مايكل مجدي: «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير» مستوحى من أحداث حقيقية مأساوية

مايكل مجدي: «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير» مستوحى من أحداث حقيقية مأساوية

العدد 849 صدر بتاريخ 4ديسمبر2023

فاز العرض المسرحي "ثلاثة مقاعد في القطار الأخير" لفريق "Better show"، بأفضل عرض متكامل في مهرجان آفاق مسرحية العربي، في دورته التاسعة، التي تحمل اسم الفنان الراحل كرم مطاوع. وقد حصد العرض أيضًا العديد من الجوائز منها أفضل عرض في مسابقة العروض الطويلة، وحصل مايكل مجدي على جائزة أفضل مخرج، كما حصل رفيق جمال على جائزة أفضل تأليف موسيقي.
مجدي استطاع خلال الثلاث سنوات الماضية أن يلفت الأنظار إليه بما يقدمه من أعمال تهتم بالجانب الإنساني وأصبح اسمه يتردد في المهرجانات وتحصل عروضه على الجوائز. مايكل خريج كلية العلوم جامعة القاهرة ويعمل في مجال العلوم منذ أكثر من عشرة أعوام، أطلق برنامجا على اليوتيوب يحمل اسم "مايكول" عبارة عن كوميديا تهدف إلى تقديم المواد العلمية بشكل بسيط وسهل، مع مزجها بقفشات الأفلام والدراما أحيانًا، وهو أيضًا خريج مركز الإبداع الفني - قسم الإخراج عام 2019، ومؤسس فرقة Better Show المسرحية المستقلة. أخرج العديد من العروض المسرحية منها "الجميلة والواغش" الذي استطاع من خلاله دخول سباق المهرجان القومي لأول مرة عام 2017، وعرض"الدخان" لفريق مسرح كلية الإعلام بجامعة القاهرة، نافس في القومي للمرة الثانية وترشحت بطلة العرض لأفضل ممثلة صاعدة عام 2019، ثم تسابق في القومي للمرة الثالثة بعرض "علاقات خطرة" الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة كأفضل عرض جماعي، وتم عرض العرض 33 ليلة داخل القاهرة والإسكندرية، وحصل به أيضًا على لقب مهرجان آفاق العربي للعام الماضي، كأفضل عرض متكامل وأفضل عرض في تسابق العروض الطويلة، وحصل العرض أيضًا في مهرجان آفاق العربي على جائزة أفضل مخرج وأفضل ممثل وممثلة. أخرج مايكل عروضا أخرى هي "الحب المحرر" الذي تم عرضه أكثر من 40 ليلة في ثلاث محافظات مختلفة. حصل "مايكل" على العديد من الجوائز المسرحية منها جائزة أفضل مخرج شاب من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابى في دورته الخامسة عن عرض "الدخان"، وجائزة أفضل مخرج في مهرجان آفاق العربي. "ثلاثة مقاعد في القطار الأخير" حصد خمس جوائز في المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ16، جائزة أفضل استعراضات ودراما حركية للفنانة رحيل عماد، أفضل ممثلة صاعدة، وفازت بها ياسمين أشرف وسلمى نصر وإسراء سامح، وجائزة أفضل مؤلف صاعد فاز بها المخرج والمؤلف مايكل مجدي، الذي ترشح أيضًا لجائزة أفضل مخرج صاعد من نفس المهرجان. كما حصل العرض على جائزة أفضل عرض مسرحي من مهرجان القاهرة للعروض الطويلة، وحصد 8 جوائز أخرى. عن "ثلاثة مقاعد في القطار الأخير" وأسئلة أخرى، أجرت "مسرحنا" هذا الحوار مع مؤلف ومخرج العرض مايكل مجدي.

لماذا «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير» الذي اخترته لتدخل به هذا الكم من المسابقات بداية من الجامعة مرورًا بالقومي حتى آفاق مسرحية؟ وما فكرة العرض ورسالته؟
اسم العرض لم يكن هكذا في البداية، كنت اخترت له اسم «ثلاثة فساتين لسهرة واحدة»، وبعد اختياري للاسم تذكرت أن هناك رواية للمؤلف أحمد مدحت تحمل نفس الاسم، فاتصلت به واستأذنته في الحصول على الاسم على الرغم أن المحتوى مختلف تمامًا، وليست له أي علاقة بالرواية، ورحب بشدة، ولكن لأسباب روتينية، تم تغيير اسم العرض إلى «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير»، وعلى الرغم من أنني كنت متحمسا للاسم الأول أكثر، إلا أنني بعد العرض، وجدت الجمهور متفاعلا مع الاسم الجديد أكثر. اخترت كتابة النص عن أحداث حقيقية، فهو مستوحى من حكايات حقيقية، لثلاث حالات انتحار حدثت بالفعل، ولدي الخطابات التي سبقت حالات الانتحار، ولكن الأمانة تمنعني من نشرها، الأمر مؤلم حقًا انتشر في السنوات القليلة الماضية بشكل كبير بين الشباب لأسباب متعددة، وعلى الرغم من كل التقدم والتحضر الذي نعيشه، إلا أن الأنثى حتى اليوم تُعامل معاملة من الدرجة الثانية بشكل غير مباشر، ولا أعرف السبب حتى اليوم؟! فهذه حكايات لثلاث فتيات حاولن الانتحار فعليًّا، وهي ليست رسالة بقدر ما هو ناقوس خطر يدق بشدة حول أزمات نفسية نعيشها ولا نجد لها حلا جذريا، يجب أن نعترف أولًا بالخطأ ثم نجد حلًا ولكن هذا ليس سهلًا في مجتمعاتنا الشرقية، الأمر يحتاج إلى مزيد من الوعي والإدراك، ولكن من الممكن أن نقول إن رسالة العرض هي دعوة لاحترام المشاعر وإن الحضن بصدق بمعناه الحقيقي مهم جدًا ويشفي من أمراض نفسية كثيرة، ذكرنا ذلك في مشهد النهاية «اليوم قررت الانتحار، ولكنني قلت لنفسي لو احتضنني شخصٌ واحدٌ فقط، سأتراجع».

-دعنا نتعرف أكثر على فريق عمل العرض؟
العرض تم تقديمه بفريقين، الفريق الأول بفريق مسرح كلية الإعلام بجامعة القاهرة، والثلاث فتيات كن سلمى نصر التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة دور أول، وياسمين أشرف التي حصلت على أفضل ممثلة دور ثان، وأخيرًا إسراء سامح، التي حصلت على جائزة التميز في التمثيل من مهرجان جامعة القاهرة المسرحي للعروض الطويلة، إضاءة أبو بكر الشريف، الذي أسعد بالعمل معه ونحقق نجاحات معًا، وقد فاز في المهرجان بجائزة أفضل تصميم إضاءة مركز ثاني، مكياج ماري روماني، تأليف موسيقي رفيق جمال، مدرب التمثيل والمخرج المنفذ  باخوم عماد، الذي أضاف كثيرًا للعرض، ففكرة وجود مدرب تمثيل تجعل مهمة المخرج أسهل بكثير، والعرض من تأليفي وإخراجي، والحمد الله حصلت على جائزة أفضل مخرج وأفضل مؤلف مركز أول من المهرجان، والعرض حصل أيضًا على جوائز أخرى وهي جائزة أفضل تصميم استعراضات (مركز ثالث) رحيل عماد، جائزة أفضل تصميم ملابس (مركز ثالث) مارينا ميشيل، وكنا قد تسابقنا بالعرض في المهرجان القومي في دورته الـ 16وحصلنا من خلاله على خمس جوائز، وبعد ذلك قدمت العرض بفريقي Better show مع وجود بعض فريق إعلام جامعة القاهرة، واستطعنا أن نحصل على أفضل عرض متكامل من مهرجان آفاق مسرحية العربي هذا العام، إلى جانب 3 جوائز أخرى.

هذه ليست الجائزة الأولى التي تحصل عليها، ولكن ماذا تمثل لك الجوائز التي حصلت عليها بهذا العرض؟
نبدأ بجوائز الجامعة، هذه المرة الثانية التي أخرج فيها لفريق مسرح كلية الإعلام جامعة القاهرة، المرة الأولى كانت بعرض «الدخان»، أما هذه المرة فكانت تجربة صعبة وشاقة وممتعة للغاية حقًا، لأنني مؤلف العرض ومخرجه معًا، إلى جانب أن فريق مسرح كلية الإعلام لم يحصل على لقب المهرجان من 24 عاما، حيث حصل عليها عام 1999، وكان وقتها أبطال العرض الفنانة منى زكي والفنان مصطفى شعبان، بالتأكيد سعدت للغاية بكل جوائز العرض، وبالتأكيد بجائزة الإخراج والتأليف، ولكن جائزة أفضل عرض مركز أول كان لها مذاق خاص، خاصة أنه بعد 24 عاما تحصل الكلية على اللقب من جديد، إحساس ممزوج بالسعادة والمسؤولية والتميز، والأمل أن هؤلاء الفنانين الشباب سيصبحون نجومًا مثل منى زكي ومصطفى شعبان، أما جوائز المهرجان القومي، فهذا المهرجان هو حلم كل مسرحي، كانت مفاجأة حقيقية عندما حصلت على جائزة أفضل مؤلف صاعد، وبطلات العرض الثلاثة حصلن على جائزة أفضل ممثلة صاعدة، ورحيل عماد تحصل على جائزة أفضل استعراضات ودراما حركية، وقتما قدمت رحيل هذا العرض في الجامعة كانت في عامها الأول، فكانت مفاجأة لنا جميعًا وكنت قد راهنت عليها وعلى أدائها المتميز، وترشحي أيضًا لجائزة أفضل مخرج صاعد سعدت به جدًا، إلى جانب أن فوزنا بهذه الجوائز كان في دورة تحمل اسم الزعيم عادل إمام، وجوائز مهرجان آفاق سعدنا بها أيضًا وهذه هي المرة الثانية على التوالي في مهرجان آفاق، التي نفوز فيها بجائزة أفضل عرض متكامل، وأفضل عرض مركز أول في مسابقة العروض الطويلة.

-من وجهة نظرك ما المشكلات التي تواجه المسرح الجامعي والمستقل؟
الميزانية هي أكبر المشكلات التي تواجهنا، أما فيما يتعلق بالمسرح الجامعي الفكرة ليست في ضعف الميزانية بقدر ما أن الميزانيات ليست موحدة، لا توجد عدالة في توزيع الميزانية، بالإضافة إلى أن الميزانيات قليلة جدًا، عرض «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير» ميزانية إنتاجه ما يقرب من 30 ألف جنيه وهذا مبلغ ضعيف جدًا لإنتاج عرض مسرحي ضخم، مقابل عروض أخرى تحصل على مبالغ ضخمة، فالمنافسة غير عادلة، إلى جانب عدم وحدة الرقابة، يجب أن تكون هناك هيئة موحدة، أو جهة موحدة للرقابة على النصوص المسرحية المقدمة في الجامعة، بالطبع هناك رقابة على المصنفات الفنية نخضع لها جميعًا، ولكن كل كلية تمارس رقابة مختلفة عن الكلية الأخرى على النص المقدم لها، نجد بعض الأشياء مسموحاً بها في كليات وغير مسموح بها في كليات أخرى، بعض الكليات تتناول قضايا وكليات أخرى ممنوع أن تتناولها، فمثلما لدينا جهة واحدة للمراقبة على المصنفات الفنية، يجب أن تكون هناك جهة واحدة للمراقبة على عروض الجامعة، حتى يكون الأمر عادلا، أو نكتفي فقط بجهة الرقابة على المصنفات الفنية.

ما الحل من وجهة نظرك؟
من وجهة نظري أرى أننا نستطيع ذلك من خلال توحيد الميزانيات وتطوير المسرح الذي تعرض عليه الجامعات، وتوحيد الرقابة على العروض، أما المسرح المستقل فيمكن للنقابة أو وزارة الثقافة أن تقوم بدعم هذه العروض من خلال السماح لها بالعرض على مسارحها، ومحاولة توفير أماكن بروفات لها، دون تعطيل عروضها الأساسية.

-هل لدينا أزمة فى الإخراج المسرحى؟
فى الحقيقة الأزمة الأكبر تكون فى الإنتاج، هناك الكثير من المخرجين المتميزين عندهم طاقات إبداعية، ولكن المشكلة الإنتاجية أكبر، لأن فى حالة قيامى بعمل عرض مستقل أو حر ستكون هناك مشكلة كبيرة فى الإنتاج، فلا يوجد لدي إلا مساران، إما مسرح الجامعة بإمكانياته التى أحيانًا تكون محدودة، أو الاتجاه إلى مسارح الدولة، وفي تلك الحالة تكون هناك بالفعل قائمة طويلة من المخرجين، ومنهم الكثيرون الذين يعملون بالفعل في مسرح الدولة، فالمشكلة ليست في الإخراج ولكن في أن يجد المخرج الفرصة لتقديم ما يحبه دون قيود مالية أو إدارية، ومع ذلك التجربة أثبتت أن الموهبة هي الحصان الرابح، ولكن موهبة مع إمكانيات إنتاجية بالتأكيد ستكون أفضل.

-ما الجديد لديك؟
ما زلنا نحاول التواصل مع نجل المبدع الراحل أحمد خالد توفيق للحصول منه على موافقة على تحويل رواية «في ممر الفئران» إلى عرض مسرحي، والتحقت بالفعل بالمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون.
شارك في بطولة «ثلاثة مقاعد في القطار الأخير»  سلمى نصر، إليزابيث سامي، ياسمين أشرف، مارك حبيب، جيروم القمص، كرلس ناجي، باخوم عماد، وهو مدرب الممثلين والمخرج المنفذ للعرض، تصميم الديكور مينا حشمت، تصميم الإضاءة أبو بكر الشريف، إكسسوارات ومكياج روما عصام، التأليف الموسيقي رفيق جمال، تنفيذ الموسيقى مينا أشرف، تصميم الاستعراضات رحيل عماد، ملابس ماريان ميشيل، مساعدو الإخراج أحمد شحاتة وبيتر موريس ونورا مجدي وجرجس مجدي.


إيناس العيسوي