مدينة أحلام أحمد عبد الجليل استعراضية مسرحية لأطفال المنصورة

مدينة أحلام أحمد عبد الجليل استعراضية مسرحية لأطفال المنصورة

العدد 831 صدر بتاريخ 31يوليو2023

المخرج المخضرم «أحمد عبد الجليل» مخرج كبير له تاريخ معروف وأثر مسرحي في أغلب المدن المصرية التي قدم فيها تجارب مسرحية نموذجية استمتع بها جمهور المسرح الإقليمي في كافة محافظات مصر ولكنه هذه المرة  يخرج مسرحية للأطفال لأول مرة إذ لم أشاهد له تجارب في مسرح الطفل ولم أعهده مخرجاً لعروض الأطفال التي تحتاج إلي معايير معينة وأسلوب مختلف عن عروض الكبار وتتطلب أيضا وفي المقام الأول سعة صدر وحب للأطفال لأن التعامل معهم أثناء الإعداد والتدريب يحتاج إلي حب وإلي جهد كبير وشاق وكأن (عبد الجليل) المخرج الكبير مقدم علي امتحان حقيقي لأنه يؤسس فرقة لمسرح الطفل بقصر ثقافة المنصورة الذي كان في مراحل سابقة يستقبل العروض القادمة من مدن أخري رغم تميز مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية وتمتعها بوجود عدد كبير من الأطفال الموهوبين والدليل علي ذلك كان شديد الوضوح بعد مشاهدة العرض الذي شارك في بطولته عدد كبير من الأطفال أولاد وبنات من مراحل تعليمية مدرسية مختلفة.
 وتمت التجربة المسرحية لأحمد عبدالجليل في الوضع مخرجا للأطفال والتي من تأليف «ياسين الضو» بنجاح ساحق وتميز كبير بسبب الأسماء الكبيرة والمخضرمة التي استعان بها عبدالجليل في تكوين عناصر العرض ومنها «أيمن النمر» الذي كتب أغاني لطيفة ومعبرة أضافت إلي إيقاع الدراما خصوصا مع ألحان «إيهاب حمدي» خفيفة الظل الملائمة للسياق مع الخطوات الرقيقية التي اقترحها مصمم استعراضات العرض «خالد النموري» الذي حرك ما يقرب من عشرين طفل بنظام ومهارة ورشاقة وخفة تناسب أطفال مدينة المنصورة التي تقدر الفن وتحترم الفنانين وقد استعان المخرج بعناصر من الكبار اسند اليهم أدوار هامة مثل دور الراوي الذي شارك في صناعة الأحداث وتدخل عندما كان لابد أن يتدخل لصالح العرض ولدفع الدراما التي خرجت هذه المرة الذي عن إحدي قواعد مسرح الطفل التي كان اصطلح عليها بآلا تقوم الشخصية الواحدة بأكثر من دور أخلاقي بمعني أن الشخص الطيب يجب أن تظل شخصيته طيبة لا تقترب من الشرور طوال الوقت تظل تدعو إلي الخير والحب والسلام ، والعكس صحيح فيما يخص الشخصيات الشريرة يجب أن تظل تفعل أفعال شريرة وتدعوا إلي الشر طوال الوقت ولكن في هذا العرض المسرحي الذي يستهدف الطفل كسرت هذه القاعدة الراسخة وطلب الشرير من الأميرة «نور» الجميلة ممثلة الخير في هذه الدراما المسرحية والذي قامت بدوره في ثبات ورقة شديدة (تيا الشهاوي)  والتي في مجريات العرض طلب منها «دساس» ممثل الشر بالمسرحية أن يتبادلا الأدوار علي سبيل التغيير واللعب والمرح ولأنها تعتقد بقوة ما في داخلها من الخير وبعد إلحاح كبير ووسوسة وافقت علي المقترح وتم التوقيع علي ما يشبه العقد بأن يقوم هو (خالد هشام) بدور الخير وتقوم هي بدور الشر بشرط إن أخل أي منهما بالوعد والاتفاق فسخ العقد ويعود كل واحد إلي موقعة وكانت التجربة تجري علي مجموعة من الأطفال يتقدمون نحو مدينة الأحلام علي أثر دعوة من البلياتشو العجيب الذي جرهم للحكاية وقد قام بدور البلياتشو الفنان (عمرو حسن) وأثناء الحكاية يظهر في مدينة الأحلام وعلي خشبة المسرح عدد كبير من الأطفال المختلفين في ثقافتهم بين الخير والشر ويطلب بعضهم من الكل أن يستثمروا الوقت في الألعاب الإلكترونية الحديثة إلا أن الأخرين ينتبهوا إلي أن ذلك غير مفيد وأنه من الأفضل أن يتمتعوا بالحكاية وتبدو المفارقات جلية في المشهد عندما يدعوا الشرير «دساس» إلي الخيرات في الظاهر بينما قلبه وجسده يطلب من الزائرين العكس لأن الشر أصيل فيه وبينما تستمر الأميرة في الدعوة إلي الخير ولكنها تتذكر أن ذلك يخل بالاتفاق ويدمر العقد الذي وقعت عليه فتحاول أن تدعو إلي الشر أو تفعله ولكنها أبداً لا تستطيع وتمضي الأحداث علي هذا النحو إلي أن يتورط جساس الشرير في دعوة مباشرة للطفل الذي يميل إلي اللعب والعبث (محب) الذي يقوم به «حمزة ناجي» ويتدخل البلياتشو لينتقل إلي المشهد الأخير الذي حدث فيه إخلال بالعقد وعندها تسارع الأميرة الجميلة بإعلان انتهاء الاتفاق وانتهاء التعاقد لكي يعود كل مجموعة إلي وضعها الطبيعي يعني يظل الخير خير ويبقي الشر ثابت في موقعه لا يغادره ولا يتخلى عنه ورغم ما ابتدعه العرض من خروج عن القاعدة إلا أنه خروج مستحب وناجح ومقبول وهكذا انتهت هذه المسرحية التي قدمت بشكل لطيف وذكي وتم بها ما أراده المخرج حيث عدد كبير جداً من الأطفال تعلموا أساسيات التعامل مع خشبه المسرح وأصول الوقوف عليها. وأساسيات اللعب التمثيلي والنشاط المسرحي وهكذا وضعت علي طريقة الإبداع المسرحي مجموعة كبيرة من الأطفال الموهوبين الذين يحملون مستقبل مشرف لعروض الطفل بمدينة المنصورة


محمود كحيلة