نماذج من أشهر فرق المهمشين

نماذج من أشهر فرق المهمشين

العدد 807 صدر بتاريخ 13فبراير2023

قرأنا من قبل كتابات الصحف الفنية حول الغناء في مقاهي وكازينوهات روض الفرج، والهجوم الشرس على رفض الأغاني المبتذلة من قبل المغنيات والراقصات المنبوذات في روض الفرج، وكان الهجوم الأكبر على المطربة رتيبة أحمد! وفي مقابل ذلك قرأنا عن الأغاني الجيدة والمطربات الشهيرات ممن لهن كامل الاحترام والتبجيل أمثال المطربة «مَلك»، وغيرها أمثال المطربة «نعيمة المصرية» تلميذة الشيخ سيد درويش، وصاحبة كازينو الهمبرا في أوائل عشرينيات القرن العشرين.
هذه المطربة وجدت لها توقيراً وتبجيلاً كبيرين من الصحافة التي تحدثت عنها عندما عملت في روض الفرج في صيف 1930. فجريدة «الأماني القومية» نشرت كلمة مطولة حول الابتذال في الأغاني التي تُقدم في روض الفرج، وجاءت بأمثلة عديدة وبأسماء مغنيات كثيرات، وذكرت وقائع مخجلة ومقززة!! وكفى أن نذكر العناوين الرئيسية للمقالة لنستنبط ما فيها: «الملاهي في روض الفرج» .. «الغناء والمراقص والتمثيل» .. «لتسمع إدارة الأمن العام كيف تُلقى دروس الدعارة»!! ورغم ذلك استثنت المقالة «نعيمة المصرية» قائلة عنها: «والمغاني في روض الفرج بعضها فيه شيء من التحفظ ومراعاة الأدب والاعتماد على الفن دون سواه، وهذا النوع تقوم به المطربة المعروفة السيدة «نعيمة المصرية»».
وفي صيف 1931 قالت مجلة «الأستاذ»: «إن مليكة الفن السيدة نعيمة المصرية عادت إلى المسرح الغنائي من جديد بكازينو مونت كارلو. ولقد أخذ الجمهور يتوافد على الكازينو كل ليلة فيزخر به على سعته ورحبه. ولا غرو فإن ما اشتهرت به نعيمة من عذوبة الصوت وانسجام الأغاني وقوة الفن .. كل ذلك اجتذب النفوس إليها أينما حلت وحينما أقامت! لهذا لم يكن عجيباً أن تقابل السيدة نعيمة بعاصفة التصفيق والإعجاب من جمهور المعجبين بها في كازينو مونت كارلو الجميل». وفي صيف 1938 قالت جريدة «أبو الهول»: «اتفقت المطربة المعروفة السيدة نعيمة المصرية على العمل مع فرقتها بكازينو سان أستفانو بروض الفرج. وقد بدأت عملها من يوم الأحد الماضي. وما كادت تظهر على المسرح حتى قابلها الجمهور بالإعجاب والاستحسان بعد هذا الاحتجاب الطويل، وقد غنت بعض أغانيها المشجية التي لاقت فيها كل نجاح وتوفيق».
وفي نهاية صيف 1938 قالت الصحف إن خلافاً وقع بين نعيمة المصرية وأصحاب كازينو سان أستفانو أدى إلى انقطاعها عن العمل! وبالبحث وجدناها تغني في الدور العلوي لمحل «علي حسن الحاتي» خلف شيكوريل بشارع فؤاد الأول!! وتفسير هذا الأمر وجدناه منشوراً في مجلة الصباح – في ديسمبر 1939 – حيث قالت المجلة: اتفقت المطربة الفنانة السيدة نعيمة المصرية مع الحاج علي حسن الحاتي، على إحياء حفلات غنائية بمحله المعروف بالدور العلوي. وستبدأ هذه الحفلات من يوم الخميس 4 يناير، وستظهر السيدة نعيمة المصرية بمجموعة من الأغاني الجديدة التي لحنها نوابغ الملحنين».

عقيلة راتب
قرأنا من قبل عن «عقيلة راتب» كونها بطلة عروض فرقة علي الكسار – سواء في مسرحه بشارع عماد الدين أو - في روض الفرج. ولكن في صيف 1941 وجدناها تكوّن فرقة خاصة باسمها في روض الفرج، أخبرتنا بها مجلة «الصباح» قائلة تحت عنوان «فرقة عقيلة راتب بكازينو ليلاس بروض الفرج»: «اتفقت المطربة والمنولوجست المعروفة السيدة عقيلة راتب مع كازينو ليلاس بروض الفرج .. فقد كونت فرقة باسمها من نوابغ الممثلين والممثلات وعلى رأسهم: بشارة واكيم، وحامد مرسي، وزكي إبراهيم، وعبد العليم خطاب، وصلاح إبراهيم، ومحمد الحماقي، ومحمد السباعي. ومن الممثلات: لطفية نظمي، نهاد فهمي، نسيمة حسني، فوزية محمد، روحية حسن، ومن المنولجست: محمد كامل، يحيى الدهشان، وأوركستر برئاسة إبراهيم علي».
وبعد أيام قليلة نشرت المجلة إعلاناً عن الفرقة، قالت فيه: «مصيف روض الفرج بكازينو ليلاس «فرقة عقيلة راتب» مع نخبة من رجال الفن الممتازين. كل ليلة يشترك في البرنامج «السيدة عقيلة راتب» بشارة واكيم، حامد مرسي، زكي إبراهيم، عبد العليم خطاب، صلاح إبراهيم، أحمد الحماقي، محمد السباعي، لطفية نظمي، نهاد فهمي، نسيمة حسني، فوزية محمد، روحية حسن، فرقة راقصات، فرقة استعراضات، محمد كامل ويحيى الدهشان المنولوجست المحبوبان، أوركستر كامل، دخول عمومي 5 قروش، وللأطفال 3 قروش».

فرقة أسعد مصطفى
ظهرت هذه الفرقة في روض الفرج عام 1942، وأعلنت عنها مجلة «الصباح» تحت عنوان «كازينو ليلاس بمصيف القاهرة»، قائلة: فرقة منتخبة من أبطال المسرح الحديث كونها ويديرها أسعد مصطفى: روايات، إسكتشات، استعراضات، موزيكهول، أوركسترا، كباريه، بار أمريكاني. الافتتاح الهائل بأقوى وأفخم برنامج فني يوم الخميس 25 يونية، انتظروا البرنامج في العدد القادم، جميع المواصلات سهلة جداً.
وجاء الأسبوع القادم، ونشرت المجلة إعلاناً تفصيلياً قالت فيه: الافتتاح العظيم الخميس 25 يونية، بشرى عظيمة إلى روض الفرج، مصيف القاهرة الوحيد، الفرقة الاستعراضية التمثيلية الكبرى المنتخبة من أبطال المسرح الحديث، من الساعة 7 مساء يومياً. كل يوم تغيير كامل في البرنامج بكازينو ليلاس بروض الفرج إدارة الحاج مصطفى، برنامج الافتتاح رواية «3 في 3» كوميدي فصل واحد، إسكتش تمثيل في الهواء الطلق، تمثيل فكاهي استعراضي، استعراض «محلا الحبيب» غنائي راقص، رقصة «حبيتك» يشترك فيها جميع الراقصات. المنولوجست الشعبية ثريا حلمي، المنولوجست الخفيف الروح حسين ونعمات المليجي، الكوميدي المحبوب أسعد مصطفى، المنولوجست المشهور سيد سليمان، الراقصة العالمية سنية شوقي، الممثلة والراقصة النابغة زيزي سعيد، نادرة القصبجي، نادية أحمد، عزيزة محمد، سعاد عز الدين، سعيد مجاهد، محمد التابعي، محمد السباعي، محمد أبو زيد. بعد البرنامج يبدأ كباريه ببرنامج خاص، رقص مزدوج بالبستا حتى منتصف الليل في الهواء الطلق، جميع المواصلات سهلة جداً. ألواج خاصة للعائلات، المثلجات الطازجة، المشروبات النقية، البار الأمريكاني، الموسيقى الخلابة، رقص شرقي وأوروبي، أقوى مجموعة منولجست، تجديد وابتكار، البرنامج يتغير يومياً، تأليف الأستاذ أبو السعود الإبياري.
وآخر إعلان للفرقة وجدناه في هذا الموسم، نشرته جريدة «المقطم»، قائلة: اليوم تشاهدون المفاجأة الكبرى، التي تقدمها فرقة الكوميدي المحبوب أسعد مصطفى على مسرح كازينو ليلاس بروض الفرج، المطرب الشعبي المحبوب محمد عبد المطلب، المنولوجست المبدعة ثريا حلمي، المنولجست الكبير حسين ونعمات المليجي، الفرقة التي نالت نجاحاً لم تنله أية فرقة أخرى. تقوم بالرقص الشرقي الراقصة العالمية سنية شوقي، البطل العالمي عبد الجليل الحاج في استعراضه الجديد.

فرقة حسين المليجي
قرأنا كثيراً عن المنولوجست «حسين المليجي» وزوجته نعمات، كونهما من أفراد أغلب الصالات في شارع عماد الدين وفي غيره، لا سيما كازينوهات ومسارح ومقاهي روض الفرج. ولكن في صيف 1943 كوّن حسين فرقة خاصة به للعمل في روض الفرج، نشرت مجلة «الصباح» إعلانها، قائلة: فرقة الأستاذ حسين المليجي الاستعراضية الكبرى، من الخميس 20 مايو والأيام التالية بكازينو ليلاس بمصيف روض الفرج. أقوى برنامج استعراضي فني تشاهده العائلات الراقية من زعيم المنولوجست في فرقته الجديدة، رواية «سكرتير الباشا»، إسكتش «مفتاح وكالون»، رقصة «ياللي غرامك»، إسكتش «ربيع إسبانيا». على رأس الفرقة أكبر مجموعة من الفنانين والفنانات: بديعة صادق، فايزة رشدي، نعمات المليجي، عبد النبي محمد، محمد إدريس، حسين إبراهيم، محمد كامل، محمد السباعي، الراقصة العالمية «سونيا»، شهيرات الراقصات الشرقيات، معلم الرقص محمد الشاطبي، مدير المسرح شفيق رزق.
كما نشرت مجلة «الصرخة» رأيها في برنامج الفرقة، قائلة: في كازينو ليلاس بروض الفرج بدأت فرقة الأستاذ حسين المليجي عملها في الأسبوع الماضي ببرنامج لطيف شمل: إسكتش تمثيلي يؤخذ عليه أنه كان طويلاً لا يليق بفرقة استعراضية، أما الرقصتين الغنائيتين «ربيع إسبانيا» التي قدمتها فائزة رشدي مع المجموعة، ورقصة «يالي غرامك» التي قامت بها السيدة بديعة صادق، فقد كانتا ناجحتين وخاصة رقصة يالي غرامك، فهي من أروع ما سمعت في حياتي وذلك راجع إلى حنان وعذوبة صوت بديعة صادق واسترساله في الفضاء الساكن. وقدمت فواصل منولوجات من فائزة رشدي وبديعة صادق ومحمد إدريس ومحمد كامل وحسين إبراهيم ولا أنس حسين ونعمات المليجي وديالوجاتهما اللطيفة. وقامت بنمر الرقص الشرقي عدة راقصات في مقدمتهن «سونيا». أما الراقصة الجديدة فاطمة، فلم تكن موفقة بالمرة، ويظهر أنها جديدة حتى أنها ظهرت على المسرح وظهرها للجمهور.
أما رأي مجلة «الصباح» فقد ذكرته قائلة: كان كازينو ليلاس مساء الخميس الماضي ليس فيه موضع لقدم، للإقبال المتزايد لمشاهدة فرقة الأستاذ حسين المليجي الاستعراضية الكبرى. وهذا الجمهور الحاشد خرج في نهاية الحفلة متحدثاً عن إعجابه بما شاهده في الفرقة من برنامج حافل وأفراد لهم قوتهم الفنية. لقد قدمت فرقة الأستاذ حسين المليجي رواية كوميدية، قام بالدور الأول فيها الكوميدي الموهوب الأستاذ عبد النبي محمد، وإلى جانبه نخبة من المنولوجست والممثلين الذين عرفوا بكفاءتهم، وفي مقدمتهم الأساتذة: محمد إدريس ومحمد كامل، وحسين إبراهيم ومنولوجات فردية من المنولجست ذات الصوت الرخيم بديعة صادق، ومنولوجات المنولجست النابغة فايزة رشدي، وكل منهما ترأست رقصة اشترك فيها مجموعة الراقصات وهناك راقصة لأول مرة تعمل في القاهرة، ولكن من أدهشت الجميع هي الراقصة الصغيرة «سونيا». وإجمالاً نقول إن برنامج فرقة المليجي كان كمباراة رائعة بين أبطال المنولوجات وأبطال التمثيل الكوميدي، وهو مجهود أكثر مما كنا ننتظره من الأستاذ حسين المليجي، فنتمنى كل نجاح وتوفيق.
وفي صيف عام 1944 استمر المليجي في عروضه الناجحة بروض الفرج، وأشارت إلى ذلك مجلة «الاثنين والدنيا» قائلة: كان نجاح الأستاذ حسين المليجي وفرقته في الصيف الماضي بروض الفرج، أكبر مشجع له ليحشد كل قواه الفنية وتجاربه الماضية لاستقبال هذا الصيف بكازينو ليلاس بمجموعة مختارة من ذوات الأصوات الرخيمة في الطرب والمونولوجات، وطائفة من الراقصات الرشيقات، ونخبة من أبطال الكوميديا. وقد قال لنا: إنه استعد لهذا الموسم استعداداً خاصاً، وأنه مطمئن إلى حُكم الجمهور على ما يراه، وإنه ابتكر نوعاً جديداً من المونولوج سماه «كاتريالوج»، يظهر فيها مع الفنانات بديعة صادق ودرية أحمد ونعمات المليجي، وإنه اكتشف وجهاً جديداً في فن المونولوج هي الفنانة ليلى عبده.
وآخر إعلان وجدناه منشوراً في صيف 1944 – فيما بين أيدينا من وثائق – نشرته مجلة «آخر ساعة المصورة»، جاء فيه: سهرات رمضان البهيجة عند المليجي، بكازينو ليلاس بروض الفرج، ترفع الستار الساعة 9 مساء، أبطال المنولوج والكوميدي في مصر: بديعة صادق، نعمات المليجي، إخلاص وثريا جمال، محمود شكوكو، محمد إدريس، فتحي شرف، سيد سمارة، إبراهيم يوسف، عبد الغني النجدي، زكي علي، سيد غنيم، فرقة راقصات شرقية وأوربية. مدير المسرح عبد الحميد بدوي، مدير الإدارة أحمد عاشور، قطارات الترام إلى ما بعد منتصف الليل.
وإن كان «محمود شكوكو» أحد أفراد فرقة حسين المليجي الاستعراضية، كما كان أحد أفراد فرقة علي الكسار المسرحية، فقد كانت شكوكو فرقته الخاصة فيما بعد عام 1948، وكانت تعمل في مسارح وكازينوهات روض الفرج أيضاً، وقد نشرت مجلة «المصور» إعلاناً عنها تحت عنوان «فرقة شكوكو الاستعراضية»، قائلة: حالياً بنجاح عظيم على مسرح كازينو ليلاس بروض الفرج، «شكوكو في باريس» استعراض راقص ممتع، يشترك فيه نجوم المسرح والسينما، شكوكو، كارم محمود، فايزة رشدي، شفيق جلال، محمد الجنيدي، فايزة رشدي، عمر الجيزاوي، سونيا رشدي، مدير المسرح محمد الشاطبي. رواية كوميدية يقدمها: عبد النبي محمد، ومحمد الديب، ومحمد السباعي. ترفع الستار الساعة 7 ونصف مساء تماماً، إدارة أحمد رفعت.
وخلافاً لشكوكو فهناك فرق أخرى – وأسماء كثيرة – توجد لها إشارات هنا وهناك تتعلق بروض الفرج، ولكنني لم أجد لها دليلاً موثقاً على عملها في روض الفرج بالفعل – فيما بين يدي من وثائق ومقالات وإعلانات – رغم أنني وجدت إشارات عن نيتها العمل في روض الفرج، أو قُرب عملها في كازينو كذا بروض الفرج .. إلخ، دون أن أجد دليلاً فعلياً على قيامها بالتمثيل في روض الفرج بصورة فعلية!! ومثال على هذه الفرق: فرقة المسيري، التي قالت عنها مجلة «الصباح» في صيف 1938 تحت عنوان «فرقة المسيري بروض الفرج»: «اتفقت فرقة الأستاذ أحمد المسيري على أن تعمل بكازينو سان أستفانو بروض الفرج، وقد بدأت عملها من يوم الأحد الماضي». وعندما بحثت عن الأعداد السابقة للمجلة لم أفلح في الحصول على أخبار واضحة تؤكد أن الفرقة عملت بالفعل في روض الفرج!!


سيد علي إسماعيل