فنان العرائس محمد فوزي:«أقدر أو لا أقدر» تجربة جديدة ومهمة

فنان العرائس محمد فوزي:«أقدر أو لا أقدر» تجربة جديدة ومهمة

العدد 538 صدر بتاريخ 18ديسمبر2017


عشقه لفن الدمى والعرائس، دفعه نحو التفكير الدائم خارج الصندوق والتغلب على كل العقبات التي تواجهه وتواجه الفن الذي يعشقه. إذا ما توقف له مشروع لسبب ما، سارع إلى خلق مساراته الخاصة واستغلال أي سبيل آخر للمضي في طريقه واستمرار حمله لشعلة فن الدمى عالية ومتوهجة، حتى أدركت حكومات دول أخرى سعيه ودأبه نحو تطوير أدواته فاستدعته دولة الإمارات مؤخرًا للمرة الثانية من جديد للتعاون في تقديم عروض مسرحية عرائسية موجهة ضمن القمة العالمية «أقدر» التي تهدف لتمكين الطلاب.
إنه الفنان والمخرج محمد فوزي الذي طالما سعى جاهدا لتأسيس مشروعاته التي تهدف لتعريف وتدريب المهتمين وتوفير الكوادر المهتمة بفن العرائس. عن مشروعه الجديد وعن مسرح العرائس وعثراته ومستجداته، كان لـ»مسرحنا» هذا الحوار..

حوار: أحمد منير أحمد
بداية، نود أن نتعرف على مشروعك الأخير «أقدر أو لا أقدر» بدولة الإمارات العربية؛ هل لك أن تحدثنا عن تفاصيله؟ ومتى وكيف بدأت فكرته؟ وتفاصيل دعوتك للمشاركة في المبادرة؟
ضمن برنامج خليفة لتمكين الطلاب، برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، تم إطلاق قمة أقدر العالمية منصة عالمية لاجتماع القادة، ومتخذى القرار، والخبراء والمختصين، والشركات المتخصصة، والشباب والطلاب، وأولياء الأمور، لإدارة الحوار بلغة عالمية موحدة وتنوع ثقافي مبدع لتشكيل رؤية تبحث عن تمكين الطلاب لبناء عالم يسوده الأمن والتسامح والسلام والتعايش، وذلك تحت عنوان «تنمية العقول لازدهار الأوطان» وتتناول القمة هذا العام قضية «دور التربية االخلاقة في المؤسسات التعليمية إقليميا ودوليا لمواجهة التحديات العالمية.. التطرف الفكري والأخلاقي نموذجا» تحت إدارة المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب سعادة العقيد الدكتور إبراهيم محمد جاسم الدبل. الرسالة برنامج توعوي يسعى إلى توحيد الوطنية لبناء أجيال طلابية تتمتع بالوعي الشامل والتحصين الذاتي والتمكين والقدرة على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل وقد قام المنتج الفني لشركة فن الإثارة والترفيه تحت إدارة أ. حمدي عشيش بدعوة فريق كيان ماريونيت مصر تحت إدارة الفنان محمد فوزي لتنفيذ العمل المسرحي، فقمنا بتصميم وتنفيذ العرائس وإخراج العمل المسرحي «أقدر أو لا أقدر» من تأليف رشا عبد المنعم وإنتاج وزارة الداخلية وذلك لأول مرة تقوم بها وزارة الداخلية في إنتاج عمل مسرحي موجه إلى المرحلة الابتدائية للصف الثالث وأيضا قام فريق عمل كيان ماريونت للمخرج محمد فوزي بابتكار أول مسرح متنقل يقدم أكثر من أربع مدارس فنية للعرائس ويتجول بسهولة في 100 مدرسة في كل إمارة بالإمارات العربية المتحدة، قدمنا في المرحلة الأولى نحو 40 مدرسة شاهد العرض أكثر من 4000 طالب وأيضا لأول مرة تبتكر الإمارات شخصية وهو أقدر الذي قمنا بتنفيذ وتصميم عرائس العرض، وقد تم تكريم الفريق بعد نجاح كبير من وزارة الداخلية ومن معظم المدارس، وسوف تقوم تقوم فرقة كيان ماريونت بتقديم المرحلة الثانية في الفصل الدراسي الثاني.
العرض من أشعار محمود يحيى - ديكور مينا يوسف - موسيقى وألحان د. هاني عبد الناصر - توزيع وجدي الفو - تصميم عرائس محمد فوزي - منتج فني حمدي عشيش - تنفيذ ملابس روحية - تلوين نورا طرفاوي - مخرج منفذ خالد الخريبي - فنانو العرائس (عبد الحميد حسني - محمد لبيب - خالد الخريبي - محمد عبد العاطي - محمد فوزي - حمدي عشيش) - سينوغرافيا وإخراج محمد فوزي، وقد حضر المؤتمر الدولي أقدر السيد دادي رئيس الاتحاد الدولي للعرائس.
وتم ترشيحي كمخرج وترشيح الكاتبة رشا عبد المنعم مؤلفة للنص، وتم ترشيح كيان ماريونيت لتنفيذ المشروع من قبل الفنان حمدي عشيش مدير مؤسسة الفن والترفيه، وتم تفويض الفرقة من قبل المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب سعادة العقيد الدكتور إبراهيم محمد جاسم الدبل. للمشاركة من يوم 21 إلى 23 نوفمبر 2017 في مؤتمر قمة أقدر العالمية.
قدمنا عدة موضوعات لتوعية الأطفال مثل سوء التغذية واستخدام الكومبيوتر والهاتف المحمول بشكل سلبي، والتحرش ومواجهته ووعي الطفل به، وآثار التدخين السلبية على الطفل.
شاركت في عدد من المهرجانات الدولية في الهند وغيرها؛ بالإضافة إلى عدد من الورش التي تختص بفن العرائس؛ ما الذي يختلف هنا في مشروعك الأخير بالإمارات؟
أتصور أنه لا يوجد اختلاف كبير في هذا المشروع عن مشاركاتي السابقة، غير دعم المؤسسة الرسمية أو الدولة للمشروع، فهو مشروع الدولة وهي التي تقوم بهذه المبادرة والتي ستُطبق على عدد من الفئات العمرية المختلفة، بدأنا نحن كمرحلة أولى بالصف الثالث الابتدائي، أما مشاريعي السابقة فقد كانت بالتعاون مع هيئات مجتمع مدني مثل التحرير لأونج جوته التي قدمت الدعم للكثير من الورش التي قدمتها في عدة محافظات في مصر وقدمتها كذلك في مسرح الجرن، للمخرج الكبير أحمد إسماعيل الذي كان بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة.
على الرغم من الدعم المادي الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات لمشروعاتها الثقافية التي تقدمها، فإنك آثرت العمل بشكل إبداعي على استغلال نفس الخامات وتدويرها ونقلها بين المدارس فهل طبقت العمل بهذا الشكل في مصر من قبل، خاصة في ظل ضعف الإمكانات الملحوظ بشكل عام؛ ودعم العرائس بشكل خاص؟
في الحقيقة، إنّ دولة الإمارات تدعم فقط المشروعات الجادة والفنانين ذوي الأفكار المبتكرة، وهذا ما حدث عند دعوتي من قِبَل الفنان حمدي عشيش، الذي قدّمنا فيه الدراما الموظفة لتوعية الأطفال، فهدف الدراما يتخطى المتعة، وقد قدمتُ بالطبع تجارب سابقة في مصر وكانت بالتعاون مع البيت الفني للمسرح خلال رئاسة الفنان فتوح أحمد، وقمنا باستدعاء الفنان الآيسلندي الكبير «بيرند» في فنّ العرائس والدمى استطاع تدريب خمسين فنانا، كان ذلك من خلال مشروعي الورش الموازية لعرض الجندي الصفيح الذي لم يكتمل لأسباب وعراقيل لا أعرفها حتى الآن تتعلق بمسرح القاهرة للعرائس والبيت الفني للمسرح.
كيف يمكن توظيف مشاركتك في هذا المشروع لخدمة فن العرائس في مصر؟
أتصور أنه يمكن توظيف ذلك إذا كانت هناك إرادة لذلك من جانب المسئولين، حين تكون هناك غيرة من وزارة ثقافة بلدي إذا ما لاحظت أن فنانا مصريا تستدعيه دولة الإمارات للمرة الثانية للتعاون وتقديم مشروعات تم بفضل الله تقييمها بنجاح ملحوظ، والجميع في مصر يعرف كم حاولتُ على مدار خمس سنوات، تقديم مشروعات تساهم في دفع فن العرائس للأمام، من خلال الورش الموازية لعرضي الذي توقف في الهناجر وتوقف في القاهرة للعرائس وليس لدي أسباب واضحة لتوقفه.
يرتبط مسرح العرائس في أذهان المصريين بالأطفال؛ هل هذه الصورة الذهنية صحيحة بشكل كامل؟ وكيف يمكن تغييرها إن لم تكن صحيحة؟
على الرغم من ترسخ هذه الصورة في الأذهان التي أعتقد أنها كانت من خلال عرض واحد هو عرض الليلة الكبيرة وهو شيء مبهج جدا أن يكون لدينا عرض تراثي من السبعينات بهذا الشكل، ولكن هذه الصورة غير صحيحة تماما، حيث إن مسرح العرائس به عروض لفئات عمرية مختلفة، تبدأ من عمر السنتين، وتتدرج لأطفال السبع سنوات ثم عروض الناشئة وتتنوع العروض حتى نجد عروضًا يمكن تقديمها للعائلة بشكل كامل، أطفالا وكبارا، وقد سمعت من د. ناجي شاكر أنّ مسرح القاهرة للعرائس كانت به عدة فرق متخصصة في تقنيات مختلفة كخيال الظل والماريونيت، ولكن الآن لا توجد سوى فرقة واحدة فقط ولا يوجد لها إنتاج منذ عامين أو ثلاثة لأية عروض، وتعيد تقديم عروض تراثية منذ السبعينات لم تعد تناسب هذا العصر، وأتصور أنه لتغيير هذه الصورة، لا بد من أن يعيد مسرح القاهرة إنتاجه بشكل عصري.
هل يعني هذا أنه يمكن استخدام العرائس لتنفيذ عروض عرائس للكبار؟
بالفعل حاولنا تكسير هذه الصورة من خلال عدة عروض قدمناها مثل عرض «مهمة رسمية» الذي مثلنا به وزارة الثقافة المصرية في مونديال العرائسيين 2008، كما قدمتُ عرض «صيد الأحلام» على مسرح الغد للكبار وقدمتُ عرض «خيالات» من إنتاج فريق كيان ماريونيت الذي شاركنا به في عدة مهرجانات دولية، والذي حاولنا فيه دعم فكرتنا التي تقول إن الإنسان دائما يحتاج لكائن يحاكيه، وبالتالي كانت هناك عدة عروض راقصة وعروض دراما للكبار قمنا بتحويلها مثل عرض «قصة تحول» من تأليف رشا عبد المنعم الذي قدمته فرقة الرقص الحديث، وعرض «البعيد» الذي أثنت عليه د. نهاد صليحة ود. هناء عبد الفتاح، فكانت عروض عرائس ولكنها تخص الفئة العمرية الكبيرة.
ما التطور الذي أحرزه مسرح العرائس في مصر منذ أقامت الدولة مسرحا للعرائس؟ وما موقع مسرح العرائس في مصر من خريطة مسرح العرائس في العالم؟
سأحاول أن أكون أمينا في الإجابة على هذا السؤال حين أقول إن التطور توقف عند عرض الليلة الكبيرة ثم عرض هام جدا هو عرض «حمار شهاب الدين» للمبدع الكبير الدكتور ناجي شاكر، ثم بعد سنين طويلة كان هناك عرض «مهمة رسمية» في 2007 الذي شاركَ باسم مصر في مونديال العرائسيين والذي ينظمه الاتحاد الدولي للعرائس في الصين، وحصلنا به على جائزة أفضل عمل جماعي، وبالطبع كانت جائزة لمسرح القاهرة للعرائس ومصر، وللشرق الأوسط بأكلمه، وكان تطورا كبيرا للمسرح قمنا من خلاله بتكسير مفردات خشبة المسرح التقليدية وطوّرنا الصورة التقليدية للسينوغرافيا المتعارف عليها، ولكن بغرابة شديدة توقف إنتاج هذه العمل أيضا وقوبل باتهام أن ما حصده ليس جائزة رسمية، ثمّ أثبتت النيابة العامة والهيئة العربية للمسرح بأن هذه هي جائزة رسمية، وموقعنا من مسرح العرائس العالمي، هو وجودنا الأخير منذ 2008 في مونديال العرائسيين الذي يقام كل أربع سنوات بمشاركة ما يزيد على تسعين دولة وعشرة آلاف فنان، وكان عرضنا الذي يحمل اسم وزارة الثقافة، فكان هو آخر ما يضع مسرح العرائس الرسمي على خريطة العالم، ولكن بشكل مستقل أستطيع أن أحدثك على كيان ماريونيت.
ما العقبات والتحديات التي تواجه فن العرائس وتطوره في مصر؟
أعتقد أنّ مركزية هذا الفن وانحسارها في مسرح القاهرة للعرائس، هي العقبة الأكبر. هل يُصدّق أن مسرح القاهرة للعرائس الذي كان الأوحد في الشرق الأوسط، يظل منذ نشأته هو المسرح المركزي والأوحد، لماذا لم تنشأ أية مسارح أخرى في المحافظات؟ لماذا لم يوجد مسرح قنا أو المنصورة أو الفيوم للعرائس؟ فلا بد لدعم تطور هذا الفن، من فتح الأبواب على مصراعيها وتدعيم هذا الفن وإنشاء أكاديمية لاستيعاب هذا العدد الكبير من المتدربين والفنانين الذي ظهر بعد نشأة كيان ماريونيت منذ 2011، وقد أوصيتُ أيضا في الهيئة العربية للمسرح لتقديم ملتقى لفنون الدمى والعرائس، وتأسيس أكاديمية عربية لفنون الدمى والعرائس. كما أوصينا أكثر من مرة بافتتاح قسم للدمى والعرائس متخصص لمدة سنتين أو أربع سنوات على غرار معهد دي ماريونيت في باريس أو أكاديمية موسكو أو معهد براغ أو معهد فنون مسرحية في تونس الذي يوجد به قسم لفن العرائس يمكن الحصول منه على ماجستير أو دكتوراه دون ارتباط بسن أو مؤهل.
لماذا لجأت لتكوين كيان ماريونيت المستقل؟ ولماذا لم تعمل تحت عباءة مسرح العرائس الرسمي؟
لجأت لإنشاء كياننا المستقل لأنني لم أجد الدعم من المؤسسة الرسمية، فآخر عرض قدمته كان في 2007 وانتظرت خمس سنوات قبل أن أنشئ كياننا في 2011 بل إلى الآن أنتظر ولم أقدم أية عروض، فكان إنشاء هذا الكيان تفكيرا خارج الصندوق وحلا للعقبات والعراقيل غير المفهومة التي وقفت عائقا أمام مشروعي الأخير الذي ظل يتنقل بين المسارح ويتوقف لأسباب غير مفهومة. فقمت بعمل أول تجمع في مسرح روابط، ثم قدمتُ ورشا تعريفية بهذا الفن، ثم كانت الورش التخصصية التي انتشرت وساهمت في توسع المشروع، قبل أن يتم تأسيس كيان ماريونيت في عدة دول أخرى.
ما نوع الأنشطة التي ينظمها كيان ماريونيت؟ وما هي آخر تطورات العمل عليه؟ وما الجديد هذا العام؟
يسعى كيان ماريونيت دائما لإيجاد كوادر جديدة ويسعى دائما لتطوير أدواته، فقدّمنا عددا من الورش الفنية المتخصصة في أكثر من مكان، مثل مكتبة الإسكندرية وقصور الثقافة ومسرح الجرن بالتعاون مع قصور الثقافة، وقدمنا ذلك أيضا بالتعاون مع التحرير لاونج جوتة في عدد من المحافظات، كانت هذه آخر تطوراتنا وهو ما أثبته توثيق الدكتور سيد علي الباحث في علوم المسرح، بأننا استطعنا أن نكون أول من قدّم عروضًا كاملة لفن المسرح الأسود المضيء، وأؤكد كعرض كامل وليس عددا من المشاهد داخل العرض باستخدام هذه التقنية.
هل تلقيتَ الدعم الذي كنت ترجوه أو تتوقعه من الدولة لكيان ماريونيت؟
لم نتلقَ أي دعم لا من الداخل أو الخارج، فالكيان فكرته هو إدارة الحركة من الداخل بالداخل، يعني تبادل الخبرات والمواهب الجادة التي تنقل خبرتها بكرم وأمانة لكل مهتم وكل مريد، أما الدعم المادي فلم نتلقاه بأي شكل من الدولة أو غيرها، وأي دعم تلقيناه كان في صورة كفالة الانتقالات مثلا للفنانين أو تأمين الخامات للعروض وأماكن الورش، أما تلقي دعم مالي وصرفها فلم يحدث داخل مصر أو خارجها، عدا ذلك كان الدعم المعنوي الذي تقدمه أية مؤسسة تكفل مشاريعنا.
تنظيم مهرجان دولي للعرائس على شبكة الإنترنت هي فكرة ابتكارية وجيدة؛ لماذا لم يتم تنظيم هذا المهرجان واقعيا؟ وما حجم الأثر إيجابا أو سلبا الذي تتوقعه إذا ما تم تنظيم المهرجان بدعم الدولة ودعوة الفرق الدولية للمشاركة به؟
تنظيم مهرجان أون لاين، كانت فكرة ابتكارية تم توثيقها من قِبَل أساتذتنا في مصر د. سيد علي ود. ناجي شاكر، كما تم توثيقها من مجلة أمريكية متخصصة في المسرح رصدت الأثر الذي أحدثه المهرجان من تكسير الحواجز والوصول لأكبر نسبة مشاهدة بسهولة حيث كان المهرجان يهدف لاستعادة الجمهور لهذا الفن والوصول لكل الأطفال من خلال الموبايل الذي يستخدمونه بشكل سلبي، كما وظّفنا فكرة البث المباشر التي تم استخدامها بعشوائية، فأعدنا استخدامها بشكل توظيفي في بث العروض والورش والندوات على مدار أربع وعشرين ساعة، وحافظنا أيضا على حقوق الفنانين الفكرية بعدم إمكانية تحميل العروض، فأحرزنا أهدافنا في ربط الفنانين المتخصصين والمتدربين والهواة والموهوبين من خلال جدول أعمال وهو أول مهرجان في الشرق الأوسط يستمر لمدة ثلاثين يومًا، وكان ذلك برعاية نقابة المهن التمثيلية وعدة مؤسسات أخرى مثل التحرير لاونج جوته.
ومن ضمن أهداف المهرجان، أن يتم استدعاء واستضافة الفرق التي حازت على أعلى نسبة تقييم من الجمهور على العروض التي شاركت في 2017 و2018، ويتم استدعاؤها وهذا ما نأمله في أن تعاوننا الدولة فيه حيث كنا نتمنى أن تكون للدولة دور في المهرجان، ولكن نتمنى أن يحدث هذا بعمل مونديال عرائسي في مصر 2019 تستضيفه الحضارة المصرية مثلما فعلت الحضارة الصينية.
كيف بدأت علاقة كيان ماريونيت باليونيما «الاتحاد الدولي للعرائس»؛ وهل يتلقى كيان ماريونيت دعما من الاتحاد؛ وما نوع هذا الدعم؟
بدأت علاقتي شخصيا باليونيما وليس كيان ماريونيت منذ اشتراكي عام 2008 في مونديال العرائسيين وسط ثمانين دولة، والدعم الذي تلقيته من اليونيما هو الإعلان على موقعها الرسمي عن المهرجان العالمي للعرائس الذي قدّمناه أون لاين كفكرة ابتكارية باعتباره أول مهرجان دولي في الشرق الأوسط للعرائس.
لا يخفى على أحد أن المسرح بشكل عام يعاني غياب الجمهور فهل مسرح العرائس قادر على تقديم دور في هذا الصدد؟ وكيف يمكن توظيفه لأداء هذا الدور في استقطاب الجمهور للمسرح؟
أجاب على هذا السؤل قبلي من هم أجدر مني مثل د. ناجي شاكر وغيره، ولكن مسرح العرائس هو الأجدر بتقديم دور في شان عودة الجمهور، ولكن التوظيف يرتكز على عدة عوامل أولها هي الاهتمام بفن العرائس من ناحية الكوادر قبل الإنتاج، فتكوين كوادر في كل المحافظات تستطيع تقديم منتج فني جيد هو أساس لا غنى عنه، واستغلال الكوادر الموجودة لدينا فعليا من خريجي فنون جميلة وفنانين مستقلين، مثل سارة البارودي وأحمد نعيم وهبة بسيوني ومحمد فوزي بكار وغيرهم، ثم يمكننا الحديث عن المنتج الفني الذي لا بد أن يكون قادرا على استقطاب الجمهور وعليه لا بد من تقديم الميزانية المناسبة، فإن كانت ميزانية عرض بالمسرح القومي تصل لمليون جنيه مثلا، فلا بد من تقديم نفس الميزانية لعرض القاهرة للعرائس، ولا بد من تجديد خشبة مسرح القاهرة بشكل كامل، وقد أشرت لخشبة مسرح في بولندا، يمكننا ساعتها يمكننا الحديث عن دور العرائس وإمكانية توظيفه لخدمة عودة الجمهور للمسرح.

 


أحمد منير أحمد