اتفقوا على أهميته وتمنوا استمراره معرض «الكتاب المسرحي» في ساحة الأوبرا للعام الثاني

اتفقوا على أهميته وتمنوا استمراره معرض «الكتاب المسرحي» في ساحة الأوبرا للعام الثاني

العدد 817 صدر بتاريخ 24أبريل2023

افتتح المجلس الأعلى للثقافة، مطلع أبريل الحالي، معرض الكتاب المسرحي، بدار الأوبرا المصرية، وهو الذي تنظمه لجنة المسرح بالمجلس، واستمر حتى التاسع من الشهر نفسه، فتح المعرض أبوابه للجمهور من 11 صباحا حتى العاشرة مساء يوميّا، وشاركت فيه عدة جهات نشر منها الهيئة العامة لقصور الثقافة، والهيئة المصرية العامة للكتاب، والمركز القومي للمسرح، والمركز القومي للترجمة، واتحاد الناشرين المصريين، ودار المعارف. التقت «مسرحنا» بعدد من ممثلي هذه الجهات وعدد من المسرحيين ليحدثونا عن هذا الحدث الذي يُقام للعام الثاني على التوالي.
قال المخرج عصام السيد، مقرر لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة: هذه هي الدورة الثانية لمعرض الكتاب المسرحي، وقد أقمنا العام الماضي الدورة الأولى في 27 مارس، وكان يوافق يوم المسرح العالمي، ووجدنا إقبالا كبيرا على المعرض، على الرغم من كوننا أكثر تخصصا، فإن الجمهور كان متنوعا يجمع ما بين المتخصص وغير المتخصص، وهذا ما أدهشنا وجعلنا نشعر أن الكتاب المسرحي ما زال يبحث عنه القارئ وينتظر أي متنفس ليجده فيه، لذلك قررنا أن نقدمه بشكل دوري كل عام، ولكن العام الحالي جاء يوم المسرح العالمي مع بداية شهر رمضان المُعظّم، فقمنا بافتتاح معرضنا في 3 أبريل، حتى نبتعد عن الأسبوع الأول من رمضان، الذي دائما ما يكون مشغولا بالطقوس الاجتماعية الرمضانية.  
واستكمل «السيد»: المعرض يضم العديد من الجهات ودور النشر، مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمجلس الأعلى للثقافة، وهيئة الكتاب، والمركز القومي للمسرح، ودار المعارف، إلى جانب مشاركة بعض دور النشر الخاصة، تحت إشراف اتحاد الناشرين المصريين، وقد لاحظنا أنه في معارض الكتب العامة لا يجد المسرحيون أعمالهم بسهولة، بسبب الزحام الشديد، إلى جانب أن عدد الكُتب المعروضة كبير جدا، ومن هنا جاءت الفكرة حتى نُسهل الأمر، بأن نقيم معرضا مختصا بالكتب المسرحية فقط.
وأضاف «السيد»: المعرض قائم على فكرة عرض الكتب المسرحية فقط، وهذا يُتيح الفرصة لمزيد من الإقبال الجماهيري، ولا يضم أي فعاليات أخرى على هامشه، لأن الغرض منه إتاحة الفرصة للمسرحيين ومُحبي المسرح بأن يجدوا الكتب الخاصة بهم التي يبحثون عنها في معارض الكتب العامة ولا يجدونها، أو لا تكون ظاهرة بشكل جيد وسط آلاف الكتب الأخرى.

معرض متخصص 
فيما قال د. محمد الشافعي المنسق العام لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي: هو معرض متخصص جدا في الدراسات المسرحية، ويهتم بأن يعرض فيه دور نشر متميزة جدا في النشر المسرحي، مثل الهيئة العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والمركز القومي للترجمة، ودار المعارف، تقريبا في معظم الكتب التي نستعين بها كمراجع ومصادر في الدراسات المسرحية أو في النصوص، يذهب اتجاهنا دائما إلى هذا النوع من المكتبات، ففكرة أن يتم تجميعها داخل مكان واحد، ويكون هناك حفل واحد به كل هذه الدور، شيء رائع ، يوفر على القارئ أن يجد كل ما يريده في مكان واحد، أفضل من أن يبحث عنه في أكثر من مكان، وهذا جزء من نشاط لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، أن يكون هناك تواصل بين المسرحيين، ويكون هناك دعم لهم بأن نوفر لهم دراسات أو كُتبا، وأحيانا يتم عمل مسابقات لتشجيعهم في بعض التخصصات والمهام، بجانب المسابقات التي تقيمها اللجنة، وكان آخرها مسابقة النقد والنصوص المسرحية.
وتابع «الشافعي»: اللجنة تحاول جاهدة دائما أن تقدم أنشطة للمجلس وللمجتمع المدني وللمسرحيين، وأتمنى أن تكون هذه الدورة إضافة لمعرض الكتاب المسرحي، ويكون بها تنوع أكثر، وهذا شاهدناه بالفعل في الافتتاح، وأتمنى أن يظل هذا المستوى من التنظيم مستمرا في الدورات القادمة، ويتطور المعرض دائما للأفضل، وأتمنى أن تحتوي الدورات القادمة على فعاليات وعدد أكبر من دور النشر الأجنبية.

لمسة جميلة
وقال مدير إدارة المعارض بالمجلس الأعلى للثقافة أحمد زين العابدين: الدورة الأولى لمعرض الكتاب المسرحي كانت لمسة جميلة من المخرج عصام السيد بالتنسيق مع د. هشام عزمي أمين عام المجلس، ومدير عام الشعب واللجان بالمجلس وائل حسين، تم التنسيق بأن يكون هناك حدث بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، وبالفعل أقيمت الدورة الأولى في هذا التاريخ، وقمنا بإقامة معرض كبير يضم قطاعات مختلفة من وزارة الثقافة ومنها، الهيئة العامة للكتاب ودار الكتب والوثائق القومية، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والمركز القومي للترجمة، ودار المعارف، والمركز القومي للمسرح، وهناك بعض الإصدارات الحديثة التي صدرت عن المسرح بشكل أكاديمي مثل كتب د. علي الراعي، بخلاف الكتب التي تتحدث بشكل أكاديمي في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وما شابه ذلك من الإصدارات.
وأضاف «زين العابدين»: المشروع القومي للترجمة في المجلس الأعلى للثقافة في الألفية الأولى، قدم مساحة كبيرة من الإصدارات تتحدث عن المسرح بشكل عام، وفي هذه الدورة الثانية هناك إقبال جماهيري كبير، وقد حضر الافتتاح كثير من المسرحيين والجمهور العام، فهناك خصم 50% على جميع إصدارات المجلس، وكذلك المركز القومي للترجمة، احتفاء بالمسرح وليالي الشهر الكريم، أتمنى أن يستمر المعرض ويجمع المسرحيين والجمهور المُحب للكتب المسرحية، واختيار إقامة المعرض في هذا التوقيت جيد جدا، لأنه يجعل رواد الأوبرا بكل فعالياتها يقبلون على المعرض، وهو ما يصنع جمهورا جديدا للكتاب المسرحي خارج إطار المسرحيين.

ترجمات عديدة
وقال مدير التسويق والمعارض بالمركز القومي للترجمة؛ تامر مصطفى: المركز يشارك للسنة الثانية على التوالي في معرض الكتاب المسرحي، ويقدم ترجمات عديدة خاصة بالكتب المسرحية، ونحن نهتم بشدة بالمشاركة في تلك الفعاليات الثقافية المهمة، والمركز ينفرد هذا العام بعرض خمسين مسرحية مترجمة من مختلف اللغات، من روائع الدراما العالمية، ونقدم النص اليوناني والنص العربي مُقابلا له، والمركز أيضا يقدم خصومات تصل إلى 50% للطلبة، وهناك كتابان جديدان أحدهما للدكتور جابر عصفور والآخر للدكتور محمد عناني، ونشارك بأعمال مسرحية مترجمة من الأدب العالمي وكتب نقدية مسرحية مترجمة.

مؤسسة عريقة 
قال محمد أنور عبدالجليل الموظف بدار المعارف بإدارة المعارض: دار المعارف من المؤسسات العريقة التي تشارك دائما في جميع المعارض العامة والمتخصصة، على مستوى الوطن العربي، وهذه هي المشاركة الثانية للدار في معرض الكتاب المسرحي.
وتابع «عبدالجليل»: نشارك بمجموعة من الكتب القيمة ومنها ذخائر العرب أول إصدارات دار المعارف التي تشتهر بها، إلى جانب العديد من الكتب المسرحية للفنان يوسف وهبي وكتاب «عشت ألف عام»، وجميع كتب د. طه حسين، وهناك إصدار جديد لدار المعارف هو «مجلة الزهور»، وهذه المجلة تجمع مقالات من السبعينات إلى الآن نُشرت في مجلة أكتوبر، وهي مجلة قديمة تم إصدار العدد الأول منها في 1910، إلى جانب تواجد المجموعة الكاملة لشكسبير، وأساطير العالم من مكتبة كامل الكيلاني، وتضم  ثلاثة كتب مهمة، هي: قصص من شكسبير، وقصص من ألف ليلة وليلة، وأساطير العالم، فدار المعارف تتسم بالتنوع الأدبي والثقافي، ولكن في معرض الكتاب المسرحي نقدم فقط المسرح.

حدث مهم 
فيما قال الناقد جرجس شكري، أمين عام النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة: فكرة المعرض في حد ذاتها جيدة جدا، نُحيّي عليها المخرج المسرحي عصام السيد، مقرر لجنة المسرح، وهي حدث مهم يجمع كل ما تيسر من الإصدارات المسرحية سواء من وزارة الثقافة أو أعمال أخرى من دور نشر أخرى في مكان واحد، شيء رائع، وأتمنى أن يتبنى المخرج عصام السيد ولجنة المسرح فكرة أن يقام  هذا المعرض في المهرجانات المسرحية أيضا، نحن نحتاج مثل هذا المعرض في المهرجانات، ليحضره الأجيال الجديدة من شباب المسرحيين، فيوفر لهم كل ما يحتاجونه من أعمال مسرحية وكتب متخصصة في المسرح.
وأضاف «شكري»: نحن قدمنا في المعرض مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية منها إعادة نشر روائع المسرح العالمي، وقد صلنا حتى الآن إلى 75 عنوانا،  بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المسرحيات الحديثة الإيطالية والصينية والألمانية من خلال سلسلة «آفاق عالمية»، وأيضا نشرنا مجموعة من الدراسات المهمة مثل المسرح وقرينة، إلى جانب تقديمنا المتوازن ما بين كلاسيكيات وروائع المسرح العالمي والمسرح المعاصر والحديث.

تنوع الجهات 
وختاما، قال الناقد المسرحي باسم صادق: معرض الكتاب المسرحي خطوة في غاية الأهمية اتخذتها لجنة المسرح بقيادة المخرج عصام السيد، وأتمنى أن تظل متبعة فيما بعد ومستمرة، وأهمية المعرض تكمن في أنه متخصص في الكتاب المسرحي والدراما بشكل عام، والرائع فيه أنه متنوع جهات الإنتاج ودور النشر المشاركة فيه، وأعتقد أنه يحتاج إلى قدر أكبر من التسويق والدعاية للإعلان عنه، حتى يصل إلى أكبر قدر ممكن من المهتمين بالشأن المسرحي، وأعتقد أننا نحتاج للتنويه بشكل أكبر عن المعرض حتى يستفيد منه أكبر قدر ممكن من المسرحيين المهتمين بالشأن المسرحي والباحثين والدارسين وطلبة الدراما والمسرح في المعاهد والكليات المسرحية.


إيناس العيسوي