«بوديل» يستأنف نشاطه والمقاعد كاملة

«بوديل» يستأنف نشاطه والمقاعد كاملة

العدد 778 صدر بتاريخ 25يوليو2022

 تأكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأوكرانيون شعب محب للحياة وللفن والثقافة. والدليل على ذلك أن العدوان الروسى الوحشى على بلادهم الذى يمر الآن بشهره الخامس والذى ألحق ببلادهم دمارا كبيرا، لم يمنعهم من إعادة افتتاح مسرح “بوديل“ أشهر مسارح العاصمة كيويف. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل تم تقديم عروض علي ذلك المسرح كانت تذاكرها تنفد وتكون مقاعد المسرح كاملة العدد. ولم يكن هذا المسرح حالة منفردة بل هو مجرد مؤسسة من مؤسسات ثقافية عديدة استأنفت نشاطها رغم الوضع المأساوى فى عاصمة هذا البلد. فقد سبقه إلى ذلك عدد من دور السينما والأوبرا الوطنية الأوكرانية.
ويقول “يورى فليبينكو” وهو ممثل أوكراني مشهور انه وزملاؤه كانوا يشعرون بالدهشة من مجرد أن يفكر مواطن أوكراني فى المسرح أو غيره من أشكال الفن فى هذا الوقت العصيب الذى تمر به البلاد. وكم كانت سعادتنا عندما تحقق الإقبال الجماهيرى الجارف على أول ثلاث مسرحيات.
ويمضى فليبينكو قائلا أن هناك عدة عوامل تمت مراعاتها فى العروض المسرحية أهمها أن يشارك فى العرض المسرحى عدد قليل من الممثلين. وتم استبعاد أي أعمال للكتاب الروس حتى لو كانوا من أبناء أوكرانيا...إلا أن تكون لهم مواقف واضحة فى الولاء لبلدهم والتمسك باستقلالها .
ويلتقط خيط الحديث زميله “كوستيا توميلاك” فيقول انه تردد فى البداية فى المشاركة فى أي أعمال مسرحية خلال فترة الحرب خاصة بعد مقتل عدد من نجوم الفن فى أوكرانيا من جراء العدوان الروسى. لكنه تخلى عن هذا الحذر بعد أن وجد عددا كبيرا من السكان الذين نزحوا خارج المدينة مع بداية العدوان يعودون إليها ومع تراجع حدة العمليات الحربية وانسحاب القوات الروسية إلى مسافة بعيدة نسبيا عن المدينة والتركيز على إقليم الدونسك شرقى أوكرانيا. هذا فضلا عن أن الكثير من سكان المدينة تأقلموا وتعلموا كيف يتعايشون مع الحرب ويملؤون مقاهى المدينة الشهيرة دون أن ينسوا أنها حرب. 

شعبية واسعة
وقد نشأ مسرح البوديل عام 1987 وحقق نجاحا كبيرا وأصبح أكبر مسارح أوكرانيا شعبية وكان الجمهور يأتى اليه من كل انحاء أوكرانيا ومن الخارج لمشاهدة عروضه المتميزة وكانت خدمة الترجمة متوافرة بعدة لغات وللصم أيضا . وفى عام 2017 تم نقل مقره إلى مبنى اخر مزود بأحدث التقنيات فى مجال المسرح. 

إحباط ثم سعادة
إيرادات قياسية تحققها “إم جى“ رغم عدم فوزها بجائزة تونى 
فولاك: ليست مسرحية الشخص الواحد وانتظرونا فى “مشهور تقريبا» 
فى البداية شعرت” ليا فولاك“ مديرة الفرقة التى تقدم مسرحية “إم جى“ التى تدور حول حياة المطرب الزنجى الشهير مايكل جاكسون الذى عرف بلقب ملك البوب والتى تعرض حاليا على أحد مسارح برودواى بالإحباط.
 ذلك أن المسرحية لم تفز بجائزة أحسن مسرحية موسيقية فى النسخة الأخيرة (وهى رقم 75 ) من جوائز تونى عروس جوائز المسرح فى الولايات المتحدة التى أعلنت فى شهر يونيو المنصرم. وكان ذلك رغم ترشيحها لهذه الجائزة. وكان لأغلبية النقاد رأى أخر وآلت الجائزة بعد منافسة ضارية إلى مسرحية “اللولب الغريب “. 
ولم يخفف من حزنها أن جائزة أفضل ممثل فى مسرحية موسيقية الت إلى بطل العرض “مايلز فروست” الذى جسد شخصية مايكل جاكسون فى المسرحية. ولم يخفف من حزنها كذلك فوز المسرحية بأفضل تصميم للرقصات التى آلت إلى مصمم الرقصات كريستوفر ويلدون. 

سعادة
وسرعان ما تبددت أحزانها وانقلبت إلى سعادة. وكان السبب أن مجرد ترشيح المسرحية لتلك الجائزة زاد من اهتمام الجمهور بها ومن إقباله عليها. وفى الأسبوع الاول بعد حفل الجوائز حققت المسرحية إيرادا بلغ مليونا و661 ألف دولار وهو أعلي إيراد يحققه العرض فى أسبوغ واحد منذ بدايته. وأعلي إيراد يحققه أي عرض فى برودواى فى الأعوام الاخيرة فى أسبوع واحد. وتم أيضا حجز تذاكر العرض لعدة أسابيع قادمة ولن يتم إدراج عوائدها ضمن إيرادات الفرقة إلا بعد تقديم العرض الذى تم حجز تذاكره عملا بالقواعد المحاسبية السليمة. وهذا الإيراد لم يحققه حتى العرض الفائز “لولب غريب “الذى حقق فى نفس الأسبوع 854 ألف دولار فقط. هذا رغم أن ذلك يشكل زيادة قدرها 169 ألف دولار عن الأسبوع السابق.
وفى ذلك تقول فولاك أن مجرد ترشيح العمل لجائزة تونى يعد جائزة فى حد ذاته ويحفل تاريخ المسرح الأمريكي بأعمال فنية حققت نجاحا كبيرا لمجرد أنها كانت مرشحة للفوز بجوائز مرموقة ولم تفز بها.
وهناك أيضا مسرحية ميدان الفردوس التى فازت بطلتها “جواكينا كالوكانجو“ بجائزة أحسن ممثلة فى مسرحية موسيقية. 

جولة
ولا تتناول المسرحية حياة مايكل جاكسون بشكل عام كما يعتقد البعض للوهلة الأولى. تتناول المسرحية جولة قام بها جاكسون عام 1992. وصف الجولة بالخطيرة وقال وقتها انه يستهدف من ورائها إعادة اكتشاف مرحلة مهمة من حياته وشبابه . وتتضمن المسرحية أغنياته التى أطلقها لأول مرة فى هذه الجولة والتى اشتهرت فيما بعد. من هذه الأغاني “إيه بى سى “ و”اللوم يقع على بوجى “ و “السئ” و”بيلى جين “ و”بعيدا عن الحائط”.
وتنوى الفرقة المسرحية البدء فى سلسلة عروض خارج برودواى تبدأ فى يوليو من العام القادم فى شيكاغو ثم تتجه إلى شارلوت فى نورث كارولينا بعد ثلاثة شهور. وتتجه بعد ذلك إلى لندن اعتبارا من يناير 2024.
النجم الواحد
وردا على أخبار حول خلافات بين الفرقة وبطل المسرحية مايلز فروست لأسباب مادية أو أسباب أخرى نفت فولاك صحتها. وفى تصريحات تشير إلى إمكانية أن تكون الأخبار صحيحة قالت أن “إم ج” ليست مسرحية الشخص الواحد ولن يكون من الصعب العثور على ممثل موهوب يؤدى الشخصية بنفس براعة فروست. وهى تنوى منح امتياز تقديم المسرحية إلى فرق أخرى داخل الولايات المتحدة وخارجها وتثق فى أن أيا من هذه الفرق لن تجد صعوبة فى العثور على من يجسد الشخصية سواء غنى بصوته أو اعتمد على تسجيلات جاكسون نفسه.
ومن قبيل التواضع تقول أن كل عرض تم تقديمه على المسارح الأمريكية يستحق جائزة تونى بالفعل. وتؤكد أن العروض الفائزة التى قدمتها الفرقة ونالت عليها جوائز من تونى أو غيرها “إعادة ترتيب الأوراق “ و”توتسى”سوف تكون دافعا إلى مزيد من الإجادة . وهذا ما سيظهر فى العرض القادم الذى يجرى الإعداد له حاليا وهو مسرحية “مشهور تقريبا “.


ترجمة هشام عبد الرءوف