العدد 795 صدر بتاريخ 21نوفمبر2022
أقيم مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الثالثة فى الفترة من 20 حتى 28 أكتوبر لعام 2022 برئاسة دكتور احمد حسن موسى.
لم تكن هذه الدورة مجرد دورة تضاف لسلسة المهرجان، ولم يكن مجرد مهرجانا تقليدياً يضاف إلى خريطة المهرجانات المسرحية العربية والدولية، ولكنه قاد المشروع المسرحي العراقي المتجدد لإعادة البريق للثقافة المسرحية العراقية وللانفتاح على ثقافات الأخر و لضم المسرح العراقي لحضن المسرح العربي خاصة فى ظل ظروف أمنية وسياسية واقتصادية استثنائية لم تكن ابدأ تسمح لهذا التجمع الثقافي والفني العظيم لتكن رسالة المهرجان إلى العالم أن المسرح يضئ الحياة وأن العراق يشع حياة وفناً ..
ضم المهرجان 20 عرضا مسرحيا من مختلف الدول العربية والأجنبية بالإضافة للعروض العراقية ..
العروض العربية المشاركة بالمهرجان، من الأردن عرض «بائع متجول» للمخرج المعتمد المناصير، من البحرين عرض بعنوان «هاراكيري» للمخرج حسن عبد على خليل، ومن تونس عرض بعنوان «عائشة 13» للمخرج سامي النصري وعرض بعنوان «آخر مرة» تأليف وإخراج وفاء الطبوبي، من الجزائر مسرحية بعنوان “Gps» تأليف وإخراج محمد شرشال ومن سوريا مسرحية المنديل للمخرج بسام حميدي، سلطنة عمان مسرحية «لقمة عيش» إخراج سعيد الرواحي، من فلسطين مسرحية كلب الست إخراج فراس أبو صباح، ومن ليبيا مسرحية «المركب» إخراج شرح البال عبد الهادي ومن المملكة المغربية مسرحية شا طا را إخراج امين ناسور ..
ومن الدول الأجنبية المشاركة بالمهرجان بلجيكا عرض بعنوان «تحول –TURBA» إخراج سارة ديب، روسيا شاركت بمسرحية «طريق - Road» إخراج ليديا كوبينا .
فرنسا شاركت بمسرحية «الحزمة - LE PAQUET» إخراج فيوليت دورية.
العروض العراقية المشاركة بالمهرجان،
مسرحية «انا وجهي» عرض شرفي تأليف وإخراج د. عواطف نعيم،
مسرحية «خلاف» تأليف وإخراج مهند هادي،
مسرحية 25 ريختر تأليف وإخراج علاء قحطان،
مسرحية طلقة الرحمة تأليف و إخراج محمد مؤيد،
مسرحية «4:48 « إخراج مهند علي،
مسرحية ميت مات تأليف ودراماتورج علي عبد النبي الزيدي .
كرم المهرجان عدد من نجوم المسرح العربي خلال حفل الافتتاح من مصر النجمة سهير المرشيدي ومن الأردن الفنانة عبير عيسى ومن تونس الفنانة دليلة المفتاحي، ومن العراق الفنان سامي قفطان والفنانة سليمة خضر والكاتب عبد النبي الزيدي والمخرج مخلد راسم الجميلي والفنانة خالدة مجيد والفنانة فوزية عارف والفنانة ميديا رؤوف ..
ضمت لجنة التحكيم الفنان العراقي محمود أبو العباس رئيس الجنة وعضوية كلا من الفنانة اللبنانية لينا خوري، ومن ألمانيا الفنان Eberhard Wagner، ومن إيران الفنان كوروش زراعي، والفنان العراقي رائد محسن
ومن أهم إصدارات المهرجان كتاب بعنوان الكتابة الإخراجية تأليف د. أحمد حسن موسى، كتاب جماليات المنظر الرقمي فى عروض المسرح المعاصر تأليف د. على محمود السوداني، كتاب المسرح العراقي فى وثائق دائرة السينما والمسرح تأليف د. على محمد الربيعي، كتاب تمثيلات ما بعد الحداثة فى العرض المسرحي العراقي تأليف سنان محسن العزاوي ..
على هامش المهرجان أقيم مسابقة النصوص المسرحية برئاسة الكاتب علي عبد النبي الزيدي رئيس اللجنة وعضوية كلا من كاظم نصار وماجد درندش وأسفرت المسابقة عن كتاب بعنوان
«الكتابة بحبر اخضر» للنصوص الفائزة ..
قدم المهرجان ورشة بعنوان «هندسة الإضاءة المسرحية والبرمجيات الخاصة بغرفة الكنترول «أشرف على الورشة المصمم السينوغراف المصري إبراهيم الفرن أسفرت الورشة عن تخرج 18 تقني متخصص استطاعوا أن يديروا مسارح المهرجان ..
ورشة بعنوان «تبادل الخبرات المسرحية للشباب العربي» اشرف عليها كلا من مروة الأطرش مدربة فنون الأداء من سوريا، والسينوغراف خليفة الهاجر من الكويت، ومن العراق الكاتب علي عبد النبي الزيدي، والمخرج علي الشيباني، ود. عبد الكريم عبود مدير الورشة اسفرت عن عرض مسرحي نسائي قدم بحفل الختام ..
اختتم حفل المهرجان بتقديم تخت غنائي عراقي قدمه مجموعة من الفنانين العراقيين وعرض مسرحي نسائي نتاج ورشة «تبادل الخبرات المسرحية للشباب العربي»
وإعلان البيان الختامي وأسماء الفائزين بجوائز المهرجان.
حصدا العرض التونسي «آخر مرة» للمخرجة وفاء الطبوبي على جائزة أفضل نص مسىرحي وجائزة أفضل مخرج بالإضافة لجائزة أفضل ممثلة للفنانة مريم بن حميدة .
«آخر مرة» عرض ثنائي (ديودراما) يجسد الصراع الأزلي بين المرأة والرجل .
استخدمت المخرجة ديكور بسيط يتمثّل في طاولة وكرسيين واعتمدت على أسلوب اللوحات المنفصلة الماصتلة فكل لوحة تحكي قصة درامية مختلفة، انقسم العرض إلى 3 لوحات، تناولت اللوحة الأولى علاقة المرأة بالرجل في العمل، فيما أبرزت اللوحة الثانية علاقة الأم بالابن، لينتهى العرض بعلاقة الزوج والزوجة، وهي علاقات صراع دائم بين الجنسين ، صراع حائر ومتردد بين اليأس والأمل، الاتصال والانفصال، التواصل والتقاطع، علاقات قامت على تكرار نفس الخطأ أكثر من مرة والشعور بالندم وجاء اسم العرض «آخر مرة» وهي عبارة يردّدها الشخص كلما قام بخطئ وشعر بالندم فيعاهد نفسه ومن حوله بعدم تكرار الخطأ مرة آخرة .
العمل بطولة مريم بن حميدة وأسامة كشكار، العرض حاصل على جائزة العمل المتكامل في أيام قرطاج المسرحية سنة 2021.
وفاز عرض «كاليكولا» للمخرج الأوكراني أليكسندر كوفشان بجائزة أفضل عرض متكامل بالإضافة لجائزة أفضل ممثل لممثل ماكسير سطارليك .
العرض من إنتاج مسرح الدراما الأوكراني الأكاديمي الحكومي في خاركيف، ومن تأليف البير كامو وإخراج كوفشون أولكسندر .
يقدم أولكسندر نص كامو وجهة نظر مغايرة حيث يقدم الكثير من المشاهد الساخرة والمشوشة، ليخلق واقعًا منحرفًا، عالمًا مأساويًا أكثر ذهانًا مما هو مرعب، بينما يصبح بطل المسرحية إمبراطورا متعطشا للدماء وهو رمزًا للجنون ومتأصلة فيه القوة والضعف والطموح والخمول ومحاطًا بالمجانين .
حصل العرض على الجائزة الكبرى لأفضل مخرج وجائزة أفضل دور رجالي بمهرجان المسرح التجريبي بالقاهرة .
حصل عرض طلقة الرحمة على جائزة أفضل أداء جماعي، تأليف وإخراج محمد مؤيد العراق.
يعتمد عرض «طلقة الرحمة» على الرقص الدرامي، حيث أنها اللغة التي يفهمها الجميع دون ترجمة، يدمج العرض حركة الجسد والموسيقى والفضاء السينوغرافي ليقدم وحدة إيقاعية جمالية تعبر بوضوح عن مضمون العرض .
اتقن مؤيد استخدام الأكسسوارات والأزياء ليعبر عن دلالات رسالة العرض، أزياء المشهد الأول لمجموعة الفتيات اعتمد اللون الأبيض، واللون الأسود لأزياء الفتيان، ثم تحققت الغلبة للون الرمادي في عموم الفضاء، استخدام العباءة السوداء العراقية منحت العرض دلالات محلية، بالإضافة لاستخدام حركة التعازي /اللطم) بعده ملمح بارز الهوية بأبعاده المعنوية المرتبطة بإيلام الذات وإظهار هول المصاب .
عملا مؤيد على تقسيم خشبة المسرح إلى ثلاث مستويات متدرجة ترمز للطبقيه المجتمعية أو تقسيم فئات المجتمع ، إذ استخدم أرضية المسرح في حركة مجموعة المؤدين الذين يمثلون عامة الشعب، والمستوى الثالث مركز الطبقة العليا المتسلطة والمتحكمة فى عامة الشعب .
ختم العرض بدلالة حركية تعبر عن رسالة العرض حيث قامت فئة من المؤدين إلى حرث الأرض وتهيئتها ، بعد أن كانت عبارة عن (رمال) ورفض الجميع لـ طلقة الرحمة تلك الطلقة التى ترحمهم من جميع المأسي والأهوال التي عشها الشعب العراقي فرغم كل تلك الحروب إلا أنهم مُصريين على الحياة وإعادة زراعة الأرض وتعميرها ..
ذهبت افضل سينوغرافيا د. طارق الربح عن مسرحية «شا طا را» المغرب.
عرضت مسرحية “شاطارا” ثلاث قصص مختلفة لثلاث نساء مختلفة يتحدثن بثلاث للغات مختلفة ولكنهم مشتركين فى المعاناة والخوف والهروب من حياة أليمة والبحث عن واقع افضل .
« ربيعة « امرأة مغربية هاجرت في حاوية، وشاني من جنوب الصحراء هاجرت بدون هوية، وتاليا من الشرق الأوسط هاجرت هروبا من الحروب وحكم العشائر.
المسرحية تعرض معاناة وهموم المرأة المهاجرة، بمختلف انتماءاتها الدينية والعرقية والأسباب مختلفة،
العرض بطولة أمل بنحدو، قدس جندول، شيماء العلاوي، والغناء للفنانة ثيفيور والأداء الموسيقي للعازف إلياس المتوكل.
قدمت لجنة التحكيم في بيانها، عدة توصيات جاءت كالتالي:
أن لا يقل زمن العرض عن 45 دقيقة.
التركيز على اللغة العربية فيما يخص العروض المسرحية العربية.
توحيد طبيعة العروض المشاركة في المهرجان.
جوائز خاصة للرقص التعبيري ومسرح الصورة.
الاهتمام بالنصوص المسرحية.
ضرورة ترجمة النصوص العربية إلى الانجليزية، وترجمة النصوص الاجنبية إلى اللغة العربية اثناء العرض ..
قال الدكتور احمد حسن موسى رئيس المهرجان أن دائرة السينما والمسرح أصرت على أقامة المهرجان تحت أي ظرف وضرورة مواجهة كل العوائق لإقامة مهرجان بغداد الدولي للمسرح وجعلتنا هذه المواجهة تحمل الكثير والكثير، و تحمل معانا كل الدول المشاركة .
وجه موسى التحية والتقدير للدول المشاركة على شجاعتهم لزيارة العراق فى ظل هذه الظروف السياسية والأمنية حيث أن الكثير من الدول والوزارات مَنعت الفرق المسرحية من المشاركة ولكنهم تحدوا هذه الظروف وأصروا على المشاركة وتمتعوا بحرية الحركة فى بغداد
وزاروا بعض الأماكن السياحية والآثارية لنثبت رسالة المهرجان. بغداد أمنة وتشع حبا وسلاما لاستقبال هذه النخب الفنية، وشاهدنا جميعا أقبال وتلهف الشعب العراقي لحضور جميع العروض المسرحية وتنقلهم بين المسارح المختلفة..
أكد موسى على أنهم سيعملون من الآن على تجهيز وإعداد الدورة القادمة لتخرج كما يطمحوا للمسرح العراقي وللنخب الفنية العراقية والشعب العراقي بالإضافة لتأسيس وتجهيز بعض المهرجانات المحلية لتفعيل دور الشباب والموهوبين للتعبير عن أنفسهم..
وأضاف موسى انه يشعر بالرضا عن أداء هذا المهرجان ولكن الأحلام والطموحات لتقديم مهرجان بغداد كانت تحتاج لوقت أكثر وإمكانيات اكتر لكن ما يجعله يشعر بالرضا هو آراء الضيوف والمشاركين بالمهرجان وردة فعل الإعلام العربي لتغطية المهرجان وهذا ما يدفعهم لان يستمروا و ليقدموا أكثر للمشتركين وللشعب العراقي ..
وخاصة أن المهرجان يتطور ويزداد هذه الدورة عن الدورة السابقة حيث كان عدد الدول المشاركة فى الدورة السابقة 9 دول أما عن هذه الدورة فهم 15 دولة عربية وأجنبية مما أعطاهم القدرة على انتقاء العروض بشكل افضل
أشار موسى انهم حافظوا على هوية المهرجان من حيث هوية البلد الثقافية والمعرفية والفنية التي تمتد إلى 7000 سنه حضارة
ومن جانب أخر تأخذ الهوية عناوين ذات صله كبيره بالمسرح والمجتمع من خلال الألوان والأشكال التي لها أثر، بوستر المهرجان من تصميم الفنان التشكيلي الراحل بلاسم محمد والذي يتكون من ظلاليين على المسرح دلالة عن أن الارواح حيت تتمازج وتتناغم تصنع فضاءات جديدة ،جسدين الباحثين عن الحرية هذا التحول على مستوى الخطوط والأشكال يعطى المسرح هوية بصرية من خلال مخيلة المصمم بين الخط والكتلة والشكل واللون.
أما النحات العراقي الكبير طلال المصمم الذي استطاع ربط الحاضر بالماضي والتراث بالمعاصرة من خلال تصميم درع المهرجان ما بين نهرين دجلة والفرات وتشكل الهيكل الأخير من الرأس تعبيرا عن القوة والعزيمة يمسك بيده رسالة المحبة والجمال والثقافة وفي اسفل الدرع مكتوب باللغة المسمارية ( بغداد مدينة السلام )
و عن الشعار ( لان المسرح يُضيء الحياة ) أن الهدف من المسرح نشر ثقافة التسامح والمحبة والجمال لتضئ مسارح العراق بشغف صناع الحياة فالمسرح رسالة إنسانية وفنية لبناء الذات والمجتمع
تم اختيار هذا الشعار من قبل اللجنة العليا للمهرجان عام 2013 إذا كان السيد نوفل ابو رغيف مدير عاما للدائرة .
ذكر موسى انه عند توليه منصب مدير دائرة السينما والمسرح انصدم بعدم وجود مقر خاص بدائرة السينما والمسرح حيث كان العمل من خلال المسرح الوطني الذي استهلك واستخدم كمبني حتى دمرنا معمارية المسرح الوطنى و كنا نمارس القسوة على معمارية المسرح .. فكان الهدف الأول أن نعيد دائرة السينما والمسرح ولكن للأسف المكان عبارة عن تسع طوابق خاربة تماما
وكنا لا نمتلك أي سيولة مالية ولكننا اعلنا أننا سنعيد مسرح الرشيد لدائرة السينما والمسرح فجئنا الدعم من جميع الجهات العراقية من المصارف والوزارات وبهمة الشباب العاملين فى هذه الدائرة استطعنا أن نبني ستة طوابق بدون أى دعم مالي حكومي، أسسنا ما أسميناه الدعم الوطني لكى يتمكن اي شخص من دعمنا، وقررا أن يكون الدعم عيني للأشياء التي نحتاجها لتدمير الدائرة وبنيها مبنى من 6 طوابق
اكتشفنا خبرات كثيرة فى الدائرة مثل مهندسين الديكور والفائزين وغيرهم استعنا بهذه الخبرات لتحقيق الحلم وأصبحت دائرة السينما والمسرح تشع حياة ..