سيد الإمام: المشروع يعد محاولة لقراءة تاريخ المسرح الأوروبى فى إطار علاقتنا به

 سيد الإمام: المشروع يعد محاولة لقراءة تاريخ المسرح الأوروبى فى إطار علاقتنا به

العدد 574 صدر بتاريخ 27أغسطس2018

عقد يوم الخميس الماضى بمؤسسة ضى حفل توقيع وندوة لمناقشة كتابى زوج مثالى وإنتحار طبقة للدكتور سيد الامام، بحضور مجموعة من الأساتذة والنقاد والمسرحيين و أدار الندوة الناقد مجدى الحمزاوى وتحدث بها كلا من دكتور حمدى الجابرى والدكتور مصطفى سليم والنقاد باسم عادل، و محمد مسعد وليليت فهمى، ومجموعة من المسرحيين منهم الكاتب والمؤلف إبراهيم الحسينى
إستهل الناقد مجدى الحمزاوى الندوة  قائلا “ كعادة الدكتور سيد الأمام أن يقدم فى كل مرة جديد ولكن هذة المرة تكتمل الدائرة دائرة الأستاذ والتلميذ الأستاذ الذى علم ودرس لتلميذ صار من بعده أستاذا لكى يعطى الشعلة لتلميذ آخر ليصبح أستاذا آخر فيما بعد
وقام بالترحيب بالدكتور حمدى الجابرى والذى وصفه بأستاذ الأساتذة وأوضح  قائلا : الدكتور حمدى الجابرى  هو اسم له الكثير لأن أضاف الكثير وعلم الكثير ويكفى أن من نحتفل به اليوم هو من نتاج دائرة الدكتور حمدى الجابرى فى الأستاذية
إذن فهذا الأستاذ قدم أستاذا آخر والدائرة تتواكب فعلى يمين الدكتور حمدى الجابرى الصديق العزيز والدكتور مصطفى سليم لكى يكمل الدائرة وعن يسارى الناقد محمد مسعد و  إمام وشيخ طريقة فى النقد المسرحى والسياسى والأجتماعى وعلى اليسار الاخر الناقد باسم عادل يكمل الدائرة
واشار الحمزاوى إلى أن الدكتور سيد الامام غنى عن التعريف وهو يكمل اليوم بعضا من مشروعه الخاص مستطردا  : “قلت فيما قبل واختلف معى البعض أن مشروع الدكتور سيد الأمام حتى وإن كان فى مخيلته وفى أحلامه وهو مازال شابا ولكن تفجر المشروع جاء بصورة أكبر بعد إنكسار نبض الحلم وبصيصه فيما بعد 25 يناير فكان له رأيه الخاص فيما الذى أدى بينا الأن وهنا إعترف بهذا فى مقدمة كتابه “إنتحار طبقة” أو” رجل الموضة” وأعترف بذلك بأنه وأن كان يقدم ما يراه البعض توثيقا أو جهة نظر جديدة، ولكنها وجهة نظر مزاحة فى المسرح الأوروبى والانجليزى على وجه الخصوص، مشيرا إلى قيامنا بالدخول لمرحلة التحديث ونحن أمام معضله ! فالإمام يحاول أن يقدم إسقاط  لماذا نحن بهذا التخلف؟ وذلك لأننا وسنجد فيما كتبه أن الأنجليز أو “الانجلو ساكسون” هم من يصيغوا العالم وفقا لرؤيتهم وأن هناك تأثيرا فرنسى فى بعض الأحيان يأتى مع أو ضد
أما فى مصر على سبيل المثال يعلموننا أن البداية كانت فى الثورة الفرنسية ويعلموننا أيضا أن محمد على هو رائد النهضة الحديثة لكن ما لا نعرفه أن هناك مؤامرة ما حيكت بشكل جيد فمن وقف ضد الحملة الفرنسية كانت عثمان وتركيا وعاونهم الانجليز ولكن عندما أتى محمد على إستعان بالفرنسيين، وعندما صنع الفرنسيون مشروعهم قناة السويس لم ينسوا له هذا واغرقوا الخديوى بالديون كى يستولوا على أسهم قناة السويس ثم بعد هذا إحتلت مصر وأصبحت قناة السويس تحت أيديهم وبذلك ضمنوا طريقهم الى الهند لأنه فى هذا العصر كنا قديما عندما يفرض حصار على دولة ما كانت أهلها يأكلون ويشربون بشكل طبيعى ولكن فى القرن السابع عشركانت هناك المقادير والأرزاق تدار من وراء البحر وأصبحت أرزاق العاملين على يد مجموعة من الأجانب .
وتابع قائلا يتطرق الدكتور سيد بحيلته الجميلة فى أشياء من الممكن أن نتحدث عنها سياسيا أكثر منها مسرحيا ولكنه صاغها بالطريقة والمشروع فكيف كان يفكر من أنتج هذا المشروع الدرامى ولماذا غابت عنا طريقة التفكير فى هذا المشروع الدرامى ؟
وفى نقاش معه أتفقنا على أن ما ترجم من أوربا تحديدا كان يراد لنا أن نترجمه، ليس لكى نتعرف على كم الصراعات والموروثات والعادات الاجتماعية التى أفرزت لنا هذا وقد ترجمت إلينا بعض الأعمال الإنسانية التى من الممكن أن تحدث فى أى وقت وزمان ومكان دون أن يكون هناك صراع، أورث هذا الصراع بين الطبقة الأرستقراطية وطبقة البرجوازيين، عندما تحكمت الرأسمالية المتوحشة فى كل شىء بدأ ذلك فى القرن السابع عشر، صعود هذه البرجوازية المتوحشة وإضمحلال الطبقة الأرستقراطية  كان هو الموضوع الشاغل والتحولات السياسية والإجتماعية والأمراض الاجتماعية والصراع الذى أبرزه الدكتور سيد الامام بين الأرستقراطية والبرجوازية والذى قدم فى الكثير من الأعمال الفنية هو تقليد للآخر دون أن نعى لماذا كان وأين يذهب بنا ؟ متطرقا للحديث عن أحد الامور الهامة التى طرحتها هذة الاصدارات وهى إمراة السوق السوداء وهو أمر أصبح غالبا على الكثير من المجتمعات.
بينا أوضح الناقد باسم عادل قائلا “لى  الشرف بأن يجدد الدكتور سيد الامام ثقته بى للمرة  للمرة الثالثة وأكون فى مناقشة أحد الكتب التى ينتجها وأنا بشكل شخصى سعيد بهذا الانتاج وإن كان تأخر كثيرا كما سبق وأشرت، ولكن هذا الانتاج بدأ فى طرح ثماره وبشكل عام وقبل الحديث عن الكتابين أود أن اقول أن الدكتور سيد لا يقوم باصدار كتاب فقط ولكن الأمر مختلف بالنسبة له ولنا فهو مرتبط بمشروع، وهذا المشروع مرتبط بقاعة الدرس، وهو مشروع متكامل يرتكز على فترة العصور الوسطى الى أواخر القرن التاسع عشر وسنلاحظ أن طبيعة الكتب التى يصدرها ترتبط بفترة معينة وقد أحببت رسم هذه الفترة من خلال الكتب .
وتابع قائلا عن الكتاب المرتبط بالقرن التاسع عشر وهو “رجل الموضه” أو “إنتحار طبقة” والذى يتحدث به عن عودة الملكية وتحديدا فى إنجلترا ثم ننتقل مع كتاب “ صدمة الابتذال “ فى القرن التاسع عشر والذى يتحدث عن الملهاه التهكمية وقد سبق وناقشنا هذا الكتاب سابقا وفى الفترات البينية فى القرن التاسع عشر يعمل أيضا على كتابة الرومانسية وجذورها منذ القرون الوسطى إنتهاءا للكتاب الثانى وهو الذى نناقشه اليوم وهو “زوج مثالى” و “ إنتحار طبقة “
وتابع الناقد باسم عادل حديثه عن مسرحية “زوج مثالى” فأوضح قائلا “ زوج مثالى تأليف أوسكار وايلد فالكتابان يرتبطان بشكل كبير ببعضهما فزوج مثالى يرتبط بملهاة السلوك المطروحه فى كتاب  “رجل الموضة”
وأود الحديث عن كتاب “رجل الموضة” ببساطة الكتاب مركز فى إنجلترا تحديدا وزمانه فى النصف الثانى من القرن السابع عشر، وبنظرة تاريخية
هى فترة حكم شائكة والتى رسمت من هذا الوقت تاريخ إنجلترا بأكمله منذ حكم الملك شارل الأول والتى قامت عليه ثورة وبدأ تحويل نظام الحكم من الملكى الى الجمهورى
فقد بدأنا بشارل الأول التى قامت عليه حركة البيوريتان وقاد الجمهورية كرومويل وقد توفى كرومويل بعد 10 سنوات وقد إستمرت الجمهورية 12 عاما وحدثت صراعات كثيرة فرجال الأحزاب لم يتمكنوا من قيادة الدولة وأدى ذلك الى عودة الملكية مرة آخرى ولذلك سميت تلك الفترة “بعودة الملكية”
وقد تقلد الحكم شارل الثانى أبن شارل الأول والذى كان هاربا الى فرنسا وعندما عاد أصبح ملك إنجلترا وقد جاء عقب شارل  الثانى جيمس الثانى وحدثت عدة مشاكل إدارية فى الحكم حيث يتم الأستعانه بملك ثالت وهو ويليام الثالث الذى يأتى يأتى بأبنته مارى وزوجها ويتولون الحكم وهذا فى أواخر القرن السابع عشر
إذن نحن نتحدث عن خمسين عام لهم على المستوى السياسى والأجتماعى أبعاد معينه وقد بدأ خروج النموذج من تلك الفترة وهى عودة الملكية وهو نموذج فنى يتحدث عنه الدكتور سيد الأمام فى أحد المسرحيات التى قام بترجمتها فى الكتاب
وقد قام فى مقدمة الكتاب بطرح فكرة “ملهاة السلوك” وتحدث عن جذور هذة الملهاة من أمكان وروافد فنية مختلفة
وقد أشار فى كتابة على تأثير الإتكيت على المجتمع الانجليزى بطبيعيته المحافظة وهذا الجانب بدأ إختراقه من خلال زوجة الملك شارل الأول وتدعى “هنيريتا” وهى من فرنسا التى يتميز  مجتمعها بالاتيكيت والزوق والسمو وقد بدأت تغزو المجتمع الانجليزى من خلال ما تحمله من عادات وتقاليد وقد قام الدكتور سيد بالحديث عن الملهاة التى أنتجتها هذة الفترة وبالأخص الطبقة الأرستقراطية
وقد تأثرت طبقات المجتمع بشكل تدرجى بهذه العادات الجديدة، وهذا كان له أثره فى خروج الملهاة التهكمية وفكرة عودة شارل الثانى بعد نفيه إلى فرنسا ثم يعود مرة آخرى الى إنجلترا فى الحكم وقد بدأ هذا يطفى مزيد من القواعد المرتبطة بفكرة الأتيكيت.
وقد بدأ المجتمع وعقب حالة التشدد فى فترة الحكم الجمهورى والتى كانت قائمة على أفكار دينية وإنعكس ذلك فى منع المسارح والتجسيد بشكل عام والممثلين وعند عودة الملكية بدأ الملك شارل الثانى يعيد الفن ويشجع على إنتاج الفن بشكل كبير والمسرح على وجه الخصوص وبدأت الحركة الفنية تزدهر مرة آخرى، وكانت  تناقش طوال الوقت أفكار مرتبطة بالملهاة السلوكية وذلك لأنها تطرح مفاهيمها وطوال الوقت فالكتاب الذين يقدمون أعمالا كانوا يرتبطون بالطبقة الأرستقراطية ومنهم من يتبع تلك الطبقة سواء كانوا نبلاء أو أمراء  وبتالى نحن نتحدث عن نمط له عادات وتقاليد معينه
وتابع قائلا : إن كانت الكوميديا قائمة على المحاكاه فنحن نحاكى مثلما قال أرسطو فى تصوره فى المحاكاه بين الكوميديا والتراجيديا فالتراجيديا تحاكى بعض الشرائح التى بها نبل وسمو وجلال وتحدث عن الكوميديا التى تحاكى الرزائل وعيوب المجتمع وذلك بهدف نقدها
والأمر مختلف فى فترة عودة الملكية والملهاة السلوكية فالموضوع بدأ فى رصد المجتمع الذى هو فى أساسة راقى وقائم على الأتيكيت وفكرة الشهوانية وقصص الحب والمغامرات والتنافس المتواجد على المرأة وجميعها موضوعات مطروحة بداخل الملهاة التهكيمة بشكل كبير فحبكة الملهاة السلوكية قائمة على فكرة المنافسة وحضور المرأة
وقد أشار الدكتور سيد الى الجذور المتواجدة من التاريخ الأسبانى من العصور الوسطى تحديدا وقصص السيف والعباءة التى يطرحها البلاط الأسبانى وتساؤلى طوال الوقت وهو ما يعينى لاهتمامى بالنقد
وهو إذا أردنا طرح هذة النصوص فى الوقت الحالى للعرض على خشبة المسرح هل سيكون ذلك متاح وهل سنستطيع عمل دراما تورج لنصوص تناقش ظرف تاريخى فى مرحلة معينه فى تاريخ دولة ما ليس لدى أجابة حاسمة
وقد أشار الدكتور فى مقدمة الكتاب بين ثورثين وبين قايم ثورة يوليو 52 وما تبع ذلك وقايم ثورة آخرى ثورة يناير 2011 فأصبح الظرف التاريخى الى حد ما متشابه وهو قايم ثورتين فى إنجلترا وقيام جمهورية ثم عودة الملكية مرة آخرى وفى مصر نفس الأطار وهو ما دفعه لطرح رويته وترجمة النص
وعقب الناقد مجدى الحمزاوى على فكرة التحديث فى مصر وهو ليس الاعتماد على نمط فنى أوسلوكى نظرا لأنه ساد دون أن نعرف ماهى الظروف التى أدت إليه فإذن أعجابنا بالشكل الفنى أو المدرسة الفنية يجب أن يكون لنا رأى وهل نستطيع أن نعيد إنتاج نفس الفكرة “
بينما ذكر الناقد محمد مسعد الذى وجة الشكر فى بداية حديثه للدكتور سيد الأمام لتواجده فى لحظات هامة والتى يرى أن أهميتها الحقيقة ليس فقط الحديث عن كتابه ولكن إصدراته  تعد بمثابة سد فراغات كبيرة فى المكتبة العربية ونحن خلال فترات طويلة وعقب فترة السيتينات وأوضح قائلا  “كما أشرت سابقا فقد كانت الفترة الأساسية التى حدثت بها حركة ترجمة للمسرح الغربى فى مرحلة الستينيات
وتلى ذلك حالة توقف الى أن بدأت إصدرات المهرجان التجريبى وكان أهتمام ينصب  فى التجريبى على الأصدرات الأكثر حداثه “ المسرح الحداثى وما بعد الحداثى” وفى مراحل كثيرة كان المسرح العربى والدراسة الأكاديمية المسرحية فى المنطقة العربية وخصوصا فى مصر بما أنها أكبر دولة فى المنطقة لها قدرة على الترجمة كان طوال الوقت لدينا تغراث كبيرة فى التاريخ المسرحى خصوصا فى التاريخ المسرحى الغربى الذى يمثل مرجعية أساسية للمسرح العربى الحديث او المسرح المصرى الحديث
 وقد  أشار الدكتور سيد الى ذلك فى مقدمة الكتاب وفى مقدمات سابقة أن المشروع ليس محاولة لتقديم نصوص وهى محاولة للأجابة على التساؤل الذى طرحه الناقد باسم عادل
 فهذا النصوص ليست فى الأساس موجه الى الوسط المسرحى لإنتاجها وأن كان هذا ممكنا ولكنه يحتاج الى إعادة بناء هذة النصوص وهذا لأنها تقدم لمجتمع مختلف بشبكة علاقات مختلفة وبأزمات مختلفة
وتقديم هذة النصوص على خشبة المسرح يمكن أن يكون بها قدر من الصعوبة الحقيقة وذلك لأن ليس لها علاقة حقيقة بالواقع المطروح حتى وأن كانت
وكما أشار الدكتور سيد فى مقدمة “ رجل الموضة “ أو “ زوج مثالى” وذلك لأن طوال الوقت هناك حالة من التقاطعات من الواقع الحالى لنا فهى تعد تقاطعات إستعارية أكثر من كونها واقعية فالأرستقراطية الخاصة بالقرن السابع عشر لم تكن متواجدة فى مصر قبل عام 52 ولم تكن علاقتها بالعالم هى نفس العلاقات وفى النهاية هناك عالم به قدر من الحراك الاجتماعى طوال الوقت متواجد فى إنجلترا فى القرن السابع عشر وهو عالم فى حالة حراك إجتماعى ومصر دائما فى حالة حراك إجتماعى وهناك قوى حافظة لحالة الحراك تقمع اى حالة حراك جديدة فى المقابل قوى آخرى أكثر تقدمية لديها رغبة فى الصعود الطبقى
 وهما فى صراع طوال الوقت وينتج عنهما شىء ثالت وفى الصحفات الأولى للنصين
يشير الكتور سيد الأمام بأن يمكن قراءة وقعنا من خلال نص يعود للقرن السابع عشر وفى الكتاب الثانى يتحدث عن أوسكار وايلد والتى يتم إرجاع أعماله إلى أنها “كوميدية سلوكية” وأن التاريخ ليس مجرد حقب تتوالى وتعيد إنتاج نفسها ولكنها رحلة طوال الوقت لديها هدف ورغبة للتغير
وإختتم حديثه بأن جزء من النطقة المظلمة التى تسود علاقتنا بتاريخ الاوروبى تتمثل فى عودة الملكية فعلاقتنا به هامشية
وكذلك فى العصور الوسطى والتى كان يمثل الدكتور القصاص مرجع أساسى لها  وأيضا الدكتور عبد الرحمن صدقى وهناك ضرورة لأعادة قراءة هذة المرجعيات من خلال وجهة نظر مختلفة قائمة على مرجعيات مختلفة
بينما أوضح الدكتور مصطفى سليم فى مداخلته
والذى أعرب عن سعاته البالغة  بوجود الدكتور حمدى الجابرى فاوضح قائلا “ الدكتور حمدى الجابرى يعد رمز مهم وله أثر فى حياتنا الشخصية والأجتماعية بنفس القدر العلمى والمعرفى ووجة الشكر للدكتور سيد الأمام لإتاحة الفرصة ليجلس بجوار أستاذه ومعلمه الدكتور حمدى الجابرى
وتابع قائلا  “إن الدكتور سيد مصدر من مصادر المعرفة بالنسبة للترجمات والدراسات وهناك فترة ظهر فيها مجموعة من الأنواع الدرامية وصلت لأربعون نوعا وهى الفترة الممتدة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فقد كانت فترة غير معروفة بدقة بالنسبة لنا وكان دائما القرن الثامن عشر والتاسع عشر يشكل لنا مشكلة
وتابع قائلا “أتذكر عندما بدأ الدكتور حمدى الجابرى فى أولى محاضراته لنا ونحن طلاب وقد طلب منا بحث كبير عن القرن الثامن عشر والتاسع عشر ولم نكن نعى هذا أهمية هذا الأمر وكان معى مجموعة كبيرة منها إسماعيل مختار رئيس البيت الفنى والشاعر محمد حسين وأحمد شفيق وقد ذلنا جهدا كبير ولم نجد مراجع ولكننا فى النهاية إستطعنا معرفة أن هذة التى  تعد كنز كبير وربما يكون الأهم فى تاريخ المسرح الذى نعاصره الأن والأهم أيضا على مستوى السينما والدراما التلفزيونية فنستطيع أن نتعرف على السينما المصرية فى فترة الأربعينات والدراما التلفزيونية عندما نتعرف على فترة القرنين التاسع والثامن عشر، فى اوربا بوجة عام وسنتكتشف أن جميع التيمات والأفكار الأساسية جاءت من هذة المرحلة.
وتسائل الدكتور مصطفى سليم فلماذا كانت هذة الفترة مختفية عنا ؟ فى تصورى أن المترجمين ومن قاموا بالعمل على المسرح فى بدايات القرن العشرين وعندما أنتشرت الفرق المسرحية فى مصر كانوا يقمون بالأقتباس من هذة المرحلة فهى بمثابة الكنز الى يستعينوا به فى موضوعاتهم وكانت معظمها تقدم على أنها موضوعات مصرية أو يتم تمصيرها وبالتالى تمثل الكنز الخفى لكتاب القرن العشرين ولم يفكر أحد بترجمة ما قام بإقتباسة
ولم يفكر أحد فى تقديم نصوص “الريفيو” “ والفودفيل “ التى تم إقتباسها وقد  قاموا بتقديم الصيغة المصرية مباشرة وبالتالى ظلت هذة الفترة “ القرن التاسع والثامن عشر على قدر أهميتها مختفية  بالقدر الذى ينادى بأهمية العمل عليها
وقد عملنا فى هذة الفترة مع الدكتور حمدى الجابرى ثم بعد ذلك مع الدكتور سيد الامام وقد حدث عندى صدمة فى البداية لبراعة تحليلاته وعمقها وربطها بالأيدلوجيات المختلفة الماركسية والأشتراكية وبالوجودية وبالأصول الفكرية عموما
وأضاف د . مصطفى سليم الحقيقة أن الدكتور سيد الأمام أكمل دائرة معرفية هامة لدى كانت من الممكن ان تتسبب فى إشكالية كبيرة لى وخاصة بعد سفر الدكتور حمدى الجابرى فقد أنتبه الدكتور سيد الامام أن فترة القرن الثامن عشر والتاسع عشر ليس لدينا فيه دراسات وافية أو المعلومات التى تجعلنا نتعرف على ماحدث فى تلك المرحلة فكل ما نقشناه من كتب قدمها الدكتور سيد الامام أجده فى اكثر من فيلم مصرى أو مسلسل
وقد أكتشفت أننا لازلنا نعيش على تراث  الملهاة التهكيمة وملهاة السلوك والدراما البرجوازية وهى المرحلة الهامة للغاية من أواخر القرن السابع عشر والقرن الثامن العشر وحتى ظهور الدراما الحديثة وحسب تقسيم إبسن والتقسيم الفرنسى من بومرشى فالدكتور سيد الامام يقدم خدمة ثقافية شديدة الاهمية والعمق ليس فقط لدراسى المسرح بل لدراسى الأنواع الفنية بشكل عام
وأشار الدكتور مصطفى سليم أن فى مقدمة كتابه رجل الموضه لايقف الدكتور سيد الامام عند فكرة التحليل الأجتماعى والسياسى ولكنه أيضا يتحدث عن تطور التقنيات على خشبة المسرح
وأنتقل الدكتور مصطفى سليم الى نقطة هامة فى حديثة عن كتاب رجل الموضة وخاصة بعد عودة الملكية والفرقتين المتواجدتان بعد عودة الملكية كانتا تقدمان موضوعات خفيفة لاتحوى أى مشكلات سياسية
وفى مسرحية زوج مثالى تمثل مرحلة آخرى فالثورة الصناعية بدأت نتاجها على الفرد والمجتمع تظهر وصعود الطبقة البرجوازية بدأ فى الأنعكاس على حياتنا فهى رؤية مختلفة فقد رأينا الابتزاز العالمى الذى حدث ودوافع الأستعمار الجديدة والأخلاق البرجوازية التى تبلورت فى تلك الفترة وصولا إلى القرن العشرين وإختتم حديثه بقراءة أجزاء من من كتاب “زوج مثالى”
بينما وجة الدكتور حمدى الجابرى الشكر للحضور والمكان الذى يشهد حفل التوقيع فعندما أزداد الضغط الرأسمالى فى أوربا كان المخرج فى القاعات الصغيرة سواء دور عرض أو معارض أو أنشطة
وأعرب عن سعادته بتواجدة وسط مجموعة متميزة من الناقد والأساتذة  و  الناقد الشباب فهذا التواجد يعنى أن هناك أمل فى الغد حتى وإن كانت الظروف سيئة أمامنا وهى فى الواقع سيئة على المستوى النقدى والمسرحى
ثم شدد الدكتور حمدى
وقد وصف د. حمدى الجابرى الدكتور سيد الأمام بأنه يمثل ملامح للمثقف العضوى ويرى فيه  نسبيا بعض ملامح المثقف “زوليان بينيده”
وهو الأقرب الى حامل الرسالة لايهتم بمكاسب ولا يعنيه إى عائق سوى توصيل رسالته فهو مؤمن بها ولذلك المثقف عند “بينيده” هو نموذج أقرب إلى الرسل وبشكل ما يجسد الدكتور سيد بعض هذة الملامح  وذكر قائلا “لقد إندهشت للغاية عندما علمت أنه قام بالترجمة لأوسكار وايلد
وبعد قراءة مقدماته فى الكتابين  إدركت أنه “يخدعنا” ففى بداية الأمر تصورت أنه يقوم بسد نقص شديد فيما يتعلق بالقرن الثامن عشر وهو أمر هام للغاية للدراسين كما تفضل وذكر الدكتور مصطفى سليم وهى منطقة مجهولة او شبة مجهولة لايتم التعامل معها مع أنها هى أساس لكل ما نراه فى حياتنا الأن حتى فى الحركة المسرحية
ولكن عند قراءة المقدمات الى كتبها الدكتور سيد الأمام أثارت لديه الكثير من الأشياء فأوضح قائلا “على ضوء معرفتى بالدكتور سيد الأمام فمن غير الممكن أن يكون مترجم حرفى ولكنه يهتم بالروح والجوهر بالدرجة الأولى  وقد إلتزم بالنصوص وأفكار المؤلف
إلأ أنه وضع لنا “ السم فى العسل “ بمعنى فقد أشار لنا فى مقدماته بأن لا نصدق أن هذة ترجمه لعمل مسرحى لكاتب مشهور فأنا أثق أنه لا يحترمه مثلى ببساطة فأوسكار وايلد هو رجل شهير فى العالم وشغل العالم فى حياته بملابسه الانيقة للغاية والتى كان يصممها مهندسين ديكور المسرح بألوان صاخبة بسلوكياته الحقيرة وإعتذر عن هذا اللفظ وقد بنى مجده السياسى على جريمة عندما قام ببيع سر من أسرار الدولة لأحد أصحاب النفوذ وحصل منه على مبلغ كبير وفى النهاية يتم التصالح بين الجميع بمعرفة اللورد جورينج والذى يعد الحكيم الأوحد والذى أيضا قام ببعض الافعال الغير صحيحة وهذا يعنى أن هناك تقابل بين الشخصيات
وتابع قائلا لن اتحدث عن المسرحية والبناء الدرامى وشبكة العلاقات فهذا الأمر يتطلب وقت وبأختصار شديد فأن أوسكار وايلد أخد كل مقومات المسرحيات محكمة الصنع ووضعها فى مسرحياته بما فيها المصادفات المفتعلة والتى تهدم أى بناء درامى حقيقى قائم على التراكم والسبب والنتيجة وبتالى المؤلف العظيم الذى يدين المجرم القديم الذى كفر عن ما إستولى عليه بالتبرع بضعف القيمة التى سرقها للجمعيات الخيرية وكأنه يسدد دينه ولا يعلم أن الملكة التى كان يقف ضدها ومن باع له الأسرار قاموا بسرقة مصر ولم يدرك للحظة أن مجموع ما تحصل عليه وهو المائة والعشر ألف جنيه فى مقابلها مات مائة وعشر ألف مصرى ليكى يتثنى له سرقة المبلغ المذكور فأنا لا استطيع إحترام كاتب يجمل كل هذا العفن فى مسرحية يعجب بها العالم وهو جزء من تجميل الصورة
وفى عام 1882 عندما كان يقصف الجيش البريطانى مصر كان أوسكار وايلد يسافر أمريكا لعرض ملابسه الغربية وأفكاره الأغرب والتى تسمى الدعوة الفن بالفن وكان له منطق الخاص به
والخطاب فى مسرحية زوج مثلى ليس مثل الخطابات الاخرى فهو خطاب ضعيف مقارنه بأبسن فى بيت الدومية وشكسبير فالخطاب وعندنا فى مسرحية مغامرة راس المملوك جابر  فى هذة الأمثله من الخطابات لها القدرة على تفجير الصراع الدرامى
بينما أعرب الدكتور سيد الامام عن سعادته بتواجدة بجانب الدكتور حمدى الجابرى ومجموعة من الناقد والأساتذة وعقب د. سيد الأمام على حديث الدكتور حمدى الجابرى فى أنه وضع يده على العديد من النقاط الهامة التى يقصدها، وخاصة فى تفكيكة لنص “زوج مثالى”
وبدأ حديثه عن مشروعه حيث سيتم إصدار كتاب بعنوان “قراءات فى أوراق منسية” وهو عن العصور الوسطى وقد تم إصدار كتاب “رجل الموضة” “وإنتحار طبقة” “والفضيلة الغائبة” “وصدمة الابتذال” وهناك إعداد لترجمات عن الدراما الرومانسية وصولا بالمرحلة الواقعية حيث سأقوم بترجمة أعمال لأوسكار وايلد وبرنردشو بالأضافة الى خلاصة مدارس الحداثة الذى لا زلت أعد له  والمشروع يعد محاولة لقراءة تاريخ المسرح الأوروبى  فى إطار علاقتنا به فهناك ضرورة بالغة لقراءة هذا التاريخ لمعرفة مارواء العناوين الخاصة بالثقافة الاوربية ورؤية زوايا مختلفة لتضح الصورة دون مزيد من التعتيم،
وتابع قائلا “ قمت بأختيار نص لأوسكار وايلد وقد ترجم هذا النص وعرض مرة واحدة ولم يتم نشر النسخة المترجمة له  وقد قدمت هذة النصوص لأنها وجدت رواجا كبير فى  المسرح الانجليزى وظلت فترات كبيرة تعرض وقد تفاجئت أن هناك نصوص تقدم على أنها نصوص عظيمةوتقدم للطلاب فى قاعة الدرس الأ أنها نصوص لم تصمد كثيرا فى فترة عرضها  فلا يجب أن نكون مغيبين فى إطار إنبهارنا بالثقافة الاوربية فعلينا رؤية دوخلها وأن نكون وواعيين بمسرحنا وجمهورنا
وأشار د. سيد الامام أن إصدار الكتابان “زوج مثالى “ وإنتحار طبقة” تعد مصادفة غير مقصودة فداخل مسرحية رجل الموضة شخصية “ لوفيت” وداخل مسرحية زوج مثالى شخصية تشيفلى العلاقة بينها فأن “لوفيت” شخصية تقدم فى منتصف الاربعينات أو الستينيات من القرن السابع عشر والشخصية الثانية “تشيفلى” تقدم فى أواخر القرن التاسع عشر والفرق فيما بينها هو عنوان الدراسة الفرعى هو “ إمراة السوق السوداء “ والشخصيتان هما الميلاد الطبيعى للطبقة البرجوازية ونظمها الاقتصادى الذى لابد أن تصر عليه فكلما سادت الطبقة البرجوازية فى المجتمع فلابد أن تفرز “نموذج إمراة السوق” فهناك سوق علنيه وسوق سرية
وهو ما يتضح من خلال شخصية السيدة “تشيفلى” التى تأتى الى حفل كبير وتزف وتلتف النظر فالكل يريد أن يتمثلها وفى الحفلة يتضح لنا كيف تخلق وتقام العلاقات السرية داخل العلاقات الشرعية والباب الخلفى للعلاقات  التى يظهر نموذج إمراة السوق السوداء وقد ربط الدكتور سيد تطور نموذج إمراة السوق السوداء بنظرية القيمة ومفهومها هى الاشياء التى لا يمكن تثمينها ودائما وابدا القيمة تساوى الدم فالشرف عند إهداره يتحول لدم
 ثم تطرق الدكتور سيد الامام للحديث عن مفهوم الروح القومية وكيف تم إختراقها عند عودة الملكية فهذا المفهوم لم يتبلور بشكل كامل إلا فى القرن الثامن عشر ولكن فى عصر شكسبير كانت فكرة القومية قائمة على اللغة وفى العصور الوسطى التى كان شعار أوربا الدين المسيحى والكنيسة الكثولوكية وكانت فكرة الدين تزول معها فكرة القومية آنذاك
وتحدث د. سيد الامام عن بعض ثقافة العصور الوسطى ومنها شاعر البلاط والمعروف بأسم خدمة السيدة وهو أحد تقاليد البلاطات الاوربية والقائم على وجود شاعر يتم تأجيرة للسيدة ويقوم بمدحها والقاء كلمات الشعر على مسامعها ويقوم زوجها بتأجيره لها أيضا كان هناك ما يعرف “بمبارزة الفرسان” فعندما يتورط الشاعر فى حب السيدة يدافع عن حبها بالسلاح


رنا رأفت