العروبي سباعي السيد

العروبي  سباعي السيد

العدد 805 صدر بتاريخ 30يناير2023

في هذا الملف الذي تعده جريدة مسرحنا عن الراحل سباعي السيد. ستجد الكثيرون يتحدثون عن إنجازاته ؛ خاصة ريادته في مجال الفضاء الإلكتروني وشبكة ( الإنترنت) من خلال تأسيسه لموقع( المسرح دوت كوم)_ وقد كان من الرواد في هذا المجال هو والراحل قاسم مطرود - الذي كان من خلاله يحاول أن يخلق جسرا من التواصل بين المسرحيين العرب ؛ ولم يكن هذا التوجه من سباعي لركوب موجة ما؛ فقد كان هو السباق . ومتماشيا مع ما يؤمن به . فقد كان عنوان رسالة الماجستير الخاصة به هو( المسرح وتقنية الاتصالات والمعلومات؛ المسرح الرقمي نموذجا .
كما ستجد الكثيرون يتحدثون عن إسهاماته في المكتبة المسرحية المصرية والعربية؛ بالعديد من الكتب المهمة لكبار رجالات المسرح في العالم ؛ والتي تعتبر مرجعا أساسيا من وقت صدروها حتى الآن لجميع دارسي المسرح خاصة في مصر.
كما سأترك لمن زاملوه اثناء الدراسة حديثهم عن تلك المرحلة ؛ وعن شرح ماقام به سواء في مجالي الكتابة أو الترجمة ؛ وهذا حديث يعرفونه جيدا لأن أغلبهم كان على صلة بوقت الكتابة أو الترجمة.
لكني سأقتصر حديثي عنه كإنسان حباه الله بالقدرة على الدخول في قلب كل من يلتقيه. فأنت مع سباعي السيد . حتى وإن قابلته للمرة الأولى تشعر أنك تعرفه من زمن؛ وسرعان ماتبدئان في حديث ؛ حينما تسكن لنفسك ستدرك إنه لم يبدأ من الصفر بل كان استكمالا لشيء ما . ويساعد في هذا تواصله وقربه من الكثيرين ؛ الذين ينقلون لك وله مادار بينهم عن قضايا ,اطروحات ما.
سباعي السيد صاحب البشرة السمراء والوجه العروبي. نعم فهو كان يملك وجها لا يمكن أن يكون غريبا عن أي منطقة من مناطق عالمنا العربي . ولا يمكن أن يلمحه إنسان ما في مكان ما من وطننا العربي؛ ويتسرب إليه شك بأنه قد يكون غريبا عن المنطقة؛ بالطبع أن هذا الوجه وتلك السمات ؛ تعود كما يقول علماء الإنسان والوراثة لتضافر عناصر شتى. وهذا ربما ما يفسر حالة القبول والتماهي من سباعي لكل ماهو عربي. وكل ماهو عربي ينتمي ببساطة لسباعي.
كان هادئا حتى في قمة انفعالاته ونقاشاته التي تدفع بالبعض للصوت العالي. وهذا طبعا يعود لثقته بنفسه أولا ، وثانيا وهذا هو الأهم في شخصيته؛ أنه لم يكن همه الأول الفوز في المعارك؛ بل محاولة الوصول لأقرب نقطة للحقيقة وما ينفع الناس/ المسرحيين العرب .
تجلى هذا حتى في حزنه حينما لم يتلق الدعم أو الرعاية لموقعه الإلكتروني. الذي كان سباقا في هذا المجال. وسرعان مازاحمه الكثيرون . ولكنهم حادوا بعض الشيء وأصبحت هناك شبه أيدلوجيات تحكم أو شخصيات ٌتمرر . أو نماذج تفرض ؛ أو استحسان زائد لما هو في الأصل واجب. ناهيك عن بعض التملق لما قد يكون ليس واجبا بل وحتى في الاتجاه الآخر ؛ من أجل المزاحمة فعل البعض هذا فنال. ولكنه ظل على موقفه ؛ ولم يدخل في صراع على رعاية مهما كانت. مع أن الكثيرين كانوا في انتظار أن يطلب فقط.
يرحمك الله ياسباعي ؛ ويرحم قاسم مطرود ؛ فقد فعلت أنت وهو ماينفع الناس لا مايتزينون به زيفا
 


مجدى الحمزاوى

mr.magdyelhamzawy@gmail.com‏