رشوان توفيق الفنان المثقف

رشوان توفيق الفنان المثقف

العدد 552 صدر بتاريخ 26مارس2018

الفنان القدير رشوان توفيق قامة فنية سامية وقيمة إنسانية راقية، فهو إنسان مرهف الحس ومثقف حقيقي وفنان ملتزم، ورمز للسلوكيات المثالية وللفن الجاد الهادف، وذلك بخلاف أنه ممثل قدير يمتلك جميع أدواته الفنية بكفاءة وجدارة، وخلال مسيرته الفنية نجح في إثراء حياتنا الفنية بمشاركته في بطولة أكثر من ثلاثين فيلما وخمسة وعشرين مسرحية وثلاثمائة مسلسل تلفزيوني ومائتي مسلسل إذاعي.
وهو من مواليد حي «السيدة زينب» بمدينة القاهرة في 24 نوفمبر عام 1933. وقد بدأت هوايته للتمثيل من خلال مشاركاته بالمسرح المدرسي بمدرسة «المبتديان» خلال المرحلة الابتدائية ثم الثانوية، وبناء على نصيحة بعض أساتذته - الذين شعروا بموهبته الفنية وتميزه في الإلقاء - قرر صقل موهبته بالالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، الذي تخرج فيه عام 1960 بحصوله على درجة البكالوريوس في التمثيل وا?خراج، وذلك ضمن دفعة من الموهوبين الذين نجحوا في تأكيد قدراتهم وتحقيق النجومية بعد ذلك، ومن بينهم الفنانون: بدر الدين جمجوم، حسين الشربيني، حسن عبد الحميد، رجاء سراج، عادل بدر الدين، مراد سليمان، أنور رستم، فاروق سليمان، عبد المنعم عطا، محروس الجارحي.
بمجرد تخرجه عمل الفنان رشوان توفيق في التلفزيون المصري الذي كان في مرحلة التأسيس ويسعى لتدريب بعض الكوادر الفنية، فعمل مساعدا للإخرج ثم عين مديرا لإحدى الاستوديوهات، وسريعا ما أصبح لجدارته من أوائل العاملين بالإخراج التلفزيوني. وخلال تلك الفترة انضم أيضا كممثل إلى فرق التلفزيون المسرحية مع بداية تشكيلها عام 1961، وشارك في بطولة عدد كبير من المسرحيات من بينها: شيء في صدري، الشوارع الخلفية، ثورة قرية، بيت الفنانين، كما عمل كذلك مع عدة فرق من أهمها: مسرح الحكيم، المسرح الحديث، ومن بعدهما فرقة المسرح القومي.
ويجب التنويه إلى أن الفنان القدير رشوان توفيق قد تفرغ تقريبا - بعد سنوات طويلة من العمل السينمائي والمسرحي - للعمل في الدراما التلفزيونية وبالتحديد منذ أواخر السبعينات تقريبا، وبالتالي نستطيع أن نصنفه كممثل تلفزيوني من الطراز الأول، وذلك نظرا لفهمه العميق لتكنيك الكاميرا التلفزيونية، وبالتالي نجاحه في تقديم الأداء الطبيعي المختلف عن أسلوب الأداء المسرحي المبالغ فيه أحيانا، مما أهله لقيام بأداء الأدوار الرئيسة في عدد كبير جدا من المسلسلات والسهرات التلفزيونية، لا يمكن مقارنته أبدا بعدد مشاركاته السينمائية أو المسرحية، وإن كان هذا لا ينفي تفوقه في تقديم بعض الأدوار المهمة والمتميزة أيضا بكل من المسرح والشاشة الفضية. وتضم قائمة أدواره المهمة بالدراما التلفزيونية مجموعة مشاركاته في عدد من أشهر المسلسلات، ومن بينها: أبنائي الأعزاء شكرًا، الأيام، الشهد والدموع، لن أعيش في جلباب أبي، الكبرياء تليق بالفرسان، امرأة مختلفة، المال والبنون (ج1، ج2)، الشاهد الوحيد، صابر يا عم صابر، عادات وتقاليد، القاهرة والناس، الزيني بركات، الضوء الشارد، رياح الشرق، الأفيال، القضاء في الإسلام (ج3، ج4)، محمد رسول الله.
ويذكر أنه قد تزوج مبكرا من ربة منزل وأنجب ثلاثة أبناء هم: مذيعة التلفزيون هبة رشوان زوجة المخرج المسرحي شريف عبد الطيف، توفيق الذي توفي مبكرا وهو شاب بعدما قام بأداء فريضة الحج، وآية زوجة مستشار بالقضاء.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة الأعمال الفنية للفنان القدير رشوان توفيق طبقا لإختلاف القنوات الفنية (الإذاعة المسرح السينما التلفزيون) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا: أعماله السينمائية
شارك الفنان القدير رشوان توفيق بأداء بعض الأدوار الرئيسية المؤثرة وبعض أدوار البطولة الثانية في عدد كبير من الأفلام السينمائية التي قد يقارب عددها ثلاثين فيلما فقط، ولكن جميعها أفلاما قيمة جسد من خلالها شخصيات درامية متميزة. هذا وتضم قائمة أعماله الأفلام التالية: صراع مع الحياة (1957)، بين القصرين (1962)، الجزاء (1965)، ثورة اليمن (1966)، المخربون، جريمة في الحي الهادي (1967)، جزيرة العشاق، خمس ساعات، حواء على الطريق، ثلاث قصص (1968)، نادية، الرجل والقضبان (1969)، حب المراهقات (1970)، حياة خطرة (1971)، الأنثى والذئاب، يوم الأحد الدامي (1975)، الوليد والعذراء (1977)، المرأة الأخرى، الاعتراف الأخير (1978)، الملاعين (1979)، آباء وأبناء، استغاثة من العالم الآخر (1985)، القانون لا يعرف عائشة (1987)، الطعم والسنارة، ملابس الحداد الحمراء (1988)، إلى أين تأخذني هذه الطفلة، قضية الأستاذة عفت (1989)، أحوال شخصية (1992)، الجسر (1997).
ويمكن للناقد المتخصص أن يرصد تعاونه من خلال قائمة الأفلام السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل، ومن بينهم الأساتذة: نيازي مصطفى، أحمد بدرخان، محمود ذو الفقار، حسن الإمام، عاطف سالم، كمال الشيخ، حسام الدين مصطفى، محمد بسيوني، عبد الرحمن الخميسي، أشرف فهمي، أحمد فؤاد، زهير بكير، إبراهيم الصحن، يحيى العلمي، علوية زكي، محمد حسيب، أنور الشناوي، حسن حافظ، أحمد ياسين، شفيق شامية.
ثانيا: أعماله التلفزيونية
شارك الفنان القدير رشوان توفيق بأداء بعض الأدوار الرئيسية في عدد من المسلسلات التلفزيونية على مدى ما يقرب من خمسين عاما، ومن بينها المسلسلات التالية: اسألوا الأستاذ شحاتة، الفرخة اتكلمت، البركان الهادئ، لقاء في السماء، الخالدون، الليل والبراري، جوهرة القصر، جماد من لحم، في بيتنا رجل، واشهد يا زمن، الكبرياء تليق بالفرسان، ليالي الغضب، الشهد المر، الشمس تشرق دائما، البريمو، الفجر، الظلال، حبشي في الهواء الطلق، ماما، عواصف، العودة من المنفى، العصابة، بعد العذاب، هروب، الإنسان والحقيقة، الهاربان، سليمان الحلبي، النديم، عم حمزة، رحلة في عالم مجنون، القشرة الذهبية، الباحثة، الأيام، أبنائي الأعزاء شكرا، بستان الشوك، حتى لا يختنق الحب، أخو البنات، إمرأة مختلفة، دعوة للحب، الشهد والدموع (ج1، ج2)، زهرة من بستان، الصعود إلى القمة، البيت الكبير، ثمار الشوك، اللقاء الثاني، الأفيال، أشواقي بلا حدود، ليه يا زمن، أنا وأنت والزمن طويل، رحلة فطوطة السحرية، وكان لقاء، المال والبنون (ج1، ج2)، الحب وأشياء أخرى، الشاهد الوحيد، صابر يا عم صابر، عادات وتقاليد، القاهرة والناس، ضمير أبلة حكمت، النوة، أحلام العنكبوت، المحاكمة، عظمة يا ست، الزيني بركات، الناس الطيبين، مرايا الحب، يا مولاي كما خلقتني، سنوات الغضب، أبو العلا 90، حكاية بلا بداية ولا نهاية، بريء في ورطة، رابعة تعود، لن أعيش في جلباب أبي، غاضبون وغاضبات، رياح الخوف، أبناء دهشان، ضد التيار، دمي ودموعي وابتسامتي، الحاوي، طيور النورس، ألف ليلة وليلة (ذات الخال)، المجهول، شيء من الخوف، لعبة الحياة (وداعا أيها الأمل)، وبقيت الذكريات، عطش السنين، بيت الزعفراني، المرشدي عنتر، الفجالة، حارة المعز، الوشم، تلال الغضب، حمزة وبناته الخمسة، الأماني المرة، أهل الدنيا، ليه يا دنيا ليه، أين قلبي، الرجل المنتظر، حرس سلاح، طرح البشر، الليل وآخره، أدهم وزينات وثلاث بنات، خان القناديل، أمانة يا ليل، زهرة الياسمين، عيب يا دكتور، أهل الرحمة، ملاعيب شيحة، لما يعدي النهار، مسائل عائلية جدا، على نار هادئة، راجعلك يا إسكندرية، مباراة زوجية، جحا المصري، الضوء الشارد، رياح الشرق، امرأة من زمن الحب، السقوط في بئر سبع، أهل القمة، قطة في سوق السمك، أسير بلا قيود، الرجل الآخر، الذئب، أحلام لا تنام، حق مشروع، العقاب، أصعب قرار، خليها على الله، امرأة فوق العادة، عائلة مجنونة جدا، أحلام نبيلة، قلب الخطر، جنة ونار، قانون المراغي، الأدهم، أغلى من حياتي، أكتوبر الآخر، حكايات بنعيشها (فتاة الليل)، بره الدنيا، شاهد إثبات، النار والطين، القاصرات، أهل الهوى، سلسال الدم (ج1، ج2، ج3)، أستاذ ورئيس قسم، خاتم سليمان، أبواب الخوف، على باب مصر، الحب بعد المداولة، أم كلثوم، الفرسان، الأبطال (ج1، ج2)، شعراء المعلقات، نادي الخالدين، السيرة العربية، بلاط الشهداء، وأشرق الإسلام بالحب، وجاء الإسلام بالسلام، الإسلام والإنسان، القضاء في الإسلام (ج3، ج4)، ابن عطاء السكندري، إبراهيم الدسوقي، الإمام المراغي، الإمام الغزالي، الإمام الشافعي، الحسن البصري، هارون الرشيد، أبو حنيفة النعمان، عبد الرحمن ابن أبي بكر، عمر بن عبد العزيز، على هامش السيرة، ساعة ولد الهدى، محمد رسول الله (ج1، ج2، ج4)، محمد رسول الله إلى العالم، رسول الإنسانية، كليم الله (رسوم متحركة)، لا إله إلا الله (ج4).
وذلك بخلاف عدد من السهرات والتمثيليات التلفزيونية، ومن بينها: بصمات على الطريق، كيد النسا، القانون واللعبة، كوكب، الزائرون غاضبون، ذات يوم ذات شهر ذات سنة، عودة السيد، قناع السعادة، أيام الطفولة، حب وطب (الحب هز العملاق)، صفقة مضمونة، يا نطرة رخي رخي، الوفاء، كاتبة تبحث عن قصة، الوريث المفقود، بين الفقه والجمال والسياسة، قلب في مأزق، حب في الخريف، بريق الماس، ماما عايشة، دولت فهمي التي لم يعرفها أحد، ثم تأتي الحقيقة محزنة، دليل إثبات، اعتراف، جدتي زوزو، جواز على ورق سوليفان، إعارة × إعارة، تعيش زفتى حرة، الماسات الخضراء، بيت للبيع، حال إلى حال، بيت الأصول، إحذري يا ابنتي، منى، ليلة القتل الأبيض، الأرملة والمأمون، أيوب المصري، الفرج بعد الشدة، يومين لله، هبة من الله، دعوة إلى الله،
ثالثا: أعماله الإذاعية
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال الإذاعية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات الإذاعية (في غياب القوائم والفهارس الاسترجاعية) لهذا الفنان القدير الذي ساهم في إثراء الإذاعة المصرية ببعض برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار ما يزيد على خمسة وثلاثين عاما، شارك خلالها ببطولة عدد كبير من المسلسلات الاجتماعية والدينية، خاصة وأنه يجيد التمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس كفاءة تمثيله باللهجة العامية، حيث يتميز بصوته الهادئ الرصين ومخارج ألفاظه السليمة وإجادته لفن الإلقاء مع الالتزام بجميع قواعد النحو. وتضم قائمة المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التي شارك في بطولتها الأعمال التالية: أغرب القضايا، قاهر الظلام، أوراق رسمية، آخر صراحة.
رابعا: أعماله المسرحية
ظل المسرح لسنوات طويلة هو المجال المحبب للفنان رشوان توفيق ومجال إبداعه الأساسي، وهو الذي قضى في العمل به كممثل محترف ما يقرب من نصف قرن، شارك خلالها بعضوية بعض الفرق المسرحية المهمة (ومن بينها: المسرح القومي، المسرح الحديث، مسرح الحكيم)، ومن خلال مشاركاته بهذه الفرق قام ببطولة بعض المسرحيات المتميزة ومن بينها على سبيل المثال: بيت الفنانين، نادي العباقرة، رأس العش، نرجس، الراجل إللي ضحك على الأبالسة، رابعة العدوية، الناس إللي في التالت، هاملت.
وجدير بالذكر أن مشاركاته المسرحية لم تقتصر على التمثيل فقط بل شارك أيضا في عدة مسرحيات كمخرج مساعد، ومن بينها على سبيل المثال: أول عرض للمسرح السحري بمسرح البالون من إخراج القدير السيد بدير، وعرض «آه ياليل يا قمر» من إخراج جلال الشرقاوي، وذلك بالإضافة إلى مشاركته أيضا بإخراج بعض المسرحيات للتصوير التلفزيوني ومن بينها: «الباسبور» (1973)، تأليف فتحية العسال، وهي من إنتاج التلفزيون المصري مع سميحة أيوب وشارك في بطولتها النجوم: سميحة أيوب، صلاح السعدني وعادل هاشم.
هذا ويمكن تصنيف مجموعة أعماله المسرحية طبقا لاختلاف الفرق المسرحية وطبيعة الإنتاج وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
1 - فرق مسارح الدولة:
 - «المسرح الحديث»: شيء في صدري، الشوارع الخلفية، ثورة قرية (1962)، بيت الفنانين (1964)، نادي العباقرة (1973)، رأس العش (1974)، نرجس (1975).
 - «المسرح الحكيم»: بيجماليون (1964)، قنديل أم هاشم (1965)، الراجل إللي ضحك على الأبالسة (1966)، الصليب، فلسطين 48 أرض كنعان (1967)، آه ياليل يا قمر (1968)، جان دارك (1970)، يا سلام سلم الحيطة بتتكلم، شمشون ودليلة (1971).
 - «المسرح القومي»: رابعة العدوية (1979)، الناس إللي في التالت (2001)، هاملت (2003).
 - «مسرح الشباب»: شباب على طول (1984).
2 - فرق القطاع الخاص:
 - «تحية كاريوكا»: التعلب فات (1970).
 - «النيل المسرحية»: أخويا هايص وأنا لايص (1989).
وذلك بخلاف بعض المسرحيات المصورة، ومن بينها على سبيل المثال: شروق الإسلام (عمرو بن العاص)، والناس مقامات.
وقد تعاون من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل، وفي مقدمتهم الأساتذة: عبد الرحيم الزرقاني، سعد أردش، جلال الشرقاوي، حسن عبد السلام، محمود السباع، كمال حسين، فايز حلاوة، حسين كمال، عبد الغفار عودة، رشاد عثمان، هاني مطاوع، شاكر عبد اللطيف، محمد عمر.
كان من المنطقي أن يتم تتويج تلك المسيرة العطرة والمشوار الفني الثري لهذا الفنان القدير بحصوله على بعض مظاهر التكريم وعلي الكثير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير ولعل من أهمها حصوله على جائزة السينما عن دوره في فيلم «نادية»، وأيضا تكريمه من خلال مهرجان المسرح العربي (الذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح) في دورته الثانية عام 2002، درع مهرجان «زكي طليمات» بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دورته السابعة والعشرين عام 2011، درع المركز القومي للمسرح عام 2016، درع الدورة السادسة والستين لمهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عام 2018.
وأخيرا لا يسعني إلا أن دعو الله أن يمن على هذا الفنان المثالي الملتزم بطول العمر والصحة وأن يستمر في إسعادنا بإبداعاته ودماثة خلقه ونصائحه، فهو بالفعل القدوة والمثال والأب لجميع الفنانين، وخير مثال مشرف للفنان العربي المثقف الذي يعي أهمية دوره في التنوير ونشر الوعي.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏