المسرح في زفتى!!

المسرح في زفتى!!

العدد 577 صدر بتاريخ 17سبتمبر2018

لا تتعجب عزيزي القارئ، فالمقال بالفعل عن المسرح في زفتى! وتحديدا خلال أكثر من ثلاثين سنة من عام 1904 إلى 1935. أما لماذا زفتى تحديدا، ولماذا سأتوقف عند عام 1935؟ فهذا ما سنتعرف عليه، عندما نقرأ الموضوع ونقرأ عن شاب لولاه ما كنا سمعنا عن أي نشاط فني ومسرحي في زفتي!
أول خبر وجدته عن عرض مسرحي في زفتي كان في أبريل 1904، عندما أخبرتنا جريدة مصر بأن فرقة إسكندر فرح زارت مدينة زفتى، وعرضت فيها مسرحيتين من أجل تخصيص دخلهما لإعانة المدرسة الخيرية الإسلامية بزفتى، التي يديرها السيد رفاعي. وفي نوفمبر  من العام نفسه، نشرت جريدة المؤيد خبرا، قالت فيه: «جاءنا من زفتى أن جوق حضرة الأديب إبراهيم حجازي قد نال شهرة فائقة في الليالي التي كان يمثلها بها. وقد أعجب المتفرجون بحسن الروايات التي كان يقوم بتمثيلها هذا الجوق، لأنها جمعت من حسن الرونق وآداب التمثيل ما جعل الكل يثنون على حضرة مدير هذا الجوق وجميع الممثلين به. وقد توجه الجوق اليوم إلى المحلة الكبرى ليمثل بها رواياته الأدبية المهذبة للأخلاق، فنرجو أن ينال هذا الجوق هناك الإقبال الحسن، الذي ناله في كل جهة حل بها من بلاد القطر». والجدير بالذكر إن إبراهيم حجازي صاحب فرقة مسرحية متجولة، وهو ابن الشيخ سلامة حجازي!!
وفي عام 1905 نشرت جريدة الوطن خبرا، أبانت فيه أن فرقة سليمان القرداحي مثلت في بندر زفتى مجموعة من المسرحيات، واختتمت الجريدة خبرها بعبارة دعائية للفرقة، قالت فيها: «ومن يعلم مقدرة حضرة صاحب الجوق في براعته في هذا الفن الجميل ورقة ذوقه في انتقاء الروايات لا يعجب من إقبال الجمهور لحضور ليالي تمثيله فكل جميل مرغوب فيه». والجدير بالذكر إن سليمان القراحي هو صاحب أول عروض مسرحية يتم عرضها باللغة العربية في الأوبرا الخديوية، وأيضا هو صاحب أول عروض للفنون الشعبية المصرية، التي عُرضت في معرض إكسبو بباريس عام 1889 بمناسبة افتتاح برج إيفيل، وهو أخيرا أول من أدخل التمثيل العربي إلى تونس 1908.
في عام 1919 أعلن أهل زفتى انفصالهم عن المملكة المصرية التي تعيش تحت سلطة الاحتلال الإنجليزي، وأعلن يوسف الجندي استقلال (جمهورية زفتى) وتنصيب نفسه رئيسا لها!! وهذه الحادثة التاريخية معروفة ومشهورة، وكتب كثيرون عنها، أمثال السيد محمد علي مؤلف مسرحية (جمهورية زفتى)، التي نال بها جائزة المجلس الأعلى للثقافة في التأليف المسرحي عام 1985.. ولكن الجديد المُكتشف أن أول من استوحى هذه الفكرة في عمل مسرحي، كان أمين صدقي، عندما كتب مسرحيته (إمبراطورية زفتى)، وقام ببطولتها علي الكسار، عندما عُرضت لأول مرة في يناير (كانون الثاني) 1924 بتياترو الماجستيك.
محمد السيد صليحة
في عام 1925، كتب شاب من زفتى - اسمه محمد السيد صليحة – مقالة نقدية لاذعة لأهالي زفتى - بسبب عدم تشجيعهم التمثيل المسرحي - ونشرها في جريدة النظام، تحت عنوان (حظ التمثيل من أهل زفتى)!! ولأهمية المقالة وما فيها من معلومات، ولأنها المقالة النقدية الأولى – التي نضع أيدينا عليها من زفتى – سننشرها هنا كاملة، وفيها يقول الشاب:
» لا نعلم السر في أن أهالي زفتى تعودوا الإجحاف بحقوق التمثيل، وعدم تشجيع القائمين به ومساعدتهم، مع أن التمثيل هو رب الأمم ومقياس أخلاقها. وقد دعاني إلى كتابة هذه العجالة مأساة أليمة وقعت هذا الأسبوع في بندر زفتى وتفصيلها: حضرت إلى زفتى فرقة الشبيبة المصرية برئاسة حضرة النابغة الفاضل عبد العال أفندي فهمي، والآنسة بدر إبراهيم، وأقاموا حفلة تمثيلية مساء الخميس 14 مايو سنة 1925، وقاموا بتمثيل رواية (ضحية الغواية). وقد أجادوا في تمثيل الرواية المذكورة حتى أعجب الجميع بهم. وقامت الآنسة بدر بتمثيل دور شارلوت، وقد أبدعت كثيرا في إتقانه. ومن كان يراها وهي تمثل دور شارلوت، خصوصا عند إصابتها بالجنون، وهي في الدير، يظن إنها شارلوت الأصلية – أو بعبارة أخرى (مجنونة صحيح)، ومع أنها حديثة العهد بالتمثيل، وقد أبدعت أيما إبداع – ولم يمض عام واحد على اشتغالها بالتمثيل، وكانت قبل ذلك تتلقى العلوم بالمدارس، وقد غوت التمثيل. وإني أبشرها بمستقبل حسن – وأمني للتمثيل على يديها وأيادي مثيلاتها في بلادنا خيرا. وقد كان إعجاب الحاضرين بالممثلين عظيما، ولا أنسى أن أقول إن الآنسة بدر قد تحلت بالآداب العالية والأخلاق الفاضلة والطهارة والعفاف، هي وجميع أفراد الفرقة، والفضل في ذلك لحضرة الفاضل عبد العال أفندي فهمي مدير الفرقة. وفي ختام الرواية، قام حضرة الشاب الأديب، والأستاذ البارع أحمد أفندي حسن بدور البربري – وحقيقة أنه كان بربريا صحيحا في حركاته وسكناته وخفته. ومما يؤسف له أن الفرقة كانت حصلت على تصريح من المديرية بتمثيل ليلتين، ولما رأى رئيس الفرقة عدم تشجيع أهالي البلدة لهم، عدل عن تمثيل الرواية الثانية، لأن الليلة الأولى لم يكتسبوا من ورائها شيئا. بل كانت سببا في خسارتهم، ولم يساعد الفرقة في الليلة المذكورة إلا من كانت لهم سابقة معرفة بحضرة مدير الفرقة، لأنه كثير ما كان يأتي إلى هذه البلاد، ويقوم بإحياء ليالي تمثيلية زاهرة. وفي الختام نثني على جميع أفراد الفرقة، ونأسف لعدم مساعدة أهالي المدينة لهم، ونتمنى أن يدرك الناس مقدار التمثيل ويساعدون القائمين به والسلام».
وعلى الرغم من أهمية هذه المقالة، إلا أن كاتبها هو الأهم عندي.. إنه (محمد السيد صليحة) من زفتى!! فهذا الشاب هو الذي جعلني أكتب هذه المقالة، عندما تتبعت ما كتبه عن زفتى!! فهذا الشاب هو من سجل زفتى في تاريخ المسرح المصري؛ حيث كان يُراسل أغلب الصحف والمجلات في مصر. فإن كانت مقالته السابقة نُشرت في جريدة النظام، وكانت بها معلومات مهمة، فإن مقالته الثانية نشرها في جريدة الأهرام عام 1926، وكانت تحمل اكتشافا خطيرا، قد يضيف جديدا لقصة هروب أسرة الأطرش من سوريا إلى مصر، تلك الأسرة التي كان من بين أفرادها المطرب الكبير فريد الأطرش وشقيقته المطربة أسمهان!!
المقالة منشورة في يناير 1926، تحت عنوان (عائلة الأطرش هل منها أحد في مصر؟)، ونصها يقول: أرسل إلينا مراسل الأهرام في زفتى أمس، رسالة تتضمن الخبر الآتي: «حضر إلى زفتى شخص من مهاجري سوريا يدعى سليم الأطرش من عائلة الأطرش، وصادف أن جوق الأستاذين الشيخ أحمد الشامي ويوسف أفندي عز الدين موجود في زفتى. فلما علم الأستاذ الشيخ أحمد الشامي بحكاية المهاجر المذكور، أعلن ذلك للجمهور في مساء 9 الحالي، عندما كان الجوق يمثل رواية (شهداء الغرام)، وطلب من الحاضرين الاكتتاب لمساعدته، حتى يتمكن من العودة إلى بلاده لمواصلة الجهاد. فما كان منهم إلا أن قبلوا دعوته، وكان في مقدمة المتبرعين حضرة الشاب النابه الكريم مرسي أفندي الهريدي من تجار زفتى، حيث دفع مبلغا كبيرا، وتبعه حضرة محمود أفندي علي باشمحضر محكمة زفتى الأهلية، وكثيرون من حضرات الموظفين والتجار والأعيان وأفراد الجوق من الممثلين وممثلات، حتى جمع الأستاذ الشيخ أحمد الشامي لحضرته مبلغا عظيما». هذا ما قاله مراسل الأهرام؛ ولكننا لا نرى بدا من أن نقابل دعوى الرجل بالانتساب إلى عائلة الأطرش المعروفة في جبل الدروز بكل تحفظ. فلم يُعرف عن أحد منها إنه هاجر أخيرا من سوريا، وليس بينها المُعدم المحتاج. ويؤكد الذين يعرفون أفراد هذه العائلة إنه لا يوجد من رجالها من يسمى سليم الأطرش، لأن الأمير سليم توفى منذ زمن. على أن الغيرة التي أظهرها أهالي زفتى الكرام تستحق كل ثناء وإعجاب: ولكن يجدر بمن حثوا على معاونة الرجل أن يتثبتوا من هويته أولا”.
وسواء كان الخبر صحيحا أو غير صحيح، في ما يتعلق بعائلة الأطرش، التي وصلت إلى مصر، قادمة من سوريا – بما فيها من ثورة وبطش - وهروبها في سرية تامة، وهذه السرية تستلزم الحرص والحيطة والتخفي.. إلخ، فالشاهد هنا إن من أرسل هذا الموضوع، هو محمد السيد صليحة مراسل جريدة الأهرام في زفتي، ومراسل جريدة النظام أيضا، كما مرّ بنا!! هذا التألق الصحفي لهذا المراسل، جعله يؤسس مكتبا صحافيا في زفتى، أعلنت عنه مجلة الصباح عام 1927 – تحت عنوان (مكتب صحفي) – قائلة: «افتتح حضرة النشيط الفاضل محمد أفندي السيد صليحة مكتبا صحفيا في زفتى، لمراسلة الصحف، وموافاتها بما يكلفه به الجمهور من الشؤون المتعلقة بها. وهو يقبل نشر الإعلانات بأجور زهيدة جدا».
وبدأ المراسل يقوم بعمله بصورة موسعة، وبدأت تنتشر أخبار زفتي المسرحية والفنية في الصحف والمجلات المصرية. ففي عام 1927 وجدنا جريدة أبو الهول تنشر خبرا – موقعا باسم محمد السيد صليحة - بعنوان (التمثيل في زفتى)، قالت فيه: «حضرت إلى مدينة زفتى فرقة الشيخ أحمد الشامي الممثل المعروف، وأخذت في تمثيل رواية (انتقام الزوجه) ورواية (أنصاف). كل منهما عبارة عن درس اجتماعي أخلاقي. وقد قام بتمثيل أهم الأدوار حضرة الأستاذ القدير الشيخ أحمد الشامي مدير الفرقة، ومصطفى أفندي سامي المؤلف والممثل المشهور. وكان إعجاب الجمهور عظيما بمقدرة ونبوغ السيدتين روز الشامي وزاهية سامي. وقد نالوا من أهالي المدينة كل تشجيع وإكرام». وفي عام 1930 نشرت جريدة (سفينة الأخبار) خبرا عن قدوم فرقة عبد الحميد عزمي إلى زفتى؛ حيث مثلت مسرحية (عواطف الزوج)، بطولة - كما جاء في الخبر - “الآنسة القديرة معبودة الجماهير جميلة عزمي صاحبة الصوت الحنون التي ترغم الجمهور على التصفيق لها مرارا وتكرارا”.

جريدة الأمير
زاد نشاط محمد السيد صليحة، ولم يكتف بعمله مراسلا صحافيا من زفتي لبعض الصحف والمجلات المصرية؛ فقام بعمل إعلامي جليل، وغير مسبوق في زفتى؛ حيث أصدر عام 1931 جريدة (الأمير)؛ بوصفها أول جريدة ناطقة باسم أهالي زفتى، وتصدر من داخل زفتى!! وبذلك استطاع أن يجعل لزفتى وجودا إعلاميا غير مسبوق. وأول موضوع مسرحي منشورة في هذه الجريدة – وفقا لما بين أيدينا من أعداد – كان في أبريل 1933، وكان بعنوان (فرقة تمثيلية كبرى)، وجاءت مقدمته هكذا: «يجدر بمدينة زفتى أن تتيه الآن فخرا، لوجود فرقة تمثيلية كبرى فيها الآن، تعمل على مسرح صالة المعلم عطية الطش». وبقية الخبر عبارة عن تفاصيل الفرقة؛ حيث تتكون من: «محمد لبيب الممثل المعروف، والسيد أفندي المنولوجيست الشهير، وحسن رسمي الكوميدي المعروف، وعلي لوز البربري المحبوب، ومحمد التابعي المنولوجيست الخفيف، ومحمود والي الممثل القدير، وربيع السلاموني الممثل البارع، والسيدة القديرة إحسان علي بريمادونة الفرقة، والسيدة فتحية التابعي الممثلة المحبوبة، والشيخ أحمد جاد الممثل الظريف.».
وعلى الرغم من وجودة جريدة الأمير بزفتى؛ فإن محمد السيد صليحة لم يتوقف عن مراسلة الصحف والمجلات الفنية، ودعمها بأخبار زفتى المسرحية. ففي مايو 1933 أرسل إلى مجلة الصباح خبرا عن وجود فرقة أحمد العدل بزفتى، وأنها مثلت عدة مسرحيات. وفي أكتوبر أرسل للمجلة خبر وجود فرقة عبد الفتاح بعزق بزفتى، وأنها تعرض مسرحياتها على صالة السيد طبالة، ومنها مسرحية (بنت الطبيب)، وأن الفرقة تتكون من: فهيمة واستر وقمر ورتيبة حمدي وإحسان فهمي والمطرب أحمد كامل وعبد العزيز أحمد. وبعد أيام قليلة أرسل صليحة خبرا ثانيا إلى المجلة بخصوص فرقة بعزق؛ حيث إن الفرقة عرضت مسرحية أخرى، هي (زال الشر). وكتبت المجلة في نهاية كل خبر من الخبرين اسم المراسل هكذا: «محمد السيد صليحة صاحب جريدة الأمير ومراسل الصباح بزفتى».
وفي عام 1934 عاد صليحة إلى نشر أخبار زفتى المسرحية في جريدته الأمير، وأغلبها تحت عنوان ثابت، هو (التمثيل في زفتى)!! ففي مارس كتب عن قدوم فرقة الأستاذين السيد حمام ومحمود فوزي، وأنها تعمل على مسرح صالة الطش، وتتكون من: السيد أفندي حمام، والمنولوجيست محمود فوزي، وعزت عبد الكريم المصري المنولوجيست البارع أكبر عبيط، والسيد الحريري وطه محمد وزكي عبد الرحمن، والممثلات والراقصات رتيبة حمام والممثلة الأولى للفرقة والراقصة المحبوبة نصرة فوزي والممثلة القديرة عريفة قدري، والمنولوجيست المحبوب إبراهيم أفندي عمارة، والسيدة كوكب عمارة.
وفي أبريل 1934 كتب عن قدوم فرقة حسن أفندي عليوة السمنودية، وفرقة حسن أفندي رسمي البربري المحبوب. وهي فرقة متكونة من خيرة الممثلين والممثلات. وفي مايو كتب عن قدوم فرقة أحمد العدل، التي تتكون من: زوزو بريمادونة الفرقة، وإبراهيم أفندي محب مدير المسرح، عبد الله أفندي الرافعي الممثل، عبد العزيز أفندي العدل مؤلف وملحن الفرقة، شحاتة أفندي عبد العظيم مدير الإدارة، أوركسترا كامل برئاسة جميل أفندي أمين، جازباند بديع برئاسة الحاج عبد العزيز غنيم، أحمد أفندي عثمان الممثل، والراقصة الرشيقة سعاد عبد العزيز، والممثلة الصغيرة محاسن حسين، والسيدة القديرة والمطربة المدهشة حميدة عبد العظيم. وفي سبتمبر كتب عن فرقة أحمد العدل مرة أخرى، وأبان أنها لم تكتف بتقديم المسرحيات فقط، بل قدمت أيضا: إسكتشات وديالوجات ومنولوجات. وفي ديسمبر كتب عن قدوم فرقة (اتحاد ممثلي الكوميديا)، التي مثلت مسرحية (البخيل) أو (القرش الأبيض) على مسرح السعيد طبالة. والفرقة متكونة من: إبراهيم محب، وأبو المجد أفندي محمد، وإبراهيم الجندي، والسيد العربي، وأحمد إبراهيم، وأمين محمد، وعبد الرازق إبراهيم، والراقصة نادرة محمد، والمنولوجيست زكية علي. وآخر خبر حصلنا عليه، كان في مجلة الصباح منتصف عام 1935، وكان يخص وجود فرقة عبد الحميد عزمي في زفتي؛ حيث مثلت مسرحية (الفتاة البائسة).

الخاتمة
إلى هنا توقفت عن متابعة المسرح في زفتى لسببين: الأول، أن منتصف عام 1935، يعني الشروع الفعلي في تكوين الفرقة القومية، التي جمعت أشتات الممثلين والفرق المفككة، مما يعني بداية مرحلة جديدة في تاريخ المسرح المصري. والسبب الآخر، هو تشجيع شباب الباحثين المسرحيين في زفتى؛ لأن يستكملوا البحث في تاريخ المسرح في زفتى، متخذين من مقالتي البداية أو النواة الأولى لمشروعهم، لا سيما وأن جريدة (الأمير)؛ بوصفها أول جريدة تصدر في زفتى استمرت في الصدور من عام 1931 إلى عام 1954!! مما يعني أنها تشتمل على كنوز فنية ومسرحية تحتاج إلى الجمع والترتيب والتحليل والنقد.. والتأريخ للمسرح في زفتى!

 

 


سيد علي إسماعيل