مالذي يعنيه المسرح الشعبي؟ سؤال الجلسة الثانية

مالذي يعنيه المسرح الشعبي؟ سؤال الجلسة الثانية

العدد 566 صدر بتاريخ 2يوليو2018

وشهدت الجلسة الثانية من الملتقى تقديم أوراق لكل من د. علاء عبد العزيز، والناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا، ود. محمد أمين عبد الصمد.
الدكتور علاء عبد العزيز أشار في بداية الجلسة الثانية إلى ضرورة تقديم “تعريف اجرائى” لما نعينه بكلمة “مسرح شعبي” مؤكدا على أن هناك ضبابية تحيط بالمصطلح.
عبد العزيز شكر الدكتورة هدى وصفى التي كانت قد أشارت في الجلسة الأولى إلى “ الرومانتيكية” فى بدايات القرن التاسع عشر، حيث الرجوع الى أدب وقصص وموضوعات العصور الوسطى فى فرنسا, متسائلا : هل يمكننا القول ان فيكتور هوجو كتب المسرح الشعبي, وهل جوته ومعالجته لقصة “فاوست” القصة الشعبية الألمانية، ومعالجة الألمان لعدة موضوعات أنتجتها الذائقة الشعبية الأسبانية مثل “ دون جوان “ “وكارمن” تنتمي للمسرح الشعبي؟ تابع: المصطلح الأكثر ملاءمة هو مصطلح “الثقافة الشعبية” فهو يتضمن الكثير من المنتجات الشعبية البعيدة عن الاتجاه الرسمي، مشيرا إلى استعلاء جانب من كبار المثقفين على الثقافة الشعبية، أشار أيضا إلى أن دعوة يوسف إدريس إلى فكرة مسرح السامر في ستينيات القرن الماضي جاءت بعيدة تماما عن مسرح السامر وأقرب ما تكون للمسرح الأوروبي،
وأن محاولات توفيق الحكيم كانت أكثر شططا، وكان قد أقترح استدعاء صيغة الحكواتى والمقلد مؤكدا أن توفيق الحكيم لم يكتب نهائيا فى الصيغة التي إقترحها للكتابة .
وأكد عبد العزيز أن كلمة “شعبي” مطاطة, وشديدة الهلامية وأن الأفضل استخدام مصطلح “الثقافة الشعبية” والتي تضم المنتجات التى أنتجتها الثقافة الغير رسمية من قصة وسيرة وأشكال فرجوية .
وتابع: إن مسرح السامر كان صيغة لتسلية الفلاحين عقب ليالي الحصاد، وقد انتفت هذه الوظيفة، لأن من يريد السمر الآن سيجد أمامه العديد من القنوات التلفزيونية، بالتالي ينتفي وجود “ مسرح السامر” . وفي ختام كلمته أكد عبد العزيز على فكرة الهوية المصرية وضرورة الحفاظ عليها فى ظل وجود الكثير من المصطلحات الدخيلة و سيطرة مصطلحات الكرة الاسبانية و المسلسلات التركية .
الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا أوضح أن المسرح يعد خط الدفاع الأول عن الهوية المصرية فى ظل فكر العولمة وتداخل الهويات الأخرى، مضيفا:
هناك حرب ثقافية ومن لا يعترف بذلك يدفن رأسه فى الرمال، والحرب الآن على مستوى العالم هى حرب ثقافية فى المقام الأول، بما في ذلك دعم جماعات الإرهاب السياسى على مستوى العالم، عقب إنفجار برج التجارة العالمي، تابع: ومن هذه اللحظة بدت الحرب الثقافية واضحة تماما. وهي
الحرب التي يجب أن نواجهها بالقوة الناعمة، وأتفق مع ما طرحة المخرج أحمد السيد فى الجلسة الأولى أنه إذا إنتابتنا ثقافة الخوف فسينتصر العدو فى حربة الثقافية . قال أبو العلا أيضا: كان من الضروري وصول هذه الفاعلية لأكاديمية الفنون،
وأن لا نكتفي بأن ب هذه الحجرة المغلقة مابين مسرحيين يعون أهمية المسرح ويتحدثون عنه جيدا، ولكن ماذا عن الأجيال القادمة التى ستتبوأ مهمة الثقافة المصرية، هذه الأجيال بريئة والمسئولية الأن هى مسئولية الآباء الذين تخلوا عنهم وتركوهم فى مهب الريح لاحماية لهم
وتسأؤل ابو العلا: هل هناك فى مناهج المعهد العالي للفنون المسرحية دراسة خاصة بالثقافة الشعبية أو المسرح الشعبي، مؤكدا على ضرورة ذلك بأن يقوم المعهد العالى للفنون المسرحية بتدريس المسرح الشعبي. تحدث ابو العلا عن
بحثه الذى يتناول عناصر المسرح الشعبي فى نصوص أبو العلا السلامونى، مشيرا إلى أن الكاتب
لديه مشروع حقيقي، و كان شاغله الأكبر البحث عن صيغة لمفهوم المسرح الشعبي، مؤكدا أن الكاتب لديه 10 نصوص يستطيع من خلالها الناقد المتابع أن يصل لمفهوم المسرح الشعبى، مؤكدا أن النظرية لا يمكن أن تنشيء نوعا فنيا، ولكن النوع الفني هو الذى يضع النظرية.
أشار أبو العلا إلى أن توفيق الحكيم لم يذكر مفهوم المسرح الشعبي ولكنه تحدث عن عناصره و عن خصوصية هذه العناصر, وكذلك الكاتب يوسف إدريس الذي وضع الأساس النظري, مشيرا أيضا إلى أن توفيق الحكيم في “يا طالع الشجرة “ قدم مسرحا أوروبيا، وكذلك فى نص “الصفقة” الذي يحوى أغاني وألعاب، مؤكدا أن محمد أبو العلا السلامونى أجتهد فى وضع صيغة لهذا المسرح يمكن الاسترشاد بها للوصول إلى مفهوم المسرح الشعبى، مطالبا كل من يريد أن يقوم بعمل دراسات تطبيقية اللجوء لنصوص السلامونى العشرة، التي يمكن الوصول خلالها لمفهوم المسرح الشعبى، ومنها أبو زيد فى بلادنا, المليم بأربعة, ملاعيب عنتر, مولد يا بلد , مآذن المحروسة.
وقدم د. محمد أمين عبد الصمد بحثا بعنوان “السامر ودراسة فى نصوص الكاتب السيد محمد على” وأوضح أن السامر ليس مجرد تقديم فنون المسرح فقط فى إطار شعبي ولكنه شكل يتجمع فيه الناس لتقديم الترفية ويقوم بوظائف أخرى وضرب على ذلك عدة أمثال منها السامر فى الثقافة البدوية والسامر فى منطقة سيناء “الرفيحى” والنوبة فيما يعرف “بالكفافة” مشيرا إلى أن السامر يجمع فى داخلة فنون متعددة .
قال عبد الصمد أن مصطلح الثقافة الشعبية يستخدم أحيانا بمفهومه الايدلوجى, الذي يضع الثقافة الشعبية في مقابل الثقافة الرسمية, وذلك على اعتبار أن أبناء الثقافة الشعبية السلطة ليست منهم , وليست لهم ولكنها عليهم، وكان عليهم أن يخلقوا إبداعا مضادا .
وعن سبب اختياره لنصوص السيد محمد على قال أنه بدأ بداية بحثية تامة, وعمل على مجموعة من التنويعات الثقافية المتعددة التي أوضح من خلالها كيف كان يقدم السامر, حيث تعامل مع بعض الكنوز البشرية التي كانت تشارك فى السامر وقدم ذلك فى رسالة الماجستير وكان لدية رغبة فى توسيع أكبر مساحة جغرافية تغطى ظاهرة السامر و قدم مشروعا عن السامر والأنماط التى تقدم من خلاله وكيفية الاستعانة بها، أشار عبد الصمد إلى أن أهم تجاربه عرض “الخلابيص” مشيرا إلى أن المؤلف لم يقدم نص ويتوقف إنما تعامل مع فكرة الشعبية والتزم بفكرة الخطاب مؤكدا أن الخطاب أساس في شعبية النص المسرحى وكذلك الالتزام بأنماط الجماعات الشعبية 
 


رنا رأفت