صلاح منصور.. المتميز

صلاح منصور..  المتميز

العدد 561 صدر بتاريخ 28مايو2018

الممثل والمخرج القدير صلاح منصور من مواليد «شبين القناطر» بمحافظة القليوبية في 17 مارس 1923، وتلقى دراسته الثانوية بمدرسة «الخديوي إسماعيل». وقد بدأت هوايته للتمثيل مبكرا منذ صغره حينما برع في تقليد الفنانين، ثم تأكدت موهبته من خلال مشاركاته بالمسرح المدرسي عام 1938، وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة قرر صقل موهبته بالدراسة فالتحق بالمعهد العالي للتمثيل (العالي للفنون المسرحية)، الذي تخرج فيه عام 1947 وذلك ضمن أول دفعة،
الدفعة التي ضمت عددا من الموهوبين الذين نجحوا في تحقيق نجوميتهم بعد ذلك (من بينهم الأساتذة: فريد شوقي، شكري سرحان، عبد المنعم إبراهيم، سعيد أبو بكر، محمد السبع، حمدي غيث، عبد الرحيم الزرقاني، نبيل الألفي، نعيمة وصفي، عمر الحريري، كمال حسين، يوسف الحطاب).
بدأ حياته العملية أثناء فترة دراسته وذلك بالعمل صحفيا فنيا في مجلة «روز اليوسف» عام 1940، وكان أول حوار صحفي له مع الفنانة السورية أسمهان، وكان عمره آنذاك لا يتعدى سبعة عشر عاما. وبعد حصوله على بكالوريوس «المعهد العالي للتمثيل» التحق بإدارة المسرح المدرسي بوزارة المعارف عام 1947، وتدرج في السلم الوظيفي حتى رقي لدرجة «المدير العام».
دخل «صلاح منصور» عالم السينما وهو لا يزال طالبا في «المعهد العالي للتمثيل»، وكانت أول أعماله السينمائية فيلم «غرام وانتقام» عام 1944، كما شارك في فيلم «زهرة السوق» مع بهيجة حافظ، وبعد التخرج في المعهد عاود الظهور في بعض الأدوار الصغيرة ببعض الأفلام، منها «المليونير» (الذي شارك من خلاله في استعراض المجانين مع النجم إسماعيل يس)، كما أدى دور صاحب التياترو في فيلم «في الهوا سوا»، ودور الشرير أمام ليلى مراد في فيلم «شاطئ الغرام». ليشارك بعد ذلك في بطولة عشرات الأفلام وأيضا عشرات الأعمال بجميع القنوات الفنية الأخرى (المسرح والإذاعة والتلفزيون). ويذكر أن رصيده السينمائي قد وصل إلى سبعة وستين فيلما ومن أبرز أعماله السينمائية: مع الذكريات، الزوجة الثانية، حكاية بنت اسمها مرمر، ثورة اليمن، البوسطجي، ليل ورغبة، ويمكننا أيضا رصد مجموعة من أبرز أعماله التلفزيونية، ومن بينها على سبيل المثال: ميرامار، أفواه وأرانب، أحلام الفتى الطائر، زنوبيا ملكة تدمر، على هامش السيرة. وكذلك يمكننا رصد عدد من الأدوار والشخصيات الدرامية المتميزة بالمسلسلات الإذاعية، ومن بينها على سبيل المثال وليس الحصر: شخصية «ضبوش العكر» في مسلسل عوف الأصيل، و«محمد الخياط» في مسلسل قسم وأرزاق، وكذلك شخصية «الأمير زياد» في مسلسل رابعة شهيدة الحب الإلهي.
اشتهر الفنان صلاح منصور بقدرته على إبراز موهبته وتأكيد حضوره القوي حتى ولو كان الدور صغيرا، وكذلك بنجاحه في تجسيد عدد كبير من الأنماط الاجتماعية والشخصيات الدرامية المتنوعة، ومن بينها على سبيل المثال: الفلاح الساذج، العامل المكافح، البلطجي، سائق اللوري، الشاب النصاب، الزوج القاسي أو الشهواني، العمدة المزواج، الشيخ الورع، المسئول الفاسد، ويتضح مما سبق أن أكثر أدواره تميل إلى أدوار الشر ولكنه تميز في طريقة أدائها بغير افتعال وبخفة ظل. هذا وتضم قائمة أعماله السينمائية عددا من الأفلام التي أجاد من خلالها تقديم بعض الشخصيات الثانوية المهمة بتميز شديد، ومنها على سبيل المثال: شخصية «سليمان» ابن البقال الذي خدع «نفيسة» في فيلم «بداية ونهاية» من إخراج صلاح أبو سيف، شخصية «قرني» في فيلم «لن أعترف» من إخراج كمال الشيخ، الذي قدم من إخراجه أيضا شخصية «سائق اللوري» في فيلم «الشيطان الصغير»، وكذلك شخصية «الضابط» المغلوب على أمره في فيلم «ثمن الحرية» من إخراج نور الدمرداش، وشخصية «الأحدب» في فيلم مع الذكريات للمخرج سعد عرفة، حتى إن الممثل البريطاني تشارلز لوتون أعجب به وصفق له كثيرا عندما عرض الفيلم في «لندن» عام 1962، وصرح بعد مشاهدته للفيلم قائلا: «لو أن هذا الممثل الموهوب موجود على الساحة العالمية لسلمته الشعلة من بعدي بلا تردد».
بدأت مشاركاته المسرحية على سبيل الاحتراف مبكرا أيضا وذلك خلال فترة دراسته بالمعهد العالي للتمثيل، حيث انضم إلى فرقة «أوبرا ملك» عام 1946، كما انضم إلى فرقة «فاطمة رشدي» عام 1948. ويحسب له في رصيده الفني مشاركته في تأسيس فرقة «المسرح الحر» عام 1952، مع بعض زملائه من خريجي المعهد (ومن بينهم الأساتذة سعد أردش، عبد المنعم مدبولي، زكريا سليمان، حسين جمعة، على الغندور، توفيق الدقن، إبراهيم سكر، وآخرون)، ومن خلال هذه الفرقة نجح في إثبات موهبته ولفت الأنظار إليه بعدما شارك بالإخراج وفي بطولة عدد كبير من المسرحيات التي قدمتها الفرقة. وكانت انطلاقته المسرحية الثانية من خلال «مسارح التلفزيون» التي انضم إليها عند تأسيسها عام 1962، وقدم من خلالها مجموعة من المسرحيات المهمة، وذلك من خلال فرقها المختلفة وخصوصا «الحديث» و«العالمي» و«الحكيم».
ويذكر أن هذا الفنان القدير كاد أن يفقد حياته جزاء إخلاصه وإجادته لعمله وتقمصه للشخصيات الدرامية التي يجسدها، ومن المواقف الطريفة التي تذكر في هذا الصدد ما حدث معه أثناء تصوير فيلم «ثورة اليمن»، حينما كان يصور أحد المشاهد بملابس الإمام أحمد ملك اليمن السابق في بعض الشوارع بمدينة «تعز» اليمنية، حيث اندفع نحوه البسطاء من أهل المدينة يريدون قتله وهم يهتفون «ا?مام عاد من جديد اقتلوه اقتلوه»، ولم ينقذه من بين أيديهم سوى رجال الأمن المرافقين له أثناء التصوير.
ويذكر أن الفنان صلاح منصور قد عاش بعض فترات حياته في مأساة حقيقية، نظرا لمرض ابنه الأصغر هشام الذي أصيب بضمور في أعضائه، وتطلب الأمر ضرورة إجراء جراحة عاجلة بالعاصمة البريطانية «لندن»، وكانت تتكلف مبالغ طائلة أكثر بكثير من قدرة فنان مصري مكافح، وبعد روتين بيروقراطي سافر على نفقة الدولة مع ابنه إلى «لندن»، واستمر في علاجه فترة طويلة حتى رحل عن عالمنا بعد إجراء العملية الجراحية. وبعد وفاة ابنه أصيب الفنان صلاح منصور بصدمة عصبية تسببت له في بعض الأمراض التي ظل يعالج منها في رحلة معاناة مع المرض، حتى توفي بعد ثلاث سنوات من تاريخ وفاة ابنه، وكانت آخر كلماته التي قالها بالمستشفى لزوجته وابنه الأكبر مجدي: «لا تبكوا، فقد عشت عمري وأنا أكره أن أرى الدمع في عيونكم، ولن أحبها بعد موتي»، ثم رحل عن عالمنا في 19 يناير عام 1979.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة الأعمال الفنية للفنان القدير صلاح منصور وطبقا لاختلاف القنوات الفنية (سينما، تلفزيون، إذاعة، مسرح)، وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا: مشاركاته السينمائية
يعد الفنان القدير صلاح منصور من أشهر نجوم الصف الثاني في السينما العربية التي حقق من خلالها نجاحا متميزا وشهرة جماهيرية كبيرة، خاصة بعدما استطاع إبراز مهاراته الفنية وخبراته الكبيرة في وضع بصمة مميزة له، وذلك بتمكنه من جميع مفرداته الفنية وتوظيفه لطريقة أدائه المعبرة ولنبرات صوته المميزة جدا، بالإضافة إلى مهارته في اختيار أدواره. وقد استطاع خلال مسيرته السينمائية أن يقوم بأدوار البطولة المطلقة في عدد من الأفلام، ومن بينها على سبيل المثال: «ثورة اليمن»، «الزوجة الثانية»، «حكاية بنت اسمها مرمر»، «أرملة وثلاث بنات». هذا وتضم قائمة إسهاماته السينمائية الأفلام التالية: غرام وانتقام (1944)، شهرزاد (1946)، زهرة السوق (1947)، اليتيمتين (1948)، شاطئ الغرام، أفراح، معلهش يا زهر، ساعة لقلبك، المليونير، ظلموني الناس، الآنسة ماما، أمير الانتقام (1950)، في الهوا سوا، حبيب الروح، الصبر جميل، قطر الندى (1951)، السماء لا تنام، آمال (1952)، قلوب الناس (1954)، جريمة حب (1955)، وطني وحبي، بداية ونهاية (1960)، مع الذكريات، لن اعترف (1961)، أنا الهارب، اللص والكلاب، شفيقة القبطية (1962)، القاهرة (cairo)، الشيطان الصغير (1963)، أدهم الشرقاوي (1964)، أرملة وثلاث بنات، الاعتراف، أيام ضائعة، المستحيل، هارب من الأيام (1965)، تفاحة أدم، ثورة اليمن، المراهقة الصغيرة، ابتسامة أبو الهول (1966)، ثمن الحرية، الزوجة الثانية، العيب (1967)، ثلاث قصص، أيام الحب، البوسطجي، مراتي مجنونة مجنونة، القضية 68، قنديل أم هاشم (1968)، أبواب الليل (1969)، زوجة لخمس رجال (1970)، شيء في صدري، البعض يعيش مرتين (1971)، أنف وثلاث عيون، بيت من رمال، حكاية بنت اسمها مرمر، عاشقة نفسها، العصفور (1972)، أبو ربيع (1973)، الرسالة (1976)، ليل ورغبة (1977)، التاكسي، الأقمر، القطط السمان، وراء الشمس، الكلمة الأخيرة، ابن مين في المجتمع (1978)، المغنواتي، يمهل ولا يهمل (1979).
ثانيا: أهم المسلسلات التلفزيونية
شارك الفنان القدير صلاح منصور منذ بدايات الإنتاج التلفزيوني بأداء بعض الأدوار الرئيسية في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية، وذلك على مدى أكثر من خمسة عشر عاما، ويلاحظ أن جميع أعماله التلفزيونية بصفة عامة قد حققت نجاحا كبيرا، وخصوصا تلك المسلسلات والتمثيليات الدينية التي قدمها خلال الفترة الأخيرة من حياته، وبالتالي فإن هذه الأعمال قد ساهمت في تأكيد شعبيته بعدما وصل إلى قمة النضج الفني، الذي وضح جليا من خلال حرصه على دقة الاختيار واتخاذ أسلوب متميز لنفسه في الأداء. هذا وتضم قائمة أعماله التلفزيونية درامية عددا كبيرا من الأعمال المتنوعة، ومن بينها المسلسلات التالية: بيار القمح (1967)، لعبة الرجال (1968)، جراح عميقة، الكنز (1969)، ميرامار (1970)، أشياء لا ننساها (1972)، الضباب، زنوبيا ملكة تدمر (1977)، أفواه وأرانب، رمضان والناس، أحلام الفتى الطائر، على هامش السيرة (1978)، طيور بلا أجنحة (1979)، وذلك بخلاف بعض المسلسلات الأخرى، ومن بينها: لقاء، الحب الكبير، الحب الأخضر، الحب الكبير، الليل والبراري (سباعية)، وأيضا بعض السهرات التلفزيونية، ومن بينها: علي بابا والأربعين حرامي.
ثالثا: أهم الأعمال الإذاعية
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية لهذا الفنان القدير، والذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية بعدد كبير من المسلسلات الإذاعية والتمثيليات الدرامية على مدار مايقرب من نصف قرن ومن بينها المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التالية: عوف الأصيل، قسم وأرزاق، رابعة شهيدة الحب الإلهي، رد قلبي، لست شيطانا ولا ملاكا، مخيمر الثالث عشر، سيد درويش، عنبر سبعة، عطا الله، شهر الانتقام، بنك القلق، سمارة، الإنسان يعيش مرة واحدة، الأرض، أهلك لتهلك، الطاقية الشبيكة، حسن ونعيمة، الخريف والحب، شخصيات تبحث عن مؤلف. وجدير بالذكر أن صلاح منصور قد حقق نجاحا فنيا وجماهيريا كبيرا في هذه الأدوار، حتى إنه قد حصل على جائزة أفضل ممثل إذاعي في المسابقة التي كانت تجريها إذاعة صوت العرب أكثر من مرة.
رابعا: إسهاماته المسرحية
شارك الفنان القدير صلاح منصور بدور كبير في إثراء مسيرة المسرح المصري حيث ساهم بأداء أدوار البطولة فيما يقرب من خمسين مسرحية تنوعت في قوالبها الفنية وتباينت في اتجاهاتها، ولكنها اتسمت جميعها بالالتزام الفكري والإبداع الفني، ويحسب لهذا الفنان المتميز عشقه الدائم وحنينه المستمر لخشبة المسرح، وحرصه على المشاركة المسرحية كلما واتته الفرصة لتقديم عمل متميز، وذلك على الرغم من ارتباطه المستمر بالسينما التي منحته نجوميته وحققت له شهرته الكبيرة. وتتضمن مسيرته الفنية بعض العلامات المسرحية المضيئة ومن أهمها بفرق القطاع الخاص: الناس إللي تحت، زقاق المدق، البغل في الإبريق، إتفضل قهوة، وبفرق مسارح الدولة: شيء في صدري، الزلزال، الفخ، يا طالع الشجرة، الإنسان والظل، الخرتيت، مصير صرصار، رومولوس العظيم، زيارة السيدة العجوز، ملك الشحاتين. هذا ويمكن تقسيم أو تصنيف المسرحيات التي شارك بها طبقا لإختلاف طبيعة الإنتاج وللتتابع الزمني كما يلي:
أ - في مجال الإخراج:
قام الفنان القدير صلاح منصور بتقديم عدة مساهمات مهمة في مجال الإخراج المسرحي، وذلك على الرغم من أن عدد المسرحيات التي قام بإخراجها على مستوى الاحتراف لم يتجاوز ست مسرحيات، تنوعت بين كل من فرق القطاع الخاص وفرق مسارح الدولة كما يلي:
1 - فرق القطاع الخاص:
 - «المسرح الحر»: عبد السلام أفندي (1954)، كفاح بور سعيد (1956)، الفراشة (1959)، بين القصرين (1960)،
2 - فرق مسارح الدولة:
 - «مسرح التلفزيون»: شجرة الظلم (1962)، 111 كفر مجاهد (1963).
ب - في مجال التمثيل:
يمكن تصنيف المسرحيات التي شارك ببطولتها طبقا لإختلاف الفرق وطبيعة الإنتاج وأيضا للتتابع الزمني كما يلي:
1 - فرق القطاع الخاص:
 - «أوبرا ملك»: كيد النسا (1946)، نصرة (1948).
 - «المسرح الحر»: عبد السلام أفندي، خايف أتجوز (1954)، كفاح بور سعيد (1956)، الناس إللي تحت (1957)، زقاق المدق (1958)، الفراشة (1959)، بين القصرين (1960)، برعي بعد التحسينات (1968).
 - «تحية كاريوكا»: البغل في الإبريق (1967).
 - «نجوى سالم»: حاجة تلخبط (1970).
 - «أحمد المصري»: التفاحة والجمجمة، القرد وملك الهيبيز (1970).
 - «عمر الخيام»: إتفضل قهوة، الشنطة في طنطا (1969)، شهرزاد (1976).
 - «المسرح الجديد»: واحد مش من هنا (1976).
وذلك بخلاف مجموعة من المسرحيات المصورة ومن بينها: أجازة مع حماتي، عيني في عينك، اللوكاندجية.
2 - فرق مسارح الدولة:
 - «المسرح الحديث»: شيء في صدري (1962)، نافذة الوهم، بنت ساعتها (1963)، الزلزال (1964)، سهرة مع الجريمة - الفخ، الصندوق (1965).
 - «مسرح الجيب»: يا طالع الشجرة (1963)، الإنسان والظل (1970).
 - «مسرح الحكيم»: الخرتيت (1964)، مصير صرصار (1965)، البيانو (1969).
 - «المسرح العالمي»: الأرملة الشابة، الجريمة والعقاب (1964)، بنيولوبي، رومولوس العظيم (1965)، زيارة السيدة العجوز (1968).
 - «المسرح الكوميدي»: زيارة غرامية (1963)، إزاي ده يحصل؟ (1968).
 - «الغنائية الاستعراضية»: ملك الشحاتين (1971)، موال من مصر (1972).
وقد تعاون خلال هذه المسيرة المسرحية مع نخبة متميزة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل، ومن بينهم الأساتذة: زكي طليمات، السيد بدير، عبد الرحيم الزرقاني، سعيد أبو بكر، عبد المنعم مدبولي، كمال يس، نور الدمرداش، سعد أردش، حسن عبد السلام، أحمد عبد الحليم، حسين جمعة، جلال الشرقاوي، السيد راضي، محمود مرسي، علي الغندور، كامل يوسف، فاروق الدمرداش، سمير العصفوري، فايز حلاوة، محمد شعلان.
ويستطيع الناقد المتخصص أن يرصد تميز هذا الفنان في أداء بعض الأدوار المركبة الصعبة التي تعد علامات بمسيرة المسرح العربي ومن بينها على سبيل المثال تجسيده لشخصيات: الأستاذ رجائي بمسرحية «الناس إللي تحت»، الزوج العجوز بمسرحية «يا طالع الشجرة»، العمدة بمسرحية «زيارة السيدة العجوز»، الإمبراطور بمسرحية «رومولوس العظيم»، الزوج في مسرحية «مصير صرصار»، المستشار رحمي في مسرحية «الإنسان والظل»، المعلم في مسرحية «البيانو»، أبو دراع زعيم الشحاتين في أوبريت «ملك الشحاتين».
وكان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية بحصوله على عدد كبير من الجوائز ومن أهمها حصوله على جائزة أحسن ممثل مصري إذاعي في مسابقه أجرتها إذاعة صوت العرب عام 1945، الجائزة الأولى للدور الثاني عن فيلم «لن أعترف» (1963)، وأيضا نفس الجائزة عن فيلم «الشيطان الصغير» (1964)، كما حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقه الأولى عام 1966، وكذلك على جائزة الدوله التقديرية من أكاديمية الفنون في أكتوبر 1978 في الاحتفال بالعيد الفني.
رحم الله هذا الفنان القدير الذي تنوعت أدواره بين الأدوار التراجيدية وبعض الأدوار الكوميدية، وكان مثالا مشرفا للفنان العربي المثقف، ونموذجا رائعا للفنان الملتزم باحترامه للمهنة وتقاليدها، ولذا فقد نجح بموهبته وخبراته وثقافته في إثراء حياتنا الفنية بعدد كبير من الأعمال الدرامية - بجميع القنوات الفنية - وجميعها تعد علامات فنية مضيئة بمسيرة الإبداع العربي.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏