أيمن هشام: سعيد بفوزي بالجائزة ويشرفني أن تحمل اسم يسري الجندي

أيمن هشام: سعيد بفوزي بالجائزة ويشرفني أن تحمل اسم يسري الجندي

العدد 798 صدر بتاريخ 12ديسمبر2022

إيماناً من إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي الذي يرأسه المخرج مازن الغرباوي بأهمية ضخ دماء جديدة من الكتاب الشباب للساحة المسرحية، حرص المهرجان على إقامة مسابقة للتأليف منذ دوراته الأولي ، وتعد هذه النسخة هي السادسة من المسابقة و تحمل اسم الكاتب الكبير يسرى الجندي. الجائزة تقدم تشجيعاً لحركة الكتابة المسرحية المصرية والعربية وتقام في النص الطويل والقصير و المونودراما وقد تشكلت لجنة تحكيم المسابقة من الكاتب إبراهيم الحسيني، والمخرج والمؤلف الفلسطينى غنام غنام، الكاتب العراقي على عبد النبي الزيدي وفاز هذا العام في النص القصير الكاتب المسرحي أيمن هشام عن نص «السيدة إيزيس «
أيمن هشام حسن كاتب مسرحي وسيناريست .. حاصل على ليسانس اللغة العربية، كلية دار العلوم – جامعة القاهرة 2018، حاصل على المركز الأولى في مسابقة التأليف المسرحي عن نص (طسم وجديس) – الهيئة العربية للمسرح 2018 ، حاصل على المركز الأول في التأليف المسرحي على مستوى جامعة القاهرة في التصفيات المؤهلة لمهرجان إبداع عن نص (أيام عربية) 2017.، حاصل على المركز الأول في التأليف المسرحي عن النص نفسه في الملتقى الأدبي الأول لشباب الجامعات المصرية – جامعة جنوب الوادي 2018، ألف واخرج  مسرحية (شموس) وشارك بها في مهرجان جامعة القاهرة للعروض القصيرة 2017، وحصل بها على عدة جوائز،  مثل في العديد من المسرحيات في المسرح الجامعي وعروض فرق الهواة ومسرح الغد،  وشارك في إعداد بعض المسرحيات التي عرضت في جامعة القاهرة وجامعة عين شمس.. أجرينا معه حواراً حول الجائزة وبداياته فى الكتابة المسرحية وتفاصيل نصه الفائز

 اولاً: حدثني عن بداياتك في المسرح وعالم الكتابة المسرحية ؟
كانت المشاركة المسرحية الفعلية سابقة عن الكتابة بدأت معرفتي بالمسرح في سن مبكرة؛ فقد كان أبي يؤلف ويخرج الأوبريتات، ويصحبني معه إلى المسرح في البروفات أو في العروض فأشاهد وأنبهر، ثم كانت هناك بعض المشاركات في المسرح المدرسي وفي الإلقاء الشعري في مرحلتي الابتدائية والإعدادية، ولكن البداية الحقيقية كانت في فريق المسرح بالكلية، وأول مشاركة مسرحية كنت ممثلاً وإلى جانب الجامعة شاركت مع بعض فرق الهواة خارج الجامعة، وشاركت في بعض المهرجانات المسرحية داخل مصر، وفي مسرح الدولة مع فرقة مسرح الغد، أما عن الكتابة المسرحية فبدأت بكتابة المونولوجات والمشاهد القصيرة في بروفات العروض المختلفة، ولاحظت أنها كانت تلاقي استحسان زملائي ومخرجي هذه العروض، ثم شاركت في إعداد نصوص قدمت في جامعتي القاهرة وعين شمس، وفي سنتي الرابعة في الجامعة كتبت وأخرجت أول نصوصي المسرحية (شموس) وحصدت أولى جوائزي في التأليف المسرحي وأصبحت ممارسا للكتابة المسرحية.
هل كان لنشأتك تأثير على اسلوبك في الكتابة ؟
بحكم عمل أبي تعرفت على المسرح بوصفه فنا يقدم على خشبة ولا شك أن الكتابة المسرحية تحتاج إلى فهم مختلف عناصر المسرح من إضاءة وديكور وملابس...إلخ، ثم القراءة وقد نشأت في بيت يقرأ ولا أعني بالقراءة قراءة المسرحيات فحسب.
 -فزت بجائزة مهرجان شرم الشيخ عن نص “السيدة إيزيس” نود أن نعرف انطباعاتك عن هذه الجائزة؟
ليس هذا فوزي الأول بجائزة للكتابة المسرحية، ولكنني سعيد جداً به لأنه من مهرجان تنظمه مصر ويقام في مدينة السلام شرم الشيخ وهو مهرجان فاعل وحاضر في المشهد المسرحي الدولي، كما يشرفني أن تحمل الجائزة اسم الكاتب الكبير يسري الجندي الذي أثرى المسرح المصري والعربي وترك بصمته في السيناريو، ويكفي أن يتيح المهرجان نصي للقراءة                     
ما الذي دعاك لكتابة نص السيدة إيزيس ؟
أردت أن أكتب عن حياة مؤلف وحيد منعزل أول الأمر ثم تطورت المسرحية تدريجيا حتى تبلورت فكرتها وثيمتها، وحددت موعد شهر واحد لإتمام المسودة الأولى وكان هذا تحديا، ثم توالت المسودات حتى وصل النص إلى مسودته الأخيرة.
-نود أن نتعرف على أجواء النص والرؤية التي أردت أن تبرزها من خلاله؟
الزمن معاصر والمسرح عبارة عن غرفة فوق أسطح أحد البنايات في مدينة مزدحمة، يعيش فيها مؤلف روايات ومسرحيات كهل يدعى يوسف نديم، قارئ نهم، يمتلك مكتبة ضخمة تعج بأنواع الكتب المختلفة، يكسب عيشه من عمله في التصحيح اللغوي لدار نشر (حياة)،  يكتب طلباته ويعلقها على باب غرفته ليحضرها بواب فلا يضطر لمغادرتها أبدًا، تعيش معه في الغرفة دمية تمثل محبوبته الغائبة إيزيس، يتحدث معها ويشاركها خواطره رغم معرفته أنها غير حقيقية إلا أنه يحاول تجاهل ذلك، قبل عشرين عامًا تقريبًا، قابل يوسف إيزيس في ندوة شعرية، أحبها وتزوجها، وحلما بالمال والشهرة، ولكنه أحب تأليف الروايات أكثر من حبه لإيزيس، فتركته وسافرت إلى رأس الخليج، واختار حياة العزلة، ولم يكف عن إرسال رواياته لها كلما فرغ من كتابتها، ذات يوم يزوره المندوب واسمه يوسف نديم، صاحب بازار وبحار، مغامر فشل في دراسته، فاتجه لركوب البحر، سافر كثيرا وتسكع في بلاد عديدة، من عشرين عاما تقريبا قرر الاستقرار في رأس الخليج وفتح بازارا بإسمه، ولكنه لم يكن يطيق حياة الاستقرار الجديدة، حتى قابل السيدة حياة  وتزوجها، ثم تركها وعاد لركوب البحر، وحين عاد من سفره اكتشف أن زوجته حياة كانت على علاقة برجل ما زال يرسل لها روايات يوسف نديم، وتنشرها حياة باسمه، فأصبح اسمه مشهورا، ما جعله يشعر بأنه يحيا حياة ليست له، فهو ليس كاتب الروايات، كما أن زوجته تعيش مع هذه الروايات لا معه، فقرر أن يتخلص من حياته الزائفة، فطلق حياة (السيدة ايزيس)، وذهب ليوسف نديم في غرفته ليطلب منه أن يخرج لحياته، وأقنعه بذلك،
وتعتبر إيزيس الشخصية المحورية في تحريك الأحداث، والتي تحدد مصائر الرجلين، فهي رسامة فقيرة مثقفة، أحبت يوسف نديم وأرادت الزواج منه، وجعلته يحلم بالمجد، لم تطق الحياة على هذا النحو فحاولت إقناع يوسف بالهجرة فرفض، فتركته وهاجرت إلى رأس الخليج، سرعان ما تعرفت على يوسف نديم صاحب البازار وتزوجته، وأرسلت عنوانها إلى طليقها يوسف نديم، واستقبلت منه طرود رواياته، واستغلت اسم زوجها فنشرت الروايات التي حققت نجاحًا باهرًا، وظلت مغرمة بروايات يوسف نديم، التي أحبتها أكثر من زوجها.
ما ابرز صعوبات كتابة النصوص القصيرة وهل تحتاج مهارات معينة ؟
ربما كان أصعب تحدي يواجه كاتب المسرحية القصيرة هو التكثيف الدرامي ليتماشى مع مدة المسرحية،  فهو مضطر لرسم الشخصيات بوضوح  في وقت قصير وتطوير الأحداث سريعًا، والوصول بها إلى الذروة ثم الحل النهائي بشكل متوازن لا يخل بالبناء الدرامي.
من هم قدوتك من الكتاب المسرحيين ؟
على سبيل الذكر لا الحصر عبد الرحمن الشرقاوي ولينين الرملي  فريدريش دورينمات تينسي ويليامز.
- في رأيك هل تؤتى المسابقات الخاصة بالكتابة المسرحية ثمارها وماذا تحتاج هذه المسابقات لتكون أكثر تطوراً ؟
لا شك أن المسابقات تمثل دعماً كبيرا للكاتب وتعزز من ثقته في نفسه وتشجعه على الكتابة والإبداع، ولكن ثمرة الكاتب الحقيقية هي أن يتحرر عالم نصه وشخصياته من الورق إلى خشبة المسرح.
- لماذا نلاحظ أن هناك سطوة من النص الأجنبي على العروض المسرحية ؟
النص المسرحي العربي بخير، يمكن إرجاع هذه السطوة إلى مخرجي هذه العروض ووجهة نظرهم ربما لأنهم لم يقرؤوا نصوصا عربية جيدة أو لأنهم يفضلون عدم المخاطرة.
ما رأيك فى مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي؟
فرصة حقيقية للاحتكاك بالتجارب المسرحية الشبابية في العالم عن طريق مشاهدة العروض، كما يقدم العديد من الورش التي من شأنها أن تعلم الشباب وتصقل تجاربهم  وممارساتهم.
ما أقرب التيمات المسرحية التى تستفزك ككاتب؟
لا توجد تيمة بعينها تستفزني للكتابة ولكنني أجد نفسي منجذباً للكتابة عن قضايا الإنسان المعاصرة والتطور وعزلة الفرد المعاصر عن المجتمع .
وماذا بعد جائزة مهرجان شرم الشيخ؟
بالنسبة للنص فأتمنى أن لا يقف النص عند حدود الجائزة وأن يقدم على خشبة المسرح بشكل لائق، وبالنسبة إلي، فأقتبس من نجيب محفوظ: «حينما تعتبر الفن مهنة لا تستطيع إلا أن تشغل بالك بانتظار الثمرة، أما أنا فقد حصرت اهتمامي بالإنتاج نفسه، وليس بما وراء الإنتاج. كنت أكتب لا على أمل أن ألفت النظر إلى كتاباتي ذات يوم، بل كنت أكتب معتقدًا أني سأظل على هذه الحال دائمًا».


رنا رأفت