العدد 873 صدر بتاريخ 20مايو2024
ارتبط المسرح المدرسي منذ نشأته بالمؤسسة التربوية (المدرسة) باعتبارها المكان الأنسب لاكتساب العلم والمعرفة، ويعد النشاط المسرحي من أنجح الأساليب في مجال التربية والتعليم لما له من أثر فعال في مخاطبة عقول الأطفال ووجدانهم في الوقت ذاته، ولما يعطيه من أبعاد قد لا يستطيع المعلم تقديمها داخل حجرة الدراسة، وتتضح أهميته من حيث دوره في تشكيل السلوك عبر إثارة اهتمام الطلاب ودعم مشاركتهم الإيجابية في العملية التعليمية والتربوية دعماً قوياً ومؤثراً وسريعاً في نفس الوقت ‘ولهذا أصبح المسرح المدرسي جزء لا يتجزأ من المدرسة وركيزة أساسية في الخطط والاستراتيجيات التربوية .
مفهوم المسرح المدرسي: هناك أكثر من تعريف للمسرح المدرسي إلا أنه يمكن القول أن المسرح المدرسي نوع من أنواع النشاط المدرسي، وسيلة من الوسائل التعليمية التي تعمل على تبسيط ، وتحبيب المواد الدراسية لنفوس التلاميذ، ووسيلة تربوية لتحقيق غايات وأهداف تربوية بطريقة مختلفة تكسر روتين الحصص اليومي وطرق التدريس القائمة على طريقة التنظير، هو المكان الذي يستطيع فيه المعلم القيام بنشاط تمثيلى بمساعدة التلاميذ في التعبير عن الأفكار والمشاعر وتحقيق أهداف تربوية متعددة من خلال التمثيل؛ حيث يعمل على تنمية مشاعرهم وأفكارهم وتجاربهم سواء كان ذلك في قاعات الدرس أو في مكان مخصص داخل المدرسة.
نشأة وتطور المسرح المدرسي: المسرح المدرسي ركيزة أساسية أصيلة لازمت المسار الإبداعي الموجه للطفل منذ القدم ، كما حمل المسرح المدرسي أعباء العملية التعليمية والتربوية محققاً بذلك أهدافها بوسائط متعددة تمكن المتعلم من اكتساب المعرفة، لقد نشأ ارتباط وثيق بين مسرح الطفل والمسرح المدرسي، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية عام «1904»، والأمر نفسه في إنجلترا حيث كان الأطفال يقومون بأدوار رئيسية في المسرحيات، وكانت تعرض فرقة «بن جريت Ben, Great» أعمال شكسبير في مدارس لندن عام (1918)، وفي ألمانيا افتتح أول مسرح للأطفال بمدينة لايبزغ عام (1946) وكان من بين أهداف المسرح إزالة الذكريات المؤلمة للحرب عن نفوس الأطفال أكدت كثير من البحوث على أن البداية التاريخية الحقيقية لمسرح الطفل كانت في فرنسا عام (1784)، وفي إيطاليا كان مصدر التسلية للأطفال هو مسرح الدمى كما أنهم كانوا يقبلون على نوع آخر من الفن الرفيع، هو الأوبرا، وفي روسيا: يعود تاريخ مسرح الأطفال والمسرح المدرسي فيها إلى عام (1918)، المسرح بالنسبة للأطفال وسيلة تعليمية هامة، فضلاً عن كونه وسيلة للإمتاع والتوجيه.
أما البلاد العربية: فقد عرفت هي الأخرى في تاريخها المسرحي القديم، مسرح الأطفال بأشكاله المختلفة من مسرح للعرائس، وخيال الظل، والمسرح البشري.
ففي مصر: الاهتمام بمسرح للأطفال كان على يد (عبد الله النديم) بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، قام بعدها (زكي طليمات) بتأسيس مسرح مدرسي من خلال مذكرته التي قدمها لوزارة المعارف التي تدعو لإنشاء مسرح بكل ثانوية
أما ظهور أول مسرح للأطفال وبشكل واضح ومعروف كان عام (1964)، وقد توالى الاهتمام بمسرح الأطفال وأشكاله ، في سوريا: فقد عرفت بدايات مسرح الأطفال فيها بمسرحيات خيال الظل، وقد كانت البداية الحقيقية لمسرح الأطفال ببداية الستينيات من القرن الماضي، إذ بدأ ببداية المسرح المدرسي الذي كانت موضوعاته تُستمد من التاريخ، وكان لظهور (سليمان العيسى) ومجموعاته المسرحية دوراً في تطوير المسرح المدرسي، ومسرح الطفل، وفي الأردن بدأت حركة مسرح الأطفال في الأردن على جهود المدارس وجمعيات ونوادي متخصصة بالأطفال.
وفي لبنان: بدأت حركة مسرح الطفل في أحضان النوادي والمدارس ، ثم بدأت المحاولات الأولى في ظهور مسرح الأطفال ... وأخذ المسرح طريقه كأداة فنية تبعث الروح الوطنية والقومية .... .وفي الكويت: البداية الأولى كانت عن طريق المسرح المدرسي لاسيما فريق مدرسة (الأحمدية)، وفريق مدرسة (المباركية) ..، وقد نشط مسرح الطفل والمسرح المدرسي وأخذ يعرض مسرحيات عدة تعالج أموراً ثقافية منوعة للأطفال .
في المغرب العربي نجده قد عرف زيارة عدة فرق مسرحية من مصر 1908، وفي الغالب كانت هذه المسرحيات تعالج موضوعات وطنية وقومية، واتخذت من الوعظ وسيلة لتوجيه الأطفال.
وفي العراق: لقد كانت المدارس الابتدائية نواة الاهتمام بالمسرح في العراق . في عام 1974 أقيم في العراق المهرجان الأول للمسرح الطلابي الذي ينضوي تحت لواء المسرح المدرسي. وانطلق المسرح المدرسي من رحم المدرسة.
نجد أن المسرح المدرسي أصل فني لمسرح الطفل، فالحتمية التاريخية تحيلنا إلى المدارس التي كانت المقصد الأول للأطفال يكتسبون منها العلم والمعرفة، كما غدت بدورها أماكن للعروض المسرحية، فالمسرح ظاهرة اجتماعية ونشاط متكامل لا يزدهر إلا في أوساط التربية والتثقيف والعلم، فأصبح فناً أصيلاً حريصاً على تنمية الوعي الفكري والروحي والجمالي لكل فئات المجتمع، فهو أبو الفنون .
الفرق بين المسرح المدرسي و مسرح الطفل:
تقوم فلسفة المسرح المدرسي على أنه وسيلة تربوية وتعليمية تعمل على تربية النواحي الجمالية والوجدانية والثقافية والفكرية والشخصية الاجتماعية لدى التلاميذ .
قد يستخدم المسرح المدرسي أثناء تأديته لوظيفته التعليمية عناصر العمل المسرحي، وقد يتخلى عنها أحياناً، ويرجع ذلك بسبب قصور من المربين والمشرفين عليه، أو عجز الهيئات المسئولة عن توفير مستلزمات العرض المسرحي من ديكور وإضاءة وملابس وغيرها لأسباب مادية ، ففي أغلب الأحيان لا تستطيع المدرسة سد متطلبات العمل المسرحي . كل عمل مسرحي عُرض بالمدارس أو أماكن العرض يستلهم مادته من التراث أو الواقع أو الدين أو من أي مصدر من مصادر الثقافة، أو يتخذ من مضامين المناهج التربوية مادة تعرض على الخشبة فهو يلبي رغبات وحاجات الطفل المعنوية والمادية مما يلقنه لهم من سلوكيات إيجابية وقيم أخلاقية ومعرفية يكتسبها الطفل بدون عناء ويبني عليها معارفه المستقبلية.
إن الممارسة المسرحية تفرض علينا الفصل بين المسرح المدرسي ومسرح الطفل، ولنتبين تلك الفروق الجوهرية التي جعلت كلاً من المسرحين فناً قائماً بذاته لابد من التطرق إلى أهم ما يميزها من عناصر فنية وتقنية جعلت كل مسرح متفرد بجمالياته الفنية عن الآخر علي الرغم من تطابق أهداف المسرحين.
أولاً: المتلقي في المسرح المدرسي ومسرح الطفل: يقسم الدارسون الفئات المستفيدة من المسرح المدرسي إلى ثلاث فئات:
الفئة من (6 – 12 سنة) وتمثل مرحلة الخيال.
الفئة من (13- 15 سنة) وتمثل مرحلة البطولة والمغامرة.
الفئة من (16- 18 سنة) وتمثل مرحلة بناء الشخصية والاتجاهات.
بينما يقسم المختصون المراحل العمرية للمتلقين في مسرح الطفل حسب النمو الاجتماعي:
الفئات من (3- 5 سنوات) وتتمثل في مرحلة الواقعية والخيال المحدود وهي مرحلة الطفولة المبكرة.
الفئة من (6 – 8 سنوات) وتتمثل في مرحلة الخيال المطلق والطفولة المتوسطة.
الفئة من (9 -12 سنة) وتتمثل في مرحلة البطولة، الطفولة المتأخرة.
الفئة من (12- - 16 سنة) وتتمثل في مرحلة المثالية، وهي المراهقة المبكرة.
الملاحظ أن المتلقي في مسرح الطفل يعرف المسرح في سن مبكر أي من سن الثالثة، « ويميل في هذه السن إلى الأعمال المسرحية التي تعتمد على الحركة وتستخدم العرائس والرسوم المتحركة»، بينما المسرح المدرسي فعلاقة المتلقي به نابعة من بدء التوافد الرسمي على المدرسة، إضافة إلى أن «جمهور مسرح الطفل يحتوي على جميع الشرائح الاجتماعية المتمازجة»، لكن في المقابل يختار المسرح المدرسي جمهوره من الأساتذة والتلاميذ وأولياء الأمور فهو يستلهم خصوصيته التعليمية والتربوية من ارتباطه بالمؤسسة التعليمية .
ويجب أن يضع الكاتب في اعتباره « أن جمهور مسرح الطفل من الأطفال، وأن هؤلاء الأطفال ينشدون المتعة ويبحثون عن السرور والبهجة (..) لكن في الوقت نفسه عليه أن يعرف أن الهدف التعليمي التثقيفي المعلوماتي هو من أسس النص الجيد المناسب لمسرح الطفل» .
ثانياً: المكان في المسرح المدرسي ومسرح الطفل: المسرح المدرسي ملزم بتقديم عروضه في المدرسة بعد إعداد حيز مكاني مناسب للعروض، أما مسرح الطفل فهو يقتضي مسرحاً محترفاً لتجسيد مستلزمات العرض المسرحي.
ثالثاً: مدة العرض في المسرح المدرسي ومسرح الطفل: يعرض العمل المسرحي خلال مدة زمنية معينة تتلاءم مع طبيعة النص المسرحي، ويحددها كذلك مراحل النمو، وإمكانية الطفل على التركيز. ويعتمد المسرح المدرسي تحديد زمن العروض حسب الفئات العمرية الموجه لها العمل المسرحي.
رابعاً: مصادر الكتابة المسرحية في المسرح المدرسي ومسرح الطفل: تستلهم مسرحيات الأطفال أفكارها من عدة مصادر مختلفة: كالتاريخ، والأساطير، والملاحم الشعبية، إضافة إلى تصوير الواقع وتقريبه من أذهان الناشئة، اما المسرحيات المدرسية فنجدها تجسد مضامين المناهج التربوية والتعليمية بهدف تبسيط معرفة أو ترسيخ بطولات اشتركت فيها الذاكرة الجماعية.
خامساً: اللغة في المسرح المدرسي ومسرح الطفل: تباينت الآراء حول مستويات توظيف اللغة في الأعمال المسرحية في مسرح الطفل بحيث نجد بعض النقاد ينادون باستعمال اللغة الفصحى البسيطة، والفئة الأخرى تدعو إلى استعمال اللغة العامية، إلا أن المسرح المدرسي يستخدم اللغة الفصحى لارتباطه بمؤسسة تعليمية تعمل على إثراء رصيد التلاميذ اللغوي.
سادساً: الديكور في المسرح المدرسي ومسرح الطفل: يختلف الديكور المسرحي لمسرح الطفل عن الديكور المدرسي كون الأول يُعد على خشبة المسرح، أما الثاني فلا يستطيع المشرفون تجهيز المكان المخصص للعرض بكل مستلزمات العرض، وذلك لضعف الإمكانيات.
سابعاً: الكتابة في المسرح المدرسي ومسرح الطفل: أول الشروط التي يجب أن تتوفر في الكاتب لمسرح الطفل والمسرح المدرسي هو « أن يكون واسع الخيال، لديه القدرة على التأليف المسرحي»(23) . على الكاتب في مسرح الطفل أن يدرس المشاهدين ووجهات نظرهم، وأن يعرف ما يشد انتباههم وما يحرك مشاعرهم.
بالمقابل فإن الكاتب في المسرح المدرسي مقيد بمضمون المواد الدراسية والمناسبات التي تعتبر مصدر إلهام المعلم، وتكمن صعوبة أداء المعلم لعملية الكتابة المسرحية في عدم درايته الكافية بأصول الفن المسرحي.
ثامناً: المخرج في المسرح المدرسي ومسرح الطفل: في مسرح الطفل المخرج هو القائد في العملية المسرحية، وهو الذي يخلق العلاقة بين الكلمة والشكل والفكرة والحركة، أما المسرح المدرسي فهو يعتمد في إشرافه على المعلمين فيختلف دور المخرج وتغلب عليه الوظيفة التربوية.
تاسعاً: الممثل في المسرح المدرسي ومسرح الطفل تعتمد المؤسسات المحترفة في عروضها للأطفال على الكبار وكذلك الأطفال ذوي الموهبة، إلا أن الممثل في المسرح المدرسي يكون عادة من المدرسة (طلاب المدرسة) .
أهمية وأهداف المسرح المدرسي:
المسرح المدرسي من أحب ألوان الأدب إلى الأطفال لأنه يجمع بين أكثر من شكل من أشكال الأدب، وهو مثله مثل أي نشاط يخدم العملية التعليمية، وله هدف عام هو دعم العملية التعليمية وتشكيل السلوك عبر إثارة اهتمام التلاميذ، ودعم مشاركتهم الإيجابية، ويتحقق الهدف العام انطلاقاً من مستويات مختلفة أعطت لهذا المسرح خصوصيته الفنية، وأبعاده التعليمية وهي :
أولاً: المستوى المعرفي: إن المسرح المدرسي يرتبط بالمعرفة بما يكسبه للمتعلمين من مهارات وخبرات ، ومواجهة الحياة بمواقف إيجابية، منها:
تنمية مهارات القراءة والكتابة، وزيادة الحصيلة اللغوية.
إكساب الأطفال القيم التربوية، والمعارف الجديدة.
سد الفراغ في بعض المناهج والمقررات باعتباره وسيلة تعليمية، وتبسيط بعضها.
استثمار وقت الأطفال فيما هو مفيد.
إثارة حيوية التلاميذ العقلية عن طريق إثارة الخيال لديهم.
التعرف على الجوانب الإيجابية من التراث.
ثانياً: المستوى النفسي: يعتبر المسرح المدرسي من أنجح الوسائل العلاجية وأسرعها لمختلف الأمراض النفسية التي تحول دون مواصلة التعلم.
القدرة على علاج حالات الخوف والخجل.
مساعدة الطفل على تكوين شخصيته وتنميتها من خلال علاقته بالعالم حوله.
إكساب المتعلم الثقة بالنفس، والقدرة على إبداء الرأي.
علاج عيوب النطق لدى الأطفال كالتأتأة، والفأفأة.
علاج بعض مظاهر السلوك التي تعطل التوافق النفسي والإجتماعي مثل ظاهرة العنف الطلابي، والقلق والميل إلى العدوان.
ثالثاً: المستوى المهاري:
تنمية استخدام الأسلوب العلمي في التفكير وتحليل المعلومات.
إكساب التلاميذ مهارات العمل اليدوي.
تنمية مهارات التصرف في مواجهة المواقف المفاجئة.
تنمية القدرة على التنسيق بين عناصر العرض المسرحي.
إكساب مهارات التعلم الذاتي.
رابعاً: المستوى الإجتماعي:
تنمية إحساس الطفل بالمشكلات الموجودة في المجتمعات.
تنمية القدرة على المحافظة على ممتلكات الغير.
دعم مقومات الهوية والشخصية المصرية، وتعميق الإنتماء للوطن.
تدريب الأطفال على الإسهام في حل المشاكل المحيطة بهم، وأهمية التفاعل الإيجابي.
التعود على العمل الجماعي .
تحمل المسئولية وتكوين علاقات إيجابية مع الآخرين.
غرس القيم الدينية وفهم الدين فهماً صحيحاً.
تنمية الإحساس بجمال الكون، وتذوق هذا الجمال والحفاظ عليه.
تنمية ميول واتجاهات التلاميذ الخاصة بالفن.
تعليمية المسرح «مسرحة المناهج»: إن مسرحة المناهج التعليمية وسيلة تعليمية تسخر المسرح لتجسيد القيم التربوية، والاحتياجات النفسية للتلاميذ، كما تهدف إلى مساعدتهم على التحصيل المعرفي . تعد مسرحة المناهج من أفضل الأساليب في التربية، لأنها تستخدم المسرح كوسيلة للمساعدة في تعليم الطفل وتثقيفه، وتحول قاعة الدرس إلى قاعة مسرح، وتخرج بعملية التدريس من شكلها التقليدى إلى صورة مشوقة تكسر حدة الملل، ويحدد كمال حسين المقصود بمصطلح المسرح التعليمي بأنه: « توظيف النشاط المسرحي داخل المؤسسات التعليمية، إما بقصد التربية المسرحية، (....) أو بقصد المساعدة في العملية التعليمية، من خلال ما يعرف بمسرحة المناهج، بتقديم جزء من مقرر ما في إطار درامي، وعرض مسرحي يعتمد على المشاركة الإيجابية للتلاميذ».، وعرفها البعض بأنها: « إعادة تنظيم محتوى المنهج المدرسي، وطريقة التدريس في شكل مواقف حوارية طبيعية، ويمثل التلاميذ الأدوار ، أو أنها « طريقة لتنظيم المحتوى العلمي للمادة الدراسية (..) ويقوم التلاميذ بتمثيل الأدوار الرئيسية .. تحت رعاية وتوصية المعلم».
أهداف المسرح التعليمي: يحقق المسرح التعليمي هدفًا عامًا ، وهو إظهار الإمكانيات البدنية، والعقلية، والنفسية لدى الأطفال، من خلال استخدام المسرح كوسيلة تربوية وتعليمية.
إن توظيف تعليمية المسرح داخل المؤسسات التعليمية يحقق أهدافاً عامة وهي:
تعليم حرفية المسرح وتقنياته، وتنمية التذوق الفني والجمالي، من خلال نشاط التربية المسرحية.
المساعدة في تفسير وشرح بعض المقررات الدراسية، أو أجزاء منها، فيما يعرف بنشاط (مسرحة المناهج).
المساعدة في تعديل السلوك وعلاج بعض الإضطرابات السلوكية والإنفعالية، فيما يعرف بنشاط (الإرشاد النفسي) أو إستخدام السيكودراما والعلاج بالدراما.
أهمية المسرح التعليمي: تحظى مسرحة المناهج بأهمية بالغة في العملية التعليمية :
تنمية شخصية الطفل من خلال لعب الأدوار والحركة الإبداعية التي تعتبر من الفنون المسرحية والإرتجال ضمنها.
يعتبر مركزاً لتجميع المواهب المتعددة في الرسم والتمثيل والشعر والخطابة فهو يضع رؤية شاملة لمواهب الأطفال لإعداد ما يسمى «جمهور المستقبل» حيث تبرز مهمة القائمين على المسرح المدرسي .
يلعب دورًا هامًا في المسيرة التربوية التي لها الأثر الفعال في تنمية ثقافة الطفل وتطوير ذوقه وقدراته.
المسرح المدرسي يعزز تلك الرغبة الكامنة عند الطفل ويطورها وهو ينسجم مع ذلك العالم الذي يتخيله ، وبأنه يقوم بضرب من فنون الدراما.
تدريب التلاميذ على العمل الجماعي التعاوني، من خلال توزيع الأدوار والمسئوليات عليهم.
عناصر البناء الدرامي في مسرحة المناهج: كيف تحول درساً إلى نص مسرحي؟
تشكل العناصر البنائية للعمل الدرامي إطارًا مهمًا وهي:
الفكرة: مسرحة المناهج قائمة على الفكرة المراد تبليغها للمتلقي.
الموضوع: هو الحدث العام الذي يعرض الفكرة بأساليب ملائمة للتلاميذ.
الحبكة: من الضروري أن يسير الدرس الممنهج وفق نسق زمني تسلسلي منظم.
الشخصيات: تعتبر ناقلة للأفكار، ولها أهداف تسعى لتحقيقها من خلال الدراما.
الحوار – اللغة: اختيار اللغة من أهم المتطلبات الأساسية في مسرحة المناهج.
إن مسرحة المناهج تحقق الهدف الأسمى للتعلم إنطلاقًا من احتواء البرنامج الدراسي نفسه، وتكييفه مع المستويات الفكرية للتلاميذ.
المراجع
حسن إبراهيم حسن: مسرح الطفل في الوطن العربي نحو مستقبل أفضل، قطر: مجلة التربية، عدد 95، يوليو 1989، ص 49.
محمد حامد أبو الخي: مسرح الطفل، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1988)، ص 27.
هشام زين الدين: التربية المسرحية الدراما وسيلة لبناء الإنسان، ط1، (بيروت: دار الفارابي، 2008)، ص 56.
محمود خليفة: (المسرح المدرسي: مسرحيات مدرسية مختارة)، مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، مصر، 2007، ط1، ص7.
سالم اكونيدي: ديداكتيك المسرح المدرسي من البيداغوجيا إلى الديداكتيك، ط1، (الدار البيضاء: دار الثقافة للنشر والتوزيع)، 2001، ص 65-66.
أحمد صقر: مسرح الأطفال، (الإسكندرية: مركز الإسكندرية للكتاب، 2004)، ص 49.
حسن مرعي: المسرح المدري، دار ومكتبة الهلال، بيروت، الطبعة الأخيرة، 2002، ص10
زينب محمد عبد المنعم: مسرح ودراما الطفل، عالم الكتب، ط1، القاهرة، 2007، ص 44.
وارد وينفريد (وينفريد) (1986): مسرح الأطفال، ترجمة: محمد شاهين الجوهري، عمان، الأردن، الدراما العربية للتوزيع والنشر، 1986، ص 20.
عبد الفتاح أو معال: في مسرح الطفل، دار الشروق للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 1984، ص 14.
عبد الفتاح أبو معال: في مسرح الطفل، مرجع سابق، ص 15.
عيسى العمراني: المسرح المدرسي، دار الهدى، الجزائر، 2006، ص 12.
عبد الفتاح أبو معال: في مسرح الطفل، مرجع سابق، ص 16
عبد الفتاح أبو معال: في مسرح الطفل، مرجع سابق، ص 17
عبد الفتاح أبو معال: في مسرح الطفل، مرجع سابق، ص 16
حسن مرعي: المسرح المدرسي، مرجع سابق، ص 22
سمير قشوة: مسرح الطفل الحديث، دار الفرقد، سوريا، ط1، 2006، ص 25
محمود سعيد: النزعة التعليمية في فن المسرح، العربية للنشر والتوزيع، مصر، ط1، 2009، ص 204
حنان عبد الحميد العناني: الفن والدراما والموسيقا في تعليم الطفل، دار الفكر الطبعة، عمان، ط1، 2002، ص 183
كمال الدين حسين: المسرح التعليمي المصطلح والتطبيق، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، ط1، 2005، ص 33
حسن شحاتة: النشاط المدرسي، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 2000، ص 21
عبد النبي رزق: المسرح التعليمي للأطفال، القاهرة، الهيئة العامة للكتاب، 1993، ص 15
أحمد اللقاني: معجم المصطلحات التربوية المعرفة في المناهج وطرق التدريس، القاهرة، عالم الكتب، 1996، ص 148