العدد 665 صدر بتاريخ 25مايو2020
قدم المخرج محمد متولي على خشبة مسرح الغد عرض “فطائر التفاح “ من تأليف الكاتب السودانى أمجد أبو العلا ، بطولة تيسير عبدالعزيز، أحمد الرافعي، ديكور فادي فوكيه، موسيقى أحمد الناصر، إضاءة عز حلمى.
العرض عبارة عن ديودراما ويناقش القضية الإشكالية :هل حواء هى التى أخرجت آدم من الجنة؟ حاورنا مخرج العمل محمد متولى حول العرض و تجارب مسرحية أخرى له بالإضافة إلى أهم القضايا على الساحة المسرحية.
محمد متولى خريج المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1993 ، قدم اول أعماله على مركز الهناجر “أوديب” تأليف جان كوكتو، قدم مسرحيتان للأطفال على مسرح نجم كمنتج ومخرج، هما الطعام لكل فم تأليف توفيق الحكيم وسفروت وشقاوة فى شقاوة، بالإضافة إلى العديد من الاعمال المسرحية ومنها: سلطان الغلابة وزنقة الرجالة مع الفنان الراحل أحمد راتب .. مثل مصر بمهرجان تطوان بالمغربن كما قدم عرض “تحت التهديد “ بمركز الهناجر للفنون وحصد أربعة جوائز بالمهرجان القومى للمسرح عام 2008 ،كما مثل مصر فى تونس بعرض “الحكاية روح “ لفرقة مسرح الشمس لذوى الإحتياجات الخاصة ، حصل على جائزة أفضل عرض مسرحى بمهرجان أولادنا الدولى.
عرض «فطائر التفاح» يعد من النصوص الصعبة.. ألم تخشى المجازفة بتقديم هذا النص؟
عندما جذبنى النص تحدثت أنا والمؤلف أمجد أبو العلا فسألني: لماذا اخترت هذا النص تحديدا على الرغم من أنه لم يحقق النجاح المرجو حين قدم سابقا
فكانت إجابتى بأن النص يمثل تحديا بداخل الفنان سواء كان ممثلا أو مخرجا أو مهندس ديكور أو موسيقى ، كما أن صعوبة النص تمكن فى تداخل الازمنة.
فالنص يناقش فكرة آدم وحواء وخروجهما من الجنة، وفكرة الغواية التى حدثت بسبب التفاح، لذلك سمى العرض بأسم “فطائر التفاح “ وأود أن أشير إلى أن النص فاز بجائزة أفضل نص مسرحى ضمن مسابقة الهيئة العربية للمسرح عام 2013
و العرض متداخل الأزمنة كما سبق وأشرت، مابين العصر الحديث والمشهد القديم “آدم وحواء “ وخروجهما من الجنة، ويناقش فكرة هل أخرجت حواء آدم من الجنةن بشكل فنى رفيع المستوى.
- عديد من العروض ناقشت علاقة الرجل والمرأة.. من وجهة نظرك: هل تعانى هذه العروض من المباشرة فى طرحها ؟
لا أستطيع الحكم على عروض أخرى، فأنا لست ناقدا كما ان الفن ليس حكرا على لون معين أو أسلوب معين، فهناك عروض ناقشت علاقة الرجل والمرأة بأنواع وصنوف مختلفة من الدراما، كما أن عرض “فطائر التفاح “ ينتمى إلى نوعية المسرح الذهنى وهو نوع يعد مرهقا، فلا توجد دراما بالمعنى المتعارف عليه، فهو نوع من المسرح مختلف وهو ما جعلنى أقبل على تقديمه بشكل مختلف.
- من وجهة نظرك هل جمهورنا يستطيع تقبل هذة النوعية من المسرح ؟
كل عرض مسرحى يختار جمهوره، وهذا لا ينطبق فقط على المسرح ولكل على جميع أنواع الفنون، فلكل عمل فنى جمهوره بذائقته الفنية المختلفة.
- ما الرؤية التى أردت أن تلقى عليها الضوء من خلال العرض ؟
المؤلف أمجد أبو العلا قدم بالنص تداخل أزمنة ولقطات من حياة آدم وحواء وكيف يمارسان حياتهما وقبل أن يموت آدم وفى مشهد من اروع المشاهد يكتشف أن حواء هى جنته على الإرض وليست هى سبب خروجه من الجنة، والنص يشير إلى هذة الفكرة وقد أكدت عليها بشكل كبير، فطوال الوقت يتهم آدم حواء بأنها سبب خروجه من الجنة ولكن فى نهاية العمل وفى مشهد رومانسى مميز كان لا يرغب فى رؤية أحد سواها.
- لعبت السينوغرافيا دورا هاما فى إيضاح رؤية العرض فما سبب هذا التميز ؟
كما ذكرت أن العرض ينتمى إلى نوعية المسرح الذهنى وحتى اناقش الحدث وأقربه للجمهور كان لابد من تقديم شيئا مختلفا حتى يستمتع الجمهور بكل مشهد وهو ما تطلب تقديم سينوغرافيا مختلفة، والحقيقة أن الأمر تحقق بشكل جيد بفضل إجتهاد فريق العمل معى، فى الإضاءة عز حلمى وفى الديكور والملابس مهندس الديكور فادى فوكيه وفى الموسيقى الفنان أحمد الناصر، وقد استطعنا تحقيق حالة مختلفة حتى يستمتع المتفرج بأداء وحوار الممثلين وتصل إليه حالة العرض ويعيش حالة من حالات الهدوء لإستقبال الفكرة، كما إستعنت ببعض اللقطات السينمائية التى تخدم العرض وقد نالت إستحسان مؤلف العمل .
- ماذا عن تعاونك مع بطلى العمل الفنان أحمد الرافعى والفنانة تيسير عبد العزيز ؟
الفنانة تيسير عبد العزيز ممثلة متميزة وكان يقوم ببطولة العرض أمامها زميل ولكنه اعتذر فرشحت لى الفنان أحمد الرافعى كما رشحه لي المخرج المنفذ أحمد نبيل، و هو ممثل مالك أدواته .. وقد عقدت جلسات عمل معهما لمناقشة النص والمشاهد المختلفة وتقسيم المشاهد وقمت بشرح رؤيتى لهما وقد تحققت رؤيتى وما أردت إبرازه بفضل فريق العمل.
- ظهرت بوجه مختلف فى عرض “الحكاية روح “ مع فرقة الشمس لذوى القدرات الخاصة .. حدثنى عن تلك التجربة ؟
بدأت هذة التجربة بالصدفه عندما دعتنى الفنانة وفاء الحكيم مديرة مسرح الشمس لرؤية باكورة إنتاج الفرقة، وكان المسرح منشأ حديثا آنذاك ،وقد سعدت كثيرا بالعرض المقدم فقد كان هناك أربعون ممثلا فى حالة سعادة لاتوصف، وقد أسعدوا الجمهور كثيرا ووجدت نفسى سعيدا بتجربتهم ، ورأت الفنانة وفاء الحكيم تحمسى الشديد فرشحتنى لإخراج عرض للفرقة وأرسلت لى أكثر من نص من بينهم نص “الحكاية روح “ وقد جذبنى النص وبدأت العمل المكثف عليه بالتعاون مع مؤلفه، والنص تدور أحداثه حول فتاة صغيرة لا ترغب فى الذهاب إلى المدرسة فيأخذها ملاك إلى رحلة تقابل خلالها كبار الفنانين والمفكرين ومنهم الفنان سيد مكاوى الذى كان يعانى من فقدان البصر وتتعلم منه درسا هاما وهو الإصرار على النجاح، ثم تقابل الموسيقار عمار الشريعى الذى يعطى لها درسا فى هزيمة اليأس وأيضا تقابل الأديب طه حسين المفكر الكبير وتشرح له كل ما تعملته فى رحلتها، وقد جسدت دور البطلة الطفلة رحمة التى تعانى مرض التوحد ، وقبل أن أبدا التجربة تعرفت على أعضاء الفرقة حتى أتمكن من إختيار ابطال العرض ومزجت ما بين ذوى الإحتياجات الخاصة والأطفال الطبيعين حتى لا أفصل ذوى الإحتياجات الخاصة عن المجتمع، وكان معى مجموعة من الفنانين ومنهم الفنانة إيناس نور والفنان ماهر محمود والفنان وائل أبو السعود والفنان يوسف أبو زيد وآخرون من الأطفال، وعند إختيارى لرحمه بدأت فى القراءة عن إعاقة “التوحد “ وطبيعة هذه الأعاقة، وحاولت معها من خلال لعبه المسرح فى معالجة بعض الامور ومنها الإنتباه والأدراك والحفظ ،وقد تحسنت هذة الأمور لديها بشكل أفضل وبعد شهرين سعدت والدتها كثيرا بتحسن حالتها إلى الأفضل، وقد حققت رحمه نجاح كبير ، وكانت هذة التجربة مختلفة بالنسبة لى، فالفن له دور آخر لم نلتفت إليه، وبإنشاء وزارة الثقافة فرقة الشمس أدركنا جميعا دور الفن وهو شىء عظيم، وهو وما يبرز إهتمام الدولة بذوى الإحتياجات الخاصة .
- ما الذى ينقص العروض التى تقدم لذوى الإحتياجات الخاصة ؟
أرى من وجهة نظرى منذ إنشاء فرقة الشمس لذوى الإحتياجات الخاصة كان لابد من توافر طبيب نفسى يوجهنا كفنانين فى العمل معهم فأنا فى تجربتى قرأت عن إعاقة التوحد كثيرا وجمع معلومات كثيرة عنها حتى أقدم الموضوع بشكل صحيح، بالإضافة إلى جمع السير الذاتية التى قدمتها عن الشخصيات الفنية العظيمة المطروحة خلال العرض ، ومن الممكن ان يقدم مخرج عمل آخر للفرقة لايعى طبيعة الأعاقة التى يتعامل معاها، ولذلك فوجود طبيب نفسى أو أخصائى إجتماعى أمر هام للفرقة.
- نمر الأن بأزمة فيروس كورونا وما تبعه من إجراءات وقائية وإحترازية للوقاية منه .. من وجهة نظرك هل ستحدث هذة الأزمة تغييرا فى الكتابات المسرحية وما يقدم من عروض ؟
هناك تاريخ جديد يكتبه كورونا يختلف عن ما قبل كورونا ، فهذا هي المرة الأولى التى يشهد فيها التاريخ جلوس ما يقرب من 7 مليار مواطن فى العالم فى منازلها، بإستثناء بعض الفئات مثل الأطباء والضباط وغيرهم ، والحقيقة أننا فى أزمة ، والأمر لم يفرق بين جنس وجنس أو عرق أو دين، ودين وأرجو أن تكون الأزمة تجربة توقظ الإنسانية فى العالم، وأن نتعلم من هذة التجربة شيئا.
- هل نعانى من أزمة فى الكتابات المسرحية ؟
مصر تستحق حركة مسرحية أفضل من ذلك، فهي بلد عظيمة وتاريخها فى المسرح يرجع إلى أكثر من مئة وخمسون عاما، بالإضافة إلى أن مبدعيها هم الذين صنعوا التاريخ الفنى والمسرحى وقدموا أعمالا خالدة فى التاريخ المسرحى ، ولكن بالرغم من هذا التاريخ المسرحى لدينا فقط 9 مسارح فقط ، وهناك ضرورة لأن تزيد أعداد المسارح
ويمتد الإنتاج المسرحى لإطراف القاهرة، فأين المسارح فى أكتوبر ومدينة الشيخ زايد وغيرها من المدن، يجب أن يمتد الأمر جغرافيا إلى مناطق جديدة، كما أن هناك ضرورة لأن تعلب الثقافة الجماهيرية دورا هاما ولا يقتصر الأمر فى عروض الثقافة الجماهيرية على تقديم عدد من ليالى العرض، فيجب أن يكون مسئولى القصور منشطين ثقافيين لمواقعهم، ويجتذبون الشباب فى مختلف الأقاليم لممارسة الأنشطة الفنية والمسرحية.
- مارأيك فى الدعاية الخاصة بالعروض المسرحية ؟
علينا أن نتساءل فى البداية ما هى الإمكانيات والسبل المتاحة للدعاية؟ وخلال هذة الفترة أصبحت الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعى أولى أساليب الدعاية للعروض وهى الوسيلة الأكثر إنتشارا ، ولكن الصفحات الخاصة بالمسارح لاتحوى أعدادا كبيرة فمن الهام توصيل المنتج المسرحى إلى الجماهير ، كما أن العالم تغير فقديما كنا نقوم بعمل دعاية فى الجرائد والصحف والقومية، ولكن بسبب التقدم التكنولوجى تراجع دور الصحف والجرائد الورقية فى فكرة الدعاية.
- ما رأيك فى حركة المهرجانات مؤخرا ؟
يجب أن تصل المهرجانات للجمهور وان يشاهد العروض المسرحيةن سواء كانت عروضا محلية أو عروض من الخارج، كما ان من الضرورى أن يحتك الشباب المسرحى بالعروض ويطلعوا على ما وصل إليه المسرح على مستوى العالم ، وهناك ضرورة لأن تراعى لجان التحكيم فى المهرجانات الدقة والموضوعية فى إختيار وتقييم العروض.
- قدمت عرضين مع الفنان الراحل أحمد راتب وهما “سلطان الغلابة “ و “زنقة الرجالة “ حدثنى عنهما ؟
الفنان الراحل أحمد راتب فنان عظيم وله تاريخ فنى طويل وكان أول تعاون فنى معه فى عرض “ سلطان الغلابة “ والحقيقة أنه “غول تمثيل “ قدم كل ما كنت أحلم به فى المشاهد من أداء تمثيلى وتجسيد، وإستطاع ان يقدمه ببراعة شديدة وبساطة ، وفى عام 2013 قدمنا سويا تجربة متميزة وهى “ زنقة الرجالة “ مع الفنانة مونيا والفنانة إيمان رجائى والفنان حكيم المصرى والفنان هشام عبد الله وكانت تجربة مختلفة ولاقت نجاحا كبيرا وقد إستمتعت كثيرا بالعمل معه فهو فنان من طراز رفيع.
- قدمت تجربتين لمسرح الطفل من إنتاجك وإخراجك على مسرح نجم ما رأيك فيما يقدم من عروض لمسرح الطفل؟ وهل نعانى من ندرة فى كتابات الطفل ؟
نعانى من ندرة فى الكتابات الخاصة بالطفل، ولكن هناك تجارب متميزة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر تجربة المخرج محسن رزق فى عرض “سنووايت “ و” أليس فى بلاد العجائب “ وقد سعدت بتجربته فقد تميز كثيرا على مستوى الإنتاج والاخراج أما فيما يخص كتابات الطفل فمن الضرورى أن يحدث تعاون بين المركز القومى للمسرح وما يقيمه من مسابقات فى هذا الأتجاه مع هيئة المسرح حتى تقدم النصوص الفائزة على خشبات المسارح