نادر عمران مسرحي فلسطيني متميز ساهم بموهبته في إثراء المسرح العربي

نادر عمران مسرحي فلسطيني متميز ساهم بموهبته في إثراء المسرح العربي

العدد 537 صدر بتاريخ 11ديسمبر2017

تجري الأيام مسرعة لاهثة ويأتي الخريف فتتساقط أوراق الشجر ويتزامن معه خريف العمر فيتساقط المبدعون على التوالي ويرحلون عن عالمنا، ويعتصرنا الحزن مع رحيل كل مبدع من الأصدقاء ونشعر بمرارة الفراق وآلام الوحدة. بالأمس القريب وبالتحديد مساء يوم الاثنين الموافق 27 نوفمبر (2017) رحل عن عالمنا المسرحي القدير والصديق العزيز نادر عمران أحد الوجوه المشرقة في مسيرة المسرح الأردني بصفة خاصة والمسرح العربي بصفة عامة، وهو رجل مسرح أردني من أصل فلسطيني، وبالتحديد هو من مواليد مدينة «حلحول» بمحافظة «الخليل» الفلسطينية عام 1955، وقد اضطر إلى مغادرة بلدته والإقامة في الأردن بصفة دائمة وهو شاب يافع عام 1982. حصل على بكالوريوس الديكور المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر (أكاديمية الفنون) عام 1979، وتمتع بعضوية «رابطة نقابة الفنانين الأردنيين»، وتحمل مسئولية تأسيس ورئاسة فرقة «مسرح الفوانيس»، وإدارة مهرجان «أيام عمان المسرحية». وقد شارك في مؤتمرات ومهرجانات عربية وعالمية منها: ملتقى المسرح الأوروبي، مهرجان لندن المسرحي (LIFT)، مهرجان «زيورخ»، مهرجان «كييف».
 والفنان المبدع نادر عمران رجل مسرح بمعنى الكلمة فهو ممثل ومخرج وكاتب ومصمم سينوغرافيا، وهو الشقيق الأكبر للفنانة المتألقة نادرة عمران (مواليد عام 1965)، التي شاركته بالتمثيل في بطولة عدد كبير من العروض التي قام بإخراجها، وكذلك في تأسيس عدد من الأنشطة والفعاليات المسرحية. ويحسب للفنان نادر عمران مشاركته المهمة في تأسيس فرقة «فوانيس المسرحية» عام 1982، التي قدمت لخشبة المسرح الأردني بعض الأعمال الفنية والتجارب المسرحية التي تعد من أهم الأعمال التي حفرت بالفكر الإنساني الأردني والعربي، وكذلك مشاركته في تأسيس مهرجان فوانيس المسرحي عام 1984، الذي تحول مع بداية التسعينات إلى مهرجان أيام عمان المسرحية، ثم أصبح منذ عام 1994 مهرجانا دوليا، وهو المهرجان الذي نجح خلال دوراته المختلفة في استضافة عدد كبير من الفرق العربية والدولية، وكذلك عدد كبير من المبدعين المسرحيين في مختلف مجالات الإبداع المسرحي. هذا ويمكن تصنيف الأنشطة والفعاليات المسرحية التي شارك بها الفنان الموهوب نادر عمران إلى ثلاثة أقسام كما يلي:
أولا: تصميم الديكورات (أو السينوغرافيا بصفة عامة)
قام بتصميم الديكورات أو بتصميم السينوغرافيا بصفة عامة لعدد من العروض المسرحية - وأغلبها من إخراجه - ومن بينها المسرحيات التالية: طيبة تصعد إلى السماء (1992)، مسرحية رمزية جدا (1994)، كوميديا سوداء (1994)، جسر العودة (2001)، شعر في مسرح (2009).
ثانيا: الإخراج المسرحي
رغم من تخصصه في مجال السينوغرافيا (وهو مجال دراسته الأكاديمية) فإنه قد عشق الإخراج المسرحي واستطاع أن يضع بصمة مميزة له في هذا المجال بإخراجه لعدة عروض متميزة ومن بينها: عاش جلجامش عاش (1991)، طيبة تصعد إلى السماء (1992)، حياة لأجل الموت (1993)، مسرحية رمزية جدا (1994)، كوميديا سوداء (1994)، عيون ماريا والسندباد (1995)، جسر العودة (2001)، شعر في مسرح (2009). وجدير بالذكر أن جميع العروض السابقة من إنتاج فرق «الفوانيس» فيما عدا عرض وحيد كان من إنتاج خاص.
ثالثا: التأليف المسرحي
قام الفنان نادر عمران باستلهام عدد كبير من النصوص العالمية وإعادة كتابتها بما يتناسب مع رؤيته الفكرية والإخراجية، فهو لا يقوم بالتأليف المسرحي لتطبع مؤلفاته في صفحات الكتب ولكن لتقدم طبقا لرؤيته الإخراجية على خشبة المسرح، وبالتالي فهو يقوم بكتابة نص العرض أو بمعني أكثر دقة «سيناريو العرض»، الذي لا يتضمن الحوار فقط بل وأيضا الرؤية التشكيلية وخطة الإضاءة والموسيقى التعبيرية والمؤثرات الصوتية، وتضمن قائمة مؤلفاته المسرحيات التالية: عاش جلجامش (1991)، طيبة تصعد إلى السماء (1992)، حياة لأجل الموت (1993)، مسرحية رمزية جدا (1994)، عيون ماريا والسندباد (1995)، جسر العودة (2001).
رابعا: الأبحاث والدراسات
وبخلاف مجموعة المؤلفات المسرحية السابق ذكرها ساهم الفنان نادر عمران أيضا في إثراء المكتبة العربية بعدد من المؤلفات والدراسات المسرحية، من أهمها: تأريخ المسرح في الأردن للموسوعة العالمية للمسرح، دراسة عن الفرق المسرحية المستقلة في المنطقة العربية (لمهرجان لندن المسرحي)، دراسة عن أهم التجارب المسرحية في الأردن (لمهرجان أيام قرطاج المسرحية)، دراسة عن القضية الفلسطينية في المسرح الأردني (لمهرجان المدية بالجزائر)، دراسة «البحث عن مسرح» للدكتور مفيد حوامدة، نقد تحليلي للدكتورة نهاد صليحة في مجلة «المسرح» المصرية، دراسة نقدية لأعمال «زهير حسن» في دورية «الحياة المسرحية» السورية.

المسيرة والقواسم المشتركة:
جمعتني مع الفنان الصديق نادر عمران كثير من القواسم والسمات المشتركة، ولعل من أوضحها أن كل منا من مواليد عام 1955، وكذلك بانتماء كل منا واعتزازه بتخرجه في «أكاديمية الفنون المصرية»، كما أن تجربته المهمة التي تعد من أهم إنجازاته الفنية في مسيرته وهي مشاركته المحورية في تأسيس فرقة «الفوانيس المسرحية» عام 1982 قد واكبت أيضا مشاركتي المحورية في تأسيس «الجمعية المصرية لهواة المسرح» والتي تعد بالفعل خطوة هامة في مسيرتي الفنية والإبداعية، وكما انطلقت من «الجمعية» مجموعة المهرجانات المسرحية المحلية المتخصصة والتي توجت بعد ذلك بتأسيس «مهرجان المسرح العربي» الدولي، انطلقت كذلك فعاليات «مهرجان فوانيس المسرح» المحلي من فرقة «الفوانيس»، والذي توج بعد ذلك بتأسيس «مهرجان أيام عمان المسرحية» الدولي. والحقيقة أن الذكريات التي جمعت بيننا كثيرة جدا، خاصة مع تعدد اللقاءات بكل من «القاهرة» و«عمان» وأيضا بعدد كبير من المهرجانات المسرحية العربية، ولكن للأسف فكما قربتنا الأيام منذ مرحلة البدايات باعدت بيننا الظروف وكثرة الارتباطات خلال السنوات الأخيرة، فلم تتح لنا فرصة اللقاء منذ عام 2009، حيث كان اللقاء الأخير بيننا وبالتحديد في إطار فعاليات أيام قرطاج المسرحية» بتونس الجميلة، وما زلت أتذكر بكل الدقة تفاصيل تلك الساعات الجميلة التي قضيناها سويا بدعوة من الفنانة التونسية القديرة زهيرة بن عمار (بمطعم دار الجلد) وبحضور كل من الكاتبين الكبار عز الدين مدني وعبد الغني داود، والتي أمتعنا خلالها الفنان نادر بالحديث عن ومضات مضيئة في مشواره الفني بأسلوبه الممتع الشيق. حقا لقد باعدت بيننا الأيام والشهور ولكن رغم سنوات البعد كان كل منا حريص على الاطمئنان على الآخر وتتبع أخباره وإنجازاته، وكم كانت سعادتي بمعرفة أخباره بالتفصيل عام 2016 من شقيقته الفنانة الرقيقة نادرة عمران، وذلك حينما أسعدتنا بحرصها على المشاركة بفعاليات الدورة الرابعة عشر لمهرجان «المسرح العربي» بالقاهرة واستلام درع تكريمها عن مجمل مساهماتها المسرحية.
الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير والتكريم:
كان من الطبيعي أن تتوج المسيرة الفنية الثرية لهذا الفنان القدير وإبداعاته المسرحية المتميزة ببعض مظاهر التقدير والتكريم وبحصوله علي عدة جوائز وأوسمة وشهادات ومن بينها: جوائز الديكور والملابس والإضاءة عن مسرحية «روزنا وبناتها يبحثن عن أيوب» بمهرجان المسرح الأردني عام 1993، ميدالية الملك عبد الله الثاني بن الحسين للإبداع عام 2002، تكريم «أيام قرطاج المسرحية» عام 2005، تكريم «مهرجان المدية» وزارة الثقافة الجزائرية عام 2009.
وجدير بالذكر أن تلك المسيرة الثرية والتجربة الرائدة لهذا الفنان القدير وفرقته المتميزة «الفوانيس» لم تكن الأرض ممهدة أمامها، بل على العكس تماما فقد أثارت نجاحاتها المتتالية كثير من الأحقاد والعداوات، حتى أنه قد تعرض مع فرقته عام 1997 لأزمة كبيرة مع الصحافة ونقابة الفنانين، وتصاعدت تفاصيل الأزمة من مراسلات وتحقيقات واتهامات شخصية وأخلاقية وتهديد إلى إصدار بيانات شجب وفصل من عضوية النقابة (عام 1999) ورفع قضايا متبادلة، وذلك بسبب اتهامه بالتطبيع مع العدو الصهيوني لقبول دعم مؤسسة «فورد فونديشن» الذي قدمته لدورة المهرجان، وكذلك بسبب مشاركة فرقة مسرح «القصبة المقدسية» في الدورة، وقد واجه نادر عمران تلك الاتهامات بشجاعة ومن خلال وقائع حيث أكد أنه قبل شهرين فقط تم دعوة «مسرح القصبة» إلى فندق بشاطئ البحر الميت وقدمت لأفرادها دروع التكريم على اعتبار أنها فرقة فلسطينية، وبالتالي كيف يتم التعامل مع الفرقة على أساس أنها فرقة فلسطينية في نقابة الفنانين بينما يتهمونها بالهوية الإسرائيلية في أيام عمان المسرحية!!. وبالطبع تكشفت الحقائق كاملة مع مرور السنوات وسقطت المزايدات وانكشف المتآمرون، فلا صوت يعلو فوق الإبداع الحقيقي، ولا يمكن استمرار تزوير الحقائق وإلصاق التهم بالوطنيين الشرفاء.
ويجب التنويه إلى أن عدد كبير من الهيئات الثقافية بالأردن وبعض الدول العربية الشقيقة قد أبرزت خبر رحيله، حيث شارك وزير ثقافة الأردن نبيه شقم في رثائه وتقديم العزاء لأسرته، كذلك سارع نقيب الفنانين الأردنيين ساري الأسعد، والكثير من الفنانين والمبدعين الأردنيين والعرب، بنعي الفنان الراحل، كما قامت «الهيئة العربية للمسرح» (ومقرها إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية) بتقديم خالص العزاء معبرة من خلال أمينها العام الفنان إسماعيل عبد الله عن مدى حزنها لرحيله.
ولا يسعني في النهاية إلا أن أتوجه لله العزيز الرحيم بأن يغفر لهذا الفنان المتميز والصديق الغالي وأن يشمله برحمته ويدخله فسيح جناته جزاء ما أخلص في عمله وسعى جاهدا لتوظيف عشقه المسرحي من أجل إدخال السعادة على أبناء وطنه والارتقاء بمستوى وعيهم بصفة عامة، وكذلك حرصه على التمثيل المشرف لبلاده بجميع المحافل الفنية والمهرجانات العربية والدولية.
كلمات من القلب
 حينما يتحدث الفنان فإننا لا نستمع إلى كلمات وجمل تقليدية أو إلى عبارات إنشائية ولكننا نستمع إلى نبضات قلبه الصادق، وإلى مشاعره المرهفة وحكمة وحنكة وخبرة السنوات، فنشعر بصدقه وحماسه ومدى حرصه على تقديم خلاصة تجربته الإنسانية، وفي هذا الصدد لا بد من التأكيد على أن العبارات والجمل لا تحمل فكر المتحدث فقط بل تعبر أيضا عن ثقافته وتكشف عن معتقداته وتؤكد مواقفه، وفيما يلي بعض المقتطفات من بعض الحوارات الإعلامية التي تم إجرائها مع هذا الفنان القدير، وقد قمت بانتقائها وتجميعها بهدف استكمال تلك المحاولة لرسم صورة صادقة له تعبر عن أفكاره وتوضح مدى إيمانه بدوره: المسرح في «الأردن» جزء من المسرح في المنطقة العربية، لا يوجد مسرح فيه خصوصيات، قد يستثنى من ذلك «المسرح التونسي» الذي أراه متقدما نوعا ما مقارنة بالمسارح العربية، للأسف لا توجد حركة مسرحية فيها تراكم بأن تضم أعمالا جيدة مرة على مرة.
 أرى أن المسرح وسيلة تعبير نعبر بها عن همومنا وفرحنا وحزننا وحتى عن فسادنا ويكون ذلك أحيانا بصيغة جمالية أو سياسية أو دينية أو اجتماعية وغيرها، بمعنى أنه يمكن للمسرحي أن يحكي عن الحب والموت والوجدانيات ومواضيع أخرى، وبالتالي ليس بالضرورة أن يكون كل ما يأتي به المسرحي مرآة لمجتمعه، فالمسرح يمكن أن يكون أي شيء، مرآة للمجتمع أو ناقدا له أو موجه له ويمكن أن يكون كل هذا في عمل واحد، لهذا لا يجب أن نحصر المسرح في دور المرآة. وحقيقة لا أفهم هذه التشبيهات الوصفية!! لهذا يجب أن نكون تحليليين وليس وصفيين ونقول في الآخر أن المسرح يعبر عن شيء ما عند الفنان يريد أن يوصله لمجموعة ما من المتلقيين، يعني باختصار إن المسرح أداة.
 بالتأكيد المسرح هو إفراز للمدنية - مثل البرلمان - فهو يحكي عن الماضي والحاضر والمستقبل ويضع قوانين وتوجيهات حول طريقة حياتنا، وأعطي مثالا عن ذلك بمسرحية «برلمان نسائي» التي كتبها أرسطوفانيس قبل ألفي سنة وتحكي عن عالم يحكمه النساء، حيث يمكن أن نعرض هذا العمل اليوم من دون أدنى مشكل. وأؤكد أن المسرح وسيلة للتعبير، لذا فإن التاريخ العربي المتراكم لا يقبل بوجود الفن الرابع لأنه كاشف له، خاصة وأن ما يقال على الخشبة يكون له وقع كبير على المتلقي، بالمقابل فرغم أهمية المسرح إلا أنني لا اعتقد أنه أداة فعالة للتغيير وإن كان له أثره وتأثيره في المجتمع.
 جميع أعمالي المسرحية المتعلقة بالقضية الفلسطينية تمثل مذكراتي الشخصية عن تاريخ «فلسطين» وما عايشته، قدمتها بطريقة «الكوميديا السوداء»، وقدمت من خلالها خلاصة تجربتي الشخصية مع الاحتلال، وفهمي وقناعاتي بعدالة قضيتنا الفلسطينية.
 أنا مع تدريس المسرح من الحضانة، لأن المسرح أداة تعبير تعلم وتفيد الجميع وبالأخص في موضوع التعامل مع الجسد والروح، نحن لدينا «تابو» الجسد، فإذا تعلم الطفل فنيات المسرح من الحضانة لذهب واختفى هذا «التابو»، وعندما يلعب الأطفال من الجنسين معا وحينما يعمل المراهقون والشباب من الجنسين أيضا معا، يزول هذا الخوف الذي يجعلنا نرى أن العلاقة ما بين الناس مبنية على الجنس، إذن يجب حل هذه العقد.
 أنا مع استعمال التكنولوجيا في المسرح، فالمسرح قد تقدم أضعاف الأضعاف عندما اخترع المصباح الكهربائي، لذلك فالتكنولوجيا ضرورية ولازمة في الفن الرابع، وجيد أن هناك شركات همها أن تقدم تكنولوجيا خاصة بالمسرح.
 المسرح وسيلة للتعبير عن الآمال وكذلك عن الأفكار والقناعات والطموحات.. وفي الفترة التي ظهرت فيها مسرحيتي «حياة لأجل الموت» كنت أشعر أنها ولا تزال بداية إحساسي بانهيار الأشياء من حولنا، وان الحياة لم تعد أكثر من أكل وشغل مسرح وحكي في السياسة بانتظار الموت!!.. شباك التفاؤل الذي كان موجودا في حياتي غطته الآن في تلك الفترة ستارة سوداء، لقد تغيرت الباقة اللونية التي أعمل من خلالها في المسرح فاتجهت نحو اللون «النيلي» لأنني «اتنيلت» كما يقول أهل مصر.
 لم يعد ممكنا الآن - الذي كان ممكنا في السابق - أن يستغرق عمل مسرحي أربعة أو خمسة أشهر في التدريبات، لم يعد ذلك متاحا لأن الممثل لديه هموم يومية وظروف اقتصادية جعلت من الصعب أن يقدم أعمالا في المستوى السابق نفسه. أذكر عندما قدمنا عرض «حياة لأجل الموت» أننا اشتغلنا يوميا لخمسة أو ستة أشهر بواقع خمسة أو ستة ساعات.. في المسرحية الأخيرة «جسر العودة» لم نتمكن من إقامة التدريبات سوى في الأيام الواحدة والعشرين السابقة على موعد عرضها، ويمكن تخيل الفرق الكبير إذا وضعنا في الاعتبار أن «حياة لاجل الموت» كانت أقل زمنا وأقل عدد من الممثلين.
 قدمنا من خلال مهرجان «أيام عمان المسرحية» مواسم كثيرة ومتتالية للفرح طفنا بها الأردن، قدمنا من خلاله عروضا عربية وأوروبية وأفريقية مسرحية وموسيقية وأمسيات شعرية وعروض فنون تشكيلية، بالإضافة إلى الندوات وورشات العمل، قدمنا «الأردن» وجها حضاريا شديد الجمال وكونا لضيوفنا ذاكرة رائعة عن «أيام عمان» وزار ضيوفنا المعالم السياحية وقضوا أياما لا تنسى. لقد وضعنا «مهرجان أيام عمان المسرحية» ضمن المراتب الثلاث الأولى لأهم المهرجانات المسرحية العربية، ونشعر بالفخر الشديد حين نلتقي ضيوفنا السابقين من أصقاع الأرض ونراهم يهتفون فرحين ومعتزين بالتجربة الأردنية.
 ابتدعت طرقا كثيرة لإسعاد الناس، وسعيد أنني سأموت تعيسا..... كانت هذه الكلمات آخر ما كتبه الفنان العربي الراحل نادر عمران على صفحته على الفيسبوك قبل أن يفاجئه المرض ويدخل في غيبوبة لم يفق منها، بعد رحلة قدم فيها للمسرح الأردني أجمل مواسمه الفنية، وبعدما أضاء بقناديله خشبات المسارح في العاصمة «عمان» وعدة عواصم عربية أخرى.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏