أضاف: إننا في القاهرة ضمن فعاليات هذا المهرجان، نكون أمام مرايا إبداعية تعكسنا وتعكس الآخر أمام هذا التفاعل الجمالي، والتناسج الفكري يجعلنا نلج منطقة ثالثة غير حيزنا وحيز الآخر، إننا داخل فضاء تتفاعل فيه الذوات والأفكار والرؤى. وبقدر ما يخلق المهرجان في مدينة القاهرة مختبرا لتبادل الخبرات الفنية، وطرح الأسئلة الجمالية هو أيضا ورشة لاختبار أسئلة الجسد والروح والمجتمع بتصوراته الفكرية والسياسية ومشكلاته الاقتصادية والاجتماعية. فالقاهرة تجمع العقول والقلوب والأحاسيس والأفكار والتجارب وتبلورها في حيز زماني الآن/ هنا ينتج المعنى والجمال ويساهم في التفكير بالحاضر والعمل على صناعة مستقبل أفضل.
تحية لكل المسرحيين والنقاد والفنانين والباحثين الذين يساهمون في خلق حالة مسرحية متوهجة عنوانها مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر.

أتمنى أن يدعم العرب المهرجان
وقال الدكتور عبد الكريم خنجر الدكتور بالمعهد العالي للفنون المسرحية: المهرجان دعم المسرح العربي فهو بمثابة الدفعة للمسرحيين وهو مهرجان يضاهي المهرجانات الدولية، وقد تميزت هذه الدورة بالتنظيم الجيد رغم الظروف الصعبة، فمصر هي قلعة الفن والثقافة، وأتمنى أن يتم دعم المهرجان من كل الدول العربية.
فيما قال المخرج الأردني زيد خليل مصطفى: المهرجان أصبح علامة فارقة والمشاركة فيه تعد شرفا كبيرا، فهو استحقاق كان مصريا في البداية ثم أصبح عربيا ثم دوليا، فلا أعتقد أن المشهد المسرحي يسير بشكل صحيح في ظل غياب المهرجان التجريبي. والحقيقة، إن فترة توقفه لعدة سنوات أثرت على المسرح العربي بشكل كبير ولكن عودته كانت ميمونة، حيث عاد مستفيدا من أخطائه التي حدثت في الدورات السابقة، وأعتقد أن المهرجان في تصاعد كبير على المستوى الفني وعلى مستوى التنظيم والإدارة وحجم التطور على المستوى المعرفي، فهناك تطور في دور العرض، بالإضافة للمساندة التي يقدمها الفنيون في المسارح حتى تخرج العروض بشكل جيد.


رنا رأفت