العدد 896 صدر بتاريخ 28أكتوبر2024
يبرز الذكاء الاصطناعي كقوة جديدة تقتحم عالم الفنون، بما في ذلك المسرح. إن استخدام الذكاء الاصطناعي في المسرح يفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين الإنسان والآلة، ويطرح تساؤلات حول حدود هذا التفاعل وإمكاناته.
من حيث الكتابة المسرحية أثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على إنتاج نصوص إبداعية، بما في ذلك النصوص المسرحية. فبإمكانه كتابة حوارات، وتطوير شخصيات، وصياغة حبكات غير تقليدية. ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة، خاصة في إنتاج نصوص تتسم بالعمق الإنساني والتعاطف الذي يميز الكتاب البشريين. فعلى الرغم من أن النصوص المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي قد تستند إلى تحليل بيانات ضخمة وأنماط سابقة، إلا أنها غالبًا ما تفتقر إلى الإحساس الفطري بالإنسانية، مما قد يجعلها أقل تأثيرًا من الناحية العاطفية.
أما من حيث الإخراج المسرحي ودور الذكاء الاصطناعي فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم بشكل كبير في الإخراج المسرحي، من خلال تقديم حلول مبتكرة للتصميمات البصرية، وتحريك الممثلين، وتحليل النصوص للحصول على تفسيرات جديدة. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل ردود أفعال الجمهور في الوقت الحقيقي، مما يسمح بتكييف العرض بناءً على استجابة الجمهور، مما قد يغير جذريًا طريقة تقديم العروض المسرحية في المستقبل.
فكيف إذن يبرز التعاون الإبداعي وحدود التفاعل؟ برغم الإمكانيات الكبيرة، يبقى السؤال عن حدود الذكاء الاصطناعي في المسرح. يُعتبر الفن الأدائي تجربة إنسانية ترتكز على الأحاسيس والعواطف الحية بين الفنانين والجمهور. ومن الصعب على الذكاء الاصطناعي أن يتولى الأدوار التي تتطلب حساسية إنسانية، مثل توجيه الممثلين أو التفاعل مع الجمهور بشكل مباشر. أيضًا، يثير الاعتماد المفرط على التكنولوجيا القلق بشأن فقدان المسرح لجوانب من طبيعته الإبداعية والتلقائية. إذن يقدم إدخال الذكاء الاصطناعي في المسرح إمكانيات كبيرة لتطوير هذا الفن بطرق جديدة ومبتكرة. ومع ذلك، سيظل الدور الرئيسي للإنسان كمصدر أساسي للإبداع والعواطف. ويبقى الذكاء الاصطناعي أداة يمكن أن تساعد الفنانين في توسيع حدود الإبداع، دون أن يحل محل الحضور الإنساني الذي يشكل جوهر الفنون الأدائية.
ظهرت عدة عروض مسرحية استخدمت الذكاء الاصطناعي في مراحل مختلفة من الإنتاج الفني، سواء في الكتابة أو الإخراج أو التصميم. نعرض هنا بعض الأمثلة البارزة للعروض المسرحية التي اعتمدت على الذكاء الاصطناعي:
1- مسرحية “ عندما يكتب الروبوت مسرحية» “AI: When a Robot Writes a Play”, عرضت عام 2021, وهي مسرحية مكتوبة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، تم تدريب الذكاء الاصطناعي على نصوص مسرحية وأدبية متنوعة، ومن ثم تم إنتاج نص جديد, استكشفت مواضيع مثل الإنسانية والإبداع. هذه المسرحية قدمت في مهرجان المسرح التشيكي، حيث أقام المركز التشيكي في لندن شراكة مع مسرح Švanda في براغ وtheaitre.com لتقديم مشروع مبتكر للجمهور في المملكة المتحدة بعنوان «الذكاء الاصطناعي: عندما يكتب الروبوت مسرحية» تم إنشاؤه من قبل فريق من علماء الكمبيوتر وخبراء الدراما بقيادة عالم لغوي حاسوبي.
المسرحية، التي تحكي قصة الفرح والحزن في الحياة اليومية من وجهة نظر الروبوت، تتألف من حوارات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي للاحتفال بالذكرى المئوية للعرض الأول لمسرحية الكاتب المسرحي التشيكي كارل تشابيك RUR . والتي تم فيها استخدام كلمة «روبوت» لأول مرة.
في بداية المشروع تم إعطاء نموذج اللغة معلومات أساسية: من وأين ونسختين تمهيديتين. ثم قام الكمبيوتر بتطويرها. ولكن ككاتب مسرحي مبتدئ بلا حياة، احتاج الروبوت إلى مساعدة من البشر. .” في بعض الأحيان كان يبدل الشخصيات الأنثوية والذكورية أو يتمسك بشيء غير ذي صلة حتى يفقد الحوار معناه. وهناك عقبة أخرواجه الروبوت صعوبات معها - النص الفرعي. لا تدور المسرحية حول ما تقوله الشخصية فحسب، بل تدور أيضًا حول ما يفكر فيه هو أو هي بالفعل. وقد تم عرض المسرحية التي تبلغ مدتها 60 دقيقة باللغة التشيكية مع ترجمة باللغة الإنجليزية، وتبعها مناظرة مع خبراء الذكاء الاصطناعي والمسرح والتي تسعى إلى الإجابة على سؤال ما إذا كان الروبوت قادرًا على كتابة مسرحية.
وذكرت عنه صحيفة الجارديان البريطانية أن الاكتشاف الأكبر هو أنه في حين يلمس خيال الكمبيوتر، بشكل عشوائي إلى حد ما، موضوعات الحب والوحدة والأداء، فإنه غالبًا ما يكون مهووسًا بالجنس، وهو ما قد لا يكون مفاجئًا، نظرًا لانتشار المواد الإباحية على الإنترنت.
الدراما من إخراج دانييل هربك، تدور حول بطل روبوت، يسافر عبر مشاهد غير مترابطة مع جو فرانكشتاين رجل عصري لامع، يرتدي حذاءً كلاسيكيًا بكعب عال. لقد مات سيده فيكتور وعليه أن يصارع الجنس البشري وحده. يلتقي في الغالب بنساء مثيرات جدا يتأوهن ويدورن ويرمين أنفسهن عند قدميه. إنه يذكرنا بشكل غريب بخيال رجل في منتصف العمر، ولكن مع عبارات دردشة أكثر ركاكة. يقول لامرأة: «أتمنى أن يكون لذاتي الثنائية جسدًا مثل هذا». يخبرها أن شفتيها مثل «عسل دافئ» ويقول: «سأمارس الحب معك على جسدك بالكامل». الذاتية الرومانسية هنا غير مهذبة وغير مثيرة للاهتمام. ربما يكون البشر ببساطة أفضل في تخيل الآلات في الحب من الآلات نفسها.
يظهر مشهد آخر الروبوت مع رجل يخلع سرواله ويقول له بشكل عدائي: «لقد وضعت إصبعك في مؤخرتي». يقفان في مواجهة بعضهما البعض على مجموعة شبه عارية والسيناريو به لمسات من بيكيت، في قسوته، وبينتر أيضًا، في معركة القوة غير المعلنة. لكن الحوار ينتهي به الأمر إلى تكرار نفسه ويبدو سخيفًا.
يتم طرح أسئلة حول الحياة والرفقة والفناء ولكنها تبدو وكأنها تأملات بلا مشاعر ولا إحساس بالدراما أو العمق أو القصة، وينتقل الروبوت من مشهد سريالي إلى آخر، وكأنه في حلم سيئ.
أما صحيفة تيليجراف انتقدت العرض بالقول إن لم نكن على علم مسبق، فهل كنا لنشك في وجود قوى غير إنسانية تعمل على هذا الأمر؟ إن الحوار مصطنع إلى حد كبير وغير طبيعي إلى حد كبير، ولكن التفاعلات التي تبدو مصطنعة ليست غير معروفة على الإطلاق في مشهد الكتابة الجديد في يوم سيئ. ويسمح السيناريو نفسه بالاسترسال في الحوارات غير المترابطة والمنفصلة. واللافت للنظر هو مقدار ما نقدمه من استثمار عاطفي. فالموسيقى الإلكترونية الغريبة والطريقة غير المبالية و الغريبة التي يتنقل بها جاكوب إيرفتيميجر، الذي يبدو أعمى، في الفضاء المضاء بالنيون والذي يشبه القبو، تولد جوًا من البحث المنعزل، وأزمة وجودية في الحركة.
2- مسرحية الوادي الغريب “The Uncanny Valley” أنتجت عام 2018, من إنتاج Teatro di Roma لفرقة Rimini Protokoll الألمانية. تتناول تفاعل إنسان مع نسخة طبق الأصل من الروبوت، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم تجارب حوارية تتفاعل مع الجمهور. الفكرة والنص والإخراج: Stefan Kaegi ستيفان كايجي. يدور موضوع العرض حول إذا كانت الآلة تشبه الإنسان كثيرًا، نبدأ في الشعور بعدم الثقة: ما هو الإنسان، ما هي الآلة؟ يطلق باحثو الروبوتات اليابانيون على هذا التشابه الغريب «الوادي الغريب.. في مسرحيته، يعمل ستيفان كايجي مع كاتب وكاتب مسرحي لأول مرة: حيث سمح توماس ميلي بصنع نسخة متحركة له. يأخذ هذا الإنسان مكان المؤلف ويطرح أسئلة: ماذا يعني للأصل عندما تتولى النسخة؟ هل يتعرف الأصل على نفسه بشكل أفضل من خلال نظيره الإلكتروني؟ هل تتنافس النسخة وأصله أم يساعدان بعضهما البعض؟
3. مشروع “Improbotics”: Improbotics إمبروبوتيكس هو مختبر مسرحي كان رائدًا في مجال المسرح المرتجل والكوميديا ??جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي المولد في عام 2016. وهو مشروع مسرحي تفاعلي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد حوارات مرتجلة. حيث يقوم روبوت محادثة قائم على الذكاء الاصطناعي بأداء عرض إلى جانب طاقم بشري، ويحاول أن يولد نصوصًا لحظية بحيث يبدو وكأنه بشري حيث يرسل حوارات إلى أحد المرتجلين عبر سماعة أذن. التحدي المضحك الذي يواجهنا هو محاولة تبرير الحوارات التي يولدها الذكاء الاصطناعي والتي قد لا يكون لها أي معنى على الإطلاق جسديًا وعاطفيًا.
فهنا يساهم الذكاء الاصطناعي في تحدي الممثلين للتكيف مع النصوص غير المتوقعة، مما يخلق ديناميكية فريدة في الأداء. تقدم لعبة الارتجال (التي تعتبر كابوس الممثل) التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تجربة مسرحية فريدة ومليئة بالتحديات. فبينما يتعين على الممثلين الآليين (سايبورغ) أن يبرروا حوارهم غير المتوقع ببراعة، يجب على الممثلين البشر أن يتعاملوا مع ردود أفعال الذكاء الاصطناعي غير المتوقعة والحفاظ على طبيعية الحوار. قد يطلب الممثل الآلي فجأة كوبًا من الشاي في منتصف مشهد مطاردة، مما يجبر الممثل البشري على الارتجال بسرعة للتعامل مع هذا الموقف غير المتوقع. هذه التفاعلات غير المتوقعة تفتح آفاقًا جديدة للكوميديا وتدفع الممثلين إلى حدود إبداعهم.
4. مسرحية Beyond the Fence: يُعتبر هذا العرض أول مسرحية موسيقية تم إنتاجها باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهي نتاج لمشروع أجرته Goldsmiths, University of London بالتعاون مع Cambridge University Press. تم استخدام الذكاء الاصطناعي في كل مرحلة من مراحل الإنتاج، بدءًا من توليد الحبكة، وحتى كتابة النصوص والموسيقى. استخدمت الخوارزميات لتحليل الأنماط الناجحة في المسرحيات الموسيقية السابقة لتقديم عرض يتوافق مع القواعد التقليدية. لكن انتقدته صحيفة الجارديان في مقال حول العرض قالت فيه إن وجود طاقم قوي من الممثلين يضفي على المسرحية بعض الإثارة، ولكن استخدام العناصر التي حددها الكمبيوتر باعتبارها مفتاحًا للنجاح الموسيقي يؤدي إلى عرض قديم في منتصف الطريق مليء بالأغاني الممتعة في منتصف الطريق، إلى جانب سيناريو وشخصيات نمطية مضحكة. مع احتجاج الآلاف ضد تجديد ترايدنت ، كان من الممكن أن يكون لهذا العمل رواجًا. لكنه بدلاً من ذلك كان مملًا وسخيفًا بعض الشيء.
هذه كانت بعض الأمثلة والنماذج التي قامت بتوظيف الذكاء الاصطناعي واستغلاله على خشبة المسرح, وبالطبع النماذج كثيرة في عدد من مسارح العالم ولا مجال لحصرها هنا.
أما في مصر وما أثار الجدل والنقاش في هذا الموضوع على مستوى المسرحيين هذا العام هو ظهور عرض مسرحي مصري بارز يعتمد على الذكاء الاصطناعي بعنوان «ماكبث المصنع»، للمخرج محمود الحسيني (كاجو), لفريق مسرح كلية طب الأسنان بجامعة القاهرة, والذي فاز في المهرجان القومي للمسرح المصري 2024 بجوائز أفضل عرض وأفضل إخراج، إضافة إلى جائزة أفضل تصميم ديكور مناصفة , ثم فاز في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي2024 بجائزة أفضل سينوغرافيا. يستلهم العرض قصة “ماكبث” لشكسبير، ولكن في إطار عصري داخل مصنع، حيث يستبدل المخرج الساحرات الثلاث بتطبيق ذكاء اصطناعي يُسمى “مدركة”، الذي يرشد البطل إلى كيفية التخلص من عمه ليصبح مدير المصنع.
فهي تجربة مسرحية مبتكرة. حيث استخدم المخرج الذكاء الاصطناعي كأداة تحويلية، لتتحول شخصية «مدركة» من مجرد برنامج إلى شريك مؤثر في تشكيل مصير البطل. يصبح الذكاء الاصطناعي هنا المحرك الرئيسي للأحداث، حيث يدفع ماكبث نحو الهاوية ويساهم في تعقيد الأحداث بشكل لم يسبق له مثيل. هذه التجربة الفنية المتميزة تسلط الضوء على التداخل بين الإنسان والآلة، وتطرح تساؤلات حول دور التكنولوجيا في تشكيل مصيرنا وقد تم دمج التكنولوجيا في النص بطريقة تعكس التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على حياتنا وتحذيرات من خطورته على الأخلاقيات الإنسانية.
فالمسرحية تستخدم الذكاء الاصطناعي ليس فقط كجزء من النص، بل كعنصر تفاعلي يؤثر على الأحداث ويزيد من عمق تجربة المشاهدة. تظهر التكنولوجيا كقوة تحرك الشخصيات وتدفعها نحو الخيارات التي قد تكون ضارة.
وفي مصر قدم أيضا في مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما في دورته السادسة 2023، عرضا بعنوان «2077» المخرج الألماني سيمون إيفيلر, من بطولة إميل سابا، فلسطيني الجنسية، وهذا العرض إنتاج مشترك بين فلسطين وألمانيا. تناول موضوع الذكاء الاصطناعي بشكل رئيسي، حيث تم توظيفه لدعم السرد الدرامي عن فتاة تدعى مريم. تعاني مريم من مشاعر الوحدة وتواجه تحديات تأخر سن الزواج، مما يضعها في مواجهة مع عالم يتزايد فيه دور التكنولوجيا. يتم استكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون بمثابة نقطة تحوّل في حياتها. حيث يسعى العرض لتسليط الضوء على تأثير التكنولوجيا على الحياة الاجتماعية والنفسية، متناولًا كيف يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي جزءًا من الصراعات اليومية التي يواجهها الأفراد، مثل العزلة والقلق.
فتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز السرد. فهو يؤثر في تصميم الشخصيات والتفاعل مع الجمهور، مما يتيح تقديم تجربة تفاعلية تعكس تطورات العصر الحديث.
يظهر من هذه العروض تأثير الذكاء الاصطناعي على المسرح, حيث أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يلعب أدوارًا متعددة في المسرح، بدءًا من كتابة النصوص وحتى التفاعل مع الجمهور في العروض الحية.
ومع ذلك، يظل التحدي الرئيسي هو الحفاظ على العمق الإنساني والعاطفي الذي يميز الفن المسرحي، رغم التقدم التكنولوجي المتسارع. وذلك لعدة أسباب:
. التعقيد الدرامي: إنشاء مسرحية كاملة يتطلب بناء شخصيات متعمقة، وحوارات معقدة، وقصة مترابطة، وهذا يتجاوز قدرات الذكاء الاصطناعي الحالي.
الإبداع البشري: الإبداع الفني، وخاصة في مجال الكتابة الدرامية، يعتمد بشكل كبير على الخبرة البشرية والتفكير النقدي، وهذه سمات لا يزال الذكاء الاصطناعي يفتقر إليها بشكل كامل.
التوجيه الفني: حتى لو تمكن الذكاء الاصطناعي من كتابة نص مسرحي، فإن تحويله إلى عرض مسرحي يتطلب رؤية فنية إخراجية، وتصميمًا للإضاءة والديكور، واختيار الممثلين، وكلها عناصر تتطلب تدخل الإنسان.
وهكذا نجد أنه قد يتم تقديم عرض ما قد بني على الذكاء الاصطناعي دون أن يكتشف النقاد والجمهور ولجان التحكيم في المهرجانات والتسابقات تلك المسألة إذا لم يقر المخرج أو المؤلف والقائمون على العمل بذلك. لكني أرى أن اكتشاف ما إذا كان النص قد كُتب بواسطة الذكاء الاصطناعي أو بواسطة إنسان يعتمد على عدة عوامل، لكن ليس هناك طريقة محددة مضمونة بنسبة 100%. ومع ذلك، هناك بعض الإشارات التي يمكن أن تساعد في التمييز بين النصوص:
1. البنية والأسلوب: النصوص التي يكتبها الذكاء الاصطناعي قد تكون منظمة بدقة أو تفتقر إلى التنوع الأسلوبي الذي يتميز به البشر. الذكاء الاصطناعي يعتمد على بياناته لتوليد نصوص، ولذلك يمكن أن يفتقد إلى العمق العاطفي أو الحس الفني الدقيق.
2. الأصالة والتفرد: النصوص البشرية غالبًا ما تكون مليئة بتعبيرات شخصية أو تفاصيل معقدة تتعلق بالمشاعر، بينما النصوص التي يكتبها الذكاء الاصطناعي قد تكون مشتقة من أنماط شائعة بدون بصمة شخصية.
3. التكرار: نصوص الذكاء الاصطناعي قد تحتوي على تكرار للأفكار أو العبارات بشكل غير ملحوظ، بينما النصوص البشرية غالبًا ما تحتوي على إبداع وتنوع.
4. المواضيع المعقدة: البشر لديهم قدرة على التعامل مع قضايا فلسفية أو عاطفية بطرق مبتكرة وغير تقليدية. الذكاء الاصطناعي قد يعاني في معالجة تلك المواضيع بعمق.
في النهاية نجد أنه على الرغم من عدم قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج مسرحية كاملة بشكل مستقل، إلا أنه يمكن أن يساهم في العديد من الجوانب الإبداعية في المسرح، مثل:
كتابة المسودات الأولى: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الكاتب في توليد أفكار جديدة، أو صياغة حوارات أولية، أو حتى كتابة سيناريوهات بسيطة.
تحليل النصوص: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل النصوص المسرحية الموجودة، وتحديد أنماطها اللغوية، وشخصياتها، وتطور الأحداث، مما يساعد الكاتب أو المخرج في فهم النص بشكل أفضل.
تصميم الإضاءة والديكور والملابس: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء تصاميم إضاءة وديكور مبتكرة، بناءً على معايير محددة.
الدعاية والتسويق: يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تصميم الملصقات الدعائية، وكتابة النصوص الترويجية، وتحليل سلوك الجمهور لتحديد أفضل الاستراتيجيات التسويقية.
الخلاصة:
بينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة قيمة في صناعة المسرح، إلا أنه لا يمكنه استبدال الإبداع البشري والتفكير النقدي. في المستقبل، قد نشهد المزيد من التعاون بين الإنسان والآلة في مجال المسرح، ولكن من غير المرجح أن نشهد مسرحية كاملة يتم إنتاجها بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب لأنه مهما كان فلابد من تدخل الإبداع البشري ولو بنسبة ما.
مراجع:
- https://london.czechcentres.cz/en/program/ai-when-a-robot-writes-a-play
- https://www.theguardian.com/stage/2021/mar/01/on-the-scene-like-a-sex-obsessed-machine-when-a-robot-writes-a-play-ai
- https://www.telegraph.co.uk/theatre/what-to-see/review-top-best-comedy-theatre-online-february-2021/
- https://www.rimini-protokoll.de/website/en/project/unheimliches-tal-uncanny-valley
- https://improbotics.org/
https://www.theguardian.com/stage/2016/feb/28/beyond-the-fence-review-computer-created-
musical-arts-theatre-london