العدد 847 صدر بتاريخ 20نوفمبر2023
عمرو حسان ، ممثل ومخرج مسرحي شاب ، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية ،قدم العديد من التجارب ، التي أثبتت نجاحا، ونالت إعجاب الجمهور وإشادات النقاد والمتخصصين، قدم مؤخرا من إنتاج المسرح الكوميدي ، العرض المسرحي يوم عاصم جدا ، على خشبة مسرح السلام، التقينا به للتعرف أكثر على تفاصيل العرض والحديث عن جوانب أخرى تخص المسرح بشكل عام.
حدثنا عن العرض، ما أسباب اختيارك للنص؟
بدأنا منذ سنة، عندما تولى الفنان ياسر الطوبجي مسؤولية إدارة المسرح الكوميدي، قابلته واتفقنا على تقديم مشروع ، وقدمت له أكثر من نص، ووقع الاختيار على هذا النص “ يوم عاصم جدا”، وهو فكرتي، وجلست مع أيمن النمر المؤلف، واشتغلنا على الفكرة، ورسمنا الأساس، واتفقنا على كتابة النص من خلال ورشة عمل مع الممثلين، وبدأنا تسكين الأدوار والعناصر الفنية .
- ما الرسالة التي أردت تقديمها من خلال العرض؟
نحن كجيل حظنا سيء بشكل كبير، نفتقد للونس، والقعدة الحلوة، في المشهد الأخير قدمت هذه القعدة الحلوة داخل البلكونة مع صوت العصافير، فنحن مفتقدين لهذه المشاعر الطيبة، فما بالك بالأجيال السابقة التي عاشت هذه اللحظات موجودة في هذا الوقت، كيف يشاهدون الوضع الحالي، وما هو وضعهم الأن، ومن هنا جاءت لي فكرة العرض، وهو شعور الأجيال السابقة بما هو موجود حولنا الأن.
كلمتك في بامفليت العرض عن الفنان الراحل محمد بطاوي، فما هي ذكرياتك معه؟
بطاوي أخي وعشرة عمر ، منذ أكثر من 20 عاما ونحن نعمل سويا، هو أستاذ مسرح ومخرج كبير ومدرب تمثيل خرجت من تحت يده أجيال كثيرة ، وهم حاليا أعمدة الحركة المسرحية في الفيوم، وكان لي الشرف أن أعمل معه كممثل في أحد عروضه، ودراماتورج لنصوص من إخراجه ..فكان أبسط شئ أقدمه له هو كلمتي في بامفليت العرض، وأهدي العرض لروحه.
ما أليات اختيارك لعناصر العمل؟
الفن والموهبة لأن هذا هو الأساس، ثم الروح والكيمياء بين الممثلين، والكواليس الحلوة، فأنا أحب العمل مع فريق يجمعه حب وتعاون، وقادر على صناعة عرض به طاقة حب تظهر للجمهور، بين كل عناصر العرض المسرحي ، فنحن نعمل بهذه الروح، والعمل الجماعي في النهاية دائما يحقق النجاح ويستمر نجاحه.
كيف ساعدتك السينوغرافيا على تنفيذ فكرتك؟
مهندس الديكور محمد فتحي، قدمنا أكثر من عرض سويا،مثل الحادثة ومن 15 سنة، وبيقولوا ، وعلى المستوى الشخصي، نحن أصدقاء وكل واحد منا فاهم ما يدور بذهن الآخر فالعمل بيننا مريح وهو دائما فاهم وجهه نظري، والملابس لمها عبد الرحمن وهي مصممه أزياء عظيمة وهذا أول تعاون بيننا ولكني شاهدت تصميماتها في عروض كثيرة جدا، هي بروفيشنال ومنظمة وتصميماتها لملابس العرض لا غبار عليها، وكذلك المكياج لأمل حسام، والإضاءة لعز حلمي، نحن عِشره في أكثر من 15 عرضا، فهو فاهم وواع لما أريده وأنا مطمئن لأنه يفهم ما يدور برأسي، في السينوغرافيا بشكل عام كنا نحاول دائما تقديم حالة الدمج بين الجيلين وبين الزمنين، والديكور كان يمزج بين عراقه زمان وشياكة وديكورات الماضي، وتفاصيل البيوت حاليا، حرصنا على تقديم هذا المزج بين الماضي والحاضر في كل العناصر، والحمد لله أرى اننا وفقنا في هذا الدمج.
ما أسباب تسميه العرض “يوم عاصم جدا”؟
كنت حريصا على اختيار اسم يجذب الجمهور وغير حارق للأحداث وله علاقة بالعرض، هناك مسرحية قديمة اسمها “يوم عاصف جدا”، وهي مسرحية اجتماعية وكوميدية فاخترت اسم الشخصية الأساسية للمسرحية وهو عاصم وجعلت اسم المسرحية يوم عاصم جدا.
هل تستهدف جمهورا خاصا؟
أنا دائما حريص في كل عروضي أن يناسب العرض كل الأعمار وكل الأذواق وكل أفراد الاسرة، وهذا ما نراه في عيون الجمهور ..استهدفت كل أفراد الأسرة من ناحية الذوق والفن وحتى إفيهات العرض لا تخدش الحياء.
ما أسباب تقديمك للعروض الكوميدية؟
من بدايه عملي بالمسرح اشتغلت مع مخرجين ومؤلفين لديهم الحس الكوميدي إلى جانب إن مشروع تخرجي كان عن الكوميديا ديلارتي في مسرح داري فو، بمعهد فنون مسرحية أنا متعمق في موضوع الكوميديا، ولدي “سينس” كوميدي في اختيار موضوع يضحك وقادر على تقديم الافيهات بشكل مختلف إلى جانب الممثلين الموجودين جميعهم يتمتعون بخفه الدم، فإختياري دائما يكون لممثلين يساعدونني في تقديم رؤيتي.
هل لدينا أزمة في الكتابات الكوميدية؟
للأسف الزمن تغير وأصبحنا نستسهل، المؤلف عندما يريد كتابة نص كوميدي من الممكن أن لا يكون على دراية بكتابة النص بشكل جيد، يتم تجميع الافيهات المستهلكة في الأفلام الكوميدية، الموضوع من البداية هو الفكرة وكوميديا الموقف أثبتت نجاحها بشكل كبير، لكن أزمتنا الاستسهال إلى جانب عروض “التيك أواي” التي تصدر للجمهور من خلال شاشة التلفزيون ، نحن في حاجة إلى توعية الجمهور بأهمية العروض المقدمة على المسارح.
ما ردود فعل الجمهور على العرض ؟
الناس سعيدة جدا ومبسوطة بالعرض، وهذا ما يقال لنا بعد العرض أو من خلال صفحة المسرح الكوميدي على منصات التواصل الاجتماعي.
إلى أي مدى يؤثر الفن على المجتمعات؟
يؤثر بشكل كبير، فالفن يعمل على تقويم الذوق العام سواء للمتلقي أو للممثل، أنا كممارس للمهنة قام بتقويمي سواء في الحياة الشخصية أو المواقف الحياتية العامة، المتفرج أيضا إذا قدمت له أشياء هادفة فهذا يساعد على تغيير الكثير في شخصية الفرد، فحضور المسرح في حد ذاته شيء مهم للترفية والتغلب على صعوبات الحياة والحالة النفسية السيئة، وهذا يفيد الذوق العام.
كيف نستخدم المسرح في ظل الظروف الراهنة الحالية لنخاطب الآخر ؟
مشروع التجوال الذي يحدث مؤخرا في البيت الفني للمسرح مهم ومفيد جدا، تحت قيادة الدكتور خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي والقائم بأعمال رئيس البيت الفني للمسرح، والمخرج محمد الشرقاوي مدير فرقة المواجهة والتجوال، وعرض يوم عاصم جدا ، أحد العروض المرشحة للعرض في المدن والأقاليم وهذا مهم جدا لنشر الثقافة في كل مكان.
لماذا لا يوجد عروض قصيرة تعرف الشباب أكثر على قضية فلسطين؟
أعتقد إنه جاري التحضير لمشاريع تطرح القضايا الفلسطينية، والأكيد إن المسؤولين بوزارة الثقافة معنيين بشكل كبير بهذه القضية، وأنا أتمنى تقديم عرض يناقش القضية الفلسطينية لأن دوري كفنان هو تقديم رسالة جيدة من خلال المسرح.
هل لدينا أزمة في الكتابة المسرحية بشكل عام؟
لدينا كتاب مهمين وناجحين، وفي الفترة الأخيرة بدأ يظهر مؤلفون شباب جيدون جدا ، حصلوا على جوائز عديدة من المهرجانات المصرية والعربية ويتم إنتاج نصوصهم، ففي البيت الفني للمسرح حاليا يتم تقديم أكثر من عرض لمؤلفين مصريين مثل باب عشق للكاتب إبراهيم الحسيني، واستوكمان لميخائيل وجيه، ويوم عاصم جدا كتابه واشعار ايمن النمر، الفرصة فقط هي التي تنقص الكثير من المؤلفين الشباب.
ما القضايا التي ترى أن عليك تقديمها من خلال المسرح ؟
لا أحب أن أحصر نفسي في نطاق معين، كل عرض حالة مختلفة، فعرض يوم عاصم جدا عرض كوميدي اجتماعي ، و كونكان « تشويق” ومن 15 سنة عرض “فلاحي ريفي، وعرض الحادثة بوليسي سايكو، أحب دائما تقديم أفكار مختلفة.
ما رأيك في الحركة المسرحية حاليا؟
الحركة المسرحية حاليا جيده جدا وقدمت عروض مهمه جدا خلال الفترة الحالية.
ما المدرسة الإخراجية أوالمنهج الذي تتبعه في عملك؟
ليس لدي منهج معين، في البداية أحدد النص الذي أريد العمل عليه وبعد ذلك أختار المدرسة الإخراجية التي اقدم من خلالها العرض.
هل لديك خطط مسرحية جديدة؟
لا يوجد أي خطط أو مشاريع ، ولكن أريد أن أشكر دكتور خالد جلال والفنان محسن منصور مدير فرقة المسرح الحديث على استضافته العرض على الرغم إن العرض من إنتاج المسرح الكوميدي وأشكر الفنان ياسر الطوبجي، على تحمسه لإنتاج العرض ووقوفه إلى جانبه حتى خرج إلى النور وأشكر جميع العاملين بالبيت الفني المسرح وفريق العمل بالكامل.