«الحركة في سينوغرافيا المسرح المعاصر وارتباطها بمفهوم المرونة في العمارة الداخلية»

«الحركة في سينوغرافيا المسرح المعاصر وارتباطها بمفهوم المرونة في العمارة الداخلية»

العدد 797 صدر بتاريخ 5ديسمبر2022

تم مناقشة رسالة ماجستير بعنوان «الحركة في سينوغرافيا المسرح المعاصر وارتباطها بمفهوم المرونة في العمارة الداخلية» مقدمة من الباحثة مي عبد اللطيف نوني، بقسم االعمارة الداخلية كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق، وتضم لجنة المناقشة الدكتور جورج محفوض (عضوًا ومشرفًا)، والدكتور عبد الرازق معاد (عضوًا)، والدكتور عجاج سليم (عضوًا). والتي منحت الباحثة من بعد حوارات نقاشية انتظمت وفق شروط ومعايير أكاديمية درجة الماجستير.
وجاءت رسالة الماجستير الخاصة بالباحثة كالتالي:
يعرف المسرح بأنه أبو الفنون حيث يضم جميع أنواع الفنون التشكيلية (الرسم والنحت والعمارة) إلى جانب الأدب والموسيقا والتمثيل، والسينوغرافيا، عرفت ملامحها الأولى منذ أن أضاف سوفوكليس المناظر التي اختلفت ملامحها. وعلى مر العصور تنوعت المذاهب المسرحية وأصبح لها دورها الدلالي والتعبيري ولم تعد مؤلفة من عناصر ثابتة جامدة ومملة و لم يعد العمل المسرحي قائما على حركة الممثلين وأداؤهم فقط بل شاركتهم حركة المناظر والإضاءة.
يوضح موضوع الرسالة مفهوم الحركة ودورها في سينوغرافيا المسرح والفنون الأخرى وبخاصة فن العمارة والعمارة الداخلية حيث تم التركيز على دور الحركة في مرونة الفراغ الداخلي والمفروشات من خلال تحليل بعض النماذج العالمية، ومقارنة حركة المؤدي والديكور والإضاءة في مجالي المسرح والعمارة الداخلية ومن خلالها تم استعراض ما هو مشترك من خلال مقارنات بين التخصصين في فترات زمنية مختلفة. ومن خلال ذلك تم توضيح مدى ارتباط الحركة في سينوغرافيا المسرح بمفهوم المرونة في العمارة الداخلية.
وقد تم تقسيم البحث إلى ثلاثة أبواب:
الباب الأول تحت عنوان: المفاهيم الأساسية في سينوغرافيا المسرح والعمارة الداخلية، وقد ضم ثلاثة فصول.
الفصل الأول بعنوان السينوغرافيا المسرحية وتطورها التاريخي: يحوي على عرض لمفهوم السينوغرافيا (وأصل المصطلح) وتنوعه حول العالم، نشأة السينوغرافيا ومراحل تطورها واختلاف ملامحها بحسب المدارس الفنية والأدبية إضافة إلى عناصرها المتمثلة ب (البيئة المشهدية، الكتل، الأزياء (من ضمنها الماكياج)، الإضاءة، الصوت وأداء الممثل وحركته).
الفصل الثاني بعنوان مفهوم الحركة في الفنون والعمارة الداخلية: حيث تم الاطلاع على مفهوم الحركة علميا وفلسفيا. كما تم التعريف بالعمارة الديناميكية وكون العمارة الحركية أحد أنواعها ومتى ظهر مصطلح العمارة الحركية، إضافة إلى لمحة تاريخية لبدايات الحركة في العمارة. وأنواع الحركة الأساسية التي طبقت عليها وما الغاية من تطبيق الحركة في العمارة، كما تم استعراض نماذج عن تطبيقات الحركة في العمارة الداخلية والغاية منها.
الفصل الثالث مفهوم المرونة في العمارة الداخلية: التعريف بمفهوم المرونة وتطوره في مجال العمارة، إضافة إلى تنوع وتعدد المصطلحات المقاربة له، ومبادئ العمارة المرنة وأهمية المرونة في العمارة وفي النهاية سلط الضوء على تشارك الحركة والمرونة مبدأ التغيير.
الباب الثاني بعنوان: دراسة وصفية وتحليلية لنماذج المرونة في العمارة الداخلية: المعاصرة،  يتكون من فصلين.
الفصل الأول بعنوان نماذج مختارة لمفهوم المرونة واستعمالاتها في العمارة الداخلية المعاصرة: يستعرض نماذج عالمية لفراغات داخلية تتسم بالمرونة حيث نلاحظ أن لتحريك بعض العناصر دور في مرونة فراغها الداخلي، ونتوصل في نهاية الفصل أن المرونة في الفراغ الداخلي إما بسبب عناصر ثابتة أو متحركة.
الفصل الثاني من الباب الثاني بعنوان نماذج مختارة لمفهوم المرونة في المفروشات: حيث يعرض نماذج مفروشات منها: المفروشات القابلة للطي، الموفرة للمساحة، والقابلة لتغيير مظهرها من خلال تحريك أجزائها، توسيع المساحة. كما وجدنا أن مرونة المفروشات إما بمرونة المادة المصنوعة منها أو بقابلية تحريك أجزائها من أجل الأغراض التي ذكرت في السابق.
الباب الثالث بعنوان: مفاهيم الحركة في سينوغرافيا المسرح:
يتألف من ثلاثة فصول
الفصل الأول بعنوان الحركة في المسرح يتطرق إلى مفاهيم الحركة في المسرح، والغاية منها للتعبير (عن القصة ونمط الشخصيات- المكان والزمان -والجو العام)، ولا يمكن إنكار أهمية الحركة على خشبة المسرح سواء كعنصر جمالي مع ضرورة الحفاظ على توازن المشهد. كما أن للحركة بشكل عام تأثير على عمارة المسرح.
أما الفصل الثاني من الباب الثالث بعنوان: الحركة وعملية الإخراج، فتناول عناصر السينوغرافيا الحركية المتمثلة ب (حركة الممثل، حركة المناظر وحركة الإضاءة) ومهمة المخرج الرئيسية توحيد جميع هذه العناصر الحركية على خشبة المسرح لكي يوصل رؤيته للجمهور.
ولحركة الممثل أبعاد (الاتجاه، السرعة، الطاقة والسيطرة) وتتعدد أنواعها (اضطرارية، انعكاسية تقنية) كما سلط الضوء على منابعها الرئيسية ولا يوقف الجانب الحركي على حركة الممثل فقط بل لحركة الديكور أيضا دورها ولها أيضا وزن وايقاع وسرعة وطاقة، ولها مبررات عديدة في العرض المسرحي، وآليات كثيرة عرفت عبر تاريخ المسرح أشهرها (آلات التحليق، الكواليس الدوارة، الفخاخ والمصاعد وآلة الموج وغيرها).
ولتغيير المناظر طرق عديدة منها التقليدية ومنها المبتكرة حيث اخترنا عدة عروض مسرحية معاصرة تميزت بمناظرها القابلة للحركة والتغيير أثناء العرض دون الحاجة لاسدال الستار أو التعتيم، وجاءت حركة المنظر فيها ذات دلالة أولا ولتغيير المشهد ثانيا أو بالأحرى خلق فضاء جديد للأداء، عدا عن كون المناظر بدت في حركتها وكأنها مؤد آخر يشارك الأداء على المسرح.
وبما يتعلق بحركة الإضاءة المسرحية فنميز بين دور الإنارة التي تعطي الضوء الذي يساعد على الرؤية والإضاءة على المسرح لإضفاء دلالة أو حالة نفسية مقصودة بذاتها، ولحركة الإضاءة دور. ولحركة الإضاءة على المسرح نوعين: حركة انتقالية وحركة موضعية.
وتأتي حركة الإضاءة لتخدم حركة المناظر كما أن مصمم الإضاءة مسؤول أيضا عن إضاءة الممثلين. وللأزياء علاقة بحركة الممثل ولها دورها الدرامي وتعتبر من العناصر التي تؤثر على جمالية العرض كما أنها تحدد حركة الممثل في الفضاء المسرحي، وفي بعض الأحيان قد يتصرف الزي كبيئة للمؤدي ويتحرك معه ويتغير ليعبر عن رؤيا المخرج.
الفصل الثالث بعنوان مقارنة بين مفهومي المرونة في العمارة والحركة في المسرح: استعرضنا فيه كيف أن المسرح يعكس الواقع الذي نعيشه وقارنا بين الحركة في العمارة والحركة في المسرح حيث يعتبر المستخدم مؤدي في الفراغ الداخلي ونقارن ما بين حركة المؤدي على المسرح والمؤدي الذ هو المستخدم في الفراغ الداخلي، ونقارن بين حركة الديكور في المجالين، وحركة الإضاءة، ومن خلال المقارنة توصلنا إلى أن حركة الديكور في المجالين ساهمت في اختزال المكان وتحول الفضاء.
وفي نهاية الفصل نستعرض أوجه التأثير المتبادل بين الحركة في المسرح والمرونة في العمارة الداخلية حيث استعرضنا كيف أن بعض آليات المسرح انتقل تأثيرها إلى الفراغ الداخلي من خلال المقارنة بين بعض النماذج التي ظهر فيها انتقال بعض الآلات التي استخدمت في المسرح إلى الفراغ الداخلي لتضفي مرونة عليه، ونماذج أخرى تظهر التشابه في بعض النواح كقابلية النقل وفي تطبيق الحركات الأساسية بين العمارة والعمارة الداخلية وتصميم المناظر من أجل التغيير في التصميم، إضافة إلى مقارنات أخرى تبين أوجه التشابه من حيث مبدأ التصميم وتقنيات التنفيذ أظهرت حتى تأثر السينوغرافيا المسرحية بالتصميم الصناعي، وكأن التأثير متبادل بين العمارة والمسرح.
وأخيرا حددت النتائج والتوصيات التي توصلنا إليها في هذا البحث من بعد التحليلات والمقارنات بين مجالي السينوغرافيا والعمارة الداخلية من ناحية الحركة والتي أظهرت مدى ارتباط مفهوم الحركة في سينوغرافيا المسرح بمفهوم المرونة في العمارة وبخاصة حركة المناظر، إضافة إلى الأفكار والرؤى التي ضمها البحث حول المجالين والعلاقة بينهما.
 


ياسمين عباس