في دورته الـ30 المهرجان التجريبى فى عيون ضيوفه

في دورته الـ30 المهرجان التجريبى فى عيون ضيوفه

العدد 837 صدر بتاريخ 11سبتمبر2023

أسدل الستار مؤخراعلى فعاليات الدورة الثلاثين من ماراثون مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، و برئاسة الدكتور سامح مهران، والذي أقيم في الفترة من 1 وحتى 8 سبتمبر، و اتسمت فعالياته وعروضه بالتنوع والزخم الكبير، و حضره العديد من المسرحيين والضيوف على المستويين العربي والأجنبي، فأصبح المهرجان الدولي للمسرح التجريبي ملتقى المسرحيين من العديد من الدول العربية والأجنبية على مدى ثلاثين عاما.
إن أي ازدهار في المسرح يعتمد في الأساس على التجريب؛ لأن المسرح يستهدف سبر أغوار التجربة الإنسانية المتحولة والمتغيرة دوما، فيعد التجريب والبحث الدائم عن الجديد صحو وحيوية واتجاه لاستشراف المستقبل، ولتجاوز كل ما هو تقليدي ومعتاد، فللتجريب  الدور الأكبر في تطوير المسرح وتمكينه من الاقتراب من جوهر التجربة الإنسانية المتغيرة على مر العصور، ويهدف مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي إلى خلق حالة من التواصل والحوار بين مختلف الشعوب العربية والأجنبية، وتفجير شرارات الابداع الخلاقة التي تنأى عن النقل والتقليد وتستلهم روح المغامرة والتجريب، إضافة إلى تعريف الجمهور في مصر والمنطقة العربية بأحدث التيارات في المشهد المسرحي، وإتاحة نافذة يطل منها المسرحيون حول العالم على أحدث تطورات المشهد المسرحي في مصر والبلاد العربية.
ولذلك خصصنا تلك المساحة لنتعرف على آراء الضيوف والمسرحيين العرب في الدورة ال30 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.

السفير علي مهدي: تعددت بوابات المعرفة الابداعية بين نواحي المهرجان
قال السفير علي مهدي «فنان اليونسكو للسلام والأمين العام للهيئة الدولية للمسرح ITI يونسكو»: يظل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ، ونحن نحتفي بعقده الثالث ملتقى مفتوح للحوارات المنتجة وفي بحثها عن أشكال مغايرة للسائد من أشكال العروض المسرحية، وتصبح فرص العرض فيه متاحة ومنها تتحقق للفرق المشاركة تجديد في علاقاتها الابداعية، ثم تبني جسور مع الآخر عبر عرضها في فضاءات أخرى إقليمية ودولية.
ومع اتصال الدورات تراكمت تجارب عملية ننظر لها بكثير من التقدير في مستويات متعددة، ثم أفضت لنتائج لها مرجعيات للكثير من المهرجانات في المنطقة، أقلها في التنظيم والادارة، وأفضت إلى تأسيس وسائط جيدة خاصة في اختيار العروض المسرحية في مختلف البرامج خاصة ما يتصل بالمسابقة الرسمية ، تعود المنافسة على الجوائز، ثم تغيب بعضها لتذهب إلى خارج المسابقة الرسمية، وكثير من المخرجين كانوا أكثر سعادة بالتواجد والحضور، خاصة وأن منظمي المهرجان توفرت لهم دور عرض تزداد في كل الأوقات، منها ما هو تاريخي وتختلف فيه العمارة من تقليدية إلى الأحدث، منها الأشكال الهندسية التي ساعدت على استقبال عروض مغايرة للسائد في عواصم العرب، بعض منتجي فنون المسرح العربي اهتموا بالمشاركة، الفرص هنا أفضل على الرغم أن بعضهم لم يحصد من جوائز المهرجان ما يمكن الإشارة إليه. 
 تتعدد بوابات المعرفة الابداعية بين نواحي المهرجان، نعم الحوارات وتقديم نتائج البحث وجهد المنظرين العرب، تتباعد فيها المشاوير، لكنها في قاهرة المعز، وبين أنحاء المهرجان تتسرب الأفكار فتصل ما بين الخليج والمغرب العربي، وتتسع للشام ثم تنزل لجنوب الوادي لتصل جيبوتي وجزر القمر، وإنه للتجريب الفرص الأهم، اهتم بالنشر والطباعة فخرجت مئات بل آلاف الكتب منها ما عبر عن أشواق المفكرين في الترقية والتطوير، فذاك أمر المهرجان فيه الكثير.
 واهم ما يميز هذه الدورة أن الفرص فيها تتجدد عبر محاور الندوات والمحاضرات وورش التدريب،  والأمر الأهم عندي وهو إعادة النظر من جديد إلى التشبيك بين المهرجانات العربية، واتطلع هنا برغبة لمشروع أهم بناء اتحاد المهرجانات العربية، يعمل بينها للتنسيق والتشاور مثله والاتحاد الدولي الذي ينظم الحركة الإبداعية الآن في أوروبا.
 منذ إعلان المهرجان كنت حريص على الحضور والمشاركة في البداية في الجوانب الفكرية والحوارات ، ثم بعدها قدمت أربعة أعمال من انتاج المسرح الوطني-مسرح البقعة ، الأول علي مسرح السلام «فرجة «( سلمان الزغرات سيد سنار ) بعد عرضها في باريس ، ثم فرجة (بين سنار وعيذاب ) بعد عرضها في اسطنبول وطهران والفجيرة ثم باريس ومانيلا الفلبين ، وفرجة ( عرس الزين) عن رواية الأديب الطيب صالح، وفرجة ( الرجل الطيب من سشوان) من أعمال برشت، عرضت في فضاء دار الأوبرا في الساحة بعد عرضها في اشتودقارد ألمانيا،
وتم تكريمي عن مجمل أعمالي وكان تكريم مقدر وله أكثر من معنى عندي وأهلي السودانيين والأصدقاء العرب والأفارقة وغيرهم.

د. هشام زين الدين:  مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي أحد أجزاء الصورة الحضارية لجمهورية مصر العربية 
وقال المخرج والكاتب والباحث المسرحي د. هشام زين الدين «من لبنان»: 
لم يعد مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي مجرد حدث مسرحي تشهده الساحة المسرحية العربية، بل أصبح يشكل مساراً مسرحياً عربياً مستمراً وحاضراً في الوعي الثقافي لدى المسرحيين العرب، ننتظره من سنة إلى أخرى لكي نلتقي مع التجارب الجديدة المبتكرة في بلادنا العربية وفي دول العالم، التي يتسنى للمهرجان استقبال أعمالها المسرحية، وكلنا نعلم أن الوضع الثقافي والمسرحي العالمي يمر بأزمات متتالية، وأن التراجع في الاهتمام بالمسرح هو حقيقة وواقع، لكن على الرغم من ذلك يستمر التجريبي بالصمود في وجه هذه التحديات الوجودية الصعبة، وهنا تكمن أهميته الآنية اليوم، الصمود وتخطي العقبات، والإصرار على البقاء وتقديم أفضل ما يمكن تقديمه، وتعريفنا بمنجزاتنا المسرحية العربية وبمنجزات الدول الغربية أو بعضها، لذلك فهو بالنسبة إلينا اليوم نافذة نطل منها على العالم الخارجي، ونتفاعل مع مكونات حركتنا المسرحية العربية، نلتقي، نناقش الأفكار والأعمال، نتفق حيناً ونختلف أحيانا، نتعود على الحوار من أجل الارتقاء بالممارسة المسرحية إلى مستويات أعلى.
 وأهم ما ميّز  الدورة ال30 الحالية، قدرة الادارة بشخص رئيس المهرجان على جمع هذا العدد النوعي من أسماء المسرحيين العرب الذين يمثلون غالبية القوى الفكرية والثقافية والإبداعية الفاعلة في بلدانهم على الساحة المسرحية، ولا أدعي أن المشاركين فيها هم الأفضل والأكثر تميزاً من النواحي الابداعية والفنية، لكن إذا ما نظرنا إلى الأسماء المشاركة نظرة بانورامية، فسوف نجد أن كل المشاركين يمثلون مسرح بلدانهم وهم حاضرون في المشهد المسرحي ومن أجيال مختلفة.
إن موقع المهرجان التجريبي بين المهرجانات المسرحية العربية لا يمكن أن يكون إلا في مقدمتهم شأنه شأن مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس ومهرجان الهيئة العربية للمسرح ومهرجان بغداد الدولي للمسرح، وكلها مهرجانات ترعاها الدولة، وهذا مهم جداً ولا يمكن لمهرجان بهذا الحجم وهذا التاريخ إلا أن يكون محمياً ومدعوماً من قبل الدولة وإداراتها الثقافية، واعتبر مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي أحد أجزاء الصورة الحضارية لجمهورية مصر العربية، هذه الصورة التي ينظر إليها كل العالم خصوصاً من منظار الثقافة والتطور الحضاري والتي تتشكل من مجموعة عناصر  مؤثرة اعتبر أن المسرح من أهمها، وبالتالي فإن دور المهرجان التجريبي الثقافي والحضاري يتخطى أهميته كلقاء مسرحي فني وإبداعي ونقدي، إلى مستوى أعلى يتعلق بوجود مصر على الخارطة الثقافية العالمية كأحد أهم مكوناتها التي تمثل المنطقة العربية من جهة والإفريقية من جهة أخرى، وهي في هذه النقطة الوسطى تلعب دوراً طليعياً في جمع المشرق والمغرب العربيين وتقدم إبداعاتهما المسرحية الى العالم.
تاريخ عريق ومئات العروض والأعمال المسرحية المصرية والعربية والعالمية قدمها المهرجان، أسماء كبيرة مرّت على خشباته ومنابره، مسرحيون بالعشرات وربما بالمئات تعلموا واختبروا تجاربهم في فعالياته، هذا التاريخ المشرف يشكل فخر لكل مسرحي مصري وعربي، لأنه صنع في مصر، وسيستمر بجهود المخلصين من المسرحيين والمثقفين المصريين الذين يؤمنون بأن بلداننا تحتاج إلى الفن والثقافة والقوى الناعمة؛ لتغيير مجتمعاتنا والارتقاء بها نحو الأفضل.

 عبدالله عبد الرسول: صناع المسرح في العالم يصيغون الحياة من جديد بقلب القاهرة.
وقال المخرج عبدالله عبد الرسول من دولة الكويت: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي مركزا لتلاقي صناع المسرح  في العالم، وخصوصية لمبدعي الفن المسرحي ونافذة المسرح العربي للعالمية، فهو مساحة مهمة نتطلع إليها باهتمام واعتزاز خلقت فن مسرحي إنساني النزعة وفضاء إبداعي فاق كل التوقعات؛ يستهدف تحقيق الثقة بالذات والاندفاع ورفض الجمود والقدرة على الانتشار بين قارات الأرض مع تجارب وتيارات مسرحيين العالم، مساحة التواصل مع عالمية المسرح وفتح مجالات المعارف والرؤى والابتكار وبيئة أنتجت تجارب مسرحية إبداعية بدون هواجس أو تردد، نخضعها لتساؤلاتنا كممارسة للتشابك والفعالية والفحص والتداخل، فضاء  مسرحي فتح مدارك الفهم لآفاق جديدة تشتغل على أدوات بوصفها إمكانيات يجب استثمارها في تجديد مفاهيم تسهم بصياغة مسارات مسرحية، وفكر مفتوح يبادر إلى الابتكار بدون تردد أو خوف ، مساحة مسرحية كبيرة للتجريب مع صيغها المتوارثة تؤكد تنوع تيارات التجريب وتلونها، وتمايز الثقافات وتفاعلاتها وتواصلها بإبداعاتها المتراكمة التي حققتها استجابة لقضاياها. 
ثلاثون دورة لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي وهو يقود رحلة اتجاهات التجريب في المسرح، ويؤكد على أسسه ومنطلقاته واتجاهاته وخطواته وتفاعلاته، وتحرير الواقع المسرحي من الجمود وحثه على التجدد، ويبني جسور التفاعل مع ثقافات العالم لفتح آفاق التوقعات وصناعة صيغ وأشكال وممارسات تطويرية. إن مبدعي المسرح في العالم يحطون رحالهم كل عام في القاهرة، فمصر الحضارة والتاريخ والعلم والعلماء والنور، مُلتقى  الإنسانية والابتكار وفنون العرض والتجريب والأداء والفكر والحوار المتجدد ، كل عام وجهتهم القاهرة ليعود اللقاء مرة أخرى وترفع الستار لدورة جديدة تبهرنا، ثلاثون دورة وصناع المسرح في العالم يصيغون الحياة من جديد بقلب القاهرة.

د. عمر نقرش:  شَكَّل المهرجان بوصلة ثقافية فنية وجمالية لكل الفنانين المسرحيين 
 وقال د. عمر نقرش «الأردن»:
 مهرجان القاهرة التجريبي هو تاريخ طويل من الابداع، فهو وصل إلى مرحلة الدورة الثلاثين فشَكل بوصلة ثقافية فنية وجمالية لكل الفنانين المسرحيين العرب، وأصبح بمثابة قبلة وطموح وحلم لكثير من المسرحيين، وخاصة الشباب، واستطاع خلق الدافعية والحافز لكي يصل العالم للمشاركة في هذا المهرجان من خلال أنه استطاع أن يؤسس لحالة فنية وثقافية مميزة. المهرجان كان عبر دوراته تنوع في الرؤى والطروحات والندوات ومضامين وأشكال العروض، وبرأيي استطاع أن يكون معيار جمالي يتم القياس عليه، إضافة إلى الجهد النقدي الكبير سواء داخل أروقة الفعاليات أو حتى بعد انتهائها والتعقيب عليها، وأعتقد أن المهرجان يسير بخطى ثابتة. وبالتأكيد بعودة الدكتور سامح مهران أخذ المهرجان شكل ونكهة مختلفة، فالمهرجان منفتح على الجميع ويتقبل جميع الثقافات وجميع الحضارات، ويشكل حوار ومثاقفة على أعلى المستويات فهو وجه حضاري وديمقراطي لجمهورية مصر العربية وللتاريخ العريق الثقافي والفني، وفعليا شعرنا في المهرجان أن وجودنا كان بمثابة  برلمان فني مداياته واسعة، وما تم فيه من طروحات فعلا أغنت كثير من التصورات حتى المستقبلية لصانعي الفعل المسرحي عربيا.
 وأضاف: كان لي الشرف أن تكون تلك هي الدورة الرابعة التي أشارك فيها في المهرجان، وهذه المشاركة أضعها في الcv  فهي علامة مميزة في تاريخ أي إنسان، دليل على أنه فعليا يحقق انجاز يحسب له حساب، وهذه المشاركات في إحدى الدورات كانت مشاركة بعرض مسرحي سنة 1994 ، وفي دورات متتالية المشاركة في الندوات الفكرية.
 وأهم ما يميز هذه الدورة في رأيي المحاور والندوات، لأن في المهرجانات العربية أصبحت الموضوعات مستهلكة، ففكرة إعادة طرح مفهوم التجريب وكل دولة تطرح وجهة نظرها يشكل إضافة نوعية، بالإضافة إلى تأثير السينوغرافيا على فنون الأداء.
 زرت في مصر متحف أم كلثوم ومتحف محمود مختار والأوبرا والاهرامات... وغيرها فالقاهرة القديمة لها معالمها الجغرافية والتاريخية.
 وأتمنى لمهرجان القاهرة التجريبي مزيدا من النجاح والتطور، وكما وعد رئيس المهرجان ان الدورة القادمة تحمل الكثير من حيث التنوع وحتى في شكل المهرجان، ورؤيته لتغيير مكان المهرجان، ودائما مصر تشكل قبلة للفنانين والمسرحيين، وأدت الدورة الدور بجدارة بارعة، وكل الشكر والتقدير لإدارة المهرجان ووزارة الثقافة ورئيس المهرجان ومديره والعرب فكل الاحترام للجميع.

د. سامي الجمعان: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي تتويج لمسيرة 30 عاما من التجريب المسرحي
وقال المخرج والكاتب السعودي دكتور سامي الجمعان: الدورة ال30 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي تتويج لمسيرة 30 عاما من التجريب المسرحي، ليس في مصر فحسب بل على المستوى الدولي، وتؤكد إصرار القائمين على المهرجان بترسيخ رؤى وتجارب تجريبية في مجال المسرح ربما يكون لها شأن في إنتاج تيار أو مسار مسرحي جديد غير مستهلك، وهذا ما يؤكد أهمية هذا المهرجان.
 وعن المشاركة السعودية في المهرجان التجريبي تابع قائلا: المشاركة السعودية في المهرجان التجريبي ليست وليدة هذه المرحلة ولكنها منذ البدايات الأولى للمهرجان، فأنا على المستوى الشخصي حضرت منذ الدورة الثانية للمهرجان، وهناك عروض مسرحية أسهمت في دورات المهرجان وكنت أحد المشاركين تمثيلا في إحدى المسرحيات السعودية وهي مسرحية « تراجيع «، وهذه المرة ال 28 لي كمشارك في المهرجان التجريبي، وأحيانا أحضر على حسابي الخاص.
 وعن التنوع المهرجاني في مصر استطرد قائلا: مصر رائدة الحراك المسرحي العربي وقد تعلمت منها الكثير من الدول العربية، خاصة في مجال تنظيم الفعاليات، فأصبحت النموذج المتمكن في ترسيخ هذه المهرجانات وخاصة مهرجانات المسرح التجريبي أحد النسخ المتميزة دوليا في جانب الريادة المصرية .
وعن التجريب أضاف: التجريب حركة ليست مقتصرة على المسرح، فالرواية يوجد بها تجريب والسينما والشعر وكل المجالات الإبداعية، أما التجريب من وجهة نظري الخاصة مبنى على وجود رغبة في الخروج عن المألوف والسائد، ولكن يلزم هذا الخروج أن يكون مبنيا على رؤية واضحة المعالم ووعي شديد بكسر القوالب التقليدية ، فإن استمر هذا النهج تحول إلى تقليد، فيأتي تجربة جديدة لكسر هذا القالب، ويوجد تيار أو فكرة أو منهج أو تكنيك مغاير، وهذا يعني أن التجريب حركة دائمة لا تتوقف ليس لها وقت أو زمن فهي في ديمومة زمنية.

د. ميسون علي:  التجريبي منصة عالمية يلتقي فيها الشرق بالغرب 
وقالت دكتور ميسون علي من سوريا: إن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي من أهم وأعرق المهرجانات العربية ، ومنذ افتتاحه عام 1988 وعبر ثلاثين دورة، أصبح عنصرا من عناصر الحضور المسرحي العربي تأليفا وإخراجا وأداء، ومنصة عالمية يلتقي فيها الشرق بالغرب، وهو يستقطب المجموعات الطليعية المسرحية، ويثبت أن المسرح هو الحضور المدني المناقض للعنف، وأن التجريب هو الفعل الإبداعي للوعي الضدي، الذي يتجسد بالتعددية والمغايرة والاختلاف .
 وأضافت: قد استطاع المهرجان من خلال العروض المقدمة أن يكسر الأعراف التقليدية في المسرح وفي التلقي، وأن يخلخل الثوابت، إذ حمل دفقا من الجديد في كل عناصر العملية المسرحية،  ليكسر طوق الجمود.
ولا زال المهرجان في تطور مستمر، يستقطب ويقدم أهم الأنواع والتيارات المسرحية ، من المسرح الواقعي إلى فنون الأداء و المسرح الحركي والراقص وعروض المونودراما ، ناهيك عن المؤتمرات الفكرية التي قدمت من خلال عناوينها ومحاورها معالجة لأهم  الموضوعات والقضايا التي تشغل المسرح المعاصر في العالم، عبر نخبة من المفكرين والنقاد والفنانين، لتتحول هذه الندوات إلى مساحة لتقديم البحث الأكاديمي والفني الرصين ، ومساحة للحوار والنقاش الذي من شأنه أن يضيف للآخر من خلال الأبحاث والأوراق المقدمة ، وهي متنوعة  الخلفيات والثقافات ، وهذا يتكامل مع إصدارات المهرجان المؤلفة والمترجمة، وعناوينها المهمة، التي تعمل على تأسيس الوعي بالتجريب لدى القارئ، يضاف إلى ذلك الورش المسرحية المتنوعة، عبر المشرفين عليها ، ولتكون مكانا للتعلم وللحوار وتبادل الخبرات .
وأوضحت: لقد واكبت وحضرت فعاليات أكثر من دورة، ولكن في هذه الدورة كان حفل  الافتتاح مميزا جدا ، من خلال المشهدية والسوية البصرية الجمالية العالية،  واستخدام الذكاء الاصطناعي، كما لفتني عرض مسرحية تشارلي من نوع الميوزيكال) وهذا لم نشهده سابقا.  
و تميزت هذه الدورة بعودة المسابقة بين العروض، كما وجدت أن الورشات هي متنوعة تشمل كل عناصر العملية المسرحية،  والمميز أنها تقام بخبرات و كوادر مصرية،  لأكاديميين يتمتعون بالكفاءة في مجال اختصاصهم ، وأتوقف أيضا عند عنوان ومحاور المؤتمر الفكري (الجغرافيا الثقافية والتجريب في المسرح) وهو موضوع جديد ومهم،  يبتعد عن التكرار .

د. علي الجنفدي: نأمل أن تكون اليمن حاضرة في المهرجان القادم 
وقال المخرج والكاتب د. علي الجنفدي «الجمهورية اليمنية»:
 يعد مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي من المهرجانات العريقة والمهمة على المستوى العربي والدولي، فقد بدأت أولى الدورات عام 1988 حين كان  وزير الثقافة حينها الفنان فاروق حسني، واستمر بعد ذلك لتتسع مساحته عربيا ودوليا، حتى وصل إلى ما وصل اليوم في دورته الثلاثين برئاسة دكتور سامح مهران، وهذه الدورة ال30 والتي تنوعت فيها العروض عربية ودولية إلى جانب الورش الفنية التي يديرها محبة رائعة الفنانين عرب وأجانب، إلى جانب تنوع الإصدارات الخاصة بالمهرجان لكبار الفنانين والباحثين المختصين، والجميل النشرات اليومية والمتابعة للعروض المقامة في أكثر من مسرح من مسارح القاهرة، وأيضا الندوات الفكرية النقدية التي تفتح آفاق أخرى لكل عرض. 
ايضا على هامش المهرجان أقيم  لقاء لاتحاد رؤساء المهرجانات العربية الدولية من أجل إيجاد السبل المتجددة للمسرح وفنونه وعلاقته بجمهوره ، واليمن كانت دائما من ضمن المشاركين في دورات المهرجان السابقة بعروضها المسرحية المتميزة والتي كتب عنها في نشرات المهرجان بشكل جميل، لكن بسبب ظروف الحرب التي تمر بها اليمن أعاق مشاركة الفرق المسرحية كحضور، لكن بقت المتابعة لدورات وعروض هذا المهرجان المتميز  والمتجدد دائما في كل دورة عن أخرى بكل دهشة ومتعة وإعجاب ونأمل أن تكون اليمن بفريقها المسرحي حاضرة في المهرجان القادم بإذن الله.
الشكر والتقدير لكل القائمين على هذا المهرجان ، والتحية والمحبة لمصر وهي تحتضن كل المبدعين عرب وأجانب.

الفنانة خدوجة صبري: أهم ما يميز هذه الدورة أن أكثر التجارب للشباب 
وقالت الفنانة خدوجة صبري من ليبيا: المهرجان نوع مختلف لأننا نراه من خلال العديد من التجارب سواء رؤية الكاتب أو المخرج، وأيضا تعبير الممثل الغير عادي والغير نمطي، التجريب شيء جميل أكيد ولكن يجب أن يكون في منطقه، وأن يكون من أساسيات العمل المسرحي بشكل عام، صحيح أن به جنون!! ولكن الجنون يجب أن يكون مرتبا وفيه رسالة حقيقية، وليس به العبث. المهرجان هذا العام مختلف ومرتب من يوم الافتتاح والحضور الجميل من كل الدول العربية والفرق الأجنبية، فهو مهرجان خرج عن نطاق العادي وأنا أشكر كل القائمين على هذا المهرجان، وكان لي الشرف أني شاركت في دورات ماضية في المسرح التجريبي مثل فرقة «الجيل الصاعد» وفرقة «البيت الفني للأعمال الدرامية» و»المسرح القومي» بطرابلس، فشاركت في حوالي خمس أو ست دورات، وخاصة على خشبات المسرح المصري التي وقف عليها عمالقة المسرح والمبدعين، هذا في حد ذاته شعور رائع، وأنا شخصيا تنقلت على أكثر من مهرجان على مسارح مصرية، وكنت في غاية السعادة لذلك.
 المهرجان عبر 30 عاما بالتأكيد به اختلاف وتنوع، وأجيال وراء أجيال، وأهم ما يميز هذه الدورة أن أكثر التجارب للشباب، بالإضافة إلى الأفكار المختلفة للمخرجين، وهو في حد ذاته نجاح للمهرجان، وتغيير كبير في طبيعة الحياة، حيث يجب أن تتواصل الأشياء والأجيال، ولكن ملاحظتي الوحيدة هي قلة النساء في الإخراج، والدورة القادمة إن شاء الله ستكون ليبيا حاضرة في عمل جديد.
وعن زياراتها لمصر قالت:  عرفت مصر منذ صغري، فكنت أحضر في مصر لعشق والدي لها، فكنا نقضي اجازتنا في مصر، فعشت وكبرت على الأماكن السياحية في مصر بشكل كبير، وعندما أصبحت فنانة، اصبحت فكرة وجودي في مصر وزيارتي لها أكثر من خلال المهرجانات، وزرت كثيرا من الأماكن والمحافظات منذ صغري حتى الآن، فمصر عظيمة بكل تاريخها وحضارتها، واسم مصر دائما عاليا في كل مكان سواء سياحة أو فن أو علم، كل الخير لهذا البلد الجميل الذي احتضن الوطن العربي ، وانا اعتبر مصر وطني الثاني وسعيدة اني بين المصريين جميعا، ولا أشعر بفارق كبير بين ليبيا ومصر فالإحساس واحد وهو الحب الشديد.

أ.د لخضر منصوري: القاهرة محطة مهمة في صناعة الفعل الثقافي في العالم العربي
وعلق الأستاذ الدكتور لخضر منصوري «أستاذ جامعي ومخرج مسرحي» من الجزائر:  هذا المهرجان هو قاطرة لكل الفعاليات التي تقام في الوطن العربي؛ لأنه أقدم مهرجان عربي من حيث الاحترافية ومن حيث التعدد، والواضح أن هذا المهرجان هو جوهر الحياة في الوطن العربي، وهو قوة دافعة في تغيير كثير من الوضعيات في الوطن العربي.
 أنا سعيد بتواجدي بالقاهرة أم الدنيا لأن هذا المهرجان كان حلما من حيث المشاركة كمخرج وكفرقة، لأنه منذ 20 عاما لم تشارك فرقه جزائرية في هذا المهرجان، وها نحن نشارك من خلال مسرحية نوستالجيا.
 سعيد بعودتي إلى القاهرة لأني حضرت في المهرجان عام 2017 كضيف للمهرجان، وشاركت واستمتعت بالعروض وها أنا أعود بعرض لأشارك هذه المرة في هذا المهرجان القوي والمحترف.
 وأضاف: مصر قبلة للفنانين العرب ومحطة مهمة لابد المرور عليها؛ حتى نكتسب تجربة وأسلوب، ونحن في الجزائر كبلد نحترم كثيرا هذا الوطن الكبير «جمهورية مصر العربية»، وسعيد بتواجدي في القاهرة برفقة الأصدقاء والفنانين العرب الذين نلتقي بهم في عدة مهرجانات، ولكن حينما نلتقي بالقاهرة فهناك نكهة خاصة؛ لأنها محطة مهمة في صناعة الفعل الثقافي في العالم العربي، كل دورة من دورات المهرجان لها نكهتها الخاصة، والدورة ال 30 تم التحضير لها بشكل جدي، وكما عهدنا من دكتور سامح مهران وفريقه أنهم يرفعون التحدي.
 وهذا العام نحتفل بالدورة الثلاثين  لتأسيس المهرجان، ومصر دائما ما تحتفي بالمسرحيين العرب والأجانب وهذه الدورة ناجحة بامتياز ؛ لأن حضر فيها كم هائل من الفنانين والنقاد والأساتذة من مختلف الوطن العربي، بالإضافة إلى الأجانب الذين يعيشون معنا لحظات جميلة من خلال العروض والمناقشات والاحتكاك فيما بيننا.
وعن مصر قال: أنا أحب الأماكن السياحية في القاهرة، وخاصة الأحياء الشعبية التي لها نكهة خاصة مثل: خان الخليلي والزمالك، والقاهرة في حد ذاتها متحف مفتوح تكتشف فيها يوميا أشياء كثيرة، وأكثر ما تأثرت به وجود تلك الدكاكين التي تبيع التحف الفنية وخاصة القديمة، والقاهرة هي تراكم جمالي لسنوات، ونتمنى كل الخير للشعب المصري ولإدارة المهرجان في التطور، فهذا المهرجان يكبر على أفريقيا وعلى أوروبا وغيرها وهو بمثابة عرس كبير لهذه الدول والقاهرة دائما عاصمته.

رسمي محاسنة: هذه الدورة قد تكون دافعا وحافزا لمجموعة من المراجعات على مستوى المسرح العربي 
وقال الصحفي والناقد رسمي محاسنة «ناشر ورئيس تحرير موقع صوت العرب للثقافة والفنون» من الأردن: 
جاءت فكرة المهرجان التجريبي لتحريك الساكن في المسرح العربي، وعبر دوراته المتلاحقة، كان بمثابة نافذة للمسرحيين وخاصة جيل الشباب ليدخلوا مختبر المهرجان التجريبي، ويطلعوا على تجارب عالمية ناضجة سبقتنا في هذا المجال، مع ملاحظة أن المسرح التجريبي يخضع لمجموعة من العوامل، ربما أهمها وجود الحرية الكافية للتعبير بالمسرح عن قضايا تهم جمهور المسرح، وأيضا الحالة الابداعية، فهي شرط أساسي للخروج بالمسرح  عبر مقترحات جمالية وفكرية، تنتظم فيها كافة عناصر العرض المسرحي، وبالتالي فإن مفهوم التجريب لا توجد له نظرية ثابتة، لأن التجريب لا يخضع للثبات، إنما متجدد وباحث في آفاق الدهشة، وهذا ينسحب على النقد المسرحي الذي يتطلب من الناقد المسرحي أن يكون ممتلكا لأدوات المعرفة التي تجعله قادرا على تقديم خطابه النقدي على الخطاب المسرحي.
وبالتالي فإن مهرجان القاهرة التجريبي، هو مناخ وحاضنة لالتقاء الابداعات العربية والعالمية، وتم تجسيدها في هذه الدورة من خلال العروض التي يستقطبها المهرجان، إضافة إلى المهرجانات الصغيرة في داخل المهرجان، وأعني تلك اللقاءات والتعارف بين المسرحيين، بجانب الندوات.
وهذه الدورة بالرغم من أهمية العروض المشاركة، إلا أنها بشكل أو بأخر كشف حالة من التراجع في المستوى العربي، وبالتالي فإن هذه الدورة قد تكون دافعا وحافزا لمجموعة من المراجعات على مستوى المسرح العربي من أجل تقديم مسرح يليق بالتجربة العربية.
كما تميزت هذه الدورة بعناوين الندوات، والابحاث التي تم تقديمها، والتي تستحق أن تجمع في كتاب، خاصة وأن جزء كبير من الندوات كان بمثابة اطلالة على التجريب في المسرح العربي، إضافة إلى الورش المسرحية، وعناوين إصدارات المهرجان المهمة.
وعن مصر قال: منذ أن كنت طالبا في الجامعة لم انقطع عن مصر، ولا أستطيع إحصاء عدد المرات التي زرت مصر فيها، وهذه المشاركة الثالثة لي في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.
وكان سبق لي وأن زرت الأماكن الأثرية والسياحية، ومصر هي متحف كبير، فيها الحضارة الضاربة جذورها في التاريخ، ولكن في هذه الدورة نظرا لازدحام وأهمية برامج العروض والندوات، لم أتمكن من زيارة أي من المعالم السياحية والاثرية في مصر.

ا.د جميلة الزقاي : تكمن قوة هذا المهرجان العتيد فيما يحدثه من تجديد لمفاصله وإضافة لمنجزه 
وقالت أ. د جميلة الزقاي من الجزائر: يتبوأ المهرجان الدولي للمسرح التجريبي مكانة لها من الأهمية بمكان في خارطة المهرجانات الدولية للمسرح العربي؛ إذ تشرئب أعناق المبدعين والباحثين والنقاد المسرحيين ترقبا للتفاعل فيه ومعه، وذلك نظرا لما يسهم به من ديناميكية سوسيو ثقافية وفنية حتى أضحى أكثر من مجرد مناسبة أو تظاهرة فرجوية احتفالية تنظم كل سنة، بل لا يزال يراهن على استمراريته بكونه فكرا واستراتيجية تنشد النهوض بالمسرح العربي وتعزيز أثره عربيا ودوليا. هذا وتكمن قوة هذا المهرجان العتيد وهو في طبعته الثلاثين فيما يحدثه من تجديد لمفاصله وإضافة لمنجزه، حتى بدا قَشِباً يرفل في أثواب جمالية وهو يطاول أعتى المهرجانات بدءا من افتتاحه المهيب بما احتفى فيه من رؤى تجريبية شبابية في عصر الرقمنة والميديالوجيا؛ معلنا عن ماهيته وجوهر تشكله. 
هذا إلي جانب ندوات معرفية جددت مساءلتها للمصطلح الإشكالي والهلامي «التجريب»، لكن الإشكالية الاساسية المستجدة «الجغرافيا الثقافية وفنون الأداء» دارت رحاها حول الاحياز الجغرافية وما تتسم به من تنوع ثقافي وبيئي وسوسيو سياسي من المحيط إلى الخليج وما لذلك من تأثير في المسرح العربي، بل تسنى للندوات أن تقف عند التجريب لدى بعض المبدعين العرب في المهجر، وكأنه بذلك يلملم شتات التجارب المسرحية العربية حيثما وجدت لتعزيزها والاسهام في توثيقها. 
هذا علاوة عن العروض التي شكلت بانوراما بعضها بدت فيه ملامح التجريب شاخصة، والبعض الآخر كان عبارة عن تجارب مطردة لم تكد تلامس الخصوصية التجريبية للمهرجان.
 ولعل المستجد تمثل في تلك العروض الكوريغرافية التي عوضت المنطوق بالجسد، وما يضطلع به من إيحاء وظلال لريبرتوار موضوعاتي ثًرٍّ فكان للجسد حكاياه وجماليته.
 وناهيك عن الورشات التكوينية في مجلات مصادر التمويل، والارتجال من حيث توظيفه ومبادئه، ومسرح إعادة التمثيل، وموسيقى الجسد والمسرح، ومسرح التغيير ومداومة التروما...وغيرها . وكلها تؤصل للتجريب وتعززه في المسرح العربي، فكانت بمستوى ما يعرفه التجريب المسرحي في العالم. ومن ناحية أخرى كان التنويه باجتماع رؤساء المهرجانات المسرحية العربية التي أكدت على الفكر الاستراتيجي الذي يستشرف تعاونا واتحادا بغية تجديد الفعالية والنجاعة التي يتعهدها المهرجان في إطار الاقتصاد الثقافي وما يفيء به على المدينة والمجتمع. ولا يمكن نسيان المبادرة الحميدة التي تغني الريبتوار التوثيقي والمرجعي للمهرجان والمتمثلة في الإصدارات القيمة من ترجمة ونقد وغيرهما. 
 سيبقى المهرجان الدولي للمسرح التجريبي قبلة لكل المبدعين المسرحيين العرب نتيجة ما يعززه من تناسج ثقافي وفني، ومن احتكاك وتبادل للتجارب والخبرات التي تفتح في كل مرة  باب السؤال لدى الذات المسرحية العربية المبدعة إزاء زخم التجريب الفسيفسائي في العالم.

علي عليان: مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي حاضنة كبيرة للمسرحيين العرب
 وقال المخرج علي عليان «مدير مهرجان المسرح الحر الدولي بالأردن»:  مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي يعتبر قبلة للمسرحيين العرب من خلال دوراته الثلاثين الماضية، وكان في فترة التسعينيات حلما للمسرحيين العرب  ليأتوا ويشاركوا فيه سواء على حسابهم أو كضيوف، من أجل متابعة أهم العروض المسرحية العالمية التي كان يستقطبها المهرجان في ذلك الوقت، وأعتقد أن المسرح في ذلك الوقت كان أقوى منه الآن، خلال السنوات الماضية كان في عروض مسرحية عالمية تستقطب بشكل هائل وكبير، أيضا العروض العربية كانت ذات مستوى عال جدا، ويبدو الاختلاف المعرفي من التسعينيات إلى الآن له أثر في تكوين وعي المنجز المسرحي، ولذلك مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي حاضنة كبيرة للمسرحين العرب، ويشكل خلال الثلاثين سنة الماضية منظومة قيم كبرى في بناء العروض المسرحية العربية، وأيضا يشكل ثقافه عالية المستوى لدى المشتغلين في الحقل المسرحي.
وعن زياراته لمصر قال: لا أستطيع أن أحدد عدد المرات التي زرت فيها مصر على الصعيد الشخصي سواء زيارات خاصة أو رسمية من خلال المهرجانات المسرحية، فتعددت الزيارات في مختلف المهرجانات التي تقام على الأرض المصرية سواء بمشاركات عروض مسرحية أو سينمائية أو لجان تحكيم، لا أحد يستطيع أن يرفض أن يكون حاضرا في مصر بشكل عام، وأنا شخصيا أفضل المهرجانات الكبرى بحكم أنها مهرجانات ناضجة تستقطب عروضا مهمة جدا على مستوى عالمي ومن ضمنها مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، والعروض يتحمل مسؤوليتها دائما صاحب العرض، وهناك تفاوت دائما في مستوى العروض والأذواق لدى المشاهدين لهذه العروض، فما يرضيني قد لا يرضي الآخر والعكس، هذه قاعدة أساسية في الوعي الثقافي لدى المتلقي.
 أما عدد الزيارات الشخصية فكانت لي ولأصدقائي في القاهرة بين فترة وأخرى من أجل الخروج من متاعب العمل والاسترخاء قليلا خصوصا في فترات الربيع أو الخريف. 
ومصر في حد ذاتها ككل هي دولة سياحية وبالتالي لابد لك من الجلوس على النيل ومشاهدته، وركوب المراكب النيلية فإن لم تفعل ذلك لم تكن زرت القاهرة على الإطلاق، أيضا هناك الأهرامات وسقارة وقلعة محمد علي، وأنا شخصيا أفضل الأماكن التي بها عمق تاريخي كبير، وأفضل الأماكن الفنية مثل متحف أم كلثوم حيث تشعر بقمة الفن في مصر وفي ذلك الوقت من الفنانين الكبار.

فهد ردة الحارثي: هذا المهرجان جزء منا ونحن جزء منه 
وقال الكاتب والمخرج فهد رد الحارثي من السعودية:  المهرجان التجريبي بالقاهرة من أعرق وأهم المهرجانات على مستوى العالم وليس العربي فقط، فهو إرث عميق للغاية، بالتأكيد أنه مكسب للعالم العربي أن يحافظ على هذا المهرجان النوعي المهم جدا.
وتابع: نشاهد عروضا كل عام قد نختلف أو نتفق حولها ولكن تلك هي طبيعة التجريبي أساسا، وهذه طبيعة المهرجان، وحيويته تنبثق من هذا المكان، وندواته الفكرية دائما فيها ثراء، والورش إضافة مهمة للغاية، وفي الدورة الثلاثين عموما اختلفنا كثيرا واتفقنا كثيرا فيما يخص الدورة والعروض والندوات والورش، وهذا الاختلاف صحي للغاية، ودكتور سامح مهران كان يستمع للملاحظات بدقة ويسجلها، وعنده فريق عمل رائع، ونتمنى لهذا المهرجان أن يكون أكثر ألقا وأكثر جمالا وهو جزء منا ونحن جزء منه.

عامر صباح المرزوك: هذا المهرجان الأكثر صرامة في عدم التعامل مع المجاملات 
وقال الأستاذ الدكتور عامر صباح المرزوك من دولة العراق: درست الدكتوراه في مصر من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2014 ومنذ ذلك التاريخ وأنا أحضر دائما في كل المهرجانات التي تقام في مصر، فأنا درست في هذا البلد العريق وتعلمت من الأساتذة الأفاضل الكثير والكثير، وأيضا نشرت مجموعة من الدراسات وتواصلت مع مجموعة من الاشخاص والأصدقاء، فلدي الكثير من المعارف والأصدقاء هنا في مصر وتربطني بهم العديد من العلاقات وهذا ما جعلني أتواصل مع مصر، فأكون فيها حوالي ثلاث أو أربع مرات في السنة.
 وعن المهرجان قال المرزوك: هذا المهرجان هو الأهم والأكبر في خارطة الوطن العربي، لما يحمله من تاريخ عريق خلال 30 عاما، ويحسب لهذا المهرجان أنه المهرجان الأول الذي استطاع أن يضع ويكرس حدود المفهوم التجريبي المسرحي من خلال مجموعة من المؤلفات التي تقدم في كل عام، وفي السنوات العشر الأولى ربما كانت الكتب مهمة جدا، والتي كانت تترجم لأول مرة، فكان القارئ العربي لأول مرة يقرأ الكتب التي تقدم في أمريكا وشرق آسيا والصين واليابان... وغيرها، والرقم تعدى ال 400 إصدار خلال 30 عاما، وربما أنا محظوظ أن أملك 95% من هذه الاصدارات، فكنت أجمعها واستفيد منها، وكنت أعطيها لطلبة الدراسات للاطلاع على الجديد، وتظهر أيضا أهمية المهرجان من خلال حضور الكثير من الشخصيات المهمة مثل بيتر بروك وشاينا وباربا ... وغيرهم من الذين كنا نقرأ عنهم، ولكن نحن نشاهدهم يحضرون في هذا المهرجان ويشاهدون أيضا عروضنا .
 ويعد هذا المهرجان حاضنة مسرحية، في كل عام يخرج المهرجان جيلا مسرحيا كاملا، فالشباب يشاهدون العروض ويتأثروا بها، ومن ثم بدأوا يفكرون بتقديم عروض جديدة ربما تقترب من هذه العروض أو تفكر بطريقة العروض التي تقدم، وتقدم العروض في حوالي 10 مسارح، وهذا في حد ذاته فعالية كبيرة، وأنا شخصيا تعلمت كثيرا من خلال الاصدارات وتنوع الندوات الفكرية بطريقة مختلفة، والأسماء المهمة التي تعد من الأسماء الراكزة في الوطن العربي.
وأرى أن هذا المهرجان الأكثر صرامة في عدم التعامل مع المجاملات التي نشاهدها في المهرجانات الأخرى، فعندما يأتي شخص يأتي في مكانه الحقيقي، والذين يهتمون بالمفهوم التجريبي على صعيد الإخراج والتمثيل والتأليف.. وغيره، فكل ما يقدم له علاقة بما يتواكب مع العالم والعالم العربي بشكل خاص وفي مصر تحديدا، فنتعرف على أسماء جديدة واتجاهات جديدة وهو في حد ذاته ما يحسب للمهرجان.

هشام كفارنة: هي المرة الثالثة لي التي أزور فيها القاهرة عاصمة الضوء والألق .
وقال المسرحي هشام كفارنة من سوريا: لقد استطاع المهرجان في هذه الدورة أن يحقق احتفالية افتتاح اتسمت بالبساطة والجمال، فجاءت كلمة الدكتور سامح معبرة محكمة توصف رؤية أكاديمية لمفهوم التجريب، وتبين الغاية من إقامة المهرجان وكذلك كانت كلمة الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة بسيطة بحضورها اللطيف وإعلانها عن افتتاح الدورة بعد تقديم لجنة التحكيم وتكريم عدد من الفنانين .
 ليأتي عرض تشارلي بحبكته المحكمة واستخدامه لعناصر عرض احتفالي مشغول بعناية فائقة استحقت إعجاب الجمهور واحتفائه بالعرض ومبدعيه.
وها قد انقضى المهرجان ونحن نتنقل بين مسارح القاهرة متتبعين العروض المشاركة على اختلاف أنواعها وأشكالها وغنى مضامينها ولو بشكل متفاوت بين تجربة وأخرى.
ولابد من الاشارة والإشادة بالعناية بإقامة الندوات الفكرية وحسن تنظيمها، وانتقاء مواضيعها بما لها من أهمية كبيرة في تبادل الآراء والخبرات، وقد كان لي شرف المشاركة بندوة بعنوان «الجغرافيا الثقافية وفنون الأداء».
وأضاف:  هي المرة الثالثة لي التي أزور فيها القاهرة عاصمة الضوء والألق، وفي كل حضور للمهرجان أشعر بمدى التطورات المهمة التي يحققها المهرجان شكلا ومضمونا.
ويقتضي الوفاء أن أتقدم بالشكر الجزيل لإدارة المهرجان ممثلة بالدكتور الصديق سامح مهران لإتاحة الفرصة لي لأن اتابع فعاليات ونشاطات وعروض هذه الدورة، راجياً له ولفريق العمل من منظمين وفنيين ومشاركين ومنسقين وإداريين كل النجاح والتوفيق. 

ماجد لفتة العابد: شعرت بتميز وجودة هذه الدورة على جميع المستويات 
وقال ماجد لفتة العابد إعلامي لمجلة وقناة سفن أرت من العراق : تعد الدورة ال30 من أفضل دورات المهرجان التجريبي، و تميزت هذه الدورة باختيار العروض المشاركة بالمهرجان،  وترجع أهمية هذه الدورة التي يقودها د. سامح مهران في تواجد مجموعة كبيرة من الدول العربية الشقيقة. 
وتعد هذه الزيارة العاشرة لي لمصر والمشاركة الثامنة في المهرجان التجريبي ، وقد شعرت بتميز وجودة هذه الدورة على جميع المستويات.

إبراهيم العسيري: المهرجان هذا العام يعد نقطة مهمة في مسيرته 
وقال المسرحي إبراهيم العسيري من المملكة العربية السعودية: 
 المهرجان هذا العام يعد نقطة مهمة في مسيرته، حيث وصل إلى الدورة الثلاثين، وتميزت هذه الدورة بكثرة العروض داخل المسابقة الرسمية، واختلاف الدول، وأنا حضرت للمهرجان تقريبا 15 دورة، وربما كانت الدورات السابقة بسنوات أكثر إبداع وحرص على التجريب والمتعة المسرحية، والحقيقة لم يسمح لي الوقت بزيارة أماكن سياحية هذه الدورة.
زهير عبد الكريم: كنت الأسعد باختياري كأحد الضيوف بهذه الدورة 
وقال المخرج والممثل السوداني زهير عبد الكريم: تأتي هذه الدورة من المهرجان هي المهم و الأهم للفعل المستمر لتلاقح الأفكار، كنت الأسعد باختياري كأحد الضيوف بهذه الدورة ، مما يحفز فرحتنا للفعل ، المهرجان التجريبي تاريخ طويل لهذا الفعل الذي يذهب إلى قيم الخير والحق و الجمال، و يفضي لفتح حوارات فكرية لها ثمارها لمستقبل المسرح العربي و الافروعربي متصلا بالغرب في انشغالات الاسئلة الجديدة والمتجددة في المضامين و الشكل ، إن العالم بعد جائحة كورونا و تلك الحرب المجنونة، لا يستطيع الإنسان تحمل ذلك بعيدا عن الفنون الادائية، هي فاتح الأمل، و التجريبي أحد أكبر تلك الأبواب الممتدة نحو إنسان العالم ،إن المهرجان التجريبي تجربة إنسانية يشغل به كل فنانيين العالم المسرحي  ك شركاء في المسؤولية الإنسانية .
وأضاف قائلا : إن المهرجان يذهب في دورته الثلاثين نحو آفاق مسرحية، إلى رهان التجريبي و مستقبله في كل بلدان العالم، وهذا ما يجعل للمهرجان أهمية و ضرورة متزايدة و فاعلة بتاريخه الأطول في مسرح ما بعد الحداثة، وربط المتلقي بتلك التجارب و المختبرات في كل البلدان، و من هنا يتفق كافة مسرحيين العالم على ضرورة التواجد في المهرجان، فهو المهرجان الوحيد المهتم بحركة التجريبي، و ربط المسرحيين بالتجارب العالمية على أرض الكنانة أول من استخدمت الفن كقوة ناعمة و فاعلة في حوار الثقافات بين الشعوب.


سامية سيد - رنا رأفت