العدد 714 صدر بتاريخ 3مايو2021
تحدثت من قبل عن بداية نادي رمسيس ببور سعيد عام 1926، وتوقفت عند مرحلة تألقه عام 1931، ووعدت القراء بأنني سأعود إلى هذه المرحلة للحديث التفصيلي عنها، وها أنا أفي بوعدي، وأقول: بدأ النادي مرحلة التألق والانطلاق في أواخر عام 1931، عندما منحته وزارة المعارف إعانة مالية قدرها مائة جنيه، وهذا المبلغ كان ضعف إعانة الحكومة لفرقة نجيب الريحاني!! مما يعني أن هذا المبلغ ضخم جداً، ويكفي لأن ينقل النادي نقلة فنية كبيرة، أشارت إليها مجلة «الصباح»، عندما قالت في إبريل: «كان لتقرير الإعانة لنادي رمسيس ببور سعيد وقع حسن في نفس الشعب البور سعيدي. وقد أحسنت وزارة المعارف بهذا العمل الجليل، وحبذا لو انتفع نادي رمسيس بهذه الإعانة وشيد له مسرحاً واتخذ له فيه نادياً نتباهى به أمام الأندية الأجنبية المنتشرة في المدينة، والتي يضطرنا العوز إلى رجائهم في استدامتها، ونتمنى له عهداً جديداً وتقدماً مستمراً».
وبالفعل لم يمر شهر واحد حتى انتقل نادي رمسيس - كما أخبرتنا مجلة «الصباح» - «من داره القديمة واتخذ له داراً جديدة فسيحة بشارع أوجيني خصص جزءاً منها لتعليم الرسم والتصوير والباقي لتمرين الأعضاء على التمثيل». وتكونت إدارة النادي من رئيسه «سعيد نور الدين» الذي استمر لمدة عامين ورأس النادي بعده «محمد أبو الغيط». وكان رئيس النادي الفخري «عبد الرحمن زهدي» مدير الجمرك. أما الأعضاء فمنهم: حمدي الهندي، فهمي علام، محمد جاد، حامد الصفتي، صبحي بطرس، محمد شلاطة، عبده حايك، ياقوت عبد النبي، توفيق الطيب، أحمد أبو النور، عبده الكيال، أمين علي، سعيد فرح، إبراهيم فؤاد، طلبة رضوان، أحمد المقدم، عبد الحميد النقيب.
وأول مسرحية عرضها النادي – بعد حصوله على الإعانة واكتمال أعضائه – مسرحية «كوثر» وعرضها بدار سينما الألدورادو. وفي مايو 1931 أقام النادي حفلة تكريم كبرى لزكي طليمات وأحمد علام، نقلت لنا تفاصيلها مجلة «الصباح»، قائلة: «في الساعة الخامسة من مساء الأحد الماضي أقام نادي رمسيس ببور سعيد حفلة شاي بفندق «الإيسترن إكستشنج» تكريماً للأستاذين الفاضلين زكي أفندي طليمات وأحمد أفندي علام، وافتتحت بالنشيد الملكي من فرقة النادي الموسيقية، وقد انتدب حضرة عبد الرحمن بك زهدي مدير الجمرك هنا، والرئيس الفخري للنادي سكرتيره الخاص ليعتذر عن عدم استطاعته الحضور لطارئ غير عادي في الوقت المعد لإقامة الحفلة. وقام الأستاذ سعيد أفندي نور الدين رئيس النادي وارتجل كلمة جامعة ذكر فيها ما للأستاذ زكي من أياد بيضاء على نهضة الفن الحديثة، وعلى النادي بنوع خاص، وأفاض في الإشادة بنبوغ وعبقرية الأستاذ زكي قائلاً إن النادي ضنين بحفلات التكريم وإن كان اليوم قد خالف هذه السُنة فما ذلك إلا إعجاباً وابتهاجاً بشخص الأستاذ زكي. ثم قام حمدي أفندي الهندي وألقى زجلاً ظريفاً قوبل بالتصفيق الحاد. وتبعه كاتب هذه السطور وألقى كلمة قصيرة باعتباره صديقاً بور سعيدياً لأعضاء النادي وللمحتفل بهما. وكفرد عادي من أفراد الأسرة الصحفية المسرحية ذاكراً بأن المحتفل بهما علمان بارزان في غنى عن أي تعريف متمنياً لهما سفراً سعيداً تحرسهما عناية الرحمن وعطف إخوانهم وذويهم، وأن يعودا ليستكملا ما ينقص المسرح المصري من المستحدثات الفنية، حتى يرفعا رأس مصر عالياً ويضعا بأيديهما علم الفن الصحيح على قمة المسرح المصري. وتبعه فهمي أفندي علام بكلمة فكهة داعب بها الأستاذ أحمد أفندي حسن سكرتير معهد التمثيل وقد كان حاضراً بالحفلة. ثم قام الأستاذ زكي أفندي طليمات وألقى كلمة فياضة نقتطف منها ما يلي: «سادتي، يسؤني أن أقول سادتي ولا أقول سيداتي فللمرأة المصرية مكانة خاصة في نفسي لأنها زهرة كل مجتمع. أشكر حضرات من شاركونا في هذا الحفل الذي يفيض عطفاً ورقة، كما أشكر للأخ سعيد أفندي نور الدين هذه البادرة الطيبة فقد أراد أن يكرم الفن في الصديق. شاء الأخ نور الدين أفندي أن يخلع عليّ حلة من النبوغ والعبقرية، أنا في الحقيقة رجل صغير لا أكثر ولا أقل، وما عملي إلا توفيق أو استشعار بالواجب، وأعتقد أن الفن يسمو بالمشاعر ويسير بها نحو السماء أي نحو الله».
وإذا تتبعنا عروض النادي المسرحية سنجده يعرض مسرحية «عاصفة في بيت» بتياترو الألدورادو في نوفمبر 1931 واشترك في تمثيلها – بجانب أعضاء النادي – دولت أبيض وفردوس حسن. وفي إبريل 1932 عرض النادي مسرحية «الحلاق الفيلسوف». وفي يونية عرض مسرحية «الزوبعة» للكاتب المسرحي البور سعيدي «عباس علام»، فكتبت مجلة «الكواكب» كلمة عن العرض بها تفاصيل تستحق التوثيق، قائلة:
«أحيا «نادي رمسيس» ببور سعيد حفلة شائقة قام أعضاؤه فيها بتمثيل رواية «الزوبعة» للكاتب النابه الأستاذ «عباس علام». وقد كتب إلينا الأديب «سامي حمادة» رسالة نقتطف منها ما يلي: كانت الحفلة تحت رعاية صاحب العزة محافظ القنال وقد قام الشاب الأديب «محمد أفندي جاد» بدور السيد الخالدي فرأيناه شيخاً بكل معاني الكلمة. كذلك الفتى النابه «الصفتي أفندي» الذي قام بدور «فتحي» فإنه وفق إلى حد كبير إلا أن دوره كان يتطلب منه خفة روح أكثر. وكان صبحي أفندي بطرس في أحسن حالاته إلا أني أنصح له أن يتفرغ للإدارة الفنية. أما ذلك الشاب الظريف الذي قام بدور الدكتور سامي فقد أجاد أيما إجادة رغم قصر دوره وأنني أتنبأ له بمستقبل حسن. أما الممثلات زوزو حمدي الحكيم وروحية محمد خالد وسلوى علام فنهنئهن خالص التهنئة ومزيد الإعجاب. ولا يسعني قبل أن أختم كلمتي إلا الثناء على القائمين بإدارة نادي رمسيس الذين استحقوا اعتراف وزارة المعارف بمجهودهم حيث قدرت لهم إعانة مسرحية صرفتها لهم عامين متتاليين».
وفي سبتمبر 1932 مثّل النادي مسرحية «سهام» لعباس علام أيضاً، فكتبت مجلة «الصباح» وصفاً لها، قالت فيه: «مثل نادي رمسيس ببور سعيد رواية سهام على مسرح الألدورادو فنجح في تمثيلها بفضل إشراف الأستاذ زكي طليمات على إخراج الرواية وفهم ممثليها أدوارهم، وكان أكثرهم إجادة ياقوت أفندي في دور الباشا وحامد أفندي الصفتي وتوفيق أفندي الطيب وحمدي أفندي الهندي والوحيد الذي لم يوفق في دوره هو أحمد أفندي أبو النور. أما السيدة زينب صدقي فليس كثيراً عليها أن تصل في دور سهام إلى قمة النجاح ولا عيب فيها سوى عدم حفظها لدورها مما اضطر إدارة النادي إلى استخدام أربعة ملقنين لها خاصة أحمد محمد حسن. هذا وقد جاءتنا رسالة عن هذه الحفلة بإمضاء «ناقد ببور سعيد» ختم رسالته بقوله: أما مناظر الرواية فكانت لا تتفق مع مضمون الرواية والذي تلاحظه دوماً افتقار نادي رمسيس إلى تمرين بعض الهواة من المتعلمين حتى لا يلجأ إلى المحترفين الذين ثقلت أقدامهم وتلعثمت ألسنتهم وأصبحوا غير قادرين على احتراف هذه المهنة الشريفة».
وفي يناير 1933 عرض النادي مسرحية «667 زيتون» على مسرح الألدورادو، فكتب «يوسف أحمد طيره» كلمة عنها في جريدة «أبو الهول» قال فيها: «أقام نادي رمسيس ببور سعيد حفلة تمثيلية كبرى مساء السبت الماضي مثلت فيها رواية «667 زيتون» وأسند دور عليّة إلى روحية خالد فكانت رشيقة خفيفة الظل ولا آخذ عليها إلا إشارتها إلى حجرة النوم بأنها إلى الشمال بينما كانت إلى اليمين. وقام حامد أفندي الصفتي بدور «لطيف»، ووفق توفيق أفندي الطيب في دور «ضبش الطنبشاوي»، وكان الشاب الصغير عبده أفندي الكيال في دور «محمود الخادم» حائزاً للإعجاب. أما حمدي أفندي الهندي في دور «الباشا» فمع أنه بذل مجهوداً طيباً يحمد عليه إلا أن دوره كان يتطلب تلويناً في صوته إذ كان يتكلم على وتيرة واحدة خصوصاً في مواقف الغرام، وأمين أفندي علي في دور «عبد الخالق بك» كان لا بأس به، وسعيد أفندي فرح في دور «زكي» كان صوته ضعيفاً جداً. ولا يفوتني أن أسجل حسن إدارة محمد أفندي جاد المدير الفني. وقد نجحت الحفلة نجاحاً كبيراً».
وفي فبراير 1933 مثل النادي مسرحيتي «المشكلة الكبرى» و«الموظف» لصالح مشروع القرش، وفي مايو توسع النادي في نشاطه المسرحي؛ حيث أضاف نشاط إلقاء المحاضرات، وأول محاضرة ألقاها المستر «لوتمان» تحت عنوان «فن المسرح». وفي أغسطس عرض النادي مسرحية «مأساة الحلمية»، وكان نجاحها فريداً، فنشرت مجلة «الفنون» مقالة عنها تحت عنوان «على مسرح الألدورادو»، جاء فيها الآتي:
«أقام نادي رمسيس ببور سعيد حفلة تمثيلية كبرى مساء السبت الماضي على مسرح الألدورادو مثّل فيها «مأساة الحلمية» للأستاذ محمد شوكت التوني. واشترك مع أعضاء النادي في تمثيل هذه الرواية السيدات ميمي شكيب وماري كفوري وفكتوريا سويد. وكان الإقبال على هذه الحفلة مقطوع النظير فرغماً عن اشتراك أعيان البلد وموظفيها في مشاهدتها فقد كان للمصطافين فرصة سعيدة في مشاهدة أبناء بور سعيد يقومون بأدوارهم. وقد سمعت إطناباً شديداً وثناء عاطراً من الكثيرين وتصريحهم بأن فرقة نادي رمسيس لا تقل عن أي فرقة محترفة من فرق العاصمة الكبرى. وهي حقيقة يلمسها كل من تتبع أخبار هذا النادي الذي له مكانة - يحسده الغير عليها - في نفوس رجال وزارة المعارف، ويقيني إن الإعانة الكبيرة التي يأخذها كل عام تجعله يسير في خطوات رزينة نحو التقدم المحسوس، وقد أصبح بفضل جهوده هذه المثل الأعلى لأندية القطر الفنية. قلنا إن الإقبال على الحفلة كان عظيماً بدرجة أن التذاكر نفذت قبل الحفلة بأيام، ولم يفتح شباك التذاكر في مساء السبت، رغم حضور جمهور غفير يطلب الدخول بأي ثمن ولكنه لم يجدها، واضطر الكثيرون إلى العود آسفين لضياع هذه الفرصة السعيدة منهم، وقد شعروا بالحسرة لحرمانهم من التمتع بمشاهدة هذه الرواية التي يقيمها نادي البلدة «رمسيس». واضطرت إدارة النادي إرضاء لبعض الشخصيات البارزة في البلدة إلى إشغال الكراسي المخصصة لأعضاء النادي بتلك الشخصيات، واضطر الأعضاء والحالة هذه أن يتفرقوا في أنحاء الصالة واقفين متحملين كل شيء في سبيل هذا الفوز. وقابل الجمهور تمثيل الرواية بخشوع وتأثر، وهي درامة مصرية يقبلها الذوق السليم. وقام الأستاذ حامد أفندي الصفتي الممثل الأول بالنادي بدور شفيق الشاب الفاسق النذل الخائن وقد أشفقت عليه من الجمهور الذي كاد يصعد على خشبة المسرح لينتقم منه، وكان حامد يمثل دوره طبيعياً ومن هنا كان سخط الجمهور عليه كأنه يمثل أمامه حقيقة راهنة. أما حمدي أفندي الهندي فقام بدور سليمان، وحمدي أفندي هو خير من يمثل دور الآباء لرزانته على المسرح. وقد مثّل دور الأب المهمل لبيته، والذي نكب بسبب إهماله في شرفه وكان كثير التوفيق. وأسند دور «صادق» إلى توفيق أفندي الطيب، فاستطاع أن يكتسب عطف الجمهور لإجادته تمثيل دور الشاب السيء الحظ، ولم يكن توفيقه فيه بأقل من زملائه. وكم أعجبني كثيراً الكيال أفندي في دور الأسطى خليل إذ مثل دور الخادم المطلع على دخائل البيت والمنتهز للفرص لتنفيذ مطامعه. ولا يفوتني الإشادة بفضل أحمد المقدم وأبو الغيط وحمودة لقيامهم بأدوارهم على خير ما يرجى من مبتدئين. أما عن السيدة ميمي فبرغم قصر عهدها بالتمثيل فقد لاقت نجاحاً قد لا تلاقيه ممثلة قديمة العهد بالمسرح في دور «إحسان». أما السيدة ماري كافوري في دوري زكية ودولت فكفاها فخراً أنها تعد قطعة من نادي رمسيس منذ إنشائه. وأجادت السيدة فكتوريا سويد في دور «سيدة» ونالت حظها كغيرها من التقدير والثناء. وعلى العموم فقد نجحت الحفلة مادياً وأدبياً وانصرف المتفرجون وكلهم ألسنة ناطقة بالثناء والإعجاب على الممثلين والقائمين بإدارة النادي. ويستعد النادي هذا العام استعداداً كبيراً لإخراج كثير من الروايات المحلية والإكثار من حفلات السمر وإلقاء المحاضرات الأدبية الأخلاقية الاجتماعية حتى أصبح مركز ثقافة في البلدة وسد نقصاً كبيراً بعد أن انضم إليه نخبة طيبة من أعيان البلد والمدرسين والأطباء والمحامين. وقد اعتزم النادي تدريب فريق كبير من الهواة لإظهارهم في الرواية المقبلة وأصبح نادي رمسيس بحق نادي البلدة الوحيد وعوض على البلدة الشيء الكثير بعد حرمانها من الملاهي وتعطش أهلها إلى مشاهدة التمثيل الصحيح».
وفي أكتوبر 1933 أخبرتنا مجلة «الصباح» بأن النادي أقام حفلة سمر في مقره الفخم، ومثّل أعضاؤه ثلاث مسرحيات من النوع الكوميدي وهي: «خَدوها منك» و«ويانا يا حماتي» و«جاب الريس». وفي ديسمبر 1933 مثّل النادي مسرحية «الزوجة العذراء» لعباس علام الكاتب المسرحي البور سعيدي، ومن بطولة «فاطمة رشدي»، وكتبت جريدة «كوكب الشرق» كلمة مهمة عن المسرحية، قالت فيها: «أقام نادي رمسيس ببور سعيد في مساء السبت 23 الماضي حفلة تمثيلية على مسرح سينما الألدورادو، مثّل فيها رواية «الزوجة العذراء» للكاتب المعروف الأستاذ عباس علام. واشترك في تمثيلها مع النادي السيدات «فاطمة رشدي، ومرجريت نجار، وماري منيب». وأسندت لهن نفس الأدوار السابق قيامهن بها عندما أخرجت فرقة السيدة فاطمة رشدي نفس الرواية في الموسم الماضي. وقد سبقني النقاد في شرح الرواية ونقدها. وسوف أبين فقط النقاط التي يجب على النادي ملاحظتها لملافاتها في روايات النادي القادمة. فطلبة أفندي رضوان في دور الباشا كان مجيداً، لكن كنا ننتظر منه أكثر من ذلك لما عودنا فيه من الإجادة في أدواره السابقة. وهناك توفيق أفندي الطيب في دور نبيل كان يستحق التهنئة بالرغم من أنه كان يتكلف في أكثر من موقف. حامد أفندي الصفتي كان في دوره عادياً جداً ولم يلفت النظر في شيء من تمثيله. أحمد أفندي المقدم المدير الفني، أرى أن النادي لم يحسن الاختيار بالمرة في إسناد هذا الدور إلى أحمد أفندي المقدم. وقد قامت السيدة فاطمة رشدي بدورها خير قيام وكانت هي العامود الفقري للرواية. وكانت السيدة مرجريت نجار في دور روقية المغنية طبيعية جداً، كذا السيدة ماري منيب في دور رأفت فقط. أليس من المستحسن وهي الفتاة العصرية ألا تظهر في ثلاثة فصول بفستان واحد يرتدى فوق المانطو. أما المناظر فكانت فخمة غير أن تمثال ديلسيبس في الفصل الأول كان يظهر بشكل غير عادي. وقد ارتفعت الستارة في الساعة العاشرة وبعض دقائق مع أن البروجرام كان يحدد الساعة التاسعة والنصف لرفع الستار. وكان نظام الصالة غير مستتب تماماً. وكلمة أخيرة ألم يفكر إداري بالنادي في التقدم لإلقاء كلمة الشكر لهذا الجمهور الذي عضد النادي ولم يترك مقعداً خالياً. أظن أنه كان من اللائق حدوث ذلك».
والجدير بالذكر إن النادي – خلافاً لأنشطته المسرحية – أقام حفلة تكريم للنجمة السينمائية السيدة «آسيا» في مقره، وتم التقاط صورة تذكارية تظهر آسيا في وسطها وإلى يمينها وكيل محافظ بور سعيد ومن حولها أعضاء النادي وكبار رجال الدولة. والملاحظ في الصورة أن أعضاء النادي وصل عددهم إلى أكثر من خمسين عضواً. وقد نشرت مجلة «الكواكب» خبراً حول ذلك في مايو 1933، قالت فيه تحت عنوان «آسيا في بور سعيد»: «تسافر النجمة السينمائية السيدة آسيا بطلة شريط فيلم «عندما تحب المرأة» إلى مدينة بور سعيد في أواخر الشهر الجاري لحضور عرض شريطها في هذه المدينة بسينما ألدورادو ابتداء من يوم 31 مايو الجاري إلى يوم 6 يونية القادم فنرجو لشريطها كل نجاح، ونأمل لها التوفيق في سفرها». كما نشرت المجلة كلمة أخرى بهذا الخصوص، تحت عنوان «تأسيس نادٍ سينمائي»، قالت فيها: «جاءتنا الكلمة الآتية من حضرة إبراهيم أفندي السعد ببور سعيد: فكرت أنا وجماعة من هواة السينما في مدينة بور سعيد أن نؤسس نادياً سينمائياً يجمع بين هواة هذا الفن ويوحد كلمتهم. وقد فكرنا في الاسم الذي نطلقه على نادينا، فرأينا أن نطلق عليه اسم «نادي آسيا» .. وقد هدانا إلى هذا الاسم وجود الممثلة السينمائية المعروفة السيدة آسيا في مدينتنا الآن كل تشجيع من هواة بور سعيد».
واستمراراً لتتبع نشاط النادي مسرحياً، سنجد النادي يحتفل في إبريل 1934 بعيد رأس السنة الهجرية بتمثيل مسرحية «عبد الرحمن الناصر» لعباس علام، وقام طلبة رضوان بدور «عبد الرحمن الناصر»، وحامد الصفتي بدور «ابن حجاج»، وتوفيق الطيب بدور «الأمير المظفر»، وعبد الحميد النقيب بدور «أمية بن إسحاق». مع فقرات موسيقية من أوركستر النادي برئاسة عبد الحميد الألفي، ومثل النادي في نهاية الاحتفال مسرحية كوميدية من تأليف أحد الأعضاء. وفي أكتوبر عرض النادي مسرحية «الشيطان» بطولة رفيعة الشال. وفي يناير 1935 أقام النادي حفلتي سمر مثّل فيهما مسرحيتين، وفي ديسمبر مثّل مسرحية «عبد الرحمن الناصر». وبعد انقطاع خمسة أعوام تقريباً انضم فيها النادي إلى نوادٍ أخرى تحت اسم «النادي الأهلي» سنتحدث عنه لاحقاً.