العدد 864 صدر بتاريخ 18مارس2024
يقول ألفرد سكاون بلنت، مخاطبًا مجموعة المؤتمر الوطني المصري، في اقتباس وَرَد في كتابه «التاريخ السري لاحتلال إنجلترا لمصر»:
«احذروا منا، فإننا لا نريد لكم شيئًا من الخير، لن تنالوا منا دستورًا، ولا حريةً شخصية، وما دُمنا في مصر، فالغرض الذي نسعى إليه من البقاء فيها هو أن نستغلها لمصلحة صناعتنا في مانشستر، وأن نستخدم أموالكم لتنمية ممتلكاتنا الأفريقية في السودان.. لم يبق لكم عذر إذا انخدعتم، فاحذروا أن تنساقوا إلى الرضا باستعباد بلادكم ودمارها»(1)
وبالنظر للأدب المسرحي، فإن استراتيجيات المستعمِر نتجت عنها نصوص عملت على رسم صورة في آدابه للشعوب المستعمرة بغرض توفير مبررات للاستعمار من خلال بناء صورة متخيلة ومغلوطة للشعوب والأمم، تمهيدا لتسهيل عملية الاستعمار، وفي مواجهة ما سبق كله، نشأ خطاب آخر عمل على نقض الاستعمار، وكشف استراتيجياته اتكاءً على نص مضاد؛ وهو ما يعرف بنظرية ما بعد الكولونيالية Post colonialisme، هذا الحقل الذي تربعت على اهتمام جملة من أبرز المفكرين والنقاد، ومن أهمهم أربعة وهم:
1- إدوارد سعيد.
2- فرانتز فانون.
3- هومي بهابها.
4- جياتري سبيفاك.
هؤلاء الأربعة ينتمون إلى هُويّات حضارية مختلفة ولكن جمع بينهم التمرد على الخطاب المركزي الذي يصدره العالم الأول، من أجل تفكيك محاولاته للهيمنة على المناطق التي سبق وتم استعمارها، وينتمي إليها هؤلاء المثقفون.
أولا - دراسات ما بعد الكولونيالية.. النشأة والمفهوم
لقد اجتهدت الدول الاستعمارية في شن حملات خارج ديارها في إطار ما كانت تعتبره فتحًا حضاريا لشعوب ما زالت - حسب زعمها - لا تملك ما يؤهلها للارتقاء لمستوى البشر، وبهذا فالأوروبي المستعمر صاحب رسالة تنويرية، وبدعوى هذا الهدف استحالت المستعمرات colonies إلى ملكيات خاصة.
ومن هنا، وانطلاقًا من رصد هذه الممارسات الاستلابية والتغريبية، تبلور لدى مجموعة من مثقفي دول العالم الثالث -الذين هاجروا أو تم نفيهم - وعي رافض في تناولهم للخطابات السائدة ليضمهم حقل دراسي استطاع – وبجدارة - أن يستوعب تطلعاتهم في تعرية وفضح خطاب المركزية الغربية عن طريق تفكيك الخطاب الاستعماري، ويعتقد بعض النقاد أن «الدراسات ما بعد الكولونيالية» بدأت بالنقد الذي طرحه المفكر الكبير إدوارد سعيد في كتابه «الاستشراق orientalisme “!
ولقد كان أول استخدام لمصطلح “ما بعد الكولونيالية(2) post lecolonialisme” في مجال النظرية السياسية مطلع السبعينيات، ولكنه لم يكتسب معناه الذي نعرفه الآن إلا في الثمانينات والتسعينيات من القرن العشرين، فأصبح مصطلح “ما بعد الكولونيالية» تسمية لنظرية في الدراسات الثقافية والنقد الأدبي.
ثانيا - أقطاب دراسات ما بعد الكولونيالية
إدوارد سعيد ( Edward Wadie Saïd )
إذا ما تحدثنا عن «سعيد» فإننا سنعطي الكلمة لواحد من أهم أعماله على الإطلاق، وهو «الاستشراق»؛ والذي يعتبر بداية شرعية؛ ليس لأنه أول كتاب تحدث فيه عن الاستشراق، بل لأنه جعل منه أطروحة داعمة ومدعومة، فـ”هناك شبه إجماع بين الدارسين على الدور المؤسس الذي لعبه كتاب إدوارد سعيد عن “الاستشراق»، في صياغة اللبنات الأولى لنظرية ما بعد الكولونيالية(3)
ويعمد سعيد إلى وضع فرضياته الأساسية في كتاب الاستشراق، استنادا إلى:
1- حالة التقابل بين الشرق والغرب، باعتبار ما يحتويه كلا النطاقين من تاريخ فكري وعقلي ولغة وعادات وتقاليد ومفاهيم خاصة.
2- محاولة ترصد مجال القوة الذي ميّزَ التوجهات والبِنَي الثقافية بين الطرفين.
3- الوقوف على مدى ترصد مجال السيطرة والهيمنة، وما ينجم عنه من قدرة الطرف الأقوى على التمثيل وأخذ المبادرة بالحديث عن الآخر، باعتبار ما توفق إليه من خصائص ميزته عن الطرف المقابل.
4- اعتماد خطاب الاستشراق على المؤسسة السياسية والاجتماعية الغربية. (4)
ولقد استطاع هنا أن يبرهن بأن كل الأنظمة الثقافية الغربية والإمبريالية مرتبطة ارتباطا وثيقا بسياسات واستراتيجيات القوة؛ حيث تطرح هذه الدراسة بالنسبة له: «خطوة لا نحو فهم السياسة الغربية والعالم الغربي في هذه السياسة وحسب، بل نحو فهم قوة الخطاب الثقافي الغربي»، فيقول: «إن أملي هو أن أوضح البنية المتينة الصلبة للسيطرة الثقافية، والأخطار والإغراءات الكامنة في استخدام هذه البنية، خصوصًا بالنسبة للشعوب المستعمرة سابقا»(5)
كما يبدو واضحًا، فإن إدوارد سعيد هنا ينحو إلى كشف الأقنعة الأيديولوجية للإمبريالية الغربية، من خلال تأكيده على العلاقة المتبادلة بين المعرفة الكولونيالية من جهة، والسلطة الكولونيالية من جهة أخرى.
ويري ديفيد كارتر، في كتابه “النظرية الأدبية» بأن تحليلات إدوارد سعيد للخطابات الاجتماعية المختلفة هي بشكل أساسي تفكيكية و»ضد التيار»، فقد كان هدفه تقديم نقد من شأنه أن يقوض هيمنة خطابات العالم الأول.
وبالنسبة لـ”سعيد» جميع تمثيلات المشرق المقدمة من قبل الغرب تشكل جهدًا دؤوبًا يهدف إلى الهيمنة والإخضاع، وقد خدم الاستشراق أغراض الهيمنة الغربية لإضفاء الشرعية على الإمبريالية، وإقناع سكان هذه المناطق بأن قبولهم للثقافة الغربية هي عملية تمدين إيجابية، ومن خلال تعريف الاستشراق للشرق، فإنه يعرف أيضًا كيف يصور الغرب نفسه (وذلك من خلال التعارضات الثنائية) فالتشديد على الشهوانية والبدائية والاستبدادية في الشرق يؤكد على الصفات الرشيدة والديمقراطية عند الغرب(6)
ولذلك فسعيد يؤمن بأن البحث في الميدان الكولونيالي لا يمكن أن يكون نزيهًا.
أولا - كون العلاقة القائمة بين الثقافات هي علاقة غير متكافئة.
ثانيا - لأن هذه المعرفة سواء تناولت اللغة، العادات، أو الأديان لهذه الشعوب فإنها دائمًا ما تستخدم لمصلحة الإدارة الكولونيالية.(7)
فرانتز فانون: Fanon Frantz
استخدم فانون نظرية التحليل النفسي مطورا إياها لإبراز عواقب الاستعمار السيكولوجية والاجتماعية، وذلك بتركيزه على خطورة جانب من الكولونيالية، الذي يحط من قدر الإنسان، إذا يتعاطي فانون مع فك شفرة الآثار النفسية الخطيرة التي خلفتها الهيمنة الكولونيالية على الشعوب، هذه الهيمنة التي تتجاوز وبكثير حدود الاستلاب المادي لتصل إلى الاستلاب الانساني، ولعل هذا ما يمثل نقطة التقاء بين فانون وإيميه سيزر صاحب الكتاب القوي والمؤثر «خطاب الكولونيالية»؛ حيث يرى سيزر أن الكولونيالية لا تستغل الذات المستعمرة فحسب، بل تحط من قدرها وتجردها من إنسانيتها أي تحويل الذوات إلى أشياء وهذا ما يساوي التشيؤ thignification (8)
ويوضح فانون منظوره في رائعته “معذبو الأرض” حين يقول: “يسكن هذا العالم المنقسم إلى نصفين جنسان مختلفان؛ فأصالة السياق الكولونيالي هي أن الواقع الاقتصادي وعدم المساواة والفرق الهائل في طرق الحياة لا تعود أبدا لتخفي حقائق الإنسان؛ فعندما تنظر عن قرب إلى السياق الكولونيالي، فإنك تجد بوضوح أن ما يقسم العالم يبدأ بحقيقة الانتماء أو عدم الانتماء لعرق أو جنس ما، وفي المستعمرات نجد أن البنية الفرعية الاقتصادية بنية فوقية، والسبب هو النتيجة، أنت غني لأنك أبيض، وأنت أبيض لأنك غني، فعنصر «العرق”، هو المحرك الأساسي والمحوري لطبيعة العلاقة بين المستعمِر والمستعمَر، بل ويعتبر العالم منقسمًا على أساس عرقي أو إثني قبل أن يكون على أساس طَبقي اقتصادي كما هو الحال عند ماركس، معتبرًا أن الاستعمار مصدر للعنف والإرهاب، وبذلك يعتبر فانون المنظومة الغربية - التي ينتمي إليها - رمزًا للتسلط الثقافي، ومنظومة مركزية مبنية على قوة العلم والثقافة وذلك بغية الهيمنة والسيطرة الإمبريالية بشتّى أنواعها(9)
الخطاب النقيض والتراث المعتمد
ظل التعليم الرسمي الذي يمنح للذوات الكولونيالية - ولأجيال عديدة أثناء وفي الأغلب بعد الحكم الإمبريالي - منحصرًا في الاهتمام بالتراث المعتمد المرتبط بمركز أوروبي بعيد أما” الأدب الإنجليزي، شغل وضعية مائزة داخل الفصول الدراسية ما بعد الكولونيالية، حيث كان الهدف من دراسته تحضير « Civilise الطلبة الأصليين بأن يبث فيهم الذائقة والقيم البريطانية دون اعتبار لمقتضيات السياق المحلي.
ولا يزال للتراث الإمبريالي المعتمد وجوده في العديد من المجتمعات ما بعد الكولونيالبة، وهو الأمر الذي لا يتبدى فقط في اختيار المناهج والقيمة النسبية التي تسبغ على النصوص الأوروبية، ولكنه يتبدى أيضًا من خلال الطرائق التي تدرس بها هذه النصوص - إذ عادة ما يتم تدريسها دون اعتبار جاد لتوجهاتها الأيديولوجية.
إذا أخذنا في الاعتبار التأثير الذي يحدثه التعليم الكولونيالي، الذي يعمل من خلال الأدب على تكريس قيم اجتماعية - ثقافية خاصة، جدا تحت ستار الحقيقة الكونية، لما اندهشنا لذلك الجهد البارز من قبل الكتاب / الفنانين المستعمرين لإعادة تناول الكلاسيكيات الأوروبية لاستثمارها في إطار أكثر محلية ولتجريدها من سلطتها أصالتها المفترضة.
تسمي هيلين تيفين هذا المشروع، بالخطاب النقيض للتراث المعتمد، وهي عملية يقوم بموجبها الكاتب ما بعد الكولونيالي بتعرية وتفكيك القناعات الأساسية التي يتبناها نص معتمد canonical وذلك من خلال إيجاد نص « نقيض» counter text» يحتفظ بالعديد من الدوال المميزة للنص الأصلي مع تغيير بنيات القوة التي يقوم عليها هذا النص: وهو ما يتم غالبا على نحو مجازي allegorically.
كما إن تقديم صياغة مسرحية staging لنص مسرحي معتمد في حالته البكر قد يكون بمثابة خطاب نقيض يؤدي إلى خلق مناطق توتر بين النص الأصلي الإنجليزي وعملية تجسيد هذا النص في إطار محلي، وهذا التوتر ينشأ من خلال العرض المسرحي الذي يعمل على مراجعة النص، فإعادة كتابة الشخصيات والسردية والسياق، أو الجنس الأدبي للنص المعتمد هو بمثابة وسيلة لمساءلة الإرث الثقافي للإمبريالية وبمثابة خلق فرص متجددة للاشتباك مع هذا الإرث وليست كل النصوص التي تحيل إلى نماذج معتمدة بمثابة خطاب نقيض إن التناص intertextuality - والذي يحيل من خلاله نص ما إلى نصوص أو أنظمة نصية أخرى - لا ينطوي بالضرورة على مشروع إعادة كتابة، ففي حين يقوم الخطاب النقيض دائمًا على التناصّ لا يعد التناص دائمًا خطابًا نقيضًا.
إن الخطاب النقيض - حسب تعريفنا له - يعمل بشكل فاعل على زعزعة بنيات القوة التي يقوم عليها النص الأصلي ويمكن في هذا السياق أن نقدم مثالين لصياغتين معاصرتين وهما لير لأدوارد بوند وماكبت ليوجين يونسكو.
إن تلك المسرحيات التي تفصح عن معالجات ضدية للتراث الأوروبي المعتمد تكاد دائمًا تستدخل عناصر أدائية وذلك باعتبارها جزءا ضمن أدوات مقاومتها للإمبريالية، والدراما - كنوع فني - تتسق على نحو خاص مع الخطاب النقيض، بل وتعتبر فعالة في تعبيرها عن هذا الخطاب، ومن ثم فإن الخطاب النقيض هو وارد دائما في التقديم المسرحي لنص معتمد بل ومتوقع أيضًا في بعض الحالات، ومن ثم فإن مسرحة مشهد ما على سبيل المثال أو تصميم الملابس لشخصية معينة يمكن أن يتيح مستويات مضافة من الدلالة، وهذه المستويات بمقدورها مساءلة قناعات النص المعتمد سواء من خلال تقويض شفراته المعتادة كما هو الحال في:
1- المحاكاة الساخرةparody .
2- تكييف appropriating هذه العلامات التمثيلية representational التي تعبر في الأساس عن الجماعة / الثقافة السائدة.
3- إن التحكم في الشفرات والسياقات الأدائية لمسرحية ما يمكن أن يتمخض بشكل فاعل عن إزاحة بنيات القوة التي تبد محتومة سلفا داخل النص الأصلي، وذلك حتى مع وجود حوار ثابت أو حبكة مغلقة .
التراث الشكسبيري
تبرز مسرحيات شكسبير باعتبارها أهدافا للخطاب النقيض، وذلك ضمن المحاولات ما بعد الكولونيالية العديدة لإعادة معالجة النصوص المعتمد، فلقد كان تداول كتب شكسبير - داخل الدائرتين التعليمية والثقافية - بمثابة قوة لها هيمنتها وفعاليتها عبر تاريخ الإمبراطورية البريطانية، وهذه القوة ما زالت تفعل فعلها في كل المستعمرات الإنجليزية السابقة، ففي الهند وكندا وأستراليا وجنوب أفريقيا ونيوزلندا وجزر الهند الغربية، ظل شكسبير - لأجيال عديدة -الكاتب المسرحي الأشهر والأكثر انتشارا، بل والكاتب المسرحي الوحيد الجدير بالاهتمام.
إن «الصناعة الشكسيبيرية - في تأثيرها على الأنظمة التعليمية، والخطابات النقدية، والثقافة المسرحية لمجتمع ما – غالبا ما تعمل على نحو يدعم أفكارا وقيما بل وأنساقًا معرفية تعد غريبة على المتلقين ومن ثم ترتبط بهم ارتباطا محدودًا، وليس لها من وظيفة سوى دعم مصالح الإمبريالية؛ وما زال الطلبة يدرسون شكسبير ويمتحنون فيه على نحو ينطوي على قناعة بأنه يعبر عن الماضي الأمثل والتركيز هنا يقع فقط على الشخصية وبنائها الداخلي، كما يتم الانشغال بكل ما هو لا زمني ومتجاوز transcendental.
ولا يدهشنا أن الثقل الأيديولوجي لتراث شكسبير، يظهر أكثر ما يظهر في المسرح حيث ما زالت أعماله ينظر إليها باعتبارها المعيار الأوحد لفن الدراما على إجماله، وهذه الأعمال إنما تمثل الاختبار الأمثل لكل ممثل أو مخرج جديد، بل وتعد علامة على جمهور ذي ثقافة رفيعة، بل وتقف علامة لا تباري على الثقافة culture ذاتها .
إن ازدهار الصناعة الشكسبيرية كان له تأثير هائل ليس فقط على «الريبرتوار» المسرحي للدول المستعمرة، وإنما أيضًا على توجهات التمثيل والإخراج وجوانب العرض المسرحي الأخرى، ففي التعليم المسرحي، كما هو الحال في النظام التعليمي الكولونيالي - ظل الطلبة حتى وقت قريب يلقنون - بأشكال مختلفة - أهمية أن يتقنوا أداء نصوص شكسبير إذا ما رغبوا في إبراز مواهبهم، ومثل هذه الممارسة كانت لها تأثيراتها الدالة على عملية إعادة تشكيل المفردات المسرحية الخاصة بالممثل الذي لا ينتمي للثقافة الأنجلو سكسونية(10).
هوامش
1- بيل أشكروفت – دراسات ما بعد الكولونيالية – ترجمة: أحمد الروبي – ص 7
2 - إدوارد سعيد: العالم والنص والناقد، ترجمة عبد الكريم محفوظ، منشورات اتحاد الكتاب العربي، دمشق،2000، ص.9-8
3- إدوارد سعيد: الاستشراق وما بعده، ترجمة ثائر ديب، منشورات ورد، دمشق،، 2004 ص. 42 )
4- إدوارد سعيد: الاستشراق ترجمة كمال أبو ديب، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت ط،2001،5 ص..42-40
5 - المرجع نفسه:ص .57
6 - ديفيد كارتر: النظرية الأدبية: ترجمة باسل المسالمة، دار التكوين، دمشق، سورية، الطبعة الأولى، 2010 ص125
7 - المرجع نفسه: ص72
8 - Frantz Fanon; les damnés de la terre، édition la découverte/poche، Paris 2002،p6
9 - صبحي حديدي: الخطاب ما بعد الكولونيالي- في الأدب والنظرية النقدية، الكرمل، العدد،47، 1993ص.16
10 - هيلين جيلبرت – الدراما ما بعد الكولونيالية – ترجمة سامح فكري – ص (2-37)