مخرجو فرق الأقاليم: يجب إعادة النظر في الميزانيات وتوفير دور عرض مناسبة

مخرجو فرق الأقاليم: يجب إعادة النظر في الميزانيات وتوفير دور عرض مناسبة

العدد 869 صدر بتاريخ 22أبريل2024

تعد الثقافة الجماهيرية المتنفس الأكبر الذي يضخ هواء الإبداع في رئات الفرق القومية المسرحية للهواة ما بين النوادي والشرائح، في محاولة لإثبات الذات                                                  
بأقل الإمكانيات، ومع قرب نهاية الموسم الجاري لمسرح الثقافة الجماهيرية ذهبنا لنتحرى عن المعوقات التي تواجه الفرق وكيف يصب ذلك على الإبداع، ومدى تأثيره. وفي جولة سريعة مع بعض مخرجي فرق الأقاليم كشفنا عن أبرز مقترحاتهم أيضاً، لتكون بمثابة توصيات للمواسم القادمة                                                                                                                             

نتمنى استقرار الفرق واعادة هيكلتها
قال المخرج كرم نبيه من إقليم جنوب الصعيد : الموسم المسرحي 2023/2024
كان زاخرا بالعديد من الإيجابيات والتحديات التي واجهناها، أهمها عدم انتظام الفرق بمعنى عدم وجود كيان حقيقي للفرق؛  وبالتالي غياب الكوادر الفنية عن الفرق،  وكذلك سوء التنظيم والتنسيق فيما يتصل بالمسئولين عن المواقع والفرق المسرحية، أما أبرز التحديات واصعبها فهي تأخير الإنتاج؛  وبالتالي تمدد فترة العمل على العرض المسرحي لعدة شهور؛  مما يسبب حالة من الممل والفتور، ناهيك عن اقتراب موعد العروض، وتزامنها مع الإمتحانات؛  مما سيؤثر على الطلاب المشاركين بالعروض، وكذلك اختلاف اسعار الخامات المطلوبة بسبب عدم استقرار الأسعار وزيادتها بشكل كبير، ما يضر بجودة العمل .
اما طموحاتي فنتمنى استقرار الفرق واعادة هيكلتها بشكل يجعل منها فرقا مستمرة قادرة على العطاء والاستمرارية، ودعم المواهب المختلفة واستيعابها وتنميتها بعمل ورش عمل تدريبية على مدار العام كما نتمنى وجود مرونة في الإجراءات الخاصة بإقامة العروض من قبل ادارة المسرح والأقاليم المختلفة،  وانتظام المهرجانات بما يحقق فعاليات حقيقية قادرة على خلق حراك فنى وثقافي في الأقاليم.

استمارة استبيان رأى 
فيما قال محمد حامد، مخرج فرقة قصر ثقافة الإسماعيلية إقليم القناة وسيناء، الذي قدم هذا العام رواية  1984  دراما تورج أحمد عصام  : لابد من التأكيد على الجهد المبذول من الإدارة العامة للمسرح،  التي تسعى منذ بداية الموسم الحالى للتغيير و الاصلاح، و هو جهد واضح و مشكور،  نتمنى أن يستمر و يحقق أهدافه، أما عن الصعوبات فأكمل: الصعوبات و المشاكل متكررة منذ سنوات بشكل تحول إلى مأساة هزلية،  و كأننا نفقد الذاكرة سنويا على الرغم من وجود لائحة تنظيمية،  لأول مرة، منذ فترة محددة بجدول زمنى واضح،  و لكن للأسف من وضع هذة اللائحة ليس هو المسئول عن تنفيذها، لأن الفروع و الأقاليم و إدارة المسرح يتعاملون كجزر منعزلة ، فليست كل مواقع الفرق مؤهلة أو مهيأة لاستقبال المشاريع ، وكالعادة الإنتاج يصل متأخرا ،والمسارح غير مجهزة والمقايسات غير منطقية  لارتفاع الأسعار الجنوني، فضلا عن نصوص معادة ومكررة ومواعيد غير واضحة  وعن امنياته ومقترحاته.
تابع : أتمنى أن لا نفقد الذاكرة فى الموسم القادم،  و أن نعمل منذ اليوم على تلافي الأخطاء وأقترح تعميم عمل استمارة استبيان رأى للمشاركين فى العروض وللجمهور، يقدم بيانات حقيقية تجمع و تحلل،  وتناقش بشكل حقيقى، وإذا كتب للفكرة النجاح و تم تطبيقها بشكل مؤسسى ، فلا مانع ابدا من أن تكون جزءا حقيقيا من تقييم العرض .

إجتماع مع رؤساء الأقاليم ومديري الفروع
فيما قال المخرج محمود عثمان الذي يقدم عرض «غائب لايعود « لفرقة بيت ثقافة فيصل: الإدارة العامة للمسرح تضع كل عام ضوابط وشروط للمخرجين قبل بداية الموسم، وكيفية بدء الموسم وإنهائه فى مواعيد محدده،  وعندما يبدأ الموسم تبدأ المعوقات، ومن الممكن أن تكون هذه المعوقات التى أعانى منها هي نفس المعوقات التي يعاني منها المخرجون فى مواقع أخرى،  وخصوصا إنها متكرره معى فى بعض المواقع ومنها وأهمها أولاً  :عدم تحديد أماكن البروفات. ثانيا وذلك أهم وأخطر عدم تحديد مكان للعرض لظروف ما، وهنا أتحدث عن تجربتى فى السويس وأقول إن مبنى القصر منذ مدة في مرحلة إحلال وتجديد ولا يوجد مكان للعرض،  ولا حتى بروفات، فهناك كم معاناه كبيرة كي نقيم بروفة، فلا يوجد أمامنا إلا الأماكن المفتوحة هذا بخلاف طقس الشتاء،  فنحن فى أماكن مفتوحة طيلة أربعة أشهر على هذا الحال، وفى انتظار معرفة مكان محدد للعرض، لذلك مستمرون فى البروفات،  ليس هنا فى السويس غير مسرح قصر الثقافة،  وهناك مسرح آخر ولكنه يتبع أحد الشركات،  وهو غير مجهز فنيا بأى شكل من الأشكال، وحاولنا محاولات عديدة عمل بروفات ، معظم الفرق بدأت عروضها ونحن مستمرون فى المحاولة مع مدير الفرع الذى يحاول معنا أيضأ.
وتابع : كما أن الإمكانيات الفنية فى معظم مسارح الأقاليم ضعيفه جداً، من إضاءة وصوت فهي لا ترقى لمستوى يجعل فريق العمل،  خصوصا المخرج الذى يحاول قدر المستطاع أن يصل برسالته، أن يقدم عملا يليق بالجمهور ووصول رؤيته الفنية،  ومن ثم التنافس مع العروض التى تجد كل الإمكانيات الفنية والمادية والمسرح المجهز.
وهناك أيضا الإنتاج في ظل بيروقراطية الصرف والفواتير والنظام الجديد «الفاتورة الألكترونية» هذا بخلاف تأخير الميزانية، جميعها أشياء تقع على عاتق المخرج  الذي من المفروض أن يتفرغ للحالة الفنية فقط، يجد نفسه هو المسؤول الأول والأخير عن كل البنود السابق ذكرها، وفى النهاية فهو يقيم بدرجات،  ويتنافس مع الأخذ فى الاعتبار النواحى الفنية  من إضاءة وصوت وحركة وملابس... كل هذا مسئول عنه المخرج الأسطورة، صاحب العصا السحرية،  الذي يدخل منافسة مع من لا يشغله سوى العرض فقط . تابع : السؤال الذى يطرح نفسه هنا: من المسئول عن كل تلك المعوقات.. هل إدارة المسرح أم الإقليم ام مديرى الفروع؟ وهو السؤال الأهم الذي يواجه المخرجين. هذه المشاكل لو تم التواصل مع  إدارة المسرح حول المشاكل الأربعة السابق ذكرها.. البعض  يؤكد أن هذه المشاكل تخص الإقليم ومدير الفروع،  وليس لهم شأن  بها؛  إذن من يحاسب الإقليم ومديري الفروع أم هي الإدارة.  من وجهة نظري البسيطة: يجب إقامة اجتماع قبل بداية الموسم مع رؤساء الأقاليم ومديري الفروع،  ومعرفة كل شىء عن أماكن البروفات،  والعروض الخاصة بكل محافظة، وإن لم يتوفر ذلك فلا داعي لإهدار المال العام وتستيف الأوراق،  يكفى أن يكون هناك عروض تتاح لها كل الإمكانيات، إنتاج وأماكن بروفات وعروض حتى تخرج الهيئة العامة لقصور الثقافة بعروض مشرفه تمثلنا فى المهرجان القومى،  خصوصا أنه خلال السنوات الماضية تم تصعيد 5 أو 6 عروض للمهرجان،  لم تحصل على أى جوائز،  وهذا من وجهة نظرى طامة كبرى لأكبر هيئة لإنتاج العروض المسرحية.

مخرج الثقافة الجماهيرية محارب
فيما قال وليد شحاته مخرج عرض «في هذه الليلة» لفرقة قصر ثقافة البدرشين، إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، إن فكرة المهرجان الإقليمي رائعة جداً، ولكن المشكلة الرئيسية هي المواقع نفسها وأماكن العرض والتجهيزات ومشاكل الإنتاج، علاوة على أن المخرج هو الحلقة الأضعف، لأنه طرف أساسي في كل المشكلات، التي ليس له سلطة حلها، فدوره الرئيس هو فنه، فمخرج الثقافة الجماهيرية مخرج محارب جداً،  مطلوب منه أن يتعامل مع كل الأطراف ويقوم بحل المشاكل التي تواجه العرض على المستوى الإداري. 
وتابع قائلاً : قدمت عرضي أوائل مارس والمهرجان الأقليمي في أواخر إبريل، والديكور لايوجد له مخزن فتم تخزينه في الشارع وقد يتلف بسبب العوامل الجوية، وعن أمنياته أضاف : أتمنى أن يكون هناك تنظيم بشكل أكبر وتسهيل الإجراءات وكذلك ابتكار أفكار جديدة لمسرح الثقافة الجماهيرية .

الالتزام بالمواعيد المقررة سلفاً للإنتاج
بينما كشف المخرج عبد الرحمن سالم الذي قدم عرض ثورة الفلاحين لقصر ثقافة غزل المحلة إقليم غرب ووسط الدلتا : أولى مشكلات الموسم الاستمرار على الميزانيات الضعيفة برغم زيادة أسعار الخامات بشكل جنوني، مع خصم نسبة الضرائب  العالية جداً،  خصوصاً بعد استحداث نظام جديد للصرف من خلال مورد عام لكل فرع وإقليم ، كذلك عدم الالتزام بالمواعيد المقررة سلفاً من إدارة المسرح للإنتاج، في بعض الأحيان يكون السبب بعض الزملاء من المخرجين ولكن لأنهم علموا أن الكل في النهاية سواسيه، فالكل يعمل بلا رابط أو اهتمام بميعاد. وتابع سالم : آخر القرارات الخاصة بالمخرجين أن من سيعرض بعد 15 إبريل فهو خارج المهرجان الإقليمي ، وهناك كثيرون التزموا وقدموا العروض في رمضان رغم صعوبة ذلك، وفي النهاية لم يحدث في فرع الغربية مهرجان إقليمي، فكان لزاما أن انتظر انتهاء بقية المخرجين من عروضهم؛  ليتسنى لهم المشاركة في المهرجان الإقليمي ، بالإضافة إلى أن هناك جانبا ماديا مهما جدا لابد للإدارة التدخل فيه، وهو يخص مستحقاتنا التي نظل طوال العام نلهث وراءها ولا جدوي..أعلم انها مسئولية الإقليم، ولكن لابد لنا ممن يبحث عن حقوقنا، ويكون نصيرا لنا، وتابع : إقامة المهرجان الإقليمي شيء محمود جدا حتي تكون هناك رؤية موحده للعروض بمسرح واحد ولجنة واحدة، واتمني أن يحدث هذا، ولكن يبدو ان كل محافظة ستعرض علي مسرح مستقل وأسوأ ما سيتم أن الإدارة ستفرض علينا العروض أثناء الاستعداد لامتحانات الطلبة بعد 15 يوما، وعن أمنياته للمواسم القادمة أكمل : اتمني التزام الإدارة بالمواعيد المقررة سلفا، ومساعدة المخرجين علي تنفيذها..واذا كان العيب من المخرج يتم حسابه.

إقامة عروض كل إقليم علي مسرح موحد 
وقال المخرج أحمد المغربي الذي قدم تجربته» إنسو هيروسترات» لفرقة قصر ثقافة فوة بكفر الشيخ، إقليم شرق الدلتا، إن أبرز المعوقات التي تواجه أغلب المخرجين هي ضعف الميزانيات في ظل ارتفاع أسعار الخامات وأضاف: الموقع الذي قدمت فيه تجربتي هذا العام غير مجهز على مستوى التقنيات الصوتية والإضاءة كما أن المقاعد متهالكه تابع : سعيد منسي مدير الفرق لم يدخر مجهودا لمساعدة المخرجين، كان داعما كبيراً ، وكذلك سمر الوزير مدير عام الإدارة فقد كانت أدارت الموسم المسرحي بقوة وذكاء حقيقي،  وكان ذلك واضحاً في إقامة عروض كل إقليم علي مسرح موحد؛  حتى تتساوي الإمكانيات والفرص،  وهو حل عبقري بشكل كبير يحقق مبدأ تكافؤ الفرص والمنافسة بشكل عادل.                                                                

اهتمام الهيئة بدور العرض 
 وقدم المخرج حسام التوني الذي قدم عرض « الطاحونه الحمراء « لفرقة القاهرة التابعة لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد عدة مقترحات فقال : يجب أن تكون هناك معالم واضحة لخطط الموسم منذ بدايته،  ولا يتم تغيرها حتى وإن كان هناك أنشطة أخرى، يجب أن تكون هناك مواعيد محددة وثابتة ومعروفة عن متى ستبدأ للعروض، وذلك منذ بداية الموسم،  وكذلك توفير مسارح وتكون كل فرقة على علم بالمسرح الذي ستعرض عليه، ولا يتغير هذا الموعد. واتفق التوني مع أغلب مخرجي الثقافة الجماهيرية حول ضرورة إعادة النظر في الميزانيات فقال : يجب إعادة النظر في الميزانيات، فمن الصعب أن يحصل الممثل سواء أ ، ب ، ج على مبلغ ثلاثمائة أو خمسمائة جنيه، فهي تعد مبالغ زهيدة، كذلك يجب رفع ميزانية الديكور خاصة مع ارتفاع أسعار الخامات، وأعتقد أنه من الممكن تقليص عدد العروض التي يتم إنتاجها حتى يكون الناتج الإبداعي أكثر جودة وتميزاً .
وتابع التوني : اقترح أن تتحرك العروض الجيدة في المحافظات ، وهو ما سيرفع من مستوى العروض، على أن تكون هذه الجولات بمثابة مكافأة للفرق التي قدمت عروضاَ جيدة، وحققت مراكز متقدمة  فيتم رصد ميزانية جديدة لها ، كذلك من الضروري أن تهتم الهيئة بدور العرض، فمن الصعب أن يكون هناك مسرح واحد لمحافظة مثل محافظة القاهرة،  وهو مسرح قصر ثقافة روض الفرج، تقدم عليه كل فرق الثقافة الجماهيرية، من نوادي مسرح وبيوت وقصور وقوميات، وهو ما قد يتسبب في تهالكه، يجب أن يتم توفير أكثر من مسرح لا يتسني إنتاج مسرح؛ إلا إذا توافرت دور عرض جيدة، كذلك ضرورة وجود ضوابط مستقلة لكل نشاط على حدة، فمن غير المعقول إلغاء  نشاط من أجل نشاط آخر .

توفير أماكن مناسبة للعروض داخل المواقع
وأشار المخرج أحمد عبد العظيم الذي قدم هذا العام عرض « متلازمة الذاكرة الزائفة « لقصر ثقافة ديروط إقليم وسط الصعيد، إلى  أن مشكلة قلة أماكن العرض تعد هي المشكلة الرئيسية لأغلب الفرق في المواقع الثقافية المختلفة؛  وهو ما يضطر المخرجين للجوء لأماكن أخرى مثل المدارس وقاعات الأفراح ودائما تكون تجهيزاتها سيئة.
وتابع : أتمنى في المواسم المقبلة توفير أماكن مناسبة للعروض داخل المواقع، وإقامة المهرجانات الأقليمية كل عام، لأن هناك عروضا كثيرة يقل تقييمها بسبب موقع ومكان العرض وهو أمر خارج عن سيطرة القائمين على العرض ، كذلك أتمنى تحديد مواعيد ثابتة للعروض بعيداً عن أيام امتحانات المدارس والجامعات،  خاصة أن أغلب المشاركين في فرق الثقافة الجماهيرية من الطلبة وهو ما يجعلنا نقدم العروض بدون أريحيه .

أن يكون الموسم المقبل أكثر انضباطا 
وكشف المخرج محمد لطفي عثمان الذي قدم عرض ثورة الموتى لقصر ثقافة أحمد بهاء الدين إقليم وسط الصعيد إن أكثر معوقات هذا الموسم تغيير المواعيد فيما يخص المهرجان الإقليمي، وكذلك الميزانيات ثم اللجان التي تقوم بمناقشة المشاريع  والأسلوب غير الموفق من بعضها، كما تمنى أن يكون الموسم القادم  أكثر انضباطا ودقة، وأن يحصل كل مخرج على ما يستحق من ميزانية، على أن تتم محاسبته إذا لم يستغلها بشكل موفق.


رنا رأفت