جولة فى شارع المسرح العالمى

جولة فى شارع المسرح العالمى

العدد 808 صدر بتاريخ 20فبراير2023

تعتبر مسرحية حلم ليلة صيف من اشهر مسرحيات شاعر الانجليزية الاول وليم شكسبير (1564- 1616) وهى مسرحية كوميدية  تدور حول اربع شخصيات مصابة بانفصام فى الشخصية والانفصال عن الواقع تجد نفسها  فجأة فى غابة افتراضية. وهى تعرض منذ اكثر من 400 سنة حيث بدأ عرضها فى حياة مبدعها.    وعرضت هذه المسرحية فى كل العالم بمئات اللغات. واستوحى كتاب الدراما منها عددا لا يحصى من المسرحيات والمسلسلات التليفزيونية والاذاعية والافلام وحتى حلقات الرسوم المتحركة.
وبعد شهرين سوف يبدأ عرض جديد لها على  فى اطار الموسم المسرحى الصيفى  على مسرح “جلوب” فى لندن وهو مسرح مشهور على مستوى العالم. وبسبب الاقبال على عروض ذلك المسرح بشكل عام وعلى مسرحيات شكسبير بشكل خاص بدأ حجز المقاعد منذ الان.

تحذير
الجديد هذه المرة ان الراغبين فى حجز تذاكر سواء من  المسرح مباشرة او الكترونيا عبر الانترنت فوجئوا برسالة تحذيرية تقول ان هذه المسرحية  التى كتبها شكسبير فى تسعينيات القرن السادس عشر “تحوى مشاهد عنصرية وغير لائقة ومعادية للنساء”.
فقد نشر على موقع المسرح تحذير يقول “تنبيه حول المضمون : تحوى المسرحية مشاهد تتميز بالعنف والايحاءات الجنسية والعنصرية وكراهية النساء.  وللحصول على معلومات اكثر حول مضمون المسرحية  يمكن الاتصال بمسئولى حجز التذاكر. 
وتعليقا على هذا التقليد الجديد قال متحدث باسم المسرح ان هذا التقليد لن يكون مقصورا على “حلم ليلة صيف” بل سوف يتبع مع كل المسرحيات التى تعرض على المسرح بناء على ما تتضمنه من مشاهد. وسوف يتم تحديث هذا التحذير مع بدء العرض.
واشار الى ان هذا التحذير يأتى بناء على توصية من عدد من خبراء التربية الذين يتعامل معهم المسرح كمستشارين.
ومن المناظر التى اوصى الخبراء مشهد الملك اوبيرون وهو يعتدى على الملكة تيتانيا بعد ان وقعت فى حب شخصية “بوتوم” المعروف بعناده.

مرفوض
وعلى الجانب الاخر يرى بعض الخبراء ان اصدار مثل هذا التحذير يسئ كثيرا الى واحد من اعظم شعراء الانجليزية ويظهره وكأن  مسرحياته تنطوى على مشاكل اخلاقية  وهو امر غير حقيقى. فهو فى الحقيقة يتعامل مع النفس الانسانية.
ويشير أحد الخبراء وهو ديفيد انابل إلى مشهد اخر من مشاهد المسرحية  وهو مشهد هروب هيرميا من اثينا لانها يجب ان تختار بين الزواج من شخص لا تحبه وبين الاعدام او ارسالها الى احد الاديرة للرهبنة. ولا يوجد مبرر على الاطلاق لاعتبار هذا المشهد نوعا من الاساءة الى المرأة او العداوة للنساء. كما ان العبارات التى يقول عنها البعض انها تعبر عن نزعات عرقية تتعرض لنوع من التأويل المتحيز. واحيانا ما يتم تغيير بعض الكلمات الانجليزية القديمة المهجورة فى العروض المسرحية كى تكون مفهومة للمشاهدين فتحمل النص المسرحى ما لا تقوله العبارات الاصلية.
ويقول خبير اخر وهو مايكل برلين ان شكسبير نفسه  لم يكن عنصريا على الاطلاق. فقد اختار شخصية سوداء وهى عطيل لبطولة احدى مسرحياته. وفى هذه المسرحية انتقد شكبير العنصرية فى صورة عبارات اهانة للسود وردت على السنة الشخصيات الاخرى بصورة تجعلها مستهجنة.

من السينما الى المسرح
اللالا للاند فى برودواى قريبا 
بعد ست سنوات من النجاح 
 بنفس الابطال تقريبا تبدأ قريبا على احد مسارح برودواى عرض المسرحية الغنائية الكوميدية الرومانسية “اللالا لاند“ أو أرض اللالا كما تقول ترجمة اسمها إلى العربية.
المسرحية مأخوذة عن فيلم بنفس الاسم للمخرج الامريكى الفرنسى داميين شازيل – وهو ايضا كاتب السيناريو -  الذى فاز عنه بأوسكار احسن مخرج بعد ان حقق ايرادا مرتفعا بلغ 470 مليون دولار بينما لم تزد تكلفته عن 30 مليون دولار.  وقد حقق رقما قياسيا وقتها حيث كان اصغر من يحصل على جائزة احسن مخرج فى تاريخ الأوسكار ويقول شازيل انه كتب السيناريو قبل خمس سنوات من انتاجه لكنه لم يكن متحمسا الا بعد نجاح فيلمه جلد السياط عام 2014.
وقد فازت بطلته ايما ستون – التى تعد من اعلى الممثلات اجرا فى العالم – بجائزة أوسكار احسن ممثلة عن هذا الفيلم فى 2017 بعد عام من عرضه. وسوف تقوم ببطولة العرض المسرحى ايضا مع بطل الفيلم الممثل الكندى رايان جوسلنج. وهى ليست جديدة على المسرح حيث سبق وشاركت فى عدة مسرحيات.
وقد تم ترشيح الفيلم لعدد 14 من جوائز الأوسكار فاز بست منها  من بينها جائزة  احسن مخرج  لشيزيل. وفى العام نفسه تم ترشيحه لسبع من جوائز جولد جلوب فاز بها جميعا. وتم ترشيحه لعدد 11 من جوائز الأكاديمية البريطانية فاز بخمس منها.
وبعد عرضه ظلت حفلات موسيقية تضمنت اغانيه بفرق موسيقية متنوعة تطوف العالم    لمدة ست سنوات  وتحقق نجاحا كبيرا. 

توقعات
ويقول مارك بلات  مدير انتاج  الفيلم والذى سيشارك أيضا فى انتاج المسرحية الغنائية  انه يتوقع ان يحقق العرض المسرحى نجاحا لا يقل عما حققه الفيلم السينمائى وان يلقى اعجاب جمهور المسرح كما لقى اعجاب جمهور السينما.
وسوف يخرج العرض المسرحى بارليت شير الحاصل على جائزة تونى المسرحية المرموقة لاحسن اخراج مسرحى عن مسرحيتى “جنوب الباسفيكى” و”أن تقتل طائرا طنانا “.
وسوف يكتب النص الكاتب المسرحى الامريكى الباكستانى الأصل  – وهو ايضا قصاص وكاتب سيناريو -  عياد اختار الحائز على جائزة بوليتزر للدراما. ويساعده فى كتابة النص ماتيو ديكر وهو    مخرج مسرحى أخرج عددا من المسرحيات الشهيرة مثل كباريه والصينى النحيف. 

بداية
ويؤكد شيزيل ان الحديث عن تحويل الفيلم الى مسرحية غنائية بدأ منذ نجاح العرض الاول للفيلم فى 2017. وكان يرحب بذلك ويؤكد انه قد  يشارك فى العرض المسرحى ولن يقوم بإخراجه لأنه لا يملك الخبرة الكافية  . لذلك فهو يتعجب من بعض ما نشرته الصحف من انه سوف يقوم بالإخراج المسرحى للعرض.
وسوف يكون العرض المسرحى من انتاج شركة “لايون ستيج“ وهى نفس الشركة المنتجة للفيلم. وقد اعتادت الشركة تحويل افلامها الناجحة الى مسرحيات مثل فيلم ناشفيل.
وسوف يشهد برودواى هذا العام عددا من المسرحيات المأخوذة عن افلام ناجحة مثل حياة باى والعودة الى المستقبل.
وتدور قصة الفيلم – والمسرحية بالتالى -  وهو عبارة عن فيلم غنائى كوميدى حول علاقة  تنشأ بين ممثلة ناشئة  وعازف  بيانو   يأتيان إلى  لوس أنجلوس  من أجل أن يحقق كل منهما حلمه الفنى بالشهرة والنجاح. ويتعرفان على بعضهما فى اشارة مرور وتبدأ علاقة بينهما تتقلب بين  الحب والقطيعة. لكنها فى النهاية لاتنتهى بالزواج . تتزوج الممثلة من رجل اخر وتنجب منه ابنة ويضرب الممثل عن الزواج. وبعد أكثر من 15 عاما يلتقيان مرة أخرى ويستعيدان ذكريات الماضى والكفاح ثم يتفقان على أن يظلا صديقين. وتضمن الفيلم عدة اغنيات حققت نجاحا كبيرا منها “مدينة النجوم” و”شخص ما فى الزحام”.   


ترجمة هشام عبد الرءوف