العدد 669 صدر بتاريخ 22يونيو2020
منذ منتصف مارس وبالتزامن مع تفشي فيروس كورونا اصدر رئيس مجلس الوزراء قرارا بتعليق كافة الانشطة الفنية والرياضية وغلق السينمات والمسارح والاندية الرياضية وتخفيف العمالة في العديد من القطاعات. وبالتالي فبدأت العديد من المؤسسات الثقافية والفنية تبحث عن بدائل لتقديم خدماتها للجمهور ولتكون بديلا عن الذهاب الي المسارح وفي الوقت ذاته تكون بمثابة الترفيه عن الطفل والاسرة خلال هذه الفترة .ومن المؤسسات التي ساهمت بشكل كبير وفعال في هذه الازمة وحرص علي تقديم خدماته في مجال ثقافة الطفل جاء المركز القومي لثقافة الطفل والذى كان له استعدادات كبيرة لمواجهة الازمة . حول هذه الاستعدادات وانشطة المركز كان لنا هذا الحوار مع الكاتب المسرحي والقاص وكاتب الاطفال ورئيس المركز القومي لثقافة الطفل الاستاذ محمد عبد الحافظ .
أولا: ما هي الاستعدادات والبرامج الترفيهية التي بادر بها المركز في مواجهة أزمة كورونا؟
سنبدأ بما هي الاستعدادات التي بدأنا نفكر بها منذ صدور قرارا مجلس الوزراء (719) بتخفيض العمالة وصدرت قرارات تاليه له بحظر التجمعات سواء كانت في السينما او المسرح ..الخ مرورا الى عدم وجود تجمعات في الاندية ومراكز الشباب وغيرها .هذا القرار كان بمثابة شرارة لكل من يريد ان يعمل بشكل جديد ومختلف ويجعله يفكر فيما يمكن ان يقدمه للأطفال او حتي الشباب ولكن بمنصة جديدة بخلاف المنصة المباشرة المتعارف عليها .فكانت فكرة البحث عن آلية جديدة لتقديم انشطتنا فوجدنا ضرورة تقديم كل ما هو أوديو وكل ما هو فيديو اي (كل ما هو مسموع وكل ما هو مرئي ) هذا معناه تحويل كل البرامج الي اوديو والي فيديو حتي الكتب التي تم اصدارها هذا العام لابد وان تتحول الي كتب مرئية ومسموعة .وبدأنا البحث عن المنصات المتاحة وجدنا الصفحة الرسمية لثقافة الطفل وصفحة إصدارات المركز القومي والتي كان يتم من خلالها بث الكتب المطبوعة بعد تحويلها إلي pdf بالإضافة إلي موقع المركز وهو موجود مسبقا وكنا في طريقنا إلي تحديثه ضمن منظومة التحديثات داخل الوزارة .قناة المركز القومي للطفل موجودة منذ عام 2014 ولكن كان عدد المشاهدات بها ضئيل .ولكن الآن حققت نسبة اشتراكات ومشاهدات عالية .من هنا عرفنا المنصات والالية التي سوف نعمل من خلالها يتبقى لنا البرامج .وهنا فكرنا في حلين .
الأول : أن نعرض الأعمال الموجودة لدينا والتي تم عرضها قديما والغالبية يفعل نفس الشئ وبهذا الحل سوف يأتي اليوم وينتهي ما لدينا من أعمال لنقدمها فماذا سوف نفعل؟.
هنا بدأنا في ثانيا: أن نقدم فن يواكب اللحظة الآنية ويشتبك مع الواقع ونقدم توعية للأطفال ولكن بسياق فني نستطيع الوصول به إليهم في هذه الأزمة .فبدأنا بإنتاج أول أغنية وفيلم (احمي نفسك احمي وطنك) ثم توالت الأفكار والبرامج والفيديوهات فقمنا بتقديم (مائة حكاية وحكاية –لقاء الأدباء )وطلبنا من مجموعة من الادباء مسامع صوتية وقومنا بتحويلها إالي فيديوهات بالإضافة إلي برنامج (الأراجوز يعظ) وبرنامج (أبلة عطية) .انضم إلينا مجموعة أاخرى من الأدباء للإشتراك معنا فخرج برنامج (الدكتور جلجول) بالإضافة إلى برنامج (حكايات جدو) واتسع وتعاون معنا مجموعة من الفنانين فقدمت الأستاذة مريم فريد معرض أون لاين للأطفال وبدأنا بالتعاون معها ومع الأستاذ أحمد عبد النعيم بأن نرسل لهم أعمالا للأطفال ويقوموا بالتعليق عليها وكتابة قراءة نقدية وقمنا بتحويل المعارض والرسومات إلي فيديوهات وامتد الموضوع ليشمل الأسرة بأكملها فخرج برنامج (إبداعات الأسر)وقدمت الدكتورة شوق النيكلاوي (مسرحيات متحفية)وتوالت الأفكار وقدم السيناريست وليد كمال (دقيقة من فضلك)والأستاذ علي حسين برنامج (أنا وذوى الهمم)وهو برنامج تثقيفي للآباء عن اولادهم ذوى الهمم .كما ان هناك برامج تم ترجمتها للغة الاشارة لتناسب الأطفال من الصم والبكم وبادر الأستاذ وائل عوض بتقديم حصص للموسيقي وغيره الكثير من البرامج التي قاربت من ال20 برنامج متنوع .وإبداعات الاطفال لم تقتصر على القاهرة فقط .بل جاءت إلينا من الجيزة ومطروح والشرقية وغيرها من المحافظات .فأصبحنا نرى الجمهور يتفاعل مع فكرة الأون لاين بشكل جيد.
هل هذه الأنشطة التي سبق الحديث عنها سوف تكون قاصرة فقط على فترة الحظر أم سوف تستمر بالتوازي مع التلقي المباشر من خلال المسرح بعد أزمة كورونا؟ وهل سيجد نفس الصدى والتفاعل منه خلال التلقي؟
بالطبع لن تتوقف القناة وسيكون لها برامج ولها هيكل يعمل من خلاله كل من يشارك معنا وهذا القرار نهائي ومن يفعل غير ذلك فلم يستفد من فترة الحظر والدليل أننا خلال شهر رمضان قدمنا أعمالا تناسب هذا الشهر أون لاين بالإضافة إلى كل البرامج التي تحدثنا عنها .فهناك برامج يومية وفقرات مختلفة ومتنوعة ما بين الترفيه والتثقيف والمتعة .أما عن الصدى فنجد لو افترضنا أن عدد من يأتوا الينا في المسرح 200 او اكثر يمكن ان يصل ال 500 ليشاهدوا العمل المقدم فقط .ولكن من خلال المنصات فنحن وصلنا ال 1200 مشترك ونطمح في الزيادة في نهاية رمضان ليصلوا الي 2000 مشترك .وقد قربنا من 33000 مشاهدة بخلال المشاهدات علي الفيس بوك التي اقتربت من 50 الي 60 الف .
حدثنا عن فن الأراجوز والمدرسة التي وجهت الوزيرة إيناس عبد الدايم بإنشائها من خلال المركز؟
ازمة كورونا قد اخرت العديد من الاشياء التي كنا بصدد تنفيذها .ولكن الاراجوز كفكرة لم تتوقف وهذا هو الاهم .ونحن قبل الأزمة قد ارسلنا بتصورات وفي انتظار الرد .ولكن الاراجوز نفسه بدأ في التواجد بشكله غير التقليدي وهذا هو الجديد وايضا بدأت كتابات نمر جديدة له بخلاف النمر القديمة التقليدية المعروفة .فالاراجوز عندما تواجد في برنامج (الاراجوز يعظ) كان يقدم النمر القديمة المحفوظة .ولكن هو الان موجود بنمر جديدة وفى نفس الوقت هناك كتاب عن فن الاراجوز يقوم بكتابته احد الاساتذة الكبار وسيكون متاح وموجود في الفترة القادمة .وكذلك النمر الجديدة التي تكتب وتمثل ايضا ستكون موجودة في الفترة القادمة .ومنتظرين بعد انتهاء الازمة تفعيل المدرسة والورش وليس في الوقت الحالي .
بوصفك كاتب لمسرح الطفل .لماذا نفتقد الكتابة لمسرح الطفل وأصبح الاعتماد على المسرحيات التراثية؟
هناك مقولات جاهزة اصبحت تتردد بأننا نفتقد الكتابة للأطفال .فنحن نمتلك كتابات جيدة ونمتلك انتاج جيد لمسرح الطفل ولكن يمكن ان نكون لا نمتلك المنصات بشكل جيد لكي نقدم ذلك .فعلي سبيل المثال لا توجد قناة تليفزيونية للطفل .كما انه لا توجد شركات انتاج تنتج أعمالا للأطفال.إذن الوسيط هو المختفي وليس الكتابات .ولكن مع ذلك نجد الهيئة العامة لقصور الثقافة قامت بإنتاج 25 مسرحية للأطفال عل مستوى المحافظات العام السابق ب25 كاتب ونحن نطالب بزيادة المنتج للطفل .فبدلا من أن يقدم المسرح القومي للأطفال مسرحية واحدة على مدار العام على سبيل المثال .يقدم 4 او 5 مسرحيات .ولكن ما يحدث مثلا مسرحية مثل (أليس في بلاد العجائب) تقدم وتفوز بنجاح كبير فنجد منتج اخر او جهة انتاج اخرى تقوم بتقديم مسرحية من الف ليلة وليلة مثلا على غرار النجاح السابق .فنجد ان جهات الانتاج تكرر سياقاتها .هذا مطلوب والتجديد ايضا مطلوب .وانا اتصور ان هناك مسرحين يمكن ان يحققوا طفرة في مسرح الاطفال هما (مسرح التربية والتعليم –ومسرح الثقافة الجماهيرية للطفل تحديدا) اذا توفر لهم الدعم المناسب . لان في النهاية المسرح القومي به مكان واحد (فرقة تحت 18 ) ومسرح العرائس ايضا يمتلك مكان واحد . ف هذه الاماكن محدودة جدا والاعمال التي تقدمه في الموسم الواحد كذلك محدودة ومشاهديها من القاهرة والجيزة فقط .وهؤلاء ليسوا كل انحاء الجمهورية .اذن الجهات الاخرى التي تنتج مسرح يجب ان تلقى العم ونشاهد اعمالها ونكتب عنها نقديا .ودور المركز انه يقوم بإنتاج ونشر سلسلة لمسرح الطفل .خرج منها ثلاث مسرحيات انتج منهم واحدة .وهذا جزء من دوره .كما نقوم بإنتاج 3 نمازج لمسرح الطفل .مسرح بشري مثل (الاراجوز الكسلان)تم تقديمه في شكل الاراجوز نفسه .ثم شكل الاراجوز نفسه كمفردة من مفردات المسرح .بالإضافة الي مسرح العرائس كما في (ابلة عطية ). كما ان دور للمركز ايضا هو دعم ورعاية اي عنصر او مفردة من مفردات مسرح الطفل وتقديم له الدعم المناسب .وهذا ما حدث في مجال نشر الكتب .اما ادوات التنفيذ هي الهيئة العامة لقصور الثقافة _المسرح المدرسي_ مسرح مراكز الشباب للأطفال .جميعهم متكاتفين سوف يقدون منتج محترم .
هل هناك معايير للكتابة لمسرح الطفل؟
بالطبع كاتب الطفل لابد من ان يسأل نفسه مجموعة من الاسئلة اثناء الكتابة وهي محددات للكتابة لمسرح الطفل وهي. لمن اكتب –وماذا اكتب _وكيف اكتب. ولابد من تحديد الفئة العمرية التي سوف يتوجه بالكتابة اليها بالإضافة الى كيف يفعل ذلك . فهناك اطفال تحب المسرح واخرى تحب القصة وهكذا .اذن كيف اكتب وما هو المحتوى الذي اطرح من خلاله الفكرة .بالإضافة الي اختيار الموضوع ومدى ملاءمته للفئة العمرية الذي يتوجه اليه وهو امر هام . اذن لابد من التفكير فيما هو الموضوع الذى سيقدمه وكيف يقدمه.
هل هناك خطة لعمل مسابقات للكتابة او الإخراج لمسرح الطفل؟
بالفعل يوجد 22 مسابقة في المركز القومي لثقافة الطفل يعلن عنها سنويا للأطفال .والعام القادم سوف تكون هناك مسابقة لكتابة السيناريو ومسابقة للكتابة للمسرح وهذا جزء لدعم المسرح من المركز .بالإضافة لمسابقة المخترع الصغير وكيف تصنع كتابك الالكتروني وابداعات القصة والشعر والرواية للأطفال والفنون التشكيلية .فهناك مسابقات متنوعة يعلن عنها سنويا والفائزين يتقاضون مبالغ مالية وشهادات تقدير وميداليات.
ماهي ابرز الصعوبات التي تواجه عمل المركز في تنفيذ تلك الانشطة ؟
هي ليست صعوبات ولكن أهداف نتمنى تحقيقها في الفترة القادمة. مثل احلال وتجديد الحديقة الثقافية . والدكتورة ايناس عبد الدايم مشكورة تساعد المركز في ذلك . ايضا اعادة هيكلة وظيفية للعمل الوظيفي داخل المركز وبالفعل قمنا به وننتظر قرار التنظيم والادارة بالموافقة . الفترة القادمة نقدم نوعية مختلفة من الانشطة نتمنى ان تناسب الوقت الحالي مثل ما قمنا بتقديمه اثناء فترة الحظر .ايضا ميزانية المركز نتمنى زيادتها من قبل وزارة المالية ووزارة التخطيط لأنها سوف تضع المركز في سياق جيد . هذه طموحات وليست عقبات نتمنى تنفيذها في اقصر فترة ممكنة .