العدد 953 صدر بتاريخ 1ديسمبر2025
ما أكثر القول فى التحذير من مخاطر التكنولوجيا للأطفال لكن يصعب علينا الزام الأطفال بحدود سياج لمحاولة حمايتهم فى ظل التطورات المتسارعة، وفى ظل التغيرات المتجددة يوم ًا عن يوم، ومن رحم ذلك الفضاء اصبح للجيل جين جديد يجعلهم متسابقين مع الزمن فى معرفة كل شيء فالتكنولجيا المتسارعة جعلت من العالم قرية لا حدود لها منفتحة على كل الأفق دون مرئى واضح لنهايتها، ومن بين اسلحتنا تقويد الفن ليكون واجهة لصناعة الحدود دون الخلط بين المساوئ والإيجابيات مستغلين فكرة أن الأطفال متطلعون على أشياء عديدة عن غيرهم من الأجيال.
عرض ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولى للطفل العربى فى دورته الثالثة العرض المسرحى التوعوى (ذات والرداء الأحمر) التابع للبيت الفنى على مسرح القاهرة للعرائس بالعتبة.
العرض تأليف وأشعار وليد كمال، اخراج نادية الشويخ، يناقش العرض قضية مهمة جد ًا فى اطار يفهمه الأطفال ليتناسب مع رؤيتهم وهى التحذير من مخاطر التكنولوجيا والسوشيال ميديا من خلال قصة ذات الرداء الأحمر التقليدية والذئب، حيث نرى ذات بردائها الأحمر فتاة مقبلة على الحياة تحب الغناء والتعرف على مجتمعات وأصدقاء جدد، تنخرط فى عالم السوشيال ميديا تدريجي ًا دون خبرة فتتعرف على مجموعة من الأشخاص من خلال الإنترنت والتطبيقات الحديثة المنتشرة بين الشباب والاجيال الجديدة تلك الفترة، ثم تقابلهم فى الحقيقة بشكل مدبر منها فى محاولة فضولية منها لتكوين صداقات جديدة من على الإنترنت ونقلها على أرض الواقع
نراها تقع فأر ًا فى مصيدة لمجموعة من الغريبين اولهم غريب، وهو شخص كان يطمع فى اكثر من التعرف ويسعى مخطط ًا للاعتداء عليها من خلال استدراجها من شبكات التواصل الاجتماعى لحدود العالم الواقعى لتجد ذات نفسها فى مكان اشبه بغابة موحشة توازى فكرة الطريق المظلم الذى يسير فيه كل طفل لم يتخذ حذره من منظومة السوشيال ميديا وانجرف خلف اللا محدودية.. الغابة هى منطقة خالية من أى وسائل مساعدة لا إنترنت ولا شبكات اتصال ولا اى وسيلة تستطيع الاستنجاد بأى شخص من خلالها، وهو ما يجعلنا نسلط الضوء على فكرة الهيئة الخارجية والأطار العام للوثوق بالغرباء، والانجراف خلف ما نراه ونشاهده على الإنترنت.
يظهر لها غريب وهو مفارقة ساخرة لإسمه فهو غريب ويدعى غريب ثم يظهر لها أيض ًا اللص دياب وعضمة وهو شخص عاطل وجميعهم يطمعون لإذاءها….جميع تلك الشخصيات هم خط مواز تمام ًا للذئب فى القصة الأصلية فقد لعب المؤلف بمهارة على فكرة توظيف الأسماء ( غريب- دياب- عضمه) جميعها تأتى فى سياق الذئاب وماشابه معناها أو معنى الايذاء بشكل عام وهو تسليط الضوء على فكرة أن السوشيال ميديا مكان مفتوح للغاية لا حدود له ولا رقابه عليه نستطيع من خلالها وضع حواجز لأطفالنا وحمايتهم وكما أنها تحمل فى طياتها العديد من الاشياء المبهرة والمسلية هى أيض ًا تحمل عنصر ًا خطر ًا جد ًا وهو فكرة الخطر اللا محدود المتجسد فى هيئة اشخاص لا هوية لهم ولا هدف سوى الشر.
العرض يُعد وصلة تفاعلية توعوية بشكل مميز للاطفال من خلال لوحة العرائس صورة يستطيع الطفل تقبلها والتفاعل معها بين الصالة والخشبة فى آن واحد، وهو ما حدث اثناء ليالى العرض فالأطفال كانوا يحذرون ذات من الأشرار كلما حاولت الهرب والاختباء، وكما عرضت المسرحية المخاطر الخاصة بالتكنولوجيا عرضت حلول لها ايض ًا من خلال التكنولوجيا ايض ًا فذات استطاعت التقاط شبكة فى جزء ما من تلك المنطقة الموحشة وراسلت جدتها لتبعث لها بعنوان البيت عن طريق تطبيق الـ GPSوهو عرض لفكرة المساوئ والإيجابيات الخاصة بالتكنولوجيا والسوشيال ميديا حيث يمكن لها أن تهلكنا فى غمضة عين ولها ايض ًا استخدامات إيجابية يمكنها أن تفيدنا فى لحظات.
جاء الديكور لـ(شادى قطامش) بدور مهم فى عرض الفكرة فقد تنوع من بيت الجدة لغرفة ذات للغابة الموحشة وهى المنطقة التى ينسحب لها الاطفال بين عالم الواقع والسوشيال ميديا حيث كانت مبهرة فى تصميمها مليئة بصور للصوص وبيوت مهجورة وأشجار مدببة ومتقطعة، تعميم على فكرة المنطقة الخطر دون هوية واضحة مليئة بكل ما هو سيئ ومؤذ التى سيؤول لها كل طفل يثق بأى غريب تمام ًا كما فعلت ذات، وما يدعم تلك اللوحة على المسرح بشكل حى الإضاءة ل (أبو بكر الشريف) التى تنوعت لتجسد مشاعر عدة ومواقف لحظية فمثل ًا عند ظهور لحظة الخطر فى العرض تظهر اضاءة لحظية للأحمر مع ضربات الموسيقى.
لعبت دور ذات بشكل حقيقى فى العرض ( ريم طارق) والتى ابدعت فى الأداء لكن ظهورها لم يكن له مبرر درامى فى العرض سوى كسر تيمة العرائس وكان من الممكن الاستغناء عن دور ذات الحقيقية ولن يؤثر ذلك على العرض بأى شكل كان.
كان عكس التقاليد بعض الشيء هو لغة العرض فهى فى لغتها من المفترض أن تخاطب الاطفال لكن بها تلميحات وجمل من المفترض أن يفهمها الكبار أو أن توجه للكبار لكن يعود ذلك لفكرة التطور السريع لشخصية الاجيال الحالية بسبب انفتاحهم على كل شيء بخلاف الأجيال الاخرى وهو ما جعلهم يعيشون بسن اكبر وافكار اكبر من فكرة الطفولة فقط أو من أى جيل اخر قد مضى وكبر، وهى سلاح ذو حدين لأن الاطفال فى وقتنا الحالى اصبحوا منفتحين على عالم الكبار بشكل اوسع فيجب تحذيرهم بطريقتهم الحالية ليصبح التقبل اوقع واسرع.
ذات والرداء الأحمر:
تأليف واشعار وليد كمال إخراج نادية الشويخ، تلوين عرائس عزمى فكرى وحسين القاضى، ميكانيزمات يوسف مغاورى، مساعدين إخراج عمرو مصطفى وميزو الصهبان، مخرج منفذ مروة مبارك مصطفى محمود، نحت محمود امين، ازياء هدى السجينى، ديكور شادى قطامش، اضاءة ابو بكر الشريف، استعراضات مصطفى حجاج، مكساج وموسيقى تصويرية: شريف الوسيمى، الحان الموسيقار هانى شنودة.
بطولة صوتية لمجموعة من النجوم:
إسعاد يونس، مايان السيد، هالة فاخر، سامى مغاورى، عمرو رمزى، اشرف طلبة،داليا طارق،تامر القاضى، عصام الشويخ،ريم طارق.