خمسون عاما من المسرح المجهول في طنطا (18) فرقة الجزايرلي في طنطا

خمسون عاما من المسرح المجهول في طنطا (18) فرقة الجزايرلي في طنطا

العدد 788 صدر بتاريخ 3أكتوبر2022

بدأ الظهور المتألق للفنان «فوزي الجزايرلي» عام 1917 عندما أصبحت الصحافة تذكر اسمه واسم فرقته، وتشير إلى فنها المُقدم في الأقاليم! ففي عام 1919 قالت جريدة «وادي النيل» إن جوق الجزايرلي يقدم عروضه المسرحية مع نجله الصغير على مسرح الكونكورديا بالإسكندرية. وفي عام 1920 وجدنا الفرقة تعرض مسرحياتها في كفر الزيات، وفي منيا القمح، وفي الزقازيق. وفي عام 1924 وجدنا الفرقة تعرض في الوجه القبلي، وتحديداً في سينما بالاس بالمنيا. أما في عام 1927 فكان حضورها إلى طنطا، ولكن للأسف جاءت أثناء وجود فرقة «الأوبريت المصري»، فحدثت غيرة ومنافسة، جعلت لكل فرقة ناقدها وجرائدها ومجلاتها التي تدافع عنها وتذم في الأخرى!! وقد قرأنا نماذج من ذلك سابقاً، لا سيما في كتابات الناقد «جبر» في مدحه أو ذمه لفرقة الأوبريت حسب الحاجة والحالة!! ولكن الوضع ربما كان مختلفاً مع فرقة الجزايرلي بعض الشيء!!
قدوم الفرقة
أعلنت جريدة «الممتاز» في نهاية أغسطس 1927 عن وصول فرقة «فؤاد الجزايرلي»، قائلة: شرف مدينة طنطا الأستاذ فؤاد أفندي الجزايرلي الممثل الشهير والأستاذ القدير بمصر. وقد اتخذ له بكازينو النزهة مسرحاً يمثل عليه كل ليلة رواية مضحكة جديدة. وإنّا سنوفد مندوبنا الخاص للاطلاع على رواياته والكتابة عنها والمقارنة بينها وبين منافستها (الأوبريت). ويسرنا أن يكون بطنطا أكثر من فرقة واحدة كي يتنافسا ويظهرا للفن حقه!!
أما الناقد الفني لجريدة «الحضارة المصرية» فكان الأسبق، حيث كتب مقالة عن تمثيل الفرقة في أواخر أغسطس 1927، تحت عناوين ثلاثة منفصل ومتصلة! الأول «التمثيل في طنطا»، والثاني «على مسرح الجزايرلي» والثالث «عصافير الجنة»!! مما يعني أنه سيتحدث عن عرض مسرحية «عصافير الجنة» التي تعرضها فرقة الجزايرلي في طنطا - علماً بأن هذه المسرحية سبق وأن مثلها أمين صدقي في مسرح سميراميس عام 1926 - وجاء في هذه المقالة الآتي: 
شيخ يدب في الحلقة الثامنة من العمر أَلِفَ الحياة الريفية وعاش في وسطها لا يعرف من النساء غير تلك المرأة القروية، التي تعيش عيشة السذاجة والبساطة. له من زوجته فتاة هيفاء أحبها شاب فنان مصور هام بها فأحبها وأحبته، وكان غرامهما غراماً طاهراً وحبهما حباً شريفاً. الفنان يريد أن يتزوج بتلك التي يحبها ويعبدها، وقد كاشف والدها برغبته، والوالد نقل هذه الرغبة إلى والدة الفتاة، التي صممت على إجراء التحريات اللازمة عن ذلك الفنان. جاء والد الفتاة إلى مصر فشاهد الغيد الحسان فلعبت برأسه نشوة الخلاعة وزين له الشيطان أن يسلك طريق التهتك والمجون ليعيش بجوار «عصافير الجنة» فينعم بالخصر النحيل، والطرف الكحيل ويمتع ناظريه بإحمرار الخدود ورمان النهود. تملكته هذه الرغبة فخرج من وقار الشيوخ إلى طيش الشباب. لا يدري ماذا يفعل، وهو القروي العبيط الذي لا يعرف السبيل إلى ذلك ففاتح خطيب ابنته بما يريده، وكانت دهشته وكانت حدته وكان دوراً لعبه «الفنان المصور» ومثله مع فتاة لعوب تعرف كيف تأسر القلوب وتلعب بالأفئدة، إذ اتفق معها على أن تمثل أمام صهره دور العاشقة التي تغار على عشيقها وتحبه وتهواه وكان دوراً لذيذاً، وفصلاً جميلاً تتخلله مفاجآت تبعث في النفوس عاطفة الفرح والسرور. أدرك في النهاية «فلتس بك» ذلك القروي العجوز أن عيشة الحقل وحياة الريف أشرف وأنبل من عيشة «الدواليب» والتخفي وراء الأسرة، والتعرض لمهاجمة الزوج ومطاردته. وافتضاح أمره بين أهله وذويه، وشفاه الله من المرض «الدواليبي» وعاد إلى «دميانة» غاضباً، ساخطاً على «الجنة وعصافيرها». الرواية تشير إلى غرض سام وغاية شريفة ويمكن إدراك مغزاها من ذلك الملخص الوجيز. وإنّا لنشكر للممثل القدير فوزي الجزايرلي هذه النهضة العالية فقد برهن على أنه عظيم في فنه، عظيم في مواقفه على خشبة المسرح حتى استحق إعجاب الجهور وثنائهم. ولا يفوتنا أن نذكر ما قام به فؤاد أفندي فقد مثل دور «الفتاة»، فرأينا تلك الرأس وقد ملأها الفن حتى أخرجت صاحبها عن دائرة الرزانة والسكون، مع رشقاته وخفته. أما الممثلة الأولى «سعاد حمدي» فقد مثلت دورها بمهارة فقامت بدور العشيقة المرغمة. وكم كانت جميلة في دلالها، جميلة في إظهار عواطفها الملتهبة، ولا عجب فهي ممثلة رشيقة جذابة وإني أتنبأ لها بمستقبل باهر في عالم التمثيل. وإنا لنرجو لفرقة الجزايرلي ما هي جديرة به من التشجيع والإقبال.
ومن الواضح أن فرقة الجزايرلي نالت إعجاب النقاد، حيث وجدت مقالة أخرى مادحة، منشورة في جريدة «المدفع» في أوائل سبتمبر 1927، عنوانها «على مسرح الجزايرلي»، جاء فيها: التمثيل فن من الفنون الجميلة ومظهر من مظاهر أخلاق الأمة فإذا رأيت شعباً يمجد التمثيل ويصفق للممثل وهو على خشبة المسرح تقديراً للفن وإعجاباً بمواقفه، فأعلم أنه شعب ناهض يسير إلى الأمام بخطوات واسعة، ويعمل على أن يأخذ مكانه تحت الشمس – شمس الحياة - إن الممثل الذي يقف على خشبة المسرح ليلقي على أبناء وطنه درساً عالياً في الأخلاق مصوراً أمراض الأمة الاجتماعية بصورة بارزة، تنطق حوادثها وتدل وقائعها وتشهد أبطالها على أن الأمم بأخلاقها. الممثل الذي يقف هذه المواقف لا يقل شرفاً ونبلاً عن الصحفي الذي يعمل لوطنه من طريق الصحافة! هذا بموقفه وتمثيله، وذاك بقلمه وصحفيته. لذلك تراني أمجد التمثيل وأعجب به وأعده على رأس الفنون التي يجدر بالأمة أن تشجعها، وتعمل على تغذيتها بالإقبال عليها. ولما كانت النفوس وقد طبعت على الميل للفكاهة، فكّر الأدباء وعلماء الاجتماع في تأليف الروايات الهزلية وتمثيلها لينطبع أثرها في النفوس. وها نحن نشاهد اليوم مظهراً جميلاً من مظاهر التمثيل الكوميدي على مسمع الممثل القدير «الأستاذ فوزي أفندي الجزايرلي» بطنطا. فقد تحقق بذلك الفن نهضة مباركة فاعلاً من شأنه ورفع من ذكره. الأستاذ ممثل قدير يعرف كيف يأسر الجمهور برقيق عباراته وحسن مواقفه، لا يبخل على الفن بمواهبه. نراه يقدم أحسن الروايات العصرية وأجملها فضلاً عما تحلى به من مكارم الأخلاق، والغيرة على الآداب العامة. شعر الشعب الطنطاوي بافتقار إليه وأحسوا بوحشة عندما سافر إلى الإسكندرية، وها هو قد عاد، وعاد الشعب للإقبال عليه وعلى فنه المحترم، الذي يقدر كرامة الممثلين ويحترمهم. 
«دولة الحظ» عنوان خلاب، واسم جذاب، ولكني أرجو أن يسمح لي الأستاذ الجزايرلي بأن أقول له في صراحة وحرية أن هذه الرواية لا تدل وقائعها، ولا تشهد مواقفها على اسمها! اللهم إلا إذا كنا نتساهل قليلاً فنعتبر الفصل الثاني، هو الرواية كلها! فقد جاء المنجم «عبده أفندي حجازي» بمحظيات الأمير «بابا زوغلي» (على أفندي كامل «الفرفشة دقدق»، فوزي الجزايرلي). وإدخال السرور عليه عملاً على إطالة حياته وحرصاً عليه إلى أن يموت. هنا «رقص بديع» جميل رأينا فيه حُسن الذوق وكمال الحشمة من الآنسة المهذبة «دولت شوقي» فلم تكن الراقصة الرقيقة، ولا الخليعة الماجنة، ولا الجامدة المتحجرة، فأعجب بها الجمهور وصفق تشجيعاً لها. هنا رأينا «دولة الحظ» وأدركنا تماماً أن الحظ دولة. تشاهد في هذه الرواية وقد خرج «دقدق» مع صبيه للاتجار في بلاد الملك «باباز»، وكان يوم عيد ميلاده ولا بد له من رجل يضعه على «الخازوق»! وأوقف القدر القاسي في طريقه البائع الغريب! وكان عراكاً لذيذاً، انتهى بأن نادى الأمير لجنوده ليضع الرجل على «الخازوق» ولما همّ الجند بتنفيذ إرادة أميرهم هبط عليهم نديم الملك ومنجم الدولة وأخبر سيده أن حياته مرتبطة بحياة الرجل فنزل عن رأيه بسرعة، جعلت الانتقال ضعفاً ظاهراً في موقف الممثل. وكم كان دقدق ظريفاً في مواقفه خفيفاً في تمثيله مبدعاً في عباراته. وتتخلل الرواية مظاهر ظريفة دلت على كفاءة الممثلين ومقدرتهم. ولا يسعنا إلا أن نهنئ الآنسة سعاد حمدي الممثلة الأولى بالفرقة على ما أظهرته من المواقف الدالة على كفاءة ونبوغ. كما نشكر الآوانس فاطمة شوقي، ودولت شوقي، وإحسان شوقي مواقفهن الجميلة. ولا عجب فقد اختار الأستاذ الجزايرلي لفرقته ممثلين وممثلات عرفوا بالكفاءة وبتقدير الفن وإعلائه.
هذا الكلام المنشور في جريدة «المدفع» - عن مسرحية دولة الحظ أو مملكة الباباظ، التي عرضها فوزي منيب عام 1929 - كتبه ناقد الجريدة الفني «عبد اللطيف خليل» الذي لم تذكر الجريدة اسمه، ولكنها ذكرته فيما بعد في بقية المقالات، ومنها مقالته المنشورة في منتصف سبتمبر 1927 – في الجريدة نفسها – تحت عنوان «رجاء»، قال فيها: آداب كل أمة مظهر من مظاهر أخلاقها ودليل رفعتها ورقيها، فإذا رأيت شعباً يقدس النظام ويحترم آداب المجتمعات فاحكم هنالك أنه شعب تربى تربية أخلاقية عالية، وأنه جدير بالنهوض والارتقاء. أما إذا رأيت شعباً لا يحترم النظام ويميل إلى الفوضى فاعلم أنه شعب لم تكتمل بعد تربيته الاجتماعية، ولم يتم نضوجه الخلقي، ينظر إليه الأجنبي بامتهان واحتقار!! أعدّ الأستاذ فوزي الجزايرلي محلات خاصة للسيدات بمسرحه بكازينو حديقة النزهة بشارع عباس بطنطا صوناً للآداب ليطمئن الناس على أعراضهم، وحتى لا يجد أنصار الخلاعة سبيلًا للمغازلة وطريقاً للمداعبة. عمل جميل يدل على شرف النفس ولا يسعنا إلا أن نشكر للأستاذ الجزايرلي هذه النهضة الأخلاقية، التي توج بها نهضته التمثيلية لأنه يضع حداً للمغازلة الشائنة والسقوط الأدبي. كنا نرجو أن يعمل الشعب الطنطاوي على تنفيذ هذه الرغبة، ولكن مما يؤسف له أن يحضر الواحد منهم مع زوجته أو شقيقته، ويأبى إلا أن يجلس بجانبها في أمكنة السيدات وهو بلباس الرجال! وليس هناك ما يستر تلك الشوارب المفتولة. فلا نقاب ولا برقع!! وفاتهم أن عملهم هذا يفسح المجال لذوي النفوس الخبيثة، فيجئ الواحد بعشيقته ويجلس معها بجانب السيدات بدعوى أنها تمت إليه بصلة القرابة، وليس في مقدور الجزايرلي أفندي أن يستبدل مسرحه بقلم تحقيق الشخصية، حتى يحقق ما يرجوه من صون الكرامة. لو قام كل منا بواجبه وعمل على تنفيذ هذه الرغبة، ونزل على الواجب الخلقي، لاستطعنا أن نحافظ على كرامتنا وأخلاقنا. رجاء أقدمه إلى الشعب الطنطاوي بكل أدب واحترام. وبالنسبة للتمثيل، أريد أن أكون قاسياً وشديداً على بعض الممثلات فإن هناك أموراً مخذلة معيبة تمثل وراء الستار، لذلك أقول للممثلات ليس من الكرامة أن يكون المسرح داراً للمغازلة والمداعبة ومكاناً للقبلات والتنهدات والراندفوهات، تلميح يعقبه تصريح!! ورغم ذلك، لا يسعني إلا أن أثني على السيدة «مرجريت شماع» الممثلة الأولى بفرقة الأوبريت المصري، فقد ضربت أحسن الأمثال لزميلاتها الممثلات في العفة والابتعاد عن كل ما يشين السمعة، ويخدش الشرف فضلاً عن رقة أخلاقها وحسن طباعها. ويسرنا أن نراها قد تماثلت إلى الشفاء وعادت إلى المسرح تملأه بهجة وكمالاً. أما «سعاد حمدي» الممثلة الأولى بفرقة الأستاذ الجزايرلي «البريمادونة» فهي ممثلة قديرة تملأ موقفها وتكسب شخصيتها عظمة ومهابة. وتشعرك بجلال التمثيل واحترامه، متعلمة راقية حافظة لأدوارها اكتسبت إعجاب الشعب الطنطاوي بكفاءتها وسمو أخلاقها وحسن سمعتها، لطيفة جذابة، خفيفة الروح، يرميها فريق من الناس بأنها متغطرسة. ولو وقفوا على نفسيتها لرأوا ممثلة وديعة بشوشة ولكنها تنفر من «التحكحك» الفارغ، وتأنف مما لا يتفق مع الشرف والطهارة. أما الأستاذ «الجزايرلي» فأعترف بعجزي عن القيام بمدحه وإيفائه حقه من الشكر والثناء على هذه النهضة التمثيلية، ويكفي أن أقول إن الشعب الطنطاوي يعمل على أن يتخذ الجزايرلي أفندي بطنطا مسرحاً دائماً لفرقته، وهم يفكرون في إيجاد محل يليق بمكانته ونهضته، فعسى أن ينزل على إرادة الجمهور! لنا على الجزايرلي أفندي النهضة والفن، وله منا التشجيع والتعضيد. [توقيع] «عبد اللطيف خليل».
واصلت جريدة «المدفع» دفاعها عن الجزايرلي وفنه ضد منافسيه ومن يرغبون في عرقلته! حيث نشرت الجريدة كلمة في منتصف أكتوبر 1927 تحت عنوان «مسرح الجزايرلي»، قالت فيها: إناس في قلوبهم مرض، وفي أعينهم رمد يعملون بطرق سافلة على محاربة مسرح الجزايرلي بطنطا بعد أن تم الاتفاق بينه وبين الخواجة واسيلي صاحب سينما سفنكس، حتى بلغ بهذا الأمر إلى حد التداخل في الشئون الإدارية، واستباحوا لأنفسهم أن يقحموا المديرية في إجراءاتها، وفاتهم أن الأمر لا يعدو اتفاق الجزايرلي أفندي مع الخواجة واسيلي، وليس هناك موانع قانونية تحول دون ذلك، حتى تكتسب طنطا مسرحاً راقياً يعمل على إعلاء الفن والنهوض به إلى سماء الشرف والكمال. ونحن نرجو أن تلقن المديرية درساً قاسياً على أولئك المتنطعين المشاغبين، يتعلمون منه أن ليس لهم التداخل في الشئون الإدارية. وما داموا يجهلون القانون والتشريع وإنّا نتمنى للأستاذ الجزايرلي أفندي توفيقاً وسداداً في مركزه الجديد.
هذا الموضوع اهتمت به جريدة «الحضارة المصرية» في العشرين من أكتوبر 1927، ونشرت كلمه حوله، قالت فيها: طالما تمنينا على الله أن يكون لمدينة طنطا مسرحاً تشاهد فيه عظمة التمثيل. فما كادت المدة الباقية للأستاذ الجزايرلي في حديقة النزهة تنتهي، حتى أشرنا عليه بضرورة اختيار مكان مسرحي له في فصل الشتاء. نزل الأستاذ فوزي أفندي على رغبة الشعب لتكون طنطا وطناً ثانياً له فأتفق مع جناب الخواجا واسيلي صاحب سينما سفنكس على استئجار السينما. وفعلاً تم ذلك وقد شرع في تجهيز المعدات اللازمة لكي يكون المسرح متفقاً على مكانة الأستاذ الجزايرلي، لائقاً بتشجيع الطنطاويين. ولقد تحدثنا مع الخواجا واسيلي فأعلن لنا ارتياحه، وأظهر اغتباطه من أنه وفق إلى اكتساب مسرح عُرف بحسن السمعة والمحافظة على شرف التمثيل وكرامته. وقد قابل الشعب الطنطاوي ذلك بالبشر والارتياح، وهم يشكرون للخواجه واسيلي جميل عطفه وحسن معاونته وتشجيعه لذلك المسرح الذي اكتسب ثقة الناس وإعجابهم. وتبدأ الفرقة عملها هناك من يوم 11 نوفمبر سنة 1927، ونحن نتمنى لها من كل قلوبنا في مركزها الجديد كل نجاح وفلاح.


سيد علي إسماعيل