المهرجان تجربة ممتعة وفرصة لرؤية مصر الجميلة

المهرجان تجربة ممتعة وفرصة لرؤية مصر الجميلة

العدد 852 صدر بتاريخ 25ديسمبر2023

اختتمت مؤخراً فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، التي حملت اسم الدكتورة سميرة محسن، تحت شعار المسرح من أجل الإنسانية، وشارك في المهرجان عدد من العروض المسرحية في مسابقتها الكبرى من مختلف الدول العربية والأجنبية، بالإضافة لمسار مسرح الشارع والفضاءات غير التقليدية ومسار المونودراما، كما كرم المهرجان في ختام دورته ستة من الفنانين من مختلف أنحاء العالم، كما أطلق جوائز المهرجان بأسماء الفنانين والهيئات المسرحية. التقت مسرحنا مع عدد من الحاصلين على الجوائز حول العروض الفائزة، وحول المهرجان وزيارتهم لمصر ومدينة شرم الشيخ.

هي يونج كيم: السرد التقليدي لتاريخ الحرب
قال المخرج الكوري HEEYOUNG KIM الحاصل على جائزة محمد المنصور لأفضل عرض متكامل بمسابقة العروض الكبرى عن عرض BAESOGOJI; a pond in the memory:
تتحدى هذه المسرحية السرد التقليدي لتاريخ الحرب، الذي غالبا ما يرويه المنتصرون، وتتمحور حول المدن الكبرى ووجهات نظر الذكور. بالاعتماد على الأحداث المرعبة من المذابح المدنية خلال الحرب الكورية، تتعمق في المواقف تجاه الحياة والغرض من الوجود. النساء اللاتي تم تصويرهن في هذه المسرحية هن أولئك اللاتي قاتلن من أجل البقاء خارج روايات الحرب الراسخة، مما يوضح مساراتهن الفردية للبقاء على قيد الحياة من خلال قصصهن. وتهدف المسرحية إلى إعادة تقييم أهمية الحرب ومآسيها. هذه الانعكاسات ينظر إليها من خلال أصوات نساء المجتمعات المحلية، وتسلط الضوء على تفردهن وطرق الوجود التي اخترن اعتمادها بشكل مستقل من أجل تحمل الاضطرابات الناتجة عن الحرب. تواجه الشخصيات المركزية في هذا العمل خيارات مختلفة وسط فوضى الحرب، يقودهم إلى تولي أدوار الجناة والمارة والمتآمرين والضحايا، من خلال استكشاف مساراتها، توضح المسرحية كيف أن تأثير الحرب على حياة المرأة هو مأساة تتكشف داخل حدود المساحات والعلاقات الدقيقة. كان من المميز أن تعرض أكثر القصص الكورية التي تتعامل مع الحرب الكورية لجماهير من مختلف الجنسيات. ومع ذلك، فإن الحصول على هذه الجائزة أعطاني الرغبة في نشر هذه القصة في المزيد من البلدان في المستقبل.
وأضاف «كيم» هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في مهرجان مسرحي في الخارج، وزيارتي الأولى لمصر وعلى الرغم من ذلك فقد تركت خلفي العديد من الذكريات الجيدة بفضل القائمين على المهرجان حيث كانوا ودودين للغاية.  
وتابع حصل العرض في مهرجان كوريا المسرحي الحادي والأربعين على الجائزة الكبرى جائزة الإخراج، وجائزة أفضل تمثيل، وجائزة التمثيل الممتاز، مسابقة سيول لمهرجان المسرح الكوري لعام 2023، الجائزة الكبرى، وجائزة الإخراج، وجائزة الفن المسرحي. ومن مهرجان سيول المسرحي الحادي والأربعين جائزة التميز وجائزة التمثيل عن العرض المسرحي “Rapture Blister Burn» تأليف «GINAGIONFRIDDO».
أما عن المهرجان فشخصيا، كانت تجربة ممتعة حقا، وفرصة لرؤية مصر الجميلة، وذكرى لن أنساها أبدا، أن أعضاء اللجنة، والمنظمين والموظفين وكل من شارك في مهرجان كان يشعر بالشغف  للمسرح.
وتابع المخرج الكوري هي يونج كيم: العروض التي شاهدتها كانت فرصة لمشاهدة عروض مختلفة، وأعجبني أداء الفريق الروماني، وأداء الفريق الكرواتي، وأداء الفريق الياباني في الشارع. لقد كان المهرجان رائعا ولكنه استمر أسبوعا وهو قصير جدا للاستمتاع بالعروض المختلفة من جميع أنحاء العالم.
وعن المختلف في المسرح الكوري عن المصري قال: هناك مجموعة متنوعة من العروض في كوريا، لكنني أعتقد أن الكثير منها يميل إلى التركيز على الخطوط، ومع ذلك، تحركات الممثل وأداؤه عناصر مهمة للغاية تجعل الناس من جميع أنحاء العالم تتعاطف معه وتستمتع به معا. أعتقد أيضا أنه ينبغي توجيه مثل هذه الحركات والعروض مع أفكار تقنية. آمل أن يكون هناك المزيد من المسرحيات من الأنواع المختلفة في كوريا أي الجمع بين أنواع أكثر تنوعا.

عبد الله مسعود: مجد آخر للمسرح العالمي وليس العربي فقط
أما الفنان عبد الله مسعود الحاصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة تمثيل مناصفة عن العرض الإماراتي احتراق شمعة فأشار قائلا: تدور القصة حول الكاتب الذي باع في لحظة ضعف كتاباته وأشعاره، وقصصه ورواياته وبعد أن وصل لمرحلة من الكبر بدأ يسترجع أفكاره، ويؤنّب نفسه عما فعله ففكر أن يسترجع كل ما خسره في حياته السابقة، فهنا يمر بمعاناة شخصية، يمر بصراعات نفسية داخلية خاصة حتى يصل لمرحلة فضح نفسه ليفصح عما قام به ويفضح الذين باع لهم كتاباته فخسر روحه وحبيبته التي كانت ملهمته وإنسانيته، وكأن العمل كبناء أقرب للمونودراما ولكن هناك شخصيات يستحضرها ويتحاور معها من الماضي ومنها من الحاضر، كالصحفي الذي رفض أن يسلك نفس طريقه.
وأضاف «مسعود»:  فوزي بالجائزة أسعدني كثيرا حيث  قدمت عملا جيدا وتركت بصمة في المهرجان، بالإضافة لكون الجائزة من مصر ومن مهرجان مهم مثل شرم الشيخ للمسرح الشبابي، الجائزة مهمة حيث تضيف لرصيدي جائزة دولية من مهرجان يبني أسلوبا ومجدا آخر للمسرح العالمي وليس فقط العربي، يبني ذاته ويصنع قوة فأصبح من أقوى المهرجانات، وقد شاركت سابقا في المهرجان بوفد إداري، كما كانت هناك مشاركات أخرى من خلال المهرجان التجريبي والإسكندرية المسرحي، وسبق وحصلت على العديد من الجوائز في التمثيل والديكور والإضاءة وآخرها كان في أيام الشارقة المسرحية، بالإضافة لجوائز في التأليف للطفل وللكبار في مسابقات التأليف.
أضاف: المهرجان من خلال متابعتي له منذ الدورة الأولى يحقق صدى وأسمع أصداء جيدة عنه ويقفز كل عام، فبالرغم من الظروف القاهرة والحرب البشعة التي يشنها الاحتلال ضد غزة كان معرضا للإلغاء، فنحن نحارب الإرهاب والتعصب والحرب، وكما قال مازن: هو مسرح من أجل الإنسانية، وأتمنى أن يحظى باهتمام دولي وليس عربي ويحظى بدعم من الجميع وهو بالفعل مدعوم فالشباب يعملون بروح وقلب وهناك جهد خرافي ليخرج بشكل جيد.
وعن العروض التي شاهدتها؛ أعجبني عرض الافتتاح كفكرة وطرح وأداء تمثيلي، وهو عرض مونودراما، والعرض المكسيكي الحاصل على جائزة أفضل عرض متكامل الممثلة رائعة وتجربة مختلفة ورائدة، أيضا العرض المصري (حيث لا يراني أحد) مسرح شارع، وهو يتحدث عن الوقت وبه طاقات واعدة، كذلك العرض العماني الأول من تشرين، عزف حي ربما كانت هناك بعض المشاكل به في الملابس واحتياجات العرض ولكن الفكرة والإخراج جيدان، أيضا العرض الإيطالي وكذلك عمل المونودراما المصري، فمازن الغرباوي يفاجئنا دائما بعروض منتقاة. وأحب أن أشيد بفكرة إقامة المهرجان في شرم الشيخ، فهي من أجمل مناطق العالم ولا تقارن بشيء ويجب أن يشار إليها بالبنان وأن يكون هناك تكثيف إعلامي وهو مهم لهذه المنطقة حتى تستعيد حيويتها سياحيا، فالاختيار خيالي رغم بعد المسافة واضطرارنا للنزول ترانزيت، فهي ضربة معلم لأنه يروج للسياحة والتنظيم والجمال.

عمير البلوشي: فخر كبير.
عمير أنور البلوشي الحاصل على جائزة عبد الله عبد الرسول لأفضل مخرج بمسابقة العروض الكبرى مناصفة وجائزة عماد الشنفري لأفضل عمل غنائي عن مسرحية الأول من تشرين الأول قال: هي المشاركة الأولى بالمهرجان ولها طابع خاص جدا، والمسرحية مرحلة استثنائية وقصّة قريبة جداً من القلب، كونها وُلِدت بين أناملي منذ أول مراحل ولادتها كفكرة، ثم ورقة، ثُم عرض مسرحي يشيد به الجميع، وهذه أوّل مشاركة خارجية للعرض، وكانت محلّ فخرٍ واعتزاز، كيف لا وقد كانت ممتعة وحصدنا فيها الجوائز ولله الحمد.
وأضاف «البلوشي»: الجوائز لها طعم خاص ،خاصة أنها تأتي فيما تُحِب، جوائز كهذه كبيرة والتنافس عليها كان على أشدّه، فبذلك الحصاد كانت مُفرِحة على قدر الصعوبة والمعاناة والتحدي، وفكرة أن تحمل الجوائز أسماء بعض من رواد المسرح هي أمر رائع أن نرفع جائزة يُكرّم بها أحد الروّاد وأنا في اللحظة ذاتها، ويعتبر هذا فخرا كبيرا أن تحمل جائزةً واسما على عاتقك.
وتابع «عمير»: أما عن الجوائز السابقة للمسرحية فقد عرضت في مهرجان إبداعات ثقافية شبابية في سلطنة عمان وحصلت على أفضل عرض متكامل ثان، وأفضل إخراج، وأفضل موسيقى، أما الجوائز عن أعمال أخرى فهناك أفضل ممثل ثان في مهرجان منستير الجامعي الدولي تونس 2015، وأفضل إخراج وإضاءة في مهرجان الكويت الأكاديمي 2019، وأفضل ممثل في مهرجان الكليات التطبيقية بالسلطنة 2012، وأفضل ممثل ثان في مهرجان الكليات التطبيقية بالسلطنة 2014، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة (المثيل) في مهرجان الكليات التطبيقية بالسلطنة 2015، وأفضل مخرج وسينوغرافيا على مستوى المحافظة في إبداعات شبابية 2018، وأفضل سينوغرافيا على مستوى السلطنة في إبداعات شبابية على مستوى سلطنة عمان 2018. أما عن المهرجان فقد كانت تجربة جميلة، ناهيك عن بعض الصعوبات التي حلت بنا على وجه الخصوص، فنشيد باختيار العروض، ولكن وددنا لو أن هناك أكثر من مسرح للعروض الكبرى، لأننا وجدنا أنفسنا أمام ساعةٍ واحدة لتجهيز إضاءة العرض، فبذلك قد تظلم عرضاً في الوقت وتنصف آخر، أما عن التنظيم فقد وُفّقوا في اختيار المنظمين.
وأخيرا عن العروض التي شاهدتها؛ فالأجمل في المهرجان وفي طعم الجوائز أن المنافسين كانوا على قدر المسؤولية، فقد كانت عروض يشار لها بالبنان، عروض محترفة وقوية من مختلف دول العالم، والأجمل أن الممثلين لم يكونوا من الشباب فقط، بل كان البعض من المحترفين، لذلك لذة الجوائز كانت أكبر وأجمل.

كميل العلي: أهمية الحوار ومحاولة فهم الآخر
الفنان السعودي كميل العلي الحاصل على جائزة حميد سمبيج لأفضل ممثل مناصفة عن عرض الغريب والنقيب قال: شاركت في العديد من المهرجانات الدولية الهامة في مصر، المهرجان التجريبي والمونودراما والإسكندرية المسرحي، بالإضافة لمشاركتنا الأخيرة بمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي من خلال مسرحية الغريب والنقيب، وهي تنتمي للديودراما، وبطبيعة الحال الديودراما والمونودراما شكلان مسرحيان يمتلكان سمات خاصة أهمها اعتمادهما على طاقة الممثل في دفع الحالة الشعورية ودفع الدراما إلى المتلقي، وقد حاولنا تقديم وجبة أدائيّة تعكس معاناة شخصيتين مع الزميل محمد آل محسن أحدهما نقيب يعمل في كتيبة عسكرية والآخر الفقير بدر، والمسرحية من تأليف أسامة زايد، وإخراج فهد الدوسري، وهي بدعم من «هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية»، العمل يدور حول أهمية الحوار ومحاولة فهم الآخر وأن هناك دائما مجالا للود والحوار والانفتاح على الآخر حتى وإن كانت الخلافات شديدة، ويتكشف ذلك من خلال شخصين النقيب والآخر الملقب بالغريب وهو شخص بسيط، فرغم الفروق المعيشية والوظيفية وجدا ا نفسهما يتقاطعان في كثير من المعاناة الإنسانية. نسلط الضوء على أهمية البشر وأنه دائما هناك مشاركات إنسانية، ونستطيع مواساة بعضنا البعض، وتلك الموضوعات الإنسانية دائما جاذبة، وأحب الذهاب لتلك المناطق التي يمكن للمتفرج رؤية نفسه من خلالها.
وأضاف «العلي»: أما عن الجائزة فهي تعني الكثير لأنها من مهرجان دولي للشباب الذي هو وقود المسرح، والشرارة التي تنبئ عن الحراك المسرحي والاشتغال في الأعوام القادمة، بالإضافة لكونها من مهرجان مصري، ومصر تعني لنا كسعوديين ولكل العرب الكثير لاسيما حين نتحدث عن حضارتها وأنها رائدة في المجال الفني ولها باع طويل فهي مدرسة الفن لكل العرب.
وتابع كميل العلي: أتمنى رؤية السعودية في مصاف الدول الكبرى في مجال الفنون، ففي ظل التغيير الجذري الحاصل والاشتغال الحقيقي نرى ما كان مستحيلا يصبح واقعيا وقابلا للتطبيق، وأعطى الشعب السعودي فرصة لتقديم كل المكتنزات التي في جعبته من فنون وأصبح قابلا  للظهور أمام العالم.
أما عن المشاركات السابقة للمسرحية فقد شاركت في مهرجان المسرح الحر بالأردن وحصلت على جائزة أفضل ممثل وكانت باسم الفنان ياسر المصري وهذا تكريم كونها تحمل اسمه، شارك لأول مرة في مسابقة إثراء للمسرحيات القصيرة، وحصلت على أفضل ممثل، حصلت على العديد من الجوائز وخاصة التمثيل من مهرجان الريف المسرحي ومهرجانات الرياض للفرق الأهلية المسرحية، كما حصلت على جائزة التميز في التمثيل عن مسرحية «معرض الأرجل الخشبية» للمخرج مخلد الزيودي، وهو أحد أهم الأسماء العربية في المسرح، خلال فعاليات ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، وحصلت على جائزة أفضل ممثل دور ثانٍ في مهرجان الزرقاء بالأردن.
وعما يتميز به المهرجان فأشار إلى أنه يتميز بوجود عروض من مختلف الدول العربية والأجنبية من مختلف الثقافات جودتها عالية. وتابع متمنيا أن يستمر المهرجان؛ لأن النجاح يكمن في الاستمرار والمهرجان يخطو بشكل واثق وإدارة متزنة بذكاء واستراتيجيات واضحة وتطور ملحوظ.

إي?ا دراجان: أن يدغدغ الفن خيالك ويهز فهمك للعالم.
فيما قالت الممثلة «IVA PETER-DRAGAN» من كرواتيا الحاصلة على جائزة محمد الحملي لأفضل أداء تمثيلي في عروض المونودراما عن العرض المسرحي Palunko’s Wife:
شخصية زوجة بالونكو خاصة جدا في الأدب الكرواتي. فهذه السيدة ليس لها اسم، ويشار إليها باسم زوجة بالونكوس. فكنت أتحدث كثيرا مع الدراماتورج ماريا أنتيك عن هذه الحقيقة؛ فنحن ندرك أن النساء غالبا ما يشار إليهن ليس كأفراد ولكن كزوجة رجل ما. وهذا ما يغلب في ثقافتنا، لكن كل هؤلاء النساء «المجهولات» لديهن حياة عاطفية غنية، ولديهن طموحات مثل الرجال، ويعملن من أجل الأسرة في بعض الأحيان أكثر من الرجال، فكان كل هذا ملهما جدا بالنسبة لي وقررت إعطاء منظور جديد لهذه الشخصية من حكاية خيالية لفيشرمان بالونكو وزوجته. تلك الزوجة هي أنا، أمي، جدتي، كل امرأة من حولي، وكل امرأة غالبا ما يتعين عليها الاختيار بين عائلتها وحياتها المهنية.
ما جذبني في تلك الشخصية أنني أم لثلاثة أطفال، وفنانة، وغالبا ما أجد عقبات لتحرير نفسي بالكامل للفن. على الرغم من أن عائلتي تتفهم بشكل كامل عملي بالفن، إلا أن هذه الكتلة يمكن أن تأتي من داخلي أيضا، أشك في أنني أم جيدة، وزوجة متفهمة، وفنانة متفانية، وهذا يمكنني التعامل معه بطريقة ما في هذا العرض.
وأضافت «DRAGAN»: هذه هي المرة الأولى التي أشارك في المهرجان، وكانت تجربة رائعة، وكل شيء كان رائعا، حيث التقيت بفنانين ومنظمين آخرين، وتبادلنا الخبرات في المهرجان، ورؤية كل تلك العروض الرائعة والعروض الاستفزازية في كثير من الأحيان. يجب أن يدغدغ الفن خيالك ويهز فهمك للعالم. تمكن المهرجان بالتأكيد من القيام بكل ذلك، فأنا ممتنة لأنه أتيحت لي الفرصة لأكون في شرم الشيخ طوال أيام المهرجان. سعيدة للغاية بالفوز بهذه الجائزة بين العديد من الفنانين العظماء في مسابقة المونودراما. فهي تعني الاعتراف بعملك الشاق من لجنة التحكيم والجمهور.
وفيما يخص المهرجان فقالت: إنه مهرجان غني جدا في مختلف البرامج التي يقدمها، ورش أساسية وعروض رائعة وفرصة لمقابلة أشخاص ينظمون مهرجانات أخرى. هذا مهم بالنسبة لنا نحن الفنانين، فبعض المهرجانات تحضر وتعرض وتعود فورا للمنزل؛ ولكن ما يميز مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي هو تواجدنا طوال أيام المهرجان وأشكر وأهنئ المخرج مازن الغرباوي وفريقه على ذلك. شاهدت جميع العروض تقريبا، فقط أول عرضين لم أتمكن من رؤيتهما، وبشكل خاص أحببت العرض التونسي، والعرض الكوري، وكان العرض الياباني استفزازيا ومهما في فهم مدى سهولة تلقيننا، وكان هناك سحر كبير وسعادة في العرض من عمان، كانت جميع العروض بها شيء مميز.
أما عن زيارتي لمصر فتلك الثانية حيث حضرت في إجازة يناير الماضي لزيارة دهب فأنا أحب مصر وشعبها.
عن الجوائز التي حصلت عليها  فقد حصل مسرحي على جائزة أفضل مسرح مستقل في عام 2012. كما فزت بجائزة أفضل ممثلة في صربيا في مارس الماضي عن زوجة بالونكو وجائزة أفضل عرض باختيار الجمهور.
الفرق من خلال ما شاهدته عن المسرح الكرواتي، يملك الفنانون الطاقة والفرح والتفاني بغض النظر عن المكان الذي أتى منه. بهذه الطريقة يمكن للفن أن يتجاوز جميع العقبات التي غالبا ما يضعها الناس فيما بينهم بسبب الدين والفكر والجنسية، هذا هو الأهم الذي أجده، فهناك اختلافات ربما في الأسلوب أو المنهج لبعض الموضوعات ولكن هذا يجلب الثراء وأنا سعيدة لأنني رأيت ذلك.

محمد زكي: الجائزة أضافت لي الكثير وأعتبرها شرفا.
وقال المخرج العراقي محمد زكي الحاصل على جائزة بلدية ظفار للجنة التحكيم الخاصة بمسابقة عروض مسرح الشارع والفضاءات المسرحية غير التقليدية عن العرض المسرحي ليلة ماطرة:
شارك العرض من قبل في مهرجان بابل العالمي للثقافة والفنون. تدور أحداث العمل حول عائلة من الطبقة الاجتماعية البسيطة التي تعيش تحت سقف منزل مهترئ تماماً؛ حيث تتمظهر مظاهر الشك والقلق والخوف من أول الغيث (المطر) وكيف أن له تداعيات وتأثيرات على أمزجة تلك العائلة التي ينشب بين أفرادها صراع السيطرة على مجريات الأحداث تزامناً مع تزايد كثافة المطر. تتكون العائلة من أب وأم وابن وابنة ولكل فرد منهم أحلامه الخاصة في التغيير من واقع الحال المعاش اليومي المتكرر، ومن هنا تكون باكورة التمرد للابن على تقاليد العائلة وشذوذه عن القواعد التي وضعها الأب في سبيل الحفاظ على المنزل كما هو، ولكن سرعان ما يتغير كل شيء وتخرج الأمور عن سيطرة الأب وتنجرف لعملية تمرد الابن الابنة بدورها وتنسحب مع أخيها حيث يكون النتاج أن ثقوب المنزل أصغر من أن تسع أحلامهم في التغيير فيغادرون المكان إلى الخارج.
وأضاف: تلك زيارتي الثانية لمصر، فقد شاركت في المهرجان عام2017 بمسرحية «موت صالح للشرب» وكان يتناول الهجرة غير الشرعية وغرق الطفل إيلان السوري.
وأضاف «زكي»: رؤيتي جاءت من متن النص، الذي يحاكي عائلة غرقت في الهموم والوجع حيث أغرقتهم التقنية والسياسة والحروب، وبمساعدة المخرج مازن الغرباوي نجح العرض ونال استحسان الجمهور؛ حيث كانت الفكرة أن يكون العرض في منزل وغرفة ليعيش المشاهد نفس التجربة التي عاشها الممثلون.
وتابع: شاركت على هامش المهرجان ولم تكن هناك مسابقة لعروض مسرح الشارع والفضاء المغاير، وقد أكد مازن الغرباوي أنه سيفتح مسارا جديدا في المهرجان خاصا بعروض الفضاء لتأثره بتجربتنا.
وعن الجائزة قال: سعيد بها جدا، فقد أضافت لي الكثير، وأعتبرها شرفا خاصة أنها جائزة لجنة التحكيم الخاصة في الإخراج. وتابع: تنظيم المهرجان كان جيدا وإدارة المهرجان تعاونت كثيرا، ويعد المهرجان من المهرجانات المسرحية الهامة.  شاهدت عددا من العروض خلال المهرجان وأعجبني العرض الإيطالي أبنيا، وعرض مسرح الشارع المصري،  كانا على مستوى عال من البهجة والانضباط. وجميع العروض كانت مهمة ومحترمة.
وأخيرا.. حصلت على العديد من الجوائز، سبع جوائز كأفضل إخراج وعرضان أفضل عمل متكامل. وما أتمنى رؤيته في الدورات القادمة هو المسرح الفلسطيني.

وليد الخضراوي: تحول العرض إلى القضية الفلسطينية
المخرج التونسي وليد الخضراوي الحاصل على جائزة بلدية ظفار للجنة التحكيم الخاصة لأفضل عرض متكامل بمسابقة عروض مسرح الشارع والفضاءات المسرحية غير التقليدية عن عرض ليلة ماطرة قال:
انطلقت الفكرة منذ ثلاث سنوات وحاولنا أنا ونزار الكشو تقديم عمل من نوع مسرح الشارع وليس القاعة، حيث لدى العمل خصوصية الفضاءات المفتوحة والمتصلة من نقطة إلى نقطة، وتشكيل مسرح الشارع، والتجول في فضائه، وخلق الاشتباك، والعروض الحية المتزامنة مع الجمهور منذ البداية، والمشروع يتغير ويتجدد ويتحول دراميا وهيكليا مع طبيعة المكان والزمان، فحين عرض بتونس لم يكن بنفس خصوصية الذي قدم في مهرجان شرم الشيخ؛ حيث تحول العرض في المهرجان للقضية الفلسطينية قضية الإنسان والقتلى والرضع وقضية التهميش التي يعيشها العديد من المتساكنين هنا وهناك.
وأضاف « الخضراوي »: مسرح الشارع من أصعب تقنيات التمثيل لأنه يعتمد على تقنية الممثل ومهاراته ومكتسباته، أي نتحدث عن الممثل الشامل الذي يكون راقصا ومغنيا ومؤديا. ومسرح الشارع هو الخطاب الواحد ضد جمهور متعدد،  إذن فخطاب اليوم متعدد ولكن المتلقي مختلف ومن كل الجنسيات واللغات والطبقات، هنا نقول إنه مسرح شامل احتجاجي يعبر عن الحقيقة خارج العلبة الإيطالية، لا يحدده مكان أو زمان، عروض تلقائية تحاكي واقع الشعب وآلامه وتحاكي المتفرج الوقتي. هذا ما حدث في عرض «التائهان» جيث تفاعل مع الجمهور،  مما أدى لخلق مشاهد ارتجالية أخرى بخلاف التي عملنا عليها سابقا، وهذه هي روح مسرح الشارع وخصوصيته.
وتابع وليد الخضراوي: كان للمهرجان صدى شبابي وعربي، بالإضافة لاجتهاد المؤسس والمحيطين به، لدي فقط بعض الاحترازات فقد تم إبلاغي قبل عرضي بخمس دقائق أن هناك عرضا آخر يسبقنا مما اعتبرته عدم احترام، ولم تقدم إدارة المهرجان أي تفسير واضح ، فتعاملنا مع الواقع بالمتاح حتى الفضاء الذي عرضنا به كان بدون كراسي، وحين اقتربنا من الفضاء وجدناه فوضوي، مما استوجب علينا مواقف ارتجالية أخرى، و قد أنقذنا العرض وخرجنا من الفوضى والمآزق لأن الجمهور دخل حتى لفضاء اللعب، كذلك وجدنا ضغطا أمنيا كبيرا يراقب العرض للتقيد بالفضاء، ولكننا تمردنا على الفضاء واقتربنا قدر الإمكان إلى الشارع، لم نجد فضاء أوسع للعب مما جعلنا نرتجل حتى ننقذ العرض.
أتمنى خلال الدورات القادمة، أن يكون محور فضاءات الشارع بدافع، لأنه حسب علمي تم اختيار كل عرض بخصوصية وصفة معينة ليتلاءم مع طبيعة المحور في المسابقة، يجب احترام  الخصوصية تقنيا وشكلاً ومضمونا فهي ليست مثل العروض التقليدية، هناك فرق شاسع منهجيا وأكاديميا وجماليا وكعلاقة الجمهور بالمتفرج، هي عروض متنقلة متجولة، عروض اشتباك، عروض تطوير الفعل المسرحي في الشارع مع المتفرج، إنما التقليدية فهي ثابته لا متغيرة عروض لا تخلق،  ليس لها اشتباك وهذا ما لاحظناه في بعض العروض حيث كانت مقيدة بإضاءة وتجهيزات، فلابد أن يكون المحور منفصلا في المرة المقبلة وأن تكون هناك لجان تحكيم مختصة بمسرح الشارع. أيضا شاهدت جميع العروض ولاحظت أن جمهور القاعة هو جمهور الشارع فما زال المهرجان لم يستقطب المتفرجين، فإن كنت تبحث عن الجمهور أعط مساحة لمسرح الشارع، فباعتباري مديرا للمهرجان الشعبي لمسرح الشارع والفضاءات المفتوحة لدينا الآلاف من الجمهور.
وعن العروض التي نالت إعجابه قال: أعجبني العرض السعودي النقيب والغريب، وكان الأفضل العرض الكرواتي، والعرض العراقي «ليلة ماطرة » جميل جماليا وتقنيا وأداء الممثلين. أما عن المسرح التونسي فهو في مرحلة متقدمة، مرحلة ما بعد الحداثة ويغوص في كل التفاصيل التقنية والأدائية والجمالية، لدينا كتاب محترفون وجدد لهم من الخيال ما يثمر جديدا للمسرح التونسي، اليوم نعيش أيام قرطاج المسرحية، وسعداء بأن يكون المسرح التونسي يتصدر الريادة في المسرح العربي وهذا ما يشجعنا ويدفعنا للعمل لمزيد التطوير والبحث عن حقيقة هذا العالم حقيقة المسرح.
واسترسل.. لدي 36 مشاركة دولية، وأحرزنا العديد من الجوائز الوطنية والدولية والأوروبية، بينما في مسرح الشارع حصلنا على جائزة الجمهور وأفضل تمثيل وأخيرا جائزة مهرجان شرم الشيخ وهي الأولى من نوعها في مسار مسرحية التائهان، والعمل إنتاج شركة خاصة وهو أول عمل محترف يتم عرضه على وزارة  الشئون الثقافية. أيضا حصلت على جوائز في الإخراج والتمثيل وجائزة أفضل مبدع في الجمهورية التونسية عام 2022، وجائزة الإدارة الفنية في تونس عام 2017 والعديد من الجوائز الأخرى.


روفيدة خليفة