ضريبة أن تكون .. اسمها أنثى

ضريبة أن تكون ..   اسمها أنثى

العدد 786 صدر بتاريخ 19سبتمبر2022

ضمن مسابقة العروض القصيرة التي قدمت بقاعة صلاح عبد الصبور بمقر فرقة الطليعة ضمن فاعليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لدورته التاسعة والعشرون، قمت بمشاهدة عرض «اسمها أنثى»، وهو عرض ارتجالي لفرقة نوادي المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة بوزارة الثقافة المصرية، من إخراج همت مصطفى، ويناقش الصراعات والمشاكل التي تواجهها الأنثى منذ أن تولد من مشاكل ونفسية وجسدية وجنسية واجتماعية باعتبارها رقم اثنان بالمجتمع وأن الرجل دائما هو الأول والأخير، حيث بدأت عرضها بأن تطلب الممثلة من الجمهور أن يكون الرجال في الصف الأول، بل أنها أيضا خاطبت النساء من الجمهور بعنف وحدة ذلك العنف الذي يحمله الرجل بداخله للنساء، على نقيض الأسلوب الذي خاطبت به الرجال من مرونة ولطافة ويسر .. ذلك الأمر الذي نجحت من خلاله أن تحقق الشعور بالعنصرية والتفرقة فيما بين الجنسين. وبالفعل، جلس الرجال في الصفوف الأولى من القاعة وتمت مشاركتهم في العرض لطرح قضايا خاصة باضطهاد المرأة من قبله سواء الشعور بالحب أو الفقد أو الأمومة أو العنوسة ... وكأنها ضريبة وجب عليها أن تدفعها خلال تعاملها داخل كيان المجتمع ككل، فنجد في أقصى جانبي المسرح امرأة تجلس كالجمهور تحاول ممارسة الرسم، وفي المقابل من نفس الجهة امرأة أخرى ترتدي عباءة منزلية وعلى رأسها إيشارب تحاول أن تمارس حياتها اليومية التقليدية، وتمسك بيدها إبرة تريكو وأمامها خيوط صوفية متصلة بالجانب الآخر من القاعة بحقيبة كبيرة أثناء العرض تخرج منها أنثى لتمثل مرحلة الجنين وتلك الحبال تمثل الحبل السري أثناء عملية الولادة، وفي تلك الأثناء نجد تعبيرات حركية حديثة تتوسط المسرح تعبر عن معاناة المرأة أثناء الولادة وآلامها كضريبة واجب دفعها أيضا من أجل امتلاك ذلك الشعور، وبمرور الوقت تكبر تلك الطفلة وتصبح أنثى تمارس حياتها وتحاول أن تجد من تحبه ولكنه يتركها، وتحاول أن تحقق نفسها ولكنها تفشل، وفي تلك الأثناء يتردد بعض الكلمات والجمل كنوع من أنواع اللوم والاتهام لتمثل نظرة المجتمع للمرآة بعد ذلك الفشل على لسان ممثلات العرض، إلى أن ينتهي بنا العرض لأن تنتهي المرأة التي تمارس مهام الحياكة من أداء عملها في تفصيل ملابسها والتي عبرت خلاله المخرجة عن فترة تكوين الأنثى لأن تصير تلك الخيوط فستان وترتديه جميع نساء العرض، ومن هنا ينتقل حالة العرض إلى الشعور بالانتهاء من إشكالية بحث المرآة عن ذاتها من خلال الرجل، وأن تصبح في النهاية أنثى لكونها أنثى فقط، لها كيانها المستقل، بل وتحاول أن تساعد هي الرجل في تكوين حياته وكيانه من خلال تداخلات من قبل الممثلات الخمس : هنادي محمود، شيماء محمد، مارينا نشآت، همت مصطفى، فاطمة هشام، مع جالسي الصفوف الأولى من العرض «الرجال»، فيرددون كلمات موجهة في ذلك.
 


نهاد السيد