المخرج هشام السنباطى: الجودة معيارنا والبقاء للأصلح

المخرج هشام السنباطى: الجودة معيارنا والبقاء للأصلح

العدد 752 صدر بتاريخ 24يناير2022

مهرجان آفاق مسرحية أطلق عليه “مهرجان المهرجانات “ وذلك لأنه أول مهرجان مسرحي يضم عدة مسابقات فى أنواع مختلفة من العروض المسرحية، واستطاع مؤسسه المخرج هشام السنباطى أن يضعه في موقع متميز على خارطة المهرجانات المسرحية، فمنذ تأسيسه وهو يعتمد على منهج واستراتيجية محددة وهى أن يقدم المخرجين الشباب و إبداعاتهم و يجعلهم يطورن من أنفسهم بتوجيهات كبار المسرحيين الذين يشاركون فى لجان التحكيم والمشاهدة وقد استطاع المهرجان على مدار 7 دورات إثبات انه متفرد في مسابقاته وفعالياته.. أجرينا هذا الحوار مع مؤسس مهرجان آفاق مسرحية والأمين العام المخرج هشام السنباطى عن الدورة السابعة التي أهديت للفنانة الراحلة رجاء الجدوى، و الرئيس الشرفي لها الفنانة القديرة سمير عبد العزيز.
تحمل الدورة السابعة الصفة الدولية فما أبرز التحديات والمعوقات التي واجهتكم في تنظيمها ؟
الصعوبات لا تتغير فمنذ بداية إقامة مهرجان آفاق يعلم كل من شاركوا فيه أننا نتعامل بشكل احترافي فى عملنا ولوائحنا، وعندما بدأنا المرحلة الدولية لم يكن الأمر به صعوبة كبيرة بالنسبة لنا كإدارة مهرجان ولكن زادت بعض المهام الأخرى، مثل استقبال الوفود وإقامتهم، والصعوبات بشكل  عام واجهت كل المهرجانات وليس مهرجان آفاق مسرحية فقط وتتمثل في جائحة كورونا والفحوصات التي يقوم بها المشاركون والضيوف قبل السفر كما أن هناك بعض المطارات أغلقت مثل مطار المغرب مما تسبب في اعتذار إحدى عضوات لجنة التحكيم وهى الأستاذة بديعة وكذلك أحد المكرمين  وهو الفنان محمد زيات وكل الدول التي أعلنا عن مشاركتها حضرت المهرجان سواء كأعضاء لجان تحكيم أو فرق أو على مستوى التكريم.
- بما أن هذه الدورة دولية.. ما المعايير التي استندت إليها لجان المشاهدة فى اختيار العروض ؟
الجودة هى المعيار الرئيسي والبقاء للأصلح، وخاصة أن مهرجان آفاق مسرحية يشمل عدة مراحل وكل مرحلة يتم تصفية العروض وانتقاء أفضلها، إذن الاستمرارية للأفضل ولمن يطور من نفسه، على سبيل المثال كان يشارك معنا في هذه الدورة عرض بعنوان “راغم “ إخراج يحيى البحيرى وحصل بطل العرض على جائزة أفضل ممثل، هذا العرض فاز في المرحلة الأولى بمركز ثاني مكرر و كان هناك أول مكرر، و صعد للنهائيات مع العرض الحاصل على الأول مكرر ثم وصل للمرحلة النهائية، وهذا يعنى أن فريق العمل طور من نفسه ؛ لينافس في المرحلة النهائية، وهذا هو الهدف من المراحل، نحاول من خلالها أن يتعرف الشباب على أخطائهم ويتناقشون مع لجان التحكيم التي تقوم بتوجيههم حتى يطوروا عروضهم والوصول لأفضل شكل متميز، فمهرجان آفاق يحمل رسالة وهدف وهى أن يطور الشباب من أنفسهم.
- ما أهم ما يميز عروض الهواة في الدول العربية خلال هذه الدورة ؟
أود أن أشير إلى نقطة هامة في مصطلح “الهواة “ الذي يخص مجموعة من العروض، فعلى سبيل المثال عرض “راغم “ قدم 5 ليالي على مسرح آفاق بتذاكر قبل أن يعرض في المهرجان، وعرض “19 شارع إسكندرية “ قدم  17 ليلة عرض، وكذلك “الفار الطباخ “ قدم ما يقرب من 7 أو 8 ليالى بمسرح الهوسابير بتذاكر، إذن أين الهواة ؟ فرق  الهواة هى التى تقدم عروضا بدون تذاكر لا تخضع لمعايير القطاع الخاص ونستطيع أن نطلق عليها عروض قطاع خاص أو عروض مستقلة، كما أن العروض التي تشارك في مهرجان آفاق هى عروض هواة ومستقلين وليس هواة فقط وفى بعض الأحيان نجد بعض عروض الهواة التي تشارك معنا للمرة الأولى تنافس عروضا مستقلة وتتفوق عليها،  الشيء الثانى هو أن ثقافة المواطن العربي متقاربة ولن نجد اختلافا جوهريا في العروض، يمكن الاختلاف فى الأدوات والتكنيك، ولكن القضايا فى جميع الشعوب العربية تتشابه، وقد كانت العروض فى هذه الدورة على مستوى عالي من الكفاءة ومنها عروض حصلت على جوائز، كذلك هناك عروض حتى وإن لم تحصل على جوائز ولكنها على قدر كبير من التميز.
- إذا قسمنا سنوات عمر المهرجان إلى ثلاثة مراحل فماذا تسمي كل مرحلة ؟
بدأنا عام 2011،2012  وهى المرحلة الأولى حتى تكونت مؤسسة فى عشق مصر عام 2017 ونطلق على هذه المرحلة “مرحلة التأسيس” فقد كنا في هذه الفترة نعانى من قلة دور العرض وتقلب الأجواء السياسية بشكل عام وقلة الدعم وبالمثابرة والإصرار استطعنا أن نعبر هذه المرحلة إلى المراحل الأخرى، المرحلة الثانية التي بدأت عام 2017 عندما قمنا بتأسيس إستديو خاص بنا كإدارة مهرجان والمسرح الخاص بنا وفرقنا، وقمنا بتكوين مؤسسة بشكل رسمي مشهرة فى وزارة التضامن، والمرحلة الثالثة هي التي بدأت بالدورة السابعة وهى المرحلة الدولية.
هناك بعض الانتقادات التى وجهت للمهرجان وهى تكرار أسماء بعينها في لجنة التحكيم فما ردك ؟
لجنة التحكيم تضم قامات مثل الفنانة حنان شوقي والمخرج عبد الغنى ذكى والأستاذ الدكتور محمد عبد العزيز وهم قامات مسرحية وفنية يتشرف بهم المشروع فلماذا أقوم بتغيرهم ومن يوجه هذه الانتقادات لم يكن مشاركا فى مشروعنا ولم يشعر بالتعب والمشقة التي تكبدتها بعض الأسماء الهامة فى عالم المسرح ومنها د. عبير منصور، د. أميرة كامل، والشاعر احمد زيدان والمؤلف سعيد حجاج اللذان تحمل كل منهما العديد من الصعوبات في الدورة التأسيسية للمهرجان، كنا نقوم بمشاهدة العروض في أقاليم مختلفة على نفقتنا الشخصية لعدم وجود دعم وجميع الأسماء في لجنة التحكيم بذلوا قصارى جهدهم في المشروع، لذلك أصبحوا شركاء فيه، والشراكة ليست شرطا أن تكون مادية، ممكن أن تكون بالفعل والمجهود وبالإدارة، ومن الصعب استبعاد هذه الأسماء، خاصة أنهم قمم في تخصصاتهم، والنقطة الثانية التي أود  أن أشير إليها أن هناك أسماء تشارك للمرة الأولى معنا فى هذه الدورة وهم د. احمد الدله، الكاتبة الصحفية بشرى عمور من المغرب، المخرج منير راضى من العراق وفى المراحل السابقة شارك معنا الفنان والناقد وليد الزرقانى، كذلك المؤرخ المسرحى دكتور سيد على إسماعيل و هى المرة الأولى له كمحكم بمهرجان آفاق مسرحية، ولسنا منغلقين على أسماء بعينها، فالمشروع يتسع لكل ذوى الخبرات الذين نستعين بهم فى المهرجان، فدائما نطعم لجنة التحكيم بمجموعة من المتخصصين فى جميع عناصر العمل المسرحى.
- لماذا 9 أعضاء فى لجنة التحكيم ؟
لدينا فى مهرجان 7 مسابقات وبها عناصر مختلفة لذلك كان من الضروري  وجود 9 أعضاء فى لجنة التحكيم على سبيل المثال الأداء الحركي كان يحتاج إلى محكم وهناك متخصص في هذه الدورة وهو دكتور احمد الدله، وهناك عناصر الإخراج والتمثيل والموسيقى والإضاءة وعند حساب السبعة مسابقات وجدنا بها 9 عناصر تحتاج إلى 9 أعضاء بلجنة التحكيم .
- كان لمهرجان آفاق السبق في تكريم مجموعة من النجوم ومنهم النجمة نيللى فماذا عن التكريم ؟
مصر بها عدد كبير من العظماء وحتى نكرم كل هؤلاء العظماء نحتاج لعدد كبير من المهرجانات والأمر لا يحسب بمن له السبق ولكن الأمر يتعلق بتكريم المبدعين وشكرهم على عطائهم فى رحلتهم الفنية وأود أن أشير إلى أنى لم أقم بتكريم النجمة نيللى بمهرجان آفاق في دورته الأولى فقط ولكن قمت بتكريمها في مهرجان القاهرة للفنون الذي أقيم بمسرح الهوسابير و حملت الدورة اسم الفنانة نيللى والدورة السابعة تم إهدائها إلى الفنانة رجاء الجداوى وكان من المفترض إهدائها إلى النجم الراحل فريد شوقي فى مئويته ولكن كان هناك مهرجان آخر يكرمه فأردنا أن لا يحدث تضارب، فتم إرجاء اسم فريد شوقي للدورة المقبلة .
- هناك إضافة جديدة فى هذه الدورة وهى إقامة ندوات للمكرمين إلى جانب حفلات توقيع الكتب لماذا أضيفت هذه الفعالية ؟
بفضل الله أصبح لدينا أكثر من قاعة ومكان متوفر لإقامة الندوات وحفلات توقيع الكتب وهو شىء يثرى المهرجان وسنحافظ على وجود هذه الفعاليات المصاحبة فى الدورات المقبلة فمنذ تأسيس مهرجان آفاق مسرحية ونحن نحاول الحفاظ على كل الفعاليات الجديدة.
- لماذا تشهد الفرق الحرة تراجعا في جودة عروضها؟
المنحنى الخاص بعروض المسرح بشكل عام فى هبوط وبمراجعة حصاد العام نستطيع أن نثبت ذلك بحساب عدد العروض المتميزة فى جميع القطاعات وهل حققت آثرا كبيرا مقارنه بالسنوات السابقة، والأمر ينطبق على السينما والأعمال الدرامية، فهناك انحدار فكرى على جميع المستويات على مستوى العالم، فقد تغيرت آليات العصر وهو ما أدى إلى انحدار أدوات التواصل الثقافي وعلينا أن نوقن أنها لغة العصر.
- لاحظنا فى الدورات الأولى للمهرجان كثافة إعلامية كبيرة وتضاءل الأمر بعد الدورة الرابعة فما الأسباب ؟
لم تتراجع الكثافة الإعلامية وعندما بدأنا عام 2011 بعد قيام الثورة اكتسبت خبرة كبيرة فى تصميم المواقع وعندما بدأنا تأسيس المهرجان قمت بعمل صفحات عديدة للمهرجان وعدد من “الجروبات” على فيس بوك ومن خلالها كنت أقوم بنشر كل ما يتعلق بالمهرجان بشكل دوري مكثف، وبدأت عدة مهرجانات في إتباع هذا النهج للدعاية والأعلام، ونتحدى الجميع بأننا أول من كان له السبق في إقامة صفحات للمهرجان على الفيس بوك، وعندما أثبت المهرجان جدارته واستطاع حجز موقعه فى خارطة المهرجانات بدأنا فى الالتفات إلى أشياء جديدة كما أننا أول مهرجان يقيم مسابقات فى مصر ثم اتبعت المهرجانات هذا النهج بعد ذلك.
- ما أهم مستجدات الدورة السابعة عن الدورات السابقة للمهرجان ؟
يتفرد مهرجان آفاق انه الأطول زمنيا علي مستوي مهرجانات العالم حيث تستمر فعالياته لأكثر لمدة 40 ليلة، حيث يضم ثلاث مراحل تنافسية، الأولى مرحلة المسابقات (محلية)، الثانية مرحلة الأوائل (محلية)، ثم مرحلة النهائيات (دولية) بحيث ينتج عن كل مرحلة أفضل العروض لتصعيدها للمرحلة الأعلى والأقوى علي مستوي التنافس، وهذا العام شارك معنا فرق من عدة محافظات ومنها الإسكندرية والمنيا وقد تأهلت فرقها للنهائيات وحصد عرض المنيا “لعنة الفراعنة” العديد من الجوائز، وكذلك استمرارية تقديم عدة مسابقات متنوعة في مختلف أشكال وفنون العرض المسرحي وهو الشيء الذي يتفرد به مهرجان آفاق مسرحية منذ 2011 حيث أنه المهرجان الأول علي مستوي الشرق الأوسط الذي يقدم مختلف فنون العرض المسرحي في تسابق واحد، وقدم هذا العام 7 مسابقات في “مسرح الطفل ؛ مسرح ذوي الاحتياجات الخاصة ؛ العروض الطويلة ؛ العروض القصيرة، المونودراما، الديودراما، المسرح الإيمائي والحركي، و من المستجدات أن 9 دول عربية شاركت مصر في فعاليات تلك الدورة مثل تونس وسلطنة عمان و ليبيا و الأردن، ومشاركة في صورة لجان تحكيم مثل العراق (المخرج منير راضي) ومن المغرب (الإعلامية والناقدة بشرى عمور)، وأيضا في صورة تكريمات للرموز المضيئة في سماء المسرح العربي من السعودية الكاتبة ملحة عبد الله، ومن السودان معالي السفير علي مهدى، ومن الأردن المخرج علي عليان ومن اليمن الدكتور علي الجنفدي، ومن تونس فوزي إبراهيم، و من المستجدات أيضا  إطلاق لقب ضيف شرف المهرجان وقد تم إهداءه لسلطنة عمان هذه الدورة، وخلال حفل الختام تم تسليم درع التكريم لمعالي سفير سلطنة عمان بمصر، وتم توقيع 4 اتفاقيات شراكة مع الأردن وتونس والعراق.
تشكلت لجنة تحكيم النهائيات من ا.د سيد على إسماعيل، الكاتب والناقد يسرى حسان، أ.د محمد عبد العزيز، المخرج المسرحى عبد الغنى ذكى، المخرج والكاتب منير راضى، الفنانة حنان شوقي، الصحفية والناقدة بشرى عمور ومصمم الديكور المهندس فادى فوكيه، د. احمد الدله


رنا رأفت