أشبــــــاح الأوبـــــرا .. وعودة إلى زمن الهناجر الجميل

أشبــــــاح الأوبـــــرا .. وعودة إلى زمن الهناجر الجميل

العدد 769 صدر بتاريخ 23مايو2022

منذ تأسيس مركز الهناجر للفنون عام 1991، وقد أحدث حالة جديدة في الحياة الثقافية المصرية، بدأت بفكرة فى رأس فاروق حسنى وزير الثقافة حينها تقوم على إيجاد مركز لفتح آفاق جديدة  لمشاركة الشباب في الحركة الفنية، وإتاحة  الفرصة للهواة تحديدا للتعبير عن مواهبهم الخاصة في مختلف الفنون سواء أن كانت في المسرح أو الموسيقى أو الغناء أو حتى في الفنون التشكيلية، وتلك الفكرة هى من منحت هذا المركز الثقافى طابعا خاصا وجعلته ملتقى للمواهب الشابة  في كل الفنون، مما كان له اكبر الأثر في اختيار منظمة اليونسكو لذاك المركز عام 2000 كأفضل مركز ثقافى فى حوض المتوسط .
إن مركز الهناجر للفنون قد ساهم على مدار سنوات طويلة وبالأخص في فترة ولاية د.هدى وصفى الطويلة له على مدار عشرون عاما في تغيير شكل المسرح المصرى، كما كان له تأثير كبير على جيل كامل من المسرحيين وذلك من خلال (الورش الفنية)  التى قام بتنظيمها، والتى قام فيها باستضافة العديد من كبار رواد المسرح من مختلف دول العالم أمثال بيتر بروك وعونى كروما، ويوسف العانى، وروجيه عساف، وصلاح القصبى، وكرم مطاوع، ونور الشريف، والمخرج الكبير سمير العصفورى وغيرهم الكثير .
كما اهتمت هدى وصفى أيضا بالفرق المستقلة ومسرح الهواة وكان لها الجانب الأكبر من رعايتها لهم، كما اهتمت أيضا بدعم المبدعين المنتمين لمسرح الدولة، فقد كانت البدايات الأولى للمخرج القدير خالد جلال على مسرح الهناجر، ومن الفنانين خالد الصاوى ومصطفى شعبان وخالد صالح وخالد سرحان وتامر عبد المنعم والمخرج رامى إمام، فقد قدموا جميعا تجارب هامة على ذاك المسرح العريق .
من هنا نستطيع القول أن «الورش الفنية» ارتبطت بمسرح الهناجر ارتباط وثيق وتاريخى وأسهمت في تطوير الحركة الفنية للمسرح وتخريج كوادر وعلامات من الهواة والمحترفين على مدار سنوات طويلة تحت إدارة وقيادة هدى وصفى، ومن بعدها لم تحظى تلك «الورش الفنية» بمسرح الهناجر المدعومة من الدولة ممثلة في وزارة الثقافة بالاهتمام الكافى على مدار عشر سنوات إلا من عدة تجارب على استحياء ومحدودة للغاية، ونال الفنانين المحترفين النصيب الأكبر من الاهتمام على حساب الهواة، إلى أن بدأت مجددا هذا العام النية في العودة مرة أخرى إلى الطابع الأصلى الذى يتسم به المكان إلا وهو الاهتمام بالهواة واكتشاف مواهبهم وإعداد الكوادر المتميزة منهم حتى يصيروا نجوم المستقبل، وظهر ذلك جليا في خطة المخرج شادى سرور المدير الحالى لمركز الهناجر للفنون، بإدراجه للورش الفنية كعنصر أساسي ومنتظم لا غنى عنه بالمركز، فكان العرض المسرحى «أشباح الأوبرا» من أول ثمار تلك الخطة، والناتج عن ورشة  العمل الأولى تحت مسمى «ورشة الممثل الشامل» التى كان قد اعلن عنها شادى سرور وتضم مجموعة من شباب المسرح الواعد في كل المجالات، مروة رضوان كمخرجة، واحمد حمدى رؤوف كملحن، وضياء شفيق كمصمم استعراضات، واستمرت تلك الورشة قرابة عام كامل من التدريبات مع حوالى ستون ممثل وممثلة من شباب الهواة تم انتقائهم بعناية فائقة وسط مئات من المتقدمين من خلال اختبارات امتدت إلى ما يقرب من شهر كامل، وجارى حاليا الإعداد للورشة الثانية والتى يشرف عليها كلا من المخرج شادى سرور والمخرج محمد الصغير .
عرض «أشباح الأوبرا» نتاج «ورشة الممثل الشامل»، هو عرض استوحت مروة رضوان فكرته من نص «شبح الأوبرا» للكاتب الفرنسى المعروف غاستون ليرو 1909، وهى إحدى روائع الأدب الفرنسى في القرن العشرين، وتم إنتاجها سينمائيا في عامى ( 1925، 2004 )، كما أنتجها اندرو لويد كمسرحية موسيقية معتمدا على القصة مثلما فعلت مروة رضوان تماما حيث أنها اعتمدت على فكرة نص «شبح الأوبرا» الأصلى، ومن ثم قامت هى كونها الكاتبة أيضا بإضافة عليه شخصيات جديدة  وأحداث مختلفة تتناسب مع العدد الضخم الذى تضمه الورشة، كما ضمنت بالعرض المسرحى الخاص بها عدة مشاهد شهيرة  من مسرحيات «ريا وسكينة»، و«حلم ليلة صيف»، و«هاملت»، حرصت مروة رضوان أيضا أثناء الكتابة على إضافة الصبغة الكوميدية التى تفضلها على عرضها الخاص « أشباح الأوبرا « بخلاف النص الأصلى، كما قامت بالدعوة من خلال العرض إلى فلسفتها الخاصة  في الحياة حيث « الحب والأمل والتفاؤل «، فصارت كل أفكار العرض هى خير تعبير عن أفكار المخرجة  الشخصية وميولها ومدرستها الخاصة  في المرح وحب الحياة والإقبال عليها، وتلك تعد سمة مشتركة  تميزها وتجعلها مختلفة عن الآخرين في كل أعمالها المسرحية، وحقيقة يحسب  للكاتبة مروة رضوان أنها استطاعت أن تقوم بإعداد كتابى للنص المسرحى الأصلى « شبح الأوبرا « بما يتلائم مع ذاك الكم الضخم من فنانى العرض، وبما يتوافق مع سياسة عدالة توزيع الأدوار والمساواة في الفرص بينهم  من اجل إظهار مواهبهم جميعا . 
يدور النص المسرحى « شبح الأوبرا « حول قصة كريستين داي، الفتاة التي تسحر الناس بصوتها في حفل للمتقاعدين بدار الأوبرا، ويراها في هذا الحفل راؤول صديق الطفولة، ويتذكر حبه القديم لها، كما يعجب بصوتها شبح الأوبرا ايريك الذى يحمل بداخله الكثير من الغضب في شخصيته، بسبب أمور عديدة من بينها نبذ الناس له بسبب شكله وما يحمل وجهه من تشوهات ويقرر أن يمنحها كل موسيقاه كي تتزوجه، ومن ثم تتصاعد الأحداث حين يقرر شبح الأوبرا اختطافها كي يتزوجها ويجبرها لاحقاً على الاختيار بينه وبين راؤول بعدما يرتكب جريمة ويحاول  قتل راؤول، فتختاره  لتحافظ على حياة حبيبها بعد تهديده، إلا أنه لاحقاً يتيح لها الهروب مع حبيبها ويكتفي بقبلة واحدة منها تشعره بكل ما فقده من حب في حياته، ويموت من شدة الحب، أو أنه يختفي من على المسرح في المشهد الختامي .
على الرغم من أن العرض المسرحى يضم كتيبة ضخمة من الممثلين اكثر من ستين ممثل وممثلة، كلهم من الشباب الموهوبة ووجوه مبشرة بلا استثناء، إلا أن هناك بعض الوجوه سواء على مستوى التمثيل أو الغناء التى استطاعت أن تترك بصمة في العرض المسرحى بما يجعل المتلقى منتبها لهم طوال مدة العرض وسط هذا الكم من المواهب نظرا لما يمتلكونه من تفرد على مستوى الصوت والآداء والقبول، على سبيل المثال لا الحصر في التمثيل كان هناك محمد عبد الله، محمد سعيد، شروق عوض، هاله ياسر، مروة إمام، بولا، وفي الغناء كان هناك ماريز لحود، عمر صلاح، بودة، جميلة، خليل، عمر دهب، نيرة، رودى سماحة، محمد عبد الله، نيللى، امانى، مى حمدى، ابانوب، وأخيرا نور شادى التى تجيد التمثيل أيضا بجانب الغناء لما تمتلكه من حضور واضح على المسرح ينبأ بأن تصبح يوما ما فنانة شاملة في المستقبل القريب .
الأشعار لطارق على، نجحت إلى مدى بعيد في التعبير عن رسالة العرض الرئيسية في الدعوة إلى التفاؤل وحب الحياة، كما أحسنت مخرجة العرض أيضا اختيار الشاعر الذى يعبر عما يجول في ذهنها من أفكار وعما تعتنقه من مبادئ ظهرت واضحة كلها وجلية من خلال أحداث العرض المسرحى واختيارها للنص الذى قامت بإعداده بما يتلائم مع تلك الأفكار، لذا كان طارق على ومروة رضوان وجهان لعملة واحدة في ذاك العرض يعبر كل منهما عن الآخر، فجاءت كل أغاني العرض موفقة ومعبرة خير تعبير عن حالة العرض المسرحية وخاصة أغنية الختام « جربت تعيش « التى هى من أجمل ما كتب طارق على في العرض لما تحتويه الأغنية من مشاعر دافئة وعلاج لكل يائس وحزين ومقهور ودعوة صريحة للأمل والتفاؤل والإصرار، لذا فأنا اعتبر تلك الأغنية تحديدا بمثابة خير « روشتة للنجاح «، وكان من الضرورى عندما تمتلك المخرجة شاعر بهذه الدرجة من الحرفية والاحترافية والصدق الفنى أن يقابله ملحن محترف ذو خبرة كبيرة يحسن التعبير عن تلك الكلمات بألحان صادقة معبرة لتكتمل الأغنية، فكان اختيار مروة رضوان للملحن إيهاب عبد الواحد، الذى قام بالتلحين للعديد من كبار المطربين، ومن اشهر ألحانه أغنية «رمضان في مصر حاجة تانية» للمطرب الإماراتى الشهير «حسين الجسمى» والتى حققت نجاح وصدى واسع مؤخرا، لذا كانت الحان العرض أحد أهم أسباب نجاحه  مع الأشعار والإخراج، فصار كلا من مروة رضوان مع طارق على وإيهاب عبد الواحد بمثابة ثلاثى اضلاع لمثلث النجاح، كما اعتقد انهم  لو استمروا في التعاون سويا سيحققا نجاح كبير مستقبلا نظرا لتشابههم مع بعضهم البعض في وحدة الأفكار والمشاعر والمعانى . 
كما قام بالإعداد والميكساج الملحن احمد طارق يحيي، والموسيقى التصويرية للعرض المسرحى كريم شهدى، أما أغنية الختام فقط فقد قام بالتوزيع الموسيقى لها الملحن الشاب سام إميل شوقى، وهو ملحن واعد وله العديد من المساهمات الملحوظة في الدراما والمسلسلات التليفزيونية .
ومن أجل أن تكتمل تلك الصورة المبهجة للعرض المسرحى كان لابد لها من استعراضات تكون خير معبر عن رسالة العرض والدعوة إلى السعادة فجاء هنا اختيار ضياء شفيق مصمم الاستعراضات صاحب الخبرات العريضة والناجحة في ذاك المجال موفقا إلى حد كبير لما إضافة بتصميماته لاستعراضات تضم هذا العدد الضخم من الممثلين والممثلات في عمل مسرحى واحد دون اللجوء إلى راقصين محترفين أو فرقة استعراضية هو يدل على مجهود شاق قد بذله في تدريبات لمواهب اغلبهم يتعلم الرقص لأول مرة . 
الأزياء لمروة عودة ظهر من خلالها المجهود الواضح المبذول فيها نظرا لكونها مطالبة أن تصمم أزياء يستطيع المتلقى من خلالها أن يميز ما بين أعضاء الفرقة المسرحية وما بين أشباح الأوبرا، إضافة على حرصها على إظهار الدلالات لما وراء شخصيات العرض من خلال تلك التصميمات، فرأينا الأشباح لأول مرة ترتدى بطانة خضراء تحت اللون الأسود بدلا من الأحمر المعتاد حيث أن الأشباح هنا ما هى إلا أشباح أوهامنا وخيالاتنا وضعفنا، فهى ليست أشباح بمعناها الحقيقى، ورأينا الفرقة المسرحية متنوعة في أزياءها بما يدل على شخصيات كل واحد منهم وما تحمله شخصيته من خوف وضعف، مع توحيد الأزياء لهم في بعض المشاهد مستخدمة اللون الأبيض المطعم بالأسود دلالة على اشتراكنا جميعا في نسب الخير والشر كل على حسب طبيعته وتكوينه وصفاته، لذا جاءت الأزياء موائمة للعرض المسرحى ولفكرته ولشخصياته العديدة نظرا لأن مروة عودة قد لجأت هنا إلى الإبتكار وقراءة أفكار المخرجة ولم تلجأ إلى التقليد من النص الأصلى  . 
الديكور لعمرو الأشرف، تميز بالبساطة وعدم التعقيد وبشكل ثابت طول العرض مع بعض الموتيفات البسيطة المتحركة، ولكن جاء ذلك عن عمد حيث أن نوعية تلك العروض التى تأتى نتاج ورش وتحتوى على عدد ضخم من الممثلين لا يجوز معها الديكورات الضخمة والمتغيرة حتى لا تطغى على الهدف الرئيسى من تلك الورش التى يكون التركيز الأكبر فيها على إظهار مواهب الممثل وإمكانياته وعدم سرقة البصر إلى أي شئ آخر غيره، وأيضا تعمد البساطة في الديكور هنا وثباته يأتى تفاديا لعدم الأخطاء نظرا لازدحام الكواليس بالممثلين، ولكن في النهاية نجح الأشرف من خلال تلك البساطة في التعبير عن حالة العرض المسرحية وما تخفيه صدورنا من مشاعر متضاربة  ومتناقضة وعديدة، وقد ظهر ذلك جليا بأن جعل خلفية العرض عبارة عن لوحة بها العديد من التشابك والاختلاط المعقدة، وهذا هو ما يطلق عليه السهل الممتنع، وكان لابد لهذا الديكور حتى تكتمل معانيه وأهدافه من تصميم إضاءة خاصة ومميزة تعبر عنه وتفسر معانيه اكثر لجمهور المتلقى، فكان اختيار محمد عبد المحسن موفقا إلى حد كبير حيث انه واحد من مصممى الإضاءة القلائل ذوى الخبرات الكبيرة في هذا المجال ليس في مصر فقط بل في الدول العربية أيضا كما نال العديد من الجوائز والتكريمات، فمصمم الاضاءة عموما هو الوحيد الذى يكون عليه أن يعبر من خلال اضاءته عن أفكار كلا من المخرجة ومصمم الديكور والأزياء أيضا، وهو ما نجح فيه عبد المحسن من خلال اختياره للون الأخضر والأحمر في اغلب مشاهد العرض المسرحى حيث الصراع ما بين الخير والشر .
فقط بوستر العرض المسرحى «أشباح الأوبرا» لأدهم أحمد جاء بسيطا ووضح فيه عنصر الاستسهال واعتماده فقط على اسم العرض دون المضمون، وعدم بذل الجهد من اجل تصميم بوستر يعبر عن حالة العرض المسرحى وكم ما به من زخم في المشاعر، حيث اكتفى المصمم من خلاله بقناع ابيض لشبح به العديد من الشروخ الممزقة كناية عن المعاناة التى يصارعها المدعو الشبح بسبب ذاك التشوه الذى اصاب وجهه، ولكنه جاء بعيد تماما عما تريد المخرجة في ايصاله  للمتلقى من دعوة إلى الحب والتفاؤل والسعى إلى السعادة، فجاء البوستر تفليدى ومبهم ومناقض تماما لفكرة العرض واهدافه .
وختاما، تعد هذه التجربة خطوة جيدة وبداية صحيحة للمخرج شادى سرور مدير المركز من أجل عودة الهناجر إلى مساره وهدفه الرئيسى الذى اعد خصيصا من اجله منذ عشرون عاما عند تأسيسه إلا وهو اكتشاف المواهب من الهواة غير المحترفين أو الدارسين وبداية وضعهم على أول الطريق الصحيح في عالم الاحتراف من خلال تلك الورش الفنية المعنية والمتخصصة بتدريس الفنون كافة من تمثيل وغناء ورقص من اجل تخريج جيل من الفنانين أصحاب المواهب الشاملة، ويرجع اهتمام شادى سرور بالورش الفنية وإيمانه بأهميتها ودورها في ثراء الحركة المسرحية لكونه مخرجا ومدربا للتمثيل له تجارب عديدة ناجحة سواء على مستوى مسرح الجامعه أو مسرح الدولة،  كما وفقت المخرجة مروة رضوان وهى تلميذة لأثنان من كبار المخرجين المبدعين ألا وهم المخرج عصام السيد والمخرج خالد جلال في أول ورشة إخراجية لها من خلال حسن اختيارها لهذا العدد الضخم من الموهوبين، وبالرغم من نجاحهم جميعا في إثبات مواهبهم لكن من الأفضل فيما بعد أن تقتصر دفعات الخريجين من تلك الورش على عدد محدود من المواهب لا يتجاوز العشرة أو العشرون ممثل وممثلة على الأكثر من اجل التركيز في تدريبهم والعمل على إظهار مواهبهم في العروض المسرحية وحتى يتمكن جمهور المتلقى من استيعابهم جميعا وحسن تذكرهم وهذا في صالح الممثل قبل أي شئ، لذا فقد لجأت مروة رضوان من اجل حل مشكلة كثرة طلاب الورشة الناجحين والموهوبين مع محدودية الأدوار بالمسرحية التى لا تتناسب مع هذا العدد الكبير إلى اتباع أسلوب مشابه للمخرج جورج الثانى ( دوق مقاطعة ساكس مايننجن عام 1874 م ) من خلال قيامها بتقسيم تلك الورشة إلى فريقين عمل لنفس العرض المسرحى، ويقوم كل فريق بتبادل الأدوار فيما بينهم في ليالى العرض المسرحى في الموسم الأول له، وهذا ما كان يفعله بالفعل دوق ساكس مايننجن مع فرقته المسرحية «الميينجرز» من خلال قيامه بتبادل وإعادة توزيع الأدوار ما بين ممثلى فرقته لنفس العرض والشخصيات في ليالى العرض المسرحى المختلفة، وهذا اسلوب وفكر جيد اتبعته مروة رضوان تستحق عليه التحية آملا أن يستمر ذلك المنهج بل وأن يتبعه العديد من المخرجين لما سيسفر عنه من تطبيق مبدأ العدالة الفنية بين المواهب ومن اجل إعطاء الفرصة لكل فريق العمل في التنوع في الآداء وإظهار إمكانياتهم المختلفة ويصبح لكل مسرحية دبل كاست آخر له يتم العرض به في أيام أخرى ومحافظات مختلفة أو العرض في نفس التوقيت في مكانين مختلفين، كما يضفى متعة وإثارة للجمهور لمشاهدة ذلك التنوع وبالتالى ضمان زيادة الإقبال الجماهيرى على العرض وفرصة لدخول الشخص للمشاهدة اكثر من مرة، وأخيرا لو استمرت تلك الورش الفنية بالهناجر بشكل منتظم مع الحرص على أن يكون المقبولين فيها من الهواة مع التوسع والعمل فيما بعد في المرحلة المقبلة على استقطاب العديد من المخرجين من أساتذة الإخراج والتمثيل والرقص من مختلف دول العالم للتدريس في تلك الورش بل وإنتاج عروض لهم بالمركز، هنا فقط سنعود حتما وسريعا إلى زمن الهناجر الجميل، وهذا حقيقة هو ما يسعى إليه شادى سرور ولكن بشكل عصرى من خلال اعتماده على شباب المخرجين الموهوبين واستقطابهم من اجل التدريب بورش الهناجر التخصصية وإنتاج عروض لهم نتاج تلك الورش تحقق نجاحات ملموسة ومسموعه وتمثيل مصر في مهرجانات الخارج وحصد الجوائز كخطوة أولية وناجحة من اجل التوسع فيما بعد لاستقبال رواد التدريب في العالم أجمع . 


اشرف فؤاد