أنا راض عن جودة العروض في ظل الظروف المتاحة والدورة القادمة ستكون أفضل

أنا راض عن جودة العروض في ظل الظروف المتاحة والدورة القادمة ستكون أفضل

العدد 789 صدر بتاريخ 10أكتوبر2022

الممثل والمخرج المسرحى السكندرى د. جمال ياقوت مؤسس ورئيس مهرجان مسرح بلا إنتاج الدولي سابقًا، حاصل على بكالوريوس التجارة قسم محاسبة جامعة الإسكندرية، وليسانس الآداب قسم مسرح، وقد ُعين مُعيدًا بها ثم أصبح أستاذا للتمثيل والإخراج، وهو يُدرس أيضًا فى معهد الفنون المسرحية بالإسكندرية. مثّل فى العديد من المسرحيات منها: شهرزاد والغضب وباب الشعرية وحرية المدينة ويهودى مالطا وميس جوليا، كما أخرج العديد من العروض المسرحية منها بنطلون روميو والدنيا رواية هزلية وتاجر البندقية ودكتور زعتر ورحلة السيد كوكو والقرد كثيف الشعر ومهاجر بريسبان. هو واحد من المهمومين بالمسرح والطفل، لذلك أسس مدرسة «كريشين» للفنون بالإسكندرية لإيمانه بدور التمثيل فى بناء الشخصية وتعديل السلوك. حصد العديد من الجوائز، كان آخرها جائزة الدولة للتفوق في مجال الفنون، وهو رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورتيه الأخيرتين. حول رئاسته للمهرجان وأسئلة أخرى أجرينا معه هذا الحوار.
-حدثنا عن معيار اختيار الندوات طبقًا للمحور الفكري الخاص بالمهرجان؟
لقد انتهجت طريقة في الندوات، الهدف منها تحقيق العدالة، أنا لا اختار أحد، لا يوجد أي شخص تم اختياره من خلالي أو من اللجنة العليا، لقد طرحنا المحور الفكري، وطلبنا مِن مَن يرغبون في المشاركة كتابة بحث وإرساله لنا، وأنا لا أدّعي أني على علم بكل من لديهم أبحاث، ومن هنا نضطر أن نعتمد على من حولنا ونكرر بعض الأشخاص، لأنه ليس أمامنا خيار آخر، ليست لدينا أي مشكلة في أن يتواجد من اعتدنا على وجودهم، ولكن بآلية مُرتّبة ومنظمة، بإرسالهم لبحوثهم واللجنة العلمية برئاسة د. أبو الحسن سلام وعضوية د. هدى وصفي ود. أحمد مجاهد ود. طارق عبد المنعم ود. أحمد عامر، وهم قامات كبيرة ولديهم خبرة واسعة في الأبحاث، هم من يختارون، وبالتالي، عندما يصل للجنة العلمية ما يقرب من 65 بحثا، وتختار منهم عشرة أبحاث للمشاركة، أعتقد أن هذه طريقة محترمة جدًا ومنظمة تؤدي إلى رفع مستوى جودة الأبحاث، لأن البحث غير المناسب يتم رفضه، هذا بخلاف أن أطلب من شخص معين أن يكتب لي بحثا، هنا سأكون مضطرا لقبوله أيا أن كانت جودته، وليس كل المتميزين يكتبون أبحاثا جيدة طوال الوقت، والحقيقة أن هناك بعض الأسماء المعروفة قدموا أبحاثا بالفعل وتم رفضها لأسباب مختلفة، وهذه طريقة تحقق العدالة، هذا فيما يتعلق بالندوات، وقد كان المحور الفكري لدينا هو “التجريب المسرحي والتطور التكنولوجي” به أربعة محاور، عن التأليف والسينوغرافيا والقيم الإنتاجية، والحقيقة أنني فخور جدًا بما حدث في هذه الدورة فيما  يتعلق بالمحاور الفكرية، لأننا قمنا بتكثيف البرنامج في يومين على أربع جلسات، واستكملنا باقي المحاور في مشاريع أخرى، ومنها مشاريع نشر الرسائل ومسابقة كتابة النصوص والترجمة، لقد قمنا بتقسيم المحاور الفكرية لثلاث أجزاء، الجزء الأول ما قد تم ذكره، واستغرق يومين، ثم الجزء الثاني الخاص بالرسائل العلمية واستغرق يوما واحدا، والحقيقة أني أرى أن هذا المشروع من أفضل المشروعات التي أطلقها المهرجان في دورته هذا العام، لأن الرسائل العلمية مجموعة من الكنوز المهملة على أرفف الكليات والمعاهد. الفكرة جاءت من سؤال: لماذا لا يتم نشر هذه الرسائل ليستفيد منها المجتمع الأكاديمي كله؟ وبالفعل قمنا بعمل مسابقة لم نختار بشكل عشوائي، لا أدّعي أني على علم بكل الرسائل المتعلقة بمجال التجريب والتطور التكنولوجي، وبالفعل قمنا بطرح مسابقة تقدم لها ما يقرب من 35 متسابقا، وتم اختيار سبع رسائل فقط، تم نشر كل منها في كتاب، ومن الجيد أننا أخذنا موافقة الباحثين على النشر الإلكتروني، فالباحث يأخذ مكافأة على النشر إلى جانب أن يتم نشر بحثه في كتاب بطباعة جيدة له رقم إيداع وترقيم دولي، (كتاب حقيقي) إلى جانب عمل 1000 اسطوانة، يتم توزيعها إلكترونيًا على كل من يرغب في ذلك، وبإمكاننا طبع المزيد منها، لأن الطبع الورقي مكلف جدًا، إلى جانب أن هذه الاسطوانات متاحة PDF وقد تم وضعها على موقعنا ومن يرغب يتم إرسالها إليه، أما الجزء الثالث من الندوات فكان عن الكتب المترجمة، وكانت د. أسماء يحيى الطاهر هي المسؤولة عنها، وقمنا بإقامة ندوتين لـ9 كتب مترجمة، وبعمل يوم لمسابقة النصوص التجريبية القصيرة، وتم طباعتها في أربعة كتب، ثلاثة منها لمسابقة النصوص وواحد لمسابقة العروض، يحتوون على 86 نصا مسرحيا، 70 في مسابقة النصوص و16 في مسابقة العروض. مسابقة الكتابة المسرحية للنصوص التجريبية القصيرة تقدم لها 222 متسابقا، فاز منهم ثلاثة، بالمراكز الثلاثة الأولى، على عبد النبي من العراق وإبراهيم الحسيني من مصر ود. عزة حمود القصابي من سلطنة عمان، وآخر ما تم في المحاور الفكرية كان هو اجتماع شبكة المهرجانات العربية، الذي حضره ما يقرب من عشرين رئيسا ومديرا لمهرجان بهدف تبادل العروض والخبرات التدريبية.

ما معايير اختيار المكرمين في المهرجان التجريبي ؟
التكريم يجب أن يكون له علاقة بفلسفة المهرجان ويكون المكرم  لديه إنجازات واضحة وتاريخ طويل من العمل في هذا المجال، فإذا بدأنا بدومنيك شامبين، فهذا الرجل مزج بين فنون السيرك وفنون الدراما، وقد تحمل مبلغا كبيرا، حتى يتواجد في مصر، وهو مسرحي مهم، والجميل أنه رفض الحضور للتكريم فقط، وقدم ورشة كانت من أفضل الورش التي قُدّمت في المهرجان، وعندما أرسل لنا سيرته الذاتية كانت عبارته عن 1400 كلمة تقريبًا باللغة الفرنسية، من شدة إعجابي بها قمت بطباعتها في كتاب باللغة الإنجليزية والعربية والفرنسية، وكلمة «شامبين» في الافتتاح، كانت كلمة هامة جدًا يمكننا استخدامها للتسويق للدعاية لمصر سياحيًّا، خاصة أنه ظل مقيما في مصر أسبوعًا بعد نهاية المهرجان، زار الأقصر والغردقة وغيرهما من المدن، هذا المُكرّم، سيعود إلى «كندا» مُحمّلا بأشياء مصرية ورؤية جيدة عن مصر، سوف ينقلها لبلده، وأعتقد أن هذا دور مهم يجب أن تقوم به المهرجانات المصرية، هذا فيما يتعلق بالمكرم الأول، أما المخرج أنور الشعافي فهو أستاذ التجريب في الوطن العربي، لديه عرض «أو لا تكون» عن هاملت، هذا العرض كل الممثلين فيه مُعلقين بحبال طوال العرض، أنه مُجرّب من الطراز الأول، وله أعمال كثيرة، أما الكاتب السعودي فهد رده الحارثي، فهو من الكُتّاب الكبار الراسخين الذين لهم تاريخ طويل في الكتابة المسرحية، ونصوصه المسرحية تحتمل أعمال تجريب جديد جدًا عليها، ومن مصر المخرج والفنان انتصار عبد الفتاح، وهو غني عن التعريف له تاريخه الطويل في التجريبي، والجوائز والمشاركات، وأستاذنا الراحل د. كمال عيد، اسمه كاف للتكريم. 

-حدثنا عن ورش المهرجان هذا العام ومعايير اختياركم لها؟
الغالبية العظمي من المهرجانات تقدم ورش في التمثيل كثيرة، لأن الإقبال عليها كبير، ومطلوبة بشدة، في هذا العام المحور كان «التجريب والتطور التكنولوجي»، فكان لابد أن يكون لدينا ورش لها علاقة بمحور المهرجان، والفنان خالد جلال رئيس لجنة الورش، قام بمجهود كبير جدًا، في وضع برنامج الورش، فورشة م. حازم شبل هي في صلب التكنولوجيا، فيما يتعلق بالإضاءة وكذلك ورشة «ديفيد» من بولندا، هي في أساس العناصر البصرية والفيديو والسينوغرافيا، بالإضافة إلى أن من أهم الورش التي قُدّمت هي ورشة خيال الظل، واستخدام الأقنعة في المسرح اليوناني، إنها ورش غير تقليدية، وقد اكتشفت في هذه الورشة أننا نقوم بعمل عرائس خيال الظل بطريقة عقيمة جدًا ومكلفة وغير دقيقة، لقد قدموا ورشة لتصنيع وتحريك عروسة خيال الظل، بطريقة بسيطة جدًا وخامات غير مكلفة ومتوفرة بسهولة. تنوع الورش كان مقصودا ومُعدا له وكل الشكر للفنان خالد جلال، فقد كان لدينا عشر ورش فنية، إلى جانب ورشة تصوير العروض المسرحية في الإسكندرية، والفرق بين تصوير العروض المسرحية والتصوير المتعارف عليه لـ د. علاء الباشا.

-دائمًا ما يكون هناك جدل حول لجان التحكيم.. فما هي معايير اختيار المهرجان  لأعضاء لجان تحكيم مسابقاته ؟
أعتقد أن لجنة التحكيم هذا العام لن يكون عليها أي جدل، وذلك لأسباب، أولها أن لدينا عضو مصري واحد هو رئيس اللجنة الفنان خالد جلال، وجميعنا نعلم علاقته بالتجريب والمهرجان التجريبي، ومتوافر فيه كل صفات رئيس اللجنة، شخصية قوية فنان كبير وله اسمه، يتحدث العديد من اللغات بطلاقة، ولا خلاف عليه، وللعلم لم يكن هو المرشح الأول لرئاسة لجنة التحكيم، وكان يبحث معنا عن من يترأسها، وبالفعل تحدث مع أكثر من نجم ونجمة من نجوم الصف الأول، ولكن للأسف اعتذروا جميعًا، والوقت كان شديد الضيق، فكان لابد من تولي شخص جدير بذلك فلم نجد أفضل منه، وقد شرفنا بحسن إدارته ورئاسته للجنة، باقي أعضاء اللجنة من إيطاليا والسويد وبولندا وانجلترا والكويت والأردن، اثنين من الدول العربية وثلاثة من الدول الأجنبية في تخصصات مختلفة وبلاد مختلفة ،هل هناك أفضل من ذلك للجنة التحكيم؟.
أما فيما يتعلق بلجان المشاهدة فيجب أن يكون الناس على علم بأن هناك بعض الأشياء يقوم بها رئيس المهرجان وأشياء أخرى تقوم بها اللجنة العليا، اللائحة هي ما تنص على ذلك، فاختيار لجنة التحكيم والمشاهدة من مهام اللجنة العليا، أُشارك بالرأي فقط، ولكن هذه مسؤولية اللجنة العليا، واختيار لجان المشاهدة كل عام تكون من أصعب القرارات، وهذا العام وقع الاختيار على 12 شخصا، نحن نجتهد لاختيار الأفضل، وقد كان بها أسماء مهمة ومنها، عصام السيد وناصر عبد المنعم وغيرهما من القامات الفنية الكبيرة مع حفظ الألقاب، وكان بها أشخاص من تخصصات مختلفة منهم مناضل عنتر وعمر المعتز بالله وغيرهما، التنوع في اختيار لجان المشاهدة والتحكيم هو أساس الاختيار، من نقاد ومصممي دراما حركية ومهندسي ديكور وغير ذلك من التخصصات المختلفة. أما مسابقة نادي المسرح التجريبي فكانت برئاسة الفنان أحمد طه ولديه باع طويل جدًا في الأقاليم، ونفس الأمر ينطبق على سعيد حجاج وشادي الدالي وعمرو الأشرف، وهؤلاء كان الأمر مرهق عليهم بشدة، حيث ضرورة التجوال في المحافظات من أجل المشاهدة والمناقشة ثم التحكيم في النهاية، وأخيرًا مسابقة العروض القصيرة التي كانت برئاسة الفنان محسن منصور والعضوية للفنانة أسماء يحيى الطاهر والفنان حازم شبل، وهو تنوع رائع ما بين التمثيل والنقد والدراسة الأكاديمية ومهندس ديكور. نحن نجتهد لتحقيق أكبر قدر من الموضوعية وتحقيق المعايير في الخبرة وتنوع التخصصات.

-»مسرحنا» أجرت حوارًا معك عقب الدورة الأولى لك العام الماضي، وأخبرتنا أنه كان هناك هجوم وتشكيك في «نادي المسرح التجريبي».. هل مازال التشكيك والهجوم قائمين؟ 
العام الماضي كان عدد المشككين قليل، هذا العام زاد عددهم، وليس لدي أي مانع إن كان الهجوم موضوعيا، ولكن فكرة الهجوم للهجوم فهي شيء غير منطقي، دعونا نسأل من هم ضد التجربة، هذا المشروع قائم على اعتبار أشياء محددة، الهدف من المشروع  وهو حث شباب المسرحيين في كل المصرية أن يقدموا أفعالا تجريبية، في العام الأول تقدم 25 مشروعا، أخذنا منها ما يقرب من 9 مشاريع فقط، من أسيوط والمنيا وبورسعيد ودمياط وكفر شكر ووادي النطرون والجيزة، هناك 9 أماكن تم تسليط الضوء عليهم، هذا العام تقدم 188 مشروعا، انتجنا منهم 14 عرضا، في ما يقرب من 12 محافظة. من قام بالتشكيك كان تساؤله: ما الفرق بين نادي المسرح (السادة) أو ما اعتادنا عليه، ونادي المسرح التجريبي؟ هناك تعليقات كثيرة وانتقادات أكثر على هذه التجربة، وأوافق جدًا أن نتناقش بشكل محترم ولدي إجابة على ذلك، وإن لم تقتنع نستطيع أن نقوم بحسابها أرقاما وأسامي، يجب أن نسأل أنفسنا سؤالا مهما جدًا: ما المكاسب من هذا المشروع؟ ا المكاسب هي أن هناك 188 إنسانا فكروا خارج الصندوق، أفكارا تجريبية، المكاسب أيضًا أننا أنتجنا عروضا بـ15000 جنيها للعرض الواحد في 12 محافظة، هل التجربة الأصلية تأثرت؟ الإجابة لا، مسابقة نوادي المسرح  قائمة ولم تتأثر، فمن مكاسب نادي المسرح التجريبي، أننا ساهمنا في زيادة الإنتاج، من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهي المسؤولة عن تجربة نوادي المسرح، وشريكة بالفعل معنا في تجربة نادي المسرح التجريبي، لم نستولى على التجربة، فالهيئة متواجدة معنا ومستمرة في مشروعها الأصلي. حاولنا أن نجعل الشباب يقدمون فنًّا هادفًا بدلًا من أن نتركهم للإرهاب والمخدرات والأفكار المتطرفة، أصبحوا يمارسون فنًّا محترمًا في ظل هيئة حكومية محترمة ومهرجان له اسمه. ونفس المنطق بالنسبة للعروض التجريبية القصيرة، فكرة هذه العروض بدأت عندما كنت أقوم بتدريس مادة أسس الإخراج في معهد الفنون المسرحية بالإسكندرية، وأقوم بتدريسها في العديد من الجهات الأخرى الخاصة والحكومية، وفي مرة قمنا بعمل نصوص العشر دقائق، أنا لا أقدم للطالب معلومات فقط، الطالب يجب أن يخرج مسرحية كاملة ويعيش التجربة كاملة، وبالفعل قمنا بعمل أكثر من 300 نص، كنت قد حصلت عليها من إنجلترا، ولم تكن تلك النصوص متوفرة في مصر إلا من خلالي، أنا أول من أدخلت ذلك لمصر وتم ترجمتها، من ما يقرب من 8 سنوات، ود. سامي عبد الحليم أدام الله عمره، قال جملة لن أنساها «أنت أول من درّس مادة أسس إخراج في معهد فنون مسرحية بهذه المنهجية، ومن فضلك سوف أقوم باستعمال هذه النصوص، والسير على منهجيتك»، وهذه شهادة كبيرة جدًا من أستاذ وفنان عظيم، وبعدها قمنا بالعمل على نصوص الميكروتياترو الخاصة بإسبانيا، مدتها ربع ساعة تقريبًا، العام الماضي قررت أن يخرج الطالب ما يكتبه،  ووعدتهم أن من يتميز منهم سوف أعرض أعماله، وبالفعل قمنا بعمل مهرجان المخرج المؤلف، بحضور الجمهور والطلبة، كان عندهم نشاط كبير، وقلت لهم أن العروض المتميزة منكم سوف تذهب مباشرة لمحور العروض القصيرة في المهرجان التجريبي، واتفقت مع الفنان عادل حسان أن نقدم في قاعتي مسرح الطليعة، 8 عروض في اليوم، تتراوح مدة  العرض ما بين ربع ونصف ساعة، وكل الشكر لـ»رجال مسرح الطليعة» بقيادة الفنان والإنسان عادل حسان، الذين قاموا بعمل منظومة محترمة جدًا ومشرفة، وكان المسؤول عن هذا المحور هو نور الصرفي ود. أسماء يحيى الطاهر وحضر عبد الرحمن هريدي طالبا من إسكندرية، وكان قد قدم هذه التجربة بالفعل في المعهد، وكان معهم في التشكيل، وكانت تجربة متميزة، والطلبة عائدون من المهرجان في قمة سعادتهم. طوال فترة مسؤوليتي عن المهرجان، سوف أفتح باب نادي المسرح التجريبي والعروض القصيرة على مصراعيهما، ومن يعترض يطرح علينا بدائل لهذه المشروعات، أنا أستاذ في الإنتاج وتخطيط المشروعات الإنتاجية فمن يرغب في المشاركة مرحب به، ومن يعترض يطرح علينا بدائل أو يناقشنا ويقنعنا باعتراضه.

-ما أكثر ما ميز عروض الدورة الاخيرة؟ وهل أنت راض عن مستوى كل العروض؟ 
الناس «تفتي» بدون أن تكون على علم بالتفاصيل، لجنة المشاهدة اختارت سبعة عروض، جميعهم اعتذروا، وهذه كارثة في حد ذاتها، بداية المشكلة أننا كنا في شهر ديسمبر، والمهرجان عاد إلى سبتمبر، وهذا معناه أني للمرة الثانية ليس لدي سنة كاملة، أول سنة كان أمامي أربع شهور، وهذه الدورة كان لدي قبلها سبعة أشهر فقط، ولكننا استطعنا تدارك ذلك من خلال  اختيار العروض المباشرة من إيطاليا والنمسا وتونس، وبعدها استكملنا باقي العروض، لقد كافحنا كفاحًا شديدًا  لتقديم أفضل عروض ممكنة، السؤال هنا: هل كل العروض ممتازة؟ الإجابة لا،  ولا يوجد مهرجان يستطيع أن يحقق ذلك، ولكن الحمد الله الغالبية العظمى من العروض كانت جيدة، الناس يجب أن تدرك الظروف التي يعمل فيها المهرجان، الفرق الجيدة تحتاج إلى أجور ضخمة نحن لا نملكها. أنا راضي عن جودة العروض في ظل الظروف المتاحة، الدورة القادمة إن شاء الله الظروف ستكون أفضل، لأن هناك فترة زمنية أكبر، عام كامل، وإن شاء الله القادم أفضل.

-هل تواجه مشكلة تخص ميزانية المهرجان؟ وما السبب في قلة تواجد الرعاة في المهرجانات المسرحية؟
ليس لدي أزمة في ميزانية المهرجان، وأعمل بالمتاح، والدولة مشكورة على كل ما تقدمه لنا من دعم، الأهم أن يستمر المهرجان، نحن نعمل بما هو متاح، حتى لا يترتب على ذلك مشاكل قد تجعل المهرجان يتوقف، أما فكرة الرعاة، فلا يوجد مهرجان مسرح في العالم يستطيع أن يحصل على رعاة كبار كرعاة المهرجانات السينمائية، إلا في المجتمعات ذات الوعي المسرحي، أما في المجتمعات العربية، فللأسف المسرح بلا رعاة، والرعاة يتواجدون ليستفيدوا، لذلك يأتون في مهرجانات بها نجوم الصف الأول، وهذا لا يتوافر للأسف في المسرح، إنما في السينما، وفي المهرجان التجريبي لا يوجد نجوم وبالتالي لا يوجد رعاة، حتى الإعلام لا يسلط الضوء على المهرجان بالشكل الكافي، إلا من هم مهتمين بالثقافة، أما القنوات ذات الرواج الكبير، فلا يهتموا. أنا لست ساحرًا، ولكني استطيع أن استغل الميزانية المتاحة على قدر المستطاع، وهذا ما حدث بالفعل. عندما استطعت أن أجعل الهيئة العربية للمسرح راعية للمهرجان ودفعت مبلغا محترما مقابل وضع اللوجو الخاص بها فقط على البنرات، قيل أننا قمنا ببيع المهرجان، من يقولوا أكاذيب يجب أن يتحروا الدقة أولًا حتى لا يروجوا إشاعات غير صحيحة، وفكرة التوثيق وبيع ذاكرة  المهرجان للإمارات غير صحيحة تمامًا، لأنه منذ أن توليت رئاسة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وضعت في اللائحة بندا هاما جدًا، وهو ان  «الجهة الوحيدة المسؤولة عن توثيق مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي هي وزارة الثقافة المصرية ممثلة في المركز القومي للمسرح»، وليس من حق أي شخص أن يقوم بتوثيق أي شيء له علاقة بالمهرجان إلا هذه الجهة فقط، كل ما يقال أكاذيب، والحقيقة  أن الهيئة العربية للمسرح قامت بدفع أجور الندوات والمحكمين ومؤلفي الكتب وجزءا ضخما منهم عربا وأجانب وليسوا مصريين، لجنة التحكيم بها مصري واحد مقابل ستة أجانب، وكذلك الرسائل العلمية والكتب، كم مصري وكم عربي وأجنبي؟، وهنا يجب أن نطرح سؤالا مهما: ما المقابل الذي حصلت عليه الهيئة العربية للمسرح مقابل ما قدمته من رعاية؟ الحقيقة كل ما حصلت عليه هو  وضع اللوجو الخاص بها على بوستر المهرجان فقط، وحتى لم يتم وضعه على المطبوعات ولا داخل الفيلم الخاص بالمهرجان، وقد تم وضع اللوجو على البوستر فقط بجانب العديد من اللوجوهات، لماذا لم يقال ذلك على باقي الرعاة؟، العام الماضي لم أحصل على أي دعم من أي جهة لأن الميزانية كانت كافية، لماذا لم يتحدث أحد بالإيجاب؟!، أنا قادر على أخذ إجراء قانوني ضد هؤلاء، عن كل هذه الادعاءات الكاذبة التي تقال على المهرجان وعلى شخصي لأنني رئيس المهرجان، فرجاءً لمن يهاجم، أن يتبع أسلوبا راقيا وحضاريا ويناقشنا ويقدم لنا مشروعًا حقيقيًّا، بالتأكيد سيتم تنفيذه إذا كان في صالح المهرجان، ويكون المهرجان قادرا على تنفيذه في ظل آلياته الحالية.

-هل تم اختيار المحور الفكري الجديد للدورة الـ30 من المهرجان؟
بالفعل تم الاتفاق على أن يكون المحور الفكري للدورة القادمة هو التجريب على الكلاسيكيات، وهذا موضوع في غاية الأهمية، وبه مساحة للتجريب عظيمة، وهذا قرار أخذته اللجنة العليا وسيتم نشره بالفعل.


إيناس العيسوي