تاريخ مسرح نجيب الريحاني وتفاصيله المجهولة(21) المتمردة روز اليوسف!!

تاريخ مسرح نجيب الريحاني وتفاصيله المجهولة(21) المتمردة روز اليوسف!!

العدد 848 صدر بتاريخ 27نوفمبر2023

أخيراً افتتح نجيب الريحاني مسرحه بعرض «المتمردة»، الذي تناولته الصحف الفنية بالنقد والتحليل من جهة، وبالهجوم والسخرية من جهة أخرى، وبالموضوعية أحياناً في بعض الحالات. ولأن هذا العرض تخلى فيه الريحاني عن شخصية «كشكش بك»، وكانت بطلته «روز اليوسف» - بعد عروض بديعة مصابني الناجحة.. إلخ - كل هذا جعلني أتتبع أغلب ما نُشر عن هذا العرض الفارق في تاريخ مسرح الريحاني، لما له من أثر في عروضه التالية.
قال ناقد جريدة «الاتحاد» في نوفمبر 1926 – وبعد العرض بيوم واحد - تحت عنوان «المتمردة على مسرح الريحاني»: بالأمس سطع نجم جديد في سماء الفن؛ فلنشجعه ولنحييه باسمين .. تغلَّب الأستاذ الريحاني أخيراً على الصعاب التي غالبته فترة غير قصيرة وخرج من المعركة رافعاً لواء الظفر فافتتح مسرحه الجديد وتقدَّم إلى الجماهير بقدم ثابتة فاشتد التصفيق وعلا الهتاف.. افتتح الأستاذ مسرحه «بالمتمردة» لبيير فرونديه، وهي قطعة ضعيفة لم يفلح المؤلف حبك حوادثها أو إبراز فكرته التي عثرنا عليها مبتورة مقطَّعة الأوصال راضخة لحكم العاطفة الذميم، راغبةً في النيل من الشرقي المسكين!! وهذا ملخصها قبل مناقشتها: نشأ «فاضل الورجلي» أحد أمراء مراكش منذ حداثته في فرنسا وتزوَّج من فتاة فرنسيَّة تدعى «فابيين» التي فضلته على كثيرين من المتقربين منها مثل «جان دي بيوبيه» الذي كان متغيِّباً في أمريكا عندما تم الزواج، وعندما عاد جان من أمريكا وعَلِمَ بما حدث، ذهب لزيارة فابيين، وعندما كان يُقبِّل يدها قبل انصرافه جاء فاضل الذي آلمه هذا المنظر؛ فلم يخرج مع زوجته وصديقهما «جاك وزوجه هيلين» للذهاب إلى حفلة ما وأخبرهم بأنه راحل إلى بلاده مفارق زوجته إلى الأبد. عاد فاضل إلى مراكش وعاش في قصره فلم تقوَ فابيين على فراقه؛ فذهبت إليه مع جاك وهيلين وأرادت أن تعيش معه هناك فصمم فاضل على إخضاعها للتقاليد الشرقيَّة. ملّت فابيين هذه الحياة؛ فطلبت الطلاق من زوجها الذي أبى عليها ذلك، وبعد قليل عادت هيلين وزوجها وجان يطلبون إخلاء سبيلها فرفض أيضاً فكمنوا له في ناحية من القصر، وقتلوا رئيس الحرس وضربوا فاضل ضربةً شديدةً وفروا بفابيين. عادت فابيين إلى فرنسا وعاشت مع «جان دي بيوبيه» ولكنها لم تنس فاضل. وذات يوم عاد إليها فاضل الذي حنق عليها لخيانتها فقتلها بخاتمه المسموم وانصرف. 
ويكمل ناقد الجريدة كلامه قائلاً: من خلال هذا الملخص نعلم أن المؤلف أراد أن يثبت أن زواج الأجنبيَّة بالشرقي زواج منكود قصير الأجل ونحن نقره على رأيه. لكن نزوة قامت بنفسه لتصوير الشرقي بالمتعصب الأحمق وبالوحش المستبد، جعلت استدلالاته ركيكة وحججه واهية، فتقوَّض بنيان الرواية وسقطت أنقاضها فوق رأسه التي تضمر للشرق سوءًا بغيضاً!! أيعقل أن «فاضل» الذي نشأ في فرنسا وعاش بين أهل فرنسا يغضب من زوجه لأن صديقها يُقبِّل يدها وهذا من أوجب الأمور للدلالة على احترام هذا الصديق للسيدة؟ ولنُسلِّم جدلاً أنه معقول أن يغضب لكن أهو معتوه أبله فلا يجد وسيلة لإظهار غضبه إلا أن يرحل إلى بلاده ويفارق زوجته إلى الأبد؟! ثم ألم يعرف فاضل من قبل أن للزوجة أصدقاء وأن هؤلاء الأصدقاء سيقبلون يدها؟ ألم تؤثِّر عليه الأخلاق والتقاليد الفرنسيِّة وقد عاش في فرنسا زمنًا غير قليل؟ لكن هي الغيرة والتعصُّب وعدم التبصُّر في الأمور التي يريد المؤلف أن يصف بها الشرقيين! المراكشي شرقي والشرقي متصف بالتسامح وإكرام الضيف فهل يعقل أنه يطرد صديقيه اللذين جاءا ليصلحا بينه وبين زوجته ويسيء معاملة زوجته التي لم تقوَ على فراقه وسعت إليه بنفسها وفي مجيئها أكبر دليل على نبلها وكرم خلقها مع أنها لم ترتكب جُرماً؟! أي شاب ممن نشأوا في فرنسا بل أي شرقي الآن يحبس زوجته في بيته ويعاملها معاملة العبيد؟! لكن هو تعصُّب الغربي الذي يريد أن يضلل العقول ويشوِّه الحقيقة فيصف الشرقي بما هو بريءٌ منه ليبيح لنفسه استعمار الشرق وليبرهن للجميع أن الغربي هو ابن النور وإله الحضارة وسيِّد العالم!! القصر قصر أمير يرأس عشرين قبيلة وله حرس خاص؛ فأين كان رجال الحرس عندما اختفى جان وجاك وهيلين في القصر؟ وأين كان رجال الحرس عندما قُتِل في القصر رئيس الحرس؟ وأين كان رجال الحرس عندما خرج هؤلاء ومعهم فابيين وقد أعطى فاضل أوامره بعدم السماح لها بالخروج من القصر؟ 
ويسأل الناقد سؤالاً للريحاني: كيف تفتتح الموسم يا أستاذ نجيب بك مسرحك الجديد بهذه الرواية؟! أموافق أنت على ما جاء بها؟! أم تريد أن سيداتنا يعاملن أزواجهن كما تعامل هيلين زوجها؟ أظن أنه لم يفتنك إلا العبارات الرنَّانة التي أوردها المؤلِّف رغماً منه على لسان فاضل والحاج إسماعيل لكن هذه الحسنة تتضاءل بجانب الأخطاء الأولى، وإني أؤكد لك أنك لو كنت أخرجت أي رواية أخرى لكان نجاحك مضاعفاً فأرجو أن تنتبه لأمثال هذه الروايات وتلفت نظر المعرب «فؤاد أفندي سليم»، أليس كذلك؟ المناظر جميلة ويكون منظر الفصل الأول أجمل لو غُيِّر بُساطُه، هل يُزيِّن أمراء مراكش غُرَف استقبالهم بمشاتل كما رأينا في الفصلين الثاني والثالث؟ وهل يستعمل الأمير غرفة الاستقبال للنوم أيضاً؟ والإضاءة يجب أن يشملها كثير من العناية. 
ولنتحدَّث الآن عن التمثيل: الأستاذ «نجيب» قام بدور فاضل وإني أُهَنِّئه بهذا المجهود الكبير؛ فإلى الأمام وما كُنَّا نظُنَّك يا أستاذ تنجح في مواقف الغرام كما نجحت ولولا صوتك الأجش لنجحت في المواقف العنيفة فنصيحتي لك أن تلعق مقداراً كبيراً من الطحينة. السيدة «روز اليوسف» قامت بدور فابيين ولا أنسى أنك قضيت فترة كسل طويلة إلا أني أُهنِّئك؛ فقد انتشلت دورك في كثير من المواقف لكن لِمَ هذا الإسراع في الإلقاء حتى تتلعثمين؟ كان يُحسَن بك عندما أدهشك مجيء فاضل وعندما ضربك بخاتمه المسموم ألا تتقهقري حتى ترتمي على المقعد! فهل تخافين أن تقعي على الأرض فيتسخ ثوبك؟ «فؤاد شفيق» قام بدور جاك دي بوروز وقد كان موفقًا جدًا. «موريس وجيه» قام بدور جان دي بيوبيه، أهذه هي المرَّة الأولى التي تظهر فيها على خشبة المسرح يا حبوب؟ وهل أنت غاوِ أم أرتست؟ ومالك كدة مكسوف قوي وخايف؟ اسمع يا شاطر، الأدوار اللي مانتش قدها ما تقربلهاش، كادت الرواية أن تسقط بسببك؛ فالأحسن تدوَّر لك على دور فاضي.
أما مجلة «روز اليوسف» فنشرت مقالتها حول العرض مؤكدة ما جاء في مقالة جريدة الاتحاد السابقة، مع ذكر تفاصيل جديدة ومختلفة بعض الشيء، وكان غرضها الرئيسي هو إثبات نجاح الريحاني في التمثيل الدرامي الجدي كما كان ناجحاً في أدواره الكوميدية عندما كان يمثل شخصية «كشكش بك»! وفي ذلك قالت: أخيراً تحقق الحلم وتمت المعجزة وفتح مسرح الريحاني أبوابه ورفع الستار على نجيب الريحاني وقد رمى عنه لحيته وعمامته ومثلت الفرقة رواية «المتمردة» للكاتب الفرنسي بيير فرونديه.. مثل نجيب دور بطل الرواية فاضل الورجلي المراكشي فدهش الجمهور إذ رأى نجيب الريحاني الذي ظل يقفز ويقهقه على المسرح عشر سنوات كاملة يحب ويغار ويتألم ثم يثور فيقتل. عواطف عنيفة متباينة ترتسم على وجهه.. حركات طبيعية ليس فيها شيء من التكلف! كانت هذه صدمة نالت من كبرياء المتفرج!! فنجيب الريحاني الذي أضحكه طويلاً في شخصية كشكش قد استطاع أن يؤثر عليه وأن يبعث في نفسه شيئاً من الوجوم والحزن الهادئ، وأن يرغمه على النظر إليه وإلى تمثيله كما ينظر إلى أي ممثل من ممثلي الطبقة الأولى راسخي القدم في تمثيل الدرام! تأثر الجمهور بالرغم عنه لأنه لم يكن يريد أن يتأثر ولست أفشي سراً إذا قلت إن معظم الذين ازدحموا لمشاهدة تمثيل المتمردة مساء الاثنين إنما ذهبوا لأن يستعدوا لأن يمسكوا جنبيهم من شدة الضحك من نجيب ممثل الدرام الجديد، ولكنهم لم يضحكوا.. وشيء من هذا لم يحدث! وخرج نجيب من المعركة الفاصلة مرفوع الرأس مرفوع الكرامة.. وبين لحظة وأخرى، في مواقف عنيفة أفلت من نجيب قياد أعصابه فبدرت منه حركتان أو ثلاثة ذكرتنا بعهده القديم ولكنها لم تزد عن أنها جلبت ابتسامة بريئة إلى شفاه بعض المتفرجين، واستطاع نجيب بعد الفصل الثاني أن يكسب عطف المتفرجين وأن يخلق في صدورهم الرغبة في نجاحه وأن يجعل منهم أصدقاء يعدون له الحسنة ويغمضون عن السيئة. 
بيير فرونديه مغرم بالشرق والشرقيين ومعظم رواياته التي اشتهرت والمتمردة في مقدمتها تقع حوادثها في أوساط وبيئات شرقية، ولكن نظرته إلينا ليست خالصة من الغرض. ومن قرأ أو شاهد رواياته «الدر المحصورة، والرجل الذي قتل، والمتمردة» يمكنه أن يستنتج ذلك، ولكن أي كاتب فرنسي أو غربي على الإطلاق استطاع أن يفهم الشرق وأن يكتب عن الشرق دون أن يميل به الهوى؟ فاضل الورجلي شاب من أعرق وأشرف أسرات مراكش تربى وتلقى العلم في إنجلترا وفرنسا وعاش في الأوساط الإنجليزية والفرنسية أكثر مما عاش في ربوع مراكش وتحت قبابها. وعرفته منتديات لندن وباريس أكثر مما عرفته رمال مراكش وخيامها ونخيلها و«حريمها». كان يجب إذن أن يكون فاضل الورجلي فرنسياً إنجليزياً أكثر منه مراكشياً شرقياً. ولكن فاضل ظل شرقياً في الصميم أميناً لدينه وعاداته وتقاليد الشرق وميراثه القديم. أحب فاضل فتاة فرنسية اسمها فابيين، فيها ما في الفرنسيات من دم حار وأنوثة عذبة وميل جامح إلى الحرية. فابيين تحب فاضل تحبه حقا وتخلص له ولكنها تحبه كما تريد الفرنسية أن تحب! هو معبودها ولكنها تتمرد إذا أراد هذا «الإله» أن يلزمها طاعته وأن يملي عليها أوامره ونواهيه. ولكن فاضل ظل كما قلنا مراكشياً شرقياً في عقليته ونفسيته وغيرته العمياء. هو يحب فابيين حقاً ويخلص لها ولكنه يريد أن يحبها كما يحب الشرقي هي زهرته النضرة يريد عطرها لنفسه ويخشى عليها من لمس الأنامل هي جوهرته الغالية يريد أن يخبئها بين طيات الحرير بعيداً في مأمن من أيدي اللصوص والعابثين. وأخيراً هي زوجته يريدها لنفسه ولنفسه فقط، ويغلي دمه الشرقي الحار إذا تناول يدها أجنبي أو ابتسم لها.. الشرق شرق، والغرب غرب، ومحال أن يلتقي الاثنان! هذا ما يريد أن يقوله المؤلف. ونحن أيضاً نقول ذلك في كل ما له مساس بالعواطف وعلاقات الزوجية، ومهما اشتدت رغبتنا في تقليد الغربيين والأخذ بأسباب مدنيتهم وفي تغيير وتبديل مظاهر الشرق الرثة البالية فلن يتناول هذا التغيير يوماً ما قلوبنا ودمنا لأن ذلك في حكم المستحيل. كلنا إذن فاضل الورجلي ومخادع منافق خائن لدمه ولتقاليده من يلوم فاضل! من المحتمل أن يكون المؤلف قد أراد السخرية من فاضل ومن الشرقيين. ومن المحتمل أن يجد في الغرب من يسخر معه ويهزأ من بطل قصته ولكن فاضل الورجلي على أي مسرح شرقي أمام أي جمهور شرقي لن يكون سوى البطل الأمين على دمه ودينه وآداب قومه وتقاليد آبائه وأجداده! بين هاتين الشخصيتين: شخصية فابيين الفرنسية والزوجة المحبة الحريصة في الوقت نفسه على حريتها وحرية دمها الفرنسي وحرية تفكيرها.. وبين شخصية فاضل الرشيق المؤدب المهذب غربي المظهر شرقي التفكير والإحساس يقع التصادم ويقوم النزاع الذي تدور حوله حوادث القصة والذي ينتهي بأن يقتل فاضل زوجته فابيين فتموت بين ذراعيه وهي تقول له أحبك!! 
قتلها فاضل لأنها نكثت بعهود الزوجية وعاشت مع رجل سواه! هي كما قدمنا تحبه وظلت تحبه إلى النفس الأخير ولكن المرأة في الغرب تستطيع أن تحب زوجها وتخونه في الوقت نفسه مع رجل آخر لا تحبه! والرجل في الغرب في وسعه أن يحب زوجته وأن يصفح عن خيانتها له وأن يأخذها من دار عشيقها إلى داره ليضمها بين ذراعيه ويهمس في أذنيها: «لقد عفوت عنك! ولكن لا تعودي إلى مثلها»!! أما في الشرق فلن تجد واحداً في الألف يرضى لنفسه أن يكون «متمدناً» إلى هذا الحد! من أجل هذا نقول: الشرق شرق والغرب غرب ومحال أن يلتقي الاثنان.. لقد ترجم القصة الأستاذ الأديب فؤاد أفندي سليم والترجمة متينة أمينة والأسلوب فخم ولكنه سهل سلس إلا في مواضع قليلة غلب فيها التعقيد اللفظي.. وكانت المناظر والملابس آية في البهاء، ولكن الإنارة وخصوصاً هبوط الظلام في الفصل الثالث ليست متقنة تماماً. أما التمثيل في مجموعة فأحسن بكثير مما كنا ننتظر ولكنه دون الكمال، ولعل ذلك يرجع إلى ضعف بعض الأفراد الذين اشتركوا في تمثيل الرواية.
وجدت كلمة من الناقد «محمد علي رزق» منشورة في مجلة «الممثل» تحدث فيها عن روز اليوسف قائلاً: من العدل والإنصاف أن نقول عن روز اليوسف كل شيء إذا ما تكلمنا عن هذه الرواية، فقد كانت هي الكل في الكل وكان دورها مليئاً بالنجاح، فيه تصوير للعواطف في أدق صور الكلام ومواقف قوية وبديعة، وتمثيل الموت يروع الناس فيبكون من أجلها ويصفقون لها فتعود إلى الحياة لتقابل هتافهم بالشكر، ويخرجون فلا يتحدثون إلا عن موتها ولا يزال عالقاً بنفوسهم تلك التصورات المفزعة التي كانت تمر بخيالهم، وفابيين تعالج سكرات الموت. ظهرت روز على المسرح فقالوا ها هي «فابيين» المتمردة التي تعطيك صورة صادقة من بني جلدتها أبناء الغرب فتنازع فاضل الشرقي سلطته عليها وتتلاعب الألفاظ فتؤثر على مشاعره وتؤثر على مشاعرنا نحن النظارة فنكون معها إلى حين أن يبدو منها ما يخرجها عن الحد المعقول فنعود إلى أنفسنا قليلاً ولا نكاد نفعل ذلك حتى تملك علينا مشاعرنا من جديد إذ نبكي فاضل الذي تركها هارباً من قسوتها، ونعود إليها مرة ثانية ونتهم فاضل بالقسوة!! وتسعى إليه وتلقاه فنظل مأخوذين بحلو حديثها وتحايلها المدهش على إخراج الكلمات بحيث يكون لكل كلمة نغمة تساعدها على الظهور وتأثير يبلغ مداه وتيأس من فاضل بعد إذ تعبت من إرجاعه عن عزمه على الزواج من أخرى فتهرب مع أصدقائها منذرة إياه بأنها ستكون لغيره ويهاجمها فيطعنه صديقها فتعود بفزع إليه تنعيه وتنعي على صديقها ما فعل ونكاد نحن النظارة نقطع أيدينا من التصفيق لعظم الموقف وحسن أدائها له، وتظهر حزينة بعد ذلك فتدخل في نفوسنا الكآبة وتفاجأ بعودة فاضل إلى الحياة فترغمنا أن نشاركها دهشتها وفرحها، ويرسي السم في جسمها فننظر إليها واجمين نحبس أنفاسنا مخافة أن نكدر عليها صفو الدقائق المعدودة التي تريد أن تتودع فيها من حبيبها ولتأخذ منه عهداً أن لا يكون هناك واحدة بعدها!


سيد علي إسماعيل