أسس ومبادئ في فن الإدارة المسرحية العمل على تنظيم وتصميم كواليس المسرح(2)

أسس ومبادئ في فن الإدارة المسرحية العمل على تنظيم وتصميم كواليس المسرح(2)

العدد 858 صدر بتاريخ 5فبراير2024

** ثم تأتي مرحلة بروفات الحركة، ويتم فيها:
- تسجيل ملاحظات المخرج لخطوط الحركة والديكور والإضاءة وألوانها والإكسسوار والأثاث حسب المشهد: من المهارات الأساسية لمساعد الإدارة المسرحية تسجيل كل ملاحظات المخرج أثناء عمل بروفة الحركة، وتتضمن: خطوط حركة الممثلين، أوضاع قطع الديكور والأثاث على خشبة المسرح الثابتة والمتحركة، ملاحظات الإكسسوار (العام- والخاص بالممثلين)، ملاحظات الإضاءة (أمانها وتوزيعها، وإضاءات الخاصة لمشاهد خاصة)، والصوت (مؤثرات صوتية- موسيقى- أغاني)، الرقصات أو التعبير الحركي، أو أي ملاحظات أخرى ينطقها المخرج أثناء العمل.
- حركة الممثلين: يتطلب تسجيل حركة الممثلين التي يقوم المخرج برسمها اتباع قواعد خاصة لتسهيل تسجيلها والرجوع إليها، ولضمان كتابتها بدقة دون عشوائية. ويتلخص ذلك في خطوتين: الأولى: كيفية تخطيط نسخة العمل والكتابة عليها، الثانية: المعرفة التامة بتقسيم خشبة المسرح وخطوط حركة الممثل.
- تخطيط نسخة العمل: يجب أن تكون نسخة العمل ذات جانب أبيض غير مكتوب عليه، ويفضل البعض أن تكون النسخة مكونة من ورقة بيضاء فاصلة بين ورقتين للحوار.
- يتم عمل جدول في جانب الورقة البيضاء يتضمن عدة خانات، هي: الترقيم، الحركة، الإضاءة، الصوت، ملاحظات أخرى وتتضمن ما يتعلق بالديكور والملابس والاكسسوار أو أي ملاحظات أخرى.
- الترقيم يشير إلى رقم الحركة في الصفحة المقابلة في الحوار، ثم تكتب خطوط الحركة في خانة الحركة، وفي باقي الخانات تكتب أي ملاحظات خاصة بها للمخرج يقولها أثناء البروفة. مع التأكيد على التدوين الدقيق لها.
- قبل بدء البروفة يحصل أعضاء فريق الإخراج من المخرج على نسخة مبدئية (كروكي) من أوضاع الديكور والأثاث على خشبة المسرح. ليقوم المساعد بتثبيتها في نسخة النص للرجوع إليها والعمل منها. وعليه أن يقوم بتسمية وترقيم كل قطعة موجودة على الخشبة باسمها والذي يقوله المخرج، ويقوم بالترقيم بشكل تسلسلي من اليمين لليسار أو من اليسار لليمين، بحيث يكون ذلك بأسلوب موحد بين جميع أعضاء هيئة الإخراج.
- يفضل عادة أن يستعمل القلم الرصاص في التدوين الأولي مع استعمال الممحاة، نظرا لأن معظم المخرجين يقومون بتغيير تصميم الحركة أكثر من مرة. 
-  يجب أن يكون مساعد الإدارة المسرحية حاضر الذهن، نشيطا، سريع البديهة، على درجة عالية من التركيز والانتباه مع كل ما يقوله المخرج.
- أمام الجملة الحوارية التي يقوم المخرج بتصميم الحركة لها، يتم كتابة الترقيم الخاص بها مثلا: 1، والجملة التالية 2، التالية 3، وهكذا دواليك أثناء العمل أولا بأول. بمجرد كتابة الترقيم يتم الانتقال للجدول في الصفحة المقابلة وكتابة الحركة في الخانة المخصصة لها.
- يعمل البعض هنا على سبيل سرعة الإنجاز بكتابة الحركة بجوار الجمل الحوارية بالقلم الرصاص مع استخدام رموز وإشارات وأسهم توضح اتجاه الحركة أو شكلها، على أن يقوم بعد البروفة بتنظيم ذلك كله في الخانات المخصصة بالجدول.
- يجب أن يستعمل كل أعضاء هيئة الإخراج نفس المصطلحات والرموز معا، ويتم يوميا اجتماعهم بالمخرج المنفذ سواء قبل البروفة أو بعدها لمراجعة وتوحيد نسخ العمل. حيث أن نسخة العمل ليست ملكا شخصيا، إنما هي ملك العمل نفسه، بحيث إذا غاب أي فرد لأي سبب، يستطيع غيره القيام بمهامه من نفس النسخة التي يستخدمها دون عناء.

ملاحظات:
- عند كتابة الحركة يجب تدوين وضع جسم الممثل كما طلبه منه المخرج، وأحيانا كثيرة لا يتلفظ المخرج بالوضع المطلوب لأن الممثل ذا الخبرة البسيطة غالبا يتخذ الوضع المطلوب مباشرة دون توجيه من المخرج، وعلى هذا يجب معرفة كاتب الحركة باسم وضع الجسم وتدوينه من تلقاء نفسه بملاحظة الممثل. 
- الحركة المسرحية للممثل إما خط مستقيم للأمام أو بالميل للداخل أو للخارج في اتجاه ممثل آخر أو قطعة ديكور أو أثاث، أو خط منحني (نصف دائرة) سواء للداخل أو للخارج. وعند تدوين الحركة في النسخة يجب ذكر شكل الحركة بالتفصيل. 
- على مدون الحركة أن يتخذ مكانا مناسبا لوقوفه أمام خشبة التمثيل بحيث يسمح له بكشف منطقة التمثيل كاملة أمام عينيه، وبحيث لا يكون عائقا أمام المخرج في مشاهدة منطقة التمثيل أو الممثلين، وبحيث لا يقف بين الممثلين فيعيق حركتهم، وبحيث يكون قريبا بمسافة مناسبة تتيح له سماع صوت المخرج والممثلين جيدا.
- في حالة عدم لحاق مدون الحركة بكتابة أحد الحركات أو ملحوظة نتيجة تلاحق المخرج في تصميم الحركة، عليه أن ينتظر حتى توقف المخرج من نفسه ثم يطلب منه إعادة ما فاته، ولا يقاطع المخرج إطلاقا لأي سبب، ولا يهمل و لا يتحرج بعدها في السؤال عما فاته.
- حصر عدد قطع الديكور والاكسسوار وأصنافها: يقوم مساعدو الإدارة المسرحية بحصر جميع قطع الديكور والأثاث في قائمة خاصة بها وكذلك كل الإكسسوار المستخدم في العرض في قائمة خاصة به. على أن يتم في القائمة تحديد القطعة وتصنيفها، وأوجه استخدامها والمشاهد التي تستخدم فيها، ومكان وضعها، وبالنسبة للإكسسوار يتم تحديد الإكسسوار العام والاكسسوار الشخصي وتحديد الشخصية التي تستخدمه والمشاهد التي يتم استخدامه فيها. وهنا يتم وضع قائمتين قائمة خاصة بعضو هيئة الإخراج لاستخدامها في البروفة، وقائمة أخرى مجردة يتم من خلالها متابعة تنفيذ الانتهاء من تصنيع أو شراء قطع الاكسسوار أو الديكور مع الفني أو الفنان المختص بالتنفيذ.
- متابعة شراء الخامات للديكور والملابس والاكسسوار: من المهام الواجبة لمساعدي هيئة الإخراج متابعة العملية الإنتاجية في التصنيع من بدايتها وفي كل خطواتها لضمان دقة التنفيذ من قبل فنان مدرك وواعي لكل تفاصيل العملية الفنية، حيث أن أي خطأ غير مقصود أو عن غير فهم من موظف مشتريات أو موظف إنتاج فإنه يضر بتنفيذ العمل، فمثلا عند شراء مستلزمات الديكور أو الإكسسوار أو الملابس فهناك خامات معينة يتم تحديدها وألوان خاصة سواء للقماش أو الأخشاب أو المعادن، فإذا تم شراؤها بنسبة خطأ ولو بسيطة دون وجود الفنان المصمم لها أو مساعد هيئة الإخراج الدارس والخبير بها، أثناء عملية الشراء، فذلك قد يتسبب في أخطاء في التصنيع أو تشويه أو إفساد للخامة المصنعة وفي المنتج النهائي لها سواء أكان قطعة ديكور أو ملابس أو إكسسوار.
وعلى هذا فإن مساعد هيئة الإخراج لابد أن يكون دارسا وملما بالكثير من الخامات وأصنافها وتأثيراتها وكيفية استخدامها مع الإلمام ببعض طرق التصنيع.
- اتقان مبادئ التلقين المسرحي:  وتعد من أهم الواجبات التي لابد من إتقانها لدى كل مساعدي هيئة الإخراج، لأن ظروف العمل بالبروفات قد يضطر أي منهم في أي لحظة للقيام بتلك المهمة، رغم تخصيص مساعد معين لأدائها أو وجود ملقن محترف. 
- يجب أن يكون مع الملقن نسخة كاملة من النص محذوف منها كل الجمل المستبعدة، ومدون بها كل الجمل المضافة أو المعدلة، وأي ملاحظات سبق للمخرج أن ذكرها وتم تدوينها حول الحوار. 
- على الملقن أن يكون سريع البديهة وعلى علم بكل الوقفات والقطعات بين الجمل، خصوصا تلك المرتبطة بأداء الممثل، فعليه أن يلتقط أسلوب عمله من الممثل وطريقة أداءه، سواء بالملاحقة أو التوقف أو الإسراع وهكذا.
- عليه أن يكون مرتفع الصوت للممثل، تخرج منه الجمل واضحة بنطق سليم، ومنخفض الصوت للصالة أو المشاهدين. وألا يثير صوته جلبة أو إزعاج يؤثر على تركيز الممثل أو أداءه وألا يزعج المخرج أيضا. 
- الملقن المحنك هو الذي يكون سريعا في إعطاء التلميح بالجمل، وغالبا ما يدرك بإحساسه الخاص مواقف التردد والارتجاج حتى قبل أن يبدأ الممثل بالفعل في أداء دوره. ويختلف الممثلون فيما بينهم أثناء البروفات فيما إذا كان يرغب الممثل في إعطاءه التلميح بالجملة أم لا، خصوصا في البروفات النهائية التي يشعر فيها الممثل أنه قد حفظ دوره بشكل كبير فمنهم من يرغب في التلميح ومنهم من يرفضها من باب الإحساس بتمام الحفظ. فعلى الملقن أن يكون حساسا لرغبة هذا أو ذاك.
- لا ينبغي على الملقن أن يترك النص جانبا أثناء قيام الممثلين بالبروفات.
- يفضل أن يكون مكان الملقن في البروفات الأولى أمام مقدمة خشبة المسرح. وفي البروفات النهائية ينتقل إلى الكالوس الأول أو في فتحة مقدمة المسرح الجانبية (الكاونتا)، متجها بوجهه إلى أعلى داخل الخشبة، حتى يكون النصيب الأكبر لصوته موجها للخشبة والممثلين عكس اتجاه الجمهور.
- بعد عدة أيام يكون كل ممثل قد حفظ دوره، لكن يفضل وجود الملقن دائما ومتابعته للحوار كاملا أثناء العرض واستعداده لأي طارئ قد يطرأ أثناء التمثيل، حتى آخر ليلة عرض. كما أنه أحيانا يكون أحد الممثلين كبيرا في السن غير واثق من الحفظ أو عادة تخونه الذاكرة ويظل بحاجة للتلقين طوال فترة العرض.
- نسخة النص المخصصة للملقن يجب أن تكون خالية من أي إضافات أو ملاحظات قد تشتت انتباه الملقن، فهي مخصصة لتلقين الحوار الصحيح والمنضبط المتفق عليه فقط.
** تنفيذ تعليمات مدير خشبة المسرح: مع اقتراب موعد العرض ومع بدء البروفات النهائية، ينتقل فنانو (مساعدو) الإدارة المسرحية إلى مرحلة أخرى جديدة تتضمن عددا جديدا من المهام يتم من خلالها تنفيذ تعليمات مدير خشبة المسرح، من أهمها:
- توزيع الغرف على الممثلين: أثناء البروفات النهائية وقبل بداية العرض الأول بأيام قليلة يقوم مدير المسرح بالتعاون مع المخرج المنفذ بتوزيع الغرف على الممثلين طبقا لقواعد معينة، حيث يضع في الاعتبار مدى نجومية الممثل بطل أو بطلة العرض ليكون له الأولوية في الغرفة الأفضل تجهيزا واتسعا وقربا من خشبة المسرح ويتحقق فيها الخصوصية تقديرا لمكانته. بعد ذلك تكون الغرف القريبة من الخشبة لمن هم أكثر تغييرا للملابس لتحقيق سرعة التغيير والعودة للخشبة سريعا، ويفضل أن تكون الغرف الأكثر اتساعا مخصصة للراقصين والراقصات ولأعداد الممثلين أو المجاميع، كما يتم تخصيص غرفة للماكياج، وغرفة للملابس وغرفة لتشوين الإكسسوار يوميا، وهكذا..
وعلى مساعد الإدارة المسرحية هنا تنفيذ ذلك بدقة، حيث يتسلم من المخرج المنفذ قائمة أو جدولا بالتوزيع، وقبل أن يسلم الممثلين مفاتيح الغرف عليه أن يشرف ويتابع مدى نظافة الغرف ومدى جاهزيتها لاستعمال الممثلين من حيث وجود مقاعد للجلوس، دولاب للملابس، مرآة سليمة، إضاءة كافية، تهوية مناسبة، وفي حالة وجود مروحة أو تكييف عليه التأكد من تشغيله، والتأكد من سلامة مفاتيح وأبواب الغرف. وفي حالة أي عطل عليه متابعة الإصلاح مع الفني المختص. ثم يقوم بعد ذلك بتسليم الغرف للممثلين.
- ترتيب الديكور حسب المشهد: على مساعد الإدارة المسرحية تخطيط قائمة لمشاهد العرض خاصة يتم فيها تحديد ديكور كل مشهد ووصفه بالتفصيل وتحديد كل قطعة ومكانها، ويكون هذا بترتيب مشاهد العرض. ومراجعة ذلك مع مصمم الديكور.
- تخزين وتشوين الديكور بشكل صحيح بعد انتهاء العرض المسرحي: يعد تشوين الديكور بعد نهاية العرض من أهم المهام في كواليس المسرح، وتلك المهمة يقوم بها عمال المسرح، لكن لا بد أن يكون بإشراف ومتابعة مساعدي الإدارة المسرحية، حيث أن ذلك يتطلب وجود مكان متسع وكاف لكل قطع الديكور، ويجب مراعاة تنسيق وتنظيم القطع عند التشوين، بحيث يتم في سهولة دون تزاحم أو تعقيد، يراعى حمايته من أي حوادث تسبب له أي كسر أو إفساد له، وبحيث يراعى سهولة خروجه في اليوم التالي قبل العرض، ويراعى تشوين كل قطعة في أقرب مكان للكالوس الذي تدخل منه إلى الخشبة، ويراعى الحفاظ على أمان وصحة العاملين والفنانين الذين يتحركون في الكواليس في تحديد أماكن وأسلوب التشوين، حيث أن الحركة في الكواليس مشوبة بالمخاطر لأنها غالبا ذات إضاءة ضعيفة جدا إن لم تكن مظلمة مما يعرض السائر لخطر الاصطدام بالديكور والإصابة لا قدر الله.
- ضبط إيقاع العرض المسرحي: ليس المقصود بذلك ضبط إيقاع الممثلين على الخشبة أثناء التمثيل فتلك مسئولية الممثل، ولكن ضبط وتنظيم الدخول والخروج من وإلى الخشبة للممثلين والراقصين والمجاميع، بحيث لا يحدث أي تأخير في لحظة دخول أحدهم، ولا يحدث العكس أيضا، أي التبكير في الدخول عن اللحظة المحددة، ويكون ذلك بالتجهيز المبكر لكل فنان باستدعائه للتواجد في الكالوس المخصص لدخوله قبل الموعد بوقت كاف كي يتهيأ ويستعد للدخول في الدور على مستوى الأداء، وللدخول على الخشبة في اللحظة المناسبة المحددة، وهذا يتطلب أن يكون مساعد الإدارة المسرحية المكلف بذلك معه نسخة مخصصة محدد فيها بالكتابة بألوان مختلفة لحظات الدخول ومفاتيحها، وكذلك تحديد جمل حوارية سابقة بوقت كاف يتم فيها استدعاء الفنان إلى الكالوس والانتظار. وينطبق ذلك على دخول وخروج قطع الديكور والأثاث و الاكسسوار بحيث يكون كل منهم في موعده المحدد وبسرعة دون تباطؤ.
- تسهيل الحركة في الكواليس للممثلين والديكور والأثاث: يتطلب العمل في العرض المسرحي من الممثلين والعمال والفنيين التنقل والحركة في الكواليس أثناء سير العرض، فالممثل يحتاج إلى التحرك للتوجه إلى الكالوس الذي سيدخل منه على الخشبة، العامل يحتاج الحركة لتحريك الديكور والأثاث، الفني لضبط ومتابعة العمل الخاص به سواء للإضاءة أو الصوت أو الكهرباء أو غيره. وهكذا فهذا التنقل خلف الكواليس كما ذكرنا من قبل مشوب بالمخاطر للشخص المتحرك، وأيضا للخامات والقطع الموجودة بالكواليس التي قد يسبب الارتطام بها خطرا على الشخص يؤدي للإصابة أو الوفاة لا قدر الله، نظرا لوجود أخشاب وحدائد، إضافة لأسلاك كهربائية وغيرها قد لا يراها من يسير في ظلام الكالوس، لذا فعلى مساعدي هيئة الإخراج متابعة تسهيل تلك الحركة لكل العاملين في العرض، فيكون مساعد الإخراج مدركا بشكل كامل كل تفاصيل الكالوس، ويكون معه كشاف إضاءة صغير للإنارة لمن يريد الحركة، ومتابعته حتى يعبر الكالوس بسلام، مع التنبيه على الجميع بعدم التحرك في الكالوس إلا للضرورة فقط مع متابعة تنفيذ ذلك.
** تجهيز المسرح للعرض المسرحي، وتشمل:
- مراجعة أجهزة الإضاءة والصوت: يجب حضور كل أعضاء هيئة الإخراج قبل بدء العرض بساعتين أو ثلاث وضرورة وجود الفني المختص سواء بالإضاءة أو الصوت وعامل الكهرباء، وتتم مراجعة جميع الأجهزة للتأكد من سلامتها وجودة تشغيلها، وتصليح التالف منا إن وجد، ويلاحظ أنه لا يتم إطلاقا الاعتماد على أن الأجهزة أثناء العرض في اليوم السابق كانت سليمة، فمثلا قد يفاجأ الكهربائي بأن لمبة بروجيكتور قد احترقت ويحتاج إلى تغييرها، كما يقوم منفذ خطة الإضاءة بمراجعة كل مفاتيح الخطة والتأكد من سلامة الأجهزة ووضعها السليم في أماكنها، والتأكد من صحة سير الخطة المسجلة على الجهاز، وذلك بشكل يومي طوال فترة العرض، دون إهمال أو تكاسل إطلاقا. وكذلك الأمر بالنسبة لأجهزة الصوت وخطة الصوت المسجلة على الأجهزة، والتأكد من سلامة وجودة السماعات والأسلاك والمايكات وجودة توصيلها وشحن البطاريات الخاصة بها. 
- مراجعة الديكور والإكسسوار في الكواليس، والتأكد من سلامتها: يجب على مساعدي الإدارة المسرحية مراجعة قطع الديكور المشونة بالكواليس، وأدوات الإكسسوار المخزونة في غرفة خاصة بها، من حيث سلامتها والتأكد من عدم حدوث أي كسور أو خدوش أو قطع أو نقص فيها والتأكد من تعداد كامل قطع الإكسسوار دون نقصان أو إفساد. ويتم ذلك قبل بداية العرض بفترة كافية لا تقل عن ساعة أو ساعتين، كي يتم إصلاح أو صيانة أي عطب أصابها قبل العرض بوقت كاف. كما تتم تلك المراجعة أيضا بعد نهاية العرض.
- التأكد من حضور جميع المشاركين في العرض (ممثلين، فنيين، عمال، مجاميع....الخ): لا بد من التنبيه على جميع العاملين بالعرض من ممثلين وراقصين وفنيين وعمال وهيئة الإخراج والموسيقيين والمطربين في حالة وجود الموسيقى الحية، بالحضور قبل العرض بوقت كاف لا يقل عن الساعة ويصل إلى ساعتين أو ثلاث، فتختلف من فنان لآخر حسب احتياج ذلك، حتى يتسنى لكل فنان الاستعداد بشكل كاف والتجهيز لدخول الخشبة، فالممثل يحتاج وقتا مناسبا لعمل الماكياج وتصفيف الشعر وارتداء الملابس وتجهيز الاكسسوار الشخصي. إضافة لمراجعة دوره والتركيز الذهني والاستعداد النفسي والبدني للاندماج في الشخصية، وكل هذا يحتاج إلى وقت كبير، وكذلك باقي الفنانين والعاملين في العرض مع اختلاف أعمالهم واحتياجاتهم. 
فنجد أنه على أعضاء هيئة الإخراج متابعة ذلك ومراجعة تواجد الجميع في المسرح. وبدء استعداد كل منهم لبداية العرض، ويتم ذلك من خلال قائمة مكتوبة مدون بها أسماء جميع الفنانين العاملين بالعرض، مع تصنيفهم كل مهنة منفصلة عن الأخرى (تمثيل – رقص – موسيقى - مجاميع.. وهكذا). وتتم متابعة كل منهم ومتابعة استعداداته سواء بالماكياج أو الكوافير أو الملابس أو استلام مايك الصوت، فردا فردا دون إهمال لأصغر دور لضمان عدم حدوث أي خلل أثناء سير العرض المسرحي.
ويقوم مساعد الإدارة المسرحية قبل العرض بنصف ساعة بالتنبيه على الجميع بالتوقيت، ويكرر هذا قبل ربع ساعة، ثم كل خمس دقائق، حتى صدور الدقات الثلاث من مدير الخشبة. ويجب التأكد من استعداد كل المشتركين بالمشهد الأول في الكواليس الخاصة بهم قبل البدء بربع ساعة أو عشر دقائق على أقل تقدير.
وبعد ذلك أثناء سير العرض يجب متابعة توقيت دخول وخروج كل فنان واستدعاؤه والتأكد من وجوده واستعداده في الكالوس قبل دخوله بخمس دقائق، وذلك حتى نهاية العرض.
- معرفة مفاتيح دخول وخروج الممثلين والديكور والإضاءة والموسيقى... الخ: يتم تجهيز جدول خاص بمفاتيح الدخول والخروج الخاصة بالممثلين والديكور والإضاءة والراقصين والصوت والإكسسوار وهكذا. وتحديد أماكن الدخول والخروج.
ويستتبع ذلك إعداد جدول خاص بكل كالوس (يمين - يسار) لكل مفاتيح وحركات الدخول والخروج منه. يحتفظ بنسخة منه مع مساعد الإدارة المسرحية المسئول عن الكالوس، كما يتم نشر أو تعليق نسخة منه في مكان ظاهر بمدخل الكالوس ليسهل مراجعته على الجميع.
كما يتم إعداد جدول خاص بمفاتيح الإضاءة لمسئول تنفيذ خطة الإضاءة، وكذلك يتم إعداد جدول خاص بمفاتيح الصوت لمسئول تنفيذ خطة الصوت.
- معرفة أماكن وضع الديكور والإكسسوار والأثاث: يقوم مساعد الإدارة المسرحية بمعرفة أماكن وضع الديكور والأثاث والإكسسوار العام على خشبة المسرح، وضعا دقيقا من خلال منفذ الديكور، مع تحديد علامات على الأرضية تدل على مكان كل قطعة بدقة، باستخدام لاصق فسفوري مختلف الألوان لتحديد لون مختلف لكل قطعة، وذلك متلازم مع جدول تفصيلي معه بتوقيت دخول وخروج كل قطعة أثناء العرض، وعليه أن يراقب ويشرف على العمال أثناء وضع الديكور أو تغييره والتأكد من وضعه الصحيح.
في النهاية نوضح أن مهارة وإجادة فنان الإدارة المسرحية في تخصصه لا بد أن تكتمل بتنمية قدراته الذاتية التي ترتكز في الأساس على ثقافته، فهو (وأؤكد بشدة على ذلك) فنان أولا وأخيرا وليس حرفيا أو موظفا إداريا أو مجرد صانع ماهر، وعليه فإنه يجب أن يكون على ثقافة عامة واسعة وعلى الأخص ثقافة فنية متخصصة لحاجة العمل ومن ضمنه أن يكون:
-  دارسا لفن المسرح.
- عالما بكل خطوات العملية الفنية المسرحية منذ بدايتها حتى نهاية العرض المسرحي.
-  عالما بكل تفاصيل خشبة المسرح.
- على علم تام بمهام عمله وواجباته ومسئولياته.
- على دراية بشبكة العلاقات في العرض المسرحي بين كافة العاملين فيه لتحديد أسلوب التعامل مع كل فرد فيها.
-  أن يكون ملما بتاريخ المسرح العالمي والمصري والعربي.
- أن يكون ملما بأنواع المسارح والاختلافات بينها.
- أن يكون ملما بأشكال المذاهب المسرحية.
- أن يكون عالما بالمصطلحات المسرحية المستخدمة في العرض المسرحي والكواليس.
- أن يكون عالما بالحركة المسرحية وخطواتها وكيفية كتابتها.
- أن يكون عالما بمبادئ التلقين.
- أن يكون ملما بالأعمال الفنية اللازمة في العملية الفنية مثل الكهرباء والإضاءة والصوت والماكياج والملابس والديكور.
- أن يكون متقنا لقواعد اللغة العربية ومتقنا لنطقها السليم، حتى يتمكن من التلقين الصحيح في العروض المكتوبة بالفصحى.
وأخيرا فإضافة لكل ما سبق من وظائف ومهام ومسئوليات فإنه يتسم بالمرونة والانسيابية في التنفيذ والتحقيق من عمل مسرحي لآخر ومن مكان أو مسرح لآخر وأيضا من بلد لآخر طبقا لتغير المفاهيم والثقافات والإحداثيات بتغير الأوضاع المكانية والزمانية والفنية.
 


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏