محمد الخولى: هناك كيمياء فنية بيني وبين عبد الرحيم كمال

محمد الخولى: هناك كيمياء فنية بيني وبين عبد الرحيم كمال

العدد 766 صدر بتاريخ 2مايو2022

المخرج محمد الخولي أحد المخرجين الذين حملوا على عاتقهم تقديم أعمال دينية، قدم مؤخرا على خشبة المسرح القومي عرض «نور الطريق» تأليف السيناريست عبد الرحيم كمال. الخولى مؤلف ومخرج قدير بالمسرح القومي قدم 55 عملا مسرحيا، منها بالبيت الفني: «مصر أرض الأنبياء»، «عبور وانتصار»، «قمر العشاق»، «في مديح المحبة»، «ملك الشحاتين»، «النمر»، «ماكبث واللي بعده»، «ثورة الموتى»، «الغرباء لا يشربون القهوة»، «ما أجملنا»، «حورس» كما قدم عروضا لفرق الهيئة العامة لقصور الثقافة والمسرح الجامعي والقطاع الخاص. شغل عدة مناصب إدارية مهمة، أنشأ إدارة التجهيزات بالبيت الفني للمسرح وعين مدير عام لها، وتم ندبه عام 2011 لقطاع الإنتاج الثقافي لاستحداث إدارة التسويق،عين مشرفا فنيا على عروض المسرح القومي، كما عين مديرا لمسرح الطليعة عام 2015 . ورئيسا للإدارة المركزية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية. عضو لجنة تحكيم في عدة مهرجانات للثقافة الجماهيرية والفرق المسرحية الحرة.
- ترتبط العروض الدينية دائما بالمناسبات.. لماذا نعانى من نقص فى الأعمال الدينية على مستوى الدراما التلفزيونية والمسرح ؟
الأمر يعد تقصيرا من الأجهزة المعنية بتثقيف المواطن ثقافة دينية وفيما مضى في فترة السبعينيات والثمانينات كان التلفزيون يهتم بإنتاج المسلسلات الدينية منها «القضاء في الإسلام»، «محمد رسول الله»، «على هامش السيرة» ويقدم المسرح عروضا دينية، وبداية من الألفية الجديدة سيطرت المادة على كل شىء وامتنع التلفزيون عن تقديم أعمال دينية خاصة أنها لا تجلب إعلانات، والدولة توقفت أيضا كما أغلقت شركة «صوت القاهرة» والأمر ينطبق أيضا على وزارة الثقافة. وأنا أدرك ضرورة أن يكون للمسرح دور فى تقديم الأعمال الدينية، ومنذ سبع سنوات اتجهت لتقديمها وقمت بعمل «ثنائية فنية» مع الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال وقدمنا عام 2016 «في مديح المحبة» و«قمر العشاق» ومازلنا مستمرين. ورغم أنه كاتب وسيناريست كبير وله أعمال عديدة للدراما التلفزيونية ولكنه لا يتوانى عن كتابة أعمال دينية للمسرح، والعام الماضي قدمت عملا كتبه الشاعر محمود حسن وهو شاعر كبير وله ثقل قدمنا «مصر أرض الأنبياء» على المسرح القومي الذي حمل على عاتقه تقديم أعمال دينية. 

- ما الذي تتميز به كتابات عبد الرحيم كمال ؟
هناك كيمياء فنية كبيرة بيني وبينه، أعماله محكمة ولا يستطيع المخرج حذف أى جملة من نصوصه، وذلك يتضح فى العرض، فأقوم بتفسير جملة عن طريق أغانى تتفق مع الموقف أو اعبر عنها بمشاهد الفيديو في خلفية العرض، وهى أهم ميزه له فهو يكتب عملا دراميا متكاملا ومحكم الصنع . 

- ما أهم الرسائل التي أردت أن تبعثها للجمهور من خلال عرض «نور الطريق « ؟
بعد عام 2011 كل ما قدمته من أعمال مسرحية ديني أو وطني، وبالتحديد بعد ثورة يناير، كلفت نفسي بهذا الأمر بحكم غيرتي على بلدي، عندما لاحظت أيضا ان معظم الشباب لا يعلم معلومات كثيرة عن تاريخ مصر العريق وكذلك ينساق بعضه إلى الجماعات الدينية المتطرفة التي تستقطب الشباب ممن يفتقدون للثقافة الدينية والوطنية، من هنا قررت أن يكون لي دورا وأن يكون المسرح الذي اعمل به له دور أيضا فى هذا التوجه، و العروض التي قدمتها فى الثقافة الجماهيرية منذ عام 2012 كانت في الاتجاه ذاته، فعندما قدمت «الزير سالم « قدمتها برؤية وطنية وكذلك فى عام 2015 عندما قدمت عرض «عريس بنت السلطان» أسقطت على حكم الإخوان وقدمت عرض «عبور وانتصار» الذى استمر تقديمه خمس سنوات وهو عمل شديد الوطنية حقق نجاحا جماهيريا ومردودا جيد جدا. رأيت بعد ثورة يناير أن هناك ضرورة لتنمية الروح الوطنية لدى الشباب وقدمت فى القطاع الخاص عرض «مصر الحضارة «الذي أبرزت من خلاله أن مصر هى بلد الحضارة من صدرت العلوم والفنون للعالم. 

- ما الرؤية التي أردت أن تبرزها خلال عرض «نور الطريق» ؟
لدينا ثلاث شخصيات وهم «التائبة» و«الملحد» و«المجذوب» ثلاثة أنماط مختلفة، فالتائبة ترتكب المعاصي ولكنها تبحث عن طريق التوبة، والملحد يبحث عن طريق ليتحول إلى شخص مؤمن، والمجذوب شخص زهد الحياة وأصبح فى ملكوت الله وكل شخص منهم يحاول الوصول إلى الطريق، الذي أطلقنا عليه «نور الطريق»، تصل إليه شخصيات العرض وقد أثرت كلمات التابئه والمجذوب على الملحد وجعلته يتغير ويشهد أن الدين حق، و قد استعنت بشاشه كبيرة كخلفية تعرض صورا للطبيعة لها دلالات مع بعض الأغاني الدينية، وعندما نقوم بربط المونولوج الذي يقوله الممثل بالإنشاد الديني مباشرة سنجد ان هناك علاقة تكتمل بالفيديوهات التي أقدمها على المسرح والإضاءة التي لها دور كبير فى العرض حيث تدخل المتفرج فى الأجواء .

- ماذا عن العلاقة بممثلي العرض الفنانة فردوس عبد الحميد والفنان بهاء ثروت وخالد الذهبي ؟
سبق وأن قدمت تجربة مسرحية مع الفنانة فردوس عبد الحميد عام 99 وبعد انتهاء البروفات رشحتها لتقديم فيلم سينمائي ولم تستكمله وقدمته الفنانة ماجدة الخطيب وعندما قرأت نص «نور الطريق» كان أول ما تبادر إلى ذهني أن تقدم الفنانة فردوس عبد الحميد شخصية «التائبة» وبالفعل قدمتها بشكل رائع ونالت إعجاب الجمهور، الفنان خالد الذهبي أستاذ فى الإلقاء ووجوده فى أى عمل شعري مكسب كبير، فلديه طلاقه فى أداء اللغة العربية الفصحى، أما الفنان بهاء ثروت فهو عضو المسرح القومي وعندما قرأت شخصية الملحد وجدته الأنسب لتقديمها . 

- لماذا نعانى من ندرة المسرحيات الشعرية فى الفترة الحالية ؟
المسرح الشعري أصبح من الصعب تقديمه لسببين: الأول أن الممثل الذي يجيد اللغة العربية وصحة مخارج الألفاظ والإلقاء أصبح عمله نادرة، والسبب الثاني لم يعد لدينا كتابا للمسرح الشعري يوازون نجيب سرور وصلاح عبد الصبور وعبد الرحمن الشرقاوي، وكان هناك تجربة هامة للمخرج الراحل جلال الشرقاوي فى المسرح الشعري حاول تقديمها على مدار خمس سنوات ولكنها لم تخرج للنور . 

 - ما أبرز صعوبات تجربة عرض «نور الطريق»؟
لم أواجه أي معوقات أو صعوبات بسبب خبرتي فى الإدارة، خاصة أنى أنتقى فريق العمل بعناية شديدة وأحتوى جميع المشكلات الخاصة بفريق العمل، لذلك لا تواجهني صعوبات، فهناك تفاهم وتناغم كبير بيني وبين الممثلين والمساعدين وجميع عناصر العمل، فالمشكلات الفنية المسئول عنها المخرج أما المشكلات الإدارية تخص إدارة الفرقة أو المسرح .

- هل هناك اتجاه لمد عرض «نور الطرق « لمواسم جديدة ؟
الأمر وارد بشكل كبير، خاصة أنه عرض مكتمل العناصر ولكن لازال العرض يقدم على خشبة المسرح القومي ونتمنى عقب انتهاء لياليه أن نقوم بعمل جولات بالمحافظات. 

- تعد من أكثر المخرجين الذين تجولت عروضهم في عدد كبير من المحافظات لماذا؟
فى عام 2007 قدمت مسرحية «النمر» إنتاج المسرح الكوميدي واستمر العرض لمدة اربع سنوات وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا وكان بطولة الفنان محمد نجم ومظهر أبو النجا والفنانة حنان شوقي ومن خلال هذه التجربة وجدت أن جمهور الأقاليم متشوق ومتعطش للمسرح، وأتذكر أن سعر التذكرة كان 20 جنيها وحققنا أعلى إيرادات وصلت إلى 2 مليون جنيه، كانت هذه التجربة من أسباب اهتمامى بتقديم عروضي فى محافظات مصر المختلفة. 

 - حدثنا عن تجربة «عبور وانتصار» التى استمر تقديمها لمدة خمس سنوات ؟
«عبور وانتصار « إنتاج عام 2018 تم افتتاحه نوفمبر 2017 على مسرح بيرم التونسي، ثم قدمناه فى 2018 فى متروبول وتجول العرض فقدم فى مسرح نقابة الصحفيين ومسرح الشباب والرياضة ومسرح السلام تم عاد مرة أخرى إلى الإسكندرية وقام بعمل جولات فى عدة محافظات منها الإسماعيلية ودمنهور، وتعد تجربة «عبور وانتصار» من اقرب التجارب إلى قلبي من بين الخمس والخمسين مسرحية التي قدمتها، و كان هذا العرض سببا فى تعديل أفكار كثير من الجماهير، أحدهم شاهد العرض 35 مرة، وهناك عديد من الذكريات حول هذا العرض لما يحويه من روح وطنية عالية، وقد أشاد د. اشرف ذكى بالعرض، كل الأحداث التي قدمت به من الحارة المصرية عشتها بالفعل ورايتها. 

هل اعتمدت فيه على وثائق تخص هذه المرحلة ؟
لدى ما يقرب من 120 مرجعا لكل المعلومات التي طرحها العرض، وقد كتبت المسرحية لتقديمها كمسلسل تلفزيوني، وبرغم جودة المسلسل إلا ان المنتجين رأوا أن تكلفته الإنتاجية عالية والدولة أحق بإنتاجه فالعرض يتحدث عن حرب أكتوبر المجيدة ويحتاج إلى دبابات ومدافع وذخيرة حيه، ولم يكن لدى المخرجين مقدرة مالية لإنتاجه ولكنهم أشادوا به، وهو ما كان الدافع لتقديمه كعرض مسرحي، خاصة انى قمت بمجهود كبير لجمع المادة التاريخية، وقد أرسلت النص إلى سبع جهات أمنية ومنها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة و حصلت منهم على فيديوهات وحصلت على الموافقة على النص، فكل الشكر للقوات المسلحة وتعاون إدارة الشئون المعنوية معى . 

- من الفنانة التي تود التعاون معها فى عرض مسرحي ؟
الفنانة القديرة وسيدة المسرح العربي سميحة أيوب .

- شغلت العديد من المناصب الإدارية فأيهما تفضل عملك كفنان أم عملك بالإدارة ؟
عندما كنت أجرى اى لقاء تلفزيوني أو صحفي كنت أفضل أن يأتي قبل المسمى الوظيفي كلمة «المخرج « وسيظل طيلة حياتي لقب المخرج محمد الخولى هو الأوحد بالنسبة لى فالفنان يظل فنانا مهما شغل من مناصب . 

- ما مشاريعك المقبلة؟
أحضر لعرض مسرحي بعنوان «سهرة في حي السيدة» من المفترض أن تقدم بمسرح البالون بعد العيد مباشرة وأقوم بالتجهيز لمسرحية للقطاع الخاص تقدم فى إجازة الصيف بإحدى المحافظات .
«نور الطريق « من إنتاج المسرح القومي التابع للبيت الفني للمسرح برئاسة الفنان إسماعيل مختار تأليف عبد الرحيم كمال إخراج محمد الخولى بطولة الفنانين فردوس عبد الحميد، بهاء ثروت، خالد الذهبي، تصميم ديكور ناصر عبد الحافظ، مادة فيليمة مينا إبراهيم، و فرقة الإنشاد الديني «فراديس».


رنا رأفت